الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أفغانستان /

فهرس الموضوعات

أفغانستان

عباس سعیدی,علی بلوکباشی,بخش تاریخ,نجیب مایل هروی

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/10 ۱۰:۳۴:۴۶ تاریخ تألیف المقالة

وفي جبهة خوست، تقدم الجنرال محمد نادر خان بمساعدة قوات القبائل حتى معسكر تل، فحاصره، لكنه تراجع إثر هجوم قوات الدعم البريطانية. وفي جبهة قندهار أيضاً واصل البريطانيون تقدمهم؛ فارتدى الصدر الأعظم، عبد القدوس خان اعتماد الدولة الذي كان قائد هذه الجبهة، الكفن ودعا الناس إلى الجهاد. وقبل إعلان الجهاد في قندهار بقليل اشتعلت وبتحريض من البريطانيين نار فتنة بين أتباع المذاهب الإسلامية سرعان ما أطفئت بسبب يقظة الناس (م.ن، 1(2) / 504-505). وعلى الرغم من أن البريطانيين كانوا قد استولوا على المعسكرات الحدودية للأفغان في جلال آباد وقندهار، لكن حروب العصابات ضد البريطانيين تواصلت، وكانت القبائل وبشكل خاص في المناطق الحدودية مستعدة لهجمات أوسع. لذا طلبت الحكومة البريطانية إنهاء النزاع وأعلنت الهدنة. وإثر ذلك اعترفت الحكومة البريطانية باستقلال أفغانستان بتوقيعها معاهدة راولپندي في 11 من ذي القعدة 1337ه‍ / 8 آب 1919م. وقد أصبح محمود طرزي وزيراً للخارجية، وسعت أفغانستان إلى إقامة علاقات مع بقية البلدان، واعترفت الدول الأوروبية وروسيا وأميركا الواحدة تلو الأخرى بالحكومة الجديدة. 
وفي الأول من شهر تير 1300ش / 22 حزيران 1921م وُقعت معاهدة صداقة بين إيران وأفغانستان. وكان مجد الملك قد عيّن سفيراً لإيران بكابل في آبان 1299ش؛ كما وُقعت «معاهدة ودادية وتأمينية» بين البلدين في 6 آذر 1306ش / 27 تشرين الثاني 1927م بين وكيل وزير خارجية أفغانستان والسيد مهدي فرخ سفير إيران في كابل (غبار، 787- 788). وقد أرسل فرخ إلى شاه إيران تقريراً وافياً عن رجال الدولة الأفغان. وقد طبعت هذه المجموعة في طهران تحت عنوان كرسي نشينان كابل. وهكذا أقامت أفغانستان علاقات سياسية مع مختلف بلدان العالم وفتحت أبواب البلاد لاستقبال العلم والثقافة الحديثين. وقد أسست بمعونة الحكومة الفرنسية مدارس جديدة، وبدأت عمليات التنقيب عن الآثار. ودخل كابل خبراء ألمان وإيطاليون وأتراك في مجالات الهندسة والزراعة والشؤون العسكرية، وأسست بمساعدة الألمان في كابل مدرسة «أماني» و أرسل طلبة الجامعة الأفغان خارج البلاد للدراسة. 
صودق على أول دستور لأفغانستان يتضمن 73 مادة، في مجلس أركان الدولة وزعماء القبائل، أو «لويه جرگه»، وذلك في 20 فروردين 1302ش. وقد وضعت عدة أنظمة بشأن الجنسية وجوازات السفر وبيع ممتلكات الدولة والأمور المالية والعقوبات العامة والتقسيمات الإدارية والمطبوعات والبريد والميزانية العامة والخدمة العسكرية وتم تطبيقها. وأدخلت إصلاحات على الأمور المالية والإدارية، وعُبّدت الطرق، وتم شراء مكائن صناعية من بلدان مختلفة وبشكل خاص من ألمانيا، وتوسعة التجارة بسرعة أكبر. وفي مجال المطبوعات، حلت صحيفة أمان أفغان محل سراج الأخبار، كما صدرت صحف في بقية المحافظات منها: اتفاق إسلام في هراة، طلوع أفغان في قندهار، ستارة أفغان في جبل السراج، بيدار في مزار شريف واتحاد مشرقي في جلال آباد. كما صدرت بكابل في 1306ش أول صحيفة غير حكومية بعنوان أنيس. ومع ظهور الصحف وانتشارها اتسع نطاق الشعر والأدب أيضاً. 
وفي مضمار السياسة الداخلية، انتهج الشاه أسلوباً ودياً مع المستنيرين وأطلق سراح المطالبين بالدستورية من سجون أبيه وأشركهم في شؤون الحكومة. وقد أدى هذا الأسلوب إلى أن تمارس المنظمات السياسية السرية نشاطها بشكل حر وعلني (م.ن، 797). وكانت إصلاحات وقوانين الدولة الجديدة تتعارض ومصالح وأنانيات بعض طبقات المجتمع وبشكل خاص زعماء القبائل، فاندلعت الثورات بتحريض ودعم من بعض الزعماء الدينيين وكان من أشهرها ثورة قبائل مَنگَل، فعقد مجلس لويه جرگه في پغمان وعدلت بعض مواد الدستور وأصبحت قائمة على الفقه الحنفي، وأخمدت نيران الفتنة موقتاً. وفي خضم هذه الحوادث أقيل بعض رجال الحكومة من وظائفهم، أو عينوا في مناصب أخرى، ومن ذلك أصبح وزير الحرب، الجنرال محمد نادر خان وزيراً مفوضاً لأفغانستان في باريس، لكنه وقف مع إخوته في صفوف المعارضين للحكومة (فرهنگ، 1(2) / 525-527). 
في أواخر 1346ه‍ / 1927م أعلن الأمير أمان الله نفسه ملكاً، ثم انطلق مستصحباً معه الأميرة ثريا وعدد من رجال الحكومة في رحلة دامت 7 أشهر زار خلالها عدداً من الدول الأجنبية. وقد قوبلوا بحفاوة بالغة في الهند ومصر وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وبولونيا وبريطانيا وروسيا وتركيا وإيران، حيث اطلع بشكل أكبر على الحضارة والعلوم الحديثة، وأجرى مباحثات مع البلدان المتطورة في شتى المجالات وبشكل خاص في مجال التعاون الاقتصادي. وقد أبدت فرنسا وألمانيا استعدادهما لتقديم منح دراسية للطلبة الأفغان، وقدمت ألمانيا اعتماداً من غير فوائد بحوالي خمسة ملايين مارك، أرسلت من محل ذلك الاعتماد، طائرات ومكائن صناعية إلى أفغانستان. كما أجريت مع بريطانيا محادثات بشأن القضايا الحدودية. وفي تركيا قام أتاتورك بحثّ الملك على تجنب التسرع (في الإصلاحات) وعلى تقوية الجيش. وقد أدت هذه الرحلة من جهة إلى معرفة العالم بدولة أفغانستان المستقلة حديثاً، ومن جهة أخرى إلى التقليد غير المدروس والمتسرع لثقافة الغرب في أفغانستان، وهو ما جعل الملك يواجه مصاعب أدت في نهاية المطاف إلى سقوطه (م.ن، 1(2) / 528-530؛ غبار، 811-812). 
عقب عودته إلى الوطن وتجاهله معارضة أشخاص مثل محمود طرزي، أقدم أمان الله على اتخاذ خطوات مثل منع الحجاب وإرغام الناس على التزيي بالقبعات والأزياء الأوروبية وإرسال الفتيات إلى الخارج لغرض الدراسة وتغيير عطلة يوم الجمعة ومنع تعدد الزوجات وغير ذلك مما كان يتعارض بأجمعه مع المعتقدات الدينية وتقاليد الناس (فرهنگ، 1(2) / 530-534؛ غبار، 812). وإثر ذلك حدثت ثورة محدودة النطاق في منطقة شينوار (آبان 1307 / تشرين الثاني 1928) انتهت بثورة شاملة. فعُدّ الملك كافراً وغير جدير بالحكم. وسقطت المعسكرات الحكومية في العاصمة والمحافظات الواحدة تلو الأخرى. وأخيراً بدأت القوات الثائرة بزعامة أحد تاجيك منطقة كَلَكان التابعة لكوهدامن في شمالي كابل، الهجومَ النهائي على كابل ليلة 24 دي 1307ش / 14 كانون الثاني 1929م. فأسند الملك الحكم لشقيقه، عنايت الله وذهب هو إلى قندهار. وبدوره غادر عنايت الله خان كابل أخيراً مع أسرته بعد 3 أيام من الحكم (فرهنگ، 1(2) / 535-540). ومن جهة أخرى استولى حبيب الله، المعروف بـ «بچه سقّا» (ابن السقّاء) على مقر الحكم وجلس على العرش. فحاول أمان الله العودة إلى كابل مرة أخرى بمساعدة قبائل الپشتون، لكن منافسة وخصام القبائل الغلزائية والدرانية حالت دون ذلك. 
وحبيب الله الذي لقب نفسه بـ «خادم دين رسول الله» كان ابن عبد الرحمان السقّاء، أعلن بطلان الإصلاحات التي كان قد قام بها أمان الله، وألغى القوانين المصادق عليها وبشكل خاص الدستور، ووصف الضرائب والرسوم بأنها غير شرعية وألغاها (م.ن، 1(2) / 575-577). 
وفي بادئ الأمر رحب أغلب الناس بحبيب الله على أمل إدارة البلاد بشكل أفضل وأكثر إسلامية، لكن سياسة العنف التي انتهجها وتدهور الوضع الاقتصادي وانعدام الأمن في البلاد أدى إلى اضطراب الأوضاع تدريجياً. وفي تلك الفترة، بادر الجنرال محمد نادرخان، وزير الحرب السابق الذي كان قد استقال من منصبه وزيراً مفوضاً في فرنسا وكان يعيش في مدينة نيس، إلى التوجه نحو كابل بمساعدة إخوانه بعد محادثات مع البريطانيين في الهند على ما يبدو، فوصلها أخيراً في 21 مهر 1308ش / 13 تشرين الأول 1929م بمساعدة القبائل وبشكل خاص قبيلتي جاجي ووزيري واستولى عليها. وبرغم أن حبيب الله وأنصاره وُعدوا بالعفو شريطة تسليم أنفسهم، لكنهم أعدموا جميعاً. وقد عُدّ الأميرحبيب الله رجلاً قروياً شجاعاً ذا ثقة بنفسه وورعاً (م.ن، 1(2) / 576، 586، 588، 590-591، 595-596). 
وفي 23مهر 1308 أعلن محمد نادر خان في قصر «سلام خانه» بكابل بحضور الأعيان وزعماء القبائل وجوب اجتماع لويه جرگه (المجلس الكبير) لانتخاب ملك جديد، لكن زعماء القبائل لم يروا ضرورة لعقد لويه جرگه، فخضعوا لحكمه ملكاً. ولما تسلم مقاليد السلطة، ألغى إصلاحات ونُظُم عهد أمان الله، وأسند المحاكم مرة أخرى إلى علماء الدين، وفرض على النساء الالتزام بالحجاب. وعلى عهده أسس جيش منظم. وبتأسيسه كلية طبية وضعـت النواة الأولى لأول جامعة في البلاد. وفي مهر 1309 / أيلول 1930 شُكل مجلس لويه جرگه الذي اختـار ــ فضلاً عن دعمه لحكم محمد نادر خان ــ 150 شخصاً من أعضاء لويه جرگه باسم المجلس الوطني بغية المصادقة على الدستور. وكان الدستور الجديد الذي دون ــ كمـا يقول فرهنـگ، 1(2) / 606) ــ بالاستعانة بدساتير إيران وتركيا والقانون السابق، يعترف بنظام الحكم الدستوري في البلاد ظاهرياً، لكنه في الحقيقة كان يقسم السلطة بين الملك وعلماء الدين. وعقب ذلك تم تأسيس مجلس الأعيان المؤلف من 27 نائباً مختاراً من قبل الملك. 
كان محمد نادر شاه يولي أهمية فائقة للصحافة. فقد أسس صحيفة إصلاح في 1308ش / 1929م قبل وصوله إلى كابل، وجعل صحيفة أنيس حكومية، ودعم بقية الإصدارات الحكومية. كما أن الجمعية الأدبية في كابل أسست في تلك الفترة، وكانت تصدر مجلة كابل الشهرية أيضاً. وبدورها شرعت سالنامۀ أفغانستان بالصدور بدءاً من 1311ش. وقد عبدت الطرق القديمة وشقت طرق جديدة. وأسس أول مصرف في البلاد في 1310ش / 1931م (م.ن، 1(2) / 601-602، 604-606، 619-621). 
وفي عصر محمد نادر شاه أيضاً حدثت ثورات وحركات تمرد في مواضع مختلفة من البلاد، تم القضاء عليها جميعاً؛ ويمكن أن نذكر من بينها ثورة كوهدا‌من التي لما عجز الجيش عن القضاء عليها قدمت القبائل الجنوبية إلى كابل وأخمدت التمرد. وأخيراً قتل محمد نادر شاه في 17 آبان 1312ش / 8 تشرين الثاني 1933م برصاصة من أحد التلامذة خلال مراسم توزيع الشهادات المدرسية (م.ن، 1(2) / 607، 615-617، 619-623). 
ومن بعده، حل محمد ظاهر الذي لم ‌يكن يتجاوز التاسعة عشرة من عمره محل أبيه بوساطة عمه، شاه محمود خان وزير الحرب، وواصل عمه الآخر، محمد هاشم خان الصدارة. وفي الفترة الأولى من حكم محمد ظاهر شاه كانت مقاليد السلطة بأسرها بيد عمه الذي كان يقمع المعارضين بقسوة (غريغوريان، 339؛ فرهنگ، 1(2) / 630-634). وقد تم تعزيز جهاز «ضبط أحوالات» (جهاز الأمن) وغصت السجون بجميع الفئات وبشكل خاص المثقفين. وفي المجال الاقتصادي حققت البلاد تطوراً نسبياً، لكن لم يظهر في مجال التربية والتعليم تطور ملحوظ. وانتهجت الحكومة سياسة فاشلة بتعميم لغة الپشتو وإلغاء اللغة الفارسية الدرية، ونشر الروح القومية الآرية. وفي العلاقات الدولية، أصبحت أفغانستان عضواً في عصبة الأمم في ‍1313ش / 1934وفي 1316ش / 1937م تم إبرام معاهدة سعد آباد بين إيران وأفغانستان وتركيا والعراق. ووقفت البلاد على الحياد في الحرب العالمية الثانية، لكن علاقاتها ببريطانيا اتجهت نحو البرود. 
اعتزل محمد هاشم خان الصدارة بعد 17 سنة وذلك في 1365ه‍ / 1946م وحل محله شاه محمود خان ليصبح صدراً أعظم. وبمجيئه ظهرت تحولات إيجابية في إدارة البلاد، حيث أطلق سراح السجناء السياسيين، وأصبح تنصيب رؤساء البلديات يتم عن طريق الانتخاب وحظيت اللغة الفارسية بالاهتمام مرة أخرى. وبالمصادقة على قانون المطبوعات في 1329ش / 1950م ظهرت إلى الوجود مطبوعات وصحف حرة. كما نشطت الجمعيات السياسية. وفي السياسة الخارجية، أدت قضية پشتونستان إلى نزاعات ذات تبعات بين أفغانستان ودولة باكستان الفتية. وبدأ مشروع هيرمند الشامل للإرواء بمساعدة أميركا. وكانت العلاقات مع الاتحاد السوفياتي كسابق عهدها رسمية طبيعية، ومع الهند ودية. وفي أواخر صدارة شاه محمود شنّجت النزاعات والصراعات بين النواب الإصلاحيين والمحافظين الأجواء في البلاد. فزُجّ بالعالم الشيعي السيد إسماعيل البلخي ومجموعة أخرى في السجن بتهمة التآمر لإسقاط الحكومة. كما حجبت الصحف الحرة عن الصدور الواحدة تلو الأخرى. وأخيراً استقال الشاه محمود في 1372ه‍ / 1953م وتسلم الصدارة محمد داود، ابن عم الشاه. 
وبغية الحصول على مساعدات عسكرية، اتجه محمد داود في البدء إلى أميركا، لكن وبإعلان المساعدة العسكرية الأميركية لباكستان، اقتصرت المساعدة لأفغانستان على المساعدات الفنية والمالية لمشروع هيرمند. وبدلاً من ذلك منحت روسيا قرضاً يبلغ 5 / 3 مليون دولار لإنشاء مخازن الغلة، كما أخذت على عاتقها تعبيد الطرق في كابل وشيئاً فشيئاً تغلغلت بشكل كامل في شؤون أفغانستان. وفي 1334ش / 1955م شارك محمد نعيم، شقيق محمد داود في مؤتمر باندونغ الذي كان فاتحة حركة دول عدم الانحياز. أصبحت العلاقات مع باكستان أكثر برودة وقضية پشتونستان أكثر سخونة. وفي مهر 1335ش / أيلول 1956م تم تطبيق أول خطة خمسية في البلاد. وفي 1336ش / 1957م سُجن وزير المالية وعدد من المستنيرين. وفي مراسم احتفالات الاستقلال في 1338ش / 1959م ظهرت ملكة أفغانستان مع زوجتي الصدر الأعظم ووزير الخارجية سافرات. وكانت هذه بداية عملية السفور في تلك البلاد، انتهت بثورة شاملة في قندهار. وفي تلك الفترة كان العالم الخارجي يولي أفغانستان اهتماماً أكبر ووضع تحت تصرفها مساعدات اقتصادية ضخمة، لكن محمد داود واجه اعتراضات داخل الأسرة الحاكمة. ومع توتر العلاقات مع باكستان وظهور نزاعات حدودية، ازدادت تلك الاعتراضات، ذلك أنهم كانوا يرون أن استمرار هذا الوضع عامل لعزلة البلاد على صعيد السياسة الخارجية. وبشكل خاص عندما أخفقت جهود شاه إيران محمد رضا پهلوي في التوسط بين باكستان وأفغانستان، فأصبح محمد داود وأخوه، محمد نعيم في عزلة، فاستقال محمد داود، وقـام محمد يوسـف ــ الذي لـم ‌يكـن ينتمي للعائلـة الملكيـة ــ بتشكيل مجلس الحكومة في إسفند 1341ش. 
ومن الحوادث المهمة في بداية حكومة محمد يوسف إعادة العلاقات مع باكستان بوساطة من إيران. وفي 9 مهر 1343 / أول تشرين الأول 1964 تم تطبيق الدستور الجديد الذي وصفه فرهنگ (1(2) / 713-716، 719) بأنه خطوة مهمة نحو الديمقراطية. لكن ظهور جماعات معارضة من اليمين واليسار جعلت الحكومة تواجه مصاعب في الانتخابات التالية. وفي المظاهرات التي اندلعت تزامناً مع عملية طلب طرح الثقة بالمجلس، قُتل عدة أشخاص واستقال محمد يوسف في 7 آبان 1344ش / 29 تشرين الأول 1965م، ومن بعده كلف محمد هاشم ميوندوال، وزير المطبوعات السابق بتشكيل الحكومة. 
بعد توليه الصدارة لم يستطع ميوندوال الوفاء بالوعود التي كان قد قطعها خلال عملية طرح الثقة بالحكومة واتهمت حكومته بالتعاون مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية، ومن جهة أخرى، فإنها تقربت إلى العناصر اليسارية. وبالنتيجة، فَقدَ دعم العائلة الملكية وكذلك النواب اليمينيين واضطر إلى الاستقالة (1387ه‍ / 1967م). فقام محمد ظاهر شاه بتكليف نور أحمد اعتمادي بتشكيل الحكومة وكان اعتمادي كما يقول فرهنگ (1(2) / 744، 752-754، 756-757) مرناً مع التيارات اليسارية وقاسياً مع بقية التيارات ومنها الإسلامية، حتى إنه أخرج رجال الدين الذين كانوا قد اعتصموا في مسجد پل خشتي بالقوة العسكرية ونفاهم إلى أطراف البلد. وقد بدأت الحركات الإسلامية في أفغانستان نشاطها منذ هذه الفترة. 
في 1350ش / 1971م وبعد فترتين صداريتين، استقال ميوندوال وتولى عبد الظاهر الصدارة. وفي عهد صدارة عبد الظاهر أصاب البلاد مجاعة وجفاف، فاستقال هو الآخر في نهاية هذه السنة، فكُلف محمد موسى شفيق بتشكيل الحكومة. وفي فترة حكومته تم توقيع اتفاقية جديدة مع الحكومة الإيرانية حول مياه هيرمند قوبلت بمعارضة شديدة من التيارات المؤيدة لداود وكذلك التيارات الماركسية (م.ن، 1(2) / 762، 765-770). 
أخيراً وفي 26 تير 1352ش / 17‌ تموز 1973م وعندما كان محمد ظاهر شاه في رحلة إلى أوروبا، قام محمد داود بدعم من العسكريين المرتبطين بحزب «پرچم» (العَلَم) بانقلاب ووضع نهاية للنظام الملكي وأسس نظاماً جمهورياً. وقد بدأ محمد داود أول رئيس لجمهورية أفغانستان حكمه بتشكيل حكومة كان نصف أعضائها من حزب پرچم اليساري والنصف الآخر من أنصاره هو، حيث أعدم فريقاً من رجال الحكومة السابقة وألقى بفريق آخر في السجن، وألغى الدستور وأقدم على تطبيق قانون الإصلاح الزراعي وقانون الضرائب الحديث، كما أمّم المصارف والمؤسسات الاقتصادية، وقام بتدوين قانون العقوبات والقانون المدني. وقد تمت المصادقة على الدستور الجديد في لويه جرگه سنة 1355ش. كما تم تغيير شعار العَلَم، فحلت صورة العُقاب محل المحراب والمنبر في العَلَم والأوامر والكتب الرسمية. وبادرت الحكومة إلى اعتقال زعماء الحركات الإسلامية ممن كانوا يعارضون سياساتها ويفكرون بالثورة، لكن أغلبهم هرب إلى باكستان ولقي الترحاب (م.ن،2 / 10، 20-24، أيضاً 1(2) / 682-685). 
وفي مجال العلاقات الخارجية، قام محمد داود وشقيقه، محمد نعيم الذي كان أقرب المستشارين إليه في الشؤون الخارجية، بسلسلة من الرحلات إلى إيران والهند والدول العربية والاتحاد السوفياتي. فقد وصل محمد داود إلى طهران في فروردين 1354 / نيسان 1975 وتباحث مع محمد رضا پهلوي. وأعطت إيران لأفغانستان وعداً بتقديم اعتماد قيمته مليارا دولار. وفي 1355ش / 1976م ذهب ذو الفقار علي بوتو رئيس جمهورية باكستان إلى كابل وأجرى محادثات ودية مع حكومة أفغانستان. وفي 1356ش / 1977م وبعد المصادقة على الدستور، سافر محمد داود إلى الاتحاد السوفياتي مرة أخرى، لكن محادثاته مع ليونيد بريجنيف لم تحقق شيئاً، فعاد إلى كابل. وخلال ذلك وعندما كان محمد داود ينوي إخراج اليساريين من الحكومة، تحالف تيارا خلق وپرچم ــ اللذان كانا كلاهما من أنصار الاتحاد السوفياتي ــ وشكلا حزب خلق الديمقراطي، وبينما كان زعماء الحزب ــ نور محمد تره‌كي وببرك كارمل وحفيظ الله أمين ــ في السجن، قَتل أنصارُهم في 7 أرديبهشت 1357ش / 27 نيسان 1978م وفي انقلاب دموي، محمد داود وجميع أقاربه الذين كانوا معه في القصر الحكومي (م.ن، 2 / 35-39، 43-46). 
ومن بعده تولت مقاليد السلطة، حكومة جديدة باسم جمهورية أفغانستان الديمقراطية برئاسة نور محمد تره‌كي من حزب خلق؛ لكن الاضطرابات والقلاقل لم تخمد حتى احتلت القوات الروسية كابل في شهر دي 1358 / كانون الأول 1979. وهذا الأمـر ــ فضلاً عن أنه أدى إلى إدانة المنظمات الدولية والعالم الحر للاتحاد السوفياتي ــ كان مدعاة لظهور حركات تحرير ومقاومة للقوات الروسية والقوات الحكومية المؤيدة لها. وقد استمرت هذه الحرب 9 سنوات إلى أن غادرت القوات الروسية أفغانستان بموجب اتفاقية جنيف في شهر بهمن 1367 / شباط 1989 (بريغو، 179-189؛ علي آبادي، 177-179). لكن لم يتحقق اتفاق بين القوات الوطنية والدينية الأفغانية لتأسيس دولة يقبلها الجميع، فابتليت أفغانستان مرة أخرى بحروب استنزاف داخلية. 
وفضلاً عما ورد في المصادر المذكورة في آخر هذه المقالة، نورد فيما يلي أهم المصادر في تاريخ أفغانستان للمراجعة: 
أفشار يزدي، محمود، أفغان نامه،طهران، 1359-1361ش؛ أورما، بيرندو،«شركت هند شرقي وأفغانستان»، تج‍ : فقير محمد خيرخواه، آريانا، كابل، 1351ش، س 30، عد 4-6؛ پيـرس، إدوارد، عـروج بارگزايـي، تج‍ : عبد الرحمان پژواك ومحمد عثمان صدقي، كابل، 1333ش؛ بينوا، عبدالرؤوف، هوتكيهـا، كابـل، 1335ش؛ تذكـرة الملـوك، تج‍ : وتق‍ : ف. مينـورسكـي، لنـدن، 1943م؛ حبيبي، عبد الحي، جنبش مشروطيت در أفغانستان، كابل، 1372ش؛ خسروشاهي، هادي، نهضتهاي إسلامي أفغانستان، طهران، 1370ش؛ دولت آبادي، بصير أحمد، شناسنامۀ أفغانستان، قم، 1371ش؛ سهايي، عبدالحميد، «تشكيلات دربار أحمد شاه بابا به اصطلاحات إمروز»، عرفان، كابل، 1350ش، عد 9-12؛ شهشهاني، حسين، «فرمان تاريخي أحمد شاه درّاني»، فرهنگ إيران زمين، طهران، 1337ش، ج 6؛ فرخ، مهدي، تاريخ سياسي أفغانستان، طهران، 1314ش؛ كهزاد، أحمد علي، بالاحصار كابل وپيش آمدهاي تاريخي، كابل، 1336ش؛ وأيضاً: 

Duprée, L., Afghanistan, New Jersey, 1975; Ghani, A., A Brief Political History of Afghanistan, Lahore, 1988. 

المصادر

 أبو الحسن گلستانه، مجمل التواريخ، تق‍ : محمد تقي مدرس رضوي، طهران، 1344ش؛ الإسترابادي، محمد مهدي، جهانگشاي نـادري، تق‍ : عبدالله أنوار، طهران، 1341ش؛ اعتماد‌ السلطنة، محمد حسن، روزنامۀ خاطرات، تق‍ : إيرج أفشار،‌ طهران، 1345ش؛ إلفينستون، م.، أفغانان (گزارش سلطنت كابل)، تج‍ : محمد آصف فـكـرت، مشهـد، 1376ش؛ بـريغـو، أنـدريـه أوليفييه روا، جنـگ أفغـانستـان، تج‍ : أبوالحسن سروقد مقدم، مشهد، 1367ش؛ حسيني، محمود، تاريخ أحمد شاهي، تق‍ : دوست مراد سيد مرادوف، موسكو، 1974م؛ الدراني، سلطان محمد، تاريخ سلطاني، بومباي، 1298ه‍ ؛ رشتيا، قاسم، أفغانستان در قرن نوزدهم، كابل، 1329ش؛ رياضي، محمد يوسف، عين الوقايع، تق‍ : محمد آصف فكرت، طهران، 1369ش؛ سپهر، محمد تقي، ناسخ التواريخ، القسم الخاص بالسلاطين القاجارية، تق‍ : محمد باقر البهبودي، طهران، 1353ش؛ على آبادي، علي رضا، أفغانستان، طهران، 1372ش؛ غانكوفسكي، يو. و.، «لشكر ونظام لشكرشاهان دراني»، تج‍ : محمد صديق طرزي، آريانا، كابل، 1347ش، ج 26؛ غبار، غلام محمد، أفغانستان در مسير تاريخ، كابل، 1346ش؛ فرهنگ، محمد صديق، أفغانستان در پنج قرن أخير، مشهد، 1371-1374ش؛ فوفلزايي، عزيز الدين، تيمور شاه دراني، كابل، 1346ش؛ م.ن، درة الزمان في تاريخ شاه زمان، كابل، 1337ش؛ فيض ‌‌محمـد،‌سراج التواريـخ،‌‌ كابل 1331ه‍ ؛ ‌قندهاري، أبوالحسن،‌‌‌گـزارش سفـارت كـابـل، طهـران، 1368ش؛ لـوكـهـارت، لـورنـس، انـقـراض سلسلـۀ صفـويـه، تج‍‌ : مصطفى قلي عماد، طهران، 1343ش؛ مجموعۀ أسناد و مدارك چاپ نشده دربارۀ سيد جمال الدين، تق‍ : أصغر مهدوي وإيـرج أفشار، طهران، 1342ش؛ محمود، محمود، تاريخ روابط سياسي إيران و إنگليس، طهران، 1328-1333ش؛ مفتي لاهوري، علي الدين، عبرت نامه، لاهور، 1961م؛ موسوي أصفهاني، محمد صادق، تاريخ گيتي گشا، تق‍ : سعيد نفيسي، طهران، 1363ش؛ وأيضاً:

Elliot, H. M.., The History of India, Lahore, 1976; Gregorian, V., The Emergence of Modern Afghanistan, California, 1969; Iranica ; Pottinger, G., The Afghan Connection, Northern Ireland, 1983; Rodgers, C.J.,«The Coins of Ahmad Shah Abdalli», Journal of the Asiatic Society of Bengal, 1883, vol. XLIV; Sarkar, J., «An Original Account of Ahmad Shah Durrani’s Campaigns in India and the Battle of Panipat», Islamic Culture, 1933, vol. VII.

قسم التاريخ / ه‍

 

الصفحة 1 من10

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: