صفحه اصلی / مقالات / الاقلیم /

فهرست مطالب

الاقلیم


نویسنده (ها) :
آخرین بروز رسانی : پنج شنبه 30 شهریور 1402 تاریخچه مقاله

اَلْإقْليم،   معرَّب كلمة كليما اليونانية وتعني الميل والانحدار والانحناء والانحراف والتقوس، وكانت تطلق في أوساط علماء اليونان القدماء على عدة خطوط موازية لخط استواء بأبعاد مختلفة في الحد الفاصل بين ذلك الخط والقطب الشمالـي، واستعملـت أيضاً في أوسـاط الجغرافييـن المسلميـن ــ فضلاً عن ذلك ــ بمعنى الناحية والمنطقة والبلاد. وفي هذه المقالة سنتناول بالبحث سبب التسمية واشتقاق الكلمة؛ والتطور الذي طرأ على مفهوم الإقليم طوال الزمان؛ وفي استعماله العصري والأقاليم السبعة.

سبـب التسميـة واشتقـاق الكلمـة :

كـان المفهـوم الأول لـ «كليما» عند اليونانيين القدماء قطعة من الأرض لجميع أقسامها ميل موحد ومتساوٍ بالنسبة لأشعة الشمس، وبحسب المصطلح المعاصر، كانت ذات عرض جغرافي واحد. ويستنبط من هذا التعريف الاعتقاد بكروية الأرض ( بريتانيكا، ماكرو، IV / 714). ومن المسلم أن فكرة تقسيم الأرض تطرقت لأول مرة إلى أذهان من كانوا ــ خلافاً لرأي العامة ــ يعتقدون بكروية الأرض.

وعلى الرغم من أن كثيراً من الجغرافيين وكتّاب المعاجم المسلمين رأوا أن كلمة الإقليم هي معرب كليما اليونانية وعرّفوها بهذا الشكل في مؤلفاتهم، إلا أن أبا حاتم الرازي (تـ 322ه‍ ) عدّها في كتاب الزينة في الكلمات الإسلامية العربية (ص 145) كلمة عربية على وزن إفعيل من الجذر «قلم» بمعنى السهم والنصيب. وقال البعض الآخر إنه لما كان كل إقليم أصبح مقلوماً عن الإقليم الآخر، أي مقطوعاً، فقد سمّوا كل واحد منها إقليماً (ظ: البستاني، 4 / 93). ونقل كتّاب آخرون ومنهم أبو الريحان البيروني من حمزة الأصفهاني أن الإقليم في لهجة الجرامقة الساكنين في الشام والجزيرة يعني الرستاق وجزءاً من البلاد، وقال أيضاً إن الإقليم لفظ سرياني يعني الرستاق اقتبسه العرب واستعملوه بدلاً من «كشور» الذي كان اسم أحد تقسيمات بلاد إيران (ن.ص؛ تاج العروس، مادة قلم)، لكن استناداً إلى أبي الريحان البيروني، فإن الإقليم بحسب ما أورده أبو الفضل الهروي في المدخل الصاحبي هو الميل (ظ: ياقوت، 1 / 25-26). والميل في اللغة يعني البعد والاعوجاج والانحراف وكذلك البعد عن خط الاستواء السماوي نحو الجنوب، أو الشمال؛ ويبدو أن ما يقصدونه بالإقليم هو الأماكن المعوجة والمنحنية عن معدّل النهار. وعرّفه كثير من كتّاب المعاجم بأنه مفرد وبشكل خاص مفرد الأقاليم السبعة، وعلى هذا عرّفوه بأنه سُبع الربع المسكون ( لغت نامه).
وقد أطلقت کلمة الإقليم کعلم جغرافي علی مواضع في مصر ولبنان ودمشق وبشكل خاص علی مناطق في الأندلس. واستناداً إلى ياقوت الحموي، فإن أهل الأندلس يسمون كل قرية كبيرة جامعة إقليماً (ن.ص)، بحيث عُدّ عدد أقاليم قرطبة 15، وعدد أقاليم غرناطة 33 في المؤلفات الجغرافية (مؤنس، 565).


تطور مفهوم الإقليم على مدى الزمان: 

لقد طرأت فكرة تقسيم العالم المكشوف إلى أقاليم عندما كان الاعتقاد بكروية الأرض قد ترسخ في الوسط العلمي لليونان القديمة، وكان فلاسفة مثل أفلاطون ومن بعده أرسطو وتلامذته يفترضون الأرض بأكمل شكل ممكن، أي الكروية، حيث إنها تقع في مركز عالم الخلق، وتدور حولها جميع الكواكب ومنها الشمس. وباعتقاد كهذا كان وضع سطوع أشعة الشمس في الأجزاء المختلفة من سطح الكرة الأرضية وما يترتب على ذلك من اختلاف في طول الليل والنهار، ووضع الحرارة والبرودة في مسافات معينة من خط الاستواء أمراً مسلماً به، وإن كون الجغرافيين وكذلك الفلاسفـة ظلوا ــ وإلى قرون تلت ــ يرون أن المناطق القطبية والاستوائية من الأرض غير قابلة للسكنى بسبب البرودة والحرارة الشديدتين، يعدّ دليلاً رئيساً على تصورهم للظروف المناخية في المسافات الواقعة بين خط الاستواء والقطب. كانت هذه الحقائق والمشاهدات والمسموعات هي التي جعلتهم يفكرون بوجود نواح مختلفة على أساس ميل البلدان نحو القطب، أو بالنسبة لأشعة الشمس. وحصلوا على تقسيمات لهذه النواحي سمّوا كل واحدة منها إقليماً؛ لكن فيما يتعلق بأول شخص طرح نظرية تقسيمات الربع المسكون على أساس الأقاليم، لاتتوفر معلومات دقيقة. إذ يعتقد البعض أن يودوكسوس (400-347 ق.م)، المعاصر لأفلاطون كان أول من طرح نظرية الأقاليم المختلفة على أساس الميل الأكبر للأرض في النواحي الأكثر بعداً عن الشمس على الأرض الكروية (جيمس، 34). أما كتّاب تاريخ العلم، فيرون أن إراتوستينس، العالم الذي قاس أبعاد الأرض لأول مرة، كان أول من وضع نظرية الأقاليم بشكل معادلة علمية، وحذا حذوه الآخرون. لكن إراتوستينس هو الآخر لم يكن يرى أن الأقاليم المختلفة هي خطوط محددة، أو مناطق متصلة ببعضها وذات حدود مشتركة، بل كان يعتقد أن كل إقليم هو منطقة تبعد عن خط الاستواء بمسافة معينة (سارتون، 271). وإن هذا بحد ذاته يدل على أن الأساس في تقسيم الربع المسكون إلى أقاليم كان موضوع اختلافهم في مناخاتها مما لم يكن لهم آنذاك المعلومات الكافية والمصطلحات اللازمة للتعبير عنه وتفسيره. وكما سنرى، فإن العالم المكشوف كان يقسم إلى أجزاء بحسب طول الليل والنهار في النواحي البعيدة عن خط الاستواء، أو القريبة منه فحسب.    
والأمر الآخر الذي كان يعد عاملاً رئيساً في تقسيم الربع المسكون إلى أقاليم هو حاجة علماء النجوم الذين كان لديهم اعتقاد راسخ بتأثير الكواكب في مصير البشر والمجتمعات البشرية، لذا كان لزاماً عليهم أن يتعرفوا إلى الموقع الجغرافي الدقيق للأماكن المسكونة من الأرض، ليتمكنوا من التنبؤ بطوالع الأشخاص والمجتمعات على أساس تلك المواقع وحركة الكواكب. وهذا الأمر هو الذي قرب الجغرافيا، أي معرفة المواضع الموجودة على الأرض من علم النجوم، أي معرفة الكواكب
من حيث تأثيرها في مصائر البشر والمجتمعات، ومزج بين هذين العلمين على الدوام في الآثار المؤلفة خلال تلك الأزمنة.
ومن الآثار المهمة التي ألفت بهذا الشأن في اليونان القديمة لكنها اندثرت للأسف، كتـاب سرابيون الأنطاكي الذي يعد أقدم كتاب جامع في علوم النجوم والفلك والجغرافيا وعلم الإنسان، وكان يضم جمیع المعلومات المتوفرة آنذاك عن الكواكب والمواضع والناس والبلدان بحسب ترتيب الأقاليم. وقد أصبح هذا الكتاب موضع انتفاع الفلاسفة الذين أعقبوا سرابيون من أمثال شيشرون وبلينيوس وغيرهما، وترك بالنتيجة تأثيره على أفكار العلماء اللاحقين بشكل مباشر، أو غير مباشر. وفضلاً عن كتابه، كان سرابيون قد أعدّ خريطة للعالم المكشوف آنذاك كانت قد دونت فيها الأقاليم والمدن والمعالم الجغرافية المهمة. كما كان قد جمع ونظم جداول فلكية نُقلت في «التاريخ الطبيعي» لبلينيوس وأصبحت دليلاً لبطلميوس لـدى تدوينه المجسطي (سارتون، 272).
كان أهم أثر لبطلميوس في موضوع الأقاليم كتاب المجسطي الذي جمع ودوّن فيه جميع المعلومات الجغرافية الرياضية وشرحاً تفصيلياً للأقاليم والمواضع المكشوفة مع الإحداثيات الجغرافية المستحصلة من المشاهدات الفلكية. وقد ترجم كتاب المجسطي بحسب إحدى الروايات إلى اللغة العربية ثلاث مرات على أيدي يعقوب بن إسحاق الكندي وثابت بن قرة الحراني وابن خرداذبه (سزگين، 14). وقد رأى بطلميوس في هذا الكتاب أن القسم المعمور، أو الربع المسكون من الأرض يقع بين سوينه (أسوان) في الجنوب وميرويه  في الشمال، وقسم هذه المسافة حسب أقاليم وذكر المدن المهمة في كل إقليم مع الإحداثيات الجغرافية، وظلت ترجمة هذا الكتاب إلى اللغة العربية والتي تمت على يد أحمد بن محمد بن كثير الفرغاني في دار العلم ببغداد على مدى قرون من أركان الدراسات وأساس تفكير الجغرافيين المسلمين بشأن الأقاليم (كراتشكوفسكي، 1 / 85-86).
كان لفكرة تقسيم الربع المسكون إلى أقاليم في أوساط اليونانيين وأتباعهم في القرون التالية وبشكل خاص بين الجغرافيين المسلمين أساس رياضي وبشكل ضمني مناخي، ذلك أن أشد الأقاليم حرارة كانت تؤخذ بعين الاعتبار على أنها في المناطق الاستوائية، بينما أشدها برودة تؤخذ بنظر الاعتبار على أنها في المناطق القريبة من القطب الشمالي. ومادامت الدولة الإسلامية لم تتسع بعد ولم تكن مسألة إدارة البلاد الإسلامية تسبب مشكلة، كانت هذه الفكرة بذاتها تعد مرشداً لتحديد البلدان وتعيين الأماكن وعلاقتها ببعضها؛ لكـن بمجرد أن اتسع نطاق البلاد الإسلامية ليمتد من حدود السند إلى الأندلس ومن جنوبي مصر إلى ماوراء النهر، لم يعد الجغرافيون وحكام البلدان ومستشاروهم من العلماء يرون تقسيم العالم إلى الأقاليم التقليدية والذي كان قد وضع على أساس حدود متداخلة وغير واضحة المعالم، أمراً كافياً. لذا، اضطروا إلى اقتراح تقسيمات أخرى تقوم على أساس مناطق الحكم، أو البقاع الخاضعة لسلطة الحكام المحليين، وبحكم التقليد سموا كل واحد من تلك التقسيمات إقليماً. وعلى مدى الزمان فقد مصطلح الإقليم معناه المناخي واستعمل بدلاً من الناحية والمنطقة والنطاق والبلاد والدولة (لمزيد من التفصيل، ظ: الأقاليم السبعة في هذه المقالة). وبهذه المعاني استعملت كلمة إقليم طوال عدة قرون في آثار المؤلفين الناطقين بالفارسية وبشكل خاص في الآداب والثقافة الإيرانية الثریة (ظ: لغت نامه).
وخلال القرنين الأخيرين تقريباً يلاحظ اتجاه ملموس لتغيير مفهوم الإقليم عما كان متداولاً عليه لما يزيد على 000,1 سنة، بحيث يفقد مصطلح الإقليم تدريجياً مفهومي الناحية والمنطقة ويتخذ معنى المناخ.
وأقدم نص جغرافي استعمل فيه «الماء والهواء» هو حدود العالم (ص 57)، عندما قال مؤلفه المجهول في فصل «القول في البلدان»: «يتميز كل بلد عن الآخر بأربعة وجوه: أحدها اختلاف الماء والهواء والتراب والحرارة والبرودة ... ». وهنا ليس معلوماً ما إذا كان قصد المؤلف بالماء والهواء هو مفهومه المركب المرادف للإقليم، أم يقصد الماء والهواء كلاً على حدة. ولكونه ذكر الحرارة والبرودة في تتمة قوله بشكل صريح يمكن الاستنتاج أنه كان يعني الماء بشكل منفصل والهواء بشكل منفصل. ولو كان يقصد المعنـى المركب، أي الإقليـم لمـا ذكر ــ فيمـا يحتمل ــ الحـرارة والبرودة اللتين هما من عناصر الإقليم.
وفي كتب الجغرافيا الإسلامية في القرون اللاحقة والتي ألف أغلبیتها باللغة العربية، لم يرد ذكر لمصطلح «الماء والهواء» (المناخ) بالمعنى الذي يستفاد من «كليما» الفرنسية. وحتى البريطاني فلوغون رافائيل الذي ألف في 1267ه‍ واحداً من أوائل كتب الجغرافيا الحديثة باللغة الفارسية تحت عنوان جهان نما، استعمل مصطلح الإقليم بمعنى المنطقة، وبعبارة أكثر وضوحاً قطعـة من الأرض وقال بهذا الشأن: «قسم علماء الإفرنج جميع مساحة الكرة من الأرض التي بقيت خارج الماء ــ بالشكل الذي اتخذوه هم بنظـر الاعتبـار ــ إلى 5 قطع، بحيث يعدون الربع المسكون الشمالي بحسب ما هو مشهور في إيران، سبعة أقاليم. وعلى هذا يمكن تسمية كل قطعة إقليماً أيضاً» (ص 13-14)؛ ثم استعمل في كتابه، الإقليم في وصف قطع الأرض الخمس ومن بين ما قاله: «البحث الثالث من كتاب جهان نما في بيان إقليم أفريقيا الذي يدعى البلاد الغربية أيضاً ... »، ولم يستنبط «الماء والهواء» (المناخ) من كلمة الإقليم، كما يقول في وصف أفريقيا: «إن مناخ
الولايات والأمكنة الواقعة في هذا الإقليم حار جداً وغير ملائم» (ص 227). وبعد ما يزيد على نصف قرن بقليل مـن تأليف جهان نما، استعمل عبد الغفار نجم الدولة الذي ينبغي أن يعد بحق رائد وأبا الجغرافيا الحديثة في إيران، في كتابه كفاية الجغرافي جديد الذي أصدره في 1319ه‍ ، الإقليم بمعنى المناخ وعرّفه على النحو التالي: «إن الإقليم العام لكل تربة (حالة المناخ فيه) يشتد ويضعف بحسب زيادة، أو قلة المسافة التي تفصل تلك التربة عن خط الاستواء، وبحسب كمية بخار الماء الموجود في هوائها كثيرة كانت، أم قليلة. وغالباً ما قسم الإقليم إلى قسمين: بحري وبري... » (ص 22).
وفي كتاب الجغرافيا المدرسي الذي ألفه ميرزا موسى خان تحت عنوان علم جغرافيا المطبوع بطهران فـي 1318ه‍ ، ومع أنه لم يرد ذكر للماء والهواء وتبعاتهما في بحث كليات الجغرافيا، فقد ذكر في عدة مواضع وضمن التناول الجغرافي للبلدان أن مناخها معتدل، أو حار، أو بارد (مثلاً ظ: ص 51، 56، 63). واستعمل المؤلف في هذا الكتاب الماء والهواء بالمعنى الحالي. وفي كتب الجغرافيا المدرسية وخلال العقود التي بدأت من 1330ش وما تلاها أخذ مصطلح الماء والهواء بالمعنى الحالي، أي المناخ موقعه بشكل تدريجي وخصص له فصل مستقل. وقد خصص عباس إقبال الآشتياني قسماً خاصاً للماء والهواء في جميع الآثار التي ألفها للتدريس في المدارس على أساس قارات العالم الخمس، وقلّده الكثير من تلامذته وبشكل خاص في الكتب الدراسية المتنوعة لأربعينيات القرن 14ش، إلا أنهم استعملوا غالباً مصطلح «الإقليمي» فيما يتعلق بالماء والهواء.
وفي المرحلة الجامعية للثقافة الإيرانية، أي منذ سنوات العقد الأول من القرن 14ش وما تلاه، استعملت لفظة إقليم وبشكل خاص في حالة النسبة، أي «إقليمي» بمعنى المناخ والتي تعادل كليما الفرنسية؛ ويمكن القول إن محمد تقي مصطفوي هو آخر من استخدم ــ على أساس تقليد دام عدة قرون ــ هذه الکلمة مقتبساً من سعدي (ص 31) بمعنی البلاد في عنوان كتابه إقليم فارس. وفي نفس هذه الفترة خصص مسعود كيهان في كتابه في الجغرافيا الطبيعية فصلاً وافياً عنوانه «آب وهوا» (الماء والهواء) ویعني به «المناخ» (1 / 122 وما بعدها)، واستعمل تلامذته وبقية المؤلفين «آب وهوا»  بمعنى كليما؛ لكنهم فضلوا استعمال لفظة الإقلیمي على إلحاق ياء النسبة بالماء والهواء (آب وهوایي) (گنجي، 27-72؛ أطلس... ، مخ‍ ).
وقد أصبح مصطلح الإقليم بدل الأرصاد الجوية متداولاً تماماً في علم المناخ، وصدرت أكثر الكتب الخاصة به تحت عنوان معرفـة الأقاليم. وجديـر بالذكر أن کلمة إقلیم لاتستعمل حالیـاً في اللغة الفارسیة بمعنی الناحیة ولها استعمال بمعنى المناخ فحسب، إلا أنها تستعمل في أوساط الكتّاب وعلماء الجغرافيا العرب على الدوام بمعاني: ناحية، مقاطعة، منطقة وأمثال ذلك، مثـل: إقليم جغرافي، إقليم زراعي، إقليم صناعي، إقليم طبيعي، إقليم مدني، إقليم سياسي وغير ذلك (التونـي، 38؛ عطية الله، 96-97).


الإقليم في الاستعمال الحالي:

كما أسلفنا، فإن مصطلح الإقليم يقصد به في الآثار العلمية والجغرافية الفارسية معادل وبديـل للمنـاخ تماماً، وقلما تستخدم ومعانيه المجازية ومفاهيمه المتنوعـة مثـل ناحيـة، منطقة، وبــلاد في الكتب العلميـة. غير أن تـراكيـب مثـل «الأقـاليـم السبعـة»، أو الـتـراكيـب الأخـرى (ظ: لغـت نامه) تلاحـظ في لغـة الشعر والآثـار الأدبيـة. وفي هذا الموجز وبسبب التعادل المطلق الموجود في المفهوم العلمي المقصـود لمصطلحي الإقليـم والمناخ، سيتم استعمـال كـلا العنوانين من غير أن يكون هناك تمايـز، أو اختلاف في مفهوميهما.
كان مناخ النواحي والمناطق يعرَّف في الماضي بأشكال نسبية مثل: حار، بارد، معتدل، أو رطب، جاف، شبه جاف، أو مناطق باردة ومناطق حارة وأمثال ذلك؛ لكن منذ أن عرف علم الأرصاد الجویة بصفته فرعاً من علم الفيزياء الواسع، وأصبح قياس عناصر الهواء مثل الحرارة والرطوبة والأمطار والرياح وأمثال ذلك ممكناً وشائعاً، تمّ تعريف المناخ الذي ينتج عن حالات طويلة الأمد لهذه العناصر، بوصفه معدل حالة مناخ المنطقة الذي كان نتيجة دراسات إحصائية طويلة الأمد. واليوم وبعد أن حدث اتساع ملحوظ في الدراسات الجوية، لايرى العلماء والمتخصصون هذا التعريف جامعاً شاملاً وإن لم يخرج بعد بشكل كامل عن التداول ويقترح كل واحد منهم ــ بحسب ما يراه ــ تعريفاً للإقليم يمكن من مجموعها اعتبار الماء والهواء مجموعة من التغيرات في مناخ منطقة ما خلال مدة طويلة؛ مما ينبغي أن نضع معه نصب أعيننا في مجموعة كهذه للوهلة الأولى، العوامل الجغرافية التي تؤلف عناصر الجو مثل طاقة الشمس، العرض الجغرافي، الارتفاع عن سطح البحر، البراري والمحيطات، التيارات البحرية، ثم كمية معدلات العناصر الجوية مثل التشعشع والحرارة والرطوبة (النسبية والمطلقة) ونسبة هطول الأمطار والضغط الجوي والرياح في مختلف ساعات اليوم والشهر والسنة، وكذلك الحد الأعلى والحد الأدنى ومعدل تلك الكميات وأخيراً وفرة ظهورها وتغييراتها قدر الإمكان. وكما أن الحالة الجوية تتباين من سنة إلى أخرى، فإن الدراسات المتواصلة أظهرت أن هذه الاختلافات موجودة في العقود والقرون أيضاً، ويستنبط من هذا القول أن المناخ ظاهرة مرتبطة بالزمان، وأن الأرقام والأعداد وحتى تعريفات المناخ ینبغي أخذها بعين الاعتبـار دوماً زمناً معيناً وأن تکون مصحوبـة بذكر ذلك الزمـان ( بريتانيكا، ماكرو، IV / 714). ومن وجهة نظر علمية، فإن مناخ كل منطقة من الأرض تتم معرفته نتيجة تحليل المعطيات المتوفرة ضمن النطاق الجغرافي لتلك المنطقة؛ ومن تركيب مبادئ الأرصاد الجویة والحقائق الجغرافية يظهر الإقليم.

صفحه 1 از5

ورود به سایت

مرا به خاطر بسپار.

کاربر جدید هستید؟ ثبت نام در تارنما

کلمه عبور خود را فراموش کرده اید؟ بازیابی رمز عبور

کد تایید به شماره همراه شما ارسال گردید

ارسال مجدد کد

زمان با قیمانده تا فعال شدن ارسال مجدد کد.:

ثبت نام

عضویت در خبرنامه.

قبلا در تارنما ثبت نام کرده اید؟ وارد شوید

کد تایید را وارد نمایید

ارسال مجدد کد

زمان با قیمانده تا فعال شدن ارسال مجدد کد.: