أصفهان
cgietitle
1442/9/29 ۱۳:۴۲:۲۷
https://cgie.org.ir/ar/article/236345
1446/4/5 ۱۲:۲۶:۲۲
نشرت
8
إن أحد أهم الوثائق الخاصة بلغة منطقة أصفهان في عصر ما قبل الإسلام و الذي تجب الإشارة إليه هو كلام ابن المقفع في تبويب اللغات الفارسية. فقد قسم اللغات الفارسية (بالمعنى الأعم) إلى 5 لغات: البهلوية، الدرية، الفارسية (بالمعنى الأخص)، الخوزية و السريانية. و في إيضاحه للمقصود باللغة البهلوية عدّها اللغة الشائعة في منطقة بَهله الشاسعة التي تضم أصفهان والري وهمذان ونهاوند وآذربايجان (ظ: ابن النديم، 15؛ أيضاً ظ: ابن خرداذبه، 58).إن شطراً مهماً من المعلومات المتوفرة عن اللهجة القديمة لأصفهان خلال الفترات التاريخية المختلفة هو أسماء الأشخاص والمواقع الجغرافية الخاصة بالمنطقة التي وصلتنا بشكل معرَّب، أو على الأقل بالخط العربي. وبتحليل هذا النوع من الأسماء يمكننا أن نخطو خطوة مؤثرة في مجال علم الأصوات التاريخي وإتيمولوجيا اللهجة الأصفهانية. ففضلاً عن الكلمات المفردة، يمكن أن نجد في آثار الكتّاب الأصفهانيين المتقدمين بعض التراكيب والجمل الفارسية الجديرة بالاهتمام من حيث دراسة اللهجة التاريخية لأصفهان. و في مقالة حول اللهجة القديمة لأصفهان جمع أحمد تفضلي نماذج من هذه المفردات والعبارات الأصفهانية المضبوطة وقام بتحليلها (ظ: ص 8 8 و ما بعدها). و قد استخرج في هذه الدراسة نماذج من الأعلاق النفيسة لابن رسته، وأحسن التقاسيم للمقدسي، ومحاسن أصفهان للمافروخي وترجمته، وحكاية أبي القاسم البغدادي لأبي المطهر الأزدي، وأشعار عبيد الزاكاني والأوحدي المراغي وكذلك إشارات بعض مصادر اللغة الفارسية. كما أن آذرتاش آذرنوش وخلال دراسته العبارات والمفردات الفارسية في حكاية أبي القاسم البغدادي في مقالة «أبوالمطهر الأزدي» قدم مجموعة شاملة من المفردات والعبارات الأصفهانية في الكتاب (ظ: ن.د، 5 / 342-346). كما أن علي أشرف صادقي بحث إضافات كتابي طبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ الأصفهاني و أخبار أصبهان لأبي نعيم الأصفهاني (ظ: ص 43-44، مخ (. ويجب أن نضيف إلى ذلك أيضاً الإشارات العابرة لبديع الزمان الهمذاني في المقامات (ص 49)، والمفردات المنقولة في «البلدان» لليعقوبي (ص 275)، والأنساب للسمعاني (1 / 443). وجديـر بالذكـر أن قـوام السنـة أبـا القاسـم التيمـي (تـ 535ه / 1141م) من علماء أصفهان كان له ــ إلى جانب مؤلفاته فـي التفسيـر بالعربيـة ــ تفسيـر أيضـاً بـ «اللغة الأصفهانية» (ظ: السيوطي، 38) لايعرف له أثر حتى الآن. و من الخصائص الصوتية للهجة التاريخية في أصفهان والتي حظيت بالاهتمام في المصادر، ينبغي أن نذكر النزوع إلى المد، النزوع الذي كان له تجلّ حتى في قراءاتهم للقرآن بحسب رواية بديع الزمان الهمذاني (ن.ص؛ ظ: المقدسي، 305). والخصيصة الأخرى التي لم يتم الحديث عنها بشكل جلي والتي عدها بديع الزمان ــ إلى جانب المد ــ من الخصائص البارزة في «قراءة» الأصفهانيين، هي الميل إلى تلفظ الهمزة (ظ: ن.ص). وتدعيماً لهذا الرأي يمكن لفت الانتباه إلى بعض الأسماء الجغرافية في تاريخ أصفهان مثل «براءان» و «فارفاءان» التي استخدم فيها الهمزة بشكل واضح (عن الأسماء، ظ: ابن الفقيه، 263؛ اليعقوبي، ن.ص؛ حمد الله، 51). ولدى دراسة المفردات، فإن استخدام بعض المفردات القديمة التي كانت ملغاة، أو مهجورة في اللغة الأدبية الفارسية، في اللهجة الأصفهانية القديمة أمر جدير بالاهتمام؛ فمفردة أَشْته (قا: البهلوية: aštag = الرسول، مكنزي، 13)، بصفتها اسماً كثير الاستخدام في أصفهان هي من هذه النماذج. و في النماذج الباقية من مفردات هذه اللهجة تبدو إحدى المفردات غريبة أحياناً، و من خلال التحليل يمكن أن توضح أكثر الارتباط الخاص بين هذه اللهجة ولهجات منطقة بهله القديمة، و كنموذج يمكن الإشارة إلى مفردة «اللُيبه» (ظ: ن.ص) التي كان نبلاء أصفهان يطلقونها على الطبقات الوضيعة كما يقول اليعقوبي (ظ: ن.ص). ولهذه المفردة استخدامات مشابهة مع بعض التغيرات الصوتية المتوقعة في لهجات منطقة بهله، وكمثال يمكن الإشارة إلى استخدامات «ليوه» في كاشان وقزوين وكرمانشاه (ظ: آنندراج، مادة ليوه؛ لغت نامه...، مادة ليت وليوه؛ درويشيان، 368)، ومع ياء المجهول في آذربايجان (دراسات ميدانية). واستناداً إلى تحليل تفضلي، فإن اللهجة القديمة لأصفهان وتزامناً مع حصول أصفهان على المركزية واتخاذها عاصمة في القرن 11ه / 17م وقعت تحت تأثير الفارسية الأدبية واختفت من التداول بشكل تدريجي. واستناداً إلى هذا التحليل، فإن اللهجة الحالية ليهود أصفهان هي تابعة للهجة القديمة لهذه المدينة، أو إن لها على الأقل علاقة وثيقة بها (ظ: ص 87). و من بين اللهجات الحالية لمنطقة أصفهان، فإن مايعرف بصفته اللهجة الأصفهانية والذي له نطاق أوسع بكثير من مدينة أصفهان، هو اللهجة القريبة نسبياً من اللغة الفارسية النموذجية الحديثة التي لها بعض أوجه التميز في الصوت والمفردات وتراكيب المفردات، لكنها تُستوعب جيداً من قبل العارفين باللغة الأدبية، و أكبر مظهر لهذا التباين هو في السمع و متعلق بالخصائص الصوتية. و من بين أكثر الخصائص ظهوراً يمكن الإشارة إلى نظام التبادل بين المصوتات المتشابهة الذي تحل فيه dz، ts ، j وč محل j ، č ، g وk على التوالي. كما يسمع لحن خاص عند أداء المفردات و الجمل (ظ: كلباسي، 17 و ما بعدها). و إن بعض الاستخدامات في هذه اللهجة مثل أداء es (وليس e) بدلاً من «است»، و o بدلاً من «وَ» له أهمية في الدراسات التاريخية للغة الفارسية. و قد أخضعت اللهجة الأصفهانية للدراسة مؤخراً وتناولها بالبحث باحثون من أمثال ناصر دادمان في دستور زبان وتطور وفرهنگ لهجۀ أصفهان (أصفهان، 1355ش)، سميرنوفا في «اللهجة الأصفهانية» (موسكو، 1978م)، وكلباسي في فارسي أصفهاني (طهران، 1370ش). كما تجدر الإشارة إلى الكتاب الثالث من مجموعة شناسايي گويشهاي إيران (طهران، 1374) لپوررياحي الذي خصص لدراسة لهجات قضاءي شهرضا وفريدن. و في المجال الثقافي في أصفهان، توجد بعض اللهجات الإيرانية بسمات بعيدة نسبياً عن اللغة الفارسية النموذجية مع عدد قليل من الناطقين بها، حيث تعد من وجهة نظر علم اللغة ــ ضمن تبويـب اللهجـات الوسطـى فـي إيـران ــ من مجموعة اللغات الإيرانية الغربية. و في عداد هذه اللهجات، يمكن الإشارة إلى اللهجتين الگزية والسوئية في ريفي گز وسو شمالي أصفهان، والسدهية في منطقة سده، والقمشئية في ريف يدعى قمشه في شمال أصفهان، و كذلك اللهجتين الكفرونية والخرزوغية قرب أصفهان. وأول دراسة لغوية حول هذه اللهجات كانت بقلم جوكوفسكي الذي انبرى إثر سنوات من الجهد الجهيد في دراسة لهجات النواحي الوسطى من إيران للتعريف باللهجات الثلاث الگزية و السدهية والكفرونية في الجزء الثاني من مجموعة «مواد لدراسة اللهجات الفارسية» (1922م). كما نشر في أثره هذا نماذج من الشعر الگزي للشاعر درويش عباس. و في المرحلة التالية تجدر الإشارة إلى هانداك الذي بحث خلال دراسته لهجات المناطـق الوسطى فـي إيران ــ وإلـى جانـب دراستـه اللهجـة القهروديـة ــ أيضاً اللغة السوئية التي كان لها ارتباط بها. ونشر حصيلة جهده في أثر بعنوان «لهجات خوانسار، ...، سو ـ قهرود» (1926م). ومن بعده انبرى بيلي في المقالات العديدة التي نشرها في ثلاثينيات القرن العشرين لدراسة لهجات منطقة أصفهان، وفضلاً عن استفادته من الأثرين السابقين زاد عليهما معلومات ملفتة للنظر قائمة على دراسات ميدانية في 1932م (ظ: «الإيرانية الغربية...»، 265-266). وكانت معلومات بيلي عن لهجة مثل القمشئية جديدة، بينما كانت دراسات تكميلية، أو تصحيحية فيما يتعلق بلهجات أخرى مثل الگزية والسوئية (ظ: م.ن، «اللهجات الغربية...»، 233-239). و من الدراسات المتأخرة أيضاً تجدر الإشارة إلى مقالة لبهرام فرهوشي بعنوان «تحليل سيستم فعل در لهجۀ سدهـي» (مجلۀ دانشكدۀ أدبيات تهران، 1342ش). واستناداً إلى المشروع الذي قدمه بيلي لتبويب اللهجات الفارسية، فإن السوئية تشكل إلى جانب اللهجات الميمئية والقهرودية والكشئية من منطقة كاشان مجموعة، بينما يمكن أن تعدّ اللهجات الأخرى لمنطقة أصفهان والتي تتضمن الگزية والسدهية والكفرونية والقمشئية والخرزوغية مجموعة منفصلة (ظ: بيلي، «اللغات...»، 304-305؛ أيضاً ظ: ردار، 109-110). و لدى الحديث عن لهجات أصفهان، يجدر تناول اللهجات الخاصة بالأقليات الدينية في هذه المنطقة، وينبغي أولاً الإشارة إلى لهجة يهود أصفهان بصفتها لهجة فارسية والتي تم بحث خصائصها اللغوية في آثار مثل رسالة «لهجات يهود همذان وأصفهان» لآبراهاميان (1936م)، ومقالة «الفارسية اليهودية في أصفهان» لمكنزي (1968م)، وكتاب گويش كليميان أصفهان لإيران كلباسي (طهران، 1373ش). و إن هذه اللهجة التي تكتب بالأبجدية العبرية كانت تتمتع بخلفية أدبية و قد تمت دراسة بعـض المعطيـات الأدبية بهـذه اللهجـة (للتعريـف بهذه الآثـار، ظ: نوابي، II / 550-560). أما الأقلية المسيحية التي رحلت إلى هذه المدينة منذ العصر الصفوي وتمركزت في منطقة جلفا فهي تتحدث بالأرمنية؛ ولغة المحاورة لديهم هي لهجة من اللغة الأرمنية احتفظت بأوجه تميزها من بين لهجات اللغة الأرمنية بسبب قلة ارتباطها بالبلدان الأصلية للأرمن واستيطانهم في أصفهان لعدة مئات من السنين. وبرغم أن غرابار، أو اللغة الأرمنية الكلاسيكية تعد اليوم لغة تاريخية، إلا أن أصفهان هي من بين المراكز التي حافظت على تقليد تعليم هذه اللغة. واللغة الأرمنية الحديثة، أو آشخارهابار هي اللغة المتداولة في الحديث والكتابة في أوساط الأرمن اليوم. وكانت جلفا بأصفهان ميدان ظهور آثار أدبية ملفتة للنظر بكلتا اللغتين الأرمنيتين الكلاسيكية والحديثة (ظ: ن.د، 7 / 27-29).
آنندراج، محمد پادشاه، طهران، 1335ش؛ ابن خرداذبه، عبيد الله، المسالك و الممالك، بيروت، 1408ه / 1988م؛ ابن الفقيه، أحمد، مختصر كتاب البلدان، تق : دي خويه، ليدن، 1885م؛ ابن النديم، الفهرست؛ بديع الزمان الهمذاني، مقامات، بيروت، 1889م؛ تفضلي، أحمد، «اطلاعاتي دربارۀ لهجۀ پيشين أصفهان»، نامۀ مينوي، طهران، 1350ش؛ حمد الله المستوفي، نزهة القلوب، تق : كي لسترنج، ليدن، 1331ه / 1913م؛ درويشيان، علي أشرف، فرهنگ كردي كرمانشاهي، طهران، 1375ش؛ السمعاني، عبد الكريم، الأنساب، تق : عبد الله عمر البارودي، بيروت، 1408ه / 1988م؛ السيوطي، طبقات المفسرين، تق : علي محمد عمر، القاهرة، 1396ه / 1976م؛ صادقي، علي أشرف، «تأملي در دو تاريخ قديم أصفهان»، مجلۀ باستان شناسي و تاريخ، 1369ش، عد 8، 9؛ كلباسي، إيران، فارسي أصفهاني، طهران، 1370ش؛ لغت نامۀ دهخدا؛ المقدسي، محمد، أحسن التقاسيم، بيروت، 1408ه / 1987م؛ اليعقوبـي، أحمـد، «البلـدان»، مـع الأعـلاق النفيسـة لابـن رستـه، تق : دي خويه، ليدن، 1892م؛ دراسات ميدانية؛ و أيضاً:
Bailey, H. W., «Modern Western Iranian; Infinitives in Gazī and Soī», »Persia, Language and Dialects«, »Western Iranian Dialects«, Opera Minora, ed. M. Nawabi, Shiraz, 1981, vol. I; Mac Kenzie, D. N., A Conscise Pahlavi Dictionary, London, 1971; Nawabi, M., A Bibliography of Iran, Tehran, 1987; Redard, G., «Other Iranian Languages», Current Trends in Linguistics , ed. Th. A. Sebeok , The Hague / Paris , 1970 , vol. VI.
أحمد پاكتچي / ه
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode