أفریقیا
cgietitle
1442/12/9 ۱۴:۰۱:۴۷
https://cgie.org.ir/ar/article/236450
1446/11/13 ۱۳:۵۷:۴۸
نشرت
8
عندما وصل العرب المسلمون شمال أفريقيا، لم يكن لهم طراز خاص في العمارة. وباستيعابهم التقاليد المحلية واقتباسهم من الطرز الفنية في إيران وسورية، قاموا بإنشاء أبنية جديدة؛ وفضلاً عن ذلك، فقد استخدموا عماريين وفنانين محليين وأجانب، سواء من الأقباط، أو اليونانيين، أو السريان، أو الإيرانيين، كما استفادوا من تصاميم الأبنية البيزنطية والرومانية القديمة («تاريخ...»، 17؛ هات، 14). وقد باشر المسلمون بادئ الأمر ببناء قلاع ورُبُط فقط لمواجهة هجمات الأعداء، ثم شحذوا هممهم لإنشاء أبنية دينية وأخيراً شيدوا قصوراً فخمة. وإن ما بقي اليوم هو الأبنية الدينية غالباً. ويعدّ المسجد اليوم الأنموذج البارز للفن والعمارة في أفريقيا الشمالية والذي اتخذ مظهراً وشكلاً خاصاً ومتبايناً وفقاً للتقاليد القديمة للبلدان المختلفة («تاريخ»، 18). وبقدوم المسلمين ــ الذين كانوا المروجين لحضارة الخلافة العربية وهي في طور التكوين ــ إلى أفريقيا الشمالية وترويج الإسلام في المنطقة وتحول الناس إلى ناطقين بالعربية وما صاحب ذلك من إقامة علاقات سياسية وثقافية مع دول الشرق الأدنى والأنـدلس، فقد ظهرت ثقافة فنية عربيـة ـ بربرية غير متجانسـة ( أفريقيا...، I / 178). ولم يستغرق تعريب ثقافة الناس في مصر طويلاً، لكن هذا الأمر استمر لسنوات في المغرب («تاريخ»، 8؛ فيمارن، 63). وكان لمصر بعد اعتناقها الإسلام، مشاركة نشيطة في تبلور الثقافة العربية ـ الإسلامية. وكانت أوائل المدن العربية في مصر تتمتع بخصائص المعسكرات (مثل الفسطاط). وكان المسجد والقصر والحمامات العامة والمعسكرات والأسوار الضخمة والمنيعة تشكل العناصر الرئيسة للمدن. ومن خصائص العمارة الدينية خلال القرون 1-3ه / 7-9م هناك، بناء مساجد كبيرة مثل مسجد عمرو بن العاص ( أفريقيا، I / 520). وقد بني هذا المسجد الأول بمصر في 20ه / 641م بالفسطاط (فيمارن، 64 ؛ «تاريخ»، 52؛ ريفوئيرا، 23-24). ووُسع في 53ه / 673م على عهد معاوية، وأنشئت 4 منارات في زواياه الأربع (م.ن، 24؛ أيضاً ظ: كرسول، 14). وكان صحنه مربع الشكل ذا أروقة في أطرافه وكان لحرمه 100 عمود من الرخام كانت قد جُمعت من أطلال أبنية عصر الروم والبيزنطيين (فيمارن، ن.ص؛ أيضاً ظ: پاپادوپولو، 489). وكان هذا المسجد يضم تزييناً من الفسيفساء تلف خلال القرنين 4-5ه / 10-11م («تاريخ»، ن.ص؛ كرسول، 234). وقد وُسع بناء هذا المسجد عدة مرات خلال الترميم، لكن تصميمه بقي كما كان عليه الحال (فيمارن، ن.ص). والأنموذج للأبنية غير الدينية في هذا الفترة هو مقياس النيل الواقع في جزيرة الروضة قرب القاهرة الذي أنشئ لقياس معدل ارتفاع وانخفاض منسوب مياه النيل («تاريخ»، 52-53؛ ريفوئيرا، 148؛ برند، 50). ومن خصائص العمارة في أواخر القرن 3ه / 9م (العصر الطولوني) والقرون 4-6ه / 10-12م (العصر الفاطمي) إنشاء الأبنية الضخمة والتصاميم الشفافة للأحجام والتزيين بالجص والحجر ( أفريقيا، ن.ص). وإن جامع ابن طولون (ن.ع) الذي حافظ على شكله الأول حتى اليوم (ظ: كرسول، 302)، وجامع الأزهر (ن.ع) ومسجد الحاكم في القاهرة هي في عداد أبنية هذين العصرين. وكانت أولى مقابر الفاطميين مربعة الشكل ذات عقد في وسط كل واجهة، وقبة قائمة على قاعدة مثمّنة الأضلاع (مثل مجموعة مقابر «سبع نبت» في الفسطاط). وكانت المقرنصات تستخدم أيضاً لتزيين المقابر. وكانت منائر العصر الفاطمي ذات قاعدة مربعة وهيكل أسطواني يوضع فوقه عقد صغير مثمّن الأضلاع (مثل منارة إسنا). ومن الآثار العمارة المدنية الباقية في القاهرة، الأبواب الثلاثة: باب الفتوح وباب الزويلة وباب النصر ( أفريقيا، ن.ص؛ «تاريخ»، 56). وفي العصرين الأيوبي والمملوكي (القرون 6-9ه / 12-15م) كانت الأبنية الدينية تشكل مجموعة معقدة؛ وكأنموذج يمكن أن نذكر مجموعة السلطان قلاوون في القاهرة ( أفريقيا، ن.ص)؛ وقد بنيت هذه المجموعة التي تضم مسجداً ومقبرة ومستشفى بالقاهرة في 684ه / 1285م (حسن، 79). وتزين واجهتها الأصلية عقود مدببة وأعمدة صغيرة ذات رؤوس كورنتية دقيقة وقد حُفر في أعلى رؤوس الأعمدة على طول سطح واجهتها، إفريز بنقش بارز (فيمارن، 79). وشبابيك الطابق الأول مستطيلة الشكل ذات درابزينات حديدية، أما الشبابيك الأكثر ارتفاعاً والتي لها درابزينات من الرخام، فإنها تذكر بزخارف العمارة البيزنطية. وقد استخدم في تزيين الواجهة الخارجية الترصيع المتناوب بين الحجر الأبيض والأبلق، وهو مايقوّض وحدة النسق للبناء (ن.ص). ولم يبق اليوم من بناء المستشفى شيء ملحوظ (بلير، 72؛ حسن، ن.ص). وقد زُين محراب المسجد في القسم الأسفل بالفسيفساء المذهب، بينما زين القسم الأعلى من المحراب بزخارف جصية. وإن هذا المحراب هو آخر أنموذج من هذا النوع. فجميع المحاريب التالية ذات تزيينات رخامية (ن.ص). وتقع المقبرة في قاعة مستطيلة الشكل ويستند الهيكل المثمن الأضلاع الحامل لقبتها إلى أربعة حيطان ضخمة تقع في الزوايا الأربع من القاعة وأربع أعمدة وسطية من حجر الغرانيت (ن.ص؛ بلير، 74). وقد أوصلت نافذة خشبية مشبكة حيطان القاعة الأربعة ببعضها، وهكذا فصلت المقبرة عن بقية الأقسام (ن.ص). أما المنارة القصيرة في مسجد قلاوون، فهي ذات 3 طوابق، حيث إن مقطع الطابق الأول والثاني مربع، بينما مقطع الطابق الثالث أسطواني («تاريخ»، ن.ص). وفي العصر المملوكي أصبح سائداً بناء المسجد ـ المدرسة ذي الأربعة إيوانات (مثل مسجد ـ مدرسة السلطان حسن بالقاهرة) الذي له قباب ذات زخارف حجرية ومنارة مرتفعة. وكانت تصاميم البنايات السكنية في العصر المملوكي والتي تشتمل على أبنية ذات 3-4 طوابق تحيط بالفِناء قد أُبقي عليها حتى القرنين 11و12ه / 17و18م. وخلال عصر الهيمنة العثمانية بنيت مساجد مصر على غرار مساجد الأتراك، أو بعبارة أخرى، أبنية ضخمة ذات عقود بقباب نصف كروية ومنائر رفيعة إبرية (مثل مسجد سنان باشا ومسجد محمد علي بالقاهرة). وقد شارك العماريون الفرنسيون والإيطاليون والبريطانيون والبلجيكيون في فن العمارة بمصر أواخر القرن 13ه / 19م ومنتصف القرن 14ه / 20م ( أفريقيا، ن.ص). وخلال توسع منجزات الثقافة الإسلامية في المغرب، لعبت سيادة الأغالبة وعاصمتهم القيروان ــ أول مدينة إسلامية ظهرت إلـى الوجود نتيجة توسع المخيم العسكري العربي في القـرن 1ه / 7م ــ دوراً رئيساً. وكانـت تجربة بنـاء أول مسجـد ذي أعمدة بالفسطاط (مسجد عمرو) ومن بعده جامع المتوكل في سامراء (القرن 3ه / 9م) ذات تأثير كبير في عمارة جامع سيدي عقبة بن نافع بالقيروان. وبعبارة أخرى، فإن تقليد الأبنية الدينية في الشرق عند اختلاطه بالتقاليد المحلية في المغرب، أنتج الخصائص القروسطية في المغرب والأندلس. وتضم أبنية هذه المساجد حرماً ذا أعمدة وممرات عديدة عمودية على حائط المحراب تنفتح على صحن واسع محجَّر، وكذلك قباباً وسقوفاً مسطحة فوق الممر المحوري وممر المحراب، ومنائر ذات قواعد مربعة الشكل في 3 طبقات. وكانت السمة الدفاعية للعمارة الدينية وغير الدينية في عصر الأغالبة، وليدة الظروف الناجمة عن استقرار سلطة المسلمين في بيئه البربر المضطربة، وكذلك السياسة السلطوية لبني الأغلب. وقد تجلت الروحية الغلظة لعصر إقامة أول حكومة إسلامية في أفريقيا الشمالية بشكل بارز جداً في أبنية مدينة السوس التي ظهرت فيها مدرسة عمارية مستقلة للقروسطية في إفريقية (مثل جامع السوس) (ظ: أفريقيا، I / 178). ويظهر النقش الذي عثر عليه فيه باسم الأمير أبي العباس ابن الأغلب تاريخ 236ه / 850 م. وإن هذا المسجد الذي تم توسيعه مراراً يضم حرماً ذا 13 ممراً على جدار القبلة بعقود نصف دائرية يمتاز عقد الممر الوسطي منها بأنه أعرض وأعلى من بقية العقود (پاپا دوپولو، 503). وفي العمارة الدفاعية وبشكل خاص في بناء الرباط يلاحظ استخدام التقاليد المحلية الرومية والبيزنطية وكذلك استخدام طراز القصور العربية في الشرق الأدنى ( أفريقيا، ن.ص). وقد تركت التقاليد الرومية والبيزنطية أثرها بشكل خاص في فن القرون 1-3ه / 7-9م في أفريقيا الشمالية، حيث كان أبسط أشكالها في الاستفادة من الأجزاء المختلفة من الأبنية الرومية والبيزنطية مثل الأعمدة ورؤوس الأعمدة وألواح الرخام. وفي القرن الأول لانتشار الإسلام في المغرب، كان تقليد استخدام الفسيفساء التزييني وحفر الزخارف للروم القديم قد حافظ على بقائه لفترة؛ وفي نفس الوقت، فإن من خصائص فن المغرب في القرن 3ه / 9م الذي كان يتطور في تماس مباشر مع فن المناطق التي يسكنها العرب، كان انتشار الزخارف الهندسية البسيطة (ن.ص). وفي القرن 4ه / 10م، وُضعت أسس في فن غرب أفريقيا أخذت لها أبعاداً واسعة في فن مصر الفاطميين في أواخر القرن 6ه / 12م. وصاحب ازدهار العمارة، اتساع فن التزيين بالحجر باستخدام أشكال الإنسان والحيوان أيضاً. وكان لبني زيري وبشكل خاص بني حماد دور رئيس في نشر فن شمال أفريقيا في القرنين 4-5ه / 10-11م، فقد أنتج هؤلاء بعمارتهم الخاصة وبامتلاكهم أساتذة ماهرين آثاراً فنية رائعة (ن.ص). وكان النصف الثاني من القرون 5- 8ه / 11-14م ذروة ازدهار الفن القروسطي في المغرب. وكان تأسيس الدولة العسكرية ـ الدينية للمرابطين الذين بسطوا هيمنتهم حتى إسبانيا الجنوبية، سبباً لظهور ثقافة المغرب العربي المستقلة عن فن المشرق العربي. وقد تركت التقاليد الفنية في المغرب وفي الأندلس تأثيراً متبادلاً في بعضهـا البعض وأصبحت البادئة لانتشار الفـن المغربي ـ الإسباني الخاص(ن.ص). وقد اقتبس فن هذه الفترة في شمال أفريقيا ــ إلى جانب بعض أساليب العمارة الأندلسية ــ الطرق التزيينية في هذه البلاد. وظهر أثر التقاليد الأندلسية في نشر فن المغرب وبشكل خاص في آثار النصف الأول من القرن 6ه / 12م (مثل مسجد تلمسان) (ن.ص). وإن هذا المسجد أسسه علي بن يوسف في 499ه / 1106م وانتهى العمل فيه سنة 530ه / 1136م (پاپادوپولو، 511؛EWA,I / 122;EI2,VI / 681). وفي عصر الموحدين (515- 668ه / 1121-1270م) استقطب الفن المغربي، التقاليد الأفريقية والأندلسية والعربية الشرقية وركزوا معها تقاليد قبائل البربر في أفريقيا الشمالية. وقد تخلى الموحدون الذين كانوا قد هدموا أغلب أبنية أخلافهم، عن الطراز الدقيق والتزييني السابق في العمارة وأحلوا محله أشكالاً تزيينية أبسط وأغلظ. وقد تجلت الروح العسكرية ـ الدينية لسيادة الموحدين بشكل أكبر في توسيع العمارة الدفاعية والدينية. فكانت الأسوار المنيعة والضخمة التي كان يقع في كل موقع منها أبراج ذات قواعد مربعة، تحيط بمدن مراكش وفاس وتلمسان وتازة ومدينة الرباط الحديثة التأسيس آنذاك. وكحصيلة لذلك، ظهر طراز الأبواب المغربية التي من خصائصها العقد القصير الشبيه بحدوة الحصان للمدخل، مع أبراج الحراسة الجانبية وزخارف محفورة في الحجر. وكان من خصائص مساجد القرن 6ه / 12م هناك أنها كانت تشيد على أساس التناظر. فالمحاور الرئيسة للبناء، أي أن الممر المحاذي لجدار المحراب كان مُرفقاً بقباب وكذلك كان اتساع عرض الحرم مرتبطاً بزيادة أهمية دور الصلاة والخطابة (پاپادوپولو، 507-510؛ أفريقيا، I / 179) (مثل مسجدي تازة وتينمل). وقد بني جامع تـازة في 537ه / 1142م (EI2 ، ن.ص) على أيدي الموحدين. وتم توسيع بنائه وتزيينه على أيدي بني مرين في 692ه / 1293م. وفيما يتعلق بتكامل الطراز المعرفي للعمارة الدينية في المغرب، فإن أهم موضع هو الخاص بمسجد الكتبية في مراكش الذي هو أفضل أنموذج كلاسيكي لمسجد ذي أعمدة في أفريقيا الشمالية ( أفريقيا، ن.ص). وقد شيد عبد المؤمن جامع الكتبية الذي هو من أكبر مساجد المغرب وأحد مفاخر العمارة في مراكش («تاريخ»، 91)، في القرن 6ه / 12م، لكن وبسبب الوضع المغلوط لاتجاه القبلة، فقد بني إلى جانبه على الفور وبأمر منه، المسجد الثاني في 553ه / 1158م وهُدّم البناء الأول (پاپادوپولو، 507؛ علام، 373-374). وتفصل حيطان ذات مقاطع صليبية الشكل بين الممرات السبعة عشر العمودية على جدار القبلة («تاريخ»، ن.ص). وإن الممر المحاذي للمحراب أوسع من بقية الممرات. وتقوم على الممر المركزي 7 قباب إحداها قبة المحراب (پاپادوپولو، ن.ص). ويغلب الاحتمال بأن معماره كان الحاج يعيش من أهل مالقة الذي تولى هو أيضاً بناء المنبر ومقصورة المسجد (علام، 374). أما المنارة الحجرية لجامع الكتبية، فقد انتهى العمل بها بعد ذلك بقليل ويحتمل أن يكون ذلك في 592ه / 1196م بأمر من يعقوب المنصور، حفيد عبد المؤمن الذي كان قد وضع حجر الأساس لبناء الجامع، ويبدو أن معمار هذه المنارة كان رجلاً من أهل إشبيلية اسمه جبار («تاريخ»، 92 ؛ علام، 375). وإن بناء منارة جامع الكتبية كان بداية المسيرة التكاملية في عمارة المنائر في المغرب والتي استمر بناؤها حتى القرن 14ه / 20م. وإلى ذلك الحين كانت منائر المغرب صغيرة وغير جميلة المنظر («تاريخ»، ن.ص). وقد استمرت وحدة طراز العمارة المغربية على حالها بعد تقسيم دولة الموحدين إلى دول بني زيري في الجزائر وبني مرين في مراكش وبني حفص في تونس. وقد انعكست الثقافة الفنية المغربية في أواخر القرنين 7- 8 ه / 13-14م في تصاميم العمارة لأبنية المدارس والزوايا والمقابر ودور الضيافة، وكذلك في التصاميم التزيينية مثل الزخارف الإسليمية والهندسية والنباتية وكتابة النقوش وفي تطور الأساليب الفنية مثل صناعة القاشاني والأواني الخزفية والنسيج والتطريز وتزيين الجلود والحفر على الخشب والمعادن. ويلاحظ التركيب العماري والفن التزييني الخاص بهذا الطراز في مدارس عصر بني مرين. وكانت فنون أخرى مثل الخط بالأسلوب المعروف بالمغربي وتذهيب الكتب وتجليدهـا سائدة في مراكز مثل مدن فـاس وتلمسان وتـونس. ولم تفقد التقاليد التي كانت قد أسست في الفن المغربي (القرنان 13-14ه / 19-20م) أهميتها إلى اليوم. وإن فن المغرب الذي لم يكن قد تأثر تقريباً بفن أية دولة أجنبية، أصبح في القرون 9-14ه / 15-20م ناقلاً لهذه التقاليد. وإن عمارة القرون 10-12ه / 16- 18م في تلك البلاد كانت تنزع إلى ضخامة أبنية البلاط مع مساحات مشجرة وزينة تفوق الحد. وقد لعب تأثير الفن التركي دوراً رئيساً في فنون بلدان الجزائر وليبيا وتونس التي خضعت لهيمنة الإمبراطورية العثمانية في القرن 11ه / 17م. وفي عصر الاستعمار (القرنان 13-14ه / 19-20م) ترك دخول الأشكال المعمارية والفنون التشكيلية الأوروبية بمختلف أنواعها، أثراً في الحياة الفنية بالمغرب. وفي الجزائر التي وقعت تحت التسلط الأجنبي قبل بقية دول أفريقيا الشمالية، فإن الأساس الثقافي للفن الذي كان قد تشكل طوال قرون اتجه إلى الزوال أكثر من الأماكن الأخرى. وفي المغرب وكذلك إلى حد ما في تونس، سمح تقسيم المدن إلى أجزاء أوروبية وأخرى محلية إلى أن يحافظ على ملامح المدن بشكلها التقليدي. وفي المناطق الريفية التي تقطنها قبائل البربر (وبشكل خاص في ليبيا وموريتانيا وجنوبي المغرب)، هبّت الأشكال التقليدية للفن الشعبي بفاعلية لمواجهة انتشار الثقافة الأجنبية. ومع اشتداد المقاومة الشعبية لقبائل البربر في المغرب في بداية القرن 14ه / 20م، ظهرت نزعة في الفن والأقسام الثقافية الأخرى نحو النهضة الوطنية، وبذلك ظهر الطراز المغربي الجديد ( أفريقيا، I / 179). كان لأهالي شرق أفريقيا على الدوام علاقات بشعوب شرق المحيط الهندي وسكان البلدان العربية. وقد ساعد تغلغل العرب المسلمين في أفريقيا الشمالية الشرقية (السودان) وشرق أفريقيا ونشر الإسلام وتعريب لغة السكان، على خلق ثقافة فنية خاصة بأفريقيا الشرقية. ونظراً للعلاقات التجارية بين هذا الجزء من أفريقيا وبين البلدان الإسلامية، فقد ظهرت إلى الوجود موانئ مثل مقديشو ومومباسا وبنيت مساجد هذه المناطق بإشراف أساتذة عرب. فظهرت مساجد أفريقيا الشرقية بشكل حرمي ومستطيلة الشكل تقسم بواسطة أعمدة حجرية، أو خشبية إلى 2-4 ممرات. وقد بني المحراب في الجهة الشمالية، وكانت السقوف مسطحة. ومن الأبنية المثيرة للاهتمام في شرق أفريقيا والتي بنيت في القرن 7ه / 13م، مجموعة حُسُني كوبْوا في جزيرة كيلوا (تنزانيا). كما أن مدينة كيلوا الساحلية كان قد بناها التجار الإيرانيون من أهل شيراز. وقد أحرق البرتغاليون هذه المجموعة في 731ه / 1331م (إله، 81؛ أفريقيا، I / 182,II / 440). وكانت قد أقيمت قبل الإسلام علاقات بين أفريقيا الغربية وأفريقيا الشمالية عن طريق الصحراء الكبرى. وبعد ذلك تحول هذا الطريق إلى طريق رئيس لدخول الإسلام وتمتاز مساجد أفريقيا الغربية بأن لها ميزات معمارية خاصة بها. ومن النماذج البارزة لهذا النوع من العمارة، مساجد فوتا تورو (القرن 11ه / 17م)، حِلوار (السنغال)، ديفولا والتي يعرف طرازها بالطراز السوداني (إله، 83,85-86). ومن المساجد الأخرى في أفريقيا الغربية مسجد جينغربر الذي بني في 724-727ه / 1324-1327م بأمر من ملك مالي بعد اعتناقه الإسلام وأدائه فريضة الحج؛ والآخر جامع جنة الذي بني هو الآخر في مالي (م.ن، 87).
حسن، زكي محمد، فنون الإسلام، بيروت، 1401ه / 1981م؛ علام، عبد الله علي، الدولة الموحدية بالمغرب في عهد عبد المؤمن بن علي، القاهرة، 1986م؛ وأيضاً:
Afrika, entsiklopedicheskiĮ spravochnik, Moscow, 1986; Blair, Sh. S. and J. M. Bloom, The Art and Architecture of Islam, 1250-1800, London, 1994; Brend, B., Islamic Art, London,, 1991; Creswell, K. A. C., A Short Account of Early Muslim Architecture,Beirut, 1968; EI2; Elleh, N., African Architecture, New York, 1996; EWA; Hutt, A., Islamic Architecture, North Africa, London, 1977; Papadopoulo, A., L’Islam et l’art musulman, Paris, 1976; Rivoira, G. T., Moslem Architecture, London, 1918; Veimarn, B. V., Iskusstvo Arabskikh stran i Irana VII-XVII vekov, Moscow, 1974; Vseobshchaya istoriya arkhitektury, Moscow, 1969.
ناديژدا خارچينكو / ه
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode