الصفحة الرئیسیة / المقالات / ایران /

فهرس الموضوعات

أصيبت حركة تأليف التفاسير في إيران بعد هجوم المغول بالركود، وكان من جملة الأمثلة القليلة البارزة لتفاسير أهل السنة فـي القرن 7ه‍ / 13م، أنـوار التنـزيل للبيضـاوي (تـ 685ه‍ / 1286م)، وهو مختصر للغاية، حيث ركز المؤلف اهتمامه على تقديم تفسير مختصر للآيات. وقد ازدهرت مسيرة التفسير مرة أخرى منذ العهد التیموري ومن أمثلته التي تستحق الذكر المواهب العلية للواعظ الكاشفي (تـ 906ه‍ / 1500م) بالفارسية (ط طهران، 1317-1329ه‍( وجواهر التفسير له أيضاً بالفارسية (ط طهران، 1379ش) ويضم الأثر الأخير مقدمة مهمة في فنون التفسير، رغم کونه ناقصاً بسبب اشتماله علی تفسیر السور الأولی من القرآن. 
مع بداية العهد الصفوي، حدثت نهضة جديدة في حركة تأليف التفاسير في الأوساط الإمامية في إيران، ويمكن تصنيف حصيلة هذه الحركـة ــ التي استمرت لفترة قصيـرة ــ بشكل رئيس في أسلوبين هما أسلوب الوعاظ وأسلوب المحدّثین. ويمكن أن نذكر من أهم هذه الآثار، تفسیر گازر بالفارسية لأبي المحاسن الجرجاني (ح القرن 10ه‍ / 16م) (ظ: ن. د، 6 / 206-207) ومنهج الصادقيـن بالفارسيـة لفتح الله الكاشانـي (تـ 988ه‍ / 1580م) (ط طهران، 1311ه‍( علـى أساس منهج الوعـاظ، والتفسيـر الصافـي للفيض الكاشانـي (ط طهران، 1311ه‍( ونور الثقلين للحويزي (ط قم، 1415ه‍( على أساس منهج المحدّثین. 
ترکت التيارات الثقافية الجديدة، في العقود الأخیرة بصماتها على التفسير، وظهرت مناهج جديدة بين المفسرين الإيرانيين. وكعلامة فارقة في هذا المجال، تجب الإشارة إلى المنهج المتمثل في «تفسير، القرآن بالقرآن» في الميزان لمحمد حسين الطباطبائي (ط طهران، 1394ه‍(، والذي ترك أثراً بالغاً في الإنجازات التفسيرية بعده. 
وفي نهاية المطاف ننتقل إلی موضوع الترجمة، مع ذکر الملاحظة التاريخية المهمة المتمثلة في أن الترجمات الفارسية للقرآن لعبت دوماً دوراً بالغ التأثير في نشر الثقافة الإسلامية بين عامة الناس. وفي الحقيقة فإن النص الذي تم إعداده بالفارسية في القرن 4ه‍ في بلاد ماوراء النهر، والذي حمل اسم «ترجمه تفسير طبري»، هو في واقع الأمر أول تفسير فارسي معروف والخطوة الأولی في ترجمة القرآن الكريم إلى الفارسية (هورست، 290 ومابعدها؛ رواقي، 14 ومابعدها؛ آذرنوش، «آيا ... »، 551-560). ومنذ ذلك الحين ظهرت ترجمات كثيرة للقرآن الكريم حیناً ضمن التفاسير الفارسية وحیناً آخر بشکل مستقل وبناء علی ضروریات کـل عصر (للدراسة التحلیلیـة التاریخیـة للترجمـات القرآنيـة، ظ: م.ن، تاريخ ... ). وفي العقود الأخيرة، ظهرت موجة جديدة من ترجمة القرآن الكريم إلى الفارسية، لما تقتضیه الظروف الثقافية في العصر الراهن (عن فهرست الترجمات الفارسية، ظ: «آماري ... »، 28 ومابعدها؛ عن الآثار النقدیة ظ: ترجمان وحي، مجلدات مختلفة). 
2. القـراءة:  في الوقت الذي كانت فيه قراءة القراء المختلفة (طيلة القرنين 2و3ه‍(‍ تظهر في المدن الخمس وهي المدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام فلم تتهيأ أبداً في شرق العالم الإسلامي وغربه أرضية لظهور نوع من القراءة المحلية ويجب القول دون الخوض في الأسباب التاريخية لذلك، إن إيران والمناطق الشرقية منها شأن مصر وما یلیها من البلدان الغربية کانت آنذاک بعيدة عن ساحة التنافس في مجال القراءات بين المناطق الخمس إلا أن الإيرانيين أدوا دورهم حتى في هذا العصر وفي ظل هذه الظروف علی مسرح من تاريخ القراءات الأولى. وممن یستحق الذکر في هذه المرحلة التاریخیة القارئ العراقي وهو المنحدر من أصول إیرانیة وهو سليمـان الأعمش (تـ 148ه‍ / 765م) باعتباره قارئ الكوفة الشهیر (ظ: ن.د، الأعمش) وفي الخطوة التالية، يجب ذكر علماء إيرانيين منهم الحسين بن علي الرازي القزويني (تـ ح 300ه‍ / 913م) الذين أدوا دورهم كحلقة وصل في انتقال القراءات. وقد وردت الإشارة في ثنايا المصادر التاريخية إلى وجود مراكز لعلم القراءة في بعض مدن إيران مثل الري ونيسابور في أوائل القرن 4ه‍ / 10م (مثلاً ظ: ابن بابويه، 2 / 287). 
يتمثل أهم دور للإيرانيين في المراحل الأولی من تاریخ علم القراءة عبر مشاركتهم الفاعلة في تكوين القراءات الانتقائية والتي كان يصطلح عليها بـ «الاختيار». وقد لفت هذا الأسلوب في تكوين القراءة والتي نفذ فيها نوع من النقد والاجتهاد، انتباه عدد من العلماء الإيرانيين، ويمكننا أن نذكر منهم مثلاً شخصيات بارزة مثـل أبـي عبيـد القاسـم بـن سـلام (تـ 224ه‍ / 838م، ظ: ن.د، 5 / 172)، ومحمد بن عيسى الأصفهاني (تـ 253ه‍ / 867م) (ابن الجزري، غاية ... ، 2 / 223-224) وأبـي حاتـم السجستـانـي (تـ 255ه‍ ، ظ: ن.د، 4 / 455). وربما كان الإيرانيون مؤسسين لهذا الأسلوب من التعامل مع القراءة. ولكن هناك ملاحظة تتجاوز حدود الاحتمال وهي أن الإيرانيين كانوا يفضلون اتباع الاختيار الاجتهادي لأصحاب الاختيار، وخاصة العلماء الإيرانيين على اتباع قراءة معينة من القراءات المشهورة ويعد تقرير المقدسي في القرن 4ه‍ خیر دلیل علی ذلک (ص 303؛ أيضاً ظ: السمعاني، التحبير، 2 / 82-83: تأییده). 
كان الإيرانيون رواداً في هذا المجال منذ أوائل القرن 3ه‍ / 9م، حيث فتح باب تدوين القراءات وتأليف الكتب التطبيقية في القـراءة، فالتقارير التاريخية الأولى تفیـد أن مدوّن القراءات هو أبو عبيد القاسم بن سلام الذي ضبط في كتاب له حوالی 30 قراءة، واتخذت بعده وبعد ظهور المؤلفين الإيرانيين الآخرين، مثل أبي حاتم السجستاني وابن قتيبة الدينوري والفضل بن شاذان الـرازي، الخطوات التکمیلیة فـي الجامـع للطبري (تـ 310ه‍ / 922م) (ابن النديم، 38؛ ابن الجزري، النشر، 1 / 33-34). 
في أوائل القرن 4ه‍ ، عندما أضفى ابن مجاهد (تـ 324ه‍ / 936م) في بغداد الصفة الرسمية على القراءات السبع وهيأ الأرضية لإلغاء القراءات الأخرى، واجه إجراؤه هذا ردة فعل معارضة من بعض العلماء الإيرانيين، مثل محمد بن بحر الرهني عالم كرمان الإمامي (تـ ح 330ه‍ / 942م) (ظ: ابن طاووس، سعد ... ، 227؛ أيضاً السمعاني، ن.م، 2 / 72). وفي النصف الثاني من ذلك القرن ذاته، أبدى بعض العلماء الإيرانيين مثل ابن خالويه (تـ 370ه‍ / 980م) وأبي علي الفارسي (تـ 377ه‍( ميلاً إلى القراءات السبع تحت تأثير الأجواء في العراق، وقاموا بدراسات في هذا المجال (ظ: ن.د، 2 /  738، 5 / 146). 
وفي تلک الفترة شرق إیران كان یمهد الطریق لظهور مذهب مقابل مذهب ابن مجاهد. وكان ابن مهران النيسابــوري (تـ 381ه‍ /  991م) باعتباره مؤسس هذا المذهب، يعارض في الحقيقة قصر القراءة على عدد معين وكان يرى أن كل قراءة من القراءات يجب أن توضع في میزان النقد حسب المعاییر قبل أن يعترف بها كقراءة رسمیة (ظ: ن.د، 4 / 159-161). ومن أتباع هذا المذهب یمکن ذکر الأندرابي صاحب الإيضاح الذي خطا خطوة مهمة في إطار تدعيم الأسس (ظ: ن.د، الأندرابي). ومالبثت تعاليم هذا المذهب أن انتشرت في العراق والمناطق الغربیة منها ببذل جهود بعض المقرئين الإيرانيين مثل أبي الكرم الشهرزوري (تـ 550ه‍ / 1156م) وأبي العلاء الهمداني (تـ 569ه‍ / 1174م)، وكذلك القاطنین فـي إيران مثل أبي القاسم الهذلي المغربي (تـ 465ه‍( )ظ: ابن الجزري، ن.م، 1 / 87، 90-93، عن المعلومات الواسعة والمتفرقة حول رجال هذا المذهب، ظ: م.ن، غاية، مخ‍ ؛ السمعاني، الأنساب، 1 / 63، مخ‍ ؛ ابن نقطة، 1 / 84،175، 2 / 84، 143-144؛ عن النزعة الإيرانية، إلی النظریة المصرية للقراءات الثماني ظ: ابن الجزري، النشر، 1 / 77، 80؛ للتعريف بالآثار، ظ: پرتسل1). 
لقد تحملت أوساط علم القراءة في إيران خسائر فادحة بعد هجوم المغول وظل هذا العلم منذ ذلك الحين یقتصر على نطاق محدود من التعاليم الدينية في ايران. 
3. معرفة مفردات القرآن:  كان علم معرفة مفردات القرآن ودراسة مفاهیمه العویصة من المجالات التي حظيت دوماً باهتمام العلماء الإيرانيين، وبحیث عالجوها خلال مؤلفاتهم التفسیریة واللغویة وکجزء منها أو کمشروع مستقل قائم بذاته. ومن أولى النماذج التي تستحق الذكر، كتابا تأويل مشكل القرآن (ط القاهرة، 1373ه‍(، وتفسير غريب القـرآن، (ط القاهـرة، 1378) لابن قتيبة الدينـوري (تـ 276ه‍ / 889م) حيـث يكمل بعضهما البعض. وكان كتاب غريب القرآن لأبي بكر السجستانـي (تـ ح 330ه‍ / 942م)، أو نزهة القلوب الذي يعد حصيلة 15 سنة من جهود المؤلف، من الآثار الرئيسة في مفردات القرآن على مر القرون (ظ: ن.د، 4 / 402). وكان تأليف کتاب بعنوان الغريبين في الجمع بين غرائب القرآن والحديث علـى يـد أبـي  عبيد الهـروي (تـ 401ه‍ / 1011م) (ط حيدر آباد الدكن، 1406ه‍(، مقدمة لآثار مكملة مثل تقريب الغريبين لسليم بن أيوب الرازي (تـ 447ه‍ / 1055م) (مخطوطة دار الكتب المصرية، رقم 1017 تفسير) والمجموع المغيث  لأبي موسى المديني الأصفهاني (تـ 581ه‍ / 1185م) (طبعة مكة، 1406-1410ق). 
ما یجدر ذکره کمنعطف هام في موضوع غريب القرآن هوكتاب المفردات للراغب الأصفهاني (تـ 502ه‍ / 1109م)، حيث يتمتع بقيمة بحثية تستحق الملاحظة في تحليل معاني مفردات القرآن (ط القاهرة، 1392ه‍(. ومن نماذج كتب غريب القرآن بالفارسية كتاب ترجمان القرآن لميرسيد شريف الجرجاني (تـ 816ه‍ / 1413م) (ط طهران، 1360ش). 
وفي خاتمة هذا البحث لو أردنا أن نلقي نظرة عابرة علی بعض إنجازات الإيرانيين في المباحث العامة لعلوم القرآن، فلنذکر علی سبیل المثال بصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي (تـ 817ه‍( )ط القاهرة، 1383ه‍(، وکذلک آثارهم العديدة في المجالات الخاصة مثل اختلاف المصاحف (ظ: ابن النديم، 39؛ السيوطي، الاتقان، 1 / 32)، النقط والشكل الناسخ والمنسوخ (ابن النديم، 38)، أسباب النـزول (ظ: ن.د)، وإعجاز القرآن (ظ: ن.د). 
ب ـ علوم الحديث: 
1. علوم الحديث عند أهل السنة:  بعد نصف قرن من عصر ابن مبارك، أسس إسحاق بن راهويه (تـ 238ه‍ / 852م) من کبار المحدثین في مرو مذهباً في موطنه أصبح منشأ تطور کبیر في أوساط الحدیث في الشرق. وقد تأثر بشكل أرضية لتحول كبير في أوساط الحديث في الشرق. وقد تأثر بشكل ملفت للنظر بالتعاليم الشافعية حول المعنى المحدود للسنة، وأسس في خراسان مذهباً حديثياً كان قد اقترب كثيراً من جهة من أحمد بن حنبل في الاستناد إلى الحديث، ومن جهة أخرى، ركز اهتمامه على الدراسة المدونة للحديث خلافاً لأحمد، وهذا التيار فتح الطریق أمام الجيل التالي لتدوين الصحاح الستة (ظ: ن.د، أصحاب الحديث). 
1. Pretzl  
عصر تدوين الصحاح الستة: يدور الحديث هنا عن عصر استمر 50 سنة، حيث يعتبر في الحقيقة ذروة تدوين الحديث في إيران. ولاتقتصر الجهود في هذا العصر، علی تأليف آثار جامعة على مستوى عال من الصحة، بل کان طابع الجهاد والدفاع الديني ملحوظاً فيها بشكل كامل. وإن إسحاق بن راهويه الذي رفع راية محاربة الحنفية في النصف الأول من القرن 3ه‍ (ظ: ابن قتيبة، 53 ومابعدها)، حرض تلميذه محمد بن إسماعيل البخاري من خلال عرض مقدمات لمثل هذا الأسلوب من التأليف، علی أن يؤلف کتاب الصحیح بعد حوالی 16 سنة (ح 250ه‍ / 864م) (ظ: الحازمي، 66؛ النووي، 1(1) / 74). 

واصل تلميذ البخاري أبو الحسين المسلم بن الحجاج القشيري (تـ 261ه‍ / 875م) الحركة التي بدأها أستاذه في كتابه الصحيح، وظهرت في الربع الأخير من القرن 3ه‍ ، حركة جدیدة على يد 4 من علماء الشرق كانت تتبع مناهج العلماء في تأليف كتب الصحاح بأسلـوب أكثر جـدة. فقـد عمـد أبو داود السجستانـي (تـ 275ه‍ /  888م) وأبو عيسى الترمذي (تـ 273ه‍(، بشكل متزامن إلى تأليف آثار على السياق العام للصحيحين تضم بالإضافة إلى الأحاديث الصحيحة، الأحاديث الحسنة أيضاً، وعرفت في أوساط الحديث بعنوان عام هو السنن (عن كتب المسانيد، وسنن الإيرانيين، سوى الصحاح الستة، ظ: كتاني، 23 ومابعدها). 
الخطوات الأخيرة في تأليف الصحاح: في المؤلفات التي تلت الصحاح، يمكن ملاحظة أعمالٍ تحاكي أساليب التألیفات السابقة، مثل كتابة الصحاح والمسانيد بشكل متزامن إلى جانب الأساليب الجديدة. وطيلة القرن 4ه‍ / 10م يمكن متابعة استمرار حركة تأليف الصحاح في أعمال كانت قد ألفت بشكل مستقل عن الصحاح السابقة، أو كتعويض عما فاتها. وقد تم في هذا المجال أولاً تأليف كتاب الصحيح لابن خزيمة النيسابوري (تـ 311ه‍ / 924م) (ط بيروت، 1971-1979م) وبعـد فترة بـدأ تلميذه ابـن حبـان البستـي (تـ 354ه‍ / 965م) تأليف صحيحه الذي كان يعتبر من أكثر الصحاح شيوعاً بعد الكتب الستة (GAS,I / 190;GAL,I / 172). وتمثلت الحركة التالية في تـأليـف كتـاب المستدرك مـن قبـل الحاكـم النيسابـوري (تـ 404ه‍ /  1013م)، حيث كان على مايقول المؤلف مجموعة من الأحاديث تصدق عليها شروط اختيار البخاري ومسلم، وكانت قد فاتتهما (ط حيدر آباد الدكن، 1334ه‍(. 
وبالإضافة إلى كتب الصحاح المستقلة، أو المستدركات، كان الأسلوب الأحدث لتأليف الصحاح تدوين تحريرات بأسانيد جديدة ومختلفة عن صحيحي البخاري ومسلم تحت عنوان المستخرج، حيث يطالعنا نموذجاه البارزان في جرجان لأبي بكر الإسماعيلي وأبي أحمد الغطريفي (السهمي، 110، 430، 464؛ ابن نقطة، 1 / 29). وعلی الجانب الآخر، يجب أن نذكر أباعوانة الأسفرايني (تـ316ه‍ / 928م) الذي كتب مستخرجاً على صحيح مسلم، واشتهر أثره هذا بعنوان مسند أبي عوانة (ط حيدر آباد الدكن، 1943م). 
ونظراً إلى صعوبة كتابة المستخرجات، ظهر نوع آخر من أدب الصحاح كان يتطلب إعمال الذوق بدلاً من التمتع بالإسناد العالي، ألا وهو تأليف كتب «الجمع بين الصحيحين». وقد كان المؤلف يقارن في هذا النوع من الكتب بين أحاديث صحيحي البخاري ومسلم، وبذلك كان يتم تقديم موضوعات كتابي الصحيح في قالب كتاب مبسط إلى القارئ. وقد كان أول من بدأ تأليف هذا النوع من الآثار، أبو بكر الجوزقي المحدث النيسابوري (تـ 388ه‍ / 988م) (GAS,I / 211) واستمرت الحركة التي بدأها، على يد ابن فرات السرخسي الهروي (تـ 414ه‍ / 1023م) (حاجـي خليفة، 1 /  599) وأبي بكر أحمد بن محمد البرقاني (تـ 425ه‍ / 1034م) (ابن خير، 165؛ ابن الأثير، جامع ... ، 1 /  19). ومما يستحق الذكر أيضاً في مجال الجمع بين الصحاح الستة مشكاة المصابيـح للخطيب التبريزي (تـ بعد 737ه‍ / 1337م) في إكمال تأليف البغوي، والتسهيل لمجد الدين الفيروزآبادي المكمل لتأليف ابن الأثير (ظ: الكتاني، 175). 
كتابة الشروح وعلم المفردات: في مجال كتابة الشروح يجب أولاً ذكر أبي سليمان الخطابي (تـ 388ه‍ /  998م) الذي بادر إلى تأليف شرحين على كتاب صحيح  البخاري (ظ: GAS,I / 118: مخطوطاته) وسنن أبي داود تحت عنوان معالم السنن (ط حلب، 1920-1924م؛ القاهرة، 1948م؛ GAS,I / 150: مخطوطاته)، حيث يعتبران الشرحین الأوّلین على الصحاح في جميع أرجاء العالم الإسلامي. وبعد قـرن ونصف عمد عبد الغافر الفارسي إلى تأليف شرح على صحيـح مسلم (ظ: الصريفيني، 755؛ الكتاني، 133). ومن بين نماذج الشروح في القرون التالية يمكن ذكر الكواكب الدراري في شرح صحيـح البخاري لمحمد بـن يوسف الكرمانـي (تـ 786ه‍ / 1384م) (ط القاهرة، 1935-1945م بـ 25 مجلد)، مجمع البحرين في شرح الأثر نفسه، ليحيى بن محمد الكرماني (تـ 833ه‍ / 1430م) (GAS,I / 120: مخطوطته)، وفضـل المنعم فـي شرح صحيح مسلـم لشمس الديـن الـرازي (تـ 767ه‍ / 1366م) (ن.م، I / 139: مخطوطته). 
بالإضافة إلى الشروح، كان اتساع نطاق دراسة غريب الحديث، خطوة أخرى في بحث معاني الأحاديث، ومن نماذجها الأولى، غـريـب الحـديـث لأبـي عبيـد القـاسـم بـن سـلام (تـ 224ه‍ /  838م) (ط حيدرآباد الدكن، 1384-1387ه‍(  وآثار بنفس الاسم لشمر بن حمدويه الهروي (تـ 255ه‍ / 869م) (ابن الأثير، النهاية، 1 / 7؛ الكتانـي، 155)، وابـن قتيبـة الـدينـوري (تـ 276ه‍ / 889م) وإبراهيـم الحربـي المروزي (تـ 285ه‍ /  898م) (ط جدة، 1405ه‍). وكانت الخطوة المكملة في هذا المجال، تأليف غريب الحديث لأبي سليمان الخطابي حيث يعتبر منعطفاً مهماً في تاريخ هذه الآثار (ظ: ابن الأثير، ن.م، 1 / 7- 8). 
من بين آثار الإيرانيين المهمة الأخرى یمکن ذکر مجمع الغرائب لعبد الغافر الفارسي (تـ 529ه‍ / 1135م، الزاوي، 6: المخطوط) وذيـل النهـايـة لابـن الأثيـر لصفـي الـديـن الأرمـوي (تـ 723ه‍ /  1323م) (ظ: حاجي خليفة، 2 / 1989؛ أيضاً كتب الغريبين في قسم العلوم القرآنية في هذه المقالة؛ حول بعض الآثار الأخرى لابن الغازي البيهقي، الخبازي وإبراهيم النسوي، ظ: الصريفيني، 40، 627؛ ياقوت، 2 / 14، 6 / 140). 
دراية الحديث ونقده:  بـدأ تأليف الكتب في باب دراية الحديث، تصنيفه وتقديم معاییر لرده، أو قبوله، بكتاب المحدث الفاصل لابن خلال الرامهرمزي (تـ  358ه‍ / 969م)، حيث اعتبر أول كتاب في هذا المجال في جميع أرجاء العالم الإسلامي (ظ: ن.د، 3 / 31). وفي القرون التالية كانت حصيلة جهود الإيرانيين مؤلفات هامة في علم أصول الحديث شهدت إقبالاً کبیراً، مثل معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري (ط القاهرة، 1937م) ومقدمة في علوم الحديـث لابـن صـلاح الشهـرزوري (تـ 643ه‍ / 1245م، ظ: ن. د، 3 / 399-400). وفي مجال آداب الرواية كان أول من بدأ التأليف في العالم الإسلامي، صالـح بـن أحمـد الهمداني (تـ 384ه‍) في كتاب سنن التحديث (الكتاني، 164) وقد واصلـه فيما بعد علماء مثل أبي سعد السمعاني المروزي (تـ 562ه‍ / 1167م) بتأليفه أدب الإملاء والاستملاء (ط بيروت، 1406ه‍). 

 

الصفحة 1 من62

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: