أصفهان
cgietitle
1442/9/29 ۱۳:۴۲:۲۷
https://cgie.org.ir/ar/article/236345
1446/4/5 ۱۴:۰۹:۵۴
نشرت
8
عقب قيام الحكم الإيراني المستقل عن دار الخلافة ببغداد فحسب، ظهر الشعر الفارسي ونثره في أصفهان أيضاً، كما هو الحال في بقية مناطق البلاد، وبدعم من الحكام الناطقين بالفارسية اتجها نحو النمو و الانتشار. فأصفهان التي كانت تقع قبل الإسلام في منطقة رواج اللغة البهلوية استناداً إلى ابن المقفع (ظ: ابن النديم، 15؛ ياقوت، 3 / 925)، وبعد انتصار الإسلام وإلى عدة قرون لم تتمكن من تحرير نفسها من الهيمنة الحصرية للغة العربية. ومنذ أوائل القرن 4ه / 10م خرجت هذه المدينة بصفتها جزءاً من منطقة عراق العجم التي كانت تضم الري وهمذان وآذربايجان أيضاً، من ظل هيمنة بغداد تدريجياً، وإلى قرن تلا ذلك وظهور دولة الغزنويين لم يجد الأدب الفارسي مجالاً للظهور فيها بشكل كامل؛ ذلك أن الزياريين لم يمكثوا طويلاً، كما أن السلاطين والوزراء البويهيين كانوا يهتمون بالأدب العربي بشكل أكبر و لم يكونوا ملزَمين بإحياء اللغة الفارسية. و مع كل ذلك، فإن نمو اللغة الفارسية «الدرية» في بلاد خراسان الخاضعة للحكم الساماني كان قد اتجه نحو الكمال واتسع نطاقه ليشمل أصفهان أيضاً. كما أن بعض الروايات المتوفرة تدل على أن أهل أصفهان كانوا في أوائل القرن 5ه / 11م على معرفة بأشعار الشعراء الناطقين بالدرية (ظ: الثعالبي، 145). و قد نظم المافروخي في كتابه محاسن أصفهان الذي ألفه في الفترة الواقعة خلال السنوات 465-485ه / 1073-1092م (ظ: الطهراني، «ج»؛ إقبال، «ج ـ د»)، فهرستاً بشعراء أصفهان الناطقين بالفارسية من المتقدمين والمعاصرين مما يحظى بأهمية كبيرة من هذا الجانب (ص 33-34، أيضاً ظ: ترجمة، 125). و في الحقيقة، فإنه فضلاً عن كتاب دانشنامۀ علائي لابن سينا و الذي أُلف لعلاء الدولة كاكويه خلال السنوات 413-428ه / 1022-1037م، و منظومة ويس و رامين التي نظمها فخر الدين أسعد الجرجاني حوالي سنة 446ه / 1054م (ظ: محجوب، 11-12، 16-17)، فإننا لانصادف إلى حوالي قرن ونصف بعدها أثراً له علاقة وارتباط مباشرين بأصفهان. ومنذ النصف الثاني للقرن 6ه / 12م أصبحت أصفهان ضمن النطاق الأدبي لعراق العجم. و في تلك الفترة أدى اضطراب الأوضاع في البلدان الشرقية والشمالية و اضمحلال الحكومات القوية لتلك المناطق والتي كانت راعية للعلم والأدب، إلى أن يهاجر جمع من الشعراء و الأدباء إلى مدن عراق العجم و أن تتشكل إثر ذلك في تلك المناطق مراكز علمية وأدبية مهمة. وقد أدت هذه التغييرات السياسية والاجتماعية والتأثيرات الفكرية والثقافية البيئية و المحلية إلى ظهور شكل من أشكال التغير في أسلوب البيان و نمط الشعر والأدب و الذي كانت له سماته الخاصة، و لم يكن يصر كثيراً على اتباع أسلوب شعراء العصر الغزنوي وحتى الساماني. و من خصائص هذا الأسلوب الجديد الذي عرف بالأسلوب العراقي، تزويق الكلام بصناعات البديع ومزج أكبر بمفردات وتعابير اللغة العربية. و قد زُين تاريخ تلك الفترة بأسماء شعراء كبار مثل جمال الدين محمد بن عبد الرزاق الأصفهاني ونجله كمال الدين إسماعيل وشرف الدين عبد المؤمن شَفَرْوه وظهير الدين شَفَرْوه ورفيع الدين اللنباني الذين كانوا جميعاً يعيشون بين أواخر القرن 6 حتى النصف الأول من القرن 7ه. وغالباً ما كانوا منهمكين في مدح الملوك السلاجقة لعراق العجم وبشكل خاص رجال الأسرتين آل خجند وآل صاعد (ن.ع.ع)، اللتين كانت لهما آنذاك الصدارة والمكانة في أصفهان (ظ: العوفي، 218-221، 225-226؛ دولتشاه، 141-145، 148-152، 154-157؛ الرازي، 2 / 359-361، 366-367، 373، 383). في القرن 7 وأوائل القرن 8ه لم يكن هناك في أصفهان ما يشيـر إلى تحول خاص و ظل أدبـاء وشعراء تلك المنطقة ــ كما هو حال بقية أرجاء هذه البلاد ــ يقدمون نتاجاتهم مقتفين آثار كبار رجالات الأدب في القرن 6ه. و من شعراء هذه الفترة يمكن أن نذكر فريد الدين الأحول ونجيب الدين الجرفاذقاني وإمامي الهروي وبدر الدين الجاجرمي وسعيد الهروي (ظ: المافروخي، ترجمة، 29-31، 56- 58؛ دولتشاه، 166-171، 219-220؛ الرازي، 2 / 386، 479؛ واله، 112، 614، 839). إن ترجمة كتاب محاسن أصفهان للمافروخي من العربية إلى الفارسية التي تمت بقلم الحسين بن محمد الآوي تعود إلى هذه الفترة (729ه / 1329م) (ظ: إقبال، ن.ص). و في النصف الأول من القرن 7ه لم تكن أصفهان ــ وكما هو حال بقية الأماكن ــ بمأمن من الهجوم المدمر للغزاة المغول ورأت الكثير من الأهوال؛ حتى إن بعض أهل الأدب مثل كمال الدين إسماعيل قد قتلوا خلال وقائع هذه الفترة أيضاً (ظ: دولتشاه، 152؛ الرازي، 2 / 373). و في أواخر القرن 8ه أدى هجوم الأمير تيمور على هذه المدينة من القتل والدمار ما لم يدع مجالاً لتطور الشعر والأدب وظهور شعراء وفنانين كبار. و منذ ذلك الوقت ومـا تلاه استقطبت المنطقـة الشرقية من إيـران ــ وبشكل خاص مدينة هراة التي كانت قد ازدهرت مرة أخرى في ظل اهتمام أعقاب تيمور ــ الشعراء و الأدباء إليها وأصبحت مركزاً علمياً وأدبياً. ويمكن أن يعدّ هذا الأمر أحد الأسباب التي أدت إلى ألايشاهد في بلاد عراق العجم ومنها أصفهان خلال القرنين 8 و9ه / 14و15م تطور ملحوظ في الموضوعات العلمية والأدبية. ومع كل ذلك، نبغ في هذه المدينة خلال القرنين 9و10ه عدد من العلماء الكبار في ذلك العصر أمثال صدر الدين وصائن الدين وأفضل الدين تركة الأصفهانيين. كما أن ظهور علماء مثل غياث الدين منصور وصدر الدين محمد الدشتكي وجلال الدين الدواني في شيراز أيضاً، وتأسيس المدرسة المنصورية العلمية والفلسفية يعود إلى تلك الفترة. و لاشك في أن هذه الأوضاع تركت أثرها في تطور العلم والفلسفة خلال القرن 11ه / 17م و في تطور وتأسيس المدرسة الفلسفية الكبيرة والمهمة في أصفهان. تعدّ الفترة الواقعة بين أوائل القرن 10ه / 16م و حوالي منتصف القرن 12ه / 18م التي تزامنت مع استقرار الحكم الصفوي في إيران أهم عصر أدبي في تاريخ أصفهان. فقد أصبحت هذه المدينة أيام حكم الشاه عباس الأول عاصمة البلاد رسمياً وتجمع فيها بطبيعة الحال حشد من أهل العلم والأدب والفن؛ لكن لما كان بلاط الملوك البابريين في الهند قد اكتسب في نفس الفترة عظمة وثروة كبيرتين وكان دعم وتشجيع هؤلاء الملوك يجتذبان الشعراء والعلماء و الفنانين الإيرانيين إلى ذلك الصقع، فقد قامت من هذا المنطلق علاقة خاصة بين هذه المدينة وبلاط دلهي أفضت إلى ظهور نتائج ثقافية واجتماعية كبيرة. و في القرنين 9و10ه أصيب الشعر الفارسي بنوع من الضعف والفتور بسبب الظروف الاجتماعية والثقافية الخاصة، وكان تكرار المضامين السابقة والتقيد بالقوالب والمعايير الأدبية التقليدية قد أعاق حركته. و في هذه الفترة، كان فريق من الشعراء يحاولون من خلال الإتيان بمضامين جديدة وتراكيب بديعة غير مسبوقة، إحداث تحول في تركيب الشعر الفارسي من حيث الألفاظ والمعاني، و إيجاد تغيير في كيفية إدراك الشعر والأساليب الشعرية عبر تحطيم التقاليد الذوقية والفنية السائدة. وكان اهتمام أنصار هذا «الأسلوب الحديث» ينصب على أن يتجهوا إلى إبداع مضامين جديدة و دقة النظر و الإتيان بصور ذهنية بديعة وجديدة بدلاً من الاهتمام برصانة التراكيب واختيار الكلمات طبقاً للمعايير التي كان المتقدمون قد وضعوا أسسها. و في البدء كان الشعراء الذين ينظمون الشعر بهذا الأسلوب قد ذهبوا من إيران إلى الهند غالباً و عاشوا فيها، أو كانوا يتنقلون بيـن مـدن إيـران و الهنـد؛ لـذا اشتهـر هـذا النـوع مـن النـظـم بـ «الأسلوب الهندي». لكن ينبغي الالتفات إلى أنه قبل ذلك بقرن، أو قرنين وبعد أن كانت الأساليب القديمة قد بلغت كمالها في القرن 8ه ، حاول شعراء مثل الجامي وبابا فغاني وآخرين من شعراء القرنين 9و10ه خلق نوع من التغيير في أسلوب الشعر وسياقه و الإبداع في التعابير والمضامين. ويمكن أن نجد أول مظاهر هذا الأسلوب الشعري في أشعار هؤلاء الشعراء. و على الرغم من أن الأسلوب المعروف بالهندي كان يعد من وجهة نظر نقاد الشعر التقليديين نوعاً من الابتداع وانحرافاً عن أسلوب شعراء السلف، و كذلك على الرغم من أن بعض أتباع هذا الأسلوب بالغوا في استخدام التشبيهات والاستعارات البعيدة عن الذهن والمضامين المعقدة والتعابير المصطنعة ونأوا بلغة الشعر عن الميزة التي ينبغي أن يكون عليها، لكن النماذج الجيدة لهذا النوع من الشعر لاتخلو من الرقة والجمال الفني؛ و بظهور هذا النمط، فتح فصل جديد في تاريخ الشعر الفارسي و أدبه. وينبغي أن نذكر من شعراء هذا العصر الذين كانوا قد ولدوا فـي أصفهان، أو سكنوا فيهـا: زلالي الخـوانسـاري (تـ ح 1025ه / 1616م)، جلال الشهرستاني، المتخلص بـ «أسير» (تـ بعد 1045ه / 1635م)، الميـرزا محمد علـي صائب (تـ 1081ه / 1670م) و محمد ابن إسحاق البخارائي، المتخلص بـ «شوكـت» (تـ 1107ه / 1695م) (ظ: الأوحدي، 439؛ نصرآبادي، 95-96، 217-218، 230؛ لودي، 75-76، 88-89؛ سرخوش، 62-65؛ واله، 447، 466؛ حزين، 162-164؛ آذر، ط سادات ناصري، 120-127، 923، 1051-1053؛ گوپاموي،47، 386-387، 408-410؛ غني، 13؛ صفا، 5(2) / 965 وما بعدها). وبطبيعة الحال، فقد كان في أصفهان خلال ذلك العصر أيضاً شعراء التزموا بالأسلوب القديم واقتفوا أسلوب شعراء القرنين 8 و9ه ، و فـي طليعتهـم الحكيـم شـرف الـديـن حسـن، المتخلـص بـ «شفائي» (تـ 1037ه / 1628م) الذي كان يعد من شعراء الطراز الأول في العصر الصفوي (ظ: الرازي، 2 / 429؛ الأوحدي، 585؛ فخر الزماني، 523-525؛ نصر آبادي، 211-212؛ آذر، نفس الطبعة، 950-951؛ گوپاموي، 973-974). و من الموضوعات التي تلاحظ في شعر هذا العصر أكثر مما هي عليه في العصور السابقة هو نظم المراثي ومدح علماء الدين وأهل بيت الرسول (ص)، و هو ما يشكل شطراً كبيراً من دواوين شعراء العصر الصفوي. كما يشاهد تناول الموضوعات الخاصة بالفلسفة والعرفان خلال هذه الفترة فى أشعار أمثال الشيخ البهائي و المير فندرسكي و المير الداماد والفيض الكاشاني. و في مجال النثر أيضاً، فقد ربّت أصفهان أدباء يمكن أن نذكر من أهمهم: إسكندر بيك المنشي (تـ 1043ه / 1633م) مؤلف عالم آراي عبـاسي، تقـي الديـن الأوحـدي البليـانـي (تـ بعد 1036ه / 1627م) صاحب تذكرة عرفات العاشقين، علي قلي خان واله الـداغستانـي (تـ 1170ه / 1757م) مؤلف تذكرة رياض الشعراء، محمـد طاهـر نصـر آبـادي (تـ 1100ه / 1689م) مؤلـف التذكرة ومحمد يوسف بك واله مؤلف خلد برين (ظ: نصرآبادي، 82، 457-463؛ واله، 973-979؛ گوپاموي، 750-754؛ صبا، 888؛ أفشار، مقدمة، 1-6؛ گلچين، 1 / 399-400، 2 / 12-17، 618-619؛ نفيسي، تاريخ...، 1 / 379-380). وأخيراً، فإن شيوع الأسلوب الهندي في الأوساط الأدبية أدى إلى ظهور ردّ فعل، وبحركة «العودة» التي كانت قد تشكلت منذ أواخر القرن 12ه / 18م اتجه الشعر الفارسي إلى أسلوب شعراء القرنين 6و7ه ؛ وبرغم أن نثر هذه الفترة ظل يتبع الأسلوب القديم المصطنع والمشحون بالتكلف، لكن فريقاً من أدباء أصفهان وشعرائها في هذا المجال أيضاً سعوا إلى خلق تحول و بادروا إلى ترويج بساطة الكتابة وتجنب التكلف واستخدام المفردات والتعابير الصعبة. و من بين أتباع مدرسة العودة يمكن أن نذكر الميـر السيـد علي مشتـاق (تـ 1171ه / 1758م) الذي كان يتمتع بشاعرية قوية وينظم الشعر بأسلوب القدماء. و قد جمع حوله لفيفاً مـن الشعراء الشبـاب كان مـن بينهم لطـف علي آذر بيگدلـي (تـ 1195ه / 1781م) مـؤلف تذكـرة آتشكده و هاتـف الأصفهانـي (تـ 1198ه / 1784م) (ظ: واله، 826؛ آذر، ط شهيدي، 416، 423، 433-434؛ گرجي نژاد، 16-17، 168، 235-236؛ گوپاموي،86؛ صبا، 738، 915-916؛ هدايت، 4 / 159، 5 / 928، 6 / 1175؛ گلچين، 1 / 14-17؛ قا: گوپاموي، 664). وبعـد مشتاق، أسس نشـاط (تـ 1244ه / 1828م) الـذي كان عالماً وأديباً قديراً ــ قبل أن يذهب إلى طهران، وينضم إلى شعراء جمعية فتح علي شاه القاجاري ــ جمعية و انبرى لإشاعة الأنماط الشعرية بالأسلوب التقليدي. وكان السيد حسين الطباطبائي، المتخلص بمجمر (تـ 1225ه / 1810م) من بين الأعضاء المشهورين في جمعية شعراء نشاط الذي توجه معه إلى طهران. وكان ديوان نشاط أول كتاب طبع في طهران بالطريقة الحجرية (بهار، 3 / 344). و يضم كتاب گنجينه لنشاط مجموعة من كتاباته النثرية أيضاً و التي ألفها عندما كان كاتباً في البلاط. وكان إنشاء نشاط نموذجاً احتذاه معاصروه و عدّ أسلوبه في الكتابة نموذج الإنشاء الرسمي في البلاط ونمط الترسُّل في عصره (ظ: گرجي نژاد، 186-187؛ هدايت، 5 / 971، 6 / 1054؛ مصاحبـي، 1 / 263؛ محيط طباطبائي، «يد ـ يو»، «كا ـ كج»). ومنذ ذلك الحين و إلى أواخر القرن 13ه / 19م نبغ في أصفهان شعراء كانوا مهرة في الشعر و الشاعرية وفق الأسلوب القديم. ويعـد الميـرزا نصرالله شهاب و الميـرزا محمد علـي سـروش (تـ 1285ه( من كبار شعراء هذا العصر الكثر (ظ: أصفهاني، 202-206، 244- 248؛ هدايت، 4 / 406-407، 476؛ صفائي، 108-111). وشيئاً فشيئاً و مع ظهور بوادر الحركة الدستورية، اتجهت الأوضاع الأدبية في إيران نحو التطور، فخطباء العصر وشعراؤه الذين لم يحققوا من العودة إلى الأساليب القديمة، سوى خلق مجموعة من الآثار التقليدية، بادروا إلى البحث عن لغة وأسلوب جديدين، بغية بيان القضايا و الموضوعات الجديدة . و إن انتقال العاصمة السياسية للبلاد إلى طهران الذي كان قد تمّ قبل ذلك بفترة طويلة وأدى إلى هجرة عدد كبير من أهل الأدب من كافة المناطق إليها، حول هذه المدينة إلى مركز ساخن ونشيط لأفكار المجددين ودعاة التجدد. أما أصفهان التي لم تعد حينها مركزاً للشعر والأدب في اللغة الفارسية، فقد أصبحت شيئاً فشيئاً تابعة للوقائع التي كانت تحدث في طهران. وتزامناً مع ذلك العصر، اهتم عدد من الشعراء باستخدام الأدب العامي و من ذلك استخدموا قالب الزجل و الأغنية لبيان أغراضهم. وكان على رأس هؤلاء الميرزا علي أكبر خان شيدا الذي سعى إلى أن يرتقي بفن الزجل ويمهد الطريق لظهور عارف القزويني أستاذ هذا الفن بلامنازع (ظ: عارف، 332؛ مصاحبي، 3 / 130-131). و في نفس هذه الأجواء، كان هناك شعراء مثل محمد حسين «صفا» (تـ 1322ه / 1904م) لم يكتفوا بأن ظلوا أوفياء لأسلوب المتقدمين، بل حاولوا أن يزيدوا من ثرائه بإبداعاتهم (ظ: سهيلي، «ألف ـ د»،«ح ـ ك»؛ آرين پور، أز صبا...، 2 / 12-14؛ قا: إشراق، 403- 408). وإثـر الحركة الدستوريـة، خرج الإنشاء والكتابة أيضـاً ــ إلى جانب بقية فنون الأدب ــ عن احتكار البلاط ورجاله. و قد انتهى ذلك بطبيعة الحال إلى إعداد الأرضية لاتساع نطاق المطبوعات والتوجه إلى الآثار المترجمة عن اللغات الغربية، ووجه تركيبة النثر الفارسي نحو البساطة و ما كان يتلاءم وإدراك عامة الناس. و في هذا المضمار، يجدر ذكر أسماء بعض الذين كانوا يرجعون فـي الأصل إلى أصفهان. فالميـرزا حبيـب الأصفهانـي (تـ 1311ه / 1893م) الشاعر و الأديب الشهير هو من بين الذين كان لهم سهم وافر في هذه الحركة الجديدة. فاستناداً إلى معرفته بعدة لغات، ألف الميرزا حبيب كتاباً قيماً في قواعد صرف ونحو اللغة الفارسية وسماه دَستور (قواعد اللغة) لأول مرة. كما أن ترجمته لكتاب حاجي بابا الأصفهاني الذي ألفه جيمس موريه هو من أفضل نماذج النثر في هذه الفترة (ظ: خان ملك، 111-114، 117؛ أفشار، «ميرزا حبيب...»، 491-497، «آثار...»، 80 ؛ آرين پور، ن.م، 1 / 395-401؛ قا: بهار، 3 / 367- 368). و من هذه المجموعة يمكن أن نذكر أيضاً أشخاصاً آخرين ظلوا حتى السنوات الأخيرة مصدر تأثير في ميدان الأدب الفـارسـي: أسس حسـن وحيـد دستـگـردي (تـ 1321ش / 1942م) أولاً «أنجمن أدبي إيران» (الجمعية الأدبية الإيرانية)، وفيما بعد «أنجمن أدبي حكيم نظامي» (الجمعية الأدبية لحكيم نظامي) في طهران التي كانت آنذاك مكاناً يجتمع فيه الأدباء والشعراء؛ و قد أصدر مجلة أرمغان الشهرية لمدة 22 سنة (منذ 1298ش / 1919م حتى نهاية عمره)، حيث كان أغلب الكتّاب و الباحثين المعاصرين لـه يتعاونون معه. وقـد فتح محمد علي جمـال زاده (تـ 1376ش / 1997م) بتأليفه مجاميعه القصصية وبشكل خاص كتاب يكي بود يكي نبـود، أفقاً جديداً أمام طريق الأدب المعاصر و نال لقـب والد فن كتابة القصة الفارسية (ظ: نفيسي، «أستاد...»، 101؛ برهان، 59-61؛ آريـن پـور، ن.م، 2 / 278-281، أز نيما...، 273-276، 286-297).
آذر بيگدلي، لطف علي، آتشكده، تق : حسن سادات ناصري، طهران، 1336ش؛ م.ن، ن.م، تق : جعفر شهيدي، طهران، 1337ش؛ آرين پور، يحيى، أز صبا تا نيما، طهران، 1351ش؛ م.ن، أز نيما تا روزگار ما، طهران، 1374ش؛ ابن النديم، الفهرست؛ إشراق خاوري، عبد الحميد، «صفاي أصفهاني»، أرمغان، طهران، 1305ش، س 7، عد 6-7؛ أصفهاني، طاهر، گنج شايگان، طهران، 1272ه ؛ أفشار، إيرج، «آثار ميرزا حبيب أصفهاني»، يغما، طهران، 1342ش، س 16، عد 2؛ م.ن، مقدمة عالم آراي عباسي، طهران، 1334-1335ش؛ م.ن، «ميرزا حبيب أصفهاني»، يغما، طهران، 1339ش، س 13، عد 10؛ إقبال الآشتياني، عباس، مقدمة ترجمة محاسن أصفهان (ظ: هم ، المافروخي، ترجمة)؛ الأوحدي البلياني، محمد، عرفات العاشقين، مخطوطة مكتبة ملك الوطنية، رقم 5324؛ برهان آزاد، إبراهيم، «وحيد دستگردي»، پيام نوين، طهران، 1341ش، س 4، عد 7؛ بهار، محمد تقي، سبك ـ شناسـي، طهـران، 1349ش؛ الثعالبـي، عبـد الملك، تتمـة يتيمـة الـدهـر، تق : مفيـد محمد قميحة، بيروت، 1403ه / 1983م؛ حزيـن اللاهيجي، محمد علي، تذكرة المعاصرين، تق : معصومة سالك، طهران، 1375ش؛ خان ملك ساساني، «ميرزا حبيب أصفهاني»، أرمغان، طهران، 1308ش، س 10، عـد 2-3؛ دولتشاه السمرقندي، تذكرة الشعراء، تق : إدوارد براون، ليدن، 1318ه / 1900م؛ الرازي، أمين أحمد، هفت إقليم، تق : جواد فاضل، طهران، 1340ش؛ سرخوش، محمد أفضل، كلمات الشعراء، تق : صادق علي دلاوري، لاهور، 1942م؛ سهيلي خوانساري، أحمد، مقدمة ديوان أشعار حكيم صفاي أصفهاني، طهران، 1337ش؛ صبا، محمد مظفـر حسين، تذكرۀ روز روشن، تق : محمد حسين ركن زاده آدميت، طهران، 1343ش؛ صفا، ذبيح الله، تاريخ أدبيات در إيران، طهران، 1356-1370ش؛ صفائي، إبراهيم، «تحقيقي دربارۀ سروش أصفهاني»، أرمغان، طهران، 1337ش، س 27، عد 3؛ الطهراني، جلال الدين، مقدمة محاسـن أصفهـان (ظ: هم ، المافروخـي)؛ عـارف القزوينـي، أبـو القاسم، ديـوان، تق : عبدالرحمـان سيف آزاد، طهـران، 1347ش؛ العوفـي، محمـد، لباب الألبـاب، تق : سعيد نفيسـي، طهران، 1335ش؛ غني فرخ آبـادي، محمد عبد الغنـي، تذكرة الشعـراء، تق : محمد مقتدي شرواني، عليكره، 1916م؛ فخر الزماني، عبد النبي، تذكرۀ ميخانه، تق : أحمد گلچين معاني، طهران، 1340ش؛ گرجي نژاد، أحمد، تذكرۀ أختر، تق : ع. خيام پور، تبريز، 1343ش؛ گلچين معاني، أحمد، تاريخ تذكرههاي فارسي، طهران، 1348-1350ش؛ گوپاموي، محمد قدرت الله، نتائج الأفكار، بومباي، 1336ش؛ لودي، شير علي، مرآة الخيال، تق : محمد ملك الكتاب الشيرازي، بومباي، 1324ه ؛ المافروخي، المفضل، محاسن أصفهان، تق : جلال الدين الطهراني، طهران، 1312ش؛ م.ن، ن.م، ترجمة فارسية قديمة بقلم الحسين بن محمد الآوي، تق : عباس إقبال الآشتياني، طهران، 1328ش؛ محجوب، محمد جعفر، مقدمة ويس و رامين لفخر الدين أسعد الجرجاني، طهران، 1337ش؛ محيط طباطبائي، محمد، مقدمة ديوان مجمر، طهران، 1345ش؛ مصاحبي نائيني، محمد علي، مدينة الأدب، طهران، 1376ش؛ نصرآبادي، محمد طاهر، تذكرة، تق : وحيد دستگردي، طهران، 1317ش؛ نفيسي، سعيد، «أستاد سخن وحيد دستگردي»، أرمغان، طهران، 1340ش، س 30، عد 3؛ م.ن، تاريخ نظم و نثر در إيران و در زبان فارسي، طهران، 1344ش؛ هدايـت، رضاقلي، مجمع الفصحـا، تق : مظاهر مصفـا، طهران، 1336-1340ش؛ واله الداغستاني، علي قلي، رياض الشعراء، النسخة المصورة الموجودة في مكتبة المركز؛ ياقوت، البلدان.
عبد الأميرجابري زاده / ه
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode