الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / أفریقیا /

فهرس الموضوعات

التربة

يرتبط الوضع الإقليمي المتفاوت جداً لأفريقيا والظروف البيئية النباتية بتنوع التربة في هذه القارة. وأخصب أنواع التربة في قارة أفريقيا هي التربة الغرينية. وتقع هذه التربة الخصبة على امتداد شواطئ نهر النيل وفي أقسام من الأراضي المرتفعة نسبياً في أفريقيا الشرقية. وكانت الأراضي الواقعة على امتداد نهر النيل لآلاف السنين من الأراضي الزراعية في قارة أفريقيا. ونتيجة للتأثيرات المناخية وامتزاجها بالمواد البركانية، تحولت التربة الخصبة إلى تربة ممتازة. ومن الأنواع الأخرى القابلة للزراعة في قارة أفريقيا، التربة السهبية الاستوائية، ومراعي المناطق المعتدلة نسبياً الواقعة في المنطقة الجنب مدارية الجنوبية في أفريقيا الجنوبية. وهذه التربة تشبه تربة تشرنوزيوم (التربة السوداء) في روسيا، ولاتشبه كثيراً التربة المَرَجيّة والبلوطية في أميركا الشمالية. وتمتاز هذه التربة بأنها تُستهلك بسرعة، حيث تفقد خصوبتها بسبب عمليات الزراعة المتواصلة (ويلر، 2 / 251-252؛ مشيري، 208). وغالباً ما تنجرف تربة الأراضي المرتفعة من أقدام الجبال وتتجمع في الأخاديد. وفي أشد المناطق رطوبة في قارة أفريقيا في حوض نهر الكونغو والسواحل المحيطة به وكذلك في سواحل خليج غينيا والحزام الاستوائي، تكون التربة غالباً حمراء مائلة إلى الصفرة. وتتكون هذه التربة من مزيج من الحديد ومواد حامضية تحتوي على الكوارتز ( أفريقيا، ن.ص؛ موسى، 399). وتحدّ هذه المواد الحامضية من نمو النباتات، وتؤدي بالنتيجة إلى ضعف هذه التربة، من حيث اختزان المواد النباتية وتفقد خصوبتها بسبب قلة سماد ورق الشجر ومخزون الكلس (مشيري، 208). وإن تربة المنطقة الأفريقية المطلة على البحر المتوسط فقيرة للمواد المعدنية النتروجين والكالسيوم. وفي مناطق السواحل الجنوبية الشرقية من أفريقيا ومنها موزمبيق توجد التربة السوداء (تشرنوزيوم) وفي مناطق أخرى، توجد التربة الحمراء للمناطق المدارية (موسى، 400). ويمكن تقسيم تربة منطقة الصحراء إلى 3 أقسام وهي: تربة الصحارى الصخرية من نوع حمادة؛ تربة رملية من نوع «إريغ» و تربة ريغ. وجميع تربة هذه المنطقة سبخة. وفي الصحارى القريبة من سواحل البحر الأبيض المتوسط التي تزيد فيها رطوبة الهواء قليلاً، تكون التربة عادة باللون الرمادي ـ البني المائل للحمرة ( أفريقيا، I / 28). ويزرع في قارة أفريقيا حوالي خمس أراضيها، إلا أن أساليب الزراعة البدائية أدت إلى استهلاك التربة فيها (ن.م، I / 29). 

الغطاء النباتي

ترتبط الخصائص والتقسيمات النباتية في أفريقيا بالوضع الجغرافي الفعلي والمواصفات الجيولوجية للعصور السابقة لهذه القارة. ولم تُعرف بعض نباتات أفريقيا حتى الآن كما ينبغـي، وقد قُـدّر عدد أنـواع هـذه النباتـات بـ 000,40. وتضـم الأراضي الأفريقية مناطق نباتية متعددة. فالقسم الشمالي من هذه القارة خاص بمنطقة الهولاركتيك ويشتمل على نباتات المناطق الجافة التي تضم تقريباً جميع النصف الشمالي للكرة الأرضية إلى ما يقرب من المناطق الاستوائية (ن.ص؛ شيفرز، IV / 27-28؛ «دائرة المعارف الجغرافية»، I / 468). وتضم هذه المنطقة نباتات وأشجار من أنواع الصنوبر والسرو والحور والبتولا والنبغ والجوز الهندي والجوز والصفصاف وشقائق النعمان والفوّة والنباتات الصليبية وغيرها (ن.ص؛ أفريقيا، I / 29). وتمتاز أشجار هذه المنطقة ونباتاتها بأن أكثرها ذات أوراق خشنه نسبياً ودائمة الخضرة (ن.ص). وتضم منطقة پاليوتروپيس جميع جنوبي الصحراء تقريباً. وتنمو فيها النباتات الخاصة بإقليم المناطق الحارة والرطبة المقاومة لحرارة الجو. ونباتات هذه المنطقة هي من نوع نباتات منطقة السافانا، أو إقليم المراعي الاستوائية (ن.م، I / 29,31؛ «دائرة المعارف الجغرافية»، III / 201؛ مانسهارد، 26). وليست أشجارها وحقول شجيراتها كثيفة، وغالباً ما تحتفظ بالرطوبة التي تمتصها. وإن جزر مدغشقر وسانت هيلانة وجنوب غرب أفريقيا هي من ضمن هذه المنطقة. وإن وضع منطقة السافانا يتغير تبعاً لمدة هطول الأمطار التي تحدد معدل الرطوبة ودوامها ( أفريقيا، «دائرة المعارف الجغرافية»، ن.صص). وأبرز سمات هذا الإقليم هو تناوب فصوله الرطبة والجافة. وتشكل نباتات الأعلاف الاستوائية الطويلة مع غابات من الأشجار المتناثرة والخفيفة الجزء الأكبر من الغطاء النباتي لهذه المنطقة. وتُصنَّف نواحي هذه المنطقة إلى غابات جافة وحقول شجيرات استوائية. ويوجد في منطقة پاليوتروپيس 000,6 نوع من النباتات تنتمي إلى 700 فصيلة نباتية منها: النخيل الشاهق الارتفاع، شتى أنواع الخيزران، الأشجار الغابية للمناطق الحارة والسافانا (ن.ص؛ موسى، 396-397؛ مشيري، 212). وإن المنطقة الواقعة جنوبي نهر أورانج هي من المناطق النباتية المهمة الأخرى في قارة أفريقيا. وهذه المنطقة التي تشتمل على مرتفعات هضبة كاپ البالغة مساحتها 000,700كم2، فيها 000,14 نوع من النباتات التي تنتمي إلى 200,1 فصيلة نباتية أغلبها من النباتات دائمة الخضرة («دائرة المعارف الجغرافية»، II / 225). 
وتتمتع البلاد الاستوائية الحارة ذات غابات الهضاب المختلطة الدائمة الرطوبة والخضرة بغطاء نباتي واسع جداً. وتقع هذه البلاد في منطقة بين خطي العرض 7° شمالاً و5° جنوباً على حافات خليج غينيا ومنخفضات الكونغو والمناطق الجبلية في الكمرون وحوض المجرى العلوي لنهر الكونغو. ويوجد في هذه البلاد ما يزيد على 000,3 نوع من الأشجار يتراوح ارتفاع 000,1 نوع منها أحياناً بين 40-50 متراً، ويبلغ قطر الواحدة منها 5,1 متر. وإلى الشمال والجنوب من المنطقة الاستوائية الحارة ومع انخفاض معدلات هطول الأمطار وزيادة فترة موسم الحر والجفاف الذي يمتد لشهرين، أو 3 أشهر في السنة، تتساقط الأوراق وتفقد خضرتها. وفي المرتفعات التي تتجاوز 300,1 متر في المنطقة الحارة من أفريقيا، تكون الأشجار أقصر. وأشجار الأجمات الجافة غير‌كثيفة وأغلبها على شكل حقول الشجيرات. وقد امتدت هذه المنطقة إلى خط العرض 20° جنوباً تقريباً ( أفريقيا، I / 29,30,31). وتشمل النواحي الغابية في هذه المنطقة على أشجار الأبنوس والنخيل والزيتون والكاكاو والأشجار دائمة الخضرة (موسى، 396). أما النباتات الصحراوية، فتنمو غالباً في المناطق الصحراوية من الشمال وجنوب لمراعي الاستوائية وسهوب الصحراء الكبرى وصحراء كالاهاري ولها غطاء ملحوظ من الأعلاف والشجيرات (م.ن، 397؛ مشيري، ن.ص). وأغلب نباتات المناطق السهبية قصيرة يبلغ ارتفاعها 5 / 1 متر. وتشكل هذه المنطقة الخضراء مراعي مناسبة للماشية (موسى، 398). وفي صحارى جنوب أفريقيا توجد بشكل أكبر النباتات التي تختزن المياه ( أفريقيا، I / 33). وتنمو النباتات المتوسطية في المناطق الساحلية للبحر المتوسط وشمال أفريقيا وجنوب غربيها في أطراف كيب تاون. وأشجار هذه المناطق هي الصنوبر والسرو والزيتون والبلوط وغير ذلك. كما تزرع في هذه المناطق البقول والحنطة والشعير (مشيري، 213؛ موسى، ن.ص). أما نباتات منطقة ناتال في أفريقيا الجنوبية، فتشبه نباتات منطقة البحر المتوسط (م.ن، 398-399؛ «دائرة المعارف الجغرافية»، III / 68). وفي قارة أفريقيا تشكل مناطق السافانا حوالي 33٪ والصحراوية وشبه الصحراويـة 40٪ و المناطق الغابيـة والأجمات 27٪ من الأراضـي ( أفريقيا، ن.ص). 

الحياة البرية

إن تنوع الأحياء كبير في قارة أفريقيا، حيث ماتزال توجد فيها بقايا أحياء الحقب الجيولوجي المتأخر، بل وحتى الحقب الوسيط. وتوجد في أفريقيا أنواع الحشرات السامة المصاصة للدماء؛ وفي شمال القارة وجنوبها تعيش في الغابات أنواع حيوانات المناطق الجنب مدارية. وإن وجود الفيل والأيل والكركدن وقرد الشمبانزي والطيور ذات القرون وأنواع الببغاوات والطواويس وغيرها، دال على الترابط الأرضي بين هذه القارة والهند وقارة آسيا. ويوجد في أفريقيا الماعز والبقر الوحشي وحمار الوحش والكركدن والزرافة والأسد والضبع والتمساح والأحياء التي تعيش في الرمال والكثبان، والزواحف و غيرها بأنواع مختلفة (ن.ص؛ ويلر، 2 / 252-253). وقد شارفت مجاميع من الحيوانات الضخمة في أفريقيا على الانقراض نتيجة الصيد العشوائي. وفي بعض المناطق، تحفظ الحيوانات الباقية في محميات وطنية؛ وأشهر هذه المحميات منتزه ألبرت الوطني الواقع في منطقة بركانية مرتفعة في القسم الشرقي من الكونغو؛ ومنتزه كروغر في أقصى الشمال الشرقي من أفريقيا الجنوبية (ن.ص؛ مشيري، 213-214). وتوجد في مجاري الأنهار المتصلة بالبحار والمحيطات أنواع التماسيح والأسماك أيضاً (م.ن، 214؛ ويلر، 2 / 253). 

السكان

فـي 1994م / 1415ه‍ ، قُـدّر عـدد سكـان أفـريقيـا بـ 000 ,288 ,708 نسمة («المذكرة السنوية...»، «1-3»)، ويظهر ذلك زيادة قدرها 000 ,288,171 نسمة مقارنة بسنة 1984م / 1405ه‍ ( أفريقيا، I / 13)، وهو دليل على التزايد السكاني في هذه القارة والذي ذكر أنه 9 / 2٪ (ن.ص)، أو 3٪ («گزارش...»، 183). وتبلغ الكثافة السكانية في قارة أفريقيا 23 نسمة في كل كم2 («المذكرة السنوية»، ن.ص). ومن مجموع سكان هذه القارة كان ما مجموعه 000,407,129 نسمة يعيشون فقط في البلدان الخمسة: مصر والجزائر والمغرب وليبيا وتونس الواقعة في الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط وذلك في 1994م. وتضم قارة 
 

أفريقيا 56 بلداً، كما أن عدة جزر في هذه القارة مرتبطة بدول أوروبية وتابعة لها. وفي الجدول 1 أدرجت أسماء الدول وتواريخ تأسيسهـا وعـواصمهـا ومساحاتهـا وعـدد سكـانهـا فـي 1994م ( أفريقيا، I / 12؛ «المذكرة السنوية»، «1-4»،«1-3»). 
وتشتمل الأراضي التابعة لبريطانيا في المحيط الهندي جزر ألدابرا، دروش، فاكورا التي انفصلت عن جمهورية سيشل، وكذلك جزيرة دييغوغارسيا، 200كم2؛ بينما تشتمل الأراضي التابعة لإسبانيا في شمال أفريقيا على مدينتي مِليلة، سيوتا، جزر آلوسماس، تشافاريناس، وفلس دلاغومرا، 30كم2، وكذلك على جزيرتي سانت هيلانة وريونيون التابعتين لبريطانيا وفرنسا. أما قاعدة سانت هيلانة فهي جيمس تاون، 122كم2، وقاعدة ريونيون هي سان دني، 510,2كم2 ( أفريقيا، I / 12 ؛ «المذكرة السنويـة»، «1-4»,«1-3»). 
وأكثر مناطق أفريقيا ازدحاماً بالسكان هو وادي النيل، حيث تبلغ الكثافة السكانية في منطقة الدلتا 300 نسمة في كم2. وقد سكن سكان أفريقيا غالباً في الشمال من خليج غينيا والأراضي المحيطة بمصب نهري غامبيا والكونغو، بلدان سواحل جنوبي البحر الأبيض المتوسط، جنوب منطقة أفريقيا الجنوبية، حافات البحيرات والسواحل الشرقية. كما أن هضبة الحبشة هي من المناطق المزدحمة بالسكان نسبياً في أفريقيا (مشيري، 224). وأكثر بلدان أفريقيا ازدحاماً بالسكان هي نيجريا التي يتجاوز عدد سكانها 108 ملايين نسمة («المذكرة السنوية»، ن.ص). وكما يستشف من جدول عدد السكان في البلدان الأفريقية، فإن الكثافة السكانية في منطقة الصحراء قليلة جداً. 
ومن حيث القوميات والأعراق، يمكن تقسيم أفريقيا إلى 4 مناطق رئيسة: 1. منطقة الشمال، قسم من المناطق الغربية، شاطئ المحيط الأطلسي وكذلك شرق أفريقيا، النيل الأعلى و إثيوبيا. وقد عُدّت شعوب هذه المنطقة من الفصائل الحامية ـ السامية؛ 2. منطقة السود لأفريقيا الغربية التي تمتد من موضع النيل الأبيض حتى المحيط الأطلسي؛ 3. منطقة بانتو في جنوب و جنوب شرقي أفريقيا؛ 4. منطقة بوشمن في جنوب غرب أفريقيا (فوردم، 42، الخريطة). ومع كل ذلك، ينبغي القول إن التركيبة القومية لشعوب أفريقيا أكثر تعقيداً مما هو عليه حال بقية القارات. 
وتشتمل الشعوب الأفريقية على 5 فصائل: 1. الفصيلة السامية ـ الحامية التي تنقسم بدورها إلى 3 مجاميع الساميين والكوشيين والبربر. وتعيش في بلدان شمال وشمال شرقي أفريقيا شعوب تتكلم باللغات السامية الأفريقية ـ الآسيوية وأهمها اللغة العربية. وغالبية سكان بلدان مصر وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا والمغرب والسودان ناطقون باللغة العربية. ومن المجاميع الأخرى السامية في أفريقيا، يمكن أن نذكر أهل الحبشة (إثيوبيا) وجيرانها. وأقدم شعوب شمال أفريقيا هم البربر ويسكنون في المناطق الجبلية في المغرب والجزائر BSE3,II / 449) ؛ أفريقيا، I / 92)؛ 2. فصيلة بانتو التي تشمل مجاميع بانتو وبانتو الشرقي وغـور (بانتو الأوسط) والأطلنطيك وبانتو الغربي وسونغائـي. وإن الشعـوب الناطقـة باللغـات النيجـرية ـ الكونغوئيـة تعيـش في منطقة واسعة من قارة أفريقيا تدعى بانتو وتشكل أغلب سكان الكثير من بلدان أفريقيا الوسطى. ويوجد في شرق وجنوب أفريقيا 43 قبيلة من بانتو (ن.ص). كما يعيش في جنوب منطقة الصحراء الكبرى والمناطق المحيطة بخط الاستواء ومنها الكونغو ونيجريا أنـاس يتحدثون بلغات أهل تشاد (ن.ص)؛ 3. فصيلة مانده، وتضم مجاميع غينيا وكفا، إيجو، و شعب السودان الأوسط والشرقي؛ 4. فصيلة النيل وتضم مجاميع النيل الشمالي، الشرقـي والجنوبـي، مجموعـة النوبـة، مجموعـة كانـوري (بري ـ بـري)، بوشمن، و غوتنتوت (كـوى سان)؛ 5. فصيلـة المالايا ـ الپولينيزيا وتضم المجاميع الأندونيسية والمالاغاشية في مدغشقر، والمجموعة التي تتحدث بلغات الفصيلة الهندو ـ أوروبية. وبمعزل عن أهالي ليبيريا، فإن هذه المجموعة من المقيمين في أفريقيا تشمل البريطانيين والإسبان والبرتغاليين والفرنسيين والهنود والكجراتيين (BSE3، ن.ص). 
وفي أفريقيا امتزجت المجاميع والفصائل القومية ببعضها بشكل بطيء وغير محسوس، بينما تعيش في أقاصي أفريقيا مجموعتان إنسانيتان مختلفتان ومنفصلتان عن بعضهما هما پيغمهيو حوض نهر الكونغو وبوشمن صحارى كالاهاري (غروي، 89؛ فردم، ن.ص؛ مشيري، 226). 
ومع الأخذ بنظر الاعتبار عدد السكان في كل بلد، فإن نسبة المسلمين في أفريقيا هي على النحو التالي: في مصر 90٪ من السكان مسلمون أغلبهم على المذاهب السنية. ويشكل المسلمون سكان ليبيا وغالبية سكانِ تونس والمغرب والجزائر. وفي موريتانيا، فإن جميع السكان مسلمون على المذهب المالكي. وإن حوالي 90٪ من أهالي السنغال، 85٪ من أهالي غامبيا، و95٪ من أهالي غينيا، و65٪ من سكان غينيا بيساو، وقسماً من أهالي سيراليون، وحوالي 32٪ من أهالي فولتا العليا (بوركينافاسو)، و23٪ من سكان ساحل العاج، و 12٪ من سكان غانا، و13٪ من سكان بنين (داهومي)، هم مسلمون. ويسكن في نيجريا ما يزيد على 26 مليون مسلم وفي ليبيريا تشكل المسيحية والإسلام (670 ألف نسمة = 30٪ من السكان) الديانتين الرئيستين للناس. وإن 45٪ من السكان في تشاد، و 21٪ في الكمرون و 5٪ في جمهورية أفريقيا الوسطى، وحوالي 1٪ في الغابون، مسلمون. أما في الكونغو، فيزيد عدد المسلمين على 40 ألف نسمة. ويعيش قليل من المسلمين في جمهورية الكونغو الديمقراطية (زائيرسابقاً). وتوجد أقلية صغيرة من المسلمين في بوروندي ورواندا. وأغلب سكان شمالي السودان مسلمون (15 مليون نسمة = 73٪ من السكان). وفي إثيوبيا، فإن 45٪ من سكانها مسلمون، بينما يشكل المسلمون أغلب سكان جيبوتي والصومال. ويشكل المسلمون 25٪ من سكان كينيا، و5٪ من سكان أوغاندا، و 60٪ من سكان تنزانيا، و 97٪ من سكان زنجبار. ويعيش مليونا مسلم في موزمبيق، وأقلية في ملاوي و 000,10 نسمة في زامبيا، ومجموعة من المسلمين في بوتسوانا، و6 / 16٪ من السكان في جزر موريس، وحوالي 39٪ في مدغشقر، و 98٪ من السكان في القُمُر (كوك، 648-685). 
كانت وتيرة النمو السكاني في أفريقيا غير متسقة وغير منتظمة. فمنذ القرن 16م وبداية نقل الرقيق منها، بطأت وتعثرت حركة النمو السكاني فيها مقارنة ببقية قارات الكرة الأرضية. وفي 1500م كان 8 / 10٪ من مجموع سكان الكرة الأرضية يسكنون أفريقيا، إلا أن هذه النسبة انخفضت إلى 9٪ في 1750م. وفي القرنين 17و18م وعلى أثر تجارة الرقيق ابتعد عدة ملايين نسمة من سكان أفريقيا عن أوطانهم مرغمين. وفضلاً عن ذلك، فإن العمل القسري في المزارع والمناجم العائدة ملكيتها للأوروبيين، والمرض والجوع، قلل من معدل نمو السكان في هذه القارة. وخلال السنوات1750-1900م، أصبح عدد سكان أفريقيا 7 / 1 ضعفاً، بينما كانت زيادة السكان في العالم 3 / 2 ضعفاً. وفي النصف الأول من القرن 20م، ازدادت قليلاً نسبة نمو السكان في قارة أفريقيا مقارنة بنمو السكان في بقية القارات. وقد تزايدت هذه النسبة شيئاً فشيئاً. فبلغ النمو السكاني بقارة أفريقيا 4 / 2٪ في 1984م / 1404ه‍ ، و 9 / 2٪ في 1994م. وإن الجدول 2 يبين معدل النمو السكاني في قارة أفريقيا ( أفريقيا، I / 13,97؛ «التذكرة السنوية»، «1-3»). 

 

وإن هجرة الشعوب الأفريقية في العصر الراهن لم تكن دون علاقة بعدم التعادل في الشؤون الاقتصادية والنمو السكاني. فقد كان أهالي أفريقيا يتنقلون من مكان إلى آخر، سواء داخل بلدانهم، أو داخل القارة بحثاً عن أماكن الصيد والمراعي والأراضي الخصبة. وهذا أمر مايزال ملحوظاً في بعض المناطق حتى الآن. فمثلاً يتنقل الرحّل في الصحراء من موضع إلى آخر بشكل فصلي وأحياناً بشكل متقطع. فالذين يعملون في تربية المواشي وخاصة الجمال في المغرب والصحراء الأفريقية يهاجرون في الشتاء من المناطق الصحراوية إلى المناطق الواقعة بين مناطق السافانا والسنغال وبلاد النيجر. ويصل طول مسير حركة الرحّل في الصحراء إلى مئات، أو آلاف الكيلومترات أحياناً. ومنذ أواخر القرن 19م، وبظهور المدن والحاجة إلى القوى العاملة في المجالات الزراعية والصناعية، هاجر الأهالي من مناطقهم إلى المناطق الأخرى بحثاً عن العمل. وإن غانا والسنغال هما من البلدان التي استطاعت استتقطاب مجاميع للعمل في مزارعها ومناجمها. ويعمل بمناجم النحاس في زامبيا عمال قدموا إليها من البلدان المجاورة. ويشكل هؤلاء العمال الموسميّون حوالي 12٪ من سكان زامبيا. ويذهب إلى أفريقيا الجنوبية سنوياً مليونا نسمة بحثاً عن العمل. وقد أدت علاقة بلدان شمال أفريقيا مثل الجزائر وتونس والمغرب بالدول الأوروبية وبشكل خاص فرنسا، إلى هجرة سكان أفريقيا إلى أوروبا. ويقيم في فرنسا وبلدان أوروبا الغربية اليوم ما يقرب من 000,500,1 نسمة من الجزائريين والمغاربة والتونسيين وأفارقة مناطق أفريقيا السوداء. كما أن هجرة الأفارقة إلى الولايات المتحدة الأميركية وكندا في تزايد مستمر. فضلاً عن أن حركات التحرر الوطني والانقلابات العسكرية والنزاعات القَبَلية والصراعات بين البلدان، أدت هي الأخـرى إلى الهجرة. ويقدر عدد المهاجرين الأفارقة اليوم بيـن 6- 8 ملايين نسمة ( أفريقيا، I / 99). 

 

الصفحة 1 من10

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: