الاقلیم
مرکز دائرة المعارف بزرگ اسلامی
پنج شنبه 30 شهریور 1402
https://cgie.org.ir/fa/article/259235/الاقلیماَلْإقْليم،
جمعه 19 اردیبهشت 1404
چاپ شده
9
الجدول 3: تقسيم الأقاليم السبعة استناداً إلى البتّاني
ولم يذكـر الإصطخري الأقاليم السبعة إلا في هذا الموضع، ولم يقدم أي إيضاح بهذا الشأن، سوى أنه أحال الراغبين على الكتب التي ألفت على أساس الأقاليم السبعة. وفضلاً عن هذا، فإنه لم يقدم الطول والعرض الجغرافيين خلال ذكره المدن والقصبات والقرى التي أوردها جميعاً بشكل واف، بينما ذكر أغلب جغرافيي القرنين 3و4ه لدى إشارتهم إلى الأماكن التي وصفوها، أطوالها وأعراضها الجغرافية بالحروف الأبجدية.ثم عرض الإصطخري الطريقة التي وضعها وارتضاها هو لتقسيم البلاد الإسلامية على النحو التالي: «ففصلت بلاد الإسلام عشرين إقليماً وابتدأت بديار العرب، فجعلتها إقليماً لأن فيها الكعبة ومكة أم القرى وهي واسطة هذا الإقليم، ثم اتبعت ديار العرب ببحر فارس». ثم ذكر الأقاليم التسعة عشر الأخرى على النحو التالي: «بحر فارس، المغرب، مصر، الشام، بحر الروم، الجزيرة، العراق، خوزستان، فارس، کرمان، المنصورة وما يتصل بها من بلاد السند والهند والإسلام، ثم آذربايجان ومايتصل بها، کور الجبال، الديلم، بحر الخزر ثم المفازة التي بين فارس وخراسان، ثم سجستان وما يتصل بها، خراسان وماوراء النهر» (ظ: ص 2-3).وقـد اقتـفـى المـسعـودي (تـ 345ه ) منهج العلماء الإيرانيين لدى ذكره الأقاليم السبعة وقال: «كل ماكان من الأرض معموراً، فهو مقسوم بسبعة أقسام يسمى كل قسم منها إقليماً. وقد تنازع من عني من حکماء الأمم وفلاسفتهم بعلم الهندسة ومساحة الأرض في هذه الأقاليم السبعة، أفي الشمال والجنوب، أم في الشمال دون الجنـوب؟ فذهب الأكثـرون إلى أن ذلك في الشمـال دون الجنوب... وكان يجعل قسمة أقاليم العمران من الشمال مدورة، فيجعل الإقليم الرابع وهو إقليم بابل واسطاً لها وست دوائر حوله، وكل إقليم سبعمائة فرسخ في مثله. فالإقليم الأول الهند، والثاني الحجاز والحبشة، والثالث مصر وإفريقية، والرابع بابل والعراق، والخامس الـروم، والسادس يأجوج ومأجـوج، والسابع يوماريس والصيـن» ( التنبيه ... ، 29). ثم ميّز المسعودي حدود وفواصل الأقاليم السبعة الدائرية الشكل عن بعضها وبيّن الكواكب المنسوبة لكل واحد وكذلك بروج كل واحد على النحو التالي: «فالإقليم الأول لزحل وهو كيوان بالفارسية، له من البروج الجدي والدلو؛ الإقليم الثاني للمشتري وهو بالفارسية أورمزد، له من البروج القوس والحوت؛ الإقليم الثالث للمريخ وهو بالفارسية بهرام، له من البروج الحمل والعقرب؛ الإقليم الرابع للشمس وهو بالفارسية خرشاد، ومن أسمائها آفتاب، لها من البروج الأسد؛ الإقليم الخامس للزهرة وهي بالفارسية آناهيد، لها من البروج الثور والميزان؛ الإقليم السادس لعطارد وهو بالفارسية تير، له من البروج الجوزاء والسنبلة؛ الإقليم السابع للقمر وهو بالفارسية ماه، له من البروج السرطان. واسم الإقليم بالفارسية كِشْور، واسم الفلك إسبهر» (ن.م، 31).ثم ينبري المسعودي لوصف تفصيلي للإقليم الرابع الذي يراه متميزاً عن بقية الأقاليم وأن موضعه شريف ومفضل، وأنه وُلد وترعرع فيه، وأورد في فصل خاص موضوعات مما قرأه في الكتب الموجودة عن الحوادث التاريخية والمفاخر الأدبيـة والفضائل الأخلاقية والعمران واشتغال سكان بلدان هذا الإقليم (ن.م، 36-49)؛ لكن ما يدعو إلى الدهشة هو أنه قدم في كتابه الأكثر شهرة منه، أي مروج الذهب شرحاً آخر عن الأقاليم السبعة لايتطابق في كثير من الجوانب مع ما قيل آنفاً. فهو يقول في مروج الذهب: «الإقليم الأول هو أرض بابل منه: خراسان وفارس والأهواز والموصل وأرض الجبال، وله من البروج الحمل والقوس، ومن الأنجم السبعة المشتري؛ الإقليم الثاني: السند والهند والسودان، وله من البروج الجدي، ومن الأنجم السبعة زحل؛ الإقليم الثالث: مكة والمدينة واليمن والطائف والحجاز وما بينها، وله من البروج العقرب ومن الأنجم السبعة الزهرة وهي سعد الفلك؛ الإقليم الرابع: مصر وإفريقية والبربر والأندلس وما بينها، وله من البروج الجوزاء، ومن الأنجم السبعة عطارد؛ الإقليم الخامس: الشام والروم والجزيرة، وله من البروج الدلو، ومن الأنجم السبعة القمر؛ الإقليم السادس: الترك والخزر والديلم والصقالبة، وله من البروج السرطان، ومن الأنجم السبعة المريخ؛ الإقليم السابع: الديبل والصين، وله من البروج الميزان، ومن الأنجم السبعة الشمس» (1 / 96، قا: التنبيه، 31-32، 34؛ أيضاً للمقارنة، ظ: الجدول 4).
الجدول 4: مقارنة شرح الأقاليم السبعة في كتابي التنبيه والإشراف (الأول) ومروج الذهب (الثاني) للمسعودي
وقد ذكر في التنبيه والإشراف (ص 29) أن مساحة كل إقليم هي 700 فرسخ ×700 فرسخ، وفي مروج الذهب (1 / 97- 98) أنها 900 فرسخ ×900 فرسخ.وقد استخدم فى أشكال العالم، المنسوب لأبي القاسم بن أحمد الجيهانـي (القرن 4ه(، مصطلح الإقليـم بمعنـى الناحيـة فحسب ولم يلتفت إلى معانيه الأخرى. وبعد وصفه الوضع العام لنواحي العالم قال: «كان هذا وصفاً عاماً لأشكال أقاليم الأرض، صُور كل إقليم بمفرده وحددت كيفيته من حيث الطول والاستدارة والتربيع والتثليث، وقسمت جميع بلاد الإسلام التي يراد معرفتها إلى 20 إقليماً ... الأول ديار العرب؛ الثاني بحر فارس؛ الثالث المغرب؛ الرابع مصر؛ الخامس الشام؛ السادس بحر الروم؛ السابع الجزيرة؛ الثامن العراق؛ التاسع خوزستان؛ العاشر فارس؛ الحادي عشر كرمان؛ الثاني عشر المنصورة وبعض الهند؛ الثالث عشر آذربايجان وأرّان؛ الرابع عشر الجبال؛ الخامس عشر الديالمة؛ السادس عشر بحر الخزر؛ السابع عشر المفازة بين فارس وخراسان؛ الثامن عشر سجستان؛ التاسع عشر خراسان؛ العشرون ماوراء النهر» (ص 40-41).أمـا المقدسـي (تـ بعد 381ه )، فخلال بحثـه الأقاليـم ابتدأ الموضوع بالشكل التالي: «إعلمْ أن كل مصنف في هذا الباب جعل الأقاليم أربعة عشر: سبعة ظاهرة عامرة وسبعة خراباً ... ونحن ننقل منها وعمن لقينا من كبراء المنجمين هذا الباب، لأنه علم يحتاج إليه في سمت القبلة ومعرفة مواضع الأقاليم منها» (ص 58). وبعد ذكره المعلومات العامة حول الأرض، انبرى لذكر الأقاليم السبعة وفصّل القول في كل واحد منها. وكنموذج، نورد هنا وصفه للإقليم الأول: «الإقليم الأول طوله 500 ,38 فرسخ وعرضه 995,1 فرسخاً. أوله، حيث يكون الظل نصف النهار إذا استوى مع الليل، قدماً واحدة ونصفاً وعشراً وسدسَ عشر قدم ( قدم). وآخره في هذا الوقت قدمان وثلاثة أخماس ( قدم) والذي بين طرفيه (الحد الجنوبي إلى الشمالي) نحو من 390 ميلاً، والميل 4 آلاف ذراع. ووَقع وسطُه قريباً من صنعاء وعدن والأحقاف؛ ووقع طرفه الذي يلي الشام بتهامة قرب مكة. فدخل فيه من أمهات المدن صنعاء، وعدن، وحضرموت، ونجران، وجرش، وجيشان، وصعدة، وتبالة، وعمـان، والبحرين، وأدنـى أرض السودان إلى المغرب وطوائف من بلد الهند والصين مما يلي ساحل البحر. وكل ما في سمـت هـذه البلدان شرقاً وغربـاً، فهـو داخـل فـي هذا الإقليـم» (ص 59).یقول المقدسي في موضع آخر، وفي وصفه لجغرافيا العالم الإسلامـي وتقسيم أقاليمـه: «ولـم نذكـر إلا مملكـة الإسـلام، ولم نتكلف ممالك الكفار لأنها لم ندخلها ولم نر فائدة في ذكرها. بلى قد ذكرنا مواضع المسلمين منها. وقد قسمناها 14 إقليماً ...، والأقاليم العربية: 1. جزيرة العرب؛ 2. العراق؛ 3. أقـور؛ 4. الشام؛ 5. مصر؛ 6. المغـرب، وأقاليم العجـم: 1. المشرق؛ 2. الديلـم؛ 3. الرحـاب؛ 4. الجبال؛ 5. خوزستان؛ 6. فارس؛ 7. كرمان؛ 8. السند. وبين أقاليم العرب بادية، ووسط أقاليم العجم مفازة، لابد من إفرادهما والاستقصاء في وصفهما» (ص 9-10).إن إحدى أهم مصادر المعارف العلمية في العالم الإسلامي خلال القرن 4ه مجموعة تشبه أن تكون دائرة معارف تحمل عنوان رسائل إخوان الصفاء. وفي الفصل الأول من هذه الرسائل المخصص لعلوم الرياضيات، يوجد فصل عنوانه «فصل في صفة الأقاليم وما في الربع المسكون من الأرض مع ما فيها من الجبال والبحار والبراري والأنهار والمدن، وما في البحار من الجزائر والمدن» (1 / 160). ويعدّ هذا بذاته أحد مصادر البحوث الجغرافية التـي لم تدرس كما ينبغي حتى الآن. وقـد ورد في هـذه الرسالـة فصل عن الأقاليم يقول: «الأقاليم هي سبعة أقسام خُطَّت في الربع المسكون من الأرض، كل إقليم منها كأنه بساط مفروش قد مُدّ طوله من المشرق إلى المغرب، وعرضه من الجنوب إلى الشمال؛ وهي مختلفة الطول والعرض. فأطولها وأعرضها الإقليم الأول، وذلك أن طوله من المشرق إلى المغرب نحو 3 آلاف فرسخ، وعرضه من الجنوب إلى الشمال نحو 150 فرسخاً. وأقصرها طولاً وعرضاً الإقليم السابع، وذلك أن طوله من المشرق إلى المغرب نحو من 500,1 فرسخ، وعرضه من الجنوب نحو من 70 فرسخاً» (ن.م، 1 / 165)، بينما خطت بقية الأقاليم بمساحات مختلفة بين هذين الاثنين (ظ: الشكل 1).
وقد ورد في رسائل إخوان الصفاء شرح مفصل تضمن الحدود والمساحة وطول النهار والوضع الجغرافي العام والمدن الرئيسة الخاصة لكل واحد من الأقاليم السبعة (ظ: 1 / 170-179)، مما استخرجت رؤوس أقلام موضوعاته وأُدرجت في الجدول 5 لغرض مقارنتها مع ما ورد في بقية المصادر. يقول أبو الريحان البيروني (تـ بعد 440ه ) الذي أبدى عدم ارتياحه فيما يبدو للاضطراب الذي كان قد حدث في تنظيم الأقاليم السبعة في باب عروض الأقاليم: «قلما تجد نسختين متفقتين على كمية عروض الأقاليم ... وليست أشياء موجودة بالرصد حتى يحتمل فيها الخلاف ... وإنما هي مبنية على أصل متفق عليه. وما أظن الاختلاف واقعاً في كمية عروض الأقاليم، إلا من جهة الاختلاف في كمية الميل الأعظم، ثم الاضطراب في بسط الجيوب لأجزاء الدائرة بسبب طريقي الروم والهند فيه، ثم ما يلحق جداولها في النسخ من الفساد الذي يفسد له ما يحسب بها» (ص 109).ثم انبرى أبو الريحان البيروني لتقسيم العالم على أساس ما كان له أصل إيراني، فقال: «إن المعمورة كانت قسمت من جهة السياسة والبسطة في الملك على سبعة أجزاء، قسمة مستديرة كما تدور الدوائر الست بالسابعة إذ كانت متساوية، والسبب فيها أن كبار الملوك كانوا المستوطنين إيرانشهر التي هي العراق وفارس والجبال وخراسان ...، ولابد لأمثالهم من نزول الواسطة لتستوي لهم المقاصد ويسهل عليهم تناول ما يرومونه فيها ...، فهو أحوج إلى أن تستوي له أبعاد ممالك غيره عنه ويتمكن مما يريده فيهم وتشمل الكل المطيفين به حال الرهبة منه والرغبة فيه، وسميت تلك الأقسام [السبعة] كشور ...، فأولها الواسطة وهي إيرانشهر، ولكنهم جعلوه في العدد رابعاً ليكون كذلك فيه واسطة. وهذه صورتهـا وانفصال بعضهـا من الآخـر» (م.ن، 105-106؛ ظ: الشكل 2).ثم إن أبا الريحان ــ وبإعلانه أن هذا النوع من التقسيم ليس له أية علاقة بنسق الأحوال الطبيعية، أو قضايا علم الهيئة ــ لمَّح إلى أنه مرفوض، وأضاف: «فأما أهل المغرب من اليونانيين وغيرهم... لما نظروا على الامتداد والسلوك على موازاة ما بين المشرق والمغرب، فلم يجدوا فيه اختلافاً إلا ما عسى اتفق من جهة وضع الجبال، أو البحار ومهاب الرياح لهما. وتأملوا الحال عند السلوك إلى قطب الشمال ومنه، فوجدوا الاختلاف من جهة الأهوية وحرها وبردها والتغاير في انحراف الشمس والكواكب عن المسامتة وارتفاع القطب وما حوله من النجوم وتكور الليل على النهار بحسب ذلك المسير، فقسموا المعمورة بسبعة أقاليم على حسب أظهر الاختلافات، وهو ما بين النهار والليل بخطوط متوازية تأخذ من أقصى العمارة في مشارقها إلى منتهاها في مغاربها وابتدأوا من وسط الإقليم الأول، فجعلوه حيث النهار الصيفي الأطول فيه ثلاث عشرة ساعة، ووسط الثاني حيث النهار الأطول ثلاث عشرة ساعة ونصف، وعلى هذا صيروا أوساط الأقاليم تتزايد نصف ساعة نصف ساعة إلى أن كان وسط السابع، حيث يكون النهار الأطول ست عشرة ساعة» (ص 107- 108).وبعد شرح موجز عن حياة سكان الربع المسكون قبل الإقليم الأول وبعد الإقليم السابع، يقول أبو الريحان: «ونحن جُدَراء في هذا الموضع أن نصحّح عروض الأقاليم ونحكي خواصّ بقاع الأرض في الامتداد العرضي». ثم يواصل: «وإذا كانت قسمة الأقاليم بحسب ساعات النهار الأطول وتفاضله في أوساطها بنصف ساعة، فمعلوم أن أوائلها وأواخرها حول أوساطها بربع ساعـة، حتى يكون تفاضل الأوائل أيضاً بنصف نصف ساعـة» (ص 109-110؛ أيضاً ظ: الجدول 6). جدير بالذكر أنه لم يبق لأي من الجغرافيين المسلمين الذين خلفوا آثاراً في الأقاليم السبعة، جداول كاملة كهذه بالإيضاحات الفنية التي استعملت في تنظيمها.
کاربر گرامی برای ثبت نظر لطفا ثبت نام کنید.
کاربر جدید هستید؟ ثبت نام در تارنما
کلمه عبور خود را فراموش کرده اید؟ بازیابی رمز عبور
کد تایید به شماره همراه شما ارسال گردید
ارسال مجدد کد
زمان با قیمانده تا فعال شدن ارسال مجدد کد.:
قبلا در تارنما ثبت نام کرده اید؟ وارد شوید
فشردن دکمه ثبت نام به معنی پذیرفتن کلیه قوانین و مقررات تارنما می باشد
کد تایید را وارد نمایید