الإسلام
cgietitle
1442/9/16 ۱۸:۵۹:۱۹
https://cgie.org.ir/ar/article/236183
1446/7/14 ۲۲:۱۰:۲۷
نشرت
7
و يبدو أن صعوبة معركة پواتييه، كانت تبعد قارله عن فكرة محاربة المسلمين من جديد (ن.ص). و عندما قدم عقبة إلى شمال البرتات، توجه معه المسلمون الذين كانوا قد استولوا على بعض المدن في منطقة بروفانس، و حولوها قاعدة، إلى منطقة الدومينية، و بعد احتلال و تدمير سان بول تروا شاتو و دونزير اتجهوا إلى الشمال، و دمروا جميع الكنائس المحيطة بفيين في فالانس انتقاماً لبلاط الشهداء (ن.م، 280-281). و قد تولى القيادة في هذه التحركات والي أربونة عبدالرحمان بن علقمة اللخمي المعروف بـ «فارس الأندلس» و كان يرافق المسلمين مورونت والدوق مارسي و أمير بروفانس حاكم المناطق الواقعة بين الرون و الألب و أقوى قائد في المنطقة. اجتاح المسلمون في البدء ليون ثم بورغني، و استردوا جميع مراكزهم السابقة تقريباً في جنوب فرنسا، و من حدود شمال إيطاليا (بيمون) و حتى المحيط (ن.صص). و هنا هب قارله للمواجهة، فبعث أخاه شلدبراند بقوة كبيرة إلى فيين و طلب من لويتبراند ملك اللومبادر (في شمال إيطاليا) أن يهاجم الجناح الشرقي للمسلمين في جبل پيدمنت، ولمينجح شيلدبراند في الهجوم على فيين التي كان المسلمون قد عززوها إلى حد كبير. قدم قارله بنفسه مع قوة جديدة و هاجم لويتبراند من بيمون. و دافع المسلمون المحاصرون في أبنيون بشجاعة، و لكن الفرنج؛ انتصروا أخيراً، و أعملوا القتل في المسلمين (مؤنس، فجر، 281-282). و هاجمت قوة الفرنج باتجاه أربونة و أغلق أهالي مناطق البرتات الطرق التي تربط المسلمين بالأندلس. و لميكن بإمكان قوة المسلمين في غالة الارتباط بالأندلس، إلا عن طريق البحر، و أما القوة التي بعثها عقبة إلى أربونة من البحر فقد غافلها قارله (119ه/ ربيع 737م)، و لكنه لميحقق نتيجة من محاصرة أربونة. كما لميدعم أهالي جنوب غالة قارله فنظروا إليه كعدو، و عاد إلى الشمال بعد تدمير عدة مدن وأسر الكثير من المسلمين و الرهائن من وجهاء غالة (ن.م، 282-284؛ عنان، 1/119-120).
عاد عقبة إلى سبتيمانية في 120ه/ ربيع 738م و استولى مرة أخرى على مدينتي آرل و أبنيون و بعض المناطق الأخرى في بروفانس. و لكن قوات قارله المتحالفة و الأمراء الفرنج الآخرين أجبروا عقبة على التراجع، و استطاع بعد جهد بالغ أن يمرّر بقية قواته من البرتات، و يوصلها إلى قرطبة و هكذا، لميبق في سبتيمانية بيد المسلمين سوى أربونة و مظيق بين أربونة والبرتات (م.ن، 1/120-121؛ مؤنس، ن.م، 286-287). و في هذه الأثناء، توفي عقبة و ابتلي خليفته عبدالملك بن قطن بثورة البربر و مناهضة الطوائف العربية الأخرى و قتل، و قدم المطالبون بالانتقام له إلى قرطبة مع عدد كبير من القوات المرابطة في أربونة ( أخبار مجموعة، 37-43) و هذا ما أدى إلى أن تخلو فرنسا من أفضل المدافعين المسلمين مما تسبب في الهزيمة النهائية للمسلمين هناك. و خرجت المدن الكبيرة في سبتيمانية مثل بزية ونيمة و نيم و مجلونة من سيطرة المسلمين مع استقرار أمر پيپين الثاني خليفة قارله لسلطته، و اهتمامه بالجنوب و سيطر الأهالي على زمام الأمور في إمارات البرتات، مثل كنتبريه، ونبره (نافار)، و عاد عبدالرحمان بن علقمة إلى أربونة و قد ضعف موقفه (مؤنس، ن.م، 288).
و بعد عدة سنوات، أي في 133ه/751م، حيث نقل پيپين الثاني عرش الميروفنجيين إلى أسرته (الكارليين)، توجه إلى أربونة بقوة كبيرة، و حاصر أربونة بمساعدة أحد أمراء القوط في جنوب جول و يدعى أنسموندوس الذي سلم منطقته إلى پيپين، و لكنه لميحقق نتيجة و تراجع. و حتى 7 سنوات بعد ذلك لمترسل قوة إلى جنوب فرنسا بسبب زوال الأمويين و دخول عبدالرحمان الداخل الأندلس، و بقيت أربونة لوحدها بيد المسلمين بدعم من معسكره و كذلك بسبب مشاكل پيپين الداخلية. و بعث عبدالرحمان الداخل في 140ه/757م بعد تثبيت سلطته في الأندلس، أحد قادته إلى أربونة. و ابتليت هذه القوة بهجوم قبائل منطقة البرتات، فهزمت. ومنذ ذلك الحين تركت أربونة لحالها، وأقدم المسيحيون فيها في 141ه بمساعدة بعضهم البعض على قتل المسلمين، و فتحوا بوابات المدينة بوجه قوات الفرنج. و أسرع پيپين في إرسال قوة لدعم المتمردين و أخيراً و بعد حوالي 30 سنة، استعادوا هذه القاعدة الإسلامية في منطقة سبتيمانية وجنوب غالة من المسلمين (مؤنس، فجر، 289-291). و رغم أن مجاميع من المسلمين بقيت في بعض من مناطق دوقية الدوفينية و كونتية نيس و في الوديان الغربية من الألب في عهد الحكم الشارلماني (151- 198ه/ 768-814م) و كانوا أحياناً يقومون ببعض التحركات حتى مناطق جرينوبل، و لكن سيطرة المسلمين في جنوب فرنسا كانت قد انتهت بسقوط أربونة (ن.م، 291-292). إن لجوء بعض الأمراء المسلمين في شمال الأندلس إلى ملوك الفرنج و تمسكهم بهم للحصول على دعمهم إزاء أموييي الأندلس، و علاقات العباسيين الودية مع الدولة الفرنسية رغم عداء الفرنج للمسلمين في جنوب فرنسا و دولة قرطبة الأموية (شكيب أرسلان، 117-119) كل ذلك هو في الحقيقة تكرار للقصة التاريخية المتمثلة في هزيمة وحدة العقيدة أمام اختلاف المصالح الاقتصادية و السياسية.
ذكر نفوذ المسلمين لأول مرة في 278ه/891م في خليج سان تروپه في الجنوب الغربي من نيس و موناكو، حيث اتسع فيما بعد، و مما سهل مهمة المهاجمين أكثر، الاختلافات الداخلية بين أهالي هذه المناطق، والاستعانة بالمسلمين لمواجهة البعض الآخر. و يبدو أن هذا النفوذ لميكن له هدف ديني و سياسي، و كان هدفه الوحيد المغامرات والبحث عن الثروة. و مع كل ذلك، فإن من المسلم به أن المسلمين كانوا متواجدين في المنطقة منذ هذا التاريخ، و قد انشغلوا بشن الهجمات من ساوفا حتى إيطاليا و سويسرا والمناطق الواقعة بين نهري بو والرون مثل بيمون و بروفانس و الدوفينية ومونفرا و تارانتز. كما ذكر المؤرخون الأوروبيون تواجد المسلمين في أطراف بحيرة جنيف و منطقة فو (وات) في الألب الشرقي و في شرق سويسرا (سويسرا الألمانية) و من المفترض أن يعود تاريخ هذا التواجد إلى ماقبل 328ه/940م. و يسود الظن أن هؤلاء المسلمين قدموا من منطقة نهر الرون باتجاه الشرق حتى وادي نهر الراين ثم حتى منطقة جورا. و قد استمرت إقامتهم في شرق سويسرا حتى أوائل النصف الثاني من القرن 10م، حتى أخرج كنراد ملك بورغني في 343ه/954م الكثير منهم من المنطقة بالقوة و الخدعة؛ و لكن ممرات الألب الغربية بقيت بيد المسلمين، حيث امتزجوا مع السكان الأصليين و أصبحوا يمتلكون المزارع ويمتهنون الحرف، و حتى استيلائهم على الممرات الرئيسة فإنه كان قائماً على عهود و شروط مع الأمراء المحليين مثل هوغو، وكونت بروفانس؛ رغم أن البعض منهم أخرج من هناك، و غيّر البعض الآخر دينه. و قد واجه المسلمون نفس المصير في مناطق سويسرا و إيطاليا الأخرى (شكيب أرسلان، 160-192، 244-261؛ عنان، 1/460- 468).
بعد سيطرة المسلمين على مصر و الشام، توجه اهتمامهم إلى ضرورة إنشاء قوة بحرية مدفوعين برغبتهم في نشر العقيدة، و كذلك معارضتهم السياسية للإمبراطورية الرومية الشرقية، فأسس معاوية بن أبي سفيان في الشام، و عبداللهبن سعد بن أبي سرح في مصر أول أسطول للمسلمين، حيث لعب دوراً هاماً في مستقبل الدولة الإسلامية (أحمد، 2؛ حتي، 1/214- 215؛ فيصل، 79). اتجه معاوية في 28 أو 29ه/ 649 أو 650م بأسطوله إلى قبرص و فتحها صلحاً (البلاذري، 158). و يعد هذا أول انتشار للمسلمين في البحر و أول استيلاء لهم على جزيرة (حتي، 1/214). و لكن أهالي قبرص ساعدوا الروم بعد بضع سنوات في الحرب ضد المسلمين، و هاجم معاوية في 33 أو 35ه/653 أو 655م قبرص بقوة بحرية كبيرة، و استولى عليها عنوة و أسكن المسلمين فيها (البلاذري، ن.ص).
و من جهة أخرى، هاجم قسطنطين إمبراطور روما في 30 أو 35ه/651 أو 655م بعد فتح أفريقية، المسلمين بقوة بحرية كبيرة، و لكن المسلمين كبدوه هزيمة فادحة بقيادة عبدالله بن أبي سرح في المعركة المعروفة بغزوة «ذات الصواري»، (الطبري، 4/290؛ حتي، 1/214، 260). و امتد نطاق هجمات المسلمين البحرية في عهد معاوية حتى صقلية (ابن عذاري، 1/10). و في تلك الفترة أيضا، تقدمت القوة البحرية للمسلمين حتى المناطق المقابلة للقسطنطينية (ابن الأثير، 3/95-96). و باتساع نفوذ المسلمين ومعاركهم في سواحل المغرب و الأندلس، اتضحت لهم أكثر من ذي قبل أهمية القوة البحرية و جزر المتوسط. و أنشأ حسان قاعدة لصناعة السفن و إنشاء القوة البحرية في تونس بالقرب من قرطاجنة لمواجهة هجمات الروم المحتملة (مؤنس، فجر، 45). وأسس موسى بن نصير في ميناء تونس ورشة لصناعة السفن ومرسى شتوياً آمناً للسفن من خلال إحداث مجرى مائي بطول 12 ميلاً من البحر إلى داخل اليابسة ( الإمامة، 2/57). و في عصر حكم الأمويين في الأندلس ازدهرت صناعة السفن في موانئها مثل طركونة و طرطوشة و قرطاجنة و إشبيلية و المرية (شكيب أرسلان، 139).
و خلال تقدم المسلمين باتجاه المغرب و الأندلس سقطت في أيديهم أيضاً بعض الجزر منها بليار في غرب المتوسط و بالقرب من ساحل الأندلس، حيث تتألف من 3 جزر هي ميورقة ومينورقة و يابسة، حيث سيطر عليها المسلمون في عهد موسى بن نصير (ابن القوطية، 156؛ ابن عذاري، 1/40؛ عنان، 1/31، ها 15)؛ فيما كان المسلمون و الأوروبيون يتعاقبون على جزيرة سردانية (ساردلي) منذ القرن 1ه و حتى سنوات بعده (ابن الأثير، 4/567-568).
و منذ أواخر القرن 2ه/أوائل القرن 9م هاجمت القوة البحرية للمسلمين جزيرة قورسقة. و كانوا يهاجمون الجزر المحاذية للسواحل الأوروبية من خلال اتخاذ مينائي تونس و سوسة في أفريقية ملاذاً لهم. و شيئاً فشيئاً انظم القراصنة النورمنديون إلى المسلمين، و عمد شارلمان إلى بناء الأبراج و التحصينات على سواحل البحر و عند مصب الأنهار لمواجهة هذه الاعتداءات وأعد أسطولاً لإخراجهم. و كان آخر هجوم للمسلمين على قورسقة في عهد مجاهد العامري في 506ه/1015م (شكيب أرسلان،، 140-142؛ عنان، 1/285، 459، 469).
تعد صقلية أكبر جزيرة في المتوسط، حيث لفتت انتباه المسلمين بسبب موقعها الممتاز، و قد سيطروا عليها، و بنيت في عهد استقرارهم آثار إسلامية ثابتة نسبياً. و كانت المسافة بين أقرب نقطة من صقلية إلى أفريقية مسيرة يومين، أو أقل مع وجود الرياح المناسبة. و يتصل رأس هذه الجزيرة ذات الجوانب الثلاثة من الشمال بشبه الجزيرة الإيطالية من خلال مضيق أمام مدينة مسيني، أو مسينة (ظ: ابن حوقل، 113-125؛ ياقوت، 3/416-417؛ أبوالفداء، 236-237). كانت صقلية من قواعد الروم في محاربة المسلمين في مصر و أفريقية. و قد لجأ بعض الهاربين الذين كانوا يهربون أمام عمرو بن العاص إلى صقلية (ياقوت، ن.ص؛ أحمد، 2). و في 36ه هاجم ابن حديج من جانب معاوية، صقلية بأسطول كبير و عاد بغنائم كثيرة. و يعد أول قائد مسلم حارب في هذه المنطقة (البلاذري،237؛ ابن عذاري، 1/10، 12). وبعد 10 سنوات بعث ابن حديج أسطولاً إلى صقلية بقيادة عبداللهبن قيس، و في هذه المرة أيضاً حصل المسلمون على غنائم وفيرة (ن.ص؛ أحمد، 2-3). و أخـذ المسلمون يهاجمون صقلية أكثر من ذي قبل بقيادة موسى بن نصير في شمال أفريقية (الإمامة، 2/57؛ ابن عذاري، 1/36-47). و في 122ه/740م استولت قوة بقيادة حبيب بن أبي عبيدة على جزء من صقلية، و فرض الخراج على سرقوسة، و هاجم أيضاً المناطق الداخلية من الجزيرة و لكن تمرد البربر في طنجة اضطره إلى العودة. و بعد بضع سنوات في 135ه تجدد هذا الهجوم (أحمد، 5)، و لكن المشاكل الداخلية في شمال أفريقية، و الإقدامات الدفاعية للبيزنطيين في صقلية وجنوب إيطاليا تسببت في أن لاتبقى صقلية آمنة من هجمات المسلمين لمايقرب من نصف قرن بعد ذلك و حسب، بل و أن تتحول إلى قاعدة لعمليات البيزنطيين ضد المسلمين في المتوسط.
ذكرت المصادر الإسلامية أن الفتح الحقيقي لصقلية كان على يد أسرة الأغالبة (184-296ه/800-909م) (البلاذري، ن.ص؛ ياقوت، 3/417). إن تعزيز القوة البحرية البيزنطية في صقلية، واهتمام أوائل الأمراء الأغالبة بتأسيس قوة بحرية قوية في أفريقية من جهة، و العلاقات الحسنة نسبياً بين البلاطات الشارلمانية و بغداد و القيروان و خاصة المعاهدة بين الأغالبة والبيزنطيين في 197ه/813م، كل ذلك أدى إلى نوع من حالة التعادل و العلاقات السلمية بين صقلية و أفريقية و لكن هذه المعاهدة انتهت بعد بضع سنوات بهجوم الأغالبة على صقلية في 204ه/819م، و عاد المسلمون بعد أن أسروا الكثير من جيش العدو (أحمد، 7). و في 211ه/826م أدت الاختلافات بين قسطنطين البطريق و القائد العسكري لصقلية و بين إيوفميوس (فيمي: في المصادر العربية) قائد القوة البحرية البيزنطية إلى أن يثور فيمي ضد الإمبراطور ميخائيل الثاني، و يلجأ أخيراً إلى أمير أفريقية الأغلبي. و قد شجع زيادة الله الأغلبي على مهاجمة صقلية بمساعدته هو نفسه شرط أن يبقى هو نفسه في الجزيرة كإمبراطور و أن يدفع الخراج إلى الأمير الأغلبي. و قد كان القاضي أسد بن فرات موافقاً على هذه الخطة. و بناء على ذلك فقد عينه على قيادة جيش المسلمين المؤلف من القوميات المختلفة و منها الإيرانيون و بعثه إلى هناك، رغم أنه كان يبلغ من العمر 70 سنة، و رغم افتقاره للتجربة العسكرية (ابن الأثير، 6/333-334؛ مؤنس، معالم، 88؛ أحمد، 11-13؛ عباس، 32-33).
انتصر أسد بن فرات بعد معركة ضارية على معارضي فيمي في ميناء مازر و استولى عليه و اتجه إلى سرقوسة. و قد طالت محاصرة سرقوسة و انتشرت الأمراض في معسكر المسلمين وفتكت بالقاضي أسد. و أحرق خليفته محمد بن أبي الجواري سفنه كي لايبقى طريق للعودة. ثم سيطروا على مدينة ميناو (مينيو) في شمال غرب سرقوسة، و كذلك قلعة جرجنت في وسط الساحل الجنوبي للجزيرة، و هزموا أيضاً قوات القسطنطينية الإضافية، و لكن نشاطهم فتر حتى هزم الروم في 214ه، حيث وصل أسطول لمساعدة المسلمين، و استولى المسلمون في 216ه على مدينة بلرم (بالرمو) في الشمال الغربي من الجزيرة (ابن الأثير، 6/334-336).
و في السنين التالية، هجم المسلمون عدة مرات من قاعدة بالرمو على قصريانة و سرقوسة، و كذلك هجموا من أفريقية على جزيرة قوصرة، و في صقلية حتى حدود جبل النار (إتنا) (م.ن، 6/336-339). و استطاع أبو عقال أخو زيادة الله الأغلبي خلال فترة حكمه التـي استمرت 3 سنوات أن يجبر مدناً أخرى على الاستلام مثل أَبلاطنو و حصن بلوط و قرلون، و ربما مرو و جراجة (أحمد، 19).
و في سنة 228ه/843م، توجه المسلمون إلى شرق الجزيرة، واستطاعوا في ظل التحالف الذي كانوا قد أقروه مع نابل أن يسيطـروا عـلـى مينـاء مسينـة، و يبعـدوا الأسطـول البيزنـطي عـن المتوسـط الغربـي (ن.ص). و حكـم أبو الأغلـب إبراهيـم ابـن محمـد الأغلبـي أميرصقليـة 16 سنـة فيـها بقـوة و كفـاءة. و اتخـذ مـن بالرمـو حاضـرة لصقليـة و بعـث قـادة الجـيش للتقدم في أرجاء الجزيرة (ابنالأثير، 6/339-340؛ أحمد، 20).
و عندما أصبح العباس بن الفضل والي صقلية، هجم مرة أخرى على مدن قطانية وسرقوسة و فوطس و طبرمين. وفي 243ه/858م، تمت السيطرة أيضاً على قلعة جفلوذي، و في السنة التالية على قلعة قصريانة (حاضرة البيزنطيين في صقلية) (ابنالأثير، ن.ص؛ أحمد، 20-21). و كان العباس بن الفضل قد حارب في مناطق جنوب إيطاليا أيضاً، و وطّن المسلمين فيها (م.ن، 20). و في عهد إمارة خفاجة بن سفيان (من 248ه/862م وما بعد ذلك) سيطر المسلمون على مدن مهمة مثل نوطس وشكلة أيضاً، و تم القضاء على حركات التمرد في بعض المناطق المسيطر عليها سابقاً مثل رغوس و نشط المسلمون في أرجاء الجزيرة (ابنالأثير، 7/106-107؛ أحمد، 229). و سقطت سرقوسة أخيراً بيد المسلمين في 264ه بعد محاصرة عصيبة (ابن الأثير، 7/108؛ أحمد، 23-24).
و بعد ذلك حتى مايقرب من ربع قرن، لمتتمخض هجمات المسلمين على مدن صقلية البيزنطية عن نتيجة حاسمة. و من الأحداث البارزة في هذه الفترة الحرب الداخلية مع البربر في الجزيرة و تمرد المسلمين فيها على الولاة الذين عينهم الأمير الأغلبي. و أخيراً بعث الأمير الأغلبي إبراهيم الثاني ابنه عبدالله بجيش قوي لإقرار النظام في صقلية (287ه/899م). و بعد استقرار الأمن، شن عبدالله هجوماً على امتداد مضيق مسيني على مدينة ريو و هدم سورها و استولى عليها عنوة. و في 289ه توجه إبراهيم الأغلبي بنفسه إلى صقلية للجهاد قبل سفر الحج (ابنالأثير، 7/507؛ أحمد، 24-25).
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode