الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أصفهان /

فهرس الموضوعات

و في نهاية القرن 11ه‍ / 17م، كان لأصفهان 8 بوابات (شاردن، 7 / 61؛ قا: تافرنيه، 379)، و كانت البوابة التاسعة للمدينة المسماة بـ «دروازۀ مرگ» (بوابة الموت) قد دمرت بأيدي الناس خلال رحلة كمپفر (ص 187). واستناداً إلى تافرنيه، فإنه بسبب انهيار أجزاء من سور المدينة لم تكن هناك حاجة إلى اجتياز البوابات للدخول إلى المدينة والخروج منها (ن.ص). وخلال سفر تافرنيه إلى مدينة أصفهان يصفها بأنها أشبه بقرية (ص 383). 
و في نهاية العصر الصفوي فقدت مدينة أصفهان عظمتها السابقة. ويرى البعض أن التعصب المذهبي هو من العوامل الرئيسة لسقوط مدينة أصفهان وانهيارها (جناب، 243). واستناداً إلى الأصفهاني، فإن شؤون البلاد سقطت منذ عصري الشاه سليمان والشاه سلطان حسين بأيدي «الأمراء ممن هبّ و دب و الخصيان، فاضطرب وضع الدولة وانفرط عقد الأمور» (ص 181، 183). 
و في 1134ه‍ / 1722م وعلى بعد 3 فراسخ من مدينة أصفهان في «گلان آباد» حاقت الهزيمة بالشاه سلطان حسين على أيدي الأفغان الذين ضربوا حصاراً على أصفهان (م.ن، 193-196؛ رستم الحكماء، 133 وما بعدها). وبعد 6، أو 7 أشهر تم استيلاؤهم عليها (لوكهارت، 28؛ EI2,IV / 104). و في 11 محرم 1135 ارتدى الشاه سلطان حسين ملابس سوداً وسلم نفسه لمحمود الأفغاني يوم 13 محرم ووضع تاجه الملكي على رأس محمود (الأصفهاني، 205-206). و قد لحق بالمدينة في هذه الفترة دمار هائل. واستناداً إلى قول، فإن حوالي 20 ألف نسمة قتلوا على أيدي الأفغان ومات كثير بسبب الجوع والقحط (قدوسي، 102؛ EI2، ن.ص). 
و في 1142ه‍ و بعد اقتدار نادر و إلحاقه الهزيمة بالأفغان وتقدمه نحو أصفهان، لجأ أشرف خليفـة محمود الأفغاني بعد آخر اندحـار لـه أمـام نـادر فـي «مـورچـه خـورت»، إلـى أصفهـان و مـن هناك هرب إلى شيراز. فدخل نادر أصفهان في نفـس السنة (الإسترابادي، 102-107؛ هنوي، 40-44). وهكذا وبرغم أن أصفهان تخلصت من جور الأفغان، إلا أنها واجهت مصائب جمة بسبب الضرائب المختلفة و الباهظة التي كانت جباة نادر يستوفونها (جناب، 244؛ الأصفهاني، 257-259). وعقب وفاة نادر، كانت أصفهان عرضة للاضطرابات والهجمات والغارات من قبل مجاميع مختلفة طامحة للحكم (پري، 93-94، 104). و في 1163ه‍ تحالف علي مردان خان البختياري مع كريم خان الزند وانتزع مدينة أصفهان من هيمنة أبي الفتح خان البختياري. و في 1165ه‍ قام كريم خان بعزل علي مردان خان وعين أخاه صادق خان حاكماً لأصفهان (EI2). و في تلك الفترة ظلت مدينة أصفهان بمأمن من الأضرار بشكل نسبي، وعاد إليها السكان الذين كانوا قد غادروها. ومرة أخرى اتجهت أصفهان نحو العمران نسبياً، لكن ما أن مات كريم خان في 1193ه‍ / 1779م حتى عمت الفوضى مدينة أصفهان مرة أخرى (الأصفهاني، 279-280). 
و في 1199ه‍ ، توجه آقا محمد خان إلى أصفهان و انتزعها من أيدي جعفر خان الزند وعيّن باقرخان الخوراسگاني بدلاً منه. وفي 1201ه‍ استولى جعفر خان على أصفهان مرة أخرى، لكن آقا محمد خان طرده مجدداً من المدينة وعين أخاه غير الشقيق، جعفر قلي خان حاكماً لأصفهان (لمتون، 31-32). و في تلك الفترة انتقلت العاصمة إلى طهران، وتخلت أصفهان تدريجياً عن مكانتها التجارية لتبريز (EI2، ن.ص؛ كرزن، II / 41). 
و على عهد فتح علي شاه (1212-1250ه‍(، أخذ الصدر الأعظم لديه حاجي محمد حسين خان الأصفهاني على عاتقه حكم أصفهان وإعادة بنائها، فازداد عدد السكان على عهده، لكن أصفهان أصيبت بعده بالدمار وتناقص عدد السكان مرة أخرى (الأصفهاني، 280-281). و إلى جانب الصراعات السياسية، كانت المجاعات المتتالية في مدينة أصفهان إحدى أسباب تعثر ازدهارها (جناب، 229-230). ونظراً للنزاعات التي تواصلت خلال 1252-1255ه‍ والتي ألحقت فيها خسائر فادحة بأصفهان، اضطر محمد شاه للسفر إلى أصفهان في 1256ه‍ (الأصفهاني، ن.ص؛ EI2,IV / 105). وعلى عهد ناصر الدين شاه حدثت في المدينة مرة أخرى اضطرابات في 1265ه‍ ، لكن الأوضاع تحسنت بعد زيارته المدينة في 1267ه‍ / 1851م، غير أن نمو المدينة توقف مرة أخرى خلال مجاعة سنتي 1288و1289ه‍ و تناقص عدد سكانها (ن.ص) ويقـدر الأصفهاني عدد سكان المدينة في ذلك الوقـت بـ 80 ألف نسمة ويقول إن ذلك هو أقل عدد لهم منذ إنشاء المدينة (ص 282). 
قدر عدد سكان أصفهان فـي بداية القرن 19م (1800-1801م) بـ 200 ألف نسمة على الأقل (هالينغبري، 59)، وعلى مشارف القرن 20م باختلاف يساوي حوالي 100 ألف نسمة (فلاندن، 156) و60 ألف نسمـة (ماساهارو، 138؛ شفقـي، 291) وأيضـاً 70-80 ألف نسمة (غايغر، II / 383؛ كرزن، 2 / 53-54). و يعدد ماساهارو لأصفهان آنذاك 172 مسجداً و 48 مدرسة و 800,1 خان و 273 حماماً (ن.ص). و منذ ذلك الحين و ما تلاه، اتجه الكثير من محلات المدينة نحو الخراب وأصبح خالياً من السكان إلى الحد الذي يقول فلاندن إن ما يزيد على خمسة أسداس بيوت المدينة صار خرباً (ن.ص؛ ماساهارو، 136؛ هالينغبري، ن.ص). 
و قد عُزي انخفاض عدد السكان التدريجي وتدني مكانة مدينة أصفهان من جهة أخرى إلى انتقال العاصمة من أصفهان إلى شيراز (في العصر الزندي)، ثم إلى طهران (في العصر القاجاري) (شفقي، ن.ص). 
وخلال فترة حكم ظل السلطان نجل ناصر الدين شاه لأصفهان والتي استمرت 35 سنة سارت أمور المدينة نحو التدهور (ن.ص) وخرب الكثير من محلاتها وخلا من السكان نهائياً (تحويلدار، 32). وترى ديولافوا أن سبب تناقص عدد الأرمن في مدينة أصفهان هو إلحاق الأذى بهم بعد عهد الشاه عباس الأول وهجرة عدد منهم إلى الهند (ص 217-220؛ جكسون، 316). 
ويتحدث أوجن فلاندن الذي زار أصفهان في ربيع 1840م عن الخراب الذي حل بالقرى وهجرة قرويي أطراف المدينة وكذلك خراب أجزاء من المدينة (ص131-132). و بعد حوالي 40 سنة من هذا التاريخ تعرّف ديولافوا أصفهان بأنها خَرِبة منهوبة ذات أزقة ضيقة ملأى بالقاذورات وأسواق خربة خلت جميعها من السكان وجدرانها آيلة للسقوط (ص 213). وبرغم أن جكسون على مشارف القرن العشرين يؤيد ازدهار وعظمة أصفهان المفقودين، لكنه يرى أن الوضع العام للناس وآثار الأنشطة التجارية والتجارة المتجهة نحو الازدهار في المدينة جميعها تبعث على الأمل (ص 307). و مع كل هذا واستناداً إلى ملك المؤرخين الكاشاني، فإن عدد سكان مدينة أصفهان سنة 1322ه‍ كان حوالي 250 ألف نسمة (ص 84-85). وعلى الرغم من أن مدينة أصفهان لم يكن فيها أواخر العصر القاجاري قلعة و سور سالمين، لكن استناداً إلى الأصفهاني، فقد كان لها 14 بوابة و 37 محلة (ص 23، 27). و قال زين العابدين الشيرواني في 1237ه‍ إن أصفهان تضم 17 محلة وحوالي 15 ألف بيت (ص 605). ويعرّف ملك المؤرخين مدينة أصفهان بأنها تضم 19 محلة كبيرة لكل واحدة منها توابع مختلفة (ص 29). كما أن نديم الملك يشير إلى 17 محلة و 8 بوابات للمدينة (ص 169). 
و مـاتـزال مـدينـة أصفهـان الـحـاليـة بـعدد سكـان يـقـدر بـ 810,437,1 نسمات (1370ش) ( آمارنامه، 1373ش، 29) في حالة نمو واتساع. و قد تشكل المركز النشيط للمدينة حول محور چهار باغ في القسم الغربي من ميدان إمام (ميدان شاه سابقاً)، ومايزال السكان ذوو الدخل المحدود يعيشون في الأجزاء القديمة من المدينة. و قد أدت الظروف الطبيعية وكذلك التغيرات الثقافية ـ الاجتماعية إلى إزالة العوامل التي كان بإمكانها المحافظة على المركز القديم للمدينة (شيرازي، 590). واليوم، فإن كثيراً من العناصر الرئيسة والتقليدية في المدينة كالمدارس والحمامات القديمة فقدت فاعليتها، كما واجهت الخانات التي كانت تعد من العناصر الأساسية للسوق تغيرات، وتضاءلت أهمية الأسواق التقليدية بإنشاء حوانيت وأسواق مركزية حديثة. وبرغم هذا، مايزال سوق أصفهان بطول عدة كيلومترات ووجود خانات عديدة ونشطـة وصناع وتجـار، يواصل حياتـه الاقتصادية (بختيـار، 331-332). 

الآثار المعمارية و الأبنية التاريخية

بقيت في أصفهان من العصور التاريخية المختلفة آثار و أبنية متنوعة تظهر الحياة المتذبذبة في هذه المدينة، و إن أهمية هذه الآثار وتنوعها هما بحد سميت أصفهان معه بـ «متحف إيران» (الطهراني، 76). و في أوائل القرن العشرين كانت هذه المدينة تضم 169 مسجداً و 12 كنيسة و 12 كنيساً و 28 مدرسة تقليدية و 72 حماماً عاماً و 142 خاناً وخاناً صغيراً (م.ن، 92-93). 
وعلى الرغم من قدم أصفهان، فإنه لم تبق في هذه المدينة آثار كثيرة من عصور ما قبل الإسلام، ويمكن أن نذكر فحسب تاجي عمودين يعودان للعصر الساساني فيهما نقوش بارزة يحفظ أحدهما في المتحف الوطني الإيراني (متحف إيران القديمة) والآخر في عمارة «چهل ستون» في أصفهان ويشبه تاجا العمودين هذان، تيجانَ أعمدة بيستون (هنرفر، گنجينه، 4-5، الهامش). 
و من الآثار الأخرى المنسوبة للعصر الساساني بقايا بيت نار يقع في أعلى جبل «آتشگاه» (الموقد) المنفرد غربي مدينة أصفهان و يطل على طريق أصفهان ـ نجف آباد (بلانت، 28). ويرى جكسون أن تاريخ بناء بيت النار هذا يسبق العصر الساساني ويعود إلى العصر الأخميني (ص299، ها 1). ويبدو أن بيت النار هذا كان جزءاً من قلعة نسبت إلى طهمورث ( ابن خرداذبه، 20؛ حمد الله، نزهة، 50). واستناداً إلى ابن رسته، فإنه كانت قرب هذه القلعة، قلعة أكثر قدماً منسوبة إلى كيكاوس، قام بهمن بن إسفنديار [أردشير] بعد خرابها ببناء هذه القلعة وبيت النار فيها (ص 152-153؛ قا: حمزة، 37- 38). و قد ظل بيت النار قائماً حتى بداية القرن 4ه‍ وكانت ناره متقدة (ابن رسته، ن.ص). 
وكان بناء بيت النار هذا بشكل ثُماني الأضلاع يبلغ ارتفاعه حوالي 4 أمتار و قطره 5 / 4 أمتار، وكان سقفه في الأصل على شكل قبة (جكسون، 293). و قد شيد هذا البناء بشكل رئيس من لبنات ثخينة مربعة الشكل وصلت ببعضها بواسطة ملاط الجبس وأعواد القصب. و حوالي بيت النار، كانت أبنية أخرى في الجانب الشرقي والجنوب الشرقي والشمال الشرقي يبدو أنها زيدت عليه في العصر الإسلامي، وكانت محلاً لإقامة الموابذة و فِناء الموقد وربما خزانة بيت النار (م.ن، 294؛ هنرفر، ن.م، 5). 
و من الآثار الأخرى التي تنسب للعصر الساساني جسر شهرستان الذي هو من الجسور القديمة المقامة على نهر «زاينده رود» والذي يقع على بعد 3كم شرقي جسر خواجو وقبالة منطقة جي (ن.م، 8). ويرى پوپ أنه أحد الجسور القديمة على الطراز الروماني ويحتمل أنه كان له نظائر في جنوب إيران اندثرت بمرور الزمان (III / 1230). وقد اعتُقد أن هذا الجسر قد بني بأيدي مهندسين رومان ممن كانوا قد أسروا مع فاليريانوس (بلانت، ن.ص). و إن جسر شهرستان الذي يمكن مقارنته على هذا النحو بجسور شوشتر ودزفول، عُدّ في عصري البويهيين والسلاجقـة، الجسر المهم الوحيد على زاينده رود (هنرفـر، ن.م، 8-9). وينسب بلانت بناء القسم العلوي من هذا الجسر فقط إلى العصر السلجوقي (ن.ص). و من بين الآثار الأخرى التي ترجع إلى ما قبل العصر الإسلامي يمكن أن نذكر بقايا سور المدينة الذي كان مايزال باقياً في بعض أجزاء المدينة حتى بدء القـرن 14ه‍ (ظ: الأصفهاني، 31). 
و من أوائل آثار العصر الإسلامي في مدينة أصفهان يمكن ذكر مسجد «خُشينان» (ظ: ابن‌‌ رسته، 200)، حيث يقول ابن رسته إن هذا المسجد بني في الموضع الذي كان أبو موسى قد أقام الصلاة فيه (ن.ص). وقد عزا البعض بناء هذا المسجد إلى عمر ابن‌الخطاب (ظ: نور صادقي، 52). وكانت قلعة طبرك، أو تبرك (الطهراني، 141) من الأبنية الملفتة للنظر في أصفهان قبل العصر الصفوي والتي اعتبروا أن بناءها يعود للعصر البويهي (هنرفر، ن.م، 37). و كانت هذه القلعة قد بنيت بأكملها من الطين وبشكل مربع غير منظم (شاردن، 7 / 265). وكان حول هذه القلعة سور مرتفع ذو شرفات مفرَّجة مع أبراج يحيط به خندق ذو سواتر ترابية بوضع دفاعي مناسب (ن.ص). وكانت هذه القلعة خلال العصر البويهي تتصل بواسطة أنفاق بالبيوت التي كانت تقع قرب الميدان القديم وميدان «مير» (هنرفر،‌ ن.ص). ويبدو أن تلك الأنفاق كانت موجودة في العصر السلجوقي أيضاً (ن.ص). وبحسب قول، فإن هذه القلعة كانت ترجع إلى العصر الساساني وأعيد بناؤها في‌ العصر البويهي (ظ: رفيعي، 11). 
ويصف شاردن في العصر الصفوي هذه القلعة بأنها قديمة جداً ومتميزة عن القلاع الأوروبية و هي أشبه بسجن منها إلى قلعة (7 / 266). ويذكر نفسه أسماء 4 من أبراج القلعة: «برج زنجير خانه»، «شاه زهرمار»، «برج أركلو» و «برج چهل دختران» (ن.ص). ويصف كمپفر هذه القلعة بأنها مستودع أسلحة (ص 191)، بينما يراها نديم الملك خزانة ومستودع أسلحة السلاطين الصفويين (ص 155؛ قا: الأصفهاني، ن.ص). ويبدو أن قلعة «أركي» التي يذكرها تافرنيه هي نفسها قلعة «طبرك» التي كان هو يرى أنها موضع إيداع الأشياء النادرة والنفيسة الخاصة بالشاه (ص 383؛ أيضاً ظ: شاردن، 7 / 269-270). ويصف هو نفسه هذه القلعة خلال زيارته لأصفهان بأنها تفتقر إلى التحصينات الدفاعية وفيها فحسب عدة أبراج ترابية مربعة الشكل (ن.ص). 
وقلعة «طبرك» التي عدت «بحجم مدينة عادية» (الأصفهاني، ن.ص) كانت في الأصل تضم 370 منزلاً وميداناً للتسليح ومسجداً وحماماً، كما كانت تضم منزل الوزير. وكانت بيوت هذه القلعة في العصر الصفوي محل سكنى الجنود. وذكر أن مساحة هذه القلعة 100 ألف ذراع مربع (شاردن، 7 / 267؛ الطهراني، ن.ص). و قد ظلت أجزاء من برج قلعة «طبرك» وسورها و مدخلها قائمة حتى أوائل القرن العشرين، لكن لم يبق اليوم شيء من برج هذه القلعة وسورها (الأصفهاني، ن.ص؛ هنرفر، گنجينه، 40). 
و من أبنية العصر الإسلامي الأخرى، المسجد الجامع المسمى «جورجير» الذي كان يسمى الجامع الصغير بإزاء المسجد الجامع العتيق الذي كان يدعى الجامع الكبير (ن.ص). وينسب المافروخي بناء هذا المسجد إلى الصاحب بن‌‌‌ عباد (ظ: الآوي، 63). ويرى غودار أن بناءه يعود إلى الفترة الواقعة خلال 366و385ه‍ (1 / 155). وكان ارتفاع منارة المسجد والتي كانت أكبر منائر أصفهان 100 ذراع (الآوي، ن.ص). و قد اندثر المسجد في العصور التالية وبني مكانه مسجد حكيم وذلك في الفترة الواقعة خلال السنوات 1067-1073ه‍ (هنرفر، ن.م، 41؛ قا: غودار، 1 / 156). 
و من الآثار الأخرى العائدة لعصر البويهيين في مدينة أصفهان يمكن أن نذكر صُفّة الصاحب بن عباد في مسجد جمعة أصفهان، وكذلك 4 أعمدة أسطوانية في مسجد الجمعة و التي زينت بنقوش جصية (هنرفر، ن.م، 43-44). 
و من أهم أبنية العصر السلجوقي في إيران مسجد جمعة أصفهان (ن.م، 67؛ قا: غودار، 1 / 109-110؛ ظ: ن.د، أصفهان، المسجد الجامع) والذي هو مجموعة من الطُّرز المعمارية المتنوعة في العصور الإسلامية المختلفة (مساجد...، 18؛ قا: بلانت، 30). 
و من الآثار التاريخية الأخرى في أصفهان مسجد علي الذي يقع بجوار الميدان القديم و مسجد الجمعة (هنرفر، ن.م، 369). وقد بني هذا المسجد على عهد السلطان سنجر (سنة 515ه‍( )نور صادقي، 100؛ قا: الطهراني، 123)، وزُين على عهد الشاه إسماعيل الأول بالقاشاني و المقرنصات الجصية و تم ترميمه (هنرفر، ن.ص). ويبلغ ارتفاع منارة هذا المسجد الآجرية و العالية حوالي 30 متراً ( لغت نامه...، مادة أصفهان). و قد ذكر ملك المؤرخين أن ارتفاع هذه المنارة هو 35 ذراعاً (ص 30). و عدها كمپفر أكبر منارة في مدينة أصفهان (ص 192). و قد عزا البعض بناء هذا المسجد إلى عليشاه تكش خوارزمشاه والي أصفهان في 595ه‍ (الطهراني، ن.ص). 
و من الآثار والأبنية الأخرى في الفترة التي سبقت عهد الشاه عباس الأول يمكن أن نذكر أبنية هارون ولايت التي أُرخت بقعتها و جبهة بوابتها القاشانية بتاريخ 918ه‍ و هي من الأماكن المقدسة والمزارات الرئيسة في مدينة أصفهان. وكان هذا المكان موضع احترام المسلمين، كما كان مزاراً لليهود (م.ن، 127). وذكر كمپفر أنه كان موضع احترام المسيحيين أيضاً (ص 192). ويرى ملك المؤرخين الكاشاني أن السيد المدفون هناك هو من ذرية الإمام موسى الكاظم (ع) و أن بناء مقبرته يعود إلى ما قبل العصر الصفوي ويقول إن يهود أصفهان يعدون هذه المقبرة مرقداً لهارون شقيق موسى (ع) (ص 32-33). 
والإيوان الجنوبي لهارون ولايت يضم محراباً بالقاشاني المعرق والنفيس (هنرفر، گنجينه، 360-361)؛ و في الماضي كان يوجد خلف هذا الإيوان أسد حجري ضخم وقديم (ملك المؤرخين، ن.ص). وينفتح هذا البناء من الجهة الغربية بواسطة باب على فناء مدرسة صغيرة (هنرفر، ن.ص) و هي نفسها مدرسة السلطان محمد السلجوقي. و هذه المدرسة اليوم آيلة إلى الخراب و تسمى مدرسة حاج حسن (ن.م، 379). 

 

 

الصفحة 1 من13

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: