الصفحة الرئیسیة / المقالات / ایران /

فهرس الموضوعات

ب‌ ـ اللغات السامية

  السامية هي واحدة من الأفرع الخمسـة لأسرة اللغات الأفريقيـة ـ الآسيويـة الكبرى (ليوفين، 186) وتتجزأ وفقاً لأحدث الدراسات اللغوية إلى فرعين رئیسیین هما السامیة الشرقیة والغربیة. وبینما تضم السامیة الشرقية لغتين مندثرتين هما الأكَّدية والإبلائية، وتتفرع عن السامية الغربية أفرع عدة، بحیث تشتمل علی جمیع اللغات السامية الحية (فابر، 6).
وأقدم ماتبقی من اللغة السامیة هو عبارة عن الألواح الأكدية القديمة المنقوشة بالخط المسماري، وقد كانت السامیة شائعة في الفترة بين سنة 2350 حتى 2200 ق.م (بوچلاتي، 69).
أما أبرز المیزات التي تشترک فیها اللغات السامية فهي کالآتي: 1. الجذور الصامتة التي کثیراً ماتکون ثلاثية، 2. مفاهیم جذور المفردات تتغیر بعد إدخالها في الأبواب المختلفـة، 3. یوجد فیها الجنسان المذکر والمؤنث، 4. وعنصران زمانیان هي المضارع والماضي (تصاغ الأزمنة الأخرى ترکیبیاً)، 5. مساواة الجنس فـي الصیغ الأولی للفعل، 6. غیاب فعل یفید «الملكية»، 7. غیاب نقل غير مباشر للقول، 8. تترتب الجملة الفعلیة من فعل + فاعل + مفعول (ظ: هتزرون، 412-416).
وتنتشر في إیران ثلاثة من اللغات السامیة هي الآسورية، والعربية، والمندائية.
1. الآسورية:  تدخل الآسورية ضمن اللغات الآرامية الجديدة وتنتشر في إيران وتركيا والعراق وسورية وكذلك بين المهاجرين الآسوريين في الولایات المتحدة، وروسيا وجمهوریات آذربايجان وأرمينيا وجورجيا (ظ: تسرتلي، 16-17). والمركز الرئيس للناطقين بالآسورية في إيران هو السواحل الغربية من بحيرة أورمية، بالاضافة إلی أن البعض منهم یقطن طهران وتبريز وهمدان وغیرها (ن.ص). 
وتعد اللغة الآرامية أحد أجزاء الفرع الشمالي الغربي من اللغات السامية الوسطى وهي بدورها فرع من السامية الغربية (فابر، ن.ص). وقد مرت الآرامیة حتى الآن بخمس مراحل هي: الآرامية القديمة (ح 850 ـ ح 612 ق.م) والآرامية الإمبراطوريـة (ح 600 ـ ح 200 ق.م) والآرامية الوسيطة (ح 200 ق.م  ـ ح 250م) والآرامية المتأخرة (ح 200ـ ح 1200م) والآرامية الحدیثة (كاوفمن، 114-149). وتتقسّم الآرامية الحدیثة إلى مجموعتين رئيستين هي: الآرامية الحدیثة الغربية والآرامية الحدیثة الشرقية. ولم تتبق الآرامية الحدیثة الغربية، سوی في 3 قرى في الشمال الشرقي من دمشق (ياسترو، 334)، وأما الآرامية الحدیثة الشرقية فتشمل لغات ولهجات عديدة وتنقسم بدورها إلى 3 أفرع هي الطورويوية والمندائية والآرامية الجديدة في الشمال الشرقي وتشکل اللغة الآسورية أهم أجزاء مجموعة الآرامية الحديثة في الشمال الشرقي (م.ن، 347؛ ليوفين، 187).
القیمة الصوتیة    الحرف 

                                        

الصورة 3: الخط 
اللاتینی الآسوري 
أواسط العقد 1930م، القفقاز (دانیلز، 37)


وتتألف اللغة الآسورية التي یطلقون علیها أيضاً الآيسورية والسريانية الشرقية والنسطورية (هتزرون، 417) من لهجات مختلفة (ظ: تسرتلي، 17-18)، بحيث أن الناطقين ببعض لهجاتها منها كاليهود والمسيحيين الآسوريين الناطقين بالآسورية في مدن مثل أورمية وسنندج، لایمکن لهم التواصل فیما بینهم لاختلاف لهجاتهم. لعلنا نستطیع أن نعتبر مثل هذه اللهجات لغات مستقلة بحد ذاتها (ياسترو، 348). وقد أدى انتشار هذه اللغة في مختلف المناطق إلى استعارتها مفردات من اللغات الفـارسية، العربية، الكردية، التركية، بل وحتى الروسية والجورجية (كمبل، I / 107). وقد تأثرت الآسورية الشائعة في إيران إلى حد كبير باللغات الكردية، الفارسية، والتركية الآذرية (ياسترو، ن.ص).
والیوم يكتب المسيحيون الآسوريون لغتهم بنمطین من الأبجدیة السریانیة  الیعقوبیة التي یقتصر انتشارها علی سورية، بینما یعتمد الآسوریون الآخرون الأبجدیة السریانیة النسطورية کما يكتبون أحیاناً الأحرف الکبری بالخط الاسطرنجلوي (تسرتلـي، 24؛ ظ: الصورة 2). تُکتب الأبجدیة السریانیة من اليمين إلى اليسار وقد كان تُبرز في الأساس الأحروف الصامتة فقط، لکن أصحاب هذه اللغة یستخدمون اليوم علامات في الأعلی والأسفل لکتابة الصائتات (م.ن، 24-26؛ دانيلز، 23). وهناک ما تبقی من اللغة السريانيـة بالخطين اللاتينـي والسيريليکـي ( إيرانيكا، II / 254 ؛ ظ: الصورة 3).
2. العربية:  یختلف أصحاب الرأي بشأن مكانة اللغة العربية وموقعها بين اللغات السامية الغربية. فبینما يعتبرها البعض جزءاً من الفرع الشمالي الغربي یضعها البعض الأخر ضمن الفرع الجنوبي الشرقي (ظ: فابر، 12-13)، بید أن ثمة أدلة تدل علی أن العربیة تشترک في بعض الخواص مع السامية الشمالية الغربية والسامية الجنوبية (كي، 665)؛ ولذلك، يرجح البعض أن يسميها السامية الوسطى (فابر، 6) أو السامية الوسطى‌ ـ الجنوبية (ليوفين، ن.ص). وتتفرع عن اللغة العربية لهجتان رئیسیتان هما : 1. اللهجة الشرقية في العربية السعودية، اليمن، الكويت، عمان، الأمارات العربية المتحدة، العراق، سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن، مصر، السودان، تشاد، نيجريا وكذلك بين جماعات في أفغانستان وأوزبكستان؛ 2. اللهجة الغربية في ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب وموريتانيا. کما یری البعض المالطية إحدی أشکال اللهجة الغربية لکنّما توجد فيها بعض من خصوصیات اللهجة الشرقية (كي وروزنهاوس، 265). ويعتبر عدد من علماء اللغة المالطية لغة مستقلة، ولكنها من نفس أسرة اللغة العربية. وقد تأثرت هذه اللغة إلی حد بعید باللغات الأوروبية ولاسیما الإيطالية (ليوفين، ن.ص).
بما أن اللغة العربیة هي لغة الدین الحنیف عند المسلمین، فقد دخلت الآلاف من المفردات العربیة إلی اللغات الإيرانية (مثل الفارسية، الكردية، البشتو)، التركية، الهندية (وكذلك الأردية، البنغالية) والأفريقية (مثل الهوسا والسواحيلية) (ظ: كمبل، I / 76؛ كي، 667). بالاضافة إلی أثرها في الفارسیة من خلال نظام الأصوات والترکیبة النحویة (ظ: إيرانيكا، II / 229-231).
قبل دخول المسلمین إلی إیران، كانت هناک أرهاط من قبيلة بني تميم تقطن خوزستان (عزيزي،10)، بید أن القبائل العربية تدفقت باتجاه إيران بعد الإسلام وأقامت أرهاط منها في مختلف مناطق إيران واندمجوا بالمجتمع الإیراني، حیث أنهم نسوا تدريجياً لغتهم الأم، بحيث أخلافهم يتحدثون الیوم بإحدى اللغات التركية الآذرية، أو الفارسية، أو الكردية في محافظات آذربايجان، وأصفهان وخراسان وقم وكردستان ولرستان (ظ: إيرانيكا، II / 216-220) ومع کل ذلك، فقد كانت توجد حتى فترة متأخرة قرى عربية في محافظة خراسان في حوالی سرخس. تربت حيدرية وقاين، وخاصة في قری کبری منها عربخانه، نهار جانات، ونهبندان بالقرب من بيرجند (ن.م، II / 217).
الیوم تسکن غالبية الناطقين بالعربية في محافظة خوزستان وسواحل إيران الجنوبية، وقد ذكر عزيزي بني طرف، 160 قبيلة وعشيرة عربية في خوزستان وقدّم معلومات بشأنها (ص 17-105). فتدخل العربية الخوزستانية ضمن اللهجـة الشرقية للغة العربية (ظ: كي وروزنهاوس، 266). وقد تأثرت هذه اللهجة بالفارسیة، حیث أننا نجد فیها حرف (چ) (مثلاً: عساچرة بدلاً من عساكرة، وعچرش بدلاً من عجرش) (عزيزي، 25، 34، 71).
أما الخط العربي، كما أسلفنا في القسم المتعلق باللغات الإيرانية، فإنه مستوحی من الخط النبطي الذي هو بدوره صورة متطورة عن الخط الآرامي.
القیمة الصوتیة    الحرف

 


الصورة 4: الخط المندایي (دراور وماکوج، المقدمة،  12)

3. المندائية:  هي من بقايا اللهجة البابلية، حيث كانت تشكل مع اللهجتين الفلسطينية والسورية 3 لهجات آرامية مـتـأخـرة (ح 200 ـ ح 1200م) (كاوفمن، 117-118). تعتبر هذه اللغة الیوم فرعاً من اللغات الآرامية الشرقية الجديدة (ياسترو،  347). 
تقتصر المندائية علی المندائيين في إيران والعراق. والمندائيون ــ الذيـن يعرفون أيضاً باسم المغتسلـة، الصابئة، والصبّييـن ــ هم من الطوائف الغنوصية غير المسيحية. ومناطقهم الرئيسة جنوب العراق ومحافظة خوزستان. كما يتواجد أتباع هذه الطائفة في مدن كبيرة مثل البصرة، كركوك، الموصل، وبغداد في العراق، وخرمشهر ولأهواز في إيران (درافر، 1-2) ويتحدثون في العراق بالعربية، فیما تتجه لهجتهم نحو الإندثار والزوال (م.ن، المقدمة، 22).
اقتبس المندائیون خطهم عن الخط الآرامي بشکل مباشر (برنجي، 86)، والخط السامي هو الخط الوحيد الذي يبرز دائماً الصائتات (دانیلز، 36). يكتب هذا الخط من اليمين إلى اليسار (ظ: الصورة 4). 

ج‌ ـ اللغات الهندوأوروبية

  هي أكبر وأهم مجموعة لغوية یعرفها العالم الیوم، حيث ینتشر الناطقون بلغاتها في جميع أنحاء العالم. ووفقاً لأحدث الدراسات، فإن الفروع الرئيسة لهذه الأسرة هي: 1. الآرية، وتضم الهندية، أو الهندوآريـة والإيرانيـة، 2. الأرمنيـة، 3. الأناضوليـة، 4. الطخاریـة، 5. اليونانية، 6. الإيطالية، 7. الفنتيائية، 8. السلتية، 9. الجرمانيـة، 10. البالتية، 11. السلافیة، 12. الألبانية (سمرنيي، 9-12). أقدم ماتبقی عن هذه المجموعة اللغویة هـو عبارة عن وثائق باللغـة الحثية ــ أهم أعضاء الفرع الأناضولي ــ یعود بعضها إلى نحو القرن 18 ق.م (م.ن، 9-10).
الأرمنية:  هي فرع مستقل من الأسرة الهند وأوروبية وهي اللغة الرسمية لجمهورية أرمينيا. وینتشر الناطقون بها في جمهوریات آذربايجان، جورجيا، لبنان، مصر، سوريا، تركيا، بل وحتى في بلدان مثل رومانيا، بولندا، فرنسا والولایات المتحدة الأمیرکیة، فضلاً عن أرمينيا وإيران وإن أقدم مُنجزات الأرمنیة هي نقوش مكتوبة بالخط اليوناني تعود إلی القرن 5م (ليوفين،50).

القیمة الصوتیة    
الحرف الصغیر    
الحرف الکبیر    القیمة الصوتیة    الحرف الصغیر    الحرف الکبیر

 

ولقد تلقت الأرمنیة المزید من التأثیر، باللغات الأخرین لاحتکاک أصحابها مع الناطقین بسائر اللغات، بحيث أن نظام الأصوات فیها یماثل إلی حد بعید اللغات القفقازية، ولذلک نجد أن الكثير من كلماتها هي دخيلة من اللغات اليونانية، والسريانية ولاسیما الإيرانية (آيلّو، 199,201؛ أيضاً ظ: آيوازيان، صفحات متعددة من الكتاب). ووقد دفعت وفرة الكلمات الإيرانية الدخيلة في الأرمنية الباحثین في الماضي إلی تصنیفها کأحد أفرع اللغات الإيرانية (بالدي، 42)، وغیر أن هوبشمان أثبت في 1875م أن الأرمنية هي فرع مستقل في اللغـات الهند وأوروبيـة (آرلتو، 105). 
مرت اللغة الأرمنية بـ 3 مراحل هي القديمة (من القرن 5 حتى 12م)، الوسيطة (القرن 12 حتى 17م) والحديثة (من القرن 17 م حتى اليوم) (ظ: آيلو، 198). كانت الأرمنية القديمة ــ التي تسمى غرابار (لغة الكتابة) ــ لغة الأدب حتى القرن 19م ومازالت اللغة الدينية للكنيسة الأرمنية (كمبل، I / 89). تتفرع عن الأرمنیة الحديثة لهجتان رئيستان: اللهجة الأرمنیة الشرقیة التي تتأسس علی لغة منطقة أرارات وخاصة إيروان، الأرمنیة الغربیة التي هي تنبثق عن لغة الأرمن في إسطنبول (لانغ، 267). وتدخل اللهجات الأرمنية الشائعة في إيران ضمن نطاق اللهجة الشرقیة (غرپين، 114؛ لمان، 70). وتشکل مدن مثل طهران وأصفهان وتبريز وخوي وسلماس وجلفا من أهم مواطن هذه اللغة. 
ومن أبرز خصائص اللغة الأرمنية: 1. الفونيمات الانفجارية والانسدادية‌ ـ المسحية التي تقسم إلى ثلاثة فصائل: صائتة، صامتة منفوخة وصامتة مزردمة. 2. النبرة تقع علی الهجاء الأخیـر، 3. غیاب مقولـة الجنس القواعدیـة، 4. صرف الاسم في 7 حالات، 5. الصفة تسبق الاسم ولا تتغير، 6. إیجاد الأفعال عبر مادتي المضارع والماضي، 7. الترتيب الرئيس لأجزاء الکلام هو الفاعل + الفعل + المفعول به (ظ: كمبل، I / 96-100).
لقد جاء إبداع الخط الأرمني علی ید القسيس مسروپ ماشتوتس في 406م على أساس الخطوط اليونانية والسريانية (درنرسسيان، 84-85؛ آيلو، 197). وفي القرن 12م أضيفت علامتان جديدتان إلى الفونیمتین  / o /  و / f /  (كمبل، I / 89؛ ظ: الصورة 5). ويرى الأرامنة أن أسقفاً سريانياً يدعى دانيال قد أستبق ماشتوتس في إبداع خط للأرمنية، لکنه إندثر لعدم تناسبه مع نظام أصوات الأرمینیة (آيلو، ن.ص).
الرومانية (رومانو):  هي أحد أجزاء الفرع الهندي، أو الهندوآري للغات الهندوإيرانية، حيث تنتشر بين الغجر (الرومانو تختلف عن الرومانية التي هي من فرع اللغات الإيطالية). والغجر هم أخلاف الراجپوت في شمال غربي الهند، حيث كانوا قد هربوا بعد دخول الإسلام إلی تلک البلاد في القرون الوسيطة، وهاجروا عبر إيران إلى آسيا الصغرى وأوروبا (مالوري، 36؛ لیوفین، 51). ویسکن الغجر اليوم في غالبية بلدان العالم، من إسبانيا وإيرلندا في الغرب مروراً بالهند في الشرق، ووصولاً إلی الصين والفليبين (ظ: أفشار، كوليها، 25- 28؛ ليوفین، ن.ص). یقیم الغجر الیوم في معظم أرجاء البلاد (ظ: أفشار، ن.م، 205-255). 

   
الصورة 5: الأبجدیة الأرمنیة (کمبل، 1499-III/1498)

تتفرع عن اللغة الرومانية لهجات مختلفة، وبسبب انتشار الغجر في أنحاء العالم، فقد تأثرت في كل منطقة باللغات المجاورة لها إلى حد كبير، بل نجد في بعض الأحیان أن  اللغات المحلية قد طغت عليها. وقد قسم فينتسل وجيرينكوف الرومانية السائدة في أوروبا إلى 8 مجاميع رئيسة (ظ: كمبل، II / 1164-1165). ويفوق اليوم عدد الناطقين باللهجتين الفلاتشية والرومانية البلقانية عدد الناطقين بالأنواع الأخرى (لیوفین، ن.ص).
 

الصفحة 1 من62

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: