أفغانستان
cgietitle
1442/12/10 ۱۰:۳۴:۴۶
https://cgie.org.ir/ar/article/236480
1446/4/5 ۱۴:۰۹:۱۷
نشرت
8
كانت البلاد التي تدعى اليوم أفغانستان منذ القدم ممراً وموضعاً لتعامل واختلاط الشعوب المختلفة، وقد أضفى حضور التجمعات العرقية القومية في هذه البلاد شكلاً خاصاً على بنيتها الاجتماعية والثقافية والسياسية. وفي أول خريطة لقوميات أفغانستان طبعت في نشرة سويتسكايا إتنوغرافيا في 1955م ورد اسم 16 مجموعة قومية. بينما وردت أسماء 57 مجموعة قومية في خريطة أخرى لقوميات أفغانستان طبعت ونشرت بعد سنوات في «أطلس توبنجن للشرق الأدنى» للمؤسسة الجغرافية التابعة لجامعة توبنجن في ألمانيا. وتشير الأبحاث القومية في السنوات التي سبقت الهجوم على أفغانستان واحتلالها عسكرياً (1979م) إلى ما يزيد على 200 قوم وقبيلة وحوالي 30 لغة مختلفة في هذه البلاد (سان ليور، 199، 202). وقد اختل اليوم التركيب القومي وعدد نفوس كل واحدة من أقوام أفغانستان، وهاجرت مجاميع كبيرة من أقوامها وقبائلها إلى بلدان أخرى وبشكل خاص باكستان وإيران (عن إحصائية بهجرة المجاميع القومية، ظ: م.ن، 205-210). إن التشخيص والتعيين الدقيق للمنشأ العرقي لكل واحدة من المجاميع القومية في أفغانستان وبسبب قلة وضعف الأبحاث والمعطيات العلمية في الأنثروبولوجيا بشأنها، تضطر الباحث التزام الحيطة في إبداء رأي جازم. وقد عُدّ شعب أفغانستان مكوناً من 4 مناشئ، أو عناصر: الأفغاني، الإيراني، التركي ـ المغولي والآري ـ الهندوكوشي، لكن و بسبب اختلاطهم ببعضهم وبشكل خاص بالعنصرين الإيراني والپشتوني، يبدو تمييزهم عن بعضهم اليوم أمراً عسيراً (EI2,I / 224 ؛ أيضاً ظ: جمال زاده، 40). واستناداً إلى خصائص لون البشرة، شكل الشعر ولونه، شكل وتركيب الرأس والأنف والقامة، حُددت بين القوميات الأفغانية 3 أجناس عرقية هي الشبيه بالقفقازي والشبيه بالمغولي والشبيه بالأسود الأسترالي المتغير شكله. فمثلاً عُدّت أقوام الپشتون والتاجيك والبلوش والنورستانيين من الجنس الشبيه بالقفقازي؛ وأقوام هزاره وأيماق والتركمان والأوزبك والقرغيز من الجنس الشبيه بالمغولي؛ والبراهوئيين الناطقين بالدراويدية من الجنس الشبيه بالأسود الأسترالي (لمزيد من المعلومات، ظ: دوپري، 57-65 ؛ أيضاً إيرانيكا، I / 495-496). وتتحدث هذه الأقوام بلغات ولهجات مختلفة تنتمي إلى 3، أو 4 فصائل لغوية من اللغات الرئيسة: الهندو إيرانية، الأورالية ـ الآلتائية، الدراويدية، وأحياناً السامية. واللغتان الأصليتان لسكان أفغانستان هما الفارسية الدرية، والپشتونية، من الفصيلة الهندو إيرانية. وقد أعلنت الپشتونية لغة رسمية، وماتزال الفارسية الدرية تستخدم كـ «لغة مشتركة» (دوپري، 66). والفارسية الدرية هي لغة حوالي ثلثي سكان أفغانستان وبشكل خاص سكان المدن الشمالية والوسطى فيها (بنفنيست، 237). واستناداً إلى إحصاء سنة 1401ه / 1981م، فإنه من مجموع سكان البلاد البالغ 861,026,16 نسمة كان حوالي 590,632,2 نسمة من الرحل، و000,600,1 نسمة يسكنون المدن، والباقي سكان أرياف (كليفورد، 69، الهامش؛ أيضاً، ظ: أسعدي، 1 / 68). وكان الرحل من أقوام وقبائل وطوائف مختلفة يعيشون في الخيام بأسلوب الترحال الكامل، أو شبه الترحال في الخيام ويمارسون رعي القطعان. وفي القسم الشرقي من أفغانستان تسمى مجموعة الرحل الساكنة في الخيام رعاة القطعان، باسم «كوچي» ــ وتعني الرحل البدو ــ وكانوا يمارسون الزراعة والتجارة أحياناً. وفي القسم الجنوبي من أفغانستان الشرقية، كان مصطلحا «پويندا» و«پواندا» يستخدمان بمعنى الراعي للرحل، وبشكل خاص الرحل الأفغان (الپشتون). وفي القسم الغربي من أفغانستان في منطقة هراة تسمى المجاميع الأفغانية المتنقلة والمستقرة من الپشتون والأيماق وذوي الأصل التركي الذين يؤمنون معيشتهم عن طريق رعي القطعان، باسم «مالدار» (أصحاب المواشي) (فرديناند، 14-15). وبصورة عامة، فإن مساكن مجاميع الرحل في أفغانستان هي الخيام. ولنوعين من الخيام أحدهما «يورت» (خيمة مدورة، أو «أوي» و«آلاچيق») والأخرى «سياه چادر» (خيمة سوداء من شعر الماعز) استخدام عام بين الرحل. وتستخدم «يورت» بشكل أكبر في أوساط الأقوام التركية في شمال أفغانستان مثل التركمان والأوزبك وقره قرغيز ومجاميع قومية أصغر مثل القوزاق في الشمال والعرب وبعض التاجيك وعدة قبائل أيماقية. وفي النصف الجنوبي من أفغانستان تعيش في «سياه چادر» قبائل الپشتون الناطقة بالفارسية وعدد من البلوش ومجموعة صغيرة من البراهوئيين والعرب الناطقين بالفارسية في شرق أفغانستان ومجاميع تايمانية وتيمورية وزورية من التجمع القومي الأيماقي (م.ن، 17- 18).
وأغلب سكان أفغانستان مسلمون سنة من أتباع المذهب الحنفي، ويليهم الشيعة الإمامية الذين يفوق عددهم أتباع المذاهب الأخرى. ويسود المذهب الشيعي بشكل أكبر بين الأقوام والقبائل ذات الأصل الإيراني الناطقة بالفارسية. كما أن مذاهب الهندوس والإسماعيلية والسيخ بحسب عدد أتباعها على التوالي هي من المذاهب المتداولة بين أهالي أفغانستان (ظ: علي آبادي، 29). وهنا سنتناول بالشرح وبشكل مختصر المجموعات القومية الرئيسـة والمعروفـة في أفغانستـان والتراكيب القومية ـ القبليـة، والثقافية ـ اللغوية لكل واحدة منها:
تسمى هذه القومية في باكستان والهند وبريطانيا، پتان («الأقوام ...»، 622؛ كليفورد، 50). والپشتون هم من أرهاط الشعوب الآرية، ويحتمل أن يكونوا من بقايا قوم پكتويه، أو پكتيه الذين يتحدث هيرودوتس عنهم في منطقة وادي بيشاور الحالي (ظ: م.ن، 51؛ بليو، أفغانستان ... ، 218). ويطلق الناطقون بالفارسية في أفغانستان على قوم الپشتون اسم الأفغان (ن.ع) («الأقوام»، ن.ص؛ حيات خان، 54 ؛ إيرانيكا، I / 481). وقوم الپشتون، أو الأفغان هي أكثر الأقوام عدداً في أفغانستان، حيث قُدر عدد سكانها بحوالي 60٪ من سكان هذه البلاد (يزداني، 1 / 135؛ أسعدي، ن.ص). ويتحدث الپشتون بلغة الپشتو وهي من الفصيلة الشرقية للغات الإيرانية (آكينر، 364؛ إيرانيكا، I / 504)، وهم يعرفون اللغة الفارسية الدرية وينظمون بها الشعر ويؤلفون الكتب (أفشار، 1 / 118). يقسم الپشتون إلى مجموعتين كبيرتين: الدُّرّانية، أو الأبدالية، والغلجائية، أو الغلزائية (أسعدي، ن.ص؛ أفشار، 1 / 106). كما أن صَفي ومَنْگَل وجَدْران وخُسْتوال وجاجي وخوگياني وشِنْواري هي من بين المجاميع والقبائل المهمة في قوم الپشتون («الأقوام»، 624). وكانت كل واحدة من هذه المجاميع تقسم إلى قبائل وطوائف؛ فمثلاً القبيلة المترحلة تَرَكي من اتحاد القبائل الغلزائية التي كانت تعيش في جنوب غربي سهل ناوُر، كانت تقسم إلى طوائف بادينخيل وميرزاي وأيدلوال. كما أن طائفتي السادات الموريانيين، أو الميريانيين والليزيين كانوا يرتبطون بقبيلة تركي (بالان، 306). ويتمتع الپشتون بقوة ومنزلة تفوق ما لدى الأقوام الأخرى. وكان حكام أفغانستان بشكل أكبر ينتمون إلى الأسر الپشتونية (كليفورد، 50). وبصورة رئيسة، فإن الپشتون مزارعون، أو مربّو ماشية، والكثير منهم شبه رحل. ومن هذه المجموعة يذهب نصفهم مع قطعانه إلى المصايف والمشاتي، ويبقى النصف الآخر في موضعه يمارس الزراعة في أراضيه («الأقوام»، 622-623).
وهم مجموعة قومية إيرانية الأصل ومن الشعوب الناطقة بالفارسية المستقرة في أفغانستان، معروفون في هذه البلاد وبشكـل خـاص علـى جانبـي الحـدود بيـن إيـران وأفغانستـان بـ «پارسيـوان»، أو «فارسيبان»، وفـي شرق أفغانستان وجنوبهـا بـ «دهقان» و«دهـوار» (بـليـو، أفغـانستـان، 223؛EI2,I / 224 ؛ كليفورد، 54-55؛ أيضاً ظ: ن.د، التاجيك).ويرى دوپري أن استخدام مصطلح التاجيك يصح بشكل أكبر بحق الفلاحين في المناطق الجبلية في المركز الشرقي من أفغانستان والمناطق الشرقية والشمالية الشرقية منها («الأقوام»، 739؛ أيضاً ظ: كليفورد، ن.ص). وأورد الكاشغري (1 / 324) التاجيك بشكل تَژِك وبمعنى الفارسي. وفي أفغانستان أيضاً يسمى الناطقون بالفارسية في المناطق التي تكون فيها لغة الناس السائدة تركية، أو پشتو، تاجيكاً (إلفينستون، 288). وقد عُدّ التاجيك من السكان القدماء جداً في المناطق الوسطى من أفغانستان ومن أوائل السكان المحليين الإيرانيين في هذه البلاد فيما يحتمل (بليو، «بحث ...»، 154؛ أيضاً ظ: كارلس، 155-156؛ كليفورد، 54). وكانت مناطق العيش الرئيسة للتاجيك هي مناطق سهل كوه ـ دامن شمالي كابل ووادي پنجشير وبدخشان. كما كانت مجموعة من التاجيك تسكن حول هراة وغزنة (كارلس، 156). ولدى وصفه منطقة كابل، أشار بابر إلى انتشار سكان الصحراء الأتراك والأيماق والعرب في السهول والهضاب، وإلى إقامة التاجيك في المدن وبعض القرى والأماكن الأخرى (بارتولد، گزيده ... ، 324). وكان قسم كبير من التاجيك المختلطين بالأفغان يعيشون حول كابل و قندهار وهراة وبلخ (إلفينستون، 290).ويعرِّف تاجيك أفغانستان أنفسهم عادة باسم المكان الذي يعيشون فيه، مثل پنجشيري، أَنْدرابي، سَنانْگي و مونجاني («الأقوام»، ن.ص؛ أيضاً ظ: دوپري، 183). كما أن فريقاً من هذا القوم يعيش في أقصى غرب أفغانستان وفي مناطق خاضعة لهيمنة المجاميع القومية الغير تاجيكية، يسمي نفسه بالتاجيك («الأقوام»، ن.ص). يقسم التاجيك إلى مجموعتين كبيرتين سكان أقدام الجبال وسكان السهول. وتاجيك أقدام الجبال، أو الجبليون يعيشون في الزاوية الشمالية الشرقية من أفغانستان، بينما يعيش التاجيك من سكان السهول بشكل أكبر في كابل وباميان ومحافظة هراة وفي شمال أفغانستان (كليفورد، 54-55). وكان تاجيك الجبال مزارعين وأصحاب ماشية مستقرين وشبه رحل («الأقوام»، 741). وكان قسم من أكثر المناطق خصوبة حول غزنة وكابل (كوه دامن، پنجشير وغيرهما) تحت تصرفهم (EI2، ن.ص). وكان سكان السهول بشكل أكبر يمتهنون الصناعة والتجارة وتعمل مجموعة منهم في الزراعة (كليفورد، ن.ص).
عدّ التاجيك ممثلين للثقافة والصناعة والتجارة الإيرانية (بارتولد، ن.م، 322). وفيما سوى عدد منهم ممن كانوا يعيشون في المناطق النائية وكانت لهم مؤسسة قبلية عشائرية، كان الباقون يفتقرون إلى مؤسسة قبلية (EI2، ن.ص). وقد قُدّر عدد التاجيك بين مليونين (آكينر، 313) حتى 5 / 3 مليون نسمة («الأقوام»، 739؛ أيضاً ظ: دوپري، 59). وذكر البعض مثل حياتخان (ص 299) وكـارلس (ص 153) أن مذهـب التاجيـك ــ عـدا تاجيك باميان ــ هو سني حنفي (أيضـاً ظ: «الأقوام»، ن.ص). ورأى البعض الآخر (آكينر، ن.ص؛ أيضاً ظ: كليفورد، 55) أن مذهب التاجيك الجبليين هو الشيعي ومذهب سكان السهول هو السني الحنفي. ويعرف بضعة آلاف نسمة من التاجيك الجبليين الذين يعيشون في بدخشان وواخان، بگلچه، أو پاميري. وهم يتحدثون باللهجات الپاميرية من فصيلة اللهجات الإيرانية الشرقية (آكينر، 378؛ دوپري، 61؛ أيضاً ظ: إيرانيكا، I / 499)، وإن عدداً من أهالي گلچه يعتنقون المذهب الإسماعيلي (آكينر، 379؛ دوپري، ن.ص).
أو پارسيبان، وهم من الأقوام الإيرانية الناطقة بالفارسية الذين يسكنون قرب حدود إيران في هراة وقندهار وغزنة ومدن أخرى في جنوب وغرب أفغانستان. تصور البعض أن الفارسيوانيين هم من قوم التاجيك وسموهم تاجيكاً. والفارسيوانيون شيعة إمامية ويبلغ عددهم حوالي 600 ألف نسمة (م.ن، 59؛ إيرانيكا، I / 497؛ أسعدي، 1 / 69).
وهم قوم إيراني آخر يسكنون بشكل رئيس في جنوب وشمالي غرب أفغانستان وفي ولاية هلمند (هيرمند) (دوپري، 62؛ إيرانيكا، I / 499؛ أيضاً ظ: أريوال، 218؛ يزداني، 1 / 136). ويتحدث البلوش باللغة البلوشية التي هي فرع من فصيلة اللغات الإيرانية الشمالية الغربية («الأقوام»، 92؛ آكينر، 361). وتعدّ لغتهم عاملاً مصيرياً في تحديد وفصل الهوية القومية للبلوش عن غيرهم (أريوال، 223). وبلوش أفغانستان هم بشكل أكبر من مجموعة البلوش الرخشانية. والطوائف الرئيسة لهم هي: سَنْجَراني، نَهوري، يَمَرْزايي، سومَرْزايي، گومْشَه زايي، سَربَندي، ميانْگُل، هَروت وسالارْزايي. وتغادر مجموعة من البلوش الرحل سجستان إلى هراة صيفاً وتعود إلى سجستان شتاء. كما أن فريقاً من البلوش الصيادين يعيش في غدران سجستان (دوپري، أيضاً إيرانيكا، ن.صص). والبلوش سنة حنفية، وذكر عددهم بين 000,150 (يزداني، ن.ص) و 000,200 (آكينر، 363؛ أيضاً إيرانيكا، ن.ص) و000 ,238 نسمة («الأقوام»، 91).
وهم أكبر تجمع قومي ناطق بالتركية في أفغانستان. ويحتمل أن يكون الأوزبك الأوائل من أفراد الجيش المغولي التركي، المعروف بالمخيم الذهبي الذي كان يسيطر على روسيا وسيبيـري الغربية منذ القرن 13حتى15م. وقد اكتسب هذا القـوم ــ استناداً إلى آراء تقليدية ــ اسمه من اسم أوزبك خان (حك 712-742ه / 1312-1342م)، زعيم المخيم الذهبي (ن.م، 834؛ آكينر، 267). وبسقوط المخيم الذهبي في القرن 15م، تحرك الأوزبك الرحل نحو الجنوب واستقروا أواسط هذا القرن في القعر الأسفل لنهري سيحون وجيحون. وبعد قرون وفي فترة الثورة والحرب الأهلية في روسيا (1917-1923م)، هاجر 28 رهطاً من مختلف القبائل الأوزبكية الذين كان يزيد عددهم على 500 ألف نسمة إلى أفغانستان الشمالية («الأقوام»، ن.ص). وفي أواخر القرن 19م، ورد الحديث عن إقامة مجموعة من الأوزبك (ما يقرب من 500,2 أسرة) من مهاجري سمرقند وفرغانة في أطراف كابل (ظ: ن.ص). واليوم، فإن أكبر قسم من الأوزبك يعيشون غالباً شبه رحل ويعملون في تربية الماشية والزراعة («الأقوام»، 839). ذكر عدد الأوزبك بين 820 ألف (كليفورد، 59) ومليون نسمة (دوپري، 61)، حيث قُدّر أنهم يشكلون 5٪ من مجموع سكان أفغانستان (أسعدي، 1 / 69). يتحدث الأوزبك باللغة الأوزبكية. واستناداً إلى التقسيم الأساسي، فإن هذه اللغة من الفصيلة التركية الشرقية، واستناداً إلى تقسيم باسكاكوف، فهي تعدّ من اللغات التركية الخاصة بفصيلة اللغات القارلقية وتمثل ما يندرج تحت فصيلة اللغات القارلقية ـ الخوارزمية (آكينر، 280). وتحتوي اللغة الأوزبكية على عدد كبير من اللهجات واللُّهَيجات التي يمكن تقسيمها إلى لهجتين: مجموعة اللهجات ذات النسق الصوتي الخاص باللغة التركية، والمجموعة الأخرى اللهجات المتحولة إلى الإيرانية مما تفتقر إلى النسق الصوتي («الأقوام»، 833؛ أيضاً ظ: آكينر، 281). يعيش الأوزبك في أفغانستان الشمالية مع التاجيك ومجاميع قومية أخرى وقد امتزجوا ببعضهم بشدة، بحيث يصعب التمييز بينهم من حيث الشكل الظاهري والأزياء. وقد ترك هذا الامتزاج أثره أيضاً حتى على مجموعة مصطلحات القرابة في ثقافة هاتين المجموعتين القوميتين (الأوزبك والتاجيك). والمصطلحات الرئيسة الشائعة في مجال العلاقات الزوجية في المناطق الشرقية والجنوبية هي في العادة مصطلحات فارسية تاجيكية ومن ثقافة المجموعة التاجيكية المهيمنة؛ وفي مناطق الغرب والشمال، تسود مصطلحات تركية أوزبكية من ثقافة المجموعة الأوزبكية المهيمنة. كما أن الزواج بين القوميات يعيّن هوية المجموعة القومية المهيمنة في كل منطقة. فمثلاً في المنطقة التي كان للأوزبك فيها سلطة ونفوذ، كان الرجال الأوزبك يتزوجون من النساء التاجيك، وفي المناطق التي كان التاجيك مهيمنين فيها، يتزوج الرجال التاجيك من النساء الأوزبك. ومنذ الحرب العالمية الثانية، اندثر هذا النمط من الزواج، إلا أن له نسقاً وحركة بطيئة في المجتمعات الريفية («الأقوام»، 840؛ أيضاً ظ: دوپري، 187). والتركيب الاجتماعي للمجتمع الأوزبكي مصنف وقائم على سلسلـة من الرتب. فالزعمـاء الأوزبك ــ البيكات والبويريـون ــ لهم سلطة مهيمنة بشكل أكبر في المجتمع الأوزبكي. وهذا الأمر هو انعكاس ونتيجة لنظام الترحال السابق لقوم الأوزبك. وفضلاً عن ذلك، فإن الأوزبك مايزالون يسمون أنفسهم بالأسماء القبلية القديمة من عصر المخيم الذهبي، مثل هَرَكي ولَكه وكَمَكي ومَنگيت وغيرهم («الأقوام»، ن.ص؛ إيرانيكا، I / 498؛ لمزيد من المعلومات حول الأوزبك في أفغانستان وبلدان آسيا الوسطى، ظ: «الأقوام»، 833-843).
وهذا القوم هو أحد الأقوام الناطقة بالتركية في أفغانستان. فقد هاجرت منذ القرن 17م قبائل من التركمان إلى بلاد أفغانستان وواصلت هجرتها حتى أوائل القرن 18م (لوگاشوا، 19). وتحدث أمين الله گلي (ص 208-209) عن تواجد بعض القبائل التركمانية في شمال أفغانستان خلال القرن 10ه / 16م، أي قبل حوالي قرن من الترحال الذي أنبأ عنه لوگاشوا. ولغة التركمان تنتمي إلى فصيلة اللغات التركية الجنوبية الغربية، أو الغز، ولها قرابة شديدة بالتركية الآذربايجانية والتركية الحديثة، وقد امتزجت بكثير من المفردات الفارسية والعربية («الأقوام»، 805؛ آكينر، 322-323). وتضم اللغة التركمانية عدداً من اللهجات تنقسم إلى فصيلتين رئيستين وعدة مجاميع فرعية، وتنتشر في أوساط القبائل والطوائف المختلفة (ن.ص). ويعيش في بلاد أفغانستان الشمالية ما بين 380 ألف («الأقوام»، 804) إلى 400 ألف (آكينر، 327؛ أيضاً إيرانيكا، ن.ص) من التركمان بشكل شبه رحّل. وتعيش هذه المجموعة بشكل أساسي على الزراعة وتربية الماشية. وإن أحد مصادر الدخل لدى التركمان هو نسج السجاد وبيعه في الأسواق. ويتم تصدير السجاد التركماني الذي يحمل بطاقة «قالي أفغاني» («الأقوام»، 807). وقد جاءت المجموعات التركمانية بالغنم من نوع «قره گل» وصناعة السجاد إلى أفغانستان في عشرينيات القرن العشرين بعد انهيار مقاومة الباسماچيين أمام البلاشفة (دوپري، 61). وأكبر المجاميع التركمانية فـي مؤسستها القومية ـ القبلية هي: تِكّه، يمود (أو يموت)، تَريق ولَكَه إي في منطقة هراة؛ تكه وإرساري في آقچة؛ سارُق (أو ساريق) وچَكره في أَندخوي؛ سالور في ميمنة وفي مَروچَك؛ إرساري وماوري في دولت آباد (ن.ص؛ يزداني، 1 / 140). وإن إرساري هي أهم مجموعة تركمانية مهاجرة في أفغانستان. وقد قُدر عدد أفرادها في المنطقة الواقعة بين أندخوي وبالامرغاب بحوالي 000,200 نسمة (EI2,I / 224). ويتحدث فامبري في القرن 19م عن سكان مدينة أندخوي البالغ عددهم 15 ألف نسمة، فيقول: كان أغلبهم من قبيلة آل علي التركمانية، وقد اختلطوا بالأوزبك والتاجيك وكانوا يعيشون في ما يقرب من 000,2 منزل و 000 ,8 خيمة (ص 314). ويعدّ أبناء القبائل والطوائف التركمانية المختلفة أنفسهم مجموعة قومية مستقلة. وخلافاً للتغير الكبير في الحياة الاقتصادية والسياسية للتركمان، فقد ظهر تغير طفيف في الأسلوب التقليدي لحياتهم الأسرية والمعنوية والدينية. ويمكن ملاحظة شواهد بقاء التقاليد والآداب في الأسرة والمذهب والعادات اليومية لتركمان أفغانستان وإيران. ويسعى أغلب التركمان اليوم إلى المحافظة على هويتهم القومية وتقاليدهم وسلوكهم المذهبي (الحنفي) وكثير من أوجه حياتهم الأسرية التقليدية («الأقوام»، 807-808).
وهم مجموعة قومية يبلغ عددهم حوالي 10 آلاف نسمة (ن.م، 528)، ويحتمل أن يكونوا من قبائل ذات منشأ تركي ومغولي ومن سلالة عساكر جنكيز خان (دوپري، 60)، احتلوا بلاداً تمتد من غزنة إلى هراة، ومن شمال باميان إلى أواسط هلمند في المرتفعات الوسطى وتقدموا حتى إلى داخل الأراضي الإيرانية (EI2، ن.ص). وقد فقدت هذه المجموعة القومية هويتها المغولية قبل جيل، أو جيلين، ومرّ زمن طويل تخلوا فيه عن التحدث باللغة المغولية («الأقوام»، ن.ص). واستناداً إلى رأي، فإن ضياع الهوية القومية للمجاميع المغولية وتغير لغتهم بدأ منذ القرن 19م (دوپري، 74). وتتكلم الطوائف المغولية الساكنة في الغور وهراة اليوم باللغة الفارسية الدرية، بينما تتكلم الطوائف المغولية الأخرى في المناطق الجنوبية من أفغانستان بلغة الپشتو («الأقوام»، 529). وعلى الرغم من أن أغلب المغول يعرّفون أنفسهم بالاسم المغولي لقبائلهم، لكنهم في البيوت يتحدثون مع بعضهم بالفارسية، ولايتذكر أحد لغة الأجداد المغولية القديمة، سوى الطاعنين في السن (دوپري، ن.ص). وقد كان لأجداد هذا القوم فيما مضى دور كبير في تاريخ بلاد أفغانستان وكانوا يأخذون على عاتقهم الزعامة العسكرية والسياسيـة لاتحاد الأقوام المعروفـة بـ «نيكو دري»، أو «القـرة وونيين» في القرن 13م («الأقوام»، 528). وإلى ما قبل بداية القرن 20م كان المغول يعيشون في المناطق الجبلية من غرب أفغانستان الوسطى (الغور)، ثم هاجروا إلى مناطق أخرى في هذه البلاد. وكان مغول الغور قد نظموا أنفسهم في طائفتين: بورقوتي وأرغونـي. وكانت بورقوتي تقسم إلـى مجموعتين: كلان زايـي (= الطائفة الكبيرة)، وخرده زايي (= الطائفة الصغيرة)، بينما كانت أرغوني تقسم إلى مجموعتين: مرده وخداي داد. وكان لمجموعتي أرغوني مكانة أقل من مجموعتي بورقوتي (ن.م، 529-530).
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode