الاقلیم

الجدول 5: تقسيم الأقاليم السبعة استناداً لرسائل إخوان الصفاء

                                      
 
وقد قسّم الشريف الإدريسي (تـ 570ه‍ )، الجغـرافـي المعروف الذي كان لخرائطه الجغرافية التأثير الأكبر في توسيع أفق المعلومات الجغرافية، الربع المسكون من العالم على أساس الأقاليم السبعة، ثم أعدّ لكل واحد من الأقاليم السبعة خرائط منفصلة، فافترض كل واحد من الأقاليم السبعة بشكل مستطيل بين مداري العرض الجغرافي، وفيما عدا الإقليم الأول افترض جميع الأقاليم تقريباً متساوية من حيث العرض الجغرافي. وعدّ مبدأ التقسيم خط الاستواء من طرف والجزر الخالدات من الطرف الآخر. وعيّن حدود الأقاليم بالشكل التالي: 

                                                            
الإقليم الأول، من خط الاستواء إلى خط العرض 23° شمالاً. 
الإقليم الثاني، من 24° إلى خط العرض 29° شمالاً. 
الإقليم الثالث، من 30° إلى خط العرض 35° شمالاً. 
الإقليم الرابع، من 36° إلى خط العرض 41° شمالاً. 
الإقليم الخامس، من 42° إلى خط العرض 47° شمالاً. 
الإقليم السادس، من 48° إلى خط العرض 53° شمالاً. 
الإقليم السابع، من 54° إلى خط العرض 59° شمالاً. 
وفي الختام أضاف 5° أخرى إلى الإقليم السابع وعدّ الحد الفاصل بين خط العرض 64° والقطب الشمالي غير قابل للسكنى بسبب البرد القارس (ظ: سوسة، 2 / 357). 
من المؤكد أن الإدريسي الذي أحرز شهرته وأهميته في تاريخ الجغرافيا الإسلامية من خلال الخرائط التي خلفها، كان مهتماً أكثر مـن أي شـيء بعملية رسم الخرائـط الجغرافية، وأنـه  ـــ خلافاً لجميع الجغرافيين الذين سبقوه ــ قد رأى عروض الأقاليم السبعة متساوية، قد نجم علی أغلب الاحتمال عن الضروریات الکارتوغرافیة. وتكمن أهمية عمل الإدريسي في أنه قسم كل واحد من الأقاليم السبعة إلى 10 أقسام وأعدّ لكل قسم خريطة منفصلة، ثم أورد خصائص كل واحد من المدن والجبال والبحار والجزر والأنهار والطرق. ولما كانت بين يديه المعلومات الوفيرة التي كانت قد جمعت في السنوات الأولى من فترة الاكتشافات الجغرافية، فقد أصبح بمقدوره تألیف کتاب جامع وشامل فاق جمیع الکتب الجغرافیة في عصره.  

الجدول 6: الأقالیم 

لقد أورد ياقوت الحموي (تـ 626ه‍ ( في مقدمة معجم البلدان 4 تعاريـف  مصطلحية  للإقليم: ألف ـ الإقلیم بمعنی الناحیة عند العامة وجمهور الناس؛ ب‌‌ ـ الإقلیم هو القریة الکبیرة الجامعة عند أهالی الاندلس؛ ج ـ مصطلح الفرس قديمـاً، حيث قسموا العالـم ــ اتبـاعـاً لـزرادشت ــ إلـى 7 كشورات وسمـوها بأسماء الكواكب السيارة السبعة بحسب مواقعها السماوية: 1. كيوان مع برجي الجدي والدلو؛ 2. هرمز (أو برجيس) مع برجي القوس والحوت؛ 3. بهرام مع برجي الحمل والعقرب؛ 4. خرشاذ (مهر) مع برج الأسد؛ 5. ناهيد مع برجي الثور والميزان؛ 6. تير مع برجي الجـوزاء والسنبلة؛ 7. القمر مع بـرج السرطـان؛ د ـ مصطلح أهل التنجيم الذين قسموا الربع المسكون إلى 7 أقسام وسموا كل واحد منها إقليماً ويُظهر خط الحد الشمالي للإقليم الأول نفسَ الحد الجنوبي للإقليم الثاني، والحدُّ الشمالي الثاني يُظهر الحدَّ الجنوبي الثالث،  و ... (1 / 26-29). وفي مقدمة معجم البلدان نسب ياقوت إلى هرمس نظرية تقسيم ربعي البراري في جنوب الكرة الأرضية وشمالها، وتقسيمهما إلى 14 إقليماً، ثم دحضها واعتبرها باطلاً في حین عدّ الربع الشمالي من الأرض مسكوناً فحسب وقسمه إلى 7 أقاليم (1 / 25-26).. وفي هذا التقسيم استند أكثر ما استند إلى أطول نهار في السنة واتخذه معياراً لتقسيماته، بحيث رأى أن طول أطول النهار في السنة في الحدين الجنوبي والشمالي لكل إقليم مع اختلاف نصف ساعة هو المعیار بين الأقاليم. وفضلاً عن ذلك، ذکر طول وعرض كل إقليم، أي المسافة بين شرقه وغربه وبين شماله وجنوبه، وكذلك مساحة كل إقليم بالفراسخ. وقد تكون معلومات ياقوت الجغرافية وبشكل خاص إحصاء الأماكن التي تقع في کل إقلیم، أكثر شمولية وتفصيلاً من معلومات الآخرين الذين كتبوا عن الأقاليم. وإن الجدول 7 استخرج علی أساس النقاط الرئیسة الخاصة بالأقالیم السبعة (م.ن، 1 / 29-35).
قد ترك ياقوت خريطة تبين رأيه في وضع الأقاليم السبعة في الربع المسكون (ظ: الشكل 3). 

                                                        
أما العالم الآخر الذي أحدث تغييراً جذرياً في طريقة تقسيم الأقاليم السبعة، فهو ابن سعيد المغربي (تـ 685ه‍ ) الذي كانت قد توفرت خـلال عصره معلومات أكثر عن الحياة في الربع المسكون، لـذا فإنه لم يرض بنظام الأقاليم السبعة، فزاد علیها إقليمين في الشمال والجنوب باسم «ماوراء الإقليم»، وبدأ الأقاليم من خط العـرض حوالي 16° جنوباً وتابعها حتـى حوالي 80° شمـالاً (ظ: العربي، 56-57). 

الجدول 7: تقسيم الأقاليم السبعة استناداً لياقوت الحموي في معجم البلدان

                                      
أمـا زكريـا بـن محمد بـن محمـود القزوينـي (تـ 682ه‍ )، فقد وصف في الفصل الخاص بأقاليم الأرض الذي أورده في كتاب آثار البلاد وأخبار العباد، بادئ الأمر الربع المسكون استناداً إلى قول البيروني،   وأكد أنه لايوجد أي   نوع   من الحياة  في ما وراء الأقاليم السبعة وفيما بقي حتى القطب الشمالي من الأرض بسبب البرودة الشديدة،  ثم  أشار إلى الأقاليم السبعة ورأى أن عدم تساويها ــ بذكره طول 000,3 فرسخ وعرض 150 فرسخاً للإقليم الأول، وطول 500,1 فرسخ وعـرض 50 فرسخاً للإقليم السابـع ــ أمر بديهي، وزاد على ذلك: «إن هذه القسمة‌ ليست قسمة طبيعية، لكنها  خطوط وهمية وضعها الأوّلون الذين  طافوا  بالربع المسكون من الأرض  ليعلموا بها حدود المسالك والممالك» (ص 12). ثم تناول بالشرح كل واحد من الأقاليم على حدة وذکر بالتفصیل الظروف الجغرافية والاجتماعية والتاريخية لأماكن كل واحد منها والتي استخرجت عناوينها في الجدول 8 وبشأن  الجدول 8  يجدر الانتباه إلى النقاط التالية: 1. استفاد القزوينـي لتحديد بدايات ونهايات الأقاليم من ظل الشاخص بوحدة القدم وأجزائه مما غضضنا الطرف عنه هنا بسبب تعقیده؛ 2. يـلاحظ الاضطراب فـي هذا الجدول، ذلك أن بعض الأرقـام غيـر 

الجدول 8 : تقسيم الأقاليم السبعة استناداً لزكريا القزويني 

موجودة أولاً، وثانياً إن بعض المعلومات ــ وبافتراض نصف ساعة اختلاف للنهار في كل إقليم ــ مغلوطة، ففي الإقليم الأول مثلاً كان ينبغي أن يكون رقم بداية الإقليم،   بدلاً من 12، وفي الإقليم الثاني   بدلاً من  ، وفي الإقليم السادس   بدلاً من  ؛ 3. إن أجزاء الميل المذكورة في المسافات بالدقيقة والثانية لم تشاهد في موضع آخر.