الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أفغانستان /

فهرس الموضوعات

أفغانستان

عباس سعیدی,علی بلوکباشی,بخش تاریخ,نجیب مایل هروی

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/10 ۱۰:۳۴:۴۶ تاریخ تألیف المقالة

هزاره

وهم من أكبر الأقوام الأفغانية. ويحتمل أن يكون اسم هذا القوم مأخوذاً من الكلمة الفارسية «هزار» (ألف) التي كانت تطلق فيما مضى على مجموعة كبيرة وخطيرة من جيش المغول. كما رأى البعض أن قوم هزاره من بقايا قوات عساكر جنكيزخان المغولي (بارتولد، جغرافيا ... ، 133-134؛ كليفورد، 58؛ آكينر، 372؛ پژواك، 88-89).
ويرى المتخصص في علم الإنسان العالم الأميركي، روبرت كنفيلد أن أصل هزاره ومنشأهم غامض، ويعدّهم ذرية لمجموعتين قوميتين مختلفتين: الأولى المجموعة الهندو إيرانية الأصيلة المقيمة في منطقة هندوكوش، والأخرى المجموعات المغولية والتركية التي هيمنت على هذه المنطقة في القرنين 13و14م. ويقول إن مصطلح «هزاره» نفسه يشير إلى خليطه الإيراني ـ المغولي، حيث تعني هذه المفردة بالفارسية، الألْف، وتعادل المفردة المغولية منگن، أي الألف. وكان المغول يوماً يطلقون اسم منگن على وحدة حربية تضم مجموعة من الأقارب ذات ألف فارس وكانت تعني في الواقع القبيلة. ويحتمل أن يكون مغول هندوكـوش ــ لدى تعلمهم اللغة الفارسيـة ــ أحلّوا مفردة «هزار» الفارسية محل «منگن» في المغولية. وفي القرن 15م كانت هزاره تعني القبيلة الجبلية، وبعد فترة أطلقت بشكل خاص على المجموعة التي تدعى اليوم «هزاره» («الأقوام»، 328). 
واستناداً إلى ظاهر الجسم ونظام القرابة والمنظومة اللغوية لأفراد هزاره، يسوّغ كنفيلد الارتباط القائم بين هذا القوم والمغول على النحو التالي: 1. الارتباط اللغوي، فاللغة التقليدية للهزاريين هي اللهجة الدرية، أي الفارسية الأفغانية الممتزجة بشدة بمفردات مغولية. وقد تعلم الهزاريون هذه اللهجة عن طريق علاقتهم الدائمة بالمدن والأسواق؛ 2. ويتضح الترابط الآخر بينهما، في نظام القرابة لقوم هزاره. فبحسب هذا النظام، يميَّز الإخوة والأخوات الأكبر والأصغر بمصطلحات متباينة تستخدم في أوساط المغول. كما يعتقد كنفيلد أن الهزاريين اكتسبوا تدريجياً الخصائص الإيرانية بعد مرور عدة قرون. وتظهر اللغة والمذهب الحاليان للهزاريين، هذا التغير. وأغلب الهزاريين شيعة اثنا عشرية، وعدد ضئيل جداً منهم إسماعيلية، كما أن بعضهم سنة (ن.م، 327-328). 
يقسم الهزاريون إلى عدة مجاميع كبيرة: تعيش مجموعة منهم في منطقة واسعة من أفغانستان الوسطى وفي المنطقة المعروفة بهزاره جات، أو هزارستان التي تمتد في جنوب هندوكوش وكوه بابا إلى حدود شمالي قندهار وغرب غزنة وإلى ماوراء دَي‌كوندي وياق أولنگ. كما تعيش مجاميع في مناطق شمالي هندوكوش، في بغلان وسمنگان وبلخ وجوزجان. وتعيش مجموعة من الهزاريين في قلعة نو الواقعة في مشهد بإيران وفي كويته بباكستان أيضاً (ن.م، 327). 
وأهم مجاميع هزاره هي: الهزاره البدخشيون في ولاية قطغن وبدخشان؛ الهزاره اللاچين حول بلخ وبلخاب وسنگچارك؛ الهزاره الكندزيون في ولاية كندز؛ هزاره خلم، أو دولان جاوند في منطقة خلم حتى وادي صوف؛ هزاره كيان في وادي كيان؛ هزاريو الولايات الشمالية في أفغانستان؛ هزاره پنجشير في منطقة دوي پنجشير ومنطقتي رخه ووادي هزاره؛ هزاره نكودري، منتشرون حول هراة حتى سجستان وقندهار؛ هزاره بادغيس، المعروفون أيضاً بهزاره هراة وخراسان وقلعة نو وداي زنيات؛ هزاره ميمنة في ميمنة. 
وتقسم كل واحدة من هذه المجاميع إلى عدة مجاميع وطوائف أصغر، حيث أن «داي»، أو «دي» التي تسبق أسماءهم هي التي تعرّف هويتهم القومية (لمزيد من الاطلاع، ظ: يزداني، 1 / 285-295، 313). كما ورد ذكر لعدة طوائف وقبائل هزارية بأسماء دي‌كوندي، دي زنگي وجاگوري (ظ: EI2,I / 224). ويطلق الإيرانيون اسم البربر على مجموعة من الهزاريين الذين لجأوا إلى إيران من بلاد بربر هزاره جات، أو بند بربر في الحدود الشمالية لهزارستان بعد قمعهم على يد الأمير عبد الرحمان في 1891م وسكنوا في خراسان وبلوشستان، ويطلقون على بلادهم اسم بربرستان (حيات خان، 306؛ أيضاً ظ: فامبري، 340-341، الهامش؛ فيلد، 299). 
وكان هزاره فيما مضى رحلاً يؤمنون معاشهم بشكل أكبر عن طريق رعي القطعان وتربية خيول القتال. واليوم يعمل أكثرهم في الزراعة، كما يرعون بعض الأغنام والماعز. كما أن كثيراً من أبناء هزاره هاجروا إلى المدن وهم يمارسون العمل في البناء والأعمال بأجر يومي («الأقوام»، 329). وقد قدر عدد هزاره بين 800 ألف (كليفورد، 58) حتى ما يزيد على مليون نسمة («الأقوام»، 327). 

الأيماق

أو الأويماق هي مصطلح تركي ـ مغولي ويعني القبيلة والطائفة، يطلق في أفغانستان على عدة تجمعات قبلية بإزاء تجمعات التاجيك والفارسيوان غير القبلية (ن.م، 14). ويعرَّف أبناء القبائل المرتبطة بأيماق أنفسهم باسم القبيلة التي ينتمون إليها، مثل قبائل التيموري وتايمني (أو تيمني)، زوري، فيروزكوهي، جمشيدي وغيرها (ظ: ن.م، 15). 
وقد تشكل تجمع إداري مركب من 4 قبائل شبه رحل بين قبائل أيماق عُرف بـ «چار أيماق». (4 أيماقات) ورأى حيات خان (ص 303) أن چار أيماق هو مصطلح سائد بين أبناء هزاره يطلق على مجموعة أيماق، وذكر أنها تتألف من تايمني وهزاره (المقصود هزاره أيماق) وزوري وتيموري. ويرى البعض أن چار أيماق مؤلفة من 5 قبائل هي: تايمني (جنوب هري رود)، فيروزكوهي (شمال هري رود)، جمشيدي (في كوشك)، تيموري (في غرب هراة وفي إيران) وهزاره (في قلعة نو) (ظ: EI2، ن.ص). ويرى حيات خان (ص 304) أن جمشيدي وفيروزكوهي هما من هزاره أيماق، بينما يرى بليو («بحث»، 34) أنهما من هزاره تيموري. 
ويزعم الجمشيدية أنهم من ذرية جمشيد، ملك إيران الپيشدادي وأنهم حافظوا على جوهرهم الإيراني وظلوا أنقى من مجاميع أيماق الأخرى (ن.ص). ويرى البعض (ظ: «الأقوام»، 14) أن فيروزكوهي مأخوذة من اسم فيروزكوه عاصمة الغوريين في القرنين 12و13م في القسم الأعلى من هري رود. ويرى البعض الآخر (بارتولد، جغرافيا، 133) أنها مأخوذة من اسم قلعة فيروزكوه على حدود مازندران ويقولون إن تيمور استولى على هذه القلعة في 1404م ورحّل أهلها إلى هراة. 
وقد تشكلت قبائل چار أيماق في القرنين 10و11ه‍ / 16و17م من مجاميع قومية متنوعة من مناشئ متباينة مثل الترك الجغتائيين والأوزبك والقبچاق والبلوش والإيرانيين («الأقوام»، ن.ص). 
يعتنق عدد من أهالي الأيماق المذهب الحنفي وعدد آخر المذهب الشيعي ويتحدثون باللهجات الدرية القريبة من الفارسية لخراسان الشرقية والفارسي الهراتي والممزوجة بالكلمات التركية (ن.ص؛ دوپري، 60؛ بليو، ن.م، 33). وذكر أن عدد أهالي الأيماق في أفغانستان 478 ألفاً، والأيماق في إيران 120 ألف نسمة («الأقوام»، ن.ص). 

النورستانيون

يطلق هذا الاسم على الأقوام الجبليين القاطنين في بلاد آب پخشان إلى الجنوب من سلسلة جبال هندوكوش في شمال شرقي أفغانستان وفي وديان كُنار وپيچ وألينگر الواسعة (كارلس، 153-154). وكانت بلاد نورستان تسمى كافرستان لأن سكانها لم يكونوا قد اعتنقوا الإسلام حتى أوائل القرن 14ه‍. 
ذكر أن أهل نورستان كانوا من أعقاب الأقوام الهندوآرية (كليفورد، 56؛ أيضاً EI2,I / 224) الذين كانوا قبل اعتناقهم الإسلام يدينون بديانة هندو آرية مشتركة. وكان نظامهم العقائدي قد تشكل من مجموعة رموز وشعائر ومناسك ومعتقدات لها شبه بالمذاهب الهندو آرية القديمة («الأقوام»، 601). وكان يقسمون العالم طبقاً للتقسيم بين الآلهة والفانية (الناس الذين ليست لهم حياة خالدة) إلى رقعتين: طاهرة ودنسة، وكانوا يعتقدون بأن إرادة الآلهة يتم إبلاغها إلى الفانية بواسطة الراهب البرهماني (لمزيد عن المعلومات عن دين وطقوس أهالي كافرستان، ظ: ن.م، 571-572؛ رابرتسون، 376-433). 
كان أهالي نورستان يقسمون بحسب القرابات الثقافية واللغويـة إلى 3 مجاميع قومية يتكلمون بـ 6 لغات غير مكتوبة وغير مفهومة لبعضهم البعض. وتشكل 5 من هذه اللغات مجموعة اللغات النورستانية التي تعد فرعاً من فصيلة اللغات الهندو إيرانية. أما اللغة الأخرى، فهي اللغة الپشائية، أو الپاشائية التي يتم التحدث بها في أقصى غربي نورستان. 
وأول فريق من هذه التجمعات القومية الثلاثية هم أهل كلاشه الذين يقيمون في الشريط الجنوبي لنورستان ويتحدثون بـ 3 لغات من اللغات النورستانية. والفريق الثاني هم أقوام كتي ومومو وكشتو وكُم، حيث يتحدث كل منهم بلهجات من لغة مستقلة. ويشكل الكتيون أكثر الأقوام النورستانية عدداً. والفريق الثالث هم قوم وَسي ويعيشون في 5 قرى في وادي پارون. ويتحدث أهل كل قرية بلغة خاصة. والوسيّون متميزون عن المجاميع القومية الأخرى في نورستان من حيث الثقافة واللغة («الأقوام»، 570-571). 
ويعرِّف النورستانيون هوياتهم بأسماء الأماكن التي يعيشون فيهـا، مثـل بَشْـگَـلـي، وَيْـگـلـي، پـارونـي، أشْـكـون، ومـايـي ( إيرانيكا،I / 498). ويقسمهم جيرانهم إلى مجموعتين: ذوي الألبسة السوداء، و ذوي الألبسة البيضاء. ومن بينهم يعدون الكتيين والكميين من ذوي الألبسة السوداء، والويگليين والأشكونيين من ذوي الألبسة البيضاء (EI2، ن.ص). 
وفي 1314ه‍ / 1896م اعتنق أهل نورستان الإسلام على يد أمير أفغانستان، الأمير عبد الرحمان خان (كليفورد، 55؛ «الأقوام»، 569)، وغُيّر اسم بلادهم من كافرستان إلى نورستان. وإلى ثلاثة عقود مضت، كان يعيش منهم ما بين 60-100 ألف نسمة في كافة أرجاء نورستان (ن.م، 569-570). ومايزال عدد يتراوح بين 2-3 آلاف نسمة من الكافريين الذين يقطنون في چيترال بباكستان، باقين على ديانة أجدادهم القديمة ( إيرانيكا، ن.ص؛ دوپري، 57). ويعيش أهل نورستان على الزراعة ورعي القطعان. وتنتشر بينهم بكثرة الصناعات اليدوية الخشبية ( إيرانيكا، ن.ص).

الپشائيون

أو الپاشائيون وهم مجموعة من سكان الجبال في نورستان، يتحدثون باللغة الپشائية التي هي لهجة من لهجات اللغة الدَّردية من الفصيلة الهندوآرية. ويعيش الناطقون بالپشائية غالباً إلى الشمال من نهر كابل في رقعة واسعة من منطقة گلبهار رود التابعة لپنجشير الممتدة من الشمال الغربي حتى حدود چگاسرايي في الشرق («الأقوام»، 600؛ إيرانيكا، I / 499). وقد عُدّ هؤلاء القوم من بقايا كاپيشه ونگرهاريين الهندوس والبوذيين القدماء (EI2، ن.ص). 
يسمي الناطقون بالپشائية أنفسهم «كوهستاني»، أو «كوهي» (الجَبَلي) لدى تقديمهم أنفسهم للآخرين وبشكل خاص لسكان السهول (أوسن، 132). وفي بعض المناطق، يطلق الناس عليهم اسم «دهقان» (EI2، ن.ص)، أو صفي، وهو اسم قبيلة ناطقة بالپشتونية تقيم في وادي كنار. كما صنفوهم أحياناً في مجموعة واحدة مع النورستانيين («االأقوام»، 601). 
ويعتقـد بعض العلمـاء أن أجداد هـؤلاء القوم ــ وبعد هجـوم سكـان جبال سليمان الناطقين بالپشتونيـة ــ طُردوا عن بلدانهم الأصلية في سهول قندهار ولجؤوا إلى وديان جبال هندوكوش المرتفعة، حيث يعيش أبناؤهم اليوم، لكن استناداً إلى الأدلة المتوفرة من دراسات علم الإنسان التي أجريت على سكان وادي نور الناطقين بالپشائية، فإن هؤلاء القوم لايمكن أن يكونوا أخلافاً للاجئين في سهل قندهار، ذلك أن سكان هذه الوديان كانوا يقيمون في هذه المناطق قبل ظهور الحضارة القندهارية. كما أنه استناداً إلى نفس هذه الدراسات، فإن الشبه الكبير بين البنية الاجتماعية والثقافية لسكان هذه الوديان وبين ما لدى القبائل النورستانية والناطقين بالدردية في هندوكوش وقره قروم، يشير إلى الجذور التاريخية المشتركة بين هذه الأقوام («الأقوام»، ن.ص). 
ذُكر أن عدد الپشائيين يتراوح بين 60 ألف ( إيرانيكا، ن.ص). وما يقرب من 100 ألف نسمة(«الأقوام»، 600)، وأن مذهبهم هو الحنفي. ويعمل الپشائيون غالباً في الزراعة ورعي القطعان وتلعب الماعز دوراً أساسياً في اقتصادهم وثقافتهم. وكان تقسيم العمل في المجتمع الپشائي منذ القدم على النحو التالي: تقع على عاتق الرجال مسؤولية الأنشطة المتعلقة برعي القطعان وجز شعر الماعز والغزل، وعلى النساء مسؤولية الأعمال الزراعية الثقيلة والشؤون الأخرى (أوسن، 133-135؛ «الأقوام» 602). وفي المناطق القليلة الارتفاع وكذلك في القرى التي لاتولي أهمية لرعي القطعان، لايُطبق هذا النموذج في تقسيم العمل، حيث يمارس الرجال الأعمال الزراعية (ن.ص). 
وتنشر في مناطق مختلفة من أفغانستان عدة مجموعات قومية صغيرة أخرى مثل الجَت، القزلباش، القرغيز، الهندوس، السيخ، البراهوئيين، العرب واليهود؛ ولكل منهم مجتمع بتركيبة اجتماعية وثقافية خاصة به: 

الجَت

وهم مجموعة قومية ـ لغوية غير متجانسة من العنصر الآري، أو الهندوإيراني الذين يعرفون في الهند وإيران بهذا الاسم، وفي أوساط المؤرخين والجغرافيين المسلمين باسم الزُّط (إيفانوف، 440 ؛ «الأقوام»، 356). ويُعدّ الجتيون القاطنون في أفغانستان وشرق إيران فرعاً من قوم الجت في الهند الذين انفصلوا عنهم في الماضي السحيق وانضموا إلى الأقوام الأخرى (إيفانوف، ن.ص). وبالتحاقهم بكل قوم تعلموا لغة أبناء ذلك القوم ولهجتهم واعتنقوا مذهبهم (ظ: «الأقوام»، 355). 
ويرى أغلب المؤرخين أن الجتيين هاجروا قبل 000,2، أو 000,3 سنة من آسيا الوسطى إلى شبه القارة الهندية تزامناً مع الهجرات القومية الكبرى. وكانت جماعة من الجتيين منذ الفترة التي سبقت الإسلام ومنذ الزمن الذي كانوا يعيشون فيه في سهول وجبال شرق إيران، متواجدة في بلاد أفغانستان أيضاً بشكل متناثر (ن.م، 355-356,358). 
ويعدّ حيات خان الجتيين من الطوائف الهندكية (ص 311). والهندكيون هم أناس من أعراق وأقوام وقبائل مختلفة منتشرة في بلاد أفغانستان (بليو، أفغانستان، 224 ؛ حيات خان، ن.ص). وقد عُدّ جگدال  الاسم الآخر للجتيين في بلوشستان (إلفينستون، 293؛ حيات خان، ن.ص). 
يتحدث أغلب جتيي أفغانستان باللغة الفارسية الدرية، أو الپشتو. وفيما مضى، كانوا يؤمنون معيشتهم عن طريق إقطاعية الأراضي، أو العمل كجمّالة، أو رؤساء قوافل. كما أن البعض يؤمن عيشه بوسائل أخرى في المنطقة الواقعة بين قندهار وكابل في الشرق وهراة ومشهد في الغرب (لمزيد من الإيضاح، ظ: «الأقوام»، 359؛ إيرانيكا،I / 499). وقد شكل الجتيون اليوم مجاميع شبيهة بالغجر من المغنين ومصلّحي الأواني الخزفية الصينية والباعة وقرّاء الكف (ن.ص). 
وقد قُدر عدد الجتيين المغنين في أفغانستان بحوالي 13 ألف نسمة («الأقوام»، ن.ص). وعُدّت چَنگر وموصلي وچَلو، مجموعات من الجتيين؛ واسم الجت في شمال أفغانستان هو گوجور ( إيرانيكا، ن.ص). 
القزلباش: وهؤلاء هم مجموعة من أخلاف جيش القزلباشية الذين بقي عدد منهم بعد فتح قندهار في 1150ه‍ / 1737م في هذه المدينة بأمر من نادر شاه، بينما بقي عدد آخر في كابل («الأقوام»، 639)، وفي هراة (EI2,I / 224). 
وكان القزلباش قد تشكلوا من طوائف مختلفة من أقوام تركية وتركمانية وكردية ولرية. وكانت المحلات التي تسكنها الطوائف القزلباشية معروفة بمحلات الأكراد، اللوريين والخوافيين (يزداني، 1 / 137- 138). عُدّ التركمان الناطقون بالفارسية الساكنون في كابل والمدن الأخرى من هذه الطائفة (دايرة المعارف ... ، 2048). 
وفي البدء كان أفراد كل مجموعة قومية قزلباشية يتكلمون بلغتهم الأم، وشيئاً فشيئاً حلت اللغة الفارسية الدرية محل اللغة التركية واللغات الأخرى. ولايزال الكثير من القزلباشية الناطقين بالتركية محافظين على اللغة التركية ويتحدثون بها فيما بينهم («الأقوام»، 640؛ حيات خان، 310). 
وقد ذكر حيات خان (ن.ص) أن عدد القزلباشية هو 20 ألف أسرة، بينما قدرهم دوپري بين 200-300 ألف نسمة («الأقوام»، 638). والقزلباشية شيعة؛ حاول الأمير عبد الرحمان خان جاهداً أن يجبرهـم على قبول المذهب السني، إلا أنهم ــ سوى عدد قليل منهـم ممن اعتنـق المذهب الحنفي تقيـة ــ ظلوا على المذهـب الشيعي (ن.م، 641 ؛ دوپري، 59). 

إن تيمور شاه الدراني (حك‍ 1186-1207ه‍ / 1772-1793م) الذي كانت اللغة الفارسية والتقاليد والعادات الإيرانية مألوفة في بلاطه، كان قد اختار مستشارية وخدمة بلاطه من بين القزلباشية («الأقوام»، 640). ومن بعده أيضاً، كان الكثير من القزلباشية يعملون في الوظائف الحكومية والإدارية مثل أمانة الصندوق والاستيفاء والإنشاء. ويشتغل عدد منهم في الصناعة والتجارة في المـدن (حيات خـان، دوپـري، ن.صص؛ كليفـورد، 61؛ يزدانـي، 1 / 138). 

القرغيز

وهم مجموعة من الأقوام التركية المغولية تتحدث باللغة التركية القپچاقية (دوپري، 61)، أو القرغيزية ـ القپچاقية (آكينر، 335)، من فصيلة اللغات التركية الشمالية. وفي أواسط القرن 18م تقريباً كان موطن القرغيز سلسلة جبال پامير ـ آلتايي. وكان حوالي 000,2 قرغيزي يسكنون حتى سنة 1398ه‍ / 1978م في جبال پامير بأفغانستان في ممر وَخان. ففي تلك السنة وبعد الانقلاب الشيوعي في كابل، هرب ما يزيد على نصف هؤلاء إلى باكستان («الأقوام»، 405). وحتى ذلك الحين، كان القرغيز قد حافظوا على شكل معيشتهم التقليدية في الترحال ونظامهم الاجتماعي من غير نفوذ، أو تأثير للمجتمعات خارج مجتمعهم (ن.م، 407). 

الهندوس والسيخ

وهم من القوميات الهندوسية ويعيشون في حاضرات المدن الأفغانية. ولغتهم الأم هي الهندية البنجابية، كما يتحدثون باللغة الدرية، أو لغة الپشتو. ومذهب الهندوس والسيخ هو السيخي، أو الهندوسي (دوپري، 63-64؛ إلفينستون، 293-294؛ أيضاً ظ: إيرانيكا، I / 499). 
كان الهندوس والسيخ في المدن يعملون في التجارة والصيرفة والصياغة، وكانوا قد شكلوا مجاميع صغيرة متنفذة في كابل (دوپري، ن.ص؛ حيات خان، 311). وكانت مجموعة من الهندوس في منطقة كوهدامن في شمالي كابل تمارس البستنة وزراعة الورود (EI2,I / 224). وقد قدر عدد الهندوس بحوالي 20 ألف، والسيخ بحوالي 10 آلاف نسمة (دوپري، ن.ص). 

البراهوئيون

وهم مجموعة قومية يعدون أنفسهم رهطاً من البلوش ويعيشون في جنوب غربي أفغانستان؛ ولغتهم الأم هي البراهوئية (الدراويدية)، ولهم معرفة بلغتي الپشتو والبلوشية. ويمكن أن نذكر من الطوائف البراهوئية

المهمة

أيدوزي، لاوَرزي، باگيزي، زِركندي و مَهمَساني ( إيرانيكا، I / 498؛ دوپري، 62). 
قدر عدد البراهوئيين بين 10 آلاف (ن.ص) إلى 18 ألف نسمة («الأقوام»، 177). وأغلب البراهوئيين فلاحون ورعاة قطعان ويؤمنون معاشهم بالعمل في أراض مستأجرة وفي تربية ورعي ماشية الخانات الپشتون والبلوش (دوپري، أيضاً إيرانيكا، ن.صص). 

اليهود

وكانوا مجموعة صغيرة تعيش في كابل وقندهار وهراة وبعض المدن التي يسكنها الأتراك في أفغانستان (كليفورد، 62؛ دوپري، 64). وكان عدد قليل منهم يتكلم بالعبرية، بينما يتكلم الباقون باللغتين الفارسية الدرية، أو الپشتو. وكانوا يؤمنون معاشهـم من التجارة والصيرفـة (دوپـري، ن.ص). ويتحـدث حيات خان (ص 313) عن 40 أسرة يهودية في كابل وهراة كانوا يمارسون بشكل أكبر صناعة المشروبات الروحية وبيعها. وقد كان عددهم قد قدِّر بين 150 أسرة (ظ: علي آبادي، 29) إلى عدة آلاف نسمة (ظ: دوپري، ن.ص). وفي العقود الأخيرة غادر كثير من اليهود أفغانستان. 

العرب

وكانوا مجموعة هاجرت على ما يبدو من خراسان إلى أفغانستان على عهد السامانيين (حك‍ 261-389ه‍ / 874-999م). وكان عدد منهم يشكل قسماً من قوات معسكر بالاحصار ويعيش عدد آخر في جلال آباد وفي الطريق الواصل بين كابل وبيشاور وعلى الرغم من أن أغلبهم كان يعيش في مجتمعات منفصلة عن المجموعات القومية الأخرى، إلا أن أغلبهم كان قد نسي اللغة العربية (ظ: إلفينستون، 297- 298)، وكانوا يتحدثون اللغة الدرية، أو الپشتو، ويتحدث بعضهم الفارسية الممزوجة بمفردات عربية (دوپري، 63؛ أيضاً إيرانيكا، I / 499). 

المصادر

إرفين، «قوميت بلوچ در أفغانستان»، تج‍ : منير حسينيـون (ظ: هم‍ ، أفغانستان: أقوام ـ كوچ نشيني)؛ أسعدي، مرتضى، جهان إسلام، طهران، 1366ش؛ أفشار يزدي، محمود، أفغان نامه، طهران، 1359ش؛ أفغانستان: أقوام ـ كوچ نشيني، مجموعة مقالات، تق‍ : محمد حسين پاپلي يزدي، مشهد، 1372ش؛ إلفينستون، مونت ستيورات، أفغانان: جاي، فرهنگ، نژاد، تج‍ : محمد آصف فكرت، مشهـد، 1376ش؛ أوسن، جان، «محيط وتاريـخ در جهان بينـي قبيلۀ پاشايـي»، تج‍ : محمد عباس پور (ظ: هم‍ ، أفغانستان: أقوام ـ كوچ نشيني)؛ بارتولد، ف. ف.، جغرافياي تاريخي إيران، تج‍ : حمزة سردادور، طهران، 1308ش؛ م.ن،گزيدۀ مقالات تحقيقي، تج‍ : كريم كشاورز، طهران، 1358ش؛ بالان، دانيل و شارل م. كيفر، «صحـرا نشينـي وخشك سالـي در أفغانستان: نمونـه پشتونها در دشت نـاور»، تج‍ : علي أسدي، إيلات وعشاير، طهران، 1362ش؛ پژواك، عتيق الله، غوريان، كابل، 1345ش؛ جمال زاده، محمد علي، «أفغانستان»، وحيد، طهران، 1344ش، س 3، عد1؛ دايرة المعارف فارسي؛ سان ليور، پييـر، «نقشۀ جديد قومي أفغانستان»، تج‍ : أبو الحسن سروقـد مقدم (ظ: هم‍ ، أفغانستـان: أقـوام ـ كـوچ نشيني)؛ علـي آبادي، علي رضا، أفغانستان، طهران، 1372ش؛ فامبري، أرمينيوس، سياحت درويشي دروغين در خانات آسياي ميانه، تج‍ : فتح علي خواجه نوريان، طهران، 1365ش؛ فرديناند، كلاوس، «كوچ نشيني در أفغانستان»، تج‍ : حسن خباززاده (ظ: هم‍ ، أفغانستـان: أقـوام ـ كوچ نشيني)؛ فيلـد، هنـري، مردم شنـاسي إيـران، تج‍ : عبدالله فريار، طهران، 1343ش؛ كارلس، هيو، «تاجيكهاي درۀ پنجشير جبال هندوكش»، تج‍ : حسن مسعودي، مردم شناسي، 1355ش، س 1، عد 4و5؛ الكاشغري، محمود، ديوان لغات الترك، إستانبول، 1333ه‍ ؛ گلي، أمين الله، تاريخ سياسي واجتماعـي تركمنها، طهران، 1366ش؛ كليفورد، مري لويس، أفغانستان، تج‍ : مرتضىى أسعدي، طهران، 1366ش؛ لـوگاشوا، بي بي رابعة، تركمنهاي إيـران، تج‍ : سيروس إيزدي وحسين تحويلي، طهران، 1359ش؛ يزداني، حسين علي، پژوهشي در تاريخ هزاره‌ها، قم، 1372ش؛ وأيضاً:

Akiner, Sh., Islamic Peoples of the Soviet Union, London, 1983; Bellew, H. W., Afghanistan and the Afghans, Lahore, 1979; id, An Inquiry into the Ethnography of Afghanistan, Graz, 1973; Benveniste, E., «Les Langues de l’ Afghanistan», La Civilisation iranienne, Paris, 1952; Dupree, L., Afghanistan, New Jersey, 1973; EI2; Hayat Khan, M., Afghanistan and its Inhabitants, tr. H. Priestley, Lahore, 1981; Iranica; Ivanow, W., «On the Language of the Gypsies of Qaināt», Journal of the Asiatic Society of Bengal, 1914, vol. X, no. 2; Muslim Peoples, ed. R. V. Weekes, Westport, 1984; Robertson, G. S., The Kafirs of the Hindukush, Oxford, 1974.

علي بلوكباشي / ه‍ 

 

الصفحة 1 من10

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: