صفحه اصلی / مقالات / الاقلیم /

فهرست مطالب

الاقلیم


نویسنده (ها) :
آخرین بروز رسانی : پنج شنبه 30 شهریور 1402 تاریخچه مقاله

خلف القزويني خريطة رائعة  تكمن  أهميتها  في  أنه  أظهر للمرة  الأولى  بلدان كل إقليم في الموضع الخاص  به  على  الأرض الكروية،  وأدرج  في الخريطة  أيضاً بعض البحار مثل الخليج البربري (البحر الأبيض المتوسط فيما يحتمل)، والخليج الفارسي والخليج الأخضر وبحر الخزر. وقد رسمت هذه الخريطة بشكل تتطابق اتجاهات المناطق المختلفة المعروضة فيها نوعاً ما مع الوضع الحقيقـي الذي نعرفه اليوم. وهذا ما جعلها تحظى بأهميـة فائقة (ظ: الشكل 4). 

                                                     
 
ورأى الأنصاري الدمشقي (تـ 727ه‍) أن الربع المسكون العامر مـن العالـم محـدود مـن جهـة الشمـال بخـط العـرض 66°,25´، وقال: إن أطول النهار هناك هو 20 ساعة، ولیس فیما یلیه من الأرض إقلیم آهل بالسکان الجانب من الأرض بعد ذلك عمران... «وفيما وراء تلك الأرض يقع إقليم الظلمة الذي يسامته القطب الشمالي ويساويه ويوازيه» (ص 29). ورأى أن بداية الإقليم الأول هو خط العرض 12°,30´ ونهاية الإقليم السابع 60°. وقدم عن بعض الأقاليم معلومات موجزة أخرى (ظ: ص 29-32) مما يشاهد في الجدول 9. 


الجدول9: تقسیم الأقالیم السبعة استناداً للأنصاري الدمشقي

                                             

ويعتقد الأنصاري الدمشقي أنه لا يوجد أثر للحياة في ما سماه إقليم الظلمة الذي يقع وسط جميع الأقاليم، بحيث أحاطت به جميع الأقاليم السبعة بحدودها، ويدور الفلك حوله، كما تدور الرحى، ويسامته من الأعلى القطب الشمالي ويساويه (ص 29، 32، 33). وقـد أعد خريطة عن إقليم الظلمة (ذي اللون الأسود) وما حوله من بقية الأقاليم، ولأنها أظهرت النصف الشمالي من الکرة الأرضیة لأول مرة، فهي مثيرة للانتباه (ظ: الشكل 5). 

                                                                
 
والجغرافي المسلم الآخر الذي بحث مسألة الأقاليم السبعة باستنتـاج علمي وبدقـة قـلّ نظيرها هو أبـو الفداء (تـ 732ه‍(. فهو يقول في الفصل الذي خصصه للبحث حول الأقاليم إن بعض المؤلفين عدّ الجزائر الخالدات هي مبدأ حساب الطول الجغرافي، بينما عدّ آخرون الساحل الغربي لأفريقيا هو المبدأ، وبينهما تفاوت فـي الطـول يبلغ 10 درجـات. وفيما يتعلق بمبدأ العـرض الجغرافي أيضاً أشار إلى أن البعض اختار خط الاستواء والبعض الآخر الدرجات الشمالية. بينما رأى هو أن بداية الإقليم الأول هي 12°و40´، ونهاية الإقليم السابع هي 50°و20´، ووصف الإقليم الأول على النحو التالي: «مبدأه حيث النهار الأطول 12 ساعة ونصف وربع، وعرضه 12° وثلثا درجة، ووسطه حيث النهار 13 ساعة والعرض 16° ونصف وثُمن درجة، وآخره حيث النهار 13 ساعة وربع ساعة، والعرض 20° وربع وخمس درجة ينقص شيئاً ما ... » (ص 11). ثم أورد أبو الفداء عن بقية الأقاليم شرحاً يشبه ما قاله عن الإقليم الأول و بيَّن رأيه الناقد على النحو التالي: «وقد رأينا غالب واضعي الكتب المؤلفة في الأطوال والعروض من الزيجات وغيرها، لايحافظون فيها على إثبات الأماكن في مواضعها من الأقاليم، بل يثبتون بعض أماكن الإقليم في الإقليم الآخر. ومن تأمّل ذلك وكشفه تحقق صحة ما ذكرناه. ونحن، فقد راعينا ذلك وأثبتنا كل مكان في إقليمه» (ص 13). 
أورد الفـداء حـول أطـوال ومساحـات الأقاليم أيضاً بحثـاً وافياً وأشار إلى وجود اختلاف في طول درجة جغرافية عدها البعض (القدماء) 22 فرسخاً وتُسعَين، بينما عدّها آخرون (المتأخرون) 19 فرسخاً وتُسعاً وقام بحساب أبعاد كل إقليم (طوله، عرضه، مساحته) على أساس كلتا المدرستين وشرحه بالتفصيل. وفيما يلي‌ وفي الجدول‌10 يتم إيضاح القياسات الخاصة بالأقاليم والتي استخرجت من الشرح الوافي في تقويم البلدان. 


الجـدول 10: تقسيـم الأقـاليـم السبعـة للـربـع المسكـون استناداٌ إلی أبي الفداء

                                                          
اهتم أبو الفداء أكثر من غيره من الجغرافيين المسلمين بتأثير البيئة الجغرافية في حياة الشعوب، لذلك لم يكن تقسيم العالم إلى 7 أقاليم، والذي كان يشاهد في طول كل واحد منها أنواع البيئات الجغرافية وأشكال الحياة المختلفة، ليرضي طموحه العلمي. لذا خطرت له فكرة، فقسم العالم على أساس ظروف الانسجام الطبيعي والإنساني والتاريخي والقومي ضمن حدود المعلومات التي توفرت لديه، إلى 28 قسماً وعدّ كل واحد منها إقليماً. لكن الظروف البيئية ومعتقداته حالت بينه وبين أن يعتق نفسه بشكل كامل من قيود الأقاليم السبعة التقليدية، فحلّ مشكلته بأن سمّى الأقاليم السبعة باسم الأقاليم الحقيقية، وأقاليمه الثمانية والعشرين باسم الأقاليم العرفية (ص 78-81)، واعترف في آثاره بعدم تطابـق الإقليم الحقيقـي مع العرفي، لكنه رأی أن التقسيم ‌الثماني والعشرين  ــ مع وجود التداخلات التي شاهدها في التقسيمين ــ أفضل حل لوصف أفضل للنواحي وتبيان الظروف الجغرافية والاجتماعية. وفي الحقيقة، فإن أبا الفداء كان في عداد أوائل مـن تطرقوا إلى الفكرة الجغرافية الإقلیمیة، ومن خلال استعماله مصطلح الإقليم بمعنى الناحية عدلَ عن الأسلوب التقليدي، وبيَّن تصرفه هذا بتعبيرطريف جداً كما يلي: «إعلمْ أن الأمر في تحديد الأقاليم العرفية لايجري كما يجري في تحديد الدار والبستان ونحوهما، لأن غالب الدور والبساتين تكون قِطعاً مربعة، أو متساوية الجوانب، وليس الأمر في الأقاليم العرفية كذلك، فإن بعض جوانبها يكون مداخلاً لإقليم آخر، وبعضها يكون فيه تقويس، وبعض جوانبها أعرض من الجانب الآخر، والذي يحدد المكان إنما يحدده بالجهات الأربع: وهي الشرق والغرب والجنوب والشمـال، وذلك لايصفو فـي الأقاليم العرفية لما ذكـرناه ... » (ص 80). ولتبيان موضع كل واحد من الأقاليم العرفية، نظم بعدها جدولاً يلاحظ في الشكل 6. 

                                                               
وبغية تحديد أدق للمواضع التي جاء بخصائصها الجغرافية من مصادر مختلفة، أضاف في جميع أرجاء كتابه الضخم وفي الجداول الخاصة، عمودين حدّد في أحدهما موقع المكان المقصود في تقسيمات الأقاليم السبعة (الإقليم الحقيقي)، وفي الآخر وضع ذلك المكان في تقسيماته الثمانية والعشرين (الإقليم العرفي).
 
وربما كان أمين أحمد الرازي الذي ألف كتابه هفت إقليم في 1010ه‍ ، آخر جغرافي مسلم دوّن أثره المعروف على أساس الأقاليم السبعة. وعندما كان يدون كتابه لم يكن قد مضى على اكتشاف أميركا، إلا حوالي قرن، وكانت المعلومات الجغرافية لسكان العالم وبشكل خاص في الجزء الغربي من الأرض قد ازدادت بشكل هائل نتيجة الرحلات الاستكشافية، ووطأت أقدام السياح الأوروبيين مشرق الأرض أيضاً. ومع كل ذلك، فإن مؤلف هفت إقليم الذي يمكن القول إن الكتب الجغرافية للأقدمين كانت بين يديه، لم يشر إلى العروض الجغرافية لبداية الأقاليم السبعة ونهايتها، ولم يتطرق إلى طول أطول النهار في السنة، وهو ما كان يُعد المعيار في تقسيم الأقاليم. وقدم في بداية البحث حول كل واحد من الأقاليم شرحاً موجزاً، لكنه مضطرب عن الموقع الجغرافي لذلك الإقليم بحيث لايمكن مقارنته بأي شکل من الأشکال مع ما كتبه قبله ياقوت والبيروني وأبو الفداء والمسعودي وآخرون. 
ونورد هنا وكمثال على ما قاله بشأن الخصائص الجغرافية والمكانية للإقليم الثاني: «هذا الإقليم منسوب للمشتري ويبتدئ من المشرق، ثـم يمر وسط بلاد الصين وشمال سرنديب وبلاد الهند وقندهار ووسط بلاد كابل وجنوب بلاد كرمان، ثم يجتاز بحر فارس ويمر وسط بلاد الرقة وإفريقية وشمال بلاد البربر وجنوب القيروان ووسط بلاد مرطانة وينتهي في البحر والمحيط» (ص 32). 
وفي ختام هذا البحث يمكن تلخيص الأمور الخاصة بالأقاليم السبعة والتي كانت قبل حوالي 10 قرون أساساً لتفكير الجغرافيين المسلمين، على النحو التالي: 
1. إن فكرة تقسيم العالم ظهرت منذ زمن سحيق في التاريخ بين شتى الشعوب بأشكال مختلفة. 
2. كانت أول التقسيمات تقتصر على الربع المسكون فحسب. 
3. كان أكثر أساليب تقسيم الربع المسكون علمية هو تقسيم الأقاليم السبعة على أساس العرض الجغرافي والذي سجل في تاريخ الجغرافيا باسم بطلميوس اليوناني، إلا أن فريقاً من الباحثين الأوروبيين والعرب رأوا أن أصل الفكرة هو ابتكار من العالم والرياضي والفلكي الإيراني الكبير محمد بن موسى الخوارزمي مؤلف أول كتب الرياضيات والجبر والمقابلة. 
4. أورد أغلب الجغرافيين المسلمين حدود الأقاليم السبعة وثغورها في آثارهم بأشكال مختلفة، سواء على أساس قياسات فردية (مثلاً البيروني)، أم اقتباساً من المتقدمين، وذكروا من ذلك بداية ونهاية الأقاليم السبعة كما يلاحظ في الجدول 11. 
5. إن مساحات الأقالیم التي کانت تحتسب علی أساس درجات العرض والطول الجغرافیین نقلت بأشکال مختلفة لیس بسبب الاختلافات المذکورة فی الفقرة 4 فحسب، بل بسبب الاختلاف فی طول الفرسخ أیضاً (ظ: البیروني وأبو الفداء فی هذه المقالة). ومن البدیهی أن هذا الاختلاف نفسه ظهر في الإحداثیات الجغرافیة للأمکنة أیضاً. 
6. كل إقليم هو مجموعة ذات مقاييس مختلفة من المدن والجبال والأنهار والبحار والبحيرات و المناجم والتجمعات السكانية والمعلومات الجغرافية الأخرى التي تحدد أيضاً موقعه الجغرافي ــ فضلاً عما هو ملحوظ علی الكرة الأرضية ــ بواسطة صور الکواکب التي تتحكم في مصيره (EI2,III / 1076). 
7. إن كثيراً من الأمكنة والمناطق وقعت خلال التقسيمات المتعددة في أقاليم مختلفة، بحيث تقع الأندلس في الإقليم الرابع بحسب قول الرازي، وفي الإقليم الخامس بحسب قول مؤلف طبقات الحكماء (ظ: ابن عبد المنعم، 1). 
8. في تقسيم الأقاليم السبعة كلما ابتعدنا عن مركز العالم الإسلامي كانت المعلومات الجغرافية أقل وأشد غموضاً، لكن مع مرور الزمان تصبح أكثر وأشد واقعية. 
9. لم یرض الجغرافيون الذين اشتهروا بأتباع مدرسة البلخي بتقسيمـات الأقاليـم السبعـة، فقدمـوا بدورهم تقسيمات أكثـر حداثة. 


الجدول 11: مقارنة الأقالیم السبعة فی آثار الجغرافیین المسلمین

                                                        
10. علی الرغم من أن بعض مؤلفي كتب المسالك والممالك قاموا برحلات بعيدة وطويلة، إلا أنه لايلاحظ في مؤلفاتهم ما یشیر إلی أنهم زاروا أقاصي الأرض وشاهدوا مناطقها النائیة من الشمالیة والجنوبیة والشرقیة، وهو ما بينه أبو الفداء بصدق حیث یتحدث عن الأقـاليم العـرفية بقولـه: «لمـا كـانت الأقاليم العرفيـة ليست كذلك، فينبغي أن تعرف العذر في التقصير في تحديدها، لاسيما عند من لم يشاهدها وإنما نقلها من الأوراق وأفواه الرجال، فإن عذره في التقصير أوضح» (ص 80). 

المصادر

   ابن رسته، أحمد، الأعلاق النفيسة، ليدن، 1891م؛ ابن عبد المنعم الحميـري، محمد، صفة جزيـرة الأندلس، تق‍ : ليفـي پروفنسال، القاهـرة، 1937م؛ أبوحاتم الرازي، أحمد، الزينة، تق‍ : الحسين بن فضل الله الهمداني، القاهرة، 1957م؛ أبو الفداء، تقويم البلدان، القاهرة، 1427ه‍ / 2007م؛ أشكال العالم، المنسوب لأبي القاسم الجيهاني، تج‍ : علي بن عبد السلام الكاتب، تق‍ : فيروز منصوري، مشهد، 1368ش؛ الإصطخـري، إبراهيم، مسالك الممالك، تق‍ : دي خـويه، ليـدن، 1927م؛ أطلس إقليمي إيران، تق‍ : محمد حسن گنجي، طهران، 1344ش؛ الأفستا؛ پاپلي يزدي، محمد حسين، «مفهوم هفت إقليم أز نظر جغرافي دانان»، مجموعة مقالات سمينار جغرافـي، مشهد، 1365ش، عد 1؛ برهان قاطع، محمـد حسين بن خلف التبريـزي، تق‍ : محمـد معين، طهران، 1357ش؛ البستاني، بطرس، دائرة المعارف، بيـروت، ‍1297ه‍ ‍؛ پـور داود، إبـراهيم، أدبيـات مزديسنا، بومباي، 1928م؛ البيروني، أبو الريحان، تحديـد نهايات الأماكن لتصحيـح مسافـات المساكـن، تق‍‍ : محمد بن تاويت الطنجي، أنقرة، 1962م؛ م.ن، التفهیم، تق‍ : جلال همائي، طهران، 1316ش؛ تـاج العروس؛ تشنـر، ف. ومقبـول أحمـد، تاريخچـۀ جغرافيا در تمدن إسلامـي، تج‍ : محمد حسن گنجي وعبد الحسين آذرنگ، طهران، 1375ش؛ التونـي، يوسـف، معجم المصطلحات الجغرافية، القاهرة، 1964م؛ حدود العالـم، تق‍ : منوچهر ستوده، طهران، 1362ش؛ الدمشقي، محمد، نخبة الدهر، بيروت، 1408ه‍‍ / 1988م؛  الـرازي،  أميـن أحمـد، هفـت إقليم، تق‍ :  جـواد فاضـل،  طهـران، 1340ش؛ رسائـل إخوان الصفاء، بيروت، 1957م؛ سعدي، كليات، تق‍ : محمد علي فروغي، طهران، 1365ش؛ سوسة، أحمد، الشريف الإدريسي في الجغرافيا العربية، بغداد، 1974م؛ شريف محلاتي، مؤيد، هفت إقليم در قلمرو فرهنگ جهان، طهران، 1337ش؛ العربي، إسماعيل، مقدمة و حواش على الجغرافيا لابن سعيد المغربي، بيروت، 1970م؛ عطية الله، أحمد، قاموس سياسي، القاهرة، 1968م؛ العلوي، ضياء الدين، الجغرافيا العربية، تق‍ :  عبد الله يوسف الغنيم، القاهرة، 1405ه‍ ؛ فلوغون، رافائيل، جهان نما، تبريز، 1267ه‍ ‍؛ قدامة بن جعفر، الخراج، تق‍ : محمد حسين الزبيدي، بغداد، 1981م؛ القزويني، زكريا، آثار البلاد، بيروت، ‍1404ه‍ ‍؛ كراتشكوفسكي، إ. ي.، تاريخ الأدب الجغرافي العربي، تج‍ : صلاح الدين عثمان هاشم، القاهرة، 1963م؛ گنجي، محمد حسن، «تقسيمات إقليمي إيران»، مجلۀ دانشكدۀ أدبيات، طهران، 1334ش، س 3، عد1؛ كيهان، مسعود، جغرافياي مفصل إيـران، طهران، 1310ش؛ لغت نامـۀ دهخـدا؛ المسعودي، علـي، التنبيـه و الإشـراف، تق‍ : عبد الله إسماعيـل الصـاوي، بغداد، 1357ه‍ /  1938م؛ م.ن، مروج الذهب، تق‍ : عبد الأمير مهنّا، بيروت، 1411ه‍ / 1991م؛ المقدسي، محمـد، أحسن التقاسيـم، تق‍‍ : دي‌خویه، لیدن، 1906م؛ «مقدمـه قديم شاهنامـه»، بيست مقالـۀ قزوينـي، تق‍ : عباس إقبال الآشتياني، طهران، 1332ش؛ مؤنس، حسين، تاريخ الجغرافية والجغرافيين في الأندلس، القاهرة، 1986م؛ ميرزا موسى خان، علم جغرافيا، طهران، 1318ه‍ ؛ نجم الدولة، عبد الغفار، كفاية الجغرافي جديد، طهران، 1319ش؛ الهمداني، الحسن، صفة جزيرة العرب، بيروت، 1403ه‍ ‍؛ ياقوت، البلدان؛ وأيضاً: 

Britannica, 1978; EI2; James, P. E., All Possible Worlds, New York, 1977; Merit Students Encyclopedia, New York, 1986; Sarton, G., »Reviews«, Isis, Chicago, 1966, vol. XIV; Sezgin, F., introd. Klaudios Ptolemaios Geography, Frankfurt, 1987. 
محمد حسن گنجي /  ه‍.

صفحه 1 از5

ورود به سایت

مرا به خاطر بسپار.

کاربر جدید هستید؟ ثبت نام در تارنما

کلمه عبور خود را فراموش کرده اید؟ بازیابی رمز عبور

کد تایید به شماره همراه شما ارسال گردید

ارسال مجدد کد

زمان با قیمانده تا فعال شدن ارسال مجدد کد.:

ثبت نام

عضویت در خبرنامه.

قبلا در تارنما ثبت نام کرده اید؟ وارد شوید

کد تایید را وارد نمایید

ارسال مجدد کد

زمان با قیمانده تا فعال شدن ارسال مجدد کد.: