أصفهان

محافظة أصفهان

استناداً إلى آخر التقسيمات الإدارية (1373ش)، فإن مساحة محافظة أصفهان بلغت 6 / 993,106كم2 (ن.ص). و في الوقت الراهن يحد هذه المحافظة من الشمال محافظات طهران وسمنان وقم، و من الجنوب محافظتا فارس وكهكيلويه و بوير أحمد، و من الشرق محافظتا خراسان ويزد، ومن الغرب محافظتا «مركزي» ولرستان. 

واستناداً إلى أول إحصاء عام في‌ البلاد (1335ش)، فإن عدد نفوس محافظة أصفهان كان 205,621 نسمة ( گزارش...، «ج»)، وبلغ 965,969,1 نسمة‌سنة 1355ش (سرشماري، 1355ش، «ذ»)، و916,294,3 نسمة سنة 1365ش (سرشماري، الحصيلة، محافظـة 

أصفهان، 1). واستناداً إلى إحصاء سنة 1370ش، فإن هذا العدد ارتفع إلى 444,682,3 نسمة كان 5 / 66٪ منهم يسكنون المدن، و8 / 32٪ يسكنون المناطق القروية. وكانت نسبة سكان هذه المحافظة غير المقيمين فيها في نفس السنة تساوي 7 / ٪ من مجموع السكان ( آمارنامه، 1373ش، 29-32). وكانت الكثافة السكانية في محافظة أصفهان سنة 1365ش تعادل 1 / 31 نسمة في كم2، و في 1370ش بلغت 4 / 34 نسمة في كم2 (ن.م، «ج»؛ سرشماري، الحصيلة، محافظة أصفهان، ن.ص). ونسبة الذكور إلى الإنـاث من سكان هذه المحافظة هـي 108 رجل لكل 100 امـرأة ( آمار نامه، 1373ش، 29). واستناداً إلى إحصاء 1365ش، فإن4 / 82٪ من مجموع سكان المحافظة كانوا يقيمون في المدينة، أو القرية التي هي مسقط رأسهم، كما هاجر 5 / 4٪ من السكان من القرية إلى المدينة، و 7٪ من المدينة إلى المدينة، و 9 / 1٪ من القرية إلى القرية، و 4 / 2٪ من المدينة إلى القرية (سرشماري، الحصيلة، محافظة أصفهان، 3؛ ظ: الجدول 2). 

ونسبة الكتلة الفاعلة في محافظة أصفهان تشكل 5 / 39٪ من مجموع من هم في سن العاشرة و ما فوقها. وتبلغ هذه النسبة 8 / 38٪ في المدن، و9 / 40٪ في القرى. و من بين الأنشطة الاقتصادية الرئيسة، فإن نسبة العاملين في الوحدات الإنتاجية ومجال النقل والمواصلات باشتمالها على 4 / 42٪ من الكتلة الفاعلة، تشكل أعلى نسبة؛ و إن 3 / 20٪ من الكتلة الفاعلة في المحافظة تعمل في القطاع الزراعي، ويعمل 7 / 9٪ في القطاع الخدمي (سرشماري، الحصيلة، محافظة أصفهان، 7). و من مجموع أسر محافظة أصفهان، فإن 8 / 99٪ من الأسر العادية مقيمة، و 2 / 0٪ غير مقيمة. وإن 3 / 65٪ من أسر النوع الأول يقيمون في المدن، و7 / 34٪ الباقية يقيمون في القرى (ن.م، 9). و إن متوسط عدد أفراد الأسرة في هذه المحافظة يعادل 8 / 4 نسمة، وهذا المتوسط هو 7 / 4 نسمة للأسر في المدن، و 9 / 4 نسمة في القرى. ويزيد هذا المتوسط في أوساط الأسر غير المقيمة في المحافظة، فيبلغ 6 / 5 نسمة. ويعدّ 3 / 6٪ من الأسر العادية المقيمة في هذه المحافظة ضمن الأسر ذات النسمة الواحدة. وأكبر نسبة للأفراد الذين يعيشون لوحدهم واستناداً إلى إحصاء 1365ش كانت بين الرجال في الفئة السنية 30-39 سنة، وبين النساء في الفئة السنية 60 وما فوق (ن.م، 10). 
و إن نسبة الأشخاص المتعلمين في محافظة أصفهان هي عالية نسبياً مقارنة بجميع محافظات البلاد، بحيث تحقق أعلى نسبة من المتعلمين بعد محافظة طهران، أي 9 / 70٪ (ن.م، 5).

واستناداً إلى إحصاء 1365ش، فإن المسلمين يشكلون 29 / 99٪ من مجموع سكان هذه المحافظة. وهذه النسبة تساوي 09 / 99٪ في المدن و 64 / 99٪ في القرى (ن.م، 4). وبحسب نفس هذه المعلومات، فإن 1 / 99٪ من سكان المحافظة يستطيعون التكلم باللغة الفارسية، وكانت نسبة الذين لايعرفون الفارسية على مستوى المحافظة تعادل 6 / 0٪ من مجموع السكان (ن.ص)؛ أما بقية اللغات السائدة في المناطق المختلفة من هذه المحافظة فهي: التركية (في سميرم وفريدن) والأرمنية والعبرية (جغرافيا، 1 / 304).
أدت الخصائص الإقليمية وكيفية الاستفادة من الثروات الطبيعية من مياه وتربة، إلى أن تنتج في الأقضية المختلفة لهذه المحافظة محاصيل زراعية متنوعة، وكنموذج على ذلك، فإن الرز هو من محاصيل أقضية أصفهان وخميني شهر وسميرم وفلاورجان ولنجان ونجف آباد، بينما تكون البطاطا بشكل أكبر من محاصيل فريدن وفريدون شهر وأصفهان ونجف آباد، و يستحصل القطن فـي أقضية أصفهان وكاشان وأردستان وسميرم وشهرضـا ونايين ( آمارنامه، 1366ش، 231-232). 
 
إن المساحة المزروعة بالمحاصيل السنوية في محافظة أصفهان تعادل 368 ,318 هكتاراً (سنة 1365ش)، وإلى جانبها خُصص 915 ,48 هكتاراً أيضاً لزراعة المحاصيل الدائمة (وتشمل الأشجار المثمرة والفسائل). وتشكل الزراعة السنوية في المحافظة 8 / 2٪، والزراعـة الدائميـة 5 / 4٪ مـن مجموع الزراعـة فـي البـلاد ( آمارنامۀ كشاورزي، 1365ش، 75). وتتم زراعة الحنطة والشعير في جميع أقضية المحافظة، وتشكل المحصول الديمي الوحيد فيها ( قا: آمارنامه، 1366ش، 231). وتنحصر الزراعة الديمية في هذه المحافظة عادة في جزء من جنوب وشمال غربيها (جغرافيا، 1 / 339). 
و تزرع أنواع المحاصيل الصيفية والخضروات والحبوب في مختلف أقضية المحافظة، حيث كان حوالي 096 ,38 هكتاراً مزروعاً بالخضروات، و 341,6 هكتاراً مزروعاً بالحبوب سنة 1366ش ( آمارنامه، 1366ش، 232). و من المحاصيل الزراعية التي تنتج للأغراض الصناعية في هذه المحافظة يمكن أن نذكر البنجر السكري وأنواع التبوغ وكذلك أنواع البذور الزيتية، فضلاً عن القطن (ن.م، 233، 238). كما أن محاصيل الأعلاف المزروعة في مساحة 099,68 هكتاراً والتي بلغ إنتاجها 403,569 أطنان سنة 1366ش، تعدّ من المحاصيل الزراعية الأخرى في المحافظة (ن.م، 234، 239). وتكثر أشجار الفاكهة في الأقسام الجنوبية والوسطى والغربية للمحافظة، بينما تكون في الأقسام الشرقية والشمالية أقل من بقية المناطق. و تستحصل في هذه المحافظة أنواع الفواكه و منها التمر والرمان والتفاح والسفرجل والكمثرى. ومن أهم فواكه ومحاصيل هذه المحافظة التي تصدر إلى بقية أنحاء البلاد، الكمثرى والسفرجل و التفاح والكرز والرقي والبطيخ والخيار والبطاطا والبصل والخضروات والجزر واللفت. أما واردات محافظة أصفهان، فهي الشعير والذرة والأعلاف، وبكمية قليلة الحنطة (جغرافيا، 1 / 342). 
و قد عُدت مصادر الثروة الطبيعية وكذلك سهولة الحصول علـى المواد الأوليـة المختلفة ــ إلى جانب الخصائص المناخية الملائمـة وبشكـل خاص وجـود نهـر زاينـده رود ــ من العوامل الرئيسة في تطور الصناعة في أصفهان (ن.م، 1 / 343-344؛ قا: سلطاني، 1). ويمكن تقسيم الأنشطة الصناعية في محافظة أصفهان بشكل عام إلى قسمين متميزين: الصناعات التقليدية (اليدوية والمنزلية)، والصناعات الحديثة (منتجات المصانع). 
والصناعات التقليدية في أصفهان هي حياكة السجاد، النسيج، الحفر على النحاس، الطلي بالميناء، الزركشة، التطعيم بالفسيفساء، صناعة الجمجم، التذهيب، التطعيم على الخشب وأمثال ذلك (جغرافيا، 1 / 344-346). و إن كثيراً من هذه الصناعات كانت سائدة في أصفهان منذ العصور الغابرة وكانت منتجاتها تصدر إلى كافة المناطق وكذلك إلى خارج البلاد (ظ: الإصطخري، 198-199؛ بهرامي، 449-455). و في ثلاثينيات القرن 14ش كان يوجد في أصفهان وضواحيها حوالي 000,2 آلة وورشة لحياكة الكرباس والفوط التي كان يصدر قسم من منتوجاتها إلى خارج البلاد أيضاً (م.ن، 452). واستناداً إلى ابن رسته، فإنه كان ينسج في أصفهان في القرن 4ه‍ نوع من السجاد كان مشتهراً في العالم آنذاك من حيث جودة النسيج والجمال والدوام (ص 153). و كان لحياكة السجاد في أصفهان خلال العصر الصفوي أهمية فائقة، وكان سوق السجاد الحريري فيها مزدهراً. و إن أغلب السجاد القديم والثمين الموجود في متاحف أوروبا وأميركا الشهيرة عُدّ من السجاد المنسوج في أصفهان. وهذه الصناعة التي كانت قد اتجهت إلى التدهور عقب زوال الصفويين في أصفهان، استعادت ازدهارها منذ أوائل القرن 14ش (بهرامي، 449)، بحيث إن لحياكة السجاد اليوم خلافاً لكثير من مجالات الصناعات التقليدية الأخرى، مكانة خاصة في المناطق الريفية من هذه المحافظة، على الرغم من أن الأنشطة الريفية في هذا المضمار لها ارتباط وثيق بأسواق المدينة (سلطاني، 75). 
و قد فقد الكثير من الأنشطة الصناعية التقليدية في هذه المحافظة والذي كان يمثل الفن الإيراني ـ الإسلامي في البلاد والعالم من جهة و كان قد منح مكانة خاصة لهذه المنطقة من البلاد من جهة أخرى، اليوم أهميته السابقة (جغرافيا، ن.ص)؛ والنموذج البارز لذلك هي الزركشة التي بدأت بالتدهور منذ أوائل القرن الحاضر (قا: بهرامي، 453-454). 
وتعد أصفهان اليوم أحد المراكز الرئيسة للصناعات في البلاد. وتظهر نتائج الإحصاء العام لسنة 1365ش أن 1 / 14٪ من الأسر العادية المقيمة في المحافظة تمارس صناعة منزلية يعمل 7 / 88٪ منها بحياكة السجاد والبسط (سرشماري، الحصيلة، محافظة أصفهان، 13؛ قا: سلطاني، 7). وبحسب نفس الإحصاء، فإن عدد الورشات التي تم إحصاؤها في المحافظة كان 928,171 وحدة صناعية يقع 1 / 69٪ منها في المدن و9 / 30٪ منها في المناطق الريفية (سرشماري، الحصيلة، محافظة أصفهان، ن.ص).
وإلى جانب الصناعات الخفيفة و التقليدية في أصفهان تنشط صناعات حديثة عديدة من أهمها معمل صهر الحديد. و في 1343ش تم توقيع اتفاقية بين إيران والاتحاد السوفياتي في مجال إنشاء معمل لصهر الحديد في إيران («مشخصات...»، 120)، ومنذ 1346ش بدأت عمليات بنائه وتجهيز المعادن و إنشاء سكك الحديد. و أخيراً و في 1351ش شرع معمل صهر الحديد في أصفهان باستخدام المصهر بسعة إنتاجية تعادل 500,5 طن سنوياً. وبعد الدراسات اللازمة بدأت منذ 1352ش خطة توسيع هذا المعمل ليصل إلى سعة إنتاجية 9 / 1 مليون طن، كما بني مصهره الثاني أيضاً، حيث بدأت استثماره منذ أواخر سنة 1362ش. ولمعمل صهر الحديد في أصفهان ــ فضلاً عن المنشآت المتنوعة الخاصـة بإنتاج الحديد الخام ــ معملان للصفائح الحديدية ذات 650و350 ألف طن، بسعة إنتاجية سنوية مقدارها 550 و 300 ألف طن على التوالي. و فضلاً عن أنشطة مجمع صهر الحديد في أصفهان، فإن مجمع فولاذ مباركه في أصفهان أيضاً انتهت المراحـل النهائية لإنشائه منذ فتـرة وقدرت سعته الإنتاجية بـ 4 / 2 مليون طن سنوياً (ظ: رزاقي، 409-411).
وكان سهل أصفهان الخصب منذ العصور الغابرة موضعاً لتبادل السلع، وهذا الأمر هو الذي أدى إلى شق الطرق في هذه المنطقة وتوسيعها؛ وكمثال على ذلك، فقد كان هناك طريق يمتد من منطقة قزوين إلى سهول فارس النائية ويمر عبر بلاد أصفهان القديمة. وخلال الفترات التالية و مع اتساع العلاقات بين الحضارات آنذاك بشكل أكبر، كان التجار الذين يترددون بين الصحراء و سهول ما بين النهرين، أو السواحل الجنوبية يجتازون الطرق ويوصلون بضائعهم التجارية عن هذا الطريق إلى منطقة أصفهان، حيث توزع من هناك إلى شتى مناطق البلاد (سيرو، 6-7). يقول الإصطخري في القرن 4ه‍ : لايوجد في أي مدينة، ما يوجد من المال في سپاهان وفرضة فارس والجبال وخراسان وخوزستان، و إن مركز حمل البضائع إلى جميع هذه الأقاليم هو سپاهان (ص197-199). وبمرور الزمان اتسعت مثل هذه الطرق واكتسبت أهمية أكبر، بحيث ماتزال اليوم شبكة الطرق التي تربط محافظة أصفهان بكافة أرجاء البلاد تتمتع بأهمية خاصة نظراً لموقعها وكذلك لتجمع السكان والأنشطة الاقتصادية المتنوعة في هذه المحافظة (قا: جغرافيا، 1 / 347). وبسبب وجود الطرق المختلفة الجوية والبرية (الشوارع وسكك الحديد) يمكن لهذه المحافظة أن تعد أحد المراكز المهمة في مجال شبكة المواصلات في البلاد. 

ولشبكة الطرق البرية المنطلقة من محافظة أصفهان 5 محاور رئيسة هي: أصفهان ـ طهران، أصفهان ـ شيراز، أصفهان ـ يزد، أصفهان ـ خرم آباد و أصفهان ـ شهركرد (ساسان، 179-186). وتحظى شبكة الطرق الريفية في محافظة أصفهان بمكانة خاصة من بين الطرق الريفية في البلاد ومقارنة ببقية المحافظات (م.ن، 195). 
كانت محافظة أصفهان ــ فيمـا عـدا مدينـة كـاشـان ــ محرومة من خطوط سكك الحديد حتى سنة 1345ش، حيث اتصلت بشبكة سكك الحديد في‌ البلاد عن طريق سكة حديد كاشان وبوشر في استخدامها منذ 1353ش (جغرافيا،1 / 348). و إن طول خطوط سكك الحديد في محافظة أصفهان هو 747كم منها 626كم من الخطوط الرئيسة، و121كم من الخطوط الفرعية (سالنامه...، 610). وبصورة عامة فإن هذه الخطوط تستخدم في مجال النقل الصناعي (ساسان، 167). 
ولمحافظة أصفهان في الوقت الراهن مطاران داخليان وعدة مطارات عسكرية (م.ن، 164). و قد أنشىٔ أول مطار في هذه المحافظة جنوب مدينة أصفهان سنة 1330ش و تم توسيعه فيما بعد في سنتي 1337و1345ش. 
و في محافظة أصفهان مراكز تعليمية مختلفة منها جامعة الطب وجامعة أصفهان و جامعة الصناعة و 3 وحدات من جامعة العلامة الطباطبائي في مدن أصفهان ونجف آباد وشهرضا ( آمارنامه، 1366ش، 72).