الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أفغانستان /

فهرس الموضوعات

أفغانستان

عباس سعیدی,علی بلوکباشی,بخش تاریخ,نجیب مایل هروی

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/10 ۱۰:۳۴:۴۶ تاریخ تألیف المقالة

IV. الأدب الفارسي في أفغانستان 

عقب مقتل نادرشاه الأفشاري (1160ه‍ / 1747م)، توجه أحمد شاه الدرّاني (تـ 1186ه‍ / 1772م) نحو شرق إيران (ظ: أبوالحسن گلستانه، 58 وما بعدها)، وأخيراً اتخذ من قندهار عاصمة للحكم الـذي استمر من بعده في عهد ابنـه تيمور شاه (تـ 1207ه‍ / 1793م) الذي اتخذ من كابل عاصمة له. وفي عصر تيمور شاه كانت لاتزال التقاليد الديوانية وزهو البلاطات السابقة وزينتها تراعى (ظ: فيض محمد، 1 / 61؛ إلفينستون، 199). وكان يدير شؤون البلاد معتمداً على التاجيك والقزلباشية وأبناء المدن ومن كانوا متمسكين بهويتهم الإيرانية (فيض محمد، 1 / 50، 53؛ أيضاً ظ: إيرانيكا، I / 548). 
كان تيمور شاه مولعاً بالشعر والأدب (ظ: فوفلزايي، 1 / 58-59)، وكان ينظم الغزل مقتفياً خطى حافظ وبيدل وصائب. وكان قد أسس جمعية يشترك فيها شعراء عصره الذين كانوا يقومون بتحليل وتفسير وتتبع شعر عبد القادر بيدل. وقد بلغ شغف تيمورشاه بالشعر والأدب الفارسي الدري حداً، بحيث أوكل إلى شعراء عصره أمور الديوان وإدارة البلاد في جميع أرجائها. فكان محمد رضا البرنابادي والله ويردي حيرت وميرهوتك الأفغاني من شعراء وأدباء هذا العصر وأصحاب مناصب ووظائف حكومية (ظ: م.ن، 2 / 466 وما بعدها؛ نائل، سيري ... ، 10). 
وكان صيت حب تيمور شاه للشعر ورعايته للشعراء قد بلغ حداً، بحيث كان بعض الشعراء الناطقين بالفارسية يتوجهون من إيران إلى كابل بغية الانضمام إلى بلاطه، وكان الميرزا محمد فروغي الأصفهاني من هذه المجموعة من الشعراء، حيث كان كما يقول إلفينستون (ن.ص) ينقح أشعار تيمور شاه (أيضاً ظ: فيض محمد، 1 / 61). 
وقد استمر الوضع الأدبي لعصر تيمورشاه في عهد أخلافه أيضاً. وبين السنوات 1255- 1258ه‍ / 1839-1842م وعندما كان شاه شجاع السدوزائي يحكم بدعم من البريطانيين وبسبب رغبته الشديدة بغزل حافظ وصائب، فقد شاع تقليد وتتبع أشعارهما بين شعراء البلاد. وكان شاه شجاع نفسه يقلد أسلوب ديوان حافظ وينظم غزلاً على نسق غزله (ظ: شاه شجاع، كافة أرجاء الكتاب). كما كان يكتب النثر بسيطاً و غير متكلف. ويعد كتابه واقعات نموذجاً للنثر البسيط والمرسل لهذه الفترة. 
أدى التدخل السافر لحكومة بريطانيا في شؤون الدولة على عهد شاه شجاع إلى بعث الروح الملحمية لدى الشعراء، بحيث انبرى شعراء هذه الفترة إلى الاهتمام بنظم المنظومات الملحمية وطرح البطولات والروح القتالية لدى الوطنيين والمشاعر الوطنية في الشعر. ومنها المنظومات التالية: جنگ نامه لمحمد غلام غلامي كوهستاني (كابل، 1336ش)؛ أكبرنامه وتتضمن تفاصيل الحرب الأولى بين الأفغان والبريطانيين على وزن ونسق شاهنامه الفردوسي (كابل، 1330ش)؛ محاربۀ كابل وقندهار لقاسم علي (أغره، 1272ه‍( )للاطلاع على المنظومات الملحمية الأخرى في هذه الفترة، ظ: حبيب، 49-64). 
وفي أواسط سنوات 1285-1296ه‍ / 1868-1879م عندما تولى الأمير شير علي خان مقاليد الحكم للمرة الثانية، أصبحت الأرضية معدّة لإصلاح الحياة الثقافية في أفغانستان وبعث الروح فيها. وفي 1290ه‍ أسست لأول مرة مطبعة في البلاد؛ صدرت صحيفة شمس النهار (كابل، 1290-1295ه‍(؛ بدأت حركة الترجمة من اللغة الإنجليزية وقدم أول كتاب مترجم بعنوان وعظ نامه بمساعي شخص، يدعى عبد القادر من صحيفة تايمز (لندن). وكان السيد جمال الدين الأسد آبادي آنذاك في كابل وكان الأمير شير علي خان يستشيره في دفع عجلة الإصلاح (ظ: نوري، 14 وما بعدها). ومع كل هذا، لم ‌يكن للنزعات الإصلاحية المذكورة تأثير يذكر في الأدب، وكان أغلب مشاهير شعراء العصر ينظمون الغزل اقتفاء لآثار بيدل وحافظ وصائب، وينظمون قصائدهم على خطى شعراء العصريـن الغزنـوي والسلجوقي. وكان الميـرزا قدسي الهـروي (تـ 1300ه‍ / 1883م) ينظم قصائد في المديح كانت قد حظيت باهتمام الأمير (رياضي الهروي، 75، 162). وكان الميرزا محمد نبي، المتخلص بواصل (تـ 1309ه‍(، كاتب بلاط الأمير يتبع غزل حافظ (ظ: ديوانه، كابل، 1331ه‍(. كما كان مير مجتبى ألفت الكابلي يقلد بيدل. وبدوره كان محمد علي شرر يقلد حافظاً وينظم المثنويات والقصائد بالأسلوب الخراساني (ظ: خسته، يادي... ، 13؛ مايل، «سرودگري ... »، 75). وكان غلام محمد طرزي الذي هو من مشاهير شعراء هذه الفترة ينحو منحى بيدل وصائب وأساتذة الأسلوب الخراساني في مضامين الشعر. فقد خلّف، فضلاً عن ديوان قصايد (كراتشي، 1309ه‍( وديوان غزليات (كراتشي، 1310ه‍( أثرين هما آهنگ حجاز وأخلاق حميدة. وكان يكتب بخط «شكسته» بمهارة وأنجز مجموعة بعنوان خط شكسته (خسته، ن.م، 60). 
وكان أغلب الشعراء المذكورين مرتبطين بالبلاط ورجاله؛ لكن بطبيعة الحال كان في هذه الفترة شعراء ينظمون الشعر بعيداً عن البلاط بشكل يتناسب وينسجم مع مشاربهم الدينية والعقائديـة. فقـد نظم أحمد النقشبنـدي (تـ 1315ه‍ / 1897م) اتباعـاً منه لنظامي الگنجوي، گلشن حيرت في وصف النبي (ص)، وگلشن مجددي في الصحابة وفي المتصوفة النقشبندية. وفي الغزل أيضاً كان يقتفي آثار حافظ (نائل، سيري، 191 وما بعدها). وكان الميرزا محمد إبراهيـم گوهري الهـروي (تـ 1323ه‍ / 1905م) ينظم القصائد في مناقب الأئمة الأطهار (ع) وكذلك في رثائهم. وكان قد عاش زمناً في مدينة مشهد وألف فيها كتاب ذريعة الرضوية في 1321ه‍. ومن بين آثاره أيضاً طغيان البكاء وسفرنامه (رياضي‌ الهروي، 115-116، 162؛ خسته، ن.م، 101-102). 
وفي الفترات المذكورة، كان شعر عبد القادر بيدل يعدّ في أوساط شعراء أفغانستان وأدبائها، أعذب شكل من أشكال الشعر الفارسي؛ وبرغم أن شعره ترك أثراً خلال المائة وخمسين عاماً الأخيرة في التقاليد الفكرية والفنية وحتى العواطف والعلاقات الاجتماعية لأبناء أفغانستان (ظ: مولايي، «بازگشت ...»، 60 وما بعدها؛ بچكا، 50)، إلا أنه لايعد المصدر الوحيد الذي هو موضع اهتمام الشعراء المعاصرين في أفغانستان، بل إن شعراء هذه البلاد كانوا دائماً يضعون أساتذة الأسلوبيين الخراساني والعراقي في الشعر الفارسي ــ وبشكـل خاص حافظ والمولـوي والفردوسي ــ أيضاً نصب أعينهم (قا: مولايي، برگزيده ... ،9). ولاشك في أن اتجاه شعراء مناطق غربي أفغانستان مثل هراة وما حولها إلى أسلوب شعر شعراء فترة العودة في إيران، كان هو الآخر مصحوباً باهتمام كبير، وبشكل خاص أن أحد أشهر مؤيدي هذا الأسلوب، أي فتح الله خان الشيباني كان يقيم في مخيم إيران بهراة حوالي سنة 1273ه‍ / 1857م (آرين پور، 1 / 133 وما بعدها)، وأن تواجده في هراة أثر ــ بلاشك ــ في لفت نظر شعراء تلك المنطقة إلى الشعر بالأسلوب الخراساني والنمط العراقي. وإن التشابه بين شعر كثير من شعراء النصف الأول من القرن 14ه‍ / 20م ممن كانوا خريجي الجمعية الأدبية في هراة، أو كان لهم اختلاط بأعضاء تلك الجمعية ــ مثل إسماعيل سياه وعبد الحسين توفيق ولطيف ناظمي وآخريـن ــ وبين شعر أساتـذة الأسلوبيـن الخراساني والعراقي، دال على تأثير هذين الأسلوبين في شعراء تلك المنطقة. وحتى خليل الله خليلي ــ الذي يمكن دراسة شعره في مجال خصائص الأسلوبين المذكورين ــ ولأنه أمضى فترة في هراة فقد كان متأثراً بشعر أساتذة الأسلوبين الخراساني والعراقي في تلك المنطقـة، ولـم يرتبـط ــ شأنـه شـأن شعـراء وسط أفغانستـان ــ بخصائص شعر بيدل. 
وإن الأميـر حبيب الله (حك‍ 1319-1337ه‍ / 1901-1919م) الذي تسلم أفغانستان من أبيه، الأمير عبدالرحمان بحدود معينة وهدوء نسبي، قام على طراز البلدان الغربية بتأسيس مدرسة عليا وأشاع الطب والتداوي على النمط الحديث في البلاد (ظ: إيرانيكا، I / 554؛ كليفورد، 174وما بعدها). صحيح أنه طبعت على عهد والد الأمير حبيب الله آثار مثل ديوان عائشة الدرانية، شاعرة عصر تيمور شاه (كابل، 1305ه‍( و ديوان ميرهوتك الأفغاني (كابل، 1303ه‍( وتمت ترجمة التاريخ الذي كان قد طبعه مير منشي سلطان محمد خان عن حياة الأمير عبد الرحمان في لندن (1900م) باسم تاج التواريخ ونشر في بومباي (آهنگ، 16-17)، إلا أن ذلك كله كان ضمن نطاق ضيق ولم ‌يكن له تأثير جاد في أدب أفغانستان وثقافتها؛ بينما كانت عملية نشر الأدب والثقافة تُتابع بشكل جاد في عهد الأمير حبيب الله. فكان يبدي رغبة في تدوين الوقائع التاريخية لعصره. فقد طبع سراج التواريخ لفيض محمـد الكاتـب ــ الـذي يعد التاريـخ المدون والمفيد جـداً لأفغانستـان منذ عهد أحمد شاه الدرانـي حتى عهد أمان اللـه خان ــ بدعم منه (كابل، 1331-1334ه‍(. والشخص الآخر من كتّاب التاريخ الأدباء في هذا العصر والذي كان يقيم في مشهد خارج حدود أفغانستان، هو محمد يوسف رياضي (1290-1330ه‍( (ظ: فيض محمد، 3(1) / 287؛ فكرت، 1-10). فضلاً عن ديوان غزليات ومنبع البكاء (مراثي شهداء كربلاء)، فقد دون وقائع تاريخ أفغانستان منذ عهد أحمد شاه حتى 1324ه‍ بأسلوب سلس وبسيط في عين الوقايع (طبعت جميع آثاره الشعرية والنثرية طبعة حجرية بمشهد في 1324ه‍ تحت عنوان بحر الفوائد). وقبل ذلك دوّن تواريـخ أفاغنـة ليعقـوب علي الخوافـي فـي 1307ه‍ (ط كابل، 1336ش)، وتتمة البيان في تاريخ الأفغان للسيد جمال الدين الأسد آبادي (القاهرة، 1318ه‍ (، حول التاريخ المعاصر لأفغانستان. 
وقد بدأت صحيفة سراج الأخبار التي تعد إحدى الصحف المؤثرة والمفيدة في مجالات الأدب والثقافة والسياسة، بالصدور في عهد الأمير حبيب الله. ففي المرحلة الأولى صدرت هذه النشرة في 1323ه‍ / 1905م بإدارة عبد الرؤوف خان، المدرس في المدرسة الملكية، بعنوان سراج الأخبار أفغانستان، لكن ما أن صدر العدد الأول حتى تم حجبها عن الصدور إثر ضغوط الحكومة البريطانية (آهنگ، 28). وبعد 6سنوات عاودت سراج الأخبار (من غير ذكر كلمة أفغانستان) الصدور بجهود محمود طرزي وواصلت صدورها لمدة 8 سنوات بنشاط وبلاتوقف. ونظراً لمناهضتها الاستعمار البريطاني ودفاعها عن حرية المرأة ونشرها الأدب الفارسي وإشاعتها اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية ومساعدتها على تطور ظاهرة الترجمة في أفغانستان، فإن صحيفة سراج الأخبار تعدّ إحدى الصحف الممتازة في المنطقة، ويبدو تأثيرها واضحاً في الناطقين باللغة الفارسية في آسيا الوسطى وشبه القارة الهندية، بل وحتى في تركيا. كما كان لهذه الصحيفة دور في إذكاء الروح الوطنية والقومية الأفغانية. وإن تغيير اسم سراج الأخبار إلى سراج الأخبار أفغانية (من العدد 6 للسنة الأولى وما بعدها)، وكذلك تغيير اسم مديرها المسؤول من محمود طرزي إلى محمود أفغاني، معبّر عن الاتجاه الوطني لهذه الصحيفة وتأثيرها في رفع شأن القومية الأفغانية وتطويره. 
وقد كانت عمليات التجدد التي حدثت على عهد حبيب الله في مجال التعليم والثقافة، محدودة بطبيعة الحال، ولم‌ يكن بإمكانها إحداث تغيير رئيس في الأدب والثقافة. وكان الأمير نفسه قد أمضى فترة حداثته في بخارى، بل وفي مقر نشاط الأدباء الذين كانوا يرون الأدب متمثلاً في شعر بيدل (ظ: شهرستاني، 18)؛ ولهذا، فإنه ــ وهـو الذي كان يقرأ شعر بيدل ويعجب بـه ــ كان يهتم بشكل طبيعي بالأدب الذي يظهر بالصبغة والأشكال الهندية للشعر والأدب الفارسيين. ومع كل هذا، فإن ظهور محمود طرزي في ميدان أدب وثقافة تلك الفترة يعد منعطفاً جعل التطور والتجدد النسبيين يكونان من نصيبه في مجال أدب وثقافة البلاد في العقود التي تلت 1320ش. 
وفي 1302ه‍ ذهب محمود طرزي برفقة أبيه غلام محمد طرزي ــ الذي كان قد نفي من أفغانستان ــ إلى بغداد وإستانبول ومن ثم دمشق، وعاش فترات في تلك البلدان وضمن تعلمه اللغتين التركية، والفرنسية، تعرف بالآداب والثقافات الغربية والعربية والتركية، ثم عاد إلى كابل في عهد الأمير حبيب الله واستأنف أنشطته الثقافية. وقد خلف عدة آثار أدبية وسياسية وجغرافية ودينية (ظ: روان فرهادي، 12 وما بعدها؛ آهنگ، 75- 78). 
وتعد مقالات محمود طرزي في سراج الأخبار من بين الممهدات لفكرة المطالبة بالتجدد في أفغانستان (روا، 33). وكان ــ وهو أحد أعضـاء مجموعة «الإخوان الأفغـان» ــ يضع نصـب عينه إلى جانب بقية الشباب الأفغاني أرضيات التجدد في إيران وتركيا، وكان يتمنى شيوع الأرضيات المدنية التركية والإيرانية في أفغانستان (ظ: آهنگ، 45). 
وإثـر تسلم شاه أمـان الله الحكـم (حك‍ 1298- 1308ش)‍ الذي تحقق بجهود جمع من النخبة المثقفة، حظيت آمال «الإخوان الأفغان» بالاهتمام. وعلى عهد أمان الله، كان يصدر في أرجاء البلاد ما يقرب من 23 صحيفة ومجلات أسبوعية وشهرية وفصلية وسنوية. وكانت أمان أفغان من أهمها وتطبع في كابل. وفضلاً عن ذلك، كانت تصدر نشرات إصلاح، طلوع أفغان، اتفاق إسلام، الغازي، إبلاغ، إرشاد النسوان، آيينۀ عرفان، نوروز وغير ذلك في العاصمة وحاضرات محافظات البلاد (ظ: مايل، معرفي ... ، 4 وما بعدها؛ أيضاً ظ: جاويد، 142-156؛ غبار، 789). وتعد نشرة أنيس النصف شهرية بإدارة محيي الدين أنيس، أول نشرة سياسية وثقافية واقتصادية في البلاد والتي تحولت بعد فترة إلى صحيفة يومية (آهنگ، 83-84). وفي بعض نشرات هذه الفترة، طبعت كمية لا بأس بها من أشعار المعاصرين مثل حقيقت التي يمكن أن تعدّ مجموعة إصداراتها تذاكر الشعراء التي ضمت أشعار ذلك العصر (ظ: مايل، ن.م، 64-65؛ آهنگ، 181). 
وإن ما يبدو مثيراً للانتباه ويدعو إلى إنعام النظر في الفترة موضع البحث، هو طرح الشكل الأفغاني للغة الپشتو بوصفها لغة البلاد القومية. وكانت صحف اتحاد مشرقي وحقيقت وغيرها تنشر في تلك الفترة، بعض الوقائع السياسية وأحياناً قصيدة، أو غزلاً بلغة الپشتو (م.ن، 111، 181). ويستفاد من الموضوعات والإشارات المنشورة في سراج الأخبار أفغانية أن الاهتمام بلغة الپشتو في مجال النظم العسكرية لأفغانستان كان هدفاً منشوداً في عهد أمان الله (ظ: مايل هروي، تاريخ ... ، 53). وقبل ذلك أيضاً وفي حوالي سنة 1290ه‍ / 1873م كان قد تُرجم معجم يضم المصطلحات العسكرية من اللغة الإنجليزية إلى الپشتو (ن.م، 52-53؛ نائل، سيري، 21)، لكن وفي الفترة موضع البحث، اتخذ الاهتمام بالشكل الأفغاني للغة الپشتو طابعاً سياسياً وصدرت نشرات مثل مجلة پَشتونْ ژَغ خصيصاً بهدف إحياء لغة الپشتو مع مشروع إشاعة التحدث بلغتين في أفغانستان (ظ: آهنگ، 191-192). كما أن تغيير اسم مجلة پيام تندرستي إلى معادلها في لغة الپشتو روغْتيا زيري (ن.ص)، تم آخذاً بنظر الاعتبار المشروع المذكور. 
إن تجدد أمان الله خان وبشكل خاص عقب رحلته إلى الغرب التي دامت 7 أشهر (1346ه‍ / 1927م) زاد من تعرف متعلمي أفغانستان باللغات والآداب الغربية. وقد اتجه شعراء هذه الفترة وكتّابها إلى المضامين والقضايا الاجتماعية ونظموا وكتبوا في الدفاع عن الاستقلال الوطني والوطنية. وبرغم كل هذا، لم تجد صور جديدة من الشعر مجالاً للطرح في هذه الفترة، ولم تنفح روح جديدة في جسد الشعر التقليدي والسائد في البلاد. وقد نجح بعض شعراء هذه الفترة مثل محمود طرزي فحسب في أن يملؤوا في الشعر مكان الكلمات الشاعرية «مي، پياله، لاله، خط وخال» (الخمر، الكأس، شقائق النعمان، العذار والخال) الموجودة في الشعر القديم بمفردات غير شاعرية مثل «توپ، تفنگ، إلكتريك وتلغراف و... » (المدفع، البندقية، الكهرباء، البرقية) (ظ: طرزي، 111؛ أيضاً ظ: ژوبل، 50-53؛ كهزاد، 378-379). وحتى هذا القدر من التغير في شعر عهد أمان الله كان يعد خطوة إلى الأمام. وكان شعراء مثل عبد العلي مستغني (1252-1312ش) يؤيدون رأي محمود طرزي ونظره في الشعر وأدخلوا القضايا المعاصرة في الشعر الكلاسيكي (ظ: ديوان، كابل، 1334ش؛ أيضاً ظ: ژوبل، 50 وما بعدها؛ صدقي، 13). كان مستغني على معرفة بملك الشعراء بهار وشعره، ويبدو أنه كان متأثراً به. وكما كان بهار يعرف مستغني ومدائحه في مدح النبي (ص) وأئمة الدين، ونظم قصيدة في رثائه (ظ: 2 / 1277- 1278). ومن الشعراء الممتازين الآخرين وأصحاب دواوين الشعر في هذه الفترة، يمكن أن نذكر عبد الهادي داوي، المتخلص بپريشان الذي كان ينظم القصائد مقتفياً الأسلوب العراقي. وقد ترجم أشعار إقبال اللاهوري (باللغة الأردية) إلى الفارسية نظماً تحت عنوان لآلي ريخته (ظ: خسته، معاصرين ... ، 84-87؛ كهزاد، 381؛ حنيف، 184). كما كان حافظ عبد الله القاري (تـ 1362ه‍ / 1943م) من العلماء الأدباء في العهد الأماني الذي كان يقدم نفسه في الشعر بوصفه المشغوف بأسلوب بيدل وكليم (ديوان، كابل، 1302ش). 

الصفحة 1 من10

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: