الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / الأردن، بلد /

فهرس الموضوعات

الأردن، بلد

الأردن، بلد

تاریخ آخر التحدیث : 1443/3/22 ۱۵:۴۶:۰۷ تاریخ تألیف المقالة

وفي العصر الأموي، حین کانت مدینة دمشق مقر الخلافة الإسلامیة، فإن الأردن – بطبیعة الحال – لم‌تبقَ بعیدة عن آثار و نتائج القر من مرکز الخلافة؛ فقد اتخذ خلفاء بني أمیة من صحراء الأردن مناطق للصید و بنوا قصوراً فخمة لهم فیها (أسعدي، جهان إسلام، 1/ 10). ومع تحوّل مسیر القوافل التجاریة إلی الطرق البحریة، فقدت الأردن ازدهارها التجاري، لکن مرور قوافل الحج المتجهة إلی مکة کان مایزال یشکل أحد المصادر المهمة لدخل هذه المنطقة («الأردن»، 12). وازداد خلوّ هذه المنطقة من السکان واضمحلال التجمعات الزراعیة الذي کان قد بدأمنذ أواخر العهد البیزنطي، بتوجّه العرب البدو من الجنوب نحو هذه المناطق (ن.ص).

وفي العصر العباسي وبانتقال مرکز الخلافة إلی بغداد، أصبحت الأردن منطقة نائیة. وفي أواخر القرن 4 هـ انتزاعها الخلفاء الفاطمینون في مصر من السلطة العباسیة.

وباستیلاء الصلیبیین علی بیت‌المقدس في 492هـ/ 1099م و تأسیس مملکة أورشلیم، بسطت هیمنتها أیضاً علی شرقي نهر الأردن و أسست في بلاد الأردن إمارة، أو بارونیة دعیت بماوراء الأردن، کانت عاصمتها مدینة الکرک. و بسقوط هذه المدینة بید صلاح‌الدین الأیوبي بعد حصار طویل و هزیمة الصلیبیین في 584هـ/ 1188م وإلی فترة طویلة لم‌تُسجل حادثة في تاریخ الأردن، وکانت هذه البلاد تُعدّ جزءاً من بلاد الشام الخاضعة لحکام مصر (أسعدي، ن.م، 1/ 11). و ماتزال قلاع مثل قلعة الکرک قائمة في هذه البلاد بوصفها آثاراً من الاحتلال الصلیبي («الأردن»، 13). وفي خضم الحروب الصلیبیة، حیث کانت الأردن تحت سلطة الإفرنج، ذکر عبدالکریم السمعاني (تـ 562هـ) حشداً من العلماء و مشاهیر المحدِّثین الأردنیین ممن عاصره، أو سبقه (1/ 161-162).

ومنذ دوائل القرن 10هـ سقطت هذه البلاد بأیدي الأتراک العثمانیین وأصبحت جزءاً من ولایة دمشق. وإلی 1297هـ/ 1880م، حیث استقلت عن الإمراطوریة العثمانیة بزوالها، اکتنف النسیان هذه البلاد و عاشت تاریخاً خالیاً من الحوادث (أسعدي، ن.ص؛ أیضاً ظ: أبوجابر، 24-25). ومنذ بدء استیلاء العثمانیین علی هذه البلاد، زالت منطقة ماوراء الأردن من الأذهان و إلی 300 سنة إلی أن اکتشفها السیاح الأوروبیون مرة أخری في القرن 19 هـ (ظ: «الأردن»، ن.ص). وطوال فترة استیلاء الأتراک العثمانیین علی بیت‌المقدس و المناطق المحیطة – و من بینها الأردن – لم‌یکن هناک أي شکل من أشکال الأمن في التردد علی هذه المناطق، خاصة للمسیحیین الذین کانوا یذهبون إلی بیت‌المقدس لغرض الزیارة. واستناداً إلی ماذکره جیوفاني ماریتي في رحلته، فإنه في أواخر القرن 12هـ/ 18م، کان «باش بیت‌المقدس یرافق الزوار المسیحیین مع قوة حمایة کبیرة حتی الأردن، إلا أن هذا الأمر یتم فحسب عندما تُدفع الإتاوة المعهودة للبدو في الصحاری» (ظ: أسعدي، بیت‌المقدس، 72-73). وخلال هذا العصر کان تردد قوافل الحجاج مایزال یشکل أحد المصادر المهمة لدخل هذه البلاد («الأردن»، ن.ص). و بینما کان السلاطین العثمانیون یرون أن ضمان أمن قوافل الحجاج أحد أهم مسؤولیاتهم، فإن عرب الصحراء المنتشرین علی جوانب طرق قوافل الحجاج، کانوا بدورهم یعتبرون أخذ الإتاوة من هذه القوافل حقاً من حقوقهم (أبوجابر، 24-25, 28).

وفیما یخص 300 سنة الأولی من استیلاء العثمانیین علی بلاد الأردن، أو القسم الجنوبي الشرقي من بلاد الشام، و فیما عدا بعض الوثائق و التقاریر الرسمیة المحفوظة في أراشیف إستانبول و دمشق ونابلس، أو بعض الرحلات و التقاریر التي کتبها موظفو البعثات السیاسیة، لایوجد بین أیدینا الکثیر من المصادر المدونة (ن.ص). و في هذه الفترة التي کانت الولایات العثمانیة – ولأغراض إداریة – قد قسمت إلی ولایات، أو أقالیم مختلفة وکان یدیر کل واحدة من هذه الولایات باشا مستقل تقریباً في سبیل تلبیة رغبات و مصالح السلطان العثماني، کانت بلاد الأردن تشکل جزءاً من ولایتة بیروت و دمشق.

وفي الفترة الواقعة بین 1831م 1841م کانت بلاد الأردن، أو جمیع بلاد الشام تحت سلطة الخدیوي محمدعلي باشا القائم بأعمال الحکومة العثمانیة الشکلي في مصر، وکان هذا الأمر دلیلاً علی الضعف العام الذي أصاب الإمبراطوریة العثمانیة (م.ن، 31؛ «الأردن»، 16). وبرغم أن استیلاء محمدعلي باشا و ابنه إبراهیم باشا علی سوریا کان لمصلحة سوریا من حیث تنظیم الأمور الإداریة، فإنه لم‌یترک أثراً یذکر في الأردن، ذلک أن هذه البلاد لم‌تکن – لامن حیث عدد سکانها والقدرتها المالیة – بشکل یلبي حاجة الفاتحین. کما أن شبکة المواصلات و طرق التجارة البریة، لم‌یعد لها تلک الأهمیة التي کانت علیها خلال القرنین 14 و 15م، أي العصر المملوکي، وقد أدت هذه الأوضاع إلی تناقص ملحوظ ففي أهمیة المنطقة الجنوبیة الشرقیة ن بلاد الشام، إي الأردن، وسببت دخول هذه المنطقة خلال السنوات العشر من حکم المصریین في زاویة النسیان (أبوجابر، ن.ص).و أخیراً و بعد 10 سنوات طردت روسیا و بریطانیا، المصریین من هذه المناطق و أسندت إدارتها إلی العثمانیین («الأردن»، ن.ص). ویری رؤوف سعد أبوجابر – و هو أردني – أنه «بعد 10 سنوات، لم‌یکن سکان ماوراء الأردن آسفین لمشاهدتهم الهیمنة المصریة علی هذه البلاد و هي تزول» (ص 34). وفي 1869م ثبَّت رشید باشا والي سوریا سیطرة الحکومة المرکزیة بعد 150 سنة في منطقة السلط و بقیة مناطق جنوب شرقي بلاد الشام، أي الأردن (م.ن، 39).

وکان أحد أهم منجزات الأتراک في هذه الحقبة الجدیدة من حکم بلاد ماوراء الأردن، إنشاء خط سکة حدید الحجاز بمشارکة الألمان؛ وقد وصل هذا الخط في 1902م من دمشق إلی عمان، وفي 1904م إلی معان، و في 1908م إلی المدینة. وکان هذا الإنجاز بالنسبة للبدو و القبائل الرحل في ماوراء الأردن بمثابة خسرانهم الدخل الذي کانوا یوفرونه من طریق عبور قوافل الحج خلال هذه المنطقة (م.ن، 40). وأخیراً وفي 1910م رفع رایة العصیان أفرادُ القبائل الذین کانوا قد ضاقوا ذرعاً بشتی أنواع الظلم والتنکیل التي مارستها بحقهم المؤسسات الحکومیة، وعقب انتشار خبر تخطیط الدولة العثمانیة لزیادة الضرائب و نزع سلاح القبائل و التجنید الإجباري لأبنائها، و ذلک بالتضامن مع شیوخهم الذین کانوا بدورهم ناقمین بسبب مصادرة أراضیهم و ذرائع و أسباب أخری مختلفة. و قد عمّت موجة هذه الاضطرابات جبل الدروز علی حافة الصحراء في الشمال لتصل الکرک و الطفیلة في الجنوب. وقام أفراد القبائل بتخریب خط سکة الحدید، کما قطعوا أسلاک البرق، وأوقفوا القطارات عن العمل و هاجموا عدة محطات لسکة الحدید وقتلوا عدداً من موظفیها و حراسها العسکریین، لکن لما کانت عملیاتهم غیر منسقة، کا لم‌یحظوا کثیراً بدعم الناس، فقد قمعتهم قوات الحکومة المرکزیة من غیر أنتجابه صعوبة في ذلک، واستمرت في سیطرتها علی الأوضاع مرة أخری إلی أن اندلعت الحرب العالمیة الأولی في 1914م (م.ن، 40-41).

 

المصادر

أسعدي،مرتضی، بیت‌المقدس، طهران، 1367ش؛ م.ن، جهان إسلام، طهران، 1366ش؛ البلاذري، أحمد، فتوح البلدان، تقـ: رضوان محمدرضوان، بیروت، 1398هـ/ 1978م؛ پیغولوسکایا، ن.، أعراب حدود مرزهاي روم شرقي و إیران، تجـ: عنایت‌الله رضا، طهران، 1372ش؛ حسیني دشتي، مصطفی، المعارف و المعاری،. قم، 1369ش؛ دایرة المعارف فارسي؛ زریاب، عباس، بزم‌آورد، طهران، 1368ش؛ السمعاني، عبدالکریم،الأنساب، تقـ: عبدالرحمان بن یحیی المعلمي الیماني، حیدرآبادالدکن، 1382هـ/ 1962م؛ الطبري، تاریخ؛ المجلسي، محمدباقر، بحارالأنوار، بیروت، 1403هـ/ 1983م؛ الواقدي، محمد، المغازي، تجـ: محمودمهدوي دامغاني، طهران، 1361-1362ش؛ یاقوت، البلدان؛ الیعقوبي، أحمد، تاریخ، بیروت، دارصادر؛ و أیضاً:

Abujaber, R. S., Pioneers over Jordan, London, 1989; Barthotlomew, J. G., A Literary and Historical Atlas of Asia, London, 1912; Donner, F. Mc Graw, The Early Islamic Conquests, NewJersey, 1981; Frye, R. N., The Heritage of Persia, London, 1976; Jordan, a Country Study, Washington, 1989; Knapp, A. B., The History and Culture of Ancient Western Asia and Egypt, Belmount, 1988; Lewis, B., The Arabs in History, London, 1966; McEvedy, C. & R. Lones, Atlas of World Population History, London, 1978; Webster’s New Biographical Dictionary, Massachusetts, 1983; WNGD.

مرتضی أسعدي/ هـ.

القسم الثاني – التاریخ المعاصر

کانت الأردن قبل أن تعرف بوصفها دولة – و کما مرّ بنا – جزءاً من الدولة العثمانیة تابعة لولایة دمشق. وفي 1336هـ/ 1918م، احتل الجیش البریطاني و القوات العربیة الشام، وعقب انهیار الدولة العثمانیة و عقد مؤتمر سان‌ریمو في 1338هـ/ 1920م وضعت هذه البلاد تحت سلطة الانتداب البریطاني و الفرنسي. ومن جهة أخری، فإن أسرة الشریف علي التي کانت قد یئست من نیل الحکم في الجزیرة العربیة و تخلت عنه لآل سعود (ظ: ن.د، آل سعود)، کانت تعیش في الشام بانتظار نتائج تحالفها مع بریطانیا ضد العثمانیین. إلی أن نال الأمیر فیصل بن الحسین ابن علي إمارة سوریا. وبعد أن نالت بریطانیا و فرنسا بشکل رسمي حق الانتداب علی بلاد الشام، أصبح الوضع صعباً علی الأمیر فیصل، ذلک أن فرنسا هددته و طردته من سوریا، أما شقیقه الأمیر عبدالله فقد هب للمقاومة ببسالة في معان. ولأجل إسکاته (لنداو، 46)، وکذلک مکافأة له علی المساعدات التي کان قد قدمها للجیش البریطاني في حربه ضد العثمانیین، منحته بریطانیا بلاد ماوراء نهر الأردن (کاتان، 23؛ أنطونیوس، 268؛ الکیالي، 142؛ رشیدات، 72؛ أیضاً ظ: موسوعة ...، 1/ 132).

قیل إن بلاد ماوراء نهر الأردن لم‌تکن بادئ الأمر ضمن المنطقة الواقعة تحت النفوذ البریطاني بشکل مباشر، وقد جعلت هذه الدولة – و لغرض تنصیب الأمیر عبدالله أمیراً علیها – هذه البلاد أیضاً و بموافقة من عصبة الأمم مع فلسطین جزءاً من المنطقة الخاضعة لنفوذها (عبوشي، 36؛ کاتان، ن. ص؛ التل، 34). ومنذ ذلک الحین، تشابک قسم مهم من القضایا السیاسیة والاقتصادیة و الاجتماعیة في الأردن مع أوضاع فلسطین و قضیة إسرائیل و احتلال الأراضي و تشرید الفلسطینیین بشکل أصبحت معه دراسة أوضاع کل واحد منهما بدون الاخر أمراً عسیراً، بل و مستحیلاً.وعلی أیة حالف لم‌یکن الأمیر عبدالله في بدء إمارته لیستطیع أداء مهامه کما ینبغي، وکانت مقالید الأمور بشکل رئیس بید بریطانیا. و نتیجة للتحولات الکبری التي کانت تحدث في المنطقة، أو کانت في حالة تبلور، فإن الأمیر عبدالله بدوره لم‌یکن یجد نفسه في غنیً عن مساعدات هذه الدولة (قا: موسوعة، 1/ 134). ومن بین المشاکل التي واجهها الأمیرعبدالله کان دور القبائل العربیة من سکان البادیة الذین لم‌یکنوا یخضعون لإطاعة دولة مرکزیة واحدة. وفي محرم 1341/ أیلول 1922، رفعت إحدی هذه القبائل و تدعی عدوان بزعامة سلطان باشا، رایة العصیان في مواجهة عبدالله. و مع أن القوات المسلحة التي کانت بریطانیا قد نظمتها بقیادة ضابط بریطاني قمعت هذا العصیان، إلا دن حرکات تمرد أخری أیضاً حدثت في منطقة واديموسی سنة 1344هـ/ 1926م (ن.ص؛ تاریخ...، 106).و برغم کل ذلک، کان عبدالله یرید تشیل دولة أکبر تضم فلسطین و شرق الأردن تحت حکمه، لکن بریطانیا و بسبب مضمون و عد بلفور و مشروع تأسیس الدولة الیهودیة، لم‌توافق علی ذلک (أنطونیوس، 434). ومع أن معاهدة عقدت في ذي القعدة 1343/ حزیران 1925 بین السعودیة و الأردن أسندت بموجبها معان و میناء العقبة إلی الأردن، فإن شرق الأردن ظل لما یقرب من عقدین تحت سیطرة بریطانیا بشکل مباشر. في شعبان 1346/ شباط 1928 و خلال مباحثات هذه الدولة مع الأمیر عبدالله، جری بحث مسألة تأسیس دولة دستوریة شرقي نهر الأردن و کیفیة الانداب علیها. و برغم أن هذا الأمر أدی إلی الاستقلال الشکلي للأردن، لکن علاقاتها الخارجیة و شؤونها الاقتصادیة ظلت علی حالها في أیدي البریطانیین (تاریخ، ن.ص؛ «قاموس...»، 213؛ موسوعة، ن.ص؛ جریس، 2/ 49). وبرغم کل هذا، انبری الیهود أیضاً لمعارضة هذا المشروع، ووصفوا شرق الأردن بأنه جزء من الدولة الیهودیة الموعودة (مصالحه، 32؛ زعیتر، 110؛ جریس، ن.ص؛ جزماني، 228). ولم‌تعر بریطانیا اهتماماً لتلک المعارضة، ذلک لأنه قیل إن الهدف من تأسیس حکومة شرق الأردن هو إیجاد منطقة لترحیل وإسکان الفلسطینیین الذین کانوا یُطردون من بلادهم لأجل تأسیس دولة للیهود (طربین، 94؛ الکیالي، ن.ص؛ إسراییلیون...، 180؛ مصالحه، 33، 36).

وفي الحقیقة، فإن خطة وایزمن رئیس المنظمة الصهیونیة کانت منذ بدء تأسیس إمارة الأردن، تقوم علی طرد العرب من بلاد فلسطین باتجاه شرق الأردن لتمیهد الطریق لتأسیس دولة الیهود في فلسطین بشکل جازم. وقد أحیلت هذه الخطة إلی وزارة المستعمرات البریطانیة، ورصدت مراکز الأموال الیهودیة لها الاعتمادات المالیة اللأزمة لإنجازها، لکنها جوبهت بمعارضة باسفیلد وزیر المستعمرات والحکومة البریطانیة نفسها. و مع کل ذلک عاد وایزمن و أعلن أن شرق الأردن هو جزء من بلاد فلسطین و أن هجرة العرب إلیه لایعدو کونه تنقلاً داخلیاً (م.ن، 32-36).

وفي هذه الفترة تم في الأردن تأسیس الفیلق العربي، أو شرطة الصحراء بقیادة غلوب باشا (جون باغوت غلوب) الضابط البریطاني. وهذا الفیلق الذي یُعدّ في حقیقته جیش الأردن، کانت مهمته الأساسیة تنفیذ سیاسات دولة الانتداب في فلسطین والجیش البریطاني، ویستخدم بوصفه أداة للضغط علی معارضي الیهود و منع أي تکتّل، أو معارضة لأهداف دولة الانتداب. ولهذا السبب کانت مهمة إدارة المناطق الصحراویة و التجمعات السکانیة لعربها قد أنیطت بهذا الجیش (تاریخ، 109؛ «قاموس»، ن.ص). و من جهة أخری، وافقت بریطانیا في 1351هـ/ 1932م ضمن اتفاق أبرمته مع الوکالظ الیهودیة علی تأجیر جزء من أراضي وادي الأردن للیهود (موصوعة، 1/ 135). وقد أدت أمثال هذه الاتفاقیات و اکتساح الیهود للأراضي الفلسطینیة بشتی الطرق، إلی ظهور معارضة شدیدة في الأردن و فلسطین. و في 1936م ودعماً للفلسطینیین واحتججاً علی الاحتلال الیهودي للأراضي، نظّم سکان الأردن التظاهرات و انضم الشبان الأردنیون إلی الثورة الفلسطینیة بشکل علني (جبور، 759). وفي مؤتمر لندن الذي عقد عام 1358هـ/ 1939م أعلن الحکومة البریطانیة استقلال شرق الأردن وتغییر عنوان اللجنة التنفیذیة إلی مجلس الدولة. و علی هذا الأساس کان باستطاعة الأردن تشکیل قوات مسلحة و إرسال ممثلین سیاسیین إلی البلدان الأخری و إحلال الموظفین الأردنیین محل البریطانیین دون الرجوع إلی الحکومة البریطانیة. و بعد قلیل أعلن توفیق أبوالهدی عن تشکیل أول حکومة للأردن في آب 1939 (موسوعة، ن.ص).

وخلال تلک الفترة بادر الفدائیون الأردنیون لمجابهة الجیش البریطاني في منطقتي عجلون وإربد. وتدل بیانات القیادة العامة للثورة العربیة في شرق الأردن علی الخسائر الفادحة التي ألحقها الفدائیون الأردنیون بالجیش البریطاني. وظل الجیش و الفیلق العربي قائماً تحت قیادة غلوب باشا بحیث تدخل الجیش الأردني لمواجهة رشید عالي الکیلاني في العراق و حکومة فیشي (فرنسا) في سوریا، فاحتل بغداد عام 1360هـ/ 1941م، ثم احتلوا – و بمساعدة میلیشیات فرنسا الحرة – لبنان و سوریا أیضاً (غلوب، 281؛ تاریخ، 110؛ موسوعة، أیضاً «قاموس»، ن.صص).

ومع کل هذا، فقد منحت الحرب العالمیة الثانیة و تقدم الحلفاء، فرصة للدول العربیة لتسعی إلی تعزیز آمالها بالاستقلال و السیطرة علی مقدراتها. و بهذه المناسبة بادرت الدول العربیة ومن بنیها الأردن لإجراء مفاوضات بغیة تحقیق هذا الهدف، وکذلک لإیجاد علاقات وتعاون سیاسي و اقتصادي وثقافي وثیق بین الدول العربیة. وفي تشرین الأول 1945تمت المصادقة علی مشروع تأسیس جامعة الدول العربیة (رشیدات، 176). وفي 1364هـ/ 1945م قُبلت الأردن عضواً في الجامعة العربیة. وفي ربیع الثاني 1365/ آذار 1946 اعترفت بریطانیا باستقلال شرق الأردن (لنداو، 46؛ قا: کاتان، 23)، و لکنها طلبت من هذا البلد استشارتها في الشؤون الدفاعیة («قاموس»، 211؛ موسوعة، ن.ص). إلا أن ماکانت بریطانیا تدعوه «استشارة» کان في حقیقة الأمر تحدیداً للسیاسة العسکریة الأردنیة، حیث کان الجیش آنذاک بقیادة الجنرال البریطاني غلوب باشا و یتم تسییر أموره بالمعونات المالیة المقدمة من هذه الدولة، ولم‌یکن باستطاعته بطبیعة الحال معارضة الأهداف البریطانیة، کما کان غلوب یسعی دائماً بإظهار تفوق القوی العسکریة الیهودیة و یحذِّر الزعماء العرب من محاربتها. وتمکن أخیراً من منع عزام باشا الأمین العام لجامعة الدول العربیة من التفکیر في محاربة القوات الإسرائیلیة (أیضاً ظ: القصري، 160-164؛ قا: الخولي، 1/ 465-466).

وفي أواسط 1948م نبّه الأمیر عبدالله إلی خطر الیهود ذوي الأصول الروسیة و إلی شائعة وجود قادة روس في الجیش الیهودي وأعلن رسمیاً أنه یرفض وجود دولة یهودیة في هذه المنطقة.وکان عبدالله یخشی أن یحتل الیهود – و بشکل خاص الیهود الروس – حیفا وتل‌أبیب و یافا بعد خروج بریطانیا من فلسطین، حینها أعلن أن فلسطین بلد عربي وموضع احترام أتباع الدیانت الثلاث الکبری، و أنه یسعی إلی إقامة سلام راسخ فیه. کما طلب من منظمة الأمم المتحدة أن تمنع الیهود من الاقتراب من القدس ذلک أن العرب لن‌یتحملوا احتلالها علی الإطلاق (القصري، 161-163).

وفي 26 تشرین الثاني 1948 قسمت منظمة الأمم المتحدة بلاد فلسطین بعد انتهاء فترة الانتداب إلی منطقتین یهودیة و عربیة. وقد أدی ذلک التقسیم إلی ثورة الشعب الفلسطیني و معارضة الدول العربیة بشدة، حیث اتجهت جیوشها لمحاربة الیهود. و عقب ارتکاب الصهاینة مجزرة دیریاسین شُرَّد کثیر من الفلسطینیین و توجهوا نحو الأردن (منظمة ...، 24-25؛ بیلي، 7-8). وقد حدا الغلیان الذي عمّ الدول العربیة بسبب تقسیم فلسطین و المجازر التي ارتکتب بحق شعبها، بالملک عبدالله إلی أن یشارک في تشکیل الجیوش العربیة، وأن یدخل جیشه إلی فلسطین، حیث سیطر علی أریحا و الأحیاء القدیمة من القدس، أي المنطقة الشرقیة في فلسطین بأسرها، أو الضفة الغربیة لنهر الأردن، فانضم حوالي 2,200 کم2 إلی المناطق الخاضعة لحکم الأمیر عبدالله (لنداو، 46, 83؛ بیلي، ن.ص). وعندما أعلن وقف إطلاق النار بتدخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في جمادی الآخرة 1368/ نیسان 1949 کان للأردن حدود مشترکة مع إسرائیل طولها 333 کم (لنداو،ن.ص؛ أیضاً ظ: تاریخ، 112؛ موصوعة، 1/ 136). وقد أدی طول هذه الحدود نسبیاً و کذلک الخطر الذي کان الأردن یستشعره علی الدوام من الیهود إلی أنیعزز هذا البلد – شأنه شأن بقیة الدول العربیة في الشرق الأوسط – قوته العسکریة بشکل لایتناسب و مساحته و عدد سکانه.و کما قیل إنعدد أفراد الجیش الدائمین في الأردن بعد فترة من تأسیس إسرائیل، 30,000 فرداً بمیزانیة تعاد 15 ملیون جنیه سنویاً کان أغلبها یؤمن من المعونات الخارجیة (رشیدات، 306).

الصفحة 1 من7

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: