الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أصفهان /

فهرس الموضوعات

أَصْفَهان، إحدى المدن الكبيرة في إيران، يبلغ عدد سكانها 025,127,1 نسمة (1370ش)، وكذلك محافظة وقضاء بنفس الاسم في وسط إيران. 


I. الجغرافيا والجغرافيا التاريخية 


سبب التسمية

ورد اسم أصفهان في المصادر القديمة بأشكال مختلفة: سِپاهان (الإصطخري، 195؛ بكران، 14)، أَصْبَهان (البلاذري، 436؛ ياقوت، البلدان، 1 / 292)، إصْبَهان (أبو الفداء، 422)، صفاهان (إسكندر بيك، 949؛ عن الأشكال الأخرى، ظ: القمي، 20؛ دهگان، 296). 
واستناداً إلى أبي الفداء، فإن هذه المدينة دُعيت قبل الإسلام بأصفهان، أو سپاهان لكون «سپاهيان» (جنود) فارس وكرمان والأهواز كانوا يجتمعون فيها خلال نشوب الحرب (ص 423). وقد عدّ البعض اسم أصفهان مشتركاً في الجذر مع مفردة أسپ (أسب = فَرَس) ودعوها «شهر أسبها» (مدينة الخيول)، أو «سرزمين شهسواران» (بلاد الفرسان) (ظ: ياقوت، ن.ص؛ اعتماد السلطنة، مرآة...، 74؛ قا: شفارتس، 587). و قد قرئت على المسكوكات التي عثر عليها من العصر الساساني أيضاً حروف ا ـ س ـ پ، حيث ربطت باسم سپاهان، أو أسپهان (بلانت، 20). ورأى لوكهارت معنى لفظ أصفهان هو ــ فضلاً عن كونه مقر العسكر ــ موضع لتجمع الخيول أيضاً، وبطبيعة الحال، فإنه عدّ المعنى الأول مقدَّماً (ص 18؛ قا: اعتماد السلطنة، تطبيق...، 67). وذكر بطلميوس اسم أصفهان بشكل آسپادانا (أسپدانه) (ظ: ماركوارت، 27؛ كرزن، II / 20؛ جكسون، 307). و من جانب آخر، يحتمل كرزن أن اسم أصفهان مأخوذ من اسم أسرة فريدن التي وردت في البهلوية بشكل أسپيان (ن.ص). 
وفضلاً عن ذلك، فإنه توجد بشأن اسم أصفهان أساطير أيضاً منها أن ابن الفقيه نقلاً عن الكلبي ينسب هذا الاسم إلى أصفهان‌‌ ابن فلوج بن سام بن نوح (ص 311). ويرى المافروخي الذي يعدّ أصل أصفهان هو من أسفاهان (= سپاهيان)، أن هذا الاسم يعود إلى عصر ما قبل الإسلام وإلى عهد گودرز بن كشواد وأنه تحول بمرور الزمان إلى أصفهان (ص 6). ويرى هو نفسه ــ مستنداً إلى رواية أخرى ــ أن اسم أصفهان يعني «جنود الله» ويرجع إلى عهد نمرود وإبراهيم الخليل (ن.ص؛ قا: اعتماد السلطنة، مرآة، ن.ص). وهذا الاسم الذي كان وإلى عصر السيادة الإسلامية يدعى أسپهان و سپاهان (ماركوارت، ن.ص؛ الأصفهاني، 161-162؛ شفارتس، 585؛ نيبرغ، 177)، استخدم في الفترات اللاحقة بشكلي: أصبهان وأصفهان غالباً (الأصفهاني، ن.ص؛ لسترنج، 203). 

تركيبة الأرض وأشكال التضاريس

تعدّ منطقة أصفهان من حيث تركيبة الأرض موضع اتصال المنطقة الجبلية الغربية والهضبة الوسطى في إيران (إهلرس، 384). وتوجد في هذه المنطقة تركيبات العصور الجيولوجية المختلفة. وتعود أقدم صخور المنطقة إلى العصر الپركمبري على بعد 60كم غربي أصفهان وتشتمل على شيست وغنيس وصخور التحول الأنديزيتي (زاهدي، 9). و قد تحولت أمثال هذه الصخور القديمة في غرب أصفهان وتصلبت و هي تشكل الصخور الرئيسة لهذه المنطقة (م.ن، 45). و قد خلّف المد البحري في العصر الدونيني ترسبات يمكن مشاهدتها في شمال شرقي المنطقة في مرتفعات جبل زرد وجبل كفتر، وموادها هي غالباً من الصخور الرملية الحمراء والكوارتز الأحمر إلى الأبيض و الدولوميت السليكوني وطبقات شيل الرقيقة التي تنسب إلى العصر الديفوني الأسفل. بينما الكلس الدولوميتي و الرملي وكذلك الكلس الرمادي اللون ذو الأخفور في السفح الغربي لجبل كفتر تعود جميعها إلى مادون العصرين الديفونيين الوسيط و العلوي (م.ن، 9). 
و في الجنوب الشرقي من مدينة أصفهان وعلى بعد 20 كم إلى الشمال الشرقي من مدينة شهرضا، تنتشر صخور كلسية ورمال حصوية تعود إلى العصر الكربوني السفلي. و برغم انعدام الصخور الكربوناتية العليا وكذلك البرمية السفلى في هذه المنطقة، تلاحظ في الجنوب الشرقي والشمال الشرقي وكذلك في غرب مدينة أصفهان المظاهر الخاصة بالعصر البرمي الوسيط والعلوي والتي توجد في قاعدتها كتلة صخرية رملية و الرصيص (م.ن، 14-15). و في العصر البرمي الوسيط أدى التقدم البحري الواسع إلى أن يعم جميع سطح المنطقة بحر قليل العمق نسبياً. وقد ظلت هذه البيئة البحرية في أغلب أجزاء المنطقة حتى نهاية العصر البرمي، لكن وبشروع الحركات الأولى لتكوّن الجبال في العصر الكيمري السفلي تراجع البحر البرمي تدريجياً، وفيما عدا أجزاء من جنوب شرقي المنطقة التي ظلت حتى العصر الترياسي الوسيط على حالها، فإن بقية الأجزاء ظهرت بشكل يابسة شاسعة عُدت بدورها و بيئة لتشكل دولوميتات العصر الترياسي الوسيط. و قد أصبحت هذه البيئة البحرية تدريجياً في أواخر العصر الترياسي وبشكل خاص في شمال وشمال شرقي المنطقة أكثر عمقاً، واستمر هذا النسق حتى العصر الجوراسي السفلي. و إن التغيرات الواسعة التي تلاحظ في تركيبة ترسبات الترياسي الوسيط و الترياسي العلوى هي نتيجة لتغير البيئة الجغرافية القديمة للمنطقة والعائدة لحركات تكون الجبال في العصر الكيمري السفلي. و قد شمل بحر لياس تدريجياً اليابسةَ التي ظهرت في الأقسام الغربية. وهكذا أصبحت الرسوبيات الفتاتية والصخور النارية الخارجية مستقرة ليس فقط على صخور العصر البرمي، بل أيضاً بشكل غير متوافق على صخور عدم التوافق الپركمبري الأكثر قدماً (م.ن، 46). كما تشاهد الصخور المتعلقة بالعصر الترياسي في الجنوب الشرقي والشمال الشرقي وكذلك في الشمال الغربي من المنطقة بشكل صخور كلسية ودولوميتية للعصر الترياسي السفلي، و صخور رملية و شيلت العصر الترياسي العلوي (م.ن، 17-19). 
وتترافق الصخور الجوراسية في منطقة أصفهان والمكونة بشكل رئيس من شيلت و الصخور الرملية وكذلك طيات الرصيص في الغرب والجنوب الغربي من المنطقة بطبقات كلسية وصخور بركانية (م.ن، 20-23). وتعود بعض الكتل النفوذية من نوع الغرانوديوريت في هذه المنطقة إلى العصر الجوراسي العلوي (م.ن، 44). ويوجد في الوديان و المناطق المنخفضة في المنطقة، الشيست الأسود وأحياناً الأخضر الذي تحول تحت الضغوط التكتونية الشديدة (شفقي، 5-6؛ طلا مينائي، 111). ويدل عدم التوافق بين الصخور الرسوبية الباريمينية ـ الأپسينية والصخور الجوراسية والترياسية المختلفة على اندفاع بحر العصر الطباشيري إلى هذه المنطقة. وبرغم أن بحر العصر الطباشيري السفلي كان واسعاً جداً، إلا أنه انحسر قبل تشكل طبقات العصر الطباشيري العلوي، وتراجع إلى أقسام كثيرة في المنطقة. وكان هذا التراجع باتجاه الشرق. وفيما عدا قسماً من النصف الشرقي للمنطقة، حيث امتدت البيئة البحرية هناك حتى العصر الطباشيري العلوي، فإن اليابسة عمت بقية الأقسام، وبالنتيجة، فإنه في نهاية العصر الطباشيري تراجع البحر بشكل كامل (زاهدي، 47). 
مظاهر صخور العصر الطباشيري هي من أكثر صخور المنطقة انتشاراً وتوجد في كل مكان منها تقريباً، إلا أنها تنتشر في الجهات الجنوبية بشكل أكبر. و قد تشكلت الصخور الرسوبية للعصر الطباشيري في القاعدة من الرصيص و الصخور الرملية الحمراء غطاها الكلس و المارن و شيلت (م.ن، 28-38). ويتباين سمك هذه الطبقات بين 1-10 أمتار (شفقي، 6). و فوق الصخور الرملية الحمراء تقع في أغلب النقاط طبقات دولوميتية سمكها مختلف تماماً في مختلف المناطق. وتتحول هذه الدولوميتات في الأقسام العليا وبشكل تدريجي إلى دولوميتات كلسية ومن ثم إلى كلس دولوميتي وأخيراً إلى طبقات كلسية قليلة السمك (م.ن، 6-7). 
و إن كلس العصر الطباشيري السفلي الموجود في منطقة أصفهان بأسرها له سمك متباين بحيث يتجاوز هذا السمك 100متر أحياناً. و في بعض النقاط ينتهي العصر الطباشيري السفلي بشيلتات خضراء ويتغير سمكها في النقاط المختلفة. وتتحول هذه الشيلتات في بعض الأقسام من شيلت أخضر إلى كلس رمادي مائل إلى الأسود. ويتضح هذا الأمر جلياً في منطقة نجف آباد وبشكل خاص في غرب منجم أنجيره. و لهذا الشيلت و الكلس أحفوريات مميِّزة للعصر الطباشيري السفلي. وقد تموضعت طبقات العصر الطباشيري العلوي بشكل طبقات زاحفة فوق صخور العصر الطباشيري السفلي. و أغلب مرتفعات أصفهان وبشكل خاص الأجزاء الغربية تشكلت من هذا النوع من الكلس. ويمكن ملاحظة أحدث ترسبات العصر الطباشيري في منطقة كلاه قاضي بأصفهان (م.ن، 7- 8). و قد لوحظت تشكلات الحقب الثالث في شمالي أصفهان و غربيها (م.ن، 8). 
و قد تشكلت الصخور الإيوسينية في هذه المنطقة من كتلتين رئيستين: الرصيص و الكلس في الجنوب الغربي من المنطقة، والصخور البركانية في الشمال الشرقي منها (زاهدي، 38). و في الحقيقة، فإن حركات تكون الجبال استؤنفت بين العصرين الطباشيري و الإيوسيني واشتدت تدريجياً (م.ن، 47). و في منطقة نجف آباد استقرت أراضي العصر الإيوسيني فوق أراضي العصر الطباشيري العلوي بشكل غير متوافق (شفقي، ن.ص). 
وعقب الحركات اللارامية شرع بحر لوتسين القليل العمق بالتقدم وشمل مساحة واسعة من المنطقة. ويدل وجود الصخور البركانية في شمال شرقي المنطقة على عدم الاستقرار النسبي في ذلك العصر. و قد تراجع هذا البحر خلال العصر الإيوسيني العلوي وتمت التحركات اللاحقة من تكون الجبال في الفترة الأوليغوسينية مصحوبة بطيات ونتوآت. وعقب ذلك غمر البحر الأوليغوسيني ـ الميوسيني الأجزاء الشرقية من المنطقة، ورسّب طبقات قليلة الثِّخن من الكلس الأحفوري. و في عصر الميوسن تواصل تراجع البحر. وأخيراً و بشكل موضعي ترك بحيرات بين الجبال في عدة نقاط من المنطقة (زاهدي، ن.ص). و إن الطبقات الكلسية في عصر الأوليغوسين هي بدون فتحات وتشققات و هي كذلك مصحوبة بعدم النقاء المارني (مبشري، 8 / 7). 
و إن تركيبات العصرين الميوسيني والبليوسيني في المنطقة مكون بشكل رئيس من الرصيص والمارن والكلس الرملي المتخلخل؛ و مع كل هذا، فإن مادة هذه التركيبات في شمالي شرق أصفهان هي من المارن و الصخور الرملية، وتشاهد بين طبقاتها طبقات جصية. و قد غُطيت هذه الصخور في الغالب بطبقة خفيفة من رسوبات الحقب الجيولوجي الرابع (زاهدي، 41-42). 
و قد ترافق الحقب الجيولوجي الرابع في منطقة أصفهان بتراجع البحيرات القديمة وكذلك جفافها (مبشري، 8 / 7- 8)، و مع رسوبات أنقاضية خشنة في أغلب أجزاء المنطقة (زاهدي، 47). وبشكل عام تلاحظ الأراضي العائدة إلى الحقب الرابع في شمال أصفهان غالباً بشكل تراورتن، و في كافة المناطق بشكل غرين غطت فيها ترسبات الحقبين الرابع والحالي الترسبات الأقدم بشكل غطاء ملحوظ من الرمل و الطفال (شفقي، 9). ويبلغ معدل سمك الغرين 100 متر، وتتراوح تقريباً بين متر (في أقسام سفوح الجبال) و 250 متراً (في أواسط السهول) (مبشري، 8 / 48).
و قد سببت الأنهار الجارية في المنطقة مثل زاينده رود حدوث ترسبات نهرية في العصر الحالي (شفقي، ن.ص). وعادة ما يكون سمك الغرين كبيراً نسبياً في المناطق التي كان زاينده رود يجري فيها. ويقل سمك الغرين في جانب الصحراء (مبشري، ن.ص). و تلاحظ في الأجزاء الغربية و الجنوبية الغربية من المنطقة حواجز نهرية يبلغ ارتفاعها حوالي 000,2 متر. و قد تجمعت الحواجز القديمة بشكل رئيس من رصيص مع كتل كبيرة من صخور كلسية وصخور التركيبات الأكثر قدماً. و إن هذا النوع من الحواجز له نسق أكثر تنظمياً في الأجزاء الشمالية الشرقية، ويشتمل بشكل رئيس على صخور أصغر حجماً وصخور نارية ونادراً ما يضم كتلاً صخرية كبيرة. وتعد الحواجز الأحدث والتي هي في الحقيقة الرسوبات المكونة للسهل، أهم صخور الحقب الرابع. وتشتمل هذه الحواجز على طبقات من الرصيص ومارن رملي بسمك 80-100 متر. و قد تشكلت في أغلب الأجزاء من صخور كلسية وصخور رملية صغيرة نسبياً ومدورة. و تضم الترسبات القديمة لزاينده رود، المارنَ و الرصيص والشيلت المترافق مع ذرات الرمل والكوارتز. وغالباً ما يكون الغرين في المنطقة مغطى بتربة صالحة للزراعة (زاهدي، 43-44). وتنفصل سهول أصفهان المختلفة عن بعضها بواسطة النتوءات الواقعة بمحاذاة ألبرز وزاغروس. والحوض الرسوبي الرئيس في هذه المنطقة هو مستنقع گاوخوني (مبشري، 8 / 8). 
و في الأجزاء الشمالية من منطقة أصفهان توجد سلسلة جبال تعدّ تتمة لحركات تكون جبال ألبرز، وتقع تركيبات زاغروس في القسم الجنوبي من هذه المنطقة. وهكذا فإن سهول المنطقة تنحصر بين سلسلتي جبال ألبرز وزاغروس، وبسبب خصائص تكون الجبال التكتونية لألبرز وزاغروس، فإن السهول الواقعة بين سلسلتي الجبال هاتين كانت مصحوبة بظهور التصدعات العديدة والانكسارات العميقة بحيث سبب الارتفاع التدريجي لألبرز والمتواصل في الوقت الحاضر أيضاً منخفضات وانكسارات في شتى نواحي هذه السهول تلاحظ نماذج منها في سهول ميمة وكسيك داس ونجف آباد (م.ن، 8 / 3-4). 
وبصورة عامة، فإن أصفهان منطقة جبلية نسبياً ذكر أن متوسط ارتفاعها عن مستوى سطح البحر يزيد على 600,1 متر (طلا مينائي، 108). وبسبب السعة الكبيرة لهذه المنطقة، فإنها تضم أقساماً متعددة جبلية و سهلية، أي السفوح الشرقية لسلسلة جبال زاغروس، والحفر المحصورة بين الجبال، وقسماً من المرتفعات الوسطى والمناطق المنخفضة الشرقية والجنوبية الشرقية (جغرافيا...، 1 / 295).
ويمكن تفصيل الأقسام الطبيعية لمنطقة أصفهان نظراً لتضاريسها بشكل عام على النحو التالي: 
ألف ـ سلسلة الجبال التي تقطع هذه المنطقة من الشمال الغربي باتجاه الجنوب الشرقي. و تمتد هذه المرتفعات من حوالي الجبال الشمالية لگلپايگان حتى مرتفعات دنا في كهكيلويه وسميرم. و أهم جبال المنطقة الغربية هي مرتفعات فريدن ومنها جبال دالان وبزمه وتمندر التي يتراوح ارتفاعها بين 000,2-000,3 متر. وأعلى قمة في هذه الجبال هي شاهان كوه وارتفاعها 040,4 متراً (ن.ص). 
ب ـ سلسلة الجبال التي تحيط بوادي زاينده رود الطويل، ويُعدّ مارشنان الذي يبلغ ارتفاعه 330,3 متراً في شمال شرقي أصفهان ولاسميان في الغرب وجبل صُفّه (240,2 متراً) في جنوب مدينة أصفهان وجبال لاشتر وشاه كوه وكلاه قاضي وشيدان في جنوب شرقي أصفهان، من أكثرها ارتفاعاً. و في أطراف نجف آباد توجد جبال پنچي وبيدكان و سورمه وچشمه وسنجد وصالح وجوزان، حيث يبلغ ارتفاع أعلاها، أي قمة پنچي 481,2 متراً. وقد تشكلت سهول خصبة في المناطق التي تفصل بين هذه الجبال (ن.ص). 
ج ـ سلسلة جبال جنوب وجنوب غربي أصفهان وتشتمل على قميشلو و كوه سفيد وبقية جبل بيدكان وزرد كوه طالخوني. 
د ـ جبال شمال وشمال شرقي مدينة نطنز في سفوح سلسلة جبال كركس، وتقع السلسلتان الجبليتان اللتان تفصلان قضاء أردستان عن حوض زاينده رود ودشت كوير، و كذلك جبال محمديه وزرد كوه المحيطة بنايين، في هذا القسم (ن.ص). 
ه‍ ـ المنطقة السهلية التي تشكلت من غرين زاينده رود والتي تنتهي في مستنقع گاوخوني ( كارنامه...، 80). وتضم هذه المنطقة الأراضي الزراعية لأرياف أطراف أصفهان والتي تروى بواسطة زاينده رود (پتروف، 84). ويبلغ طول هذا القسم من الشمال إلى الجنوب حوالي 30كم، و من الغرب إلى الشرق 80كم، حيث تبلغ مساحته حوالي 400,2كم2 (بهرامي، 435)، ويُعدّ من أكثر مناطق البلاد عمراناً وكثافة في السكان (جغرافيا، ن.ص). 

المناخ

تعد منطقة أصفهان من حيث الطقس والمناخ من المناطق الجافة في البلاد (كيهان، 2 / 409؛ مبشري، 8 / 10؛ طلامينائي، 104). و من الخصائص البارزة لهذا النوع من المناخ هو شدة التبخر وقلة هطول الأمطار. و إن وجود سلسلة جبال زاغروس في غرب أصفهان يشكل عائقاً في طريق وصول الرطوبة الناتجة من البحر المتوسط والمحيط الأطلسي إلى سهل أصفهان (شفقي، 20). كما أن مجاورة أصفهان للأحواض الملحية في المنطقة الصحراوية (فيشر، 103) أثر إلى حد ملحوظ في مناخ هذه المنطقة وأدى إلى زيادة جفافها (شفقي، مبشري، ن.صص). وبصورة عامة، فإن المناطق الشمالية والجنوبية والشرقية من منطقة أصفهان ذات مناخ جاف، إلا أن الأقسام الغربية منها ذات رطوبة أكبر نسبياً (ن.ص). 
واستناداً إلى إحصائيات 31 سنة، فإن المعدل السنوي لهطول الأمطار في مدينة أصفهان يبلغ 3 / 106مليمترات (قا: طلامينائي، 107؛ شفقي، 21، 22؛ پتروف، 58). و قد عُدّت أصفهان من أقل المدن الكبيرة في إيران أمطاراً (شفقي، ن.ص). و عدّ معدل هطول الأمطار السنوي فـي جميع المنطقة ــ عدا مرتفعـات زاغـروس ــ من أطراف الصحراء حتى سفوح الجبال بين 50 و250 مليمتراً (طلامينائي، 104). وبشكل عام، يمكن ذكر معدل هطول الأمطار في هذه المنطقة في مختلف فصول السنة على النحو التالي: في فصل الخريف 30٪ ، في فصل الشتاء 40٪ ، في فصل الربيع 5 / 26٪ و في فصل الصيف 5 / 3٪ (شفقي، 25). 

وأكثر أشهر السنة أمطاراً في أصفهان هو نيسان بمعدل هطول أمطار يعادل 5 / 18مليمتراً وأقلها أيلول بحوالي مليمترين (ن.ص). وتهطل الأمطار الصيفية أحياناً بشكل زخات قوية سببها الرئيس، توغل الكتل الهوائية الموسمية الرطبة القادمة من المحيط الهندي وبحر عمان (م.ن، 26). وبشكل عام، فإن فصل هطول الأمطار في أصفهان ينحصر بين أواخر الخريف وأوائل الربيع ( فرهنگ...، 10 / 16). و في هذه المنطقة تحظى المدن الواقعة في القسم الغربي بمعدل أمطار أكبر مقارنة بمدن القسم الشرقي (شفقي، 27). 
والفصول الأربعة في أصفهان أكثر تنظيماً مقارنة بأغلب مدن إيران (كيهان، ن.ص). و قد ذكر أن معدل درجة الحرارة في أصفهان هو 8 / 15° مئوية و هي أبرد بقليل مقارنة بطهران (6 / 16° مئوية) وأشد حرارة من تبريز (12°مئوية)، وبصورة عامة، ترتفع درجة حرارة منطقة أصفهان كلما اتجهنا من الغرب نحو الشرق (شفقي، ن.ص). وأشد أشهر السنة حرارة في أصفهان هو تموز الذي يبلغ معدل حرارته 2 / 28° مئوية، وأبردها شهر كانون الثاني بمعدل 5 / 3° مئوية. والاختلاف بين معدل درجة الحرارة العظمى لأشد الأشهر حرارة، ومعدل درجة الحرارة لأشد الأشهر برودة في السنة هو 4 / 40° مئوية. وواضح أن التباين بين درجتي الحرارة العظمى والصغرى المطلقتين طوال السنة يفوق هذا المعدل، بحيث يصل إلى 58° مئوية (م.ن، 28). كما ذكر هذا المقدار على التوالي 35° (درجة الحرارة العظمى المطلقة) و ـ 20° مئوية (درجة الحرارة الصغرى المطلقة) باختلاف يعادل 55° مئوية ( فرهنگ، ن.ص). ويبلغ الاختلاف بين درجة الحرارة الصغرى المطلقة ودرجة الحرارة العظمى المطلقة في شهر كرد (قرب أصفهان و في محافظة چهار محال وبختياري) 6 / 76° مئوية، بينما يبلغ 73° مئوية في كوهرنگ (شفقي، ن.ص). ويُلاحظ في مثل هذه المناطق المرتفعة برد شديد وتراكم ثلوج لفترات طويلة (ظ: م.ن، 29). 
وبصورة عامة، فإن منطقة أصفهان تكون على مدار السنة عرضة لهبوب الرياح (فرهنگ، ن.ص). واتجاه الرياح في أصفهان بالدرجة الأولى غربي وجنوبي غربي وكذلك شرقي و شمالي وذلك بأن تكون جهة الرياح في فصول الخريف والشتاء والربيع غربية، أما في الصيف، فإن الرياح الشمالية والشرقية، والشمالية الشرقية هي السائدة (مبشري، 8 / 11؛ شفقي، 31). وتؤدي الرياح الغربية والجنوبية الغربية بهبوبها من المناطق المرتفعة باتجاه نسبي في مسار وادي زاينده رود، إلى زيادة الرطوبة النسبية في مدينة أصفهان وكذلك إلى هطول الأمطار، بينما تؤدي الرياح الشرقية والشمالية الشرقية التي تهب من المناطق الصحراوية الجافة ــ وبسبب عدم حملها الرطوبة الكافية ــ إلى جفاف الطقس وارتفاع حرارته (م.ن، 31-32). 
ويحول وجود جبلي صفّه وشاه كوه في المرتفعات الشمالية الغربية لمدينة أصفهان دون نفوذ الرياح إلى داخل المدينة، برغم أن نوعاً من النسيم الهادئ يهب من وادي زاينده رود على المدينة خلال اليوم (م.ن، 33). ويبلغ معدل ضغط الهواء في أصفهان 840 مليباراً و هو عرضة للتغيير خلال اليوم و الليلة. وتلاحظ أقصى درجة لضغط الهواء في فترتين خلال اليوم والليلة، أي بيـن الساعة 9 حتى 10 صباحاً و الساعة 12 مسـاءاً (م.ن، 35). 
ويبدأ فصل الانجماد في مدينة أصفهان من شهر تشرين الثاني ويستمر حتى 29 آذار، و في بعض السنوات حتى حوالي 13 نيسان. و على مدى العام تلاحظ أكثر رطوبة نسبية في أبرد شهور السنة، أي كانون الثاني والتي يبلغ معدلها 63٪ . ويبلغ أدنى درجة في أحر فصول السنة، أي تموز، 33٪ (م.ن، 36-37). وقد قُدر معدل التبخر في مدينة أصفهان بشكل تقريبي بحوالي 9 / 20 ضعفاً مقارنة بالأمطار (م.ن، 38). 

مصادر المياه

إن أهم أحواض المياه في منطقة أصفهان من حيث مصادر المياه السطحية هو حوض گاوخوني. وأهم الأنهار التي تجري في هذا الحوض هو زاينده رود الذي عُد «الأصل الأصيل ومصدر العمران» في أصفهان (الأصفهاني، 94؛ قا: كمپفر، 187؛ نديم الملك، 162). و ينبع هذا النهر الذي يعد أهم نهر في وسط إيران (كيهان، 1 / 88) من السفوح الشرقية لجبال زاغروس و من السفوح الشرقية لزرد كوه بختياري ويجري من الغرب نحو الشرق (مبشري، 8 / 29). ومنبع زاينده رود، أو «چشمۀ جانان» يشبه بركة مساحتها 300×300 متر تقريباً (أصفهاني، 95). وتعدّ الأنهار الثلاثـة خُرِسَنَـك وزريـن رود والأهـم مـن الجميع جانانـه رود ــ فضلاً عن المياه الناتجة عن ذوبان ثلوج الجبال والعيون العديدة ــ المصادر الرئيسة لتوفير مياه زاينده رود (م.ن، 95-96). ويبلغ عرض هذا النهر في قسمه الأعلى حوالي 10 أمتار، و في موضع موسيان حدّه الأقصى، أي 800 متر (بديعي، 3 / 127). 
إن كمية ما يوفره نهر زاينده رود من المياه مصحوبة بتباين سنوي شديد. يقول تافرنيه، إن مياه النهر كانت تنقص في الصيف بحيث كان الناس يخوضون في الماء بدلاً من العبور على الجسور (ص 395). وحجـم المياه السنويـة لهذا النهر ــ مع الأخذ بعين الاعتبـار المياه القادمـة من نفق كوهرنگ ــ هو 208,1 مليون م3 في موضع سد زاينده رود يعود 892 مليون م3 منه بهذا النهر، ويعود الباقي إلى المياه القادمة من كوهرنگ؛ بينما يتناقص مجموع المياه السنوية في سنوات شحة المياه إلى 873 مليون م3. وعادة ما يكون هذا النهر أواخر الشتاء وأوائل الربيع في حالة فيضان (مبشري، 8 / 30، 33، 38). 
وإلى جانب شبكة الأنهر وبغية المحافظة على المنسوب المرتفع للمياه وتوجيهها نحو الأراضي، فقد كانت قد أنشئت على نهر زاينده رود سدود منها: سد مروان في بداية رويدشت، سد جنديچ، أو الله قلي، سد شانزده ديه، أو شامانلو، سدتنگ گزي وسد أسفرجان (الأصفهاني، 113؛ بهرامي، 437- 438). 
وبعد قطعه مسافة تقرب من 360كم على بعد 140كم من جنوب شرقي مدينة أصفهان (بديعي، 3 / 126؛ شفقي، 45-46) يصب زاينده رود في مستنقع گاوخوني (جغرافيا، 1 / 295). وتبلغ مساحة مستنقع گاوخوني حوالي 900 كم2. و في الأقسام الجنوبية الشرقية من هذا المستنقع توجد تلال رملية يبلغ ارتفاعها 200 متر (بهرامي، ن.ص). 
ونظراً لقرب منبع زاينده رود من منبع نهر كوهرنگ (كُرنگ)، فقد جرت مراراً محاولات منذ العصور الغابرة لنقل جزء من مياه كوهرنگ إلى زاينده رود عن طريق حفر نفق (كيهان، 1 / 89؛ قا: نديم الملك، 163-164؛ إسكندربيك، 949-950)، وأخيراً تحقق ذلك سنة 1332ش بحفر نفق كوهرنگ بطول 840,2 متراً (هنرفر، أصفهان، 198؛ بديعي، 3 / 127). 
وبغية الاستفادة أكثر من مياه زاينده رود أنشئ على هذا النهر سدّ يبعد 117كم عن غربي أصفهان بوشر بالانتفاع به منذ 1349ش (شفقي، 80). وتبلغ سعة هذا السد 450,1 مليون م3 (بديعي، 1 / 172)، ويمكنه إرواء حوالي 000,95 هكتار من الأراضي (شفقي، 80، 86). وبقية أنهار منطقة أصفهان هي في الغالب صغيرة وفصلية وتجري في الشتاء بشكل رئيس (عطائي، 117). و من أهمها نهر مرغاب الذي يجري بموازاة زاينده رود باتجاه غربي ـ شرقي وتستخدم مياه هذا النهر لسقي أراضي سهل نجف آباد (مبشري، 8 / 29-30). ويصب هذا النهر في زاينده رود قرب قرية جوزدان ( آمار نامۀ كشاورزي، 1365ش، 74). ونهر ده سرخ هو من الأنهار الأخرى التي تجري في هذا الحوض (مبشري، ن.ص). وتعد أنهار گندمان وشمس آباد و حنا في سميرم، ونهرا كرون وقبله مـن الأنهار الصغيرة في هذه المحافظة ( آمارنامۀ كشاورزي، 1365ش، ن.ص). 
ويعد التركيب الخاص للتكوينات الكلسية في منطقة أصفهان مصدراً مناسباً لخزن المياه الجوفية التي تستخدم بكمية ملحوظة في إكمال مصادر المياه السطحية (مبشري، 8 / 49). و قد قيل إن مستوى المياه الجوفية كان في الماضي حوالي 4-5 أمتار، وقرب زاينده رود 2-3 أمتار (الأصفهاني، 83؛ حمد الله، نزهة...، 48؛ كيهان، ن.ص). واليوم، فإن الحصول على مياه الآبار في سهول منطقة أصفهان يتم عادة على عمق 50 متراً من الصخور الغرينية (مبشري، ن.ص)، ويلاحظ أقصى خزن لها في ناحية برخوار (بديعي، 3 / 128). 
و من العيون المهمة لهذه المنطقة يمكن أن نذكر عين باقر خان وعين نيلي گرد في مدينة أصفهان، وعين كساره وچهار محل وجرقويه (الأصفهاني، 106). وفضلاً عن ذلك، فإن منطقة أصفهان كان فيها عدد ملحوظ من القنوات تناقص عددها تدريجياً (بهرامي، 439). و ذكر أن مجموع قنوات الأقضية الأربعة أصفهان وشهرضا ونجف آباد وفريدن كان 423 قناة أوائل أربعينيات القرن 14ش (عطائي، 118). و قد أدى الاستخدام المفرط لمصادر المياه الجوفية في هذه المنطقة ــ وبشكل خاص عن طريق حفر آبار تعتمد على المضخات ــ إلـى انخفاض منسوب المياه الجوفية وتناقص كمياتها، بل وحتى إلى تدمير قنوات المنطقة (بديعي، ن.ص). 
ونظراً لأهمية الوصول إلى مصادر المياه في الأنشطة الاقتصادية ــ وبشكل خاص في الزراعة ــ فإن تقسيم وتخصيص المياه المستحصلة من المصادر المتوفرة كانت له أهمية خاصة بحيث مايزال يُنفذ نسبياً تقسيم مياه زاينده رود بشكل نموذج ملحوظ و متوارث من العصور القديمة. و في القرى القريبة من أصفهان أيضاً ونظراً لأهمية المياه، فإن مساحة الأراضي الزراعية كانت تُعين على أساس «حقابه» (حصة المـاء) (ظ: بومونت، 147). 

خصائص التربة والغطاء النباتي

قسمت تربة منطقة أصفهان بشكل عام إلى 3 أنواع: تربة صالحة للزراعة، تربة صالحة للزراعة نسبياً، تربة غير صالحة للزراعة (بديعي، 3 / 125). 
و إن التربة الصالحة للزراعة، أي حوالي سدس أراضي المنطقة، تشمل التربة الرسوبية الهشة و التربة البنية والتربة الرمادية والحمراء الصحراوية (عطائي، 113). والتربة الرسوبية الهشة التي سميت أيضاً التربة الفتية (فاموري، 89) لها قيمة اقتصادية فائقة ويعتمد عليها النشاط الزراعي في المنطقة إلى حد كبير. و قد عُدّ 000,200 هكتار من تربة أصفهان من التربة الرسوبية الهشة (م.ن، 105). ويعد هذا النوع من التربة من أكثر أراضي إيران خصوبة، و في سهل زاينده رود، حيث الأرض مستوية تقريباً وذات انحدار معتدل تتم الاستفادة الاقتصادية منها بشكل دقيق (م.ن، 108). 
فإن التربة الصالحة للزراعة نسبياً في المنطقة تقسم بدورها إلى أنواع عديدة، منها التربة الرسوبية السبخة (قليلة الملوحة) هي ذات نسيج متوسط إلى صلب جداً و سبخة نوعاً ما (شفقي، 114-115). والأخرى التربة الرسوبية الخشنة التي تشمل حوالي 5 / 2٪ من مساحة المنطقة، و إن إمكانية المحافظة على هذا النوع من التربة ضعيفة جداً (بديعي، 3 / 126).
والتربة الغير صالحة للزراعة و هي عبارة عن التلال الرملية المتحركة، أو الثابتة (عطائي، 116)، وتبلغ مساحتها حوالي 21٪ من مجموع المنطقة (م.ن، 113-114). وتربة حوض زاينده رود بشكل عام رسوبية تخلفت بشكل رئيس من الرسوبات النهرية، أو السيول الجبلية (شفقي، 118). والقسم الرئيس من أراضي المنطقة تروى سيحاً، ولهذا أدت المواد الرسوبية الناعمة التي تحملها أنهار الري لمسافة طويلة إلى ثقل نسيج تربة هذه الأراضي، على عكس التربة التي لاتروى، فإن لها نسيجاً أخف، برغم أن هذا النوع من التربة له مساحة أقل (ن.ص). ويشكل مجموع مساحة الأراضي القابلة للري في المنطقة حوالي 1 / 62٪ من الأراضي (مبشري، 8 / 8). وبصورة عامة، فإن أراضي سهلي لنجانات ونكو‌آباد لها تربة أفضل مقارنة بتربة سهلي براآن و گز (ن.ص). و في سفوح الجبال، فإن التربة بشكل عام ممزوجة بحصى ناعم وذات ارتفاعات وانخفاضات و انحدار شديد نسبياً وذات قدرة شديدة على الامتصاص مما جعلها ــ إلى حـد مـا ــ غير مناسبة للزراعة والري. وتتم الزراعة الديمية في الأقسام التي يكون معدل هطول الأمطار فيها كبير نسبياً والتي لتربتها القدرة على الاحتفاظ بالماء بشكل أكبر (م.ن، 8 / 10). 
و في غرب أصفهان يقل وجود الأراضي السبخة، لكن هذا النوع من الأراضي متناثر بشكل أكبر في الشمال (شفقي، 119). أما التربة الواقعة في جنوب شرقي أصفهان وبحسب قربها من مستنقع گاوخوني، فإن لها طبقة من الملح في تربتها السطحية. وإن أراضي أطراف مدينة أصفهان لاتصيبها السيول عادة ولهذا لاتصاب المزارع بالخسائر. وبطبيعة الحال، فإن الأراضي المجاورة للنهر والتي تقع على مستوى أوطأ تغمرها المياه عند فيضان النهر وشدة هطول الأمطار (م.ن، 121). 
و من حيث الغطاء النباتي الطبيعي، فإن منطقة أصفهان تعدّ من المناطق الفقيرة في البلاد. و فيما عدا وادي زاينده رود، فإن بقية أجزاء المنطقة ونظراً لسيادة المناخين الصحراوي وشبه الصحراوي، فإن فيها غطاء نباتي طبيعي بكمية ضئيلة. والنباتات الطبيعية في هذه المنطقة هي بشكل رئيس الشجيرات والشتلات القصيرة والنباتات الحولية وتعد من نوع النباتات السهبية والمناطق الجافة (م.ن، 128-129). 
و في منطقة أصفهان، وبحسب الارتفاع تقل النباتات الصحراوية وتزداد أنواع نباتات المناطق المعتدلة الرطبة والباردة. وبصورة عامة، فإن نسبة كثافة الغطاء النباتي تزداد في الجهة الغربية والجنوبية الغربية وكلما زاد الارتفاع. و مع كل هذا، فإن التنوع النباتي في منطقة أصفهان مثير للانتباه بحيث عرف حوالي 000,2 نوع من النباتات فيها من بينها 238 نوعاً من الأشجار والشجيرات، و إن حوالي 90 نوعاً منها غير محلي (م.ن، 128-130). 
و في أصفهان يلاحظ بوفرة الصنوبر الذي هو من الفصائل التي تشاهد نماذج كثيرة لها و بشكل خاص نوع من الصنوبر الإيراني الشهير. كما ينتشر في هذه المنطقة السرو الفضي والسرو الحديث النبت وسرو شيراز وسرو أرس. وتشاهد في أصفهان وبشكل خاص على حافات نهر زاينده رود أشجار الحور الأسود (من نوع البوقيصا) و فصيلة الصفصاف. و قد تم إكمال الغطاء النباتي الطبيعي في المنطقة بواسطة نباتات مزروعة بيد الإنسان، والدُّلْب من الأشجار الموجوده بوفرة في أصفهان (م.ن، 132-133). و من الأشجار الأخرى في هذه المنطقة أشجار النروند (الدردار) ولسان العصفور (تحويلدار، 43). 
و من النباتات الحولية الكثيفة يمكن أن نذكر فصيلة الخَيميات و الأنجدان الذي يستخدم صمغها للأغراض الطبية (شفقي، 134). وتوجد في فريدن غابات عديدة تضم شتلات وشجيرات مثل السماق والأنبر باريس وأشجاراً من نوع اللوز الجبلي والجوز الجبلي والصنوبر و الحور الأسود التبريزي وأمثالها (رزم آرا، 37). 
و من النباتات التي تنمو في التربة السبخة والقليلة الارتفاع في المنطقة يمكن أن نذكر شجرة الطرفاء، المعروفة أيضاً باسم «شوره گز». و قد عرف في منطقة أصفهان حوالي 11 نوعاً من الطرفاء يسمى نوع منها باسم «گز أصفهان» (طرفاء أصفهان) (شفقي، 134-135). وعرفت في هذه المنطقة 9 أنواع من الشجيرات الحاوية للصمغ. ويستفاد من هذا النوع من الصمغ للتصدير. كذلك تعد أصفهان من المناطق المنتجة لصمغ الكثيراء (م.ن، 138). 
و قد زال قسم ملحوظ من الغطاء النباتي الطبيعي لمنطقة أصفهان شأنه شأن الغطاء النباتي في كثير من أنحاء البلاد الأخرى (بهرامي، 44). وكنموذج على ذلك، تدل بقايا جذور الأشجار التي ذكرت آنفاً أن سطح الجبال في هذه المنطقة كان مغطى بالأشجار (رزم آرا، 38). 
إن المراعي الطبيعية الموجودة في أغلب مناطق أصفهان كانت على الدوام موضع استفادة أصحاب الماشية. و من أهم هذه المراعي يمكن أن نذكر مراعي فريدن (ومنها ميدانك وچهل چشمه و قهيز) ومراعي شهرضا (مثلاً أمين آباد وقصر چم وآب درد) (بهرامي، 40، 445) ومراعي مهيار (رزم آرا، 37). 

الثروة الحيوانية

إن الكثير من الحيوانات التي كانت تعيش يوماً في منطقة أصفهان مثل النمر والدب والخنزير والحلّوف والتي اختفت اليوم تماماً، أو أنها نادراً ما تشاهد (تحويلدار، 62). و من الثدييات البرية في المنطقة يمكن أن نذكر ابن آوى والضبع والثعلب والأرنب. كما ذكر الكلب الهجين الناتج عن تزاوج الكلب والذئب (م.ن، 63). و فضلاً عن ذلك، يوجد في أصفهان أيضاً الماعز الجبلي و الوعل والبازن والأرويّة والضأن الجبلي والغزال وحمار الوحش (م.ن، 64). و من طيور منطقة أصفهان يمكن أن نذكر الخائتة والشاهين والقطام والباشق والبوم والحمام والفاختة والقمري والقبج والطيهوج والزاغ والخِرط والكركي والبط والحوصل ومالك الحزين والشرشور و الدُّج والبلبل والذعرة والسنونو والهدهد والخُضَيري (م.ن، 59-60). وفضلاً عن ذلك، فقد ذكر أيضاً السماني والزرزور والعصفور والطاووس و«مرغ حق» (نوع من البوم) في عداد طيور أصفهان (م.ن، 61). 
وتوجد في أصفهان 3 محميات بهدف حماية حياة الحيوانات البرية و هي: منطقة موته (000,220 هكتار) وملجأ قامِشلو (000,37 هكتار) وملجأ كلاه قاضي (000 ,48 هكتار) (جغرافيا، 1 / 302-303). 

الصفحة 1 من13

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: