الأردن، بلد
cgietitle
1443/3/22 ۱۵:۴۶:۰۷
https://cgie.org.ir/ar/article/237157
1446/3/14 ۰۶:۲۶:۳۵
نشرت
6
اَلْأُرْدُن، بلد في جنوب غربي آسیا، ظهر إلی الوجود عقب الحرب العالمیة الأولی و انهیار الإمبراطوریة العثمانیة، باسم شرق الأردن في ظل الانتداب البریطاني، وعند انتهاء فترة الانتداب أعلن عن قیام دولة المملکة الأردنیة في 1948م مع إجراءتغییرات في حدودها. اسمها الرمي هو المملکة الأردنیة الهاشمیة (لمعرفة سبب هذه التسمیة، ظ: ن.د، الأردن، نهر).
یقع الأردن بین خطي العرض 29° و 33° شمالاً و یقسمها خط نصف النهار 37 إلی قسمین (هریس، 19). تحده سوریا والعراق من الشمال، ومن الشرق المملکة العربیة السعودیة و العراق، ومن الجنوب المملکة العربیة السعودیة، ومن الغرب فلسطین المحتلة، وفي نهایة حدوده الجنوبیة له 26 کم مطلة علی البحر الأحمر. وأما أطوال الحدود البرة الأردنیة مع البلدان المجاورة له فهي: العراق، 134کم؛ سوریا، 375کم؛ فلسطین المحتلة، 238 کم؛ المملکة العربیة السعودیة، 742 کم («أطلس العالم...»).
والخطوط الحدودیة التي تفصل الأردن عن کل من سوریا و العراق والمملکة العربیة السعودیة و فلسطین المحتلة، هي خطوط هندسیة متفق علیها، رسمت في السنوات التي أعقبت مباشرة الحرب العالمیة الأولی بواسطة الأمیر عبدالله بن الشریف حسین أول حاکم للأردن، وکان الهدف الرئیس من ذلک آنذاک أن یقع خط أنبوب النفط العراقي في الأراضي الواقعة تحت الهیمنة البریطانیة («جغرافیة...»، II/ 87).
ومن حیث المساحة طرأت علی الأردن حتی الآن تغییرات. فقد کانت مساحتها 88,800 کم2 بادئ الأمر و عندما کان یحدها من الغرب الضفة الشرقیة لنهر الأردن، ولکن مساحتها ازدادت إلی 96,188کم2 منذ 1949م عندما استولت الأردن علی أرض السامرة والیهودیة علی الضفة الغربیة لنهر الأردن. ففي تلک الفترة، کانت الحدود الغربیة للأردن تقع علی بعد 14 کم فقط من الساحل الشرقي للبحر المتوسط (بررسي إجمالي، 1). وعقب حرب الأیام الستة عام 1967م، وقع حوالي 5,600 کم 2 من أراضي الضفة الغربیة لنهر الأردن تحت الاحتلال الإسرائیلي، ومایزال علی هذه الحال حتی الیوم («الشرق الأوسط ...»، 487). وقد ذکر «الإحصاء السنوي» لمنظمة الأمم المتحدة الخاص بسنة 1989م أن مساحة الأردن 97,740کم 2 (ص 68).
یمکن تقسیم بلاد الأردن من حیث الجیولوجیا والتضاریس إلی 4 أقسام شمالیة – جنوبیة متمیزة عن بعضها (ظ: «جغرافیة»، ن.ص)، تقع موازیة لبعضها من الغرب إلی الشرق:
1. هضبة فلسطین في الغرب التي تعرف بالسامرة والیهودیة. وتبدأ هذه الهضبة من شمالي الأردن والجنوب الغربي لسوریا، أي من منطقة تدعی حوران. وقد تکوَّن هذا القسم من هضبة فلسطین من طبقات برکانیة تعود لعصور سحیقة أدت نتیجة للتآکل المستمر إلی ظهور تربة خصبة و غنیة. وفي جنوبي هذا القسم تقع مرتفعات السامرة و الیهودیة الرئیسة التي تکوَّن أغلبها من طبقات کلسیة و لها نسیج محدب یصل ارتفاعه إلی 1,000 متر فوق مستوی سطح البحر. و علی جانبي هذه التکوینات المحدبة تنتهي ودیان عدیدة من الغرب بالبحر المتوسط، ومن الشرق بوادي الأردن (بریتانیکا، X/ 270). أما السامرة الواقعة في الشمال، فهي منطقة تلال مرتفعة نسبیاً،تشقها ودیان عدیدة من جانبین و توصل میاهَها القلیلةَ في الغرب إلی البحر المتوسط، وفي الشرق بنهر الأردن.وتتصل السامرة في المسافة الواقعة بین نابلس وبیتالمقدس، بالیهودیة التي هي أکثر ارتفاعاً من السامرة و التي یزداد ارتفاعها من 750 متراً في بیتالمقدس لیبلغ 1,613 متراً في الخلیل. وفي هذا الجزء من الأردن أدت التکوینات الکلسیة إلی ظهور ودیان عمیقة ومغور عدیدة تتمتع بأهمیة سیاحیة فائقة (کلیر...، XIII/ 631).
2. غور الأردن – البحر المیت – وادي عربة، و هو منخفض واسع یقع بین تصدعات فلسطین العظیمة في الغرب والأردن في الشرق. وفي خط القعر من القسم الشمالي من هذا الغور یجري نهر الأردن بسرعة فائقة في مجری متعرج یصل عمقه إلی 395 متراً تحت مستوی سطح البحر (بریتانیکا، X/ 275). وفي القسم الأوسط من هذا الغور یقع البحر المیت و هو بحیرة تبلغ مساحتها 755کم2 (کلیر، ن.ص)، وطلها 64 کم و عرضا 16کم. ویبلغ مستوی ارتفاع میاهها حوالي 400 متر وأعمق نقطة فیها 796 متراً أقل من مستوی سطوح البحار المفتوحة. وهي بذلک أعمق نقطة عُرفت في القشرة الأرضیة. و نسبة أملاحها 250 غراماً باللتر الواحد، وتبلغ نسبة الملوحة فیها حداً ینعدم معه وجود أي کائن حي (بریتانیکا، ن.ص؛ بومونت، 436).
وإلی الجنوب من البحر المیت یقع وادي عربة و هو صحراء جرداء، یزداد ارتفاعها تدریجیاً باتجاه الجنوب حتی تقطع ارتفاع سطح البحر أیضاً علی بعد 130 کم جنوبي البحیرة، وأخیراً تنتهي بالبحر الأحمر عند خلیج العقبة (کلیر، ن.ص).
3. هضبة الأردن و هي طبقة من الصخور البرکانیة تلاحظ آثارها في المناطق الشرقیة لجبل الدروز بشکل صخور برکانیة (ن.ص). وتشکل الترسبات الرملیة و الکلسیة المناطق الوسطی لهذه الهضبة، حیث یلاحظ في حافاتها الناتئة بأسرها الحصی الناعم و الصخور الکلسیة الممزوجة بالأحجار الناریة. وتشکل الطبقات البازلتیة البرکانیة والطبقات الکلسیة الأقسام الجنوبیة لهذه الهضبة التي یصل ارتفاعها إلی 1,600 متر.
وإن ما اشتهر بهضبة الأردن هو في الحقیقة الحافة الغربیة لهضبة الجزیرة العربیة الشاسعة التي تعرف غالباً بأسماء إنجیلیة، و هي تقسم عادة إلی قسمین. تکوّن القسم الشمالي من البازلت البرکاني، والقسم الجنوبي من الحصی الناعم و الغرانیت. و في هذا القسم تکون الریاح العامل الرئیس للتآکل و تشکیل التضاریس. ولحافة هضبة الجزیرة العربیة هنا أخادید عدیدة تجري فیها أنهار دائمیة، أو موسمیة لتنتهي بوادي الأردن (بریتانیکا، ن.ص)، و أهم هذه الأخادید، وادي نهر الیرموک الذي یمر منه خط سکة حدید دمشق – حیفا. و إلی الجنوب منه قلیلاً یقع وادي نیمرین الذي أنشئ علی طوله الخط الرئیس الذي یربط عمان بالقدس. وإذا عبرنا هذه الحافة الشبیهة بالجدار، ینخفض ارتفاع هضبة الجزیرة العربیة بانحدار قلیل باتجاه الشرق (کلیر، ن.ص).
4. الصحراء السهبیة التي أدت إلی تشکل آخر جزء من الأردن وشرقیه الأقصی، و هي تتمة هضبة الجزیرة العربیة الکبری، تکوَّن قسمها الشمالي من البازلت، وأقسامها الجنوبیة من الحصی الناعم و الغرانیت (بریتانیکا، ن.ص). و في النهایة الجنوبیة لهذه الصحراء السهبیة، أي في الزاویة الجنوبیة الشرقیة للأردن یقع وادي السرحان الذي هو واد أجرد لیس إلا. وقد امتد هذا الوادي إلی داخل المملکة العربیة السعودیة، و هو المظهر الطبیعي الوحید الذي یکسر المنظر الرتیب لهذه الأرض الجافة الجرداء.
وتختلف نوعیة تربة الأردن مع ارتفاعها الجغرافي. ففي المرتفعات تؤدي التکوینات الجیولوجیة عادة إلی ظهور تربة کلسیة تنخذ لها في المناطق الرطبة لوناً بنیاً یمیل إلی الاحمرار. وقد تشکلت أغلب الأراضي الزراعیة في هضبة الأردن من هذا النوع من التربة یطلق علیها بشکل عام تربة متوسطیة. وفي الأقسام الأقل ارتفاعاً و في وادي نهر الأردن تمیل التربة إلی اللون الأصفر. و في حالة وجود میاه، فإن هذه التربة الصفراء المتوسطیة تکون ذات محصول وفیر. وفي المناطق الصحراویة الواسعة لشرق الأردن، تلاحظ التربة المزیجة البرکانیة بالألوان الرمادیة التي هي أکثر نفعاً لتربیة المواشي منها للزراعة، لکن ترسبات السیول توفر في الودیان أرضاً زراعیة خصبة. وتربة الأردن غنیة بالمعادن لکنها فقیرة بعناصرها العضویة (ولسون، 18؛ غویسر، 7).
بلاد الأردن شأنها شأن کثیر من البلدان المجاورة لها، ذات مناخ متوسطي من سماته العامة أنه حار جاف صیفاً و معتدل شتاءً، قلیل الأمطار، شمسه لافحة. ویلاحظ النموذج البارز لهذا النوع من المناخات في المرتفعات الغربیة وهضبة فلسطین یختلف بزبادة ارتفاع الأرض، أو نقصانه («جغرافیة»، II/ 87). و في الصیف، فإن الأردن بأسره حار وجاف، لکن شدة الحرارة تزداد بعکس نسبة ارتفاع الأرض، وفي النتیجة، فإن غور الأردن الذي هو أوطأ من کل مکان یصبح في هذه الحالة أحد المناطق الحارة جداً في العالم. ویبلغ معدل أعلی درجة الحرارة هنا في الصیف 5/ 31 درجة مئویة، لکن الحد الأعلی المطلق یتجاوز أحیاناً 40 درجة و تسجل أعلی درجات الحرارة في أریحا المجاورة للبحر المیت (بومونت، 58). وفي القدس، فإن معدل درجة الحرارة في الصیف 26 درجة؛ أما في سواحل الأردن، فإن توسط حرارة الصیف تتراوح بین 27 و 39 درجة، بینما متوسط الحرارة في المناطق السهبیة الشرقیة 23-26 درجة، وهذا مایصدق عادة علی عمان (کلیر، XIII/ 631-632). وفي الأردن أیضاً – شأنها شأن البلدان ذات المناخ المتوسطي – یکون الاختلاف کبیراً في درجات الحرارة بین الصیف واشتاء، فمثلاً في أریحا التي هي أشد مناطق الأردن حرارة، یکون الشتاء مصحوباً بالانجماد. بینما یتراوح معدل درجة الحرارة في القدس خلال دشهر الشتاء بین 8-9 درجات مئویة، و سُجِّل متوسط حرارة الشتاء في المناطق السهبیة الشرقیة بین 4-9 درجات مئویة، وفي عمان إلی 6 درجات تحت الصفر. و من حیث الحرارة یمکن اعتبار الأردن من البلدان ذات الفصلین، أحدهما صیف حار و طویل یمتد من نیسان إلی تشرین الثاني، والآخر شتاءمعدل وقصیر یمتد من کانون الأول إلی آذار (ن.ص؛ پتاي، 5).
وأمطار الأردن قلیلة و فصل تساقطها هو الأشهر الباردة من السنة، وتبدأ بالهطول عادة من تشرین الثاني و تسمتر حتی شباط. وقدِّر متوسط الأمطار السنوي بـ 3/ 27 سنتیمتراً (بومونت، 71)، تترواح بین 5 سنتمرات في المناطق الصحراویة (بررسي إجمالي، 3)، و 100 سنتمتر في الشریط الغربي، وأکثر مناطق الأردن غزارة بالأمطار هو هذا الشریط الغربي الذي یحصل علی مایتراوح بین 38-100 سنتمتر سنویاً (کلیر، XIII/ 631). وتتساقط الثلوج علی مرتفعات الأردن في الشتاء، کما یسقط الثلج أحیاناً علی القدس التي قدر معدل أمطارها سنویاً بـ 614 ملیمتراً («جغرافیة»، ن.ص). ومن المناطق الأخری ذات الأمطار الغزیرة في هذه البلاد، القسم الشمالي من ینابیع نهر الأردن، حیث تبلغ الأمطار السنویة هناک أیضاً و في بعض المرتفعات 100 سنتمتر. وکلما اتجهنا من المناطق الشمالیة الغزیرة الأمطار نحو الجنوب و لاشرق، تقل کمیة الأمطار حتی یصل معدلها السنوي إلی 5 سنتمترات في المناطق الصحراویة الواقعة في أقصی الجنوب الشرقي.
والتوزیع الفصلي للأمطار مرتبط بهبوب التیارات المتوسطیة التي تحدث بشکل أکبر خلال الشتاء، و هذا هو السبب الذي یجعل جمیع أمطار هذا البلد تهطل في أشهر الشتاء الباردة، بینما یکون صیفه جافاً.
ویرتبط توزیع الأمطار في الأردن بعاملنی جغرافیین، أحدهما الارتفاع عن مستوی سطح البحر، والآخر اتجاه امتداد مرتفعاته. وفي الدراسة التي أجریت حول هذا التوزیع في نموذج یمتد من الغرب إلی الشرق، ظهرت نتائج طریفة مفادها:
1. في فصل المطر، وبعد کل 5 أیام ممطرة متوالیة متزامنة مع هبوب تیار واحد، تکون هناک 10 أیام عدیمة الأمطار؛ 2. في الأقسام الأقل مطراً یکون عدد الأیام الممطرة أقل مما هو علیه في الأقسام الغزیرة الأمطار؛ 3. کمیة الأمطار الیومیة في المناطق الأقل مطراً، أکثر من کمیة الأمطار الیومیة في المناطق الغزیرة الأمطار.
ومن السمات العامة لأمطار المناطق الجافة التي تبدو جلیة في الأردن، قابلیة کمیة الأمطار للتغیر من سنة إلی أخری، ففي عمان التي متوسط أمطارها في المدی البعید 273 ملیمتراً، کانت أقل کمیة سنویة مسجلة هي 128 ملیمتراً،أي أقل من نصف المعدل السنوي، و أعلی کمیة مسجلة هي 476 ملیمتراً، و هو أقل بقلیل من ضعف المعدل السنوي (بومونت، ن.ص).
ولما کانت الأمطار و المیاه الناجمة عنها تتمتع بدهمیة حیویة خاصة في الظروف الاقتصادیة الحالیة للأردن، فإن دراسات و بحوث واسعة أجریت حول کمیة الأمطار و نوعیتها في هذا البلد، أفرزت نتائج طریفة منها أنه قدر مجموع کمیة المیاه الناتجة عن الهطول الجوي في الأردن بـ 6,885 ملیون م 3، یتبخر 75% منها، و یجري 15% في الأنهار، بینما یغور في الأرض 10% منها.
والتوزیع الزماني و المکاني للأمطار في الأردن هو کما جاء في الجدولین 1 و 2 (ولسون، 21-23). ومن بین السمات المناخیة للأردن، وجود الریاح الجافة و الحارة المسماة الخمسین التي تهب غالباً في فصل الربیع و أحیاناً في الخریف. و تبدأ هذه الریاح بالهبوب بسرعة شدیدة من جهة الشرق، ویمکن مشاهدة آثارها حتی سواحل البحر المتوسط، و تحمل معها الغبار و لارمال الصحراویة بکمیات کبیرة، وتؤدي أحیاناً إلی أن یبلغ معدل درجات الحرارة 120 درجة فارنهایتیة (أقل من 50 درجة مئویة بقلیل) (هریس، 21)، وتنخفض الرطوبة النسبیة إلی أدنی حد ممکن بحیث تحمل الحیاة عسیرة علی الإنسان و الحیوان و أحیاناً النبات أیضاً (پتاي، 7).
مع انضمام الضفة الغربیة لنهر الأردن إلی هذه البلاد (1949م)، ازدادت مساحتها حوالي 10% و لکن عدد سکانها ازداد من 375 ألف نسمة عند بدء التأسیس إلی 1,100,000 نسمة في 1946م. وفي إحصاء 1961م اتضح أن عدد سکان الأردن کان یتزاید بنسبة 3% وبالنتیجة کان عدد السکان قد ازداد في 1967م، أي خلال نشوب حرب الأیام الستة، ملیون نسمة أخری کان قد سُجِّل 720,000 نسمة منهم في عداد اللاجئین لدی الدمم المتحدة (بومونت، 410). ومنذ 1970م و مابعدها ازداد عدد سکان الأردن بوتیرة أسرع إلی أن بلغ 2,132,997 نسمة في 1979م. وبلغ 3,110,000 نسمة في 1989م («الکتاب السنوي...»، 844)، بینما بلغ 3,557,000 نسمة في 1992م حیث وردت سمات سکانه في الجدول 3 («أطلس العالم»).
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode