الصفحة الرئیسیة / المقالات / ایران /

فهرس الموضوعات

العصر الإسلامي 


المقدمة:

 تلفّ الأوضاع الدينية في ايران مع ظهور الإسلام هالة من الغموض، ذلك أنّ الروايات في مجال هذا العصر التاريخي ــ خاصة فيما يتعلق بفتح بـلاد إيران ــ تمتزج فـي الغالب بالتناقضات والأساطير وقد كتبت أحياناً لتأمين أهداف خاصة مثل التفاخر القومي. ولأن فتح إيران في عهود الخلافة المختلفة، تم على الأقل بشكل رسمي بدافع الدعوة إلى الإسلام، فإن من المفترض أن تظهر بشكل أكثر وضوحاً العناصر والقرائن المتعلقة بـ «الدعوة» في الروايات الموجودة، وعلی افتراض وجود هذه العناصر في واقع الحال، إلا أنها لاتنعكس بشكل كبير في الروايات التي وصلتنا. ويدل السلوك الخاص بنبي الإسلام (ص) على سيرته في الدعوة إلى الإسلام والتي كان لها نتائج باهرة بالفعل (مثلاً ظ: ابـن سعـد، 1(2) /  19-20؛ الطبري، 3 / 131-132) ولكن هذه السيرة تم تجاهلها بعـد وفاته (ص). وفي الحقيقة فإن معظم القادة في عصر الفتوح، كانوا مكلفين من قبل الخلافة، ونحن لا نعلم مدى تمتعهم بالتربیة الإسلامية. 
ومن جهة أخرى، فقد كانت الدولة الساسانية في إيران قد ابتليت بأزمات شديدة، ولأن الديانة الزرادشتية كانت تعتبر في ذلك العصر أساس النظام الاجتماعي والسياسي للبلاد، فإن أي تغيير في الأركان السياسية، كان من شأنه لا محالة أن يؤدي إلى ظهور أزمة في كيان هذه الديانة وطبقة علماء الدين القوية. ولذلك، فمع ظهور علامات الانحطاط والضعف في أركان الدولة الساسانية، أخذ كيان الديانة الزرادشتية يتزلزل شيئاً فشيئاً وظهرت في المقابل أديان مثل المسيحية والبوذية (صديقي، 30-32).
وعلى أي حال، فعلى مشارف هجوم العرب على مناطق إيران المختلفة، فإن طبقة رجال الدين الزرادشتيين المقتدرة التي كانت تسيطر على القسم الأكبر من حياة عامة الناس والطبقات الأخرى، وكانت تبدي مقاومة جادة إزاء أي نوع من الإصلاح والتغيير، لم تكن تحظى بمستوى من المصداقية، بحيث يمكنها أن تضطلع بمهمة الدفاع المؤثر عن مؤسساتها السياسية والعقائدیة. وأما طبقة النبلاء والدهاقنة التي كانت تعمل في الغالب على حفظ مراكزهـا، فقد سلكت سبيل المساومة والتعامل مع المهاجمين (ظ: اليعقوبي، 2 / 167؛ البلاذري، فتوح ... ، 334؛ الطبري، 4 / 116، 133). ومع كل ذلك، فإن المقاومة لم تكن على وتيرة واحدة في المناطق المختلفة، إذا استثنينا المعركتين الكبيرين المتمثلتين في نهاوند والقادسية واللتين أزاحتا من أمام العرب بقايا الدولة الساسانية المركزية، وفي بعض المدن والمناطق مثل الري، أدى التنـافس بين الأسـر ذات النفـوذ على السلطة، إلى تقدم المسلمين (م.ن، 4 / 150-151). ومن خلال ملاحظة مجموع الروايات يمكن الاستنتاج، أن العنصر الذي من شأنه أن يوحد عامة الناس للمقاومة العسكرية والعقائدیة، لم يكن موجوداً، أو كان ضعيفاً للغاية.
كان المسلمون يخيرون الإيرانيين بين قبول الإسلام، أو البقاء على الديانة الزرادشتية ودفع الجزية (مثلاً ظ: البلاذري، ن.م، 312). ولكن الوضع لم يبق على هذا المنوال، فمع التغير في شكل الخلافة، طرأ تغيير وتحول أيضاً على اتجاه العرب إلى مسئلة الفتوح. ومايبدو من الروايات الموجودة، يدل على أن الايرانيين وعلى الرغم من أنهم تحرروا من المجتمع الطبقي السابق من جهة، إلا أنهم من جهة أخرى وجدوا أنفسهم أمام قوم كانوا يفرضون عليهم أوضاعاً طبقية جديدة، فنحن نعلم، أن الخلافة وخاصة منذ عهد معاوية فصاعداً، اكتسبت طابع الحكم العربي الذي كان يسعى لأسباب سياسية واقتصادية إلی توسیع رقعته من خلال نظرة خاصة إلى الإسلام كانت تعمل في الغالب على تثبيت أركان سلطة الأسرة الأموية. وفي بعض الأوقات، كان الإيرانيون مضطرين، حتى في حالة إسلامهم إلى دفع الجزية كي لا تخلو خزانة الخلافة (الطبري، 6 /  559؛ صديقي، 58). 
وأدى السلوك العنصري للأمويين إلى أن يستجيب الإيرانيون وخاصة في العراق الذي كان يمثل أرض أجدادهم، لأي دعوة معارضة؛ خاصة وإنهم كانوا يجدون تعاليم أهل بيت النبي (ص) وجماعة الشيعة الذين كانوا من بين أشدّ المحاربين لبني أمية، أقرب إليهم. وقد تجلى أبرز حضور للإيرانيين في مثل هذه التحركات، في حركة المختار الثقفي التي ظهرت بدافع الانتقام للإمام الحسين (ع). كما أن هناك قرائن تدل على أن الميل إلى الاستقلال عن العنصر العربي ــ دون أن يكون هنـاك بالضرورة موضوع تـرك الإسـلام ــ كان له حضـور واضح في الفكر الإيراني؛ وقد تجلى هذا الموضوع، خاصة في قول بُسر بن أرطاة (ن.ع) القائد السفاك لمعاوية، حيث قال لأحد «الموالي»: «قاتلكم الله غُلب الرقاب، ألسُن العرب وأحلام فارس»  (البلاذري، أنساب ... ، 11 /  28).
وبالطبع فإن مما لاشك فيه أن إحياء الإمبراطورية الإيرانية مع تحقيق الاستقلال المحلي في بعض مناطق إيران، كان مقترناً لدى بعض قادة الحركات المعروفة في عهد مابعد انهيار الحكم الأموي، بالميول المعادية للإسلام، أو ادعاءات مثل النبوة وما إليها، ولكن يجب أن لا ننسى أن هذه الحركات لم تنجح كثيراً في كسب عامة الناس والطبقات الاجتماعية المؤثرة الأخرى، فما لبثـت آثـارهـا السياسيـة‌ ـ الثقافية أن زالت. وتبدو لنا هذه الملاحظة عندما نعلم أن أبا مسلم كان في نهاية القرن الأول الهجري منشغلاً في خراسان وبلاد ماوراء النهر بتنظيم التحركات المناهضة للأمويين، وكان يؤكد في كل مكان على القيم الإسلامية ــ خاصة المنسي منها في العصر الأموي ــ وكان هو نفسه وأصحابه يقدمون أنفسهم علـى أنهم مسلمون مؤمنون (ظ: ن.د، أبو مسلم الخراساني، القسم 1).
وقـد كـان لاتخاذ مثـل هـذا الأسلـوب ــ الذي كان يحفظ الحركة في حالة تعادل من الناحية العقائدية ــ تأثير كبير في جذب العنـاصر والطبقـات الاجتماعية المختلفـة. وبالطبع فإن علينا أن لانغفل عن أن فكرة الإطاحة بالأمويين، كانت بحد ذاتها عاملاً مهماً للغاية لجمع الإيرانيين تحت لواء أبي مسلم الخراساني، بغض النظر عن الانتماءات الدينية الخاصة. وعلى أي حال، فقد أدى مقتل أبي مسلم (137ه‍ / 754م) إلى ظهور بعض الميول المتطرفة من قبل أشخاص كانوا يرون الأجواء مناسبة لنشاطهم، حيث لم تكن سطوة أبي مسلم قد سمحت لهم قبل ذلك بممارسة نشاطهم. وفي القرن الأول من الخلافة العباسية، شهدت مناطق من إيران، وخاصة في خراسان وبلاد ماوراء النهر ثورات متتالية من قبل أشخاص كانوا يعملون على خلق قاعدة لهم من خلال إضفاء الشرعية على نشاطهم من قضية الثأر لأبي مسلم، وطرح ادعاءات النبوة وما شابهها. وبالطبع فإن المعلومات الموجودة في المصادر لاتخلو من التناقض والأقوال العديمة الأساس فيما يتعلق بهذه الثورات وادعاءات زعماء الحركات. وقد ظهرت حركة به آفريد (ن.ع) التي حدثت خلال حياة أبي مسلم الخراساني وقبيل الانتصار الكامل على الأمويين حوالی سنة 130ه‍ /  748م، أساساً لإحداث بعض الإصلاحات في الديانة الزرادشتية تحت تأثير التعاليم الإسلامية، وربما كانت حركة أستادسيس (ن.ع) تتابع نفس تلك الأهداف مواصلة للحركة المذكورة (ظ: أبو حاتم، 162؛ أيضاً ظ: صديقي، 144 ومابعدها).
وقد أوقعت حركة المقنّع التي حدثت في مناطق من خراسان الكبرى وبلاد ماوراء النهر بُعيد مقتل أبي مسلم، الخلافة في مشاكل عديدة لبضع سنوات في تلك المنطقة (النرشخي، 89 ومابعدها؛ البيروني، 211؛ أيضاً ظ: صديقي، 207 وما بعدها). وعلى الأرجح فقدكانت حركة يوسف برم في مناطق هراة وبوشنج وبلخ والتي حدثت متزامنة مع حركة المقنع، فرعاً من هذه الحركة نفسها، أو مرتبطة بها على الأقل (لمزيد من التفاصيل ظ: الطبري، 8 / 124؛ أيضاً ظ: صديقي، ن.ص). وقد كانت ذكراه کأساس لثورة سنباد وإسحاق التركي (ن.ع) والتي حدثـت بُعيـد مقتـل أبـي مسلـم (ظ: البـلاذري، 4 / 331-333؛ ابن النديم، 408؛ أيضاً ظ: صديقي، 168 وما بعدها، 186 ومابعدها).
كانت هذه الحركات تتم بالدرجة الأولى لإحياء ذكرى أبي مسلم، ثم تتخذ صوراً أخرى انطلاقاً من الميول العقائدية لقادة الحركة. ولاشك في أن العناصر المانوية والمزدكية التي كانت قد تبقت من العصر الساساني، وكانت تتّبع نفس تلك الأهداف كان لها دور في مثل هذه الحركات (ظ: كليما، 59-60) ولكن نشاط هذه العناصر في حركة بابك خرم دین (ن.ع) والتي ظهرت في أواخـر القرن 2ه‍ /  8م في شمال آذربايجان وانتشرت إلى حد مـا إلى المناطق الوسطى أيضـاً (ظ: الطبري، 8 /  667- 668)، بلغ ذروته. كان الخرمیة الذين اعتبروا فرعاً من المزدكيين، يعيشون في مناطق آذربايجان الجبلية كما نستنتج ذلك من رواية ابن النديم (ص 406-407)، وقد استطاعوا من خلال استغلال موقع المنطقة الخاص أن يجهزوا قاعدة لأنفسهم، فكانوا يقومون ببعض التحركات، كلما رأوا الأوضاع مناسبة (الدينوري، 391؛ الطبري، 8 /  339؛ أيضاً ظ: صديقي، 270-271)؛ ولكن بابك استطاع أن ينفذ بأسلوب خاص في جموع الخرميين بالضبط، خلال الفترة التي كان فيها النـزاع بين الأمين والمأمون على الخلافة قد بلغ ذروته، وأيد حشد كبير من الإيرانيين، وخاصة في خراسان، المأمون، واستطاع خلال فترة تناهز 20 سنة، أن يهدد الخلافة على الأقل في تلك المناطق. وقد عجزت الهجمات العسكرية العديدة عن قمع هذه الحركة، وعجلت هذه المقاومة الطويلة من انضمام المعارضين الآخرين إليها؛ ولكن حركة بابك خرم دین قمعت أخيراً على يد قائد إيراني من بلاد ماوراء النهـر هوفشين فـي 222ه‍ / 837م (لمزيد مـن التفاصيل، ظ: ن.د، أفشين، أيضاً بابك خرم دين).
وقد نسبت في المصادر الموجودة معتقدات إلى الخرمية تبدو قريبة نسبياً من المعتقدات المنسوبة إلى الفرق الأخرى الخاصة بهذا العهد. فقد ذكرت هذه الفرق في معظم الآثار المتعلقة بمعرفة الفرق، وكان المسلمون يسمون بشكل عام أتباع هذه الفرق التي كانت لها ميول مانوية ومزدكية، بالزنادقة (صديقي، 113-114؛ أيضاً ظ: ن. د، ابن المقفع، القسم II). ويدور محور معتقدات هذه الفرق ــ وخاصة الخرميين ــ حول الاعتقاد بالتناسخ وحلول الروح من جسم شخص إلى آخر (ظ: صديقي، 224-225). وقد كان هذا المعتقد، يسهل انتقال الشرعية لمواصلة هذه الحركة من زعامة إلى أخرى، كما حدث ذلك بالنسبة إلى بابك خرم دين (ابن النديم، 407).
وتعتبر قضية الاعتقاد بالاشتراك في الأموال والنساء والذي نسب إلى مزدك (ظ: يارشاطر، 999)، من جملة المعتقدات المنسوبة إلى أصحاب بعض هذه الفرق وفي مقدمتهم الخرميون (صديقي، 245-247)؛ وبالطبع فإن إثبات هذه الادعاءات التي هي أشبه ماتكون بالاتهامات، ليس سهلاً: فقد تم زواج بابك من امـرأة زعيم الخرمييـن ــ جاويـدان ــ خـلال مـراسـم خاصـة (ابن النديم، ن.ص) ولاتوجد قرينة تدل على وجود تقليد الاشتراك في النساء بين الفرق المذكورة (ظ: صديقي، 257). ولا يستبعد ــ كمـا قال بعض الباحثين بحق حول مزدك ــ إن تکون هذه القضية دلیلاً على سعي أصحاب مثل هذه الفرق لإلغاء الامتيازات والقضاء على الأساس الطبقي للمجتمع (ظ: يارشاطر، ن.ص). وأما المعتقدات الأخرى لأصحاب هذه الفرق في مجال مبدأ العالم وآراؤهم حول الخلق، فإنها تبلغ من التعقيد والغموض، بحيث لـم يكن من شأنها أن تحظى بالقبول العام (ظ: الشهرستاني، 1 / 224 ومابعدها).
ولاشك في أن العوامل السياسية كانت بالدرجة الأولى المحرك لظهور مثل هذه الحركات وإذا ماكانت هناك سلسلة من العقائد لكل من هذه الفرق، فإنها لم تنتقل بشكل صحيح إلى المؤلفين في القرون التالية؛ وعلى سبيل المثال فقد قيل إن الخرميين لم يكونوا أهل نزاع وسفك للدماء (المقدسي، 4 / 30-31). وإن بابك خرم دین ابتدع القتل والنهب في هذا المذهب، في حين أنه توجد قبل انضمام بابك إلى الخرميين، أخبار تدل على ميلهم إلى النزاع وسفك الدماء (ظ: ابن النديم، ن.ص).
وعلى أي حال، يبدو أن الحصول على الاستقلال السياسي والمحافظة على الدين الإسلامي مع التأكيد على المبادئ الأولية لهذا الدين الإلٰهي، كان يمثل إحساساً قوياً كان موجوداً منذ عهد أبي مسلم الخراساني ويمكن متابعته ودراسته في الأحداث التاريخية الأخرى أيضاً حتى القرون التالية. وقد تجسدت ذروة هذا الإحساس في إقامة سلسلة الطاهريين في خراسان، حيث استطاعوا أن يحققوا الاستقلال لأنفسهم إلى حد ما بعد الحصول على الشرعية من نظام الخلافة (بازورث، «الطاهريون...»، 90 ff.). ومنذ ذلك الحين، وجد الإيرانيون المجال لأن لا يعتنقوا الإسلام وحسب، بل وأن يلعبوا دوراً كبيراً في إدخال الأمم الأخرى في الإسلام، ويسهموا بشكل أساسي في نشر العلوم الإسلامية.
التشيّع:  التشيع باعتباره مفهوماً عاماً للمعتقد الذي يعتبر تشكيل «الخلافـة» بعد وفاة الرسـول (ص) ــ عـدا عهد خلافـة علـي(ع) ــ انحرافاً عن الإسلام، كان من شأنه أن يحظى باهتمام جماعات من المسلمين من غير العرب وخاصة الإيرانيين الذين كانوا قد ضاقوا ذرعاً بظلم الأسرة الأموية العنصریة وليس من العبث أن هذا المذهب كان له تأثير حاسم طيلة التاريخ الإسلامي لإيران في المصير السياسي والثقافي لهذا البلد، ورسم الملامح الاجتماعية المختلفة. إن أولی الحوادث التي يمكن أن نبحث فيها عن بصمات النزعات الشيعية في إيران، هي علی الأرجح حرکة المختار الثقفي التي ظهرت في العراق خلال السنوات 64-67ه‍ / 684-686م (مثلاً ظ: الشهرستاني، 1 / 132-133). وقد كان للموالي (الإيرانيين حديثي الإسلام)، دور أساسي في هذه الحركة وكما يبدو من بعض الروايات، فإن انضمامهم إلى حركة المختار في الوجه الغالب، كان بسبب إعراضه عن الارستقراطيين العرب والاهتمام الخاص بالموالي بهدف استرداد حق المظلوم من الظالم (مثلاً ظ: الطبري، 6 / 33؛ أيضاً ظ: القاضي، 131-136).
وفضلاً عن بعض التعاليم الشيعية، وخاصة ماكان یدعو إلیه الأئمة (ع) والذي كان بعیداً عن أية شائبة عنصرية عربية، فإن بعض الأفكار الشيعية، كان لها تأثير كبير في اجتذاب الإيرانيين بسبب تعرفهم المسبق على نوع آخر منها، مثل فكرة ظهور «المهدي» التي كانت تجري الدعوة إلى مصداقها غير الواقعي في حركة المختار (مثلاً ظ: البلاذري، ن.م، 5 / 222؛ أيضاً: القاضي، 131-136). ومما يلفت النظر إلى حد كبير حضور عدد من الموالي بين أصحاب أئمة الشيعة (ع) وخاصة في العصر الأموي (مثلاً ظ: النجاشي، 13، 14، مخ‍ ). فقد كان للموالي دور في أغلب التحركات التي كانت تحدث، خاصة في العراق علی ید العلويين للإطاحة بالأمويين وعندما ظهرت حوالی نهاية القرن 1ه‍ / 7م تنظیمات منظمة للغاية في الكوفة لإسقاط الأسرة الأموية وبلغ نطاقها خراسان، أدى أشخاص مثل بُكير بن ماهان وأبي سلمة الخلال اللذين كانا من الموالي، دوراً أساسياً في تنظيمها وقيادتها. كان الهدف الأول من تنظيمات القيادة هذه محاربة الأمويين والدعوة إلى شخص من آل محمد (ص) وبالطبع فقد كانت توجد داخل هذه التنظيمات، ميول إلى الأسر العلوية والعباسية المختلفة؛ فقد سعى أبو سلمة الخلال عند سقوط بني أمية إلی أن یکسب موافقة الإمام الصادق(ع) لتولّي الخلافة (للاطلاع على التفاصيل، ظ: ن.د، أبو سلمة الخلال، أيضاً أبو العباس السفاح).
وتزامناً مـع مساعي أعضاء التنظيمات المذكورة، فإن يحيى بن زيد بن علي(ع) ــ الذي كانت ثورة أبيه قد واجهت قمع الأمويين الدموي وصمتاً يستحق الوقوف عنده، من قبل أنصار آل العباس في العراق ــ لفت انتباه بعض الإيرانيين المؤيدين للتشيع في خراسان، ثم في مدن المناطق الشرقية من إيران مثل سرخس وبلخ، بحيث استطاع أن يجمع بعض المؤیدين في بيهق ونيشابور، ثم وسع نطاق نشاطاته، حتى بلخ وهراة، ولكنه هزم في جوزجان في 125ه‍ / 743م أمام الجيش الأموي بقيادة نصربن سيار عامل خراسان آنذاك وقُتل هو نفسه أثناء المعركة. وقد كان مقتله مؤلماً بالنسبة إلى شيعة خراسان إلى درجة أنهم كانوا لسنين طويلة يسمون أطفالهم باسمه (ظ: البلاذري، ن.م، 3 / 453 ومابعدها؛ المسعودي، 4 /  49-50).

الصفحة 1 من62

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: