أفغانستان
cgietitle
1442/12/10 ۱۰:۳۴:۴۶
https://cgie.org.ir/ar/article/236480
1446/4/5 ۱۴:۰۳:۵۹
نشرت
8
لأفغانستان 29 ولاية (رافرتي، 230)، تقسم كل واحدة منها إلى عدة نواح (ولوسوالي) وعدة أرياف (علاقة داري) (شهراني، 44). وتتبع الوحدات السياسية لهذه البلاد إلى حد كبير الوحدات الطبيعية (EI2,II / 223). وعاصمة هذا البلد هي كابل، وعملتها هي الأفغاني (= 100 پول) («حولية بريتانيكا»، ن.ص).ومن الناحية الاجتماعية، فإن الأسرة تشكل إلى جانب الروابط القبليـة ـ القوميـة، أسـاس الوحـدات الاجتمـاعية ـ الاقتصاديـة والسياسية ويقوم عليها نمط ملكية الأرض والمواشي وعلاقات السلطة (نيول، 21-22). وبطبيعة الحال، فإن النقابات في المدن لها أهمية إلـى جانب هذه العلاقات، برغـم أن العلاقات الاجتماعيـة ـ الاقتصادية قائمة على المستوى المحلي في جميع الأحوال (م.ن، 22). ويتمتع الزعماء الدينيون في المجتمع الأفغاني بنفوذ كبير، وبرغم عدم وجود قانون منظم لفرض سلطتهم بشكل شامل، لكنهم يؤدون دوراً مهماً في جميع نواحي الحياة تقريباً وبشكل خاص على المستوى المحلي (م.ن، 23). وفي أفغانستان، فإن المتعلمين ممن هم في سن 15 سنة فما فوق يشكلون حوالي 20٪، وهذه النسبة هي 33٪ في الرجال، و8 / 5٪ في النساء («حولية بريتانيكا»، ن.ص). واستناداً إلى المعطيات المتوفرة، يوجد في أفغانستان 754 مدرسة ابتدائية و332 مدرسة متوسطة و 16 معهداً لإعداد المعلمين و5 مؤسسات للتعليم العالي (ن.ص؛ أيضاً ظ: الجدول 4). وقد أسست جامعة ننغرهار في 1383ه / 1963م، بينما أسست جامعة كابل في 1964م، حيـث كانت كليتهـا الطبية قـد أسستقبل ذلك في 1351ه / 1932م ( بريتانيكا، ماكرو،I / 171 ). وخـلال الحروب الأهلية ، دمرت أغلب المـدارس وبشكـل خـاص فـي المناطـق الـريفيـة (شهرانـي، 45).
الجدول 4: القدرات التعليمية لدولة أفغانستان في 1363ش («حولية بريتانيكا»، 538):
وفضلاً عن ذلك، كان يوجد في 1402ه / 1982م في أرجاء البلاد 68 مستشفى و 125,1 طبيباً و 110 طبيب أسنان و 245 صيدلياً و 944 ممرضاً («حولية بريتانيكا»، ن.ص). والخدمات الطبية في الأرياف اليوم نادرة جداً ومحدودة وأغلب هذه التسهيلات (ومنها المستشفيات والأطباء) تركزت بشكل رئيس في العاصمة وعدة مدن أخرى (هيمن، 14). وبهذا الصدد، فإن معدل الميزانية الصحية العلاجية للفرد الواحد في أفغانستان هي 40 / 1 دولار («حولية بريتانيكا»، 855). ونظراً للأضرار التي لحقت بالخدمات المحدودة والمراكز التعليمية والصحية والثقافية القليلة خلال عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين، إلى جانب قلة الطاقات البشرية الكفوءة، فإن إعادة إعمار أفغانستان في المستقبل سيواجه تحديات كبيرة (شهراني، 45). ومزار شريف وإمام صاحب من المدن التي تستقطب سنوياً عدداً كبيراً من الزوار (غروتسباخ، 42). وإن أكبر تمثال لبوذا في العالم (ارتفاعه 55 متراً) موجود في مدينة باميان وبحيرات بند أمير (بريتانيكا، ماكرو، I / 170)، وكذلك متحف كابل الذي أنشئ بمساعدة اليونسكو، ويضم مجاميع من الآثار القديمة للبلاد ( لاروس ... ، 397)، ومقبرة الخواجه عبداللـه الأنصاري في هراة، رسوم تبه مرجان قرب كابل (التي يرجع تاريخها إلى القرن 4م)، رسوم العصر الساساني في منطقة «دختر نوشيروان» إلى الشمال الغربي من مدينـة باميان (تالبوت رايس، 165-166)، من المواقع السياحية لأفغانستان.
الإصطخري، إبراهيم، مسالك وممالك، ترجمة فارسية قديمة، تق : إيرج أفشار، طهران، 1347ش؛ پورداود، إبراهيم، أدبيات مزديسنا، بومباي، 1318ش؛ حدود العالم، تق : منوچهرستوده، طهران، 1362ش / 1983م؛ علي آبادي، علي رضا، أفغانستـان، طهران، 1372ش؛ غروتسباخ، إرفين، جغرافياي شهري در أفغانستان، تج : محسـن محسنيان، مشهد، 1368ش؛ فرهنگ، محمد صديق، أفغانستان در پنج قرن أخير، قم، 1371ش؛ محجوب، محمود و فرامرز ياوري، گيتاشناسي كشورها، طهران، 1362ش؛ وأيضاً:
Asiatica ; Bellew, H. W., Afghanistan and the Afghans, London, 1878; id, Afghanistan, a Political Mission in 1857, London, 1920; Britannica, 1978; Britannica Book of the Year (1988) ; Brüning, K., Asien, München, 1971; The Cambridge Encyclopedia of the Middle East and North Africa, Cambridge, 1988; Curzon, G. N., Persia and the Persian Question, London, 1892; EI2; Ferrier, J.P., Caravan Journeys and Wanderings in Persia, Afghanistan, Turkestan and Beloochistan, London, 1857; Fisher, W. B., «Afghanistan: Physical and Social Geography», The Middle East and North Africa 1984-1985, London, 1984; Fraser-Tytler, W. K., Afghanistan, London, 1953; Gregorian, V., The Emergence of Modern Afghanistan, California, 1969; Heathcote,T. A., The Afghan Wars, 1839-1919, London, 1980; Hyman, A., Afghanistan Under Soviet Domination, 1964-83, London, 1977; Iranica; Larousse Encyclopedia of Archaeology, London, 1977; Le Strange, G., The Lands of the Eastern Caliphate, London, 1966; Macmunn, G., Afghanistan from Darius to Amanullah, London, 1934; Newell, R. S., The Politics of Afghanistan, London, 1972; Rafferty, K., «Afghanistan: Economy», The Middle East and North Africa, 1984-85, London, 1984; Redard, G., Afghanistan, Zurich, 1974; Shahrani, M.N., «Afghanistan», Encyclopedia of the Modern Middle East, New York, 1996, vol. I; Spate, O. H. K., «India and Pakistan», The Changing Map of Asia, London, 1974; Stilz, D., Entwicklung und struktur der afghanischen Industrie, Meisenheim, 1974; Sykes, P.M., A History of Persia, London, 1930; Talbot Rice, T., Ancient Arts of Central Asia, London, 1965; Unesco’ s Statistical Yearbook, 1996, Unesco, 1997.عباس سعيدي / ه
يخصص هذا القسم من المقالة لتاريخ أفغانستان منذ بدء عهد أحمد شاه الدرّاني (ن.ع) (1160ه / 1747م) حين أصبحت الأرضية مؤاتية لتأسيس دولة أفغانستان الحديثة (ظ: ن.د، الأفغان). ويمكن أن نجد تاريخ القرون الماضية لهذه البلاد والتي كانت بأسرها، أو القسم الأكبر منها ــ تعدّ في شتى العصور التاريخية ضمن ولايات إيران، ضمن تاريخ إيران، وضمن العناوين المستقلة الخاصة بالأسر الحاكمة في إيران مثل الطاهريين و الصفاريين والسامانيين والغزنويين والغوريين والسلاجقة وآل كرت والتيموريين والصفويين والأفشاريين، وضمن تاريخ ولايات مثل خراسان وبلخ ومرو وطخارستان وقندهار وكابل وهراة وغيرها. وقبل عهد أحمد شاه الدراني، بادرت القبيلتان الغلجائية (الغلزائية) والأبدالية (الدرانية) إلى تأسيس دول مستقلة في أجزاء من بلاد أفغانستان الحالية. وقد أسس الحكم الغلزائي المعروف في أفغانستان بمملكة الهوتكيين على يد مير ويس، زعيم قبيلة هوتك ــ التي هي رهط من القبائل الغلزائية ــ في 1121ه / 1709م بثورة الغلزائيين في قندهار، وتقدّم نجله، محمود الأفغاني أيضاً حتى أصفهان في 1135ه وقضى على الصفويين (لوكهارت، 175). لكن لم يمضِ طويل وقت حتى قضى نادر شاه الأفشاري على الغلزائيين وانضمت الولايات الإيرانية في شرقي خراسان إلى الجسد الإيراني مرة أخرى (الإسترابادي، 301؛ الدراني، 94).وكانت الدولة الأفغانية الأخرى هي دولة الأبداليين في هراة والتي حكمت هناك من 1130حتى1144ه / 1718حتى1731م، حيث سقطت على يد نادر شاه في هذا التاريخ. وقد استدعي كثير من زعماء القبائل الأفغانية ومنهم أحمد خان وذو الفقار خان، أبناء محمد زمان خان الأبدالي إلى الخدمة في جيش نادر. وقد تولى كل من محمد زمان خان وذوالفقار خان لفترة رئاسة حكومة الأبداليين (ظ: ن.د، الأبدالي) في هراة. وبعد فتح قندهار على يد نادرشاه عُيّن أحمد خان (ظ: ن.د، أحمد شاه الدراني) حاكماً عليها (أبوالحسن گلستانه، 105). وعقب مقتل نادرشاه (1160ه / 1747م)، توجه أحمد خان مع الجيش الأفغاني مباشرة إلى قندهار، وحاول بسط نفوذه مستغلاً اضطراب الأوضاع في إيران، فعينه زعماء القبائل الأفغانية ملكاً باتفاق الآراء. وتغير اسم القبائل الأبدالية المتحالفة إلى الدرانية، ونال أحمد شاه لقب «دُرّ دُرّان» (حسيني، 1 / 44، 51، 52). أدى الفراغ في السلطة الذي حدث عقب مقتل نادر شاه إلى ظهور عدة حكومات محلية في إيران الكبرى؛ منها أن أحمد شاه استطاع وبدعم من قبائل الپشتـون ــ التي كانت تشكل القسم الأكبر من جيشه ــ وباستغلال اضطراب الأوضاع وعدم استقرار شؤون الحكم التيموري في الهند، أن يوسع رقعة حكمه (غانكوفسكي، 40). فسقطت لاهور في 1161-1162ه ، وبلخ وبدخشان في 1164ه ، وكذلك دلهي في 1170ه بأيدي القوات الدرانية (روجرز، 69؛ مفتي لاهوري، 1 / 202-203؛ إليوت، VIII / 150-157,280). وكان لانتصار قوات أحمد شاه على جيش قبائل مراهته (مراته) المتحالفة القوية في معركة پاني پت (1174ه( أهمية كبيرة (سركار، 433-441؛ حسيني، 2 / 956-1021؛ الدراني، 140-141)، ذلك أنه منح بريطانيا الفرصة الكافية لترسخ قاعدتها التي حصلت عليها في البنغال في معركة پلاسه (1170ه / 1757م) (ظ: ن.د، أحمدشاه الدراني)؛ وإن وضع يده على خزانة نادر شاه من عائدات الهند التي كانت تبلغ 260 مليون روبية (فيض محمد، 1 / 10)، منح أحمد شاه بادئ الأمر، الفرصة ومكنه من ترسيخ قواعد الدولة الدرانية الفتية (حسيني، 1 / 55-56؛ موسـوي، 51؛ أبوالحسن گلستانـه، 60). وقد طبّـق ــ وهو الذي خدم في جيش نادر وكان عارفاً بمبادئ التنظيمات الحكومية ــ نفس المبادئ والتنظيمات في النظام الإداري لدولته. ويظهر مقارنة فهرست الألقاب والمناصب الديوانية على عهد أحمد شاه استمرار قواعد وأساليب العمل الإداري في العصر الصفوي (فوفلزايي، تيمور شاه ... ، 2 / 313-407). لكن برغم وجود الشبه الظاهري، فإنه كانت توجد أيضاً اختلافات أساسية بين الدولتين الدرانية والصفوية. وكان الأهم من ذلك ارتباط سلطة أحمد شاه وتضامنه مع الخانات الأقوياء. كما يمكن أن نعثر على أسباب اتساع نطاق رقعة الحكم الدراني السريع وزواله في هذا الارتباط. وكما يقول غريغوريان (ص 47)، فإن الدولة الدرانية كانت خليطاً من تنظيمات مغولية وصفوية ونظام قبلي ـ إقطاعي. وفـي نفس الوقت نظـم أحمد شـاه ــ واتباعاً للصفويين ــ قـوة عسكرية على غرار القزلباشية من غير الپشتون باسم «غلامان شاهي» واستفاد من تجارب تقي خان الشيرازي في تنظيم هذه القوة (حسيني، 1 / 67)؛ وفي 1174ه / 1761م بنى مدينة جديدة في قندهار وسماها أشرف البلاد أحمد شاهي (فوفلزايي، ن.م، 1 / 199، الملحق). وباتفاق جميع المؤرخين، فإن أحمد شاه كان شخصية معتدلة متقية طموحة ومن أهل العلم والأدب، وخلّف أشعاراً باللغة الپشتونية؛ وقد دعا واقف اللاهوري إلى بلاطه، وفي سيالكوت طلب إلى نظام الدين عشرت، الشاعر الذي ينظم بالفارسية أن يدوّن سيرته شعراً، فنظم هذا شاهنامۀ أحمدية بهذا الشأن (فرهنگ، 1(1) / 135). توفي أحمد شاه في 1186ه / 1772م قرب قندهار ودفن هناك. عقب وفاة أحمد شاه الدراني، تسنم ابنه، تيمورشاه العرش. ولد تيمور في مشهد، أو مازندران في 1160ه / 1747م عندما تسنم أبوه العرش (فوفلزايي، ن.م، 1 / 26-27). وعندما كان في عامه الثاني، عينه أبوه حاكماً على هراة وحتى التاسعة من عمره كان يقيم في هراة بوصفه ملكها؛ وكان إلى جانب أحمد شاه في هجومه الرابع على الهند. وفي هذه الرحلة، تزوج گوهر نساء بيگم، بنت عالمگير الثاني، ملك الهند الكوركاني. وبعد استيلائه على أجزاء من الهند، قام أحمد شاه بتعيين تيمور حاكماً على لاهور وسلمه زمام أمور ممتلكاته وتوجه هو نحو جنوب الهند (حسيني، 1 / 612-617، 2 / 649-707؛ الدراني، 131-132؛ روجرز، 71-72). كما رافق تيمور أباه في حرب پاني پت التي كانت خامس هجوم لأبيه على الهند. ولدى عودته إلى قندهار عيِّن مرة أخرى حاكماً على هراة وظل في هذا المنصب حتى نهاية حكم وحياة أبيه. و في تلك الفترة تزوج من گوهر شاد، ابنة شاهرخ الأفشاري حفيد نادر. وبعد وفاة أحمد شاه قام وزيره، شاه ولي خان باختيار صهره سليمان، الابن الآخر لأحمد شاه خليفة، لكن تيمور وبعد وصوله إلى قندهار قضى على الوزير وجلس هو على العرش (فوفلزايي، ن.م، 1 / 131، 136-143). وكان من الحوادث المهمة في فترة سلطنة تيمور، انتقال العاصمة من قندهار إلى كابل في 1189ه / 1775م. وقد واجه تيمور في سنوات سلطنته عدة ثورات وحروب داخلية ومعارضة من الزعماء، لكنه استطاع التغلب عليها بأسرها؛ ومن ذلك أنه قاد جيشاً إلى مشهد في 1199ه / 1785م للقضاء على معارضيه، وأخيراً توفي بكابل في 1207ه / 1793م. يقول فرهنگ إن تيمور شاه كان في أخلاقه وعاداته يقف على النقيض من أبيه في كثير من الحالات، فقد كان رجلاً مسالماً مطالباً للسلم ومحباً للأبهة والهدوء، كما كان أديباً وشاعراً وكان بلاطه يشبه جمعية أدبية (1(1) / 164). واستناداً إلى رواية إلفينستون (ص 498)، فإن تيمور نظم أمور الضريبة بشكل دقيق، كما رتب الأوضاع الاقتصادية. ومع كل هذا، فإن انحطاط الدرانيين بدأ منذ عهد تيمور، وبرغم أن هذا الانحطاط لم يُحسّ في فترة حكمه، لكنه تسارع في عهد خلفائه. كان لتيمور شاه أولاد كثر، ولكونهم قد ولدوا من أمهات عديدات تنتسب كل واحدة منهن إلى قبيلة، فإن اختيار خليفة له لم يكن بالأمر السهل. لكن وأخيراً جلس على العرش زمان شـاه ــ الذي كان علـى حياة أبيه واليـاً لكابـل ــ بمساعـدة الزعماء الدرانيين وبشكل خاص الزعيم پاينده محمد خان وقادة الجيش الذين كانوا من قبائل القزلباشية وقلماق وريكا، أما غالبية الأمراء الآخرين فقد وضعوا تحت المراقبة في «بالاحصار». وإن زمان شاه الذي كان في العشرين من عمره لدى تسنمه العرش، فقد كان شاباً شجاعاً طموحاً وذا تطلعات كبيرة. وفي بدء حكمه، رفض شقيقاه ــ همايـون، والي قندهار ومحمود، والـي هراة ــ إطاعتـه والقبول بحكمه. وبرغم أن همايون هرب بادئ الأمر إلى بلوخستان، وأكد محمود في رسالة إطاعته لزمان شاه، لكن همايون طمع في الملك مرة أخرى وعاد إلى قندهار. وفي هذه المرة، ألقي عليه القبض وقام مأمورو زمان شاه بسمل عينيه، بينما لجأ محمود إلى إيران. وقد أدى هذا التصرف إلى تناقص ثقة الزعماء الأفغان بزمان شاه (فوفلزايي، درة الزمان ... ، 70-71). وبعد فترة في 1213ه / 1798م وعقب اكتشاف مؤامرة أُعدمت بأمر من زمان شاه مجموعة من الزعماء الدرانيين والضباط القزلباشيـة وكذلك القائد، پاينده محمد خـان ــ والد فتح خـان ودوست محمد خان ــ زعيم قبيلة محمد زايي. وقد أدت هذه الحادثة إلى ثورة أبناء پاينده محمد خان وانتهت بسقوط سلطنة زمان شاه (الدراني، 169؛ فوفلزايي، ن.م، 133). وفي 1216ه / 1801م وبأمر من شقيقه محمود، تم سمل عينيه. وكان زمان شاه يشبه جده أحمد شاه في شخصيته وأخلاقه، لكنه كان يفتقر إلى اعتداله وتواضعه وحلمه، إذ كان مغروراً مستبداً برأيه متعصباً قاسي القلب (فرهنگ، 1(1) / 194-196). كما كان زمان شاه نشطاً في ميدان السياسة الخارجية، حيث بعث سفراء إلى بلاطات آغا محمد خان وفتح علي شاه القاجاري على التوالي ومن بلاط القاجاريين أيضاً كان محمد حسن خان قراگوزلو في بلاطه سفيراً (الدراني، 170). كما كانت رسائل كثيرة تتبادل بين وزيري البلدين، حاجي إبراهيم كلانتر ورحمة الله خان. وقد كتب زمان شاه الذي قاد حملة على البنجاب في أواخر سنة 1212ه رسالة إلى القائد الإنجليزي، وضمن إعلامه إياه عزمه على فتح الهند الشمالية، طلب أيضاً العون منه لدحر قوات المراهته. وقوبل خبر وصول زمان شاه وجيشه إلى لاهور بترحيب مسلمي الهند وسرورهم، وقلق الهندوس من جهة، ومن جهة أخرى حفز الحكومة البريطانية على أن تتخذ إجراءات رادعة (فرهنگ، 1(1) / 184-185)، ومن ذلك تعيين مهدي علي خان في 1213ه / 1798م وجون ملكم في 1215م سفيرين لدى البلاط الإيراني، وإبرام معاهدة تحالف مع دولة إيران في شوال 1215 / شباط 1801 لمواجهة فرنسا وأفغانستان (محمود، 1 / 10- 28). وقد ادعى بعض المؤرخين (مثلاً ظ: غبار، 381؛ فوفلزايي، ن.م، 134) وجود علاقات بين زمان شاه ونابليون، بل إن ممثل نابليون ذهب إلى كابل عن طريق إيران، إلا أنه لاتتوفر وثيقة تؤيد هذا الادعاء. ومهما يكن، فإن محموداً، شقيق زمان شاه تسنم العرش مرتين من بعده. الأولى خلال 1216- 1218ه / 1801-1803م انقضت هذه الفترة بأسرها في الاضطرابات والحروب الداخلية. كان محمود رجلاً منغمساً في ملذاته وضعيف الإرادة، وكان رجال البلاط هم الذين يصرفون شؤون البلاد. وفي نهاية فترة سلطنته الأولى، اندلعت شرارة الفتنة الطائفية بين الشيعة والسنة في كابل والتي أدت إلى سقوطه (فرهنگ، 1(1) / 196-202). ومن بعده جلس على العرش شقيقه، شاه شجاع المُلك، وتسنم العرش هو الآخر مرتين: الأولى حكم فيها 6 سنوات (1218-1224ه / 1803-1809م). وعلى الرغم من كون شجاع الملك منضبطاً ونشيطاً، لكنه لم يتمكن من السيطرة على الأوضاع؛ فاستمرت الصراعات والمؤامرات. و أعلنت الأقاليم البعيدة الحكم الذاتي وامتنعت عن دفع الضرائب والخراج (م.ن، 1(1) / 202-203). وفي ختام هذه الفترة قدم السفير البريطاني المعتمد، إلفينستون إلى أفغانستان ووقع معاهدة صداقة مع الدولة الدرانية، في 4 جمادى الأولى 1224ه / 17 حزيران 1809م، لكن الوفد البريطاني كان مايزال في بيشاور ــ العاصمة الشتوية لشاه شجاع ــ عندما هاجم محمود قوات شقيقه، شاه شجاع واستولى محمود الذي كان فاراً من سجن بالاحصار على قندهار وكابل بمساعدة فتح خان وتوجه إلى بيشاور وألحق الهزيمة بشاه شجاع في نِمله. وبعد هزائم متلاحقة لجأ شاه شجاع أخيراً في راولپندي إلى حاكم البنجاب، رنجيت سينغه. وقد شرح إلفينستون وقائع هذه الرحلة في كتابه گزارش سلطنت كابل (ظ: مخ ). وهكذا تسنم محمود العرش مرة أخرى في 1224ه / 1809م واستوزر فتح خان؛ فأصبح الأخير ذا صيت ونفوذ كبيرين بتوفيره الأمن مرة أخرى في البلاد وإسناده حكم الأقاليم إلى أشقائه. لكن هراة ظلت كما هي في يد فيروز الدين، شقيق محمود. وقد حدثت معركة بين جيش القاجاريين وجيش فتح خان للسيطرة على قلعة الغوريين قرب هراة في نفس الفترة (1232ه / 1817م). وقد بادر فتح خان الذي كان قد قدم إلى هراة بطلب من فيروز الدين، إلى اعتقال فيروز أولاً وإرساله إلى قندهار، ثم اشتبك في حرب مع الأمير حسن علي ميرزا شجاع السلطنة في منطقة كافر قلعة (إسلام قلعة الحالية). وبعد حرب ضروس، جُرح فتح خان. ويقال إن كامران، نجل محمود الذي كان يغار من فتح خان أرسل مبعوثاً إلى فتح علي شاه القاجاري وأعلمه أن هذه الحرب كانت من غير موافقة زمان شاه وبتصرف شخصي من فتح خان. لذا اعتُقل الوزير بأمر من فتح علي شاه وسملت عيناه، وبعد فترة وبطلب من محمود قُتل في طريق كابل على أيدي القادة الدرانيين. لكن أشقاء فتح خان ثاروا في الولايات التي يحكمونها وخلعوا محموداً عن العرش، وبذلك هُيئت مقدمات سقوط الأسرة السدوزائية (أحفاد أحمد شاه الدراني) (محمود، 1 / 183).
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode