الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الکلام و الفرق / الأشعري، ابوالحسن /

فهرس الموضوعات

الأشعري، ابوالحسن


تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/27 ۱۰:۵۷:۲۵ تاریخ تألیف المقالة

اَلْأَشْعَريّ، أبو الحسن علي بن إسماعيل بن إسحاق (260-324ه‍ / 874-936م)، متكلم شهير و مؤسس مذهب في العقائد الإسلامية، دُعي أتباعه بالأشاعرة (ن.ع). و الخصيصة البارزة لهذا المذهب الكلامي هي الدفاع العقلاني عن عقائد أهل السنة وأصحاب الحديث، في مواجهة التيار الفكري للمعتزلة الذي عُدَّ بدعة في الدين من وجهة نظرهم. و المذهب الأشعري التقليدي مع الترحيب العـام به و الـذي وجدته لـدى أغلب أهـل السنة شكـل ــ إلى حدما ــ الهيكلية العقائدية الرسمية لأتباعه. 
كان أبو الحسن الأشعري من ذرية أبي ‌موسى الأشعري (ن.ع) صاحب رسول‌الله (ص) المعروف. و قد أورد الخطيب البغدادي (11 / 346) و ابن ‌عساكر (ص 34) نسبه حتى أبي ‌موسى. و يعود اشتهار الأشعري بابن أبي بشر (ظ: المسعودي، 343؛ ابن‌النديم، 231) بحسب رواية أصح إلـى كنية جده إسحـاق، و«أبو بشر» لم‌تكن كنية أبيه (حول النقاشات التي جرت بشأن نسبه، ظ: ابن‌ عساكر، 34-36، 374-376). 
ولد الأشعري في البصرة (ابن الجوزي، 6 / 333؛ ابن النديم، ن.ص؛ قا: الذهبي، سير...، 15 / 85). و استناداً إلى إحدى أقدم الروايات، فإن والد أبي ‌الحسن الذي كان هو نفسه على مذهب أصحـاب الحديث، جعـل عند وفاته زكريـا بن يحيـى الساجـي (تـ 307ه‍ ( المحدث و الفقيه الشافعي، وصياً له (ظ: ابن ‌عساكر، 35). و قد ورد اسم هذا الشخص في عداد أساتذة الأشعري أيضاً. و لما كانت البصرة موطن الساجي و محل تدريسه (الذهبي، ن.م، 14 / 197-199)، فينبغي أن يكون الأشعري قد أمضى السنوات الأولى لحياته و دراسته العلمية في البصرة.كما أن ابن الجوزي (ن.ص) يقول إنه أمضى أغلب سنيّ حياته في البصرة. و كان أساتذته في الحديث ممن حضر مجالس أغلبهم في البصرة فيما يحتمل هم: أبو خليفة الجمحي، سهل بن نوح البصري، محمد بن‌ يعقوب المقرئ و عبد الرحمان بن خلف الضبي (ابن ‌عساكر، 400؛ الذهبي، ن.م، 15 / 86). و قد روى في تفسيره الذي هو غير موجود الآن، روايات كثيرة عن زكريا الساجي و بقية أساتذته في الحديث (ن.ص؛ ابن عساكر، 124، 400؛ السبكي، 3 / 354-355). 
و في البصرة وجد الأشعري طريقه إلى مجلس درس أبي علي الجُبّائي (تـ 303ه‍( المتكلم المعتزلي الشهير الذي كان يُعدّ أكثر مجالس علم الكلام أهمية (الحاكم الجشمي، 392؛ ابن عساكر، 91). كما حضر مجلس درس الفقيه الشافعي المعروف أبي إسحاق المـروزي (تـ 340ه‍ ‍(، و درس عليه الفقه، كما تلقى هو على الأشعري علم الكلام (الخطيب، 11 / 347؛ ابن عساكر، 128؛ السبكي، ن.ص). 
و أهم واقعة في حياة الأشعري، التحول الجذري الذي طرأ على فكره. و يرى ابن عساكر ــ استنـاداً إلـى ابـن فـورك ــ أن تاريخ هذه الصفحة الجديدة من حياة الأشعري و نشر آثاره الجديدة، كان بعد 300ه‍ (ص 56، 127). و قد ظل الأشعري لفترة طويلة على مذهب الاعتزال، و كانت له علاقة وثيقة بأستاذه أبي علي الجبائي، و ورد في بعض المصادر أنه كان التلميذ الملازم للجبـائي لأربعين عاماً (ابن الجوزي، ن.ص)، مما لايمكن قبولـه ــ بطبيعة الحال ــ إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار سنة وفاة الجبائي. لكن رواية كونه معتزلياً لأربعين سنة (ن.ص؛ ابن عساكر، 39)، يمكن أن تكون دالة على كونه معتزلياً حتى الأربعين من عمره. كما ورد في بعض المصادر المتأخرة أن أم الأشعري ــ عقب وفاة أبيه ــ تزوجت من الجبائي، و كان الأشعري يُعَدّ ابناً له بالتبني (أبو الفداء، 3 / 113؛ المقريزي، 2 / 359). 
يقول الأشعري عن الكتاب الذي ألّفه في موضوع الصفات الإلٰهية إنه انبرى فيه لنقد و دحض الأثر الذي كان قد ألفه على أساس العقائد الاعتزالية قبل اكتشافه الحقيقة، و يضيف إنه لايمكن العثور على نظير له في مؤلفات المعتزلة (ظ: ابن ‌عساكر، 131). و بشأن إعراضه عن الاعتزال، توجد روايات مختلفة أقدمها لابن‌ النديم الذي يقول إن الاشعري رقى كرسياً بالمسجد الجامع في البصرة يوم جمعة و نادى بأعلى صوته: «أنا فلان بن فلان، كنتُ أقول بخلق القرآن و إن‌ الله لايُرى بالأبصار، و إن أفعال الشر أنا أفعلها، و أنا تائب مقلع، معتقدٌ للردّ على المعتزلة مخرجٌ لفضائحهم و معايبهم» (ابن النديم، 231). و استناداً إلى ابن ‌عساكر فإنه بعد اعتزاله الناس بخمسة عشر يوماً، دخل المسجد و أعلن أنه أمضى تلك المدة في التأمل و لم‌يستطع بلوغ الحقيقة عن طريق الأدلة العقلية، و أخيراً و بهداية من الله و إعادته قراءة الكتاب و السنة، وضح له بطلان عقائده الماضية (ص 39). وتوجد روايات أخرى عن الدافع إلى التحول الفكري لدى الأشعري أيضاً جرى في بعضها الحديث عن الرؤيا و الإلهام (ظ: م.ن، 38-43، 91؛ ابن الجوزي،6 / 333؛ السبكي، 3 / 347-349). 
و الموضوع الآخر الذي روي في سبب إعراضه عن المعتزلة هو حدوث عدة مناظرات بينه و بين أستاذه أبي علي الجبائي انتهت جميعها إلى تغلب الأشعري، و أشهرها بحث في موضوع «العدل» و «الأصلح»، حيث سعى في هذا البحث إلى أن يأتي بأنموذج يدحض رأي المعتزلة القائل بأن الله يوصل إلى عباده أفضل خير ممكن على الدوام (بشأن الروايات المختلفة عن هذه المناظرات، ظ: البغدادي، الفرق...، 110-111؛ الإسفراييني، 85-86؛ السبكي، 3 / 356- 358؛ فخر الدين الرازي، 13 / 185؛ ابن‌ خلكان، 4 / 267- 268). و ليس واضحاً ما إذا كانت النقاشات بين هذين الاثنين قد حدثت عقب انفصال الأشعري عن المعتزلة، أم أنها هيّأت الأرضية اللازمة لهذا الانفصال. لكن الداعي لإنعام النظر بهذا الشأن هو عدم وجود ذكر لهذه المناظرات في كتاب ابن ‌عساكر برغم ما يبدو من أنه لم‌يتوانَ عن نقل أي خبر معتبر بحق الأشعري، بل اكتفى بالإشارة إلى أن الأشعري كان يطرح أحياناً أسئلة في مجلس الدرس على أساتذته، لكنه لم‌يكن يتلقى أجوبة مقنعة لها (ابن عساكر، 38). فإذا كان تاريخ تأليف رسالة الثغر للأشعري و كما يستشف من مقدمتها، سنة 298ه‍ ، فلأن موضوعها هو عقائد أهل السنة، و من جهة أخرى لايشاهد فيها نقد صريح للمعتزلة، فينبغي عَدُّها دليلاً على انفصاله التدريجي عن المعتزلة، و إرجاع قول ابن ‌فورك في تعيين تاريخ ما بعد 300ه‍ للإعلان عن البراءة منهم. 
و يمكن تصور الثمن الباهظ الذي تحمله المعتزلة بإعراض الأشعري عنهم و بشكل خاص أنه بمعرفته التامة بأساليب المعتزلة و أصولهم و المهارة التي كان يتمتع بها في فن المناظرة، شحذ همته للردّ عليهم. و بشأن مقدرته على الجدل، روي أنه كان يوماً‌ ما يتولى إدارة مجالس المناظرة نيابة عن أبي علي الجبائي (م.ن، 91). و عن مناظراته الرصينة مع المعتزلة وردت أيضاً حكايات (ظ: م.ن، 93-95، 132؛ الذهبي، تاريخ...، 155؛ السبكي، 3 / 349-350). و كان ابن ‌خفيف، أحد مشايخ الصوفية قد شهد إحدى هذه المناظرات في البصرة أوائل شبابه، و هناك انضم إلى الأشعري (ابن عساكر، 95-96؛ السبكي، ن.ص)؛ و قد رُوي عنه القول «ولم يكن في القوم من يوازيه في النظر» (ابن‌ عساكر، 97). و بذلك أنزلـت خصومـة الأشعـري للمعتـزلة ضربة قاصمة باقتدارهـم (ظ: الخطيب، 11 / 347؛ ابن عساكر، 94؛ الذهبي، ن.ص). و برغم كل هذا يبدو أن تعامل الأشعري مع الفرق المعارضة كان أقل تكفيراً لهم قياساً بتعامل بعض المتكلمين، و قد روى زاهر بن‌ أحمد الذي كان إلى جانبه في اللحظات الأخيرة من حياته بأنه قال له: «اشهدْ عليَّ أني لا أكفِّر أحداً من أهل القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، و إنما هذا كله اختلاف العبارات» (ابن ‌عساكر، 149؛ الذهبي، سير، 15 / 88). 
توفي الأشعري ببغداد، وقد ذكر في أغلب المصادر أن وفاته حدثت في الفترة مابين 320و330ه‍ (الخطيب، ن.ص؛ السمعاني، 1 / 267؛ قا: ابن الأثير، 8 / 392). و هذا لايتعارض و تعيين سنة 324ه‍ لذلك والذي ورد في الروايات الأكثر وثاقة (ابن عساكر، 127، 147؛ النسفي، 1 / 360؛ الذهبي، تاريخ، 156، 158). و يقع قبره في بغداد بين الكرخ و باب البصرة (الخطيب، ن.ص؛ ابن عساكر، 413). و يقول ابن‌ عساكر الذي ذهب بنفسه إلى هناك إن مقبرته عُرِّضت لاعتداءات متكررة من متطرِّفي الحنابلة (ن.ص؛ أيضاً ظ: ابن ‌الجوزي، ن.ص؛ أبو الفداء، 3 / 113). 
و من بين تلامذة الأشعري ذُكر: أبو عبد‌الله ابن مجاهد البصري (ابن عساكر، 177)، أبو الحسن الباهلي (م.ن، 127، 178؛ البغدادي، الفرق، 221)، أبو سهل الصعلوكي النيسابوري (ابن‌ عساكر، 128، 183)، زاهر بن أحمد السرخسي (م.ن، 128، 148، 206)، بندار بن الحسين الشيرازي الصوفي (م.ن، 179؛ الخطيب، ن.ص)، أبو زيد المروزي (ابن عساكر، 128، 188)، أبو ‌الحسن عبد ‌العزيز الطبري (م.ن، 195)، أبو‌ الحسن علي الطبري (ن.ص؛ البغدادي، أصول...، 310)، أبو‌ الحسن الرماني، أبو ‌عبدالله حمويه السيرافي، أبو‌ نصر الكواز الشيرازي (ابن‌عساكر، 128؛ الذهبي، سير، 15 / 87)، أبو جعفر الأشعري النقاش (ابن عساكر، 196؛ الذهبي، تاريخ، ن.ص)، أبو الحسن الكرماني و أبو‌ محمد العراقـي (م.ن، سير، ن.ص؛ ابن عساكر، 181؛ أيضاً ظ: السبكي، 3 / 368-369؛ العبادي، 99). و كان عدد من أفراد هذه المجموعة وسيلة لانتقال سنّة الأشعري إلى أتباعه البارزين مثل ابن‌ مجاهد أستاذ أبي ‌بكر الباقلاني و أبي ‌الحسن الباهلي أستاذ ابن ‌فورك وأبي إسحاق الإسفراييني (البغدادي، ن.ص؛ ابن عساكر، 177، 178).
و قد أثارت ثورة الأشعري للدفاع عن عقائد أهل السنة والجماعة إعجـاب هؤلاء و تمسكهم به حتى إن بعضهـم ــ خلال ذكره مناقبه ــ انبروا لنقل روايات من قبيل أن النبي (ص) عَدَّدَ فضائل كثيرة لأسرة أبي موسى الأشعري، و أوَّلوا ما هو مدعاة لتكريم هذه الأسرة، بتنبؤ النبي (ص) و تبشيره بظهور أبي ‌الحسن الأشعري (ظ: م.ن، 57-90، 142-146، 164-165؛ السبكي، 3 / 361-365). و في أغلب هذه المدائح رسمت صورة الأشعري بوصفـه مصلحـاً للديـن و ناصـراً للسنـة، بحيث عُـدَّ الأشعـري ــ استناداً إلى الحديث الشهير الذي يُنبئ عن تجديد الشريعة رأسَ كل قرن ــ مصداقاً بارزاً لتجديد الشريعة في بداية القرن 4ه‍ . و في هذا الصدد كان الخبر الذي ربط تحوّله الفكري بحوالي سنة 300 ه‍ قد وضع الحجر الأساس لأتباعه (ظ: ابن عساكر، 50-56). 
و برغم كل ذلك، فإن مذهب الأشعري كان له معارضون في أوساط غير المعتزلة أيضاً. و تدل بعض القرائن على أن الأشعري نفسه كان يواجه أيضاً بعض تلك المعارضة (ظ: ابن الجوزي، 6 / 332). و في تاريخ العقائد الإسلامية كان للتعامل الناقد من قبل المجاميع غير المعتزلية للفكر الأشعري، وجهان: الأول معارضة أسلوبه العقلي من قبل بعض من أصحاب الحديث الذين كانوا يعدون علم الكلام و النظر بدعة؛ و الوجه الثاني هو بعض آرائه الخاصة في مسائل مثل الكلام الإلٰهي. و أحد النماذج على العداء الشديـد و المتطرف الموجَّه ضده، هو أثر لأبي علي الأهـوازي (تـ 446ه‍ ( المنسوب إلى السالمية إحدى فرق المشبهة و المعنون بمثالب ابن أبي بشر، الذي ألف ابن ‌عساكر تبيين كذب المفتري رداً عليه. و فضلاً عن قيمته في موضوع حياة الأشعري و آثاره، فإن كتاب التبيين هذا يُعدّ مصدراً نافعاً لدراسة تاريخ المعارضة الموجهة للأشعري و الأشاعرة (ظ: ابن عساكر، 108-114، 332-333، مخ‍ ؛ الحـاكـم الجشمـي، 392؛ ابـن‌ الجـوزي، ن.ص؛ الذهبي، سير، 15 / 86؛ السبكي، 3 / 353-354؛ أيضاً ظ: آلار، «اعتراضات...»، 93-105، «ردٌّ على...»، 151-165، الذي يتضمن قسماً من متن أثر أبي علي الأهوازي). 

آثـاره

إن ما بقي اليوم من آثار الأشعري، هو جزء ضئيل من مؤلفاته الجمة. فقد أورد في أحد آثاره الذي عنوانه الُعمَدُ في الرؤية الذي ألفه سنة 320ه‍ ، فهرستاً بمؤلفاته. و أغلب عناوين آثاره التي يذكرها ابن‌ عساكر في التبيين مستقاة من فهرست الأشعري نفسه. و قد نقل هذا القسم من كتاب العمد المفقود بحذافيره من طبقات المتكلمين لابن فورك و الذي كان مصدراً مهماً عن الأشعري (ص 128-134). و يضم هذا الفهـرس ــ فضلاً عما أضافه ابن ‌فورك و ابن ‌عساكر فيما يتعلق بآثار سنة 320ه‍ وما تلاها ــ مجموعة تربو على 100 عنوان. 
و فيما ‌يلي عرض لعدد من آثار الأشعري المفقودة: 
1. الجوابات في الصفات، الذي عُدَّ أضخم مؤلفاته. انبرى فيه لنقض ما كان قد كتبه وفقاً لآراء المعتزلة (م.ن، 131).
2. تفسير القرآن، الذي اشتهر في الفترات اللاحقة باسم المختزن. كتبه الأشعري في الردّ على تفاسير المعتزلة من أمثال الجبائي و أبي‌ القاسم البلخي غالباً (م.ن، 136-137؛ ابن‌ 
فرحـون، 2 / 95). و قد نقل ابن ‌عساكـر مقدمة هذا الكتـاب (ص 137- 139)، كما وردت مقاطع منه في «تفسير» ابن‌ فورك (ظ: GAS,I / 604,611).
3و4. الفصول في الرد على الملحدين و الخارجين عن الملة كالفلاسفة و الطبائعيين و الدهريين...، و كتاب في الرد على الفلاسفة (ابن‌ عساكر، 128، 134)، و يدل هذان العنوانان على معرفته بالفلسفة و النحل غير الدينية. 
5. المسائل المنثورة البغدادية، وهو بيان لمجالس المناظرة التي عقدها مع كبار المعتزلة ببغداد (م.ن، 132؛ أيضاً ظ: فرانك، 12، 42). 
إن الفهرست الذي عرضه ابن ‌فورك بآثار الشطر الأخير من حيـاة الأشعـري يشتمل أيضاً علـى آثار فـي الفقه و الأصـول (ظ: ابن‌عساكر، 135-136). و كان الكثير من آثار الأشعري موجوداً و يُرجع إليه إلى الفترات اللاحقة، بحيث كان كتاب مجرد مقالات الأشعري لابن ‌فـورك (تـ 406ه‍ ( يضم أقوالاً و مقاطع مقتبسة مما يزيد على 30 كتاباً من مؤلفات الأشعري و مما هو مـفـقـود اليــوم. كـمـا وردت فـي كتـاب ابـن ‌حـزم (تـ 456ه‍ ) موضوعات من متني كتابي الموجز و المجالس (2 / 303، 322، 5 / 76؛ أيضاً ظ: ابن‌ النديم، 231؛ الحاكم الجشمي، 372). و احتمل السبكي أن الفهرست الذي عرضه ابن‌ حزم في موضع ‌ما بخمسة وخمسين أثـراً للأشعري، إنما يتعلق بالآثار التـي رآها هو (3 / 359؛ أيضـاً ظ: ابن‌ عساكر، 92). 
و الباقي من آثار الأشعري هو: 
1. الإبانة عن أصول الديانة، كتاب مختصر على غرار كتب العقائد و له شهرة واسعة. طبع هذا الكتاب أولاً في حيدرآباد الدكن (1321ه‍(، و من ثم في القاهرة (1348ه‍(، و المدينة (1975م). كما نشر كلاين سنة 1940م ترجمة إنجليزية له
و في الباب الأول من الإبانة وردت خلاصة بآراء أهل البدعة، و في الثاني بيان بمجمل عقائد «أهل الحق و السنة»، و إن النقد المرير الذي وُجّه في هذا الكتاب لأهل البدعة، موجَّه بالدرجة الأولى للمعتزلة، لكونهم أوّلوا الكتاب الإلٰهي بحسب آرائهم من غير أن تستند تفاسيرهم إلى قول رسول الله (ص)، أو السلف المتقدم، و لأنهم أنكروا العقائد التي أجمع عليها الصحابة والتابعون ( الإبانة...، 7- 8). و من بين عقائد المعتزلة إنكار رؤية الله بالأبصار، و إنكار الصفات الخبرية، و القول بخلق القرآن، والاعتقاد بأن أفعال الإنسان الشريرة لايمكنها أن تكون من خَلْقِ الله، تشكّل أهم موضوعات النقد الموجَّه لهم، و أهم الفصول التالية من الكتاب، بحيث يمكن القول إن السمة البارزة لهذا الكتاب هي طابعه السلبي، أي ما ورد في الردّ على المعارضين. وفي الجانب الإثباتي ــ و خلافاً لما اعتُمد في كتاب اللمع ــ فإن أغلب الاستدلالات قائمة على أساس النصوص الدينية، و قلما يلاحظ فيها اتجاه إلى التبيان العقلي. و على هذا فإن ثمرة عمله في الإبانة تعدّ عرضاً منظماً لاتجاهات أصحاب الحديث قبل أن تكون مظهراً لتراثه الكلامي. 

الصفحة 1 من6

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: