الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أفریقیا /

فهرس الموضوعات

اقتصاد أفريقيا

إن اقتصاد الكثير من البلدان الأفريقية هو أحادي المنتوج، ويتم توفير العملة الصعبة التي تحتاجها البلدان بشكل رئيس عن طريق إنتاج المحاصيل الزراعية، أو المعدنية. وتقوم الزراعة على أساس الإنتاج الزراعي لتأمين متطلبات المعيشـة والإنتاج لغرض الاستهـلاك. ففي معظـم بلدان أفريقيـا ــ عدا جمهوريـة أفريقيا الجنوبيـة ــ مايـزال أغلب الفـلاحين يعملون في الزراعة المحلية. وفي المنطقة الاستوائية بأسرها في أفريقيا، مايزال حوالي ثلثي إلى ثلاثة أرباع المناطق الزراعية مخصصة للإنتاج لتأمين متطلبات المعيشة. وفي مجال الإنتاج الزراعي الأحادي المنتوج، يعتمد ساحل العاج على الكاكاو والسنغال على زراعة الفول السوداني (أوغبونايا، 102). وتشكل المحاصيل الزراعية حوالي ثلث مجموع العائدات الاقتصادية لقارة أفريقيا، ونصف عائداتها من التصدير (واتكينز، 256). وفي مجال الإنتاج المعدني الأحادي المنتوج، تعتمد نيجريا وليبيا والغابون على النفط وزامبيا على النحاس وجمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير) على عدة مواد معدنية. ونظراً لعدم التنسيق بين القطاعات الاقتصادية المختلفة، يبدو توسيع القطاع الصناعي عسيراً إلى حد ما. ويفتقر الاقتصاد الأفريقي إلى التكنولوجيا ورؤوس الأموال الكافية؛ لذا فإن اقتصادها يعتمد على الغير، إلا في عدد محدود من البلدان وهذا أيضاً ناتج عن السياسات الاستعمارية (أوغبونايا، ن.ص). ومنذ نيلها الاستقلال، وسعت أغلب البلدان الأفريقية نطاق الصناعات البديلة المستوردة لتقلل من اعتمادها على البضائع المصنوعة في أوروبا وبقية البلدان. وإن الصناعات الخفيفة ومنها صناعات النسيج والملابس والأدوية والمواد الغذائية والمشروبات هي أكثرها رواجاً، وتشكل 70٪ من القطاع الصناعي. وقد تركزت الوحدات الصناعية في العواصم بشكل أكبر. وأغلب الصناعات بسيطة إلى حد ما، وهي بحاجة إلى رؤوس الأموال أكثر من حاجتها للعمال، ذلك أن القوى العاملة متوفرة ورخيصة (واتكينز، ن.ص). وتقل الرقابة على الأسعار وأسواق بيع البضائع في الدول الأفريقيـة. ولذا فإنهـا ــ وبغية فصل سياستهـا الخارجية عـن سياسات الدول الرأسمالية ــ انضمت إلى حركة عدم الانحياز (أوغبونايا، 103). وعلى هذا، فإن اعتماد القارة الأفريقية اقتصادياً على التكنولوجيا ورؤوس الأموال الأجنبية مايزال قائماً (م.ن، 105). وعلى الرغم من وفرة المصادر الطبيعية ووجود القدرات الذاتية، فإن الصناعة في أفريقيا مازالت في مراحلها الأولية ولاتؤمـن سوى 1٪ مـن النتاج الصناعـي العالمي (واتكينـز، 256). 
ويتم التبادل التجاري الخارجي لقارة أفريقيا غالباً عن طريق البحر. وتتمتع الموانئ الأفريقية بالأهمية بحسب قدرة أرصفتها على تحميل البضائع وتفريغها. ففي 1982م / 1402ه‍ كان معدل التحميل والتفريغ في موانئ نيجريا وليبيا والجزائر والمغرب وليبيريا وجمهورية أفريقيا الجنوبية ومصر حوالي 371 مليون طن، ازداد كثيراً بازدياد معدل استخراج النفط في هذه القارة ( أفريقيا، I / 146). ويوجد في أفريقيا حوالي 100 ميناء يزيد معدل التحميل في 50 ميناء منها على مليوني طن سنوياً. ومعدل التحميل في 21 ميناء أفريقي يزيد على 10 ملايين طن سنوياً. ويوجد في السواحل الغربية لأفريقيا 47 ميناء، وعلى ساحل البحر الأبيض المتوسط 25 ميناء. وأهم الموانئ الأفريقية هي: ميناء بوني في نيجريا وهو مخصص بشكل رئيس لتصدير النفط. ميناء لاغوس في نيجريا أيضاً؛ ميناء بورسعيد في مصر؛ ميناء طرابلس في ليبيا؛ ميناءا ريتشاردز ودوربن (پورت ناتال) في جمهورية أفريقيا الجنوبية؛ ميناء كازابلانكا (الدار البيضاء) في المغرب؛ ميناء الإسكندرية في مصر؛ ميناء مومباسا في كينيا؛ ميناء دار السلام في تنزانيا؛ ميناء مونروفيا في ليبيريا؛ پورت جانتي في الغابون، پورت لوكو في غرب سيراليون؛ پورت لويس في موريتانيا؛ پورت نوفو في بنين؛ پورت سودان على ساحل البحر الأحمر؛ پورت هاركور في جنوب نيجريا؛ پورت إليزابت في جمهورية أفريقيا الجنوبية. وغير ذلك (ن.م، I / 146,II / 292-293). 

المصادر

ابن بطوطة، رحلة، تق‍ : علي المنتصر الكتاني، بيروت، 1405ه‍ / 1985م؛ أبو الفداء، تقويم البلدان، تق‍ : رينو ودوسلان، باريس، 1840م؛ الإصطخري، إبراهيم، مسالك الممالك، تق‍ : دي خويه، ليدن، 1927م؛ أوغبونايا، إينوسنت ك .، «اقتصاد وسياست خارجي در آفريقا»، تج‍ : هوشنگ راسخي، مطالعات آفريقا، طهران، 1357ش، عد 4؛ سرمد، خسرو، كشف واستعمار آفريقا، طهران، 1350ش؛ غروي، محمد، جغرافياي آفريقا، كليات طبيعي و إنساني، طهران، 1356ش؛ «گزارش كميسيون اقتصادي سازمان ملل دربارۀ وضعيت اجتماعي واقتصادي آفريقا»، مطالعـات آفريقا، طهران، 1357ش، عـد 4؛ كوك، جـوزف م.، مسلمانان آفريقـا، تج‍ : أسد الله علوي، طهران، 1373ش؛المسعودي، علي، مروج الذهب، تق‍ : باربيه دي مينار و پافيه دي كورتي، طهران، 1970م؛ مشيري، رحيم، كليات قاره ها، طهران، 1371ش؛ موسى، علي ومحمد حمادي، جغرافية القارات، دمشق، 1402ه‍ / 1982م؛ واتكينز، ران، «تجارت در آفريقا: أفسانه ها و واقعيتها»، ترجمة وتلخيـص بهجـت الله آريـن، مطالعات آفريقـا، طهـران، 1373ش، عـد 2؛ ويلـر، ه‍ . وآخرون، «جغرافية العالم الإقليمية»، تج‍ : محمد حامد الطائي وآخرون، بيروت، 1964م؛ ياقوت، البلدان؛ وأيضاً:

Afrika, entsiklopedicheskiĮ spravochnik, Moscow, 1986-1987; Belyaev, E. A., Araby, Islam i ArabskiĮ khalifat v rannee srednevekov’e, Moscow, 1966; Britannica Atlas, Chicago, 1996; Brockhaus ; BSE3; Dandamaev, M. A., Iran pri pervykh Akhemenidakh, Moscow, 1963; id, Politicheskaya istoriya AkhemenidskoĮderzhavy, Moscow, 1985; EI1; E12; Fordham, P., The Geography of African Affairs, Southampton, 1974; Grove, A. T., Africa, South of the Sahara, Oxford, 1970; Kolesnikov, A. I., «Iran v nachale VII veka», PalestinskiĮ sbornik, Leningrad, 1970, vol. XXII; Kratkaya geograficheskaya entsiklopediya, Moscow, 1960-1962; Manshard, W., Afrika-Südlich der Sahara, Frankfurt, 1970; Neef, E., Das Gesicht der Erde, Frankfurt, 1962; Pauly; Procopius, tr, H. B. Dewing, London, 1968; Schiffers, H., Afrika, München, 1962; Strabo, The Geography, tr. H. L. Jones, London, 1949; Suret-Canal, J., Schwarz-Afrika, Berlin, 1966; Türkiye diyanet vakfı İslâm ansiklopedisi, Istanbul, 1988; Unesco Statistical Yearbook, 1996; WNGD.  
عنايت الله رضا / ه‍ 

II. تاريخ أفريقيا الشمالية 

يبـدأ تاريـخ شمـال أفريقيـا، أو بلاد البربـر ــ التي قسمهـا جغرافيو العصر الإسلامي إلى 3 مناطق هي المغرب الأدنى والمغرب الأوسط والمغرب الأقصى ــ منذ الألف الثانية ق.م. فقد أنشأ الفينيقيون في القرن 9 ق.م، مستوطنة قرطاجة على ساحل خليج تونس، والتي تحولت تدريجياً إلى دولة ـ مدينة قديرة. وقد قاموا فيما بعد بتوسيع رقعة حكمهم حتى السواحل الجنوبية والجنوبية الشرقية من الأندلس (بريتانيكا، IV / 976؛ خطّاب، 1 / 24-26؛ عبد الوهاب، 8، 11؛ زبيب، 1 / 87- 88، 95؛ الجوهري، 1 / 93-94، 97). وفي القرن 5 ق.م، احتل الأخمينيون المناطق الشمالية من أفريقيا. وبعد قرن، وإثر حملات الإسكندر المقدوني سقطت الممتلكات الإيرانية في أفريقيا بيده ويد خلفائه (داندا‌مايف، 61-62؛ صفا، 8). وفي القرن 2 ق.م ومع انتهاء الحرب القرطاجية الثالثة (149-146 ق.م) والتي انتهت بهزيمة القرطاجييـن الماحقة، استولى الروم على شمال أفريقيا (نـاپ، 17-18؛ بريتانيكا، I / 311؛ الجوهري، 1 / 106). واستمر طويلاً استيلاء هؤلاء ــ و من بعدهم الدولـة الرومانية الشرقيـة ــ على هـذه المنطقـة. ففـي 439م، استولـت قبائل الونـدال ــ باحتلالهـا قرطاجة ــ على المغرب ( بريتانيكا، I / 311-312؛ لارويي، 38-39). وفي 533م، أرسل يوستينيانُس الأول (527-565م) جيشاً إلى شمال أفريقيا وأسقط الحكم الوندالي هناك. وأخيراً وبعد ما يقرب من نصف قرن بدأ المسلمون من مصر حملاتهم على المغرب وسيطروا تدريجياً على شمال أفريقيا بأسره (عبد الحميد، 1 / 122؛ أيضاً ظ: بليايف، 9؛ كولسنيكوف، 14). 

العصر الإسلامي

بعد فتحهم مصر (21ه‍ / 642م)، اتجه المسلمون إلى شمال أفريقيا. فأرسل عمرو بن العاص جيشاً إلى برقة؛ فاستسلمت قبائل البربر فيها والتي كانت تتمنى الانعتاق من الهيمنة الرومانية، للمسلمين بدفعها الجزية. وعقب هذا الانتصار وفي 23ه‍ ، قاد عمرو بن العاص جيشاً إلى طرابلس، ففتحها. ثم طلب إلى عمر بن الخطاب أن يفتح إفريقية (القسم الشرقي من بلاد البربر، ظ: EI1)، لكن الخليفة حذّره من مغبة ذلك، فعيّن عمرو بن العاص أحد القادة لديه وهو عقبة بن نافع حاكماً على برقة وطرابلس و عاد هو إلى مصر (ابن عبد الحكم، 170-171؛ البلاذري، 224-225؛ ابن عذاري، 1 / 8؛ سالم، 2 / 142-152). ومنذ ذلك الحين وإلى حوالي 20 سنة بعدها، أصبحت هذه المنطقة تحت إشراف الحكومة المصرية. وفي 25ه‍ ، قام الخليفة عثمان بتعيين عبد الله بن سعد بن أبي سرح حاكماً على مصر بدلاً من عمرو بن العاص (الكندي، 11؛ ابن عذاري، ن.ص). وخلال ذلك، خرجت طرابلس عن طاعة المسلمين؛ ومن جهة أخرى، قام غريغوريوس (في المصادر الإسلامية: جرجير) الذي كان يحكم إفريقية من قِبل هرقل (هراكليوس) الأول الإمبراطور البيزنطي (حك‍ 575-641م) (ابن الأثير، 3 / 88-89)، بتعزيز التحصينات الدفاعية للحدود الشرقية لرقعة حكمها ومنها قابس ونقل عاصمته من قرطاجة إلى سُبيطلة لتكون أقرب إلى رقعة حكم المسلمين (مؤنس، فتح...، 74-76). 
و في 27ه‍ / 648م، و بأمر من عثمان، قاد عبد الله بن سعد حملة على إفريقية وألحق الهزيمة بالرومان في سبيطلة. فكان هذا أول انتصار للمسلمين في إفريقية، وعقب ذلك، عقد المسلمون والرومان معاهدة صلح استمرت لعشر سنوات (البلاذري، 226-227؛ الكندي، 12؛ ابن خلدون، 6 / 141؛ سالم، 2 / 174؛ زبيب، 2 / 17). وفي 38ه‍ / 658م، قام معاوية حاكم الشام، بتعيين عمرو بن العاص مرة ثانية حاكماً على مصر. وبمساعدة من عقبة بن نافع واصل حملاته على إفريقية وإلى سنة 43ه‍ / 663م كانت غدامس ووردان (دان) وأجزاء من السودان قد سقطت بأيدي المسلمين (ابن عذاري، 1 / 15؛ ابن الأثير، 3 / 352، 360؛ ابن تغري بردي، 1 / 125؛ ابن أبي دينار، 30). وبعد وفاة عمرو بن العاص (43ه‍(، فصل معاوية حكومة إفريقية عن مصر، فعيّن عقبة بن عامر حاكماً لمصر ومعاوية بن حُدَيج (أو خديج) حاكماً لإفريقية. وبعون من عبد الله بن الزبير وعبد الملك بن مروان، استولى ابن حديج على مدن قمونية وجلولاء وسوسة وقابس (ابن عذاري، 1 / 16- 18؛ العبادي، 38؛ سالم، 2 / 176، 182-183؛ زبيب، 2 / 21). وفي 50ه‍ ، أصبح عقبة بن نافع والياً على إفريقية بدلاً من ابن حديج. وكان 
أهم أعمال عقبة التخطيط لإنشاء مدينة القيروان بوصفها أول قاعدة عسكرية ومركز تنظيم المسلمين في شمال أفريقيا والذي استمر بناؤها لخمس سنوات. ولم يمض طويل وقت حتى تحولت إلى أكبر قاعدة عسكرية وسياسية وثقافية للمسلمين في شمال أفريقيا (البلاذري، 228؛ ابن الأثير، 3 / 465؛ ابن عذاري، 1 / 19-20؛ ابن خلدون، 6 / 141-142؛ سالم، 2 / 208؛ زبيب، 2 / 23-24). 
وفي 55ه‍ / 675م، حلّ مسلمة بن مخلد الأنصاري محل عقبة في مصر وإفريقية، لكن عقبة عُيّن والياً على إفريقية مرة أخرى في 62ه‍ (ابن عذاري، 1 / 21، 23؛ ابن أبي دينار، 29-30؛ مؤنس، ن.م، 149)، فبدأت مرحلة جديدة من الفتوحات الإسلامية في هذه البـلاد، حيث تمكن المسلمـون في أقل من سنتيـن ــ ومن خـلال فتحهم مدن باغاية، قرطاجة، المستنير، الزاب، تاهرت، مسيلة وطنجـة التي قال ابن عذاري إنها تبعد مسافة ألفي ميل عن القيروان ــ من الاستيلاء على أغلب المدن المهمة في المغرب (ابن عذاري، 1 / 23- 28؛ ابن الأثير، 4 / 105-106؛ ابن أبي دينار، 30-31؛ عبد الحميد، 1 / 191-202؛ زبيب، 2 / 26-29). وخلال ذلك قتل عقبة على أيدي مجموعة من البربر واستعاد الـروم ــ بمعونة قبائـل البـربـر ــ أغلب المدن المفتـوحة. وفي 64ه‍ ، خضعـت القيروان أيضاً لهيمنة كُسَيلة البربري، المعروف ببرنس (ابن عذاري، 1 / 30؛ ابن الأثير، 4 / 107- 108؛ عبد الحميد، 1 / 206). وفي 65ه‍ ، أرسل عبد الملك بن مروان إلى إفريقية جيشاً بقيادة زهير بن قيس البلوي، فاستولى على القيروان وقتل كسيلة، لكنه قُتل هو الآخر بعد قليل في معركة مع الروم (ابن عبد الحكم، 200؛ ابن عذاري، 1 / 32-33؛ ابن خلدون، 6 / 142؛ سالم، 2 / 233- 238). وعندما أصبح حسان بن النعمان الغساني والياً للمغرب، انتزع قرطاجة أولاً من أيدي الروم. ومنذ ذلك الحين ولمدة 10 سنوات تقريباً قابل القبائل البربرية بالكرّ والفرّ إلى أن اضطرهم أخيراً إلى الاستسلام في 82 ه‍ (ابن عبد الحكم، 200-201؛ ابن عذاري، 1 / 34- 38؛ ابن الأثير، 4 / 369-370؛ عبد الحميد، 1 / 217-226). 
وفي 86ه‍ / 705م، تولى موسى بن نصير الحكم في إفريقية، وأجبر القبائل البربرية التي كانت قد شقت عصا الطاعة بعد حسان، على الاستسلام واستولى على طنجة وسجلماسة ووادي درعة وعيّن طارق بن زياد على تلك المناطق ( الإمامة...، 2 / 62-63؛ ابن عذاري، 1 / 41-42؛ قا: ابن الأثير، 4 / 539). وفي 93ه‍ / 712م، ولّى موسى بن نصير ابنه، عبد الله على إفريقية، بينما قاد هو جيشاً إلى الأندلس واستولى على أجزاء كبيرة منها بمعونة طارق بن زياد (ابن الأثير، 4 / 576؛ خطاب، 1 / 238؛ أيضاً ظ: ن.د، الأندلس). ولأسباب عديدة ومنها الاضطراب السياسي للدولة الإسلامية خلال القرن 1ه‍ ، بعد المسافة وسعة الرقعة الجغرافية لبلاد المغرب وعدم معرفة المسلمين بوضعها الطبيعي ومقاومة البربر ومساعي الروم، فإن فتح المغرب بأسره استمر حوالي قرن من الزمان، وفي أواخر القرن الأول الهجري سقطت جميع بلاد المغرب بأيدي المسلمين (مؤنس، تاريخ...، 1(1) / 135، فتح، 268-270). 
وبانتهاء ولاية موسى بن نصير على المغرب، انتهى عصر الفتوحات في شمال أفريقيا. وبعد هذه الفترة، أدت الصراعات بين الولاة العديدين لهذه المنطقة وظلمهم للبربر والضعف الذي كان يدب تدريجياً في الدولة الأموية، إلى سنوح فرصة مناسبة للخوارج لأن ينشطوا ضد الحكومة المركزية والمحلية، وبالنتيجة انضمت أغلب قبائل البربر إلى الخوارج واتسع نطاق التمرد ضد ولاة المغرب؛ ويمكن أن نذكر من ذلك تمرد الخوارج الصُّفرية (122ه‍ / 740م) بزعامة ميسرة المدغري وخالد بن حميد الزناتي على عهد هشام بن عبد الملك والذي أنزل خسائر فادحة بالدولة (ظ: ابن عذاري، 1 / 52-55؛ أخبار مجموعة، 34؛ الثعالبي، 131 وما بعدها؛ سالم، 2 / 297، 299-300). وفي 123ه‍ ، وجّه هشام بن عبد الملك إلى المغرب جيشاً جراراً بقيادة كلثوم بن عياض القشيري لإخماد ذلك التمرد. لكن كلثوم هزم هزيمة نكراء أمام البربر وقُتل. وبعده كُلِّف حنظلة بن صفوان لمحاربة البربر والخوارج، لكنه هو الآخر لم يحقق شيئاً وبعد وفاة هشام، هيمن العرب المقيمون في المغرب والبربر بشكل كامل على هذه البلاد ( أخبار مجموعة، 34-35؛ ابن عذاري، 1 / 54-55؛ سالم، 2 / 308-311، 320). 
وفي النصف الأول من القرن 2ه‍ ، كانت المجاميع الرئيسة الثلاث في المغرب تتصارع مع بعضها: الأولى العرب الذين نشأوا في هذه البلاد وأصبحوا سكاناً أصليين، وكان فريق من بربر زناتة يدعمونهم وكانوا يسكنون في الغالب في تونس وإقليم الزاب في الجزائر؛ الثانية العرب المهاجرون من الشام إلى المغرب وكانوا يشكلون طبقة رجال الدولة والموظفين الرسميين ويعيشون غالباً في القيروان وطرابلس وتونس؛ الثالثة قبائل البربر الذين اعتنق كثير منهم مذهب الخوارج الصفرية والإباضية وأسسوا دولة مستقلة، مثل أبي قرة الزناتي الذي أسس دولة خارجية في تلمسان ولقّب نفسه أمير المؤمنين (سالم، 2 / 320-327؛ ناصري، 213). 
وفي 126 أو 127ه‍ ، ثار عبد الرحمان بن حبيب الفهري، زعيم المجموعة الأولى وممثلها ضد حنظلة بن صفوان، والي المغرب وجلس على العرش في القيروان بمساعدة البربر ودعا نفسه حاكم إفريقية (ابن عذاري، 1 / 60-61؛ ابن الأثير 5 / 311-312؛ سالم، 2 / 320-323). وخلال ذلك، حل العباسيون محل الأمويين. وعلى الرغم من أن عبد الرحمان خضع لطاعة السفاح العباسي، لكن لما تسلم المنصور الخلافة بدأ العداء بين الاثنين (ابن عذاري، 1 / 67؛ ابن الأثير، 5 / 313-314). ومن جهة أخرى، أدت الاضطرابات السياسية والاجتماعية الحادة وعدم جدارة عبد الرحمان إلى أن يتعاظم نفوذ الخوارج تدريجياً، بحيث راج مذهب الخوارج الإباضية والصفرية منذ أوائل القرن 2ه‍ / 8م في شمال أفريقيا وبشكل خاص بين قبائل زناتة، وعيّن الإباضيون الحارث بن تليد إماماً، فانتزع بمعونة عبد الجبار بن قيس بعض المدن من أيدي عبد الرحمان. ومن بعده، تسلم أبو الخطاب المعافري إمامة الإباضيين في 140ه‍ / 757م ووسع منطقة نفوذه في الشرق والغرب والجنوب. وخلال ذلك، قدم محمد بن الأشعث الخزاعي من قبل المنصور العباسي للقضاء على الإباضية، فألحق بهم هزيمة نكراء واحتل القيروان (ابن عذاري، 1 / 70-71؛ الدرجيني، 1 / 32-35؛ معمر، 2(1) / 49-59؛ ابن الأثير، 5 / 315-317؛ أيضاً ظ: ن.د، 2 / 21-22). ولما أصبح عبد الرحمان بن رستم زعيماً للإباضية في الجزائر، بنى مدينة تاهرت (145ه‍( وجعلها قاعدة للإباضية، ثم أصبحت قاعدة لحكم الرستميين (ن.ع) (السلاوي، 1 / 128؛ سالم، 2 / 345). وبعد ابن الأشعث عُيّن الأغلب بن سالم بن عقال والياً على إفريقية في 148ه‍. فأمضى 3 سنوات من حكمه في محاربة الإباضية وقُتل أخيراً على أيديهم (ابن الأثير، 5 / 586-587؛ سالم، 2 / 346-350). 
وفي 151ه‍ / 768م، قام المنصور العباسي بتعيين عمرو (عمر) ابن حفص، المعروف بـ «هزار مرد» (ألف رجل) والياً على إفريقية. وكان من الحوادث المهمة في عهده، استيلاء الإباضية على طرابلس والقيروان (ابن عذاري، 1 / 75؛ ابن أبي دينار، 46). ومنذ ذلك التاريخ وما بعده وحتى نهاية القرن 2ه‍ وتزامناً مع ظهور دول مستقلة في شمال أفريقيا، عيّنت الخلافة العباسية، الولاة التالية أسماؤهم على شمال أفريقيا: 
1. يزيد بن حاتم المهلبي (تـ 170ه‍ / 786م) الذي تغلب على الإباضية وأعاد الهدوء إلى إفريقية إلى حد ما؛ 2. روح بن حاتم الـمهلبـي (تـ 174ه‍(؛ 3. الفـضـل بـن روح الـمهـلـبـي (تـ 178ه‍(؛ 4. هرثمة بن أعين (حك‍ 178-181ه‍(؛ 5. محمد بن مقاتل (حك‍ 181-184ه‍(. 
و عقب ذلك، بدأ عصر الدول المستقلة وشبه المستقلة في شمال أفريقيا وأهمها هذه السلالات: 
1. بنو الأغلب في تونس: ومؤسس هذه السلالة إبراهيم بن الأغلب (ن.ع)؛ وكان في البدء من الولاة الذين عيّنهم هارون الرشيد على إفريقية، والذي عُين في هذا المنصب في 184ه‍ بعد انتزاع القيروان من يد حاكم تونس، تمام بن تميم (ابن عذاري،1 / 90؛ ابن أبي دينار، 48، 49؛ سالم، 2 / 374-375). وكان آخـر حكام هذه السلالـة زيادة الله بن عبد الله (حك‍ 290-296ه‍(، الذي قضى عليه أبو عبد الله الشيعي (ن.ع)، الداعية الإسماعيلي ومؤسس الخلافة الفاطمية في شمال أفريقيا وأنهى حكم بني الأغلب. كان الأغالبة يهيمنون على بعض السواحل الأوروبية للبحر الأبيض المتوسط مثل صقلية وپالرمو (ظ: ن.د، بنو الأغلب؛ أيضاً ظ: ابن أبي دينار، 50-53). ومن الأبنية المعروفة في عصر الأغالبة، يمكن أن نذكر المسجد الجامع في القيروان وجامع الزيتونة في تونس وجامع سوسة (سالم، 2 / 423، 435، 443). 
2. آل إدريس: ومؤسس هذه السلالة الشيعية هو إدريس بن عبد الله من أحفاد الإمام الحسن (ع). حكمت هذه السلالة مراكش وقسماً من الجزائر خلال السنوات 172 ـ 375ه‍ / 788-985م (ظ: ن.د، الأدارسة). 
3. بنو رستم في تاهرت: مؤسس سلالة خوارج بني رستم هو عبد الرحمان بن رستم الذي عدّه المؤرخون إيرانياً من ذرية رستم فرخزاد (وفي رواية: بهرام جور) (ابن خلدون، 6 / 246؛ ياقوت، 1 / 815؛ ابن عذاري، 1 / 277). وكان عبد الرحمان قد عُيّن حاكماً للقيروان من قِبل إمام الإباضية، أبي الخطاب؛ ولما تغلّب ابن الأشعث على الإباضية في طرابلس وتوجه نحو القيروان، هرب ابن رستم إلى المغرب الأوسط وأسس بمعونة كبار شخصيات الإباضية دولة الرستميين. وفي 144ه‍ ، بنى مدينة تاهرت لتكون مقراً لحكمه. وفي 160ه‍ ، انتخبه الإباضية إماماً لهم. وقد تمكن في فترة قصيرة من تأسيس دولة مقتدرة حكمت تاهرت لفترة تقرب من 150 سنة. وأخيراً قضى أبو عبد الله الشيعي على دولة الرستميين (ظ: عبد الحميد، 2 / 289 وما بعدها؛ أيضاً ظ: ن.د، أبوعبد الله الشيعي). 
4. بنو مِدرار في سجلماسة: عقب انتشار مذهب الخوارج في جنوب المغرب وجنوبها الغربي، خضع أهالي سجلماسة أيضاً لمذهب الخوارج الصفرية بزعامة عيسى بن يزيد المكناسي، المعروف بالأسود الصفري. ومن بعده، تسلم الحكم أبو القاسم سمغـون بن واسول المكنـاسي، الملقب بمـدرار (حك‍ 155-167ه‍(، الذي ينتسب إليه بنو مدرار. وقد أطاح الفاطميون بدولة بني مدرار في 354ه‍ / 965م (ابن خلدون، 6 / 268، 270؛ ابن عذاري، 1 / 156-157؛ السلاوي، 1 / 125). 

الفاطميون

بعد أن أنهى أبو عبد الله الشيعي حكم الحكومات المحلية في المغرب وهيأ الأرضية لتأسيس دولة شيعية، أعلن عبيد الله المهدي بالرقادة في 297ه‍ / 910م نفسه رسمياً خليفة وأميراً للمؤمنين وأسس الخلافة الفاطمية في شمال أفريقيا التي دامت أكثر من نصف قرن. وكان آخر الحكام الفاطميين في المغـرب، أبـا تميـم سعـد، المعـروف بالمعز لديـن الله (حك‍ 341-362ه‍ / 952-973م) الذي فتح الفاطميون مصر على عهده وانتقلوا إليها (ظ: ن.د، الفاطميون؛ أيضاً ظ: حمد، 209 وما بعدها؛ عبد الحميد، 3 / 57 وما بعدها). 

بنو زيري

عندما انتقلت الخلافة الفاطمية إلى مصر، ولّى المعزُّ أحد قادته، المدعو يوسف بن بلكين، حاكماً على المغرب. ومنذ ذلك الحين وما تلاه، بدأ عصر جديد في تاريخ شمال أفريقيا عُرف بالعصر الصنهاجي، أو العصر البربري. وقد أسس يوسف سلالة بني زيري، أو بني مناد في القيروان الذين حكموا هناك حتى سنة 406ه‍ / 1015م نيابة عن الفاطميين (ظ: ن.د، بنو زيري؛ أيضاً ظ: عبد الحميد، 3 / 301 وما بعدها؛ EI1). 

المرابطون

في النصف الثاني من القرن 5ه‍ / 11م وبعد أن تدهورت سلطة المسلمين في المغرب بسبب التقدم المسيحي وسقوط صقلية بيد النورمانديين وكذلك ظهور الخلافات بين الحكام المحليين في المغرب، أسس يوسف بن تاشفين دولة المرابطين (من قبائل بربر صنهاجة). وبفتحهم البلدان المجاورة لهم في الشمال والجنوب ومنها مراكش وغربي الجزائر ومن ثم الأندلس، حكم المرابطون لحوالي قرن من الزمان أجزاء واسعة من شمال أفريقيا والأندلس. وفي 454ه‍ / 1062م، بنى يوسف بن تاشفين مراكش واتخذها عاصمة لحكمه. وقد قضى الموحدِّون على دولة المرابطين (ظ: ن.د، المرابطون). 

الموحِّدون

استقطـب مؤسس سلالة الموحدين ابن تومـرت (تـ 524ه‍ / 1130م) من المناديـن بالمهدوية المتنفذيـن، أتباعـاً كثيرين وأسس حكومة قوية حكمت شمال أفريقيا وإسبانيا لما يقرب من 150 سنة. وقد قضى بنو مرين (ن.ع) على دولة الموحدين في 667ه‍ / 1269م (ظ: ن.د، ابن تومرت، أيضاً الموحدون). 
وبسقوط دولة الموحدين قسم شمال أفريقيا بين 3 دول بربرية هي: 
1. بنو مرين الذين احتلوا مراكش عقب انتصارهم الساحق على الموحدين، واستمر حكمهم حتى 875ه‍ / 1470م (ظ: ن.د، بنو مرين). 
2. بنو حفص الذين كانوا بقايا الموحدين وحكموا تونس (المغرب الأدنى) حتى 941ه‍ / 1534م، وسقطوا أخيراً على أيدي الأتراك العثمانيين (ظ: ن.د، بنو حفص). 
3. بنو عبد الواد الذين كانوا من بربر زناتة وكانوا حتى 796ه‍ / 1394م يحكمون المغرب الأوسط بأسره حيناً وأجزاء منه حيناً آخر (ظ: ن.د، بنو عبد الواد)، 
ومنذ أواسط القرن 9ه‍ / 15م وبعد سقوط دولة بني وطاس (ن.ع)، عمّت الفوضى إفريقية والجزائر وتونس وهيأت الأرضية لهجوم البرتغاليين والإسبان، وأخيراً احتلال شمال أفريقيا بأسره على أيدي الأتراك العثمانيين. وعقب ذلك، يبدأ التاريخ المستقل لبلدان شمال أفريقيا (مؤنس، تاريخ، 2(3) / 104، 159؛ ألتر، 17؛ يحيى، 97 وما بعدها؛ أيضاً ظ: ن.د، الجزائر، تونس، ليبيا، مراكش). 

المصادر

ابن أبي دينار، محمد، المؤنس، تق‍ : محمد شمام، تونس، 1387ه‍ / 1967م؛ ابـن الأثير، الكامـل؛ ابن تغري بردي، النجـوم؛ ابن خلدون، العبر، تق‍‌: خليل شحاده، بيروت، 1401ه‍ / 1981م؛ ابن عبد الحكم، عبد الرحمان، فتوح مصر وأخبارهـا، القاهرة، 1411ه‍ / 1991م؛ ابن عذاري، أحمد، البيان المغرب، تق‍ : كولـن وليفي پروفنسال، بيروت، 1983م؛ أخبار مجموعة، تق‍ : إبراهيم الأبياري، بيروت / القاهرة، 1401ه‍ / 1981م؛ ألتر، عزيز سامح، الأتراك العثمانيـون في أفريقيا الشمالية ، تج‍ : محمود علي عامر، بيروت، 1409ه‍ / 1989م؛ الإمامة والسياسة، المنسوب لابن قتيبة، القاهرة، 1388ه‍ / 1969م؛ البلاذري، أحمد، فتوح البلدان، تق‍ : دي خويه، ليدن، 1865م؛ الثعالبي، عبد العزيز، تاريخ شمال أفريقيا، تق‍ : أحمد بن ميلاد ومحمد إدريس، بيروت، 1407ه‍ / 1987م؛ الجوهري، يسرى، شمال إفريقية، الإسكندرية، 1976م؛ حمد، عادلة علي، قيام الدولة الفاطمية ببلاد المغرب، القاهرة، 1980م؛ خطاب، محمود شيت، قادة فتح المغرب العربي، بيروت، 1393ه‍ / 1973م؛ الدرجيني، أحمد، طبقات المشايخ بالمغرب، تق‍ : إبراهيم طلّاي، قسنطينة، 1394ه‍ / 1974م؛ زبيب، نجيب، الموسوعة العامة لتاريخ المغرب و الأندلس، بيروت، 1415ه‍ / 1995م؛ سالـم، عبد العزيز، المغرب الكبير، بيروت، 1981م؛ السلاوي، أحمد، الاستقصـاء، تق‍ : جعفر الناصري ومحمد الناصري، الدار البيضاء، 1954م؛ صفا، ذبيح الله، تاريخ سياسي واجتماعي وفرهنگي إيران، طهران، 1356ش؛ العبادي، أحمد مختار، في تاريخ المغرب والأندلس، بيروت، 1978م؛ عبد الحميد، سعد زغلول، تاريخ المغرب العربي، الإسكندرية، 1979م؛ عبد الوهاب، حسن حسني، خلاصة تاريخ تونس، تونس، 1373ه‍ ؛ الكندي، محمد، الولاة والقضاة، تق‍ : رفن كست، بيروت، 1908م؛ معمر، علي يحيى، الإباضية في موكب التاريخ، القاهرة، 1384ه‍ / 1964م؛ مؤنس، حسين، تاريخ المغرب و حضارته، بيروت، 1412ه‍ / 1992م؛ م.ن، فتح العرب للمغرب، القاهرة، مكتبة الثقافة الدينية؛ ناصري طاهري، عبد الله، مقدمه إي بر تاريخ سياسي اجتماعي شمال آفريقا، طهران، 1375ش؛ ياقوت، البلدان؛ يحيى، جلال، المغرب العربي الحديث و المعاصر، القاهرة، 1983م؛ وأيضاً:

Belyaev, E. A., Araby, Islami arabskiĮ khalifat v rannee srednevekov’e, Moscow, 1966; Britannica ; Dandamaev, M. A., Iran pri pervykh Akhemenidakh, Moscow, 1963; EI1; Knapp, W., Tunisia, London, 1970; Kolesnikov, A. I., «Iran v nachale VII veka», PalestinskiĮ sbornik, Leningrad, 1970, vol. XXII(85); Laroui, A., The History of the Maghrib, New Jersey, 1977.

عنايت الله فاتحي نژاد / ه‍

 

الصفحة 1 من10

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: