الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الکلام و الفرق / الإسلام /

فهرس الموضوعات

تحرك العثمانيون في النصف الأول من القرن 8ه‍/14م في آسيا الصغرى باتجاه بحر مرمرة تدريجياً، و استولوا على القسم الأكبر من شبه جزيرة إزنيق و سواحل خليج إزميت ثم مدينة إزميت (نيقومديا) و إسكوتاري و إمارة قراسي، و سيطروا على السواحل الجنوبية من مرمرة و هيؤوا الأرضية للعبور إلى أوروبا (شاو، 1/44-45؛ أيضاً ظ: ن.د، إزنيق، أيضاً إزميت؛ لكيفية دخول العثمانيين المسلمين جزيرة البلقان و القسم الجنوبي الشرقي من أوروبا، ظ: تتمة المقالة).

و بعد الاستيلاء على إزنيق، ثاني المدن البيزنطية، في 731ه‍/1331م من قبل أورخان ثاني الملوك العثمانيين (ظ: هامرپورغشتال، 1/ 148-149؛ إينالجيك،274؛ ن.د، إزنيق). لم‌يتبق في رقعة حكم الدولة البيزنطية سوى القسطنطينية و المناطق حولها. و في عهدي مراد الأول و بايزيد الأول (يلدرم) اتسعت ممتلكات الدولة العثمانية في أوروبا. و قام بايزيد في أوائل حكمه بمحاصرة القسطنطينية (هامرپورغشتال، 1/266-267) وعمل على تشكيل جيش، و نشر الإسلام من خلال اختيار جنود من المناطق المسيطر عليها في أوروبا من بين الشباب المسيحيين الذين كانوا يسمون «ديوشيرمه» (شاو، 1/ 68). و قد عرف بلقب حاكم الإسلام بعد الانتصارات التي حققها في البلقان (م.ن، 1/74؛ إينالجيك، 290). و لذلك تدفق الآلاف من المسلمين إلى آسيا الصغرى، و انخرطوا في خدمة بايزيد (شاو، ن.ص). و في هذه الفترة تأسست في القسطنطينية محكمة إسلامية على إثر ضغوط بايزيد على الدولة البيزنطية و عُين قاض لها، و خصصت للمسلمين في تلك المدينة حارة تضم 700 بيت و مسجدين (أوزون چارشيلي، «تاريخ...»، I/145-146). و اعتبر السلطان محمد الأول اللغتين التركية و الفارسية اللغتين الرسميتين بدلاً من اللغة اليونانية و ذلك لنشر الثقافة الإسلامية، و دعم جمعيات الأخوة التي كانت العامل المهم لنشر الإسلام في ممتلكات العثمانيين (شاو، 1/85-86).

و في عهد مراد الثاني، تحالف الإمبراطور البيزنطي يوحنا باليولوغ الثامن مع الكنيسة الرومية و القسطنطينية لكسب دعم أوروبا، و دخل هو نفسه في عضوية هذه الكنيسة، و لكن أهالي القسطنطينية أعلنوا معارضتهم وفضلوا الحكم و المداراة الإسلامية على التعصب الديني للكنيسة الرومية (م.ن، 1/ 99). وأخيراً، تحققت أمنية العثمانيين القديمة في عهد السلطان محمد الثاني (حك‍ 855-886ه‍/1451-1481م) و بدأ عهد جديد في تاريخ آسيا الصغرى بالاستيلاء على القسطنطينية و سقوط الدولة البيزنطية في 25 ربيع الأول 857ه‍/ 5نيسان 1453م (صولاق زاده، 191-192؛ هامر پورغشتال، 2/263، 301؛ أوزون چارشيلي، ن.م، I/157-158؛ نشري، 2/690، 704-707). و قدم المسلمون الذين كانوا يعتبرون هذه المحاصرة جهاداً، إلى إستانبول بشرائحهم المختلفة (ن.ص). و أخيراً، سقطت إستانبول في 20 جمادى الأولى 857ه‍/ 29 أيار 1453م. و بفتح إستانبول، ارتفع الأذان من حاضرة الحكومة البيزنطية (نشري، 2/706؛ هامرپورغشتال، 2/277، 302-303؛ أوزون چارشيلي، ن.م، I/491-492). و أقيمت صلاة الجمعة (نشري، 2/706- 708) و منذ ذلك الحين دخلت آسيا الصغرى بجيمع أرجائها التاريخ باعتبارها منطقة إسلامية، و اعتبرت من حاضرات العالم الإسلامي المهمة حتى انهيار الدولة العثمانية في 1918م و لغو الخلافة في 1924م.

 

في شبه جزيرة البلقان

بعد تحول الدولة العثمانية من إمارة صغيرة إلى دولة كبيرة و قوية في آسيا الصغرى، بدأ حكام هذه الدولة منذ القرن 8ه‍/14م بالتقدم باتجاه شبه جزيرة البلقان وجنوب شرقي أوروبا و قبل العثمانيين كانت هناك مجموعة من تركمان عشيرة ساري ـ سلتوق قد هربت من خراسان من أمام هجوم المغول، و قدمت إلى البلقان في 7ه‍/13م، و شكلت في مدينة دوبروجا مجتمعاً مسلماً مؤلفاً من 10-12 ألف شخص («دائرة‌المعارف...»، V/29). و منذ 662- 758ه‍ هاجم المسلمون الأتـراك المناطق البيزنطية في أوروبا 18 مرة (هامرپورغشتـال، 1/ 168-191). و قد ساعد أورخان ثاني ملك عثماني، كانتا كوزنه الملك البيزنطي خلال التنافس على التاج و العرش البيزنطي والذي كان قد ظهر بعد موت أندرونيقوس الثالث في 742ه‍/1341م، و بذلك دعم موقف المسلمين. و منحت قلعة چيمپ إلى جانب مضيق الداردانيل إلى أورخان، و تمت السيطرة على شبه جزيرة غليبولي باعتبارها أول قاعدة عثمانية و منطقة إسلامية في البلقان (شاو، 1/45-46). و اعترف الإمبراطور الرومي رسمياً بفتوح المسلمين في أوروبا (م.ن، 1/47؛ إينالجيك، 274-275). و تزوج أورخان بتيودورا إبنة كانتا كوزنه (هامرپورغشتال، 1/183-184؛ إينالجيك، 274؛ شاو، 1/45).

و بعد أورخان، واصل مراد الأول ثالث حاكم عثماني، سياسة أبيه المتمثلة في التقدم باتجاه البلقان، و استغل قاعدة غليبولي في الاستيلاء على تراقية و مقدونيا و بلغاريا و الصرب (شاو، 1/47). و استولى أولاً على مدينة أدرنة، أي أقوى قاعدة بين القسطنطينية و الدانوب و البحر الأسود (هامرپورغشتال، 1/ 208؛ شاو، 1/ 49؛ إينالجيك، 275؛ ظ: ن.د، أدرنة) و اتخذها عاصمة له (هامرپورغشتال، 1/217). و هزمت القوات المسيحية المتحالفة في ماريتسا (معركة تشيرمن) أمام مراد و أصبح أمراء البلقان تحت وصاية المسلمين (إينالجيك، ن.ص).

و على إثر فتح أدرنة بدأت هجرة المسلمين الأتراك من الأناضـول إلى روم إيلي (القسم الأوروبي من الدولة العثمانيـة)، و أقر الإمبراطور الرومي الوضع القائم، و نقل مراد عدداً كبيراً من المسلمين إلى تراقية بعد دفع 60 ألف عملة مسكوكة إلى الجنيفيين (ظ: ن.د، أدرنة). و تعامل العثمانيون مع المسيحيين واليهود الساكنين في البلقان بحكم أهل الكتاب، و في أثناء ذلك أسلم عدد كبير من المسيحيين مثل البوغوميليين (شاو، 1/51). واصل مراد الأول تقدمه نحو الجنوب الشرقي من أوروبا، فاستولى على صوفيا، و أخضع ملك البلغار شيشمان لطاعته ثم تحرك باتجاه الصرب (إينالجيك، 276؛ شاو، 1/52-53). و سقطت الصرب بيد العثمانيين بعد معركة كوزوفا (قوصوه) الواقعة في الصرب الجنوبية (ظ: هامرپورغشتال، 1/ 249-256؛ إينالجيك، 277؛ شاو، 1/55). و رغم أن السلطان مراد قتل في هذا الهجوم على يد محارب يدعى ميلوش (هامرپورغشتال، 1/251)، و لكن المسلمين تحولوا إلى قوة حقيقية في شبه جزيرة البلقان (إينالجيك، ن.ص) وثبّت الحكام العثمانيون حكومتهم باعتبارهم ملوك الإسلام في بلغاريا و الصرب (شاو، 1/56).

و استولى بايزيد الأول على مناطق سيلسترة و فالاشي (الأفـلاق) و مولدافيا (بوغـدان) و فيدين فـي المجر و البوسنـة و ألبانيا استمراراً في سياسة التقدم في أوروبا، و أصبحت سراياغـو ــ سـراي بــوسنـة ــ حاضرة مناطق المجر الحدودية، وجاور المسلمون رقعة حكم أسرة هابسبورغ (إينالجيك، 288-289). وسرّع بايزيد من انتشار الإسلام في هذه المناطق من خلال بناء المساجد، و الأماكن الدينية في المدن المختلفة و منها أدرنة (هامرپورغشتال، 1/262-263).

و دفع تقدم المسلمين في أوروبا البابا بونيوفاكيوس التاسع إلى التفكير، فعمل على الإعداد لحرب صليبية أخرى. فنظم جيشاً مؤلفاً من الإنجليز و الأسكوتلنديين و البولونيين و البوهميين والنمساويين و الإيطاليين، و ارتكبوا المذابح بحق المسلمين بعد عبورهم الدانوب. و حدثت المعركة النهائية في 21 ذي الحجة 798ه‍/25 أيلول 1396م في نيقوبوليس (نيكبولي) و كان النصر من نصيب المسلمين (شاو، 1/74؛ هامرپورغشتال، 1/282؛ إينالجيك، 278). و قد أدى هذا الانتصار إلى شهرة بايزيد في العالم الإسلامي، و لقب بـ « سلطان الروم» (م.ن، 279). كما أجبر خليفته السلطان محمد من خلال فتح دوبروجا، النبلاء الإقطاعيين في البلقان على قبول حكم المسلمين (شاو، 1/87).

و في عهد مراد الثاني فرض العثمانيون سيطرتهم على سواحل إيجة بفتح سالونيك؛ فخضعت بلغاريا لإشراف المسلمين المباشر، و استمرت سياسة أسلمة البلقان (م.ن، 1/105). و بسط السلطان محمد الثاني (الفاتح) سيطرة المسلمين حتى سواحل دالماجي بعد فتح البوسنة، و تقدمت طلائع جيشه (الأقينجيين) حتى ميناء تريست. و في القرن 10ه‍/16م على عهد السلطان سليمان أستؤنف التقدم في أوروبا من خلال الهجوم على بلغراد («دائرة‌المعارف»، V/29). و لكن المسلمين قاموا بأعمال كثيرة بعد السيطرة على البلقان لتثبيت موقفهم، و قد زادت هذه الأعمال من المؤيدين لهم بين المزارعين. و منها، أنهم أبطلوا نظام الإقطاع السائد في البلقان، و ألغوا نظام السخرة بين القرويين، وحرروهم من التبعية للأرض من خلال إقرار نظام «الرعاية الطبية» و الأراضي «الميرية» (الحكومية)، و لم‌يوجبوا عليهم سوى دفع ضرائب بمقدار 22 أسبر كانت تسمى بضرائب الأراضي المزروعة و ذلك باعتبارهم رعايا الدولة الإسلامية (إينالجيك، 286-287).

و تشير الدراسات الإحصائية إلى أن 80-90٪ من سكان منطقة تراقية و سنجاق آيدين، في القسم الأوروبي من الدولة العثمانية، كانوا مسلمين في منتصف القرن 9ه‍/15م. و بدأت بعد الفتوح العثمانية في البلقان، موجات هجرة واسعة إلى هذه المنطقة. و قد سكنوا تراقية و شرق شبه‌جزيرة البلقان، و أوجدوا المئات من القرى الجديدة، و سموها بأسماء مساكنهم القديمة في الأناضول، و أسلم تدريجياً عدد من القرويين المسيحيين. كما حول المسلمون المدن التي كانوا يسكنونها إلى مدن إسلامية. و على سبيل المثال فإن مدينة إسكوبية (ن.ع) التي كان المسلمون قد فتحوها في 793ه‍/1391م، كانت تضم في 859ه‍/1455م، 22 حياً مسلماً و 8 أحياء مسيحية. و ذكر أن عدد مسلمي بلغاريا كان يبلغ في 957ه‍/1550م حوالي 000,200,1 نسمة و يدل وجود عدد كبير من المساجد و المدارس و الأماكن الإسلامية الأخرى في بلغاريا خلال 803-1009ه‍/1400-1600م، على انتشار نفوذ الإسلام في هذه المنطقة («دائرة المعارف»، V/30).

و مع الأخذ بعين الاعتبار التغييرات التي حدثت في الإمبراطورية العثمانية منذ القرن 11ه‍/17م، فقد تقلص تدريجياً عدد المسلمين و نفوذهم في البلقان (IA,V/(2)1094). و تغيرت تركيبة السكان في القرن 13ه‍/ 19م لصالح المسيحيين. و بعد الحـرب الــروسيـة ـ العثمانية في 1294ه‍/1877م، و بعد انعقاد معاهدة برلين في 1295ه‍، و استقلال بعض بلدان البلقان، تم ترحيل حوالي مليون نسمة من مسلمي البلقان، و في هذه الحرب قتل حوالي 400 ألف منهم (ن.ص). و مع كل ذلك، يعد الإسلام اليوم، ثاني أكبر دين في شبه‌جزيرة البلقان، و يشكل المسلمون 15٪ من سكانها، حيث ذكر أن عددهم يبلغ 9 ملايين وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار السكان المسلمين الساكنين في ناحية تراقية في تركيا و التي هي جزء من شبه‌جزيرة البلقان، فإن عدد المسلمين يبلغ 15 مليون نسمة و يشكل المسلمون 70٪ من سكان ألبانيا، و 17٪ من يوغوسلافيا السابقة، و 26٪ من بلغاريا؛ ويعيش 70 ألفاً في رومانيا و 250 ألفاً من المسلمين في اليونان. و يقيم 80٪ من مسلمي يوغوسلافيا السابقة في كوزوفا (قوصوه) ومقدونيا، و 42٪ في البوسنة و الباقي في الهرسك و كروفاسيا. ويسكن مسلمو بلغاريا في شرق هذه البلاد في رازغراد وسيلسترة، في أطراف مريتش و جبال رودوب («دائرة المعارف»، V/27).

 

المصادر

الآقسرائي، محمود، مسامرة الأخبار و مسايرة الأخيار، تق‍ : عثمان توران، أنقرة، 1944م؛ ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن حوقل، محمد، صورة الأرض، بيروت، 1979م؛ ابن‌خرداذبه، عبيدالله، المسالك و الممالك، ليدن، 1938م؛ الإصطخري، إبراهيم، مسالك و ممالك، ترجمة فارسية، تق‍ : إيرج أفشار، طهران، 1347ش؛ البلاذري، أحمـد، فتـوح البلـدان، القـاهـرة، 1956م؛ حتـي، فيليـب خـليـل، تـاريـخ عـرب، تج‍ : أبـوالقاسم پاينده، طهـران، 1366ش؛ حدود العالـم، تق‍ ‍‌: منوچهر ستوده، طهران، 1362ش؛ سامي، شمس الدين، قاموس الأعلام، إستـانبـول، 1306ه‍؛ شــاو، ا. ج.، تاريـخ إمپرطـوري عثمانـي وتركيـۀ جديـد، تج‍ : محمود رمضان‌زاده، طهران، 1370ش؛ صولاق زاده، محمد، تاريخ، إستانبول، 1880م؛ الطبري، تاريخ؛ لسترنج، جي.، جغرافياي تاريخي سرزمينهاي خلافـت شرقي، تج‍ : محمود عرفان، طهران، 1364ش؛ المقدسي، المطهر، آفرينش و تاريـخ، تج‍ : محمد رضا شفيعي كدكنـي، طهـران، 1364ش؛ نشـري، محمـد (ظ: ملـ‍ )؛ هامرپورغشتال، دولت عثمانية تاريخي، تج‍ : محمد عطا، إستانبول، 1329ه‍؛ اليعقوبي، أحمد، تاريخ، تج‍ : محمد إبراهيم آيتي، طهران، 1356ش؛ وأيضاً:

 

Babinger, F., «Der Islam in Kleinasien», ZDMG, 1922, vol. LXXVI; IA; Inalcik, H., «The Emergence of the Ottomans», The Cambridge History of Islam, Cambridge, 1970, vol. I(A): Neṣri, M., Kitâb-l Cihan-Nümâ, ed, F. R. Unat and M. A. Köymen, Ankara, 1957; Runciman, S., Byzantine Civilisation, London, 1975; Turan, O., «Anatolia in the Period of the Seljuks and the Beyliks», The Cambridge History of Islam, Cambridge, 1970, vol. I(A); id, Selcuklar tarihi ve Türk- Islam medeniyeti, Istanbul, 1969; Türkiye diyanet vakfı İslâm ansiklopedisi, Istanbul, 1992; Uzunçarṣılı, İ. H., Anadolu Beylikleri ve Akkoyunlu Karakoyunlu devletleri, Ankara, 1969; id, Osmanlı tarihi, Ankara, 1983; Veccia Vaglieri, L., «The Patriarchal and Umayyad Caliphates», The Cambridge History if Islam, ed. P. M. Holt, Cambridge, 1970, vol. I(A).

علي أكبر ديانت/خ.

 

الإسلام في منطقة القفقاز

بدأ نفوذ الإسلام في القفقاز بفتوح المسلمين. ففي 22ه‍/643م وصل عبدالرحمان بن ‌ربيعة دربند (ديارالباب). فاستأمن شهربراز الحاكم الإيراني لتلك المنطقة. فشرح سراقة بن عمر الأمر في كتاب بعثه إلى الخليفة الثاني، فأعطاه عمر بن الخطاب الأمان (الطبري، 4/156-157). وعندما تولى عثمان بن عفان الخلافة (23-35ه‍/644-656م)، طلب من معاوية الذي كان عامله في الشام و الجزيرة، أن يبعث حبيب بن مسلمة الفهري إلى أرمينية. فتوجه بجيشه إلى تلك المنطقة حتى بلغ قاليقلا. قاتل أهالي المدينة في البدء، و لكنهم وافقوا في نهاية المطاف على دفع الجزية. و بعد هذه الحادثة غادر الكثير من الأهالي الأتراك المنطقة و ذهبوا إلى بلاد الروم (الدولة البيزنطية) (البلاذري، 277- 278).

و في هذه الفترة بلغ حبيباً أن أرمنياقوس جمع عدداً كبيراً ضد المسلمين و قد سارع إلى دعمه عدد كبير من أهالي آلان والأفخاز و سمندر. فطلب حبيب المساعدة من عثمان في رسالة بعثها إليه. فكتب عثمان إلى معاوية، و بعث الأخير جنداً لمساعدة حبيب بن مسلمة، و أسكنهم في قاليقلا. كما طلب عثمان من سعيد بن العاص بن أمية عامله في الكوفة أن يرسل جيشاً بقيادة سلمان بن ربيعة الباهلي لمساعدة حبيب بن مسلمة (ن.ص؛ الطبري، 4/ 248). فوصل سلمان بن ربيعة إلى حبيب بستة آلاف من أهالي الكوفة في قاليقلا. و خلال ذلك حدث اختلاف بين جيش الشام و الكوفة و لذلك أمر عثمان سلمان بن ربيعة بفتح أران (البلاذري، 278-279).

و على إثر هذه الحادثة انقسم الجيش العربي إلى فئتين: فتوجه حبيب بن مسلمة بجيش الشام لفتح جورجيا، و فتح تفليس (م.ن، 283-284)؛ و فتح سلمان بن ربيعة بجيش الكوفة مدينتي برذعه وبيلقان. ثم فتح قَبلَة (كَبَلَك) و بلغ دربند. و منذ ذلك الحين سُد الطريق أمامه و واجه بالقرب من نهر بلنجر مقاومة الخاقان الحاكم للخزر. و في هذه المعركة قتل سلمان بن ربيعة مع 4 آلاف من جيشه (م.ن، 285-287). ولى عثمان في البدء المغيرة بن‌‌شعبة على آذربايجان و أرمينية، و لكنه عزله فيما بعد (م.ن، 288).

و في عهد خلافة علي‌بن‌أبي‌طالب (ع) (35-40ه‍/656-661م)، كان الأشعث بن قيس والياً على أرمينية و آذربايجان (ن.ص). وفي عهد معاوية (41-60ه‍/661-680م)، كان عبدالله بن‌حاتم بن النعمان بن عمرو الباهلي والياً على أرمينية و آذربايجان أولاً ثم أخوه عبدالعزيز من بعده (ن.ص). وفي42ه‍/662م انطلق المسلمون لمحاربة أران في شمال القفقاز (الطبري، 5/172).

و خلال هجوم العرب على إيران، كان القائد العسكري الألباني الأصل في القفقاز (أران) شخصاً يدعى جوانشير. و قد ذكر مؤلف «تاريخ ألبانيا» أنه من سلالة مهران و من أقارب كسرى الثاني (أبرويز)، لأن خالي كسرى و يدعيان بندوي و بسطام (وستهم) واللذين اشتركا في مؤامرة قتل هرمز الرابع والدكسرى، كانا أيضاً من سلالة مهران (كالان كاتواتسي، 93). و قد قاتل جوانشير بجيشه العرب لبضع سنوات مع الجيش الإيراني، و لكنه عاد إلى ألبانيا بعد هزيمة الجيش الإيراني («تاريخ آذربايجان» I/105).

الصفحة 1 من57

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: