أصفهان
cgietitle
1442/9/29 ۱۳:۴۲:۲۷
https://cgie.org.ir/ar/article/236345
1446/4/5 ۱۴:۲۵:۳۸
نشرت
8
و في السنوات الأخيرة من حكم ملكشاه كان الإسماعيلية ينشطون في أصفهان بزعامة الداعي عبد الملك بن عطاش وابنه أحمد (ابن الأثير، 10 / 430-434؛ بازورث، 101). وبوفاة ملكشاه في 485ه فقدت أصفهان رونقها وازدهارها، و إن ما كان السلطان السلجوقي قد أقامه زال على يد خلفائه (لمتون، 255؛ جناب، 234). و في تلك الفترة ذهبت تركان خاتون زوجة ملكشاه إلى أصفهان بعد أن عينت ابنها محمداً سلطاناً وقسمت ما في جميع الخزائن بين أمرائه و قادته (لمتون، ن.ص). و من جهة أخرى وبوفاتها في 487ه ، دخل بركيارق نجل زبيدة خاتون، زوجة ملكشاه الأخرى المدينة ونشب صراع مرير بينه وبين محمد استمر عدة سنوات (EI2,IV / 101). وخلال تلك الفترة تعاظمت قوة الإسماعيلية، فاستولوا على شاهدز و ظلوا حتى 494ه يجمعون ضرائب ما حول المدينة ومنها خان لنجان (ابن الأثير، 10 / 430-431؛ EI2 ، أيضاً بازورث، ن.صص). و في 495ه هُزم السلطان محمد في الري على يد بركيارق وهرب إلى أصفهان (EI2، ن.ص). فحاصر بركيارق أصفهان، وبسبب طول مدة الحصار نفدت المؤونة وحلت المجاعة بالمدينة، فهرب السلطان محمد من أصفهان، وإثر فراره قام جنود بركيارق بنهب المدينة (جناب، ن.ص؛ بازورث، 110-111). وبوفاة بركيارق في 498ه عاد محمد إلى أصفهان مرة أخرى (EI2,IV / 102)، وكان من أول إجراءاته الحد من قوة الباطنية التي استمرت حتى 500ه باعتقال أحمد بن عبد الملك بن عطاش وسلخ جلده (ابن الأثير، 10 / 434؛EI2، ن.ص). وإلى حين وفاة السلطان محمد في 511ه ظلت أصفهان عاصمة، و منذ ذلك الحين و ما تلاه انتقل مركز السلطة إلى خراسان. و حينذاك ازدادت الصراعات المذهبية وبلغ النزاع ذروته في 560ه بين أنصار آل خجند و آل صاعد (ن.ع.ع) وخلف خسائر جسيمة في الأرواح والأموال (EI2، ن.ص). في 590ه سقطت أصفهان بيد خوارزمشاه تكش (ن.ص). و في 623ه وصل الجيش المغولي بقيادة جرماغون إلى أصفهان وألحق بالمدينة دماراً هائلاً (الأصفهاني، 176). و في رمضان 625 اتخذ جلال الدين أصفهان قاعدة لمعسكره لصد المغول وانتصر عليهم بشكل موقت (إقبال، 1 / 122-124؛ بويل، 330)، و لكن، أخيراً هُزم أمامهم وسقطت أصفهان بصفتها آخر مدينة كبيرة في بلاد الجبال بين مخالب المغول في 633ه (منهاج، 424-433؛ إقبال، 1 / 127، 386). و في العصر المغولي، أصاب الدمار أصفهان شأنها شأن المدن الأخرى. واستناداً إلى رشيد الدين فضل الله: لم يقتل أحدٌ من الناس العدد الذي قتله المغول (ص 349؛ إقبال، 1 / 103). وعلى عهد غازان خان كان الأمير محمد الإيداجي حاكماً لأصفهان (رشيد الدين، 39-40). و في تلك الفترة بذلت جهود لإعمار أصفهان (م.ن، 349)، يمكن أن نذكر من بينها الأوقاف العديدة وإنشاء دار السيادة (م.ن، 190-191). و في 742ه قام الأمير پير حسين الذي كان قد هيمن على فارس وأصفهان بإسناد حكم أصفهان للشيخ أبي إسحاق، شقيق مسعود شاه إينجو الذي كان قد هرب إلى بغداد ( إقبال، 1 / 361، 411-412). و في سنة 757ه حاصر الأمير مبارز الدين محمد المظفري مدينة أصفهان واستولى عليها في نهاية المطاف (جناب، 237؛ إقبال، 1 / 421، 423). في 789ه دخل تيمور أصفهان، فذهب حاكمها وعدد من علماء المدينة وسادتها إلى خارج المدينة لطلب الأمان، لكن تيمور عندما أرسل جباته إلى المدينة لأخذ الأموال والهدايا قام أهل أصفهان بقتلهم مع عدد من جنود تيمور. وبإزاء ذلك أصدر تيمور هو الآخر أمراً بإعمال السيف في أهل المدينة بأسرهم، حيث قتل خلال ذلك 70 ألف نسمة من السكان وأقام تيمور من رؤوس القتلى منارات ( إقبال، 1 / 437؛ الأصفهاني، ن.ص؛ نظام الدين، 104-105؛ لوكهارت، 21). وبشكل عام كانت أصفهان تعدّ في القرن 7ه إحدى المدن الشهيرة في العالم وذاع صيتها بصفتها أحد المراكز المهمة للعلوم والصناعات والفنون (القزويني، 296-297). وعلى مشارف القرن 8ه / 14م اتسعت مدينة أصفهان بشكل أكبر وخاصة خلال عهد غازان خان و امتدت إلى ما يقرب من زاينده رود؛ وكانت تجري في المدينة فروع من هذا النهر (حمد الله، نزهة، 48). و في تلك الفترة كانت أصفهان تضم 44 محلة وبوابة. ويرى حمد الله المستوفي أن مدينة أصفهان هي في الإصل حصيلة دمج 4 قرى مع مزارعها وملحقاتها، و هذه القرى الأربع كانت: كران وكوشك وجوباره ودردشت (ن.ص). و في هذه الفترة يرى الدمشقي أن أصفهان ماتزال مدينتين: إحداهما قديمة تحول الجزء الأكبر منها إلى خرائب (يقصد جي)، والأخرى التي كانت عامرة (اليهودية)، و كانت المسافة بينهما ميلاً واحداً (نصف فرسخ) (ص 183). و من ناحية أخرى واستناداً إلى قول حمد الله المستوفي (ن.ص)، فإن مدينة أصفهان اتسعت في هذه الفتـرة، بحيث أصبحـت اليهودية ــ أي النـواة الأوليـة للمدينـة ــ بحد ذاتها بشكل محلة فيها (أيضاً ظ: تحويلدار، 32-33). و قد رأت مصادر كثيرة خطأً أن مدينة أصفهان هي نتيجة اتساع مدينتي جي واليهودية و اندماجهما (لوكهارت، 19؛ بلانت، 20). و في الحقيقة، فإن جي واليهودية لم تتسعا في أي وقت، بحيث يدمجان ببعضهما بسبب زوال المسافة الواقعة بينهما ليشكلا مدينة موحدة و واحـدة (شفقي، 178). ومنذ أوائل القرن 8ه ، يتحدث الدمشقي عن أن «شهرستان» كان الاسم التالي لجي التي كانت تقع على ضفاف زاينده رود (ن.ص)؛ برغم أن اسم جي ظل بصفتها منطقة. واستناداً إلى حمد الله المستوفي، فإن «شهرستان» كانت أكبر قرية في منطقة جي (ن.م، 50). وحتى شاردن في العصر الصفوي أيضاً يصف قرية شهرستان بأنها من أكبر قرى العالم (8 / 38) وهكذا، فإنه يعرفها بأنها منفصلة عن المدينة. و في القرن 8 ه كانت أصفهان مدينة واسعة و جميلة ذات «مدارس وخانقاهات و أبواب خيرٍ» كثيرة (حمد الله، ن.م، 49؛ ابن بطوطة، 199-200). و في 856 ه سقطت أصفهان بيد جهانشاه القره قويونلوي، وفي السنة التالية هدمت ونهبت على يده وأعمل السيف في أهلها. وإثر ذلك، استولى أوزون حسن الآققويونلوي عليها في 874ه (EI2,IV / 102؛ فرهنگ، 10 / 19). و قد وصف البنادقة الذين زاروا أصفهان على عهد أوزون حسن المدينة، بأنها مدينة واسعة جداً في سهل وفير النعمة كان لها سور من اللبن وحولها خندق (كنتاريني، 140)؛ وكان محيط المدينة 4 أميال، و مع احتساب ضواحيها 10 أميال. و في تلك الفترة قُدر عدد سكان مدينة أصفهان بـ 50 ألف نسمة (م.ن، 80-81). وعلى الرغم من أن أصفهان كانت تعدّ قبل العصر الصفوي أيضاً مدينة كبيرة مزدحمة بالسكان، إلا أن ذروة ازدهارها تعود إلى هذا العصر (فيشر، 105-106). في 1006ه / 1597م نقل الشاه عباس الأول (سلـ 996- 1038ه ( العاصمة من قزوين إلى أصفهان (إسكندربيك، 544). وخلافاً لقزوين التي لم تحظ بتوسع يذكر طيلة فترة كونها عاصمة، أصبحت أصفهان في مدة قصيرة ــ كما يقول شاردن ــ في عداد أكبر مدن العالم آنذاك (7 / 49). تزامن اتساع مدينة أصفهان خلال ذلك العصر مع تأسيس محلات جديدة. كان للشاه عباس الأول مساحات مفتوحة وواسعة من الأراضي في القسم الجنوبي من المدينة وعلى امتداد زاينده رود وكذلك على الضفة الأخرى منه تهيأ الإمكانية لمشروع توسيع المدينة على رقعة كبيرة (هيلنبراند، 775). وخلال هذا العصر أنشىٔ «ميدان شاه»، أو «نقش جهان» كمركز جديد يتلاءم والضرورات السياسية ـ الثقافية الحديثة. و قد اتصل هذا المركز بالمركز القديم للمدينة ــ ميدان كهنـه ــ عن طريق شبكة من وحدات الأنشطة المدنية، واستقطب نحوه أخيراً الأنشطة المدنية. و في الحقيقة، فإن هذا الميدان أقيم بشكل الميدان القديم للمدينة و بالإبقاء على نفس عناصره الأصلية التي كانت عبارة عن: الأسواق، المسجد، المدرسة، «دولت خانه»، وأخيراً مساحة مركزية واسعة مفتوحة. و قد نفذ هذا المشروع الجديد من ناحية أخرى في مساحة مفتوحة وحرة بعيداً عن قيود الجزء القديم من المدينة (شيرازي، 588). واستناداً إلى تافرنيه، فإن الميدان القديم فقد أهميته تدريجياً بعد إنشاء الميدان الجديد و ازدهاره؛ برغم أن جزءين منه كانا مايزالان عامرين وكان للكسبة مكان في أبنيته المسقفة (ص 384). ويتحدث كمپفر عن أن الورش ومصاطب الفنانين والمقاهي كانت قد ملأت أطراف هذا الميدان (ص 192). ومنذ هذه الفترة وما تلاها فقد هذا الميدان شكله الأصلي و تحول إلى بيوت ودكاكين حديثة (نور صادقي، 62؛ قا: كمپفر، ن.ص، ها 2). واستناداً إلى شاردن، فإن ميدان نقش جهان هو أحد أجمل ميادين العالم (7 / 107، 112؛ أيضاً ظ: ديولافوا، 288-289؛ فلاندن، 157؛ جكسون، 310-311؛ كرزن، II / 26)، و عدّه كارري أكثر جلالاً من ميدان سان مارك في البندقية (ص 77). و لما كان هذا الميدان يقع بجوار بستان «نقش جهان» الشهير، فقد دعي ميدان نقش جهان (نور صادقي، ن.ص؛ الطهراني، 102). ويعتقد هنرفر أنه كان يوجـد قبل إنشـاء هـذا الميدان، ميـدان باسم نقش جهـان مكانـه ( أصفهان، 107). ويبدو أن بستان نقش جهان كان بستاناً واسعاً يضم عمارات «هشت بهشت» و«چهل ستون» وميدان شاه و قليل من الأسواق المجاورة. وكان هذا البستان يمتد إلى مقربة بوابة حسن آباد، ويبدو أن بوابة كوشك كانت بوابة لهذا البستان (نور صادقي، 81). و قد نسب الأصفهاني إنشاء هذا البستان إلى الشاه إسماعيل وقال: لم يبق من هذا البستان في العصر القاجاري سوى الاسم (ص 33). و مع إنشاء ميدان نقش جهان تواصل توسيع أصفهان بخطط ومشاريع (هيلنبراند، 775). و إثر ذلك شيدت أبنية كثيرة وأدت إلى نمو هذه المدينة بشكل أكبر و منذ ذلك الحين تم توسيع مدينة أصفهان خارج أسوارها القديمة (كمپفر، 185). و في القرن 12ه / 18م كانت مدينة أصفهان ذات خصائص فريدة، بل إنها عدت حتى في آراء الأوروبيين الذين كانوا يعرفون جيداً الكثير من المدن الكبرى في العالم آنذاك، مدينة لانظير لها (هيلنبراند، 777). ويرى شاردن أن أصفهان تشبه المدن الكبيرة في أوروبا، و هي من حيث عدد سكانها في مصاف مدينة لندن التي كانت آنذاك أكثر مدن أوروبا كثافة بالسكان (7 / 51). ويعدها كمپفر أكبر مدن آسيا على هذا الجانب من نهر الغانج ويذكر أن محيطها باحتساب ضواحيها يبلغ حوالي 36كم (ن.ص). و قد عزي تأسيس مدينة أصفهان في تلك الفترة إلى سياسة الشاه عباس الأول إلى حد كبير (رومر، 271). و لم تغير هذه السياسة تركيبة الجيش فحسب، بل أدت إلى تغيير في التركيبة السكانية على نطاق واسع، وأدت المهارات المتنوعة لسكانها في شتـى المجالات إلى اتسـاع نطـاق الحيـاة الثقافية ـ الاقتصاديـة لمدينة أصفهان بشكل أكبر (ن.ص). وبهذا الصدد يمكن الإشارة إلى اتساع الأنشطة التجارية على أيدي أرمن جلفا وبشكل خاص التجارة مع الهند (نديم الملك، 160). و قد اتخذ الشاه عباس إجراءات في مجال تغيير أماكن السكان مما كان له أثر كبير في التركيبة السكانية للمدينة؛ كان منها نقل 000,3 أسرة أرمنية من آذربايجان (جلفا) إلى أصفهان، حيث تم إسكانهم على شاطئ زاينده رود ( إسكندر بيك، 668). ويرى سيفري أن الشاه عباس إنما نقل هذه الجماعة إلى هذه المنطقة بغية الاستفادة من تجربتهم وقدرتهم التجارية ـ الصناعية (ص 174). كان سكان هذه المحلة الجديدة التي دعيت جلفا، مقتصراً في البدء على الأرمن الذين كان عددهم يقرب من 30 ألف نسمة (كمپفر، 186). وذكر لوكهارت أن هذه المجموعة كانت 6 آلاف أسرة (ص 539)؛ وبإزاء ذلك، فإن غريغوريان و مع تركيزه على المصادر الأرمنية قدّر العدد الأولي لسكان جلفا بين 15-20 ألف نسمة بلغ حتى 1630م حوالي 30 ألف نسمة (ص 667). و في تلك الفترة، كان يقيم حوالي 50 ألف أرمني آخر في القرى الأربع و العشرين المحيطة بمدينة أصفهان (ن.ص). واستناداً إلى تافرنيه، فإن المسلمين آنذاك وبأمر من الشاه لم يكن لهم حق الإقامة في جلفا (ص 407)؛ وبإزاء ذلك، ذكر ديولافوا أيضاً أن الأرمن كانوا قد منعوا منذ السابق من الإقامة في المدينة (ص 214). كانت جلفا بأصفهان آنذاك تضم 13 كنيسة و ما يزيد على 100 رجل دين مسيحي (كمپفر، ن.ص). ويقول شاردن عن جلفا إنها ذات قسمين: جلفا القديمة التي بناها الشاه عباس الأول، وجلفا الحديثة التي شيدها الشاه عباس الثاني (8 / 83)، ويضيف أن قسمي جلفا مكونان من 5 أزقة واسعة متوازية شرقية ـ غربية تمتد من النهر نحو الجبل، وفيهما أزقة كثيرة ذات أسواق وميادين وحمامات وخانين صغيرين (ن.ص). وفضلاً عن المسيحيين الأرمن، فإن الكثير من الجورجيين أيضاً الذين كان قد جيء بهم إلى إيران بصفتهم أسرى حرب أسكنوا في مدينة أصفهان وكان عددهم في القرن 11ه / 17م يبلغ 20 ألف نسمة (كمپفر، 197؛ رومر،272). و في ذلك الوقت، كانت تقع في القسم الجنوبي من جلفا، قرية الزرادشتيين التي تضم حوالي 600 أسرة تمتهن الزراعة (كمپفر، 187). و قد ذُكر أن عدد سكان مدينة أصفهان في تلك الفترة يصل حتى إلى 000,100,1 نسمة أيضاً (هالينغبري، 59)، لكن الحد الأدنى لسكان هذه المدينة آنذاك قُدر 600 ألف نسمة (شاردن، 7 / 50). وخلال تلك الفترة، وبسبب شق الطرق وبناء الخانات العديدة وتوسيع التجارة في البلاد، أصبحت مدينة أصفهان المركز المهم للتجارة الداخلية في إيران (فراغنر، 527؛ سپونر، 700)، وكان تجـار وشـركـات أجنبيـة عديـدة من أرجـاء الـدنيـا يعملـون فيها (فلاندن، 157)، يمكن أن نذكر منهم التجار البريطانيين والهنـود والفرنسيين والبرتغاليين (كمپفـر، 197). و في تـلك الفترة كان للمذاهب والفرق الغربية أيضاً ممثلون في المدينة ومنهم الكبوشيون و الكرمليون و الأوغسطينيون و اليسوعيون والدومينيكانيون (كمپفر، 197- 198؛ سيفري، 176). كان في مدينة أصفهان خلال العصر الصفوي قصور فخمة وخانات واسعة وأسواق جميلة وشوارع ممتدة و طويلة و عريضة ظهرت بشكل آسر بأشجارها وسواقيها ذات المياه الجارية (شاردن، 7 / 56). وكانت تلك الشوارع قد شقت وبشكل خاص في المحلات الحديثة التأسيس آنذاك مثل عباس آباد وجلفا (كمپفر، 190). وكما يقول تافرنيه، فإن وجود الأشجار في مدينة أصفهان بكثافة كان قد أظهرها بشكل غابة (ص 379؛ قا: كارري، 60). وكانت أزقة المدينة ــ خلافاً لشوارعهـا ــ ملتوية ومسقفة في غالبيتها تتفرع من كل واحدة منها أزقة فرعية كثيرة (كمپفر، تافرنيه، ن.صص). و مع توسع المدينة، بلغ عدد محلاتها أكثر من 40 محلة؛ و من بين المحلات الحديثة التأسيس آنذاك كانت محلات عباس آباد وفرح آباد (تحويلدار، 31) وجلفا (كمپفر، 186). و في ذلك الحين، كانت تصل قسمي المدينة في جانبي النهر جسور؛ كانت هذه الجسور في أواخر العصر الصفوي عبارة عن: 4 جسور كبيرة وجسران صغيران ماتزال ــ عدا واحداً من الجسور الصغيرة ــ قائمة حتى اليوم (لوكهارت، 541). ويرى جكسون أن عدد جسور زاينده رود خمسة (ص 314). وأول هذه الجسور جسر مارنان الذي يربط محلة عباس آباد بالقسم الغربي من جلفا (لوكهارت، ن.ص). ويعزى إنشاء هذا الجسر إلى الشاه طهماسب (كمپفر، 188). والآخر جسر «الله وردي خان» الذي يعد من الآثار القيمة في الهندسة المعمارية (م.ن، 189)، ولكونه يصل محلة جلفا بالمدينة، فقد سمي جسر «جلفا» أيضاً (ن.ص؛ تافرنيه، 396). و قد قيل إن طول هذا الجسر 968 قدماً وعرضه 45 قدماً (لوكهارت، ن.ص؛ قا: كمپفر، ن.ص). وكانت الجدران العالية لهذا الجسر تحفظ القوافل في مواجهة الريح وكانت الغرف و الفسحات التي فيه تعد محل لجوء المسافرين واستراحتهم (پوپ، III / 1235). و قد سمي هذا الجسر «سي و سه چشمه» و«چهار باغ» (م.ن، III / 1237) و «پل شاه عباسي» أيضاً (الأصفهاني، 108). وبعد جسر «الله وردي خان» يقع جسر «جويي» (ن.ص)، أو «جوبي» (لوكهارت، ن.ص) الذي كتبه البعض خطأً چوبي (ظ: جواهر كلام، 27). و لما كان فوق هذا الجسر «جويي سنگي» (ساقية حجرية) بهدف نقل الماء من جانب النهر إلى الجانب الآخر، فقد سمي بهذا الاسم (الطهراني، 93؛ قا: الأصفهاني، 108-109). و في الجهة السفلى من «پل جويي» (جسر جويي) يقع جسر «خواجو» الذي أنشأه الشاه عباس الثاني مكان الجسر الذي كان أوزون حسن قد بناه (لوكهارت، ن.ص)؛ و لهذا السبب وكذلك بسبب مجاورة هذين الجسرين لمحلة حسن آباد، سمي هذا الجسر جسر «حسن خان تركمان» و جسر «حسن آباد» أيضاً (الأصفهاني، 109، 111). و الواجهة الخارجية لجسر «خواجو» فيها قاشاني و نقوش جصية وتزيين جميل و 24 فتحة عبئت خلفها سدود خشبية بهدف صدّ المياه مما كان يؤدي إلى ظهور بحيرة خلف الجسر. وهكذا، فإن هذا الجسر كان بحكم السد أيضاً (كمپفر، 190؛ لوكهارت، 542). و قد ذكر الأصفهاني مؤلف نصف جهان أن عدد جسور أصفهان 12 جسراً (ص 106-107).
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode