الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أصفهان /

فهرس الموضوعات

قضاء أصفهان

و هو أحد الأقضية السبعة عشر لمحافظة أصفهان، ويقع في القسم الأوسط منها. ويحد هذا القضاء من الشمال أقضية محلات ودليجان وكاشان ونطنز، و من الجنوب قضاءا شهرضا وآباده، و من الشرق قضاءا نايين وأردكان، و من الغرب قضاءا گلپايگان ونجف آباد. وهذا القضاء الذي تبلغ مساحته 5 / 065,21كم2 يضم 8 مدن و 6 نواحي و تشمل 19 ريـفـاً. وكـان فـي 1365ش، يضـم ضمـن حـدوده 195,1 قـريـة ( آمارنامه، 1373ش، 9؛ سرشماري، الحصيلة، قضاء أصفهان، 1). و حاضرة هذا القضاء هي مدينة أصفهان و في الإحصاء العام للبلاد سنة 1365ش، كان 613 قرية من قراها خالية من السكان (ن.ص). 
و في 1355ش بلغ عدد سكان هذا القضاء 179,033,1 نسمة (سرشماري، 1355ش، «ل»)، ارتفع سنة 1365ش إلى 492,420,1 نسمة (سرشماري، الحصيلة، قضاء أصفهان، ن.ص)، و في 1370ش بلغ 810,437,1 نسمات، كان 995,238,1 نسمة (2 / 86٪) منهم يعيشون في المدن، و 696,198 نسمة (8 / 13٪) يعيشون في الأريـاف ( آمارنامه، 1373ش، 29-31). و توجد في هذا القضـاء ــ فضـلاً عـن مدينة أصفهـان ــ مدن أخرى منها خوراسگـان، رهنان، كوهپايه، ورزنه و هرند (ن.م، 34؛ أيضاً ظ: الجدول 3). 

وكانت الكثافة السكانية في هذا القضاء (1365ش) 4 / 67 نسمة في كم2 وكانت النسبة بين الجنسين (1370ش) هي 7 / 109 ( آمارنامه، 1373ش، 31). واستناداً إلى إحصاء 1365ش، فإن 1 / 42٪ من مجموع سكان هذا القضاء هم دون سن الخامسة عشرة (سرشماري، الحصيلة، قضاء أصفهان، 1). ويظهر نفس الإحصاء أن 77٪ من سكان هذا القضاء كانوا يعيشون في المدن، أو الأرياف التي هي مسقط رأسهم. فإن 5 / 6٪ من السكان هاجروا من القرى إلى المدن، و 8 / 11٪ هاجروا من المدينة إلى المدينة الأخرى، و9 / ٪ هاجروا من القرية إلى القرية الأخرى، و4 / 1٪ من المدينة إلى القرية (ن.م، 3). 
يوجد في قضاء أصفهان 988 مدرسة ابتدائية و 320 مدرسة متوسطة و 95 مدرسة ثانوية ( آمارنامه، 1366ش، 54). ويعيش في هذا القضاء ما مجموعه 468,10 معلماً، حوالي 4 / 6٪ منهم في المناطق الريفية، والباقون في المدينة (سرشماري، الحصيلة، قضاء أصفهان، 6). 
ونسبة الكتلة الفاعلة في القضاء إلى مجموع السكان 3 / 39٪ وهذه النسبة هي 8 / 38٪ في المدن، و 9 / 42٪ في الأرياف. يعمل منهم في هذا القضاء 6 / 11٪ في القطاع الزراعي، و 4 / 42٪ في القطاع الصناعي، و13٪ في القطاعات العلمية والفنية والتخصصية (سرشماري، الحصيلة، قضاء أصفهان، 7). 
و قد اشتهر قضاء أصفهان الواقع بشكل رئيس على ترسبات نهر زاينده رود منذ الماضي السحيق بخصوبة تربته ووفرة محاصيله الزراعية. واستناداً إلى حمد الله المستوفي، فإن كل بذرة يؤتى بها من مكان آخر وتزرع هناك، فإن أغلبها يكون أفضل مما كان عليه في المكان السابق، كما أن إنتاجها لايكون أقل من ذلك ... و تنتج الغلال والمحاصيل الصيفية بشكل جيد، وكانت فاكهته في غاية الجودة والطراوة (نزهة، 48-49). و من قبله مدح ابن رسته ضمن إشارته إلى جودة زعفران أصفهان (ص 157) فاكهة هذه المدينة (ص 156؛ أيضاً ظ: القزويني، 296). 
كما كان جزء من المحاصيل الزراعية لبلاد أصفهان يصدر إلى المناطق والبلدان الأخرى، حيث يقول حمد الله المستوفي، إن فواكهها تنقل إلى بلاد الهند والروم (ن.ص). و في فترة ما، كان القطن والتبغ والخشخاش الذي يزرع في أطراف أصفهان يعد من المحاصيل المهمة لهذه المنطقة (ديولافوا، 280)، وكان قسم من تلك المحاصيل يصدر إلى خارج البلاد. وكان أهم المحاصيل الزراعية المصدرة من هذه المنطقة في العصر القاجاري عبارة عن القطن (240 ألف وِقْر)، التبغ (20-30 وقراً)، الترياق (4-5 آلاف صندوق، كل صندوق حوالي 70-80كغم)، مع كميات من الكشمش الذي يصدر إلى عدد من البلدان وبشكل خاص إلى روسيا والهند (هولتسر، 17- 18). و في نفس تلك الفترة، كانت تنتج أيضاً العقاقير و النباتات الصناعية التي يصدر قسم منها إلى خارج البلاد. ويَعد پولاك أصفهان من المراكز الرئيسة لتصدير الفـوّة، وكذلك يشير إلى عصفرها وقطنها وكتانهـا (ص 368-370). 
و في الوقت الراهن، فإن لقضاء أصفهان الذي يضم أكثر الأراضي الزراعية خصوبة في المحافظة، مكانة خاصة على صعيدي المحافظة و البلاد من حيث إنتاج المحاصيل الزراعية وبيعها. ومساحة الأراضي المزروعة بالمحاصيل السنوية (السيحية) في هذا القضاء تعادل 844,89 هكتاراً، حيث تبلغ بمجموعها 430,96 هكتاراً إذا ما احتسبنا 289,6 هكتاراً من بساتين الفاكهة و 297 هكتاراً من بساتين الأشجار غير المثمرة. والمحاصيل السنوية الرئيسة في قضاء أصفهان هي الحنطة (188,51 هكتاراً) والشعير (454,16 هكتاراً) والرز (250 هكتاراً) والبقول ( 116 هكتاراً) والخضروات (174,3 هكتاراً) والمحاصيل الصيفية (850,4 هكتاراً) والأعلاف (700,11 هكتار) وبذور الزيوت النباتية (289 هكتاراً) ( آمارنامۀ كشاورزي، 1367ش، 77). 

مدينة أصفهان

الموقع الجغرافي

إن مدينة أصفهان الواقعة على خط الطول 51°و38´ شرقاً، و خط العرض 32°و 38´ شمالاً (پاپلي، 61) تقع في سهل ناتج عن غرين زاينده رود و الذي يعد من أهم الأحواض في سلسلة جبال زاغروس (شارلا، 190). وتنحصر هذه المدينة التي يبلغ ارتفاعها 573,1 متراً عن مستوى سطح البحر (پاپلي، ن.ص) في القسمين الجنوبي و الغربي بواسطة جبال بختياري، وفي القسم الشرقي بواسطة أحواض الصحراء الوسطى (فيشر، 104). ويحد مدينة أصفهان من الشمال مرتفعات جعفر آباد، و من الغرب امتداد جبال لاسميان، و من الجنوب جبلا صفه وشاهكوه، و من الشرق التلال المتناثرة لجنوبي گَوَرت وجبال حمام وسين بندي ( جغرافيا، 1 / 304)، و لما كانت واقعة في وسط إيران، فقد كانت ذات أهمية خاصة على الدوام بصفتها مركز الارتباط في البلاد (فيشر، ن.ص). 

الخلفية التاريخية وكيفية تكون المدينة

إن مدينة أصفهان ونظراً للظروف الطبيعية المناسبـة ــ خاصة تمتعها بزاينده رود والترسبات الناتجة عنه ــ كانت منذ القدم من المراكز المهمة لحياة الإنسان في إيران (لسترنج، 203 ؛ كيهان، 2 / 412-413). ويحتمل وجود قرى صغيرة في الموضع الحالي لمدينة أصفهان وجميع أرجاء وادي زاينده رود في النصف الثاني من الألف 4 ق.م (شفقي، 168). يقول البيروني: «إن طهمورث لما اتصل به الإنذار [بالطوفان] وذلك قبل كونه بمائتين وإحدى وثلاثين سنة، أمر باختيار موضع في مملكته صحيح الهواء والتربة، فلم يجدوا أحق بهذه الصفة من أصفهان، فأمر بتجليد العلوم ودفنها في أسلم المواضع منه» (ص 24؛ أيضاً ظ: الآوي، 15). ويشير حمزة الأصفهاني إلى كتب كبيرة عثر عليها في عصره من بناء مهدم تعذرت قراءتها، كما لم‌يكن خطها شبيهاً بخطوط الشعوب الأخرى (ص 184). كما يتحدث ياقوت الحموي عن العثور على أجساد بقيت آلاف السنين سالمة دون تغيير ( البلدان، 1 / 293). ويتحدث جابري أنصاري أيضاً عن العثور على قبور في العصر الراهن في بعض محلات مدينة أصفهان تضم أمواتاً كانوا في حالة وقوف في دنان من الفخار (ص 6). وفضلاً عن ذلك، فإن المعبدين المسيحيين اللذين عدّا متعلقين بعهد كسرى وزوجته مريم الرومية (م.ن، 7) دليل آخر على قدم مدينة أصفهان في الماضي وكذلك تركيبتها الدينية. و من جهة أخرى، يعتقد ماكسيم سيرو أن الآثار الباقية من القرى الأثرية التي شكلت مدينة أصفهان الحالية مدفونة على عمق 4-5 أمتار تحت غرين سهل أصفهان (ص 6، ها 1)، ويزعم أنه عثر خلال تنقيبات له في منطقتين من مدينة أصفهان على جدران ضخمة لأبنية أثرية (ن.ص). 
أما متى وعلى يد من بنيت مدينة أصفهان، فهو أمر يكتنفه الغموض تاريخياً. وعادة ما يرجع بهذا الشأن إلى الحكايات التاريخية والشخصيات الأسطورية، فمثلاً ينسب مؤلف مجمل التواريخ عمران أصفهان إلى كيقباذ (ص 45)، بينما ينسب البعض الآخـر تأسيس هذه المدينة إلـى طهمورث، المعروف بـ «ديوبند» (مقيِّد الجن) (الأصفهاني، 139؛ خواندمير، 1 / 178)؛ وإلى الإسكندر المقدوني («شهرستانها»، 430؛ ابن الفقيه، 311-312)؛ وإلى فيروز بن يزدجرد الساساني (جابري 473؛ شفارتس، 589)؛ وإلى جمشيد (حمد الله، نزهة، 48). و استناداً إلى حمزة الأصفهاني، فإن هذه المدينة بنيت على عهد الإسكندر بيد مهندس يدعى جي بن زراده الأصفهاني (ظ: الآوي، 16)، و إن فيروز بن يزدجرد الساساني أكمل سورها (حمزة، 53). 
والمؤكـد أنـه وحتى القـرون الأولى مـن العصـر الإسلامـي ــ وبحسب قـول لوكهارت حتى القـرن 4ه‍ / 10م (ص 19) ــ فإنـه لم يكن هناك وجود لمدينة موحدة باسم أصفهان. وعلى الرغم من أن اسم أصفهان (سپاهان) الحالية هو نفس اسم آسپادانا المذكور لدى بطلميوس (ظ: م.ن، 18؛ شاردن، 8 / 128)، إلا أنه وقبل أن تذكر مدينة أصفهان اللاحقة كانت جي تعد المدينة الأصلية في منطقة أصفهان، بحيث إن أبا الريحان البيروني أيضاً كان يعد جي إحدى مدن أصفهان (ن.ص). 
و في عصر الخلفاء الراشدين و العصر الأموي، كانت أصفهان من حيث إدارة أمورها تحت إشراف حكام العراق الذين عادة ما كانوا هم الذين يعينون حاكم أصفهان (EI2,IV / 99). وبعد سقوط الدولة الأموية (132ه‍(، وعلى عهد أبي جعفرالمنصور شهدت أصفهان من جديد عمراناً نسبياً وإثر ذلك توجه كثير من الأثرياء العرب إلى هذه المدينة وسكنوا فيها (الأصفهاني، 171-172). و في 152ه‍ بنى المنصور في المدينة قصراً ومسجداً جامعاً، كما أحاطها بسور، فتوسعت المدينة، بحيث لم يكن أكبر منها في العراق وخراسان آنذاك (مجمل التواريخ، 523، 525). ويرى المافروخي أن «ديار أصفهان» كانت قبل ذلك التاريخ تضم قرى متناثرة ومدناً خربة (ظ: الآوي، 20). 
و في عهد هارون الرشيد (170-193ه‍(، كان خراجا أصفهان وقم يرسلان معاً إلى بغداد، لكن وبسبب امتناع أهل قم عن دفع الضرائب في وقتها فُصل خراج أصفهان عن قم بأمر من هارون؛ ومنذ ذلك الحين و ما تلاه حُدد خراج أصفهان مع خراج كرج أبي دلف بـ 12 مليون درهم (القمي، 31)، لكن هذا الرقم تناقص في 204ه‍ بسبب المجاعة الكبرى التي حدثت في أصفهان خلال سنتي 200و201ه‍ على ما يبدو، فبلغ 10 ملايين و 500 ألف درهم (EI2، ن.ص). 
ويبدو أن حركة الخرّمية و الفوضى الناجمة عنها والتي كانت قد اتسعت لتشمل أصفهان أيضاً، خمدت في أوائل خلافة المعتصم (218-227ه‍( )ن.م، IV / 100)، وبلغ تطور العمران في أصفهان منذ ذلك الحين وعلى مدى خلافة المعتصم ذروته (الأصفهاني، 172). و في ذلك الوقت وسع يحيى بن عبد الله بن مالك الخزاعي المدينة مرة أخرى (مجمل التواريخ، 524). و في 281ه‍ ذهب الخليفة العباسي المعتضد إلى بلاد الجبال واختار عمرو بن عبد العزيز حاكماً لأصفهان (المسعودي، 4 / 245). 
وعلى عهد المقتدر (295-320ه‍( قام أحمد بن مسرور بتوسيع المدينة مرة أخرى، بحيث كانت آثار ذلك التوسيع ما تزال قائمة حين تم تأليف مجمل التواريخ (أوائل القرن 6ه‍( ) مجمل التواريخ، ن.ص). و في 301ه‍ استولى السامانيون على أصفهان لفترة قصيرة، لكنها وقعت بأيدي الخلفاء العباسيين مرة أخرى في 304ه‍ وأصبح أحمد صعلوك حاكماً عليها حيث أُقطع خراج أصفهان لوزير المقتدر إبان حكمه؛ وعلى الرغم من أن أحمد تمرد في 311ه‍ ، لكنه هزم وقتل (EI2، ن.ص). 
كانت أصفهان في القرون الأولى من العصر الإسلامي بشكل مدينة مزدوجة تشمل جي و اليهودية شهدت كثيراً ظروفاً متباينة واستناداً إلى مؤلف حدود العالم، فإنها كانت تعد إحدى المدن المهمة والوفيرة النعم في بلاد الجبال (ص 140). ويرى ابن حوقل أنها أكبر مدن البلاد وأوفرها نعماً وكانت في مقدمتها من حيث الثروة والسكان والازدهار الاقتصادي (ص 309). و في نفس تلك الفترة كانت في مدينة أصفهان بيوت فخمة وقصور تطَلّ على نهر زاينده رود، فتضفي عليه جمالاً آخذاً (م.ن، 310). وبطبيعة الحال فإن جي ــ وبعد فتح أصفهان ــ خبا بريقها تدريجياً وبإزاء ذلك اتجهت اليهودية ــ بإسكان مسلمين فيها ــ نحو العمران والاتساع بشكل أكبر (ياقوت، برگزيده...، 187). و في 317ه‍ احتل مرداويج ابن زيار أصفهان عقب احتلاله ولايات دينور وقرماسين (كرمانشاه) والزبيدية (المسعودي، 4 / 381). وظلت أصفهان بيده مدة إلى أن قتله غلمانه الأتراك في الحمام هناك سنة 323ه‍ (م.ن،4 / 382-383). وإلى العقود الأخيرة من القرن 4ه‍ وإلى مدة أعقبت ذلك، كانت مدينتا جي واليهودية تدعيان معاً مدينة أصفهان ( اليعقوبي، 274؛ ابن حوقل، 309؛ياقوت، البلدان، 1 / 292). و عن ذلك يعلن الإصطخري بصراحة سپاهان مدينتان: إحداهما اليهودية والأخرى مدينة سپاهان (ص 197). وعلى الرغم من أن جي كانت في تلك الفترة ما تزال تعد إحدى أفضل رساتيق أصفهان، وكانت أفضل من اليهوديـة من حيث التجارة والثروة (ابن حوقل، 313)، يمكن القول إن اليهودية ومنذ القرن 4ه‍ تقدمت على جي بنموها الأسرع وتحولت إلى مدينة كبيرة وعامرة تعادل همذان آنذاك (ظ: الإصطخري، ن.ص). 
وعقب وفاة مرداويج (323ه‍ ( كانت أصفهان تتداول بين أولاد بويه، ومنذ تلك الفترة أصبح عمران هذه المدينة مرة أخرى موضعاً للاهتمام. و في 327ه‍ انبرى وشمگير لإعادة إعمار أصفهان، إلا أن ركن الدولة الحسن بن بويه استعاد سيطرته على المدينة وظلت بيده حتى 366ه‍. وخلال ذلك، أغار الجيش الخراساني بقيادة أبي علي الصغاني على أصفهان في 343ه‍ (EI2 ، ن.ص). ويمكن القول إن مدينة أصفهان ازدهرت مجدداً على عهد البويهيين وبشكل خاص في فترة حكم ركن الدولة، حيث نسب إليه بناء قلعة طبرك و تشييد سورها (الأصفهاني، 174)؛ واستناداً إلى حمد الله المستوفي، فإن طول السور الـذي شيده ركن الدولة حـول أصفهان كـان 21 ألف قدم ( نزهة، 48؛ أيضاً ظ: ناصر خسرو، 117). 
في 398ه‍ قامت السيدة خاتون والدة مجد الدولة بنصب علاء الدولة كاكويه حاكماً لأصفهان. و في 420ه‍ استولى مسعود الغزنوي على أصفهان وغادر المدينة بعد نصبه حاكماً عليها، لكن سكانها رفعوا راية العصيان في غياب السلطان الغزنوي وقتلوا الحاكم الذي نصبه. فعاد مسعود إلى أصفهان مرة أخرى وأعمل السيف في أهلها جماعياً. ثم استعاد علاء الدولة حكم أصفهان مقابل دفعه مبالغ وانبرى لتنظيم أمور المدينة والمناطق المحيطة بها والتي كانت قد أصابها دمار واسع بسبب هجوم الغزنويين (الأصفهاني، 174، 175؛ EI2، ن.ص)، و في 429ه‍ جدد بناء سور المدينة (المافروخي، 81؛ الأصفهاني، 174)، والذي كانت آثاره باقية في 3 مناطق من مدينة أصفهان إلى ما قبل عدة سنوات (شفقي، 205 و ما بعدها). 
وفـي 433ه‍ أصبح أبو منصور فرامرز ــ نجل عـلاء الدولة ــ حاكماً لأصفهان بعد وفاة أبيه. و قد امتنع عن قراءة الخطبة باسم طغرل السلجوقي، فقدم طغرل إلى أصفهان سنة 442ه‍ بهدف القضاء عليه واستولى على المدينة سنة 443ه‍. و في نفس تلك الفترة، نقل السلطان السلجوقي عاصمته من الري إلى أصفهان (بازورث، 38؛EI2,IV / 101). أمضى طغرل في أصفهان أغلب السنوات الاثنتي عشرة الأخيرة من حياته تقريباً (لمتون، 222)، وأنفق مبالغ كبيرة على المرافق العامة وتوسيع المدينة و ما حولها (المافروخي، 101). واستناداً إلى ناصر خسرو، فقد كان لأصفهان في تلك الفترة أسواق عديدة لكل واحد منها بوابة خاصة بها (ن.ص)، ويقول هو أيضاً إنه كان لكل واحدة من محلات المدينة وأزقتها بوابات محكمة وخانات نظيفة، وكان في زقاق واحد فحسب من أزقة المدينة 50 خاناً ممتازاً ينشط في كل واحد منها باعة وأصحاب دكاكين كثر. و إن وجود سوق الصيارفة الذي كان فيه 200 صيرفي، و كذلك الخانات العديدة والتجار الكثر والتسهيلات الضرورية لدخول القوافل والبضائع المتنوعة وخروجها بالشكل الذي يذكره ناصر خسرو (ن.ص)، دليل قوي على المكانة المهمة لأصفهان آنذاك مدينة وأسواقاً. و يتحدث ناصر خسرو كذلك عن الأبنية الجميلة والعالية في المدينة ومسجد الجمعة الكبير في وسطها (ن.ص)، وأخيراً يقول : لم أرَ في جميع البلاد الناطقة بالفارسية مدينة أحسن و أشمل وأكثر عمراناً من أصفهان (ص 118). 
و في الحقيقة، فإن اليهودية ومنذ فترات مضت توسعت بشكل أكبر حتى أصبحت بشكل مدينة كبيرة وعامرة ومكتظة بالسكان ومدينة مهمة من الناحية التجارية (المقدسي، 298). وخلال تلك الفترة عدت المدينة الجديدة أكبر من همدان وأكثر عمراناً من الري، حيث كانت ــ وبسبب تمتعها بموقع وسطي بين فارس وخوزستان والري وهمدان ــ ممراً للقوافل التجارية (م.ن، 299). ويقول ابن حوقل إن هذه المدينة موضع تحميل بضائع فارس وخوزستان والجبال وخراسان (ص 309). واستناداً إلى ياقوت، فإن شهرستان (جي) في أصفهان خربت تدريجياً وبقي منها جزء بسيط، وأصبحت محلة اليهودية عامرة وامتزج المسلمون بهم في ذلك المـوضـع ووسعـوهـا و ظـل اسـم اليهوديـة بـاقيـاً عليهـا ( برگزيده، 187). وبذكره أن جي هو اسم أصفهان القديمة (ن.م، 61؛ أيضاً ظ: جابري 312)، يقول هو نفسه إن مدينة أصفهان الحالية هي اليهودية (ياقوت، ن.م، 187)، و إن جي سميت فيما بعد باسم «شهرستانه» (شهرستان) (ن.م، 61). وهكذا، فإن اسم أصفهان يمنح لليهودية بصفتها مدينة و تظل جي باسم شهرستان بشكل قرية مشرفة على الخراب إلى جانب المدينة الجديدة (ظ: شفارتس، 585-586). 
و عقب طغرل، فقد حافظ السلطان السلجوقي الثاني ألب أرسلان أيضاً على أصفهان بوصفها عاصمة له (لمتون، 223)، كما كان ابنه وخليفته ملكشاه (464-485ه‍( أيضاً يولي أصفهان اهتماماً خاصاً (لوكهارت، 21). و قد أقام ملكشاه أبنية عديدة في أصفهان و ما حولها. وفضلاً عنه، فقد قام الخواجه نظام الملك وزير ملكشاه هو الآخر بخطوات لتطوير المدينة وتوسيعها و من ذلك تأسيس المدرسة النظامية في محلة دردشت (م.ن، أيضاً لمتون، ن.صص). وخلال هذه الفترة، كانت أصفهان ذات أبنية وقصوراً وبساتين كثيرة منها: البساتين الأربعة التي كانت مساحة كل واحد منها تعادل 000,1 جريب (الآوي، 26)؛ وكان أهم تلك البساتين «باغ كاران» الذي يضم قصرين: أحدهما مطل على زاينده رود والآخر بمحاذاة المدينة وكانت تقع بينهما قلاع و أبنية أخرى. و إن محلة خواجو الحالية في أصفهان عدّت جزءاً من «باغ كاران» الذي كان على عهد ملكشاه (هنرفر، گنجينه...، 57). و من قصور أصفهان في تلك الفترة يمكن أن نذكر قصر «فرقد» بباب المدينة و قصر هارون و«هفت در» و قصر الخصيب وكذلك قصور عبدويه على ضفاف زاينده رود وقصر كوهان في ماربين وغير ذلك (الآوي، 29). 

 

 

 

الصفحة 1 من13

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: