الصفحة الرئیسیة / المقالات / الله /

فهرس الموضوعات

اَللّٰه،   هو الله الأحد في القرآن الكريم. إن عبادة الله وحده دون غيره ونفي أي إلٰه من الآلهة کانت ولاتزال الرکن الأساس  
 عند المسلمین باعتبارها جوهر تعالیم الإسلام، وبعبارة أخرى إنما الإسلام هو مذهب التوحید وعبادة الله. ومن هذا المنطلق إن الله تعالی هو المحور الرئیس وإن المسلم في الشهادتين أولاً ينكر وجود أي إلٰه سوى الله وثانیاً يعلن عن إيمانه معترفاً بأن محمداً (ص) رسول الله.
مما لایرقی إلیه الشک هو أن العرب قبل الإسلام کانوا یعرفون الله ولذلك فقد خاطب القرآن الكريم الجاهليين خطاباً ینزه فیه الله عن الشوائب وعما یشرکونه معه من الآلهة وليس إثباتاً لوجوده. وینفي القرآن مراراً تعدد الآلهة إلى جانب الله (مثلاً الأنعام / 6 / 19؛ الأنبياء  / 21 / 22)، وتقوم شهادة «لا إلٰه إلا الله» علی هذا الأساس.
ومن خلال نظرة إلى الأديان السماویة الأخرى، نرى أن القرآن أعلن بأن الله هو مرسل جميع الأنبياء وأن عبادة الله هي الدعوة المشتركة بين إبراهيم وموسى وعيسى (ع). كما جاءت عبادة الله في القرآن باعتبارها «كلمة» سواء بين المسلمين وأهل الكتاب ودعي أهل الكتاب إلی التمسک بهذا المبدأ المشترك (ظ: آل عمران  / 3 / 64). ومما یلفت النظر أنه في الترجمات المتأخرة لكتب العهدين حلت کلمة الله محل کلمتي «يَهْوه» في العهد القديم، و«ثئوس» في العهد الجديد، وكما استخدمت كلمة الله بدلاً من «أهـورا مزدا» فیما ترجم مـن النصوص الإيرانية القديمة (مثلاً ظ: أبو علي مسكويه، 6، 30، مخ‍ ).

I. في اللغة

إل:  إذا ما سلّمنا بأن لفظ إل هو المادة الأصلية لكلمة الله، فلابد من أن نعرف منشأ كلمة إل نفسها وماطرأ عليها من التحول. ويبدو هذا البحث ضرورياً لأن الأشكال المختلفة المتمثلة في إل واللات والإلٰه كانت معروفة لقرون عديدة قبل الإسلام وحتى كلمة الله، فإنها كانت معروفة عند العرب قبل ظهور الإسلام بقرون وقبل أن تطلق على الله تعالی عن طريق الوحي الإلٰهي.
ومن المحتمل أن تكون كلمة إل أقدم اسم استعمل في اللغات السامية للدلالة علی المعبود أیاً کان (وإن كان شبه مادي)، فقد أطلقته جميع الشعوب السامية بشكل ما على الآلهة، أو الإلٰه المقتدر والواحد («دائرة المعارف... »، V / 236؛ جودائيكا، VII / 674).
وقد أضیفت كلمة إل في عهد الكنعانيين إلی أسماء الأماكن في الغالب؛ مثل EI-Bethel («دائرة المعارف»، ن.ص). وتشير الآثار الأوغاريتية إلى أن إل كان له دور رئيس بين الآلهة، وكان يستعمل هذا الاسم أحياناً بمعنى إلٰه واحد (مثلاً في تركيب =ºIl-Haddu هدّوإلٰه)، ولكن يبدو أنه كان غالباً بمعنى إلٰه الآلهة، أو أبيها، أو رب السماوات... (كراس، 13؛ ألبرايت، 231,245؛ حتّي، 118؛ أيضاً ظ: مسكاتي، 127؛ «دائرة المعارف»، ن.ص). تجمع كلمة إل أحياناً على شكل ’ilm، ومن المحتمل أن شكله المؤنث كان ilt’ Elāt =) أو ’Elōt) (جودائيكا، VII / 675؛ كراس، 36).

استخدمت الكلمة نفسها في اللغات السامية الشرقية القديمة أيضاً كما استعملت لفظة (m)ilu في النقوش الأكدية، وجمعت على شكل ilānu,ilū (جودائيكا، VII / 674). ولكن هناك نقاشات كثيرة حول ما إذا كانت تستعمل بمعنى اسم العلم، أو اسم الجنس (ن.ص؛ كراس، 14).
وعلى أي حال، فإن وجود هذه الكلمة في كتابات  ما بين النهرين ووجود حشد من أسماء العَلَم التي ظهرت من خلال تركيبها معها، يدفع الدارسين إلى القول بأن إل کان إلٰه الآلهة في حضارة بلاد ما بين النهرين قبل عصر سرجون.
كان لكلمة إل مکانة بارزة في الآثار العمورية أيضاً (منذ القرن 8 ق.م). حیث ذكر فیها على شكل ila وحتى ’ilāh، ولكن هذه القراءة ليست مسلماً بها (ن.ص).
تسربت كلمة إل إلى اللغات العربية الجنوبية أيضاً (EI2 ، مادة إلٰه). وقد ذكر ريكمانس عدداً كبيراً من الأسماء جاءت مع كلمة إل، مثل ’Il’azz أو Karib’il (ص 314). ويدل ظهور هذا اللفظ في جميع اللغات السامية تقريباً (الشرقية والشمالية الشرقية والجنوبية) على أن الكلمة لابد وأن تكون قد تحدرت من اللغة السامية القديمة، أي اللغة التي سبقت اختراع الخط. ولقد بقی جذر الكلمة حتی الآن مجهولاً تماماً، ولكن بعض الدارسین اعتبروها مأخوذة من مـادة ’wl أو ’yl والـذي يـدل علـى مفهـوم القـوة (جودائيكا، ن.ص؛ قا: «دائـرة المعـارف»، ن.ص؛ أيضـاً آذرنوش، 47-52).
وفي التوراة، استعملت کلمة إل بندرة كاسم علم لله (ظ: جودائيكا، VII / 675)، وتقابل عموماً Elohīm’ وقد یضیف إلیها حـرف التعريف، لتصبح ha-’el وتجمع أحياناً على شكل elīm’  (= الملائكة، أو الكائنات السماوية). يوجد في التوراة حشد كبير من الأسماء يشكل ’el الجزء الأول، أو الأخير منها (كراس، 44 ؛ «دائرة المعارف»، ن.ص؛ عبد الحكيم، 78 وما بعدها؛ ناس، 487).
وخلال عدة قرون قبل ميلاد المسيح وما تلاه، يمكن العثور على كلمة إل لدى الساميين في شمال الجزيرة العربية والذين يعتبرون من العرب من بعض الجوانب. وقد تبقى من الآثار الصفائية حشد من الكلمات المركبة، وأسماء الأعلام (مثلاً ’iŧi-’l= عطية الله)، وعدد من الأسماء المرخمة؛ مثلاً ‘bd’ الذي من المفترض أن يكون bd’l‘ (عبدال) (دوسو، 92-93). كما يمكن العثور على مثل هذه التركيبات بين جيران الصفائيين أيضاً (الثموديين، اللحيانيين، الديدانيين) (آذرنوش، 48-50).

وفي هذا المجال، قد تقربنا دراسة بعض الأشكال إلى معرفة أعمق لكلمة الله والتي أطلقت على الخالق تعالى: فإلات (’Ilāt) على الأرجح إلٰهة كانت قرينة Ilāh’ (مذكر) (ظ: براندن، «تاريخ ... »، 91، «النقوش الثمودية»،10-11).

ولعلنا نستطيع أن نجد هذه الكلمة في العصور الأولى التي بدأ اليهـود بعبـادة الله أيضاً. وإذا مـا كـان ’E1 يعتبر عندهـم الأب ـ الإلٰه، فلابد لنا أن نتصور أن ’Elāt كانت الأم‌ ـ الإلٰه (ألبرايت، 247؛ كراس، 31). وقد رأى كراس ديون، أن أحد وجهي الإلٰهة Ašerah يعادل ’Elāt (ص 28)، كما أشار إلى اسم إلٰهة طبرية في مسكوكات تلك المدينة، على شكل ’Elāt)’Ilt) (ص 31).
ويرى ريكمانس أن «لات» هي شكل أكثر تأخراً من ’Ilāt ومع كل ذلك، فإن الصفات التي نسبت إلیها، تميزها عن شخصية إلات (براندن، «تاريخ»، 92). ولات التي أصبحت من خلال اكتساب حرف التعريف (ال) اسم علم لصنم كبير، هي نفسها التي وردت في القرآن الكريم إلى جانب العزى ومناة (النجم / 53 /  19-20)؛ وهذه الإشارات تدل بحد ذاتها على شهرتها الواسعة بين العرب قبل الإسلام.
لاشك في أن اللات كانت من أشهر آلهة العرب في النصف الشمالي من الجزيرة العربية کما تعتبر في عدید من النقوش الصفائية، الإلٰهة المثلی (دوسو، 111). ويدل شكل hlt،halt (h حرف التعريف) في الآثار الصفائية على اسمها (ERE,VI / 248؛ قا: علي، 6 / 232).
كان الأنباط يعبدون اللات في الأغلب وهي أكبر آلهتهم، في معابد بصرى وسكَد (في حوران). ووردت في آثارهم العشرات من أسماء الأعلام مصحوبة بكلمة اللات (دوسو، 115-131؛ براندن، ن.ص).
إلاه (إلٰه): لاشك في أن كلمة إلاه التي كانت تكتب بدون مصوت طويل في الخط العربي القديم (إلٰه) ومازالت تستعمل بنفس الشكل، اشتقت من إل، واستخدمت قبل نزول الوحي بقرون، بين الشعوب العربية المختلفة وفي جميع أرجاء الجزيرة العربية تقريباً. وليس من المعلوم بالضبط كيفية الإيمان بهذا المعبود السامي وخاصة علینا أن لانخلطه مع الله الذي هو أكثر تأخراً بالنسبة إليه، ولم يكن يحمل معنى آخر سوى الخالق البارئ على ما يبدو، حتى وإن كانت كلمة الله مشتقة منه.
كان لفظ إلاه معروفاً تماماً بين القبائل الشمالية في الجزيرة العربية ويبدو أنه كان أكثر شهرة من قرينته إلات، بحیث وردت صفاتـه، خاصة فـي الأسمـاء المركبـة (للمزیـد من المعلومات، ظ: براندن، ن.م، 90).
وقد وردت کلمة إلاه بوحدها في الآثار الثمودية 13 مرة، وضمن الأسماء المرکبة ما يقرب من 60 مرة وأما في الآثار اللحيانية والديدانية فلم یرد، إلا في الأسماء المركبة (براندن، «النقوش الديدانية»، 54؛ آذرنوش، 48)؛ وإن شهرته في النصوص الصفائية أكثر من غیرها (براندن، «تاريخ»، ن.ص). ورغم أن لفظ إلاه قد يطلق على الله تعالى ولكنه يحمل أساساً معنى عاماً (ERE;EI2، ن.ص؛ قا: جوميه، 121).
يجمع لفظ إله على آلهة، كما كان يؤنث لدى العرب الجاهليين على شكل إلٰهة إذا لم‌ یکن المراد منه قریناً لإلات. ومن المرجح أن هذه هي نفس الكلمة التي استخدمت في الشعر الجاهلي بمعنى الشمس (أی إلٰه الشمس) (ظ: جيماريه، 160؛ علي، 6 / 56؛ أيضاً ظ: ابن منظور، مادة إلٰه).
وقد استخدم لفظ الإلٰه فـي معنى الاسم العـام معادلاً لـ Eloh = Eloah وجمعه Elohīm والذي كان يطلق علی وجه الخصوص على آلهة أخرى غير إسرائيل (ERE ، ن.ص؛ قا: EI2). ومع كل ذلك، فإن البحث حول جذر الكلمة لم یزل یکتنفه بعض الغموض والتساؤل عما إذا كان أصله ينحدر من العبرية، أو الآرامية، أم السريانية (ظ: جفري، 66-67). أو يمكن اعتبار لفظ إلاه صيغة للجمع كما رأى ذلك مرجليوث، شأنه شأن كلمة شفاه وهي جمع شفه (ظ: ERE ، ن.ص).
قد يلحق كلمة إلاه حرف التعريف (ال) دون أن تترادف كلمة الله. وفي هذه الحالة تكون (ال) حرف تعريف للعهد الذهني (EI2). وبالطبع، فإنه من الممكن استعمال الكلمة بهذا الشكل (الإله، الإلاه) للدلالة علی الله خاصة وأن هذا الشكل نفسه تحول بعـد الإدغـام والتخفیف إلـى الله وحسب رأی الكثير مـن علماء اللغة.
الله: لايمكن من الناحية اللفظية تبیین کیفیة تحول إلاه والإلاه إلى الله بشكل حاسم، رغم أنه لامناص من قبول أن کلمة الله حصلت بعد إدغام حرف «ال» في إلاه (مثلاً ظ: EI2 ، مادة إلٰه)، ویعتبر ذلک من الآراء المعروفة عند علماء اللغة کما حظي بالقبول لدی بعض المعاصرين ومع كل ذلك، فقد رأى البعض أن أصل كلمة الله هو الشكل الآرامي alāhā والمندائي ālāhā والسرياني alha (ظ: ن.م، مادة الله؛ جفري، 66).
لم ترد كلمة الله في النقوش الجاهلية العربية، ولكنها وردت 5 مرات في الآثار الصفائية، ورغم أن الغموض يلف قراءة الكلمة ونجهل الشكل الصحيح الذي كانت تلفظ به، إلا أن قياسها مع اللات يمكن أن یفتح الطریق أمامنا إلى حدما. وقد بدأت الكلمة في هذه الآثار بحرف النداء (h) دائماً FHLH (فالله = يالله)؛ ومؤنثها FHLT أوFHALT وهو أقرب إلى الشكل العربي (دوسو، 133؛ ERE ، ن.ص؛ قا: علي، 6 / 23-24).
1. .   
وإذا لم يذكر لفظ الله في الكتابات العربية القليلة في العصر الجاهلي، فإنه ورد في الشعر الجاهلي مراراً؛ بحیث أورده کلّ من امرئ القيس و عدي بن زيد وزهير وخاصة أمية بن أبي الصلت في قصائدهم (ظ: م.ن، 6 / 105-112؛ قاموس، ابن منظور، مادة إلٰه مع نماذج من الشعر الجاهلي). وفضلاً عن ذلك، كان رسول الله(ص) كثيراً ما يستعمل كلمة الله بجانب صفة الرحمن في   المنازعات التي حدثت إبان ظهور الإسلام بينه وبين المشركين وإن كلمة الله كانت معروفة لديهم غير أنهم كانوا يجهلون الرحمن (ظ: جوميه، 369). وهناك أيضاً آيات قرآنية كثيرة تدل على معرفة العرب لله، ولكن ما شغل بال العلماء دوماً يتمثل في التساؤلات التالية: ماذا كان يفهم من لفظ الله؟ وهل كان المسيحيون والأحناف (مثل عدي وأمية) يريدون منه الله تعالى؟ هل كان اسم صنم كبير لدى المشركين؟ هل كان يمثل اسم جنس، يطلق على أي إلٰه؟ يذكر دوسو أن الله لم يكن له تمثال خلافاً لهبل، وأنهم كانوا يتوسلون بالحجر الأسود لتجسيمه، واتخذوه رمزاً لله (ص 132-133).
واستناداً إلى بعض الآيات القرآنية (مثلاً العنكبوت / 29 / 61-63؛ لقمان / 31 / 24-25؛ الزمر /  39 /  38) فقد كان القريش يعتقدون أن الله، خالق العالم، وسيد القوى المادية فيه وربهم ورب آبائهـم (ظ: جوميه، ن.ص).
ومع كل ذلك، فإن بعض المستشرقين ينظرون بعين الشك إلى كون هذه الكلمة جاهلية ويتجسد هذا التشكيك في عدة أشكال: 1. إن الشعر الجاهلي منتحل برمته ومنه الأشعار المشتملة على لفظ الله؛ 2. أضيفت كلمة الله وما یتضمن مفاهیم التوحید إلى هذه الأشعار بعد الإسلام؛ 3. حذفت أسماء الأوثان من الشعر الجاهلي وحل محلها اسم الله (مثل: عبد العزى، عبد الله). یذهب فلهاوزن إلی أن الجاهليين كانوا علی کره من ذکر أصنامهم ولهذا استعملوا الله بوصفه اسم جنس عوضاً عن ذكر أسماء آلهتهم (للتفصيل، ظ: علي، 6 / 114 وما بعدها).
أدت المناقشات الدائرة حول جذر كلمة الله إلى ظهور آراء مختلفة عند العلماء المسلمين، ووردت ضمن مباحث موجزة، أو مفصلة في المعاجم الكبيرة (مثلاً لسان العرب)، والتفاسير القرآنیة (مثلاً ظ: أبوالفتوح، 1 / 32-33)، أو الكتب الخاصة بالقرآن ومفرداته (مثلاً ظ: الراغب، 82-83). وقد جمع مكدونلد مجموعة هذه الآراء ضمن مقال موجز (ظ: EI2، ن.ص). ولكن جيماريه درس الموضوع بدقة وتفصیل أكثر (ص 121-126). نذکر فیما یلي خلاصة من بحوثه:
ثمة رأیان مختلفان حول هذه الكلمة: 1. اللفظ مشتق، 2. اللفظ جامد.
الرأي الأول: وهو رأي الأغلبية، ويقوم على كون كلمة الله مشتقة، ولكن هذا الرأي یشوبه التشتت إلى حد بعيد، ويشمل آراء وفروعاً عديدة يمكن تقسيمها كالتالي:
النظریة الأولی (الله = ال + إلٰه): يتسع البحث في هذا الصدد أيضاً في مجالين: 1. كيف تحول إلٰه إلى الله؟ 2. ماذا يعني إلٰه نفسه ومن أين جاء؟
1. سمي الله تعالى إلٰه أولاً، ثم أضيفت إليه ال التعظيم: الإلٰه، ثم أدت كثرة الاستعمال إلى تخفيف الهمزة لتتحول الكلمة إلى الله. ولكن هناك بحوثاً مفصلة حول كيفية سقوط هذه الهمزة وتغييـر الحركات، وقـد تم قياس هـذا التغيير عموماً بلكن + أنّ > لكنّ.
2. أصل كلمة إلٰه على وزن فِعال، فعل افترض اشتقاقه من أَلِه ــ يَأْلَهُ أو وَلِهَ ــ يَوْلَهُ. ثم فسروا معنی إلٰه حسب المعاني العديدة لهذه الأفعال کما یلي: ألف ـ أن أصل إلٰه هو أَلِهَ ـ يَأْلَهُ إلى، بمعنى لجأَ إلی. وعلى هذا، فإن المراد من إلٰه هو الذي يلجأ إليه العبد. واستخدمت الکلمة «ألِهَ» في باب الإفعال للدلالة على معنى الإيواء، وعلی هذا الأساس فقد استعمل إلٰه بمعنى المفعول به، كالإمام بمعنى المؤتم به. ب ـ ورأى البعض أنه مشتق من وَلِهَ ـ يَوْلَهُ حيث حذفت الواو، وحلت الهمزة محلها، ولكنه لايختلف عن المعنى الأول. ج ـ أن وَلِهَ‌ ـ يَوْلَهُ بمعنى الولـه، أو الرغبة الشديدة، أو التحیر من شدة الوجد. وبذلك، فإن الإلٰه هو من ولهت القلوب إلیه. د ـ بما أن الوَلَه من وَلَهَ یعنى الحب الشديد، فیمکن القول إن إله یعنى محب العباد، أو محبوبهم. ه‍ ـ أن أَلِهَ ـ يَأْلَهُ بمعنى التحیر والارتباك فیکون إله من أوقع العباد فی حیرة. و.ـ جاء هذا الفعل نفسه بمعنى العبادة. وفي هذه الحالة استعمل إلٰه بمعنى المفعول ويعني المعبود. ز‌ ـ أَلِهَ‌ ـ يأْلَهُ يعني أقام. ولذلك فإن الإلٰه يعني الوجود الذي لايقبل التغيير والفناء.
النظریة الثانیة (الله = ال + لاه): استناداً إلى هذه النظریة، فإن لاه اسم اشتق من الفعل لَوَهَ < لاه. ولاه يعني بحد ذاته الخفاء، أو السموّ والعلو. وعلى هذا، فإن إلٰه يعني الذي اختفی عن أعين العباد، أو تعالی.
النظریة الثالثة: إن الله مشتق من هُ (ضمير الغائب)؛ أي دعي الله تعالى أولاً بالضمير هُ، هو؛‍ ثم دخلت فيه لام الملكية، فقيل: لَهُ، ثم أضیف إلیه حرف التعريف تعظيماً: اللَهُ؛ ثم تحولت الفتحة الوسطى إلى مصوت طويل اللٰهُ (Allāhu). ومن الملفت للنظر أن هذا الرأي الغریب مايزال له أتباع (روسان، 160).
الرأي الثاني (أي القول بكون هذه الكلمة جامدة): رغم أن هذا الرأي منسوب إلى الخليل وسيبويه والمبرد إلا أنه بقى في نطاق ضيق للغاية. وحسب هذا الرأي، فإن الله اسم علم لايدل على معنى معين (ليس نعتاً). ودلیل ذلك أن الکلمة لا تخلو أبداً من «ال» حتی في حالة النداء وعندما يدخل عليها  حرف النداء (يا الله). ویندرج رأي من اعتبروا لفظ الله عبرياً، أو سريانياً (مثلاً أبو زيد البلخي)، في إطار وجهة النظر الثانية هذه.

المصادر: 

آذرنوش، آذرتاش، «نگاهي به تاريخ قوم ثمود»، مقالات وبررسيها، طهران، 1351ش، أعداد 9-12؛ ابن منظور، لسان؛ أبو الفتوح الرازي، روح الجنـان، طهران، 1382ه‍ ؛ دوسو، رينيه، العرب فـي سوريا قبل الإسلام، تج‍ : عبد الحميد الدواخلـي، القاهرة، 1959م؛ الراغب الإصفهانـي، حسين، مفـردات ألفـاظ القـرآن، تق‍ : صفوان عدنان الداودي، دمشق، دار القلم؛ روسان، محمود محمد، القبائل الثمودية والصفوية، الرياض، 1992م؛ عبد الحكيم، شوقي، موسوعة الفلكلور والأساطير العربية، بيروت، 1983م؛ علي، جواد، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، بيروت، 1970م؛ قاموس؛ القرآن الكريم؛ مسكاتي، ساباتينو، الحضارات الساميـة القديمة، تج‍ : يعقوب بكر، لندن، 1957م؛ ناس، جان، تاريخ جامع أديان، تج‍ : علي أصغر حكمت، طهران، 1370ش؛ وأيضاً:


Albright, W. F., From the Stone Age to Christianity, New York, 1957; Branden, A., Histoire de Thamoud , Beirut, 1966; id, Les Inscriptions dédanites, Beirut, 1962; id, Les Inscriptions thamoudé ennes, Louvain, 1950; Cross, F. M., Canaanite Myth and Hebrew Epic, Massachusetts, 1973; EI2; ERE; Gimaret, D., Les Noms divins en Islam, Paris, 1988; Hitti, Ph. K., History of Syria, London, 1957; Jeffery, A., The Foreign Vocabulary of the Qur’ān, Baroda, 1938; Jomier, J., Le Nom divin Al-Raħmān dans le Coran, Damascus, 1957; Judaica ; New Catholic Encyclopedia, New York, 1967; Ryckmans, J., L’Institution monarchique, Louvain, 1951.
آذرتاش آذرنوش / گ.

الصفحة 1 من10

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: