الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الکلام و الفرق / الإسلام /

فهرس الموضوعات

و من بين الأحداث المهمة في هذه الفترة الحرب الضروس التي خاضها إبراهيم ضد الروم في طبرمين، و انتصاره في شهرشعبان 289. و قد أثارت هذه الحادثة غضب الإمبراطور الرومي إلى درجة بحيث توجه بنفسه إلى الجزيرة بجيش كثيف. وبعث إبراهيم بدوره مجاميع إلى المناطق الرومية مثل ميقش و دمنش و رمطة و باج و أجبر الجميع على الاستسلام و حاصر تلك المناطق و هدم قلاعها، و سار باتجاه كسنته و حاصرها، ولكنه مرض، و توفي في 19 ذي القعدة 289ه‍/25 تشرين الأول 902م (ابن الأثير، 7/285-286، 520؛ أحمد، 25-26). و هكذا، كان المسلمون يسيطرون على جميع أرجاء الجزيرة عملياً عند وفاة إبراهيم الثاني.

استغرق فتح صقلية فترة امتدت من حملة أسد حتى عهد‌إبراهيم الثاني، أي حوالي 80 سنة (ن.ص). ومع كل ذلك، فإن القسم الشرقي من الجزيرة لم‌يخضع بشكل كامل لسيطرة المسلمين. وفي عهد استيلاء العبيديين و الكلبيين تجسدت من جديد ضرورة الهجوم مرة أخرى على دمنش و طبرمين و اكتفى حكام صقلية المسلمون باستلام الجزية من أهالي هذه المناطق وركزوا معظم جهودهم على إيطاليا، و الحيلولة دون استيلاء الروم على الجزيرة (عباس، 39). استمر حكم المسلمين في صقلية حتى النصف الثاني من القرن 5ه‍/11م، حيث أطاح به النور‌من (ظ: أحمد، 81-100).

 

إيطاليا

تم حضور المسلمين في إيطاليا و هجومهم على بعض مناطقها عن طريق البر من خلال جنوب فرنسا و حدود الألب، وكذلك عن طريق البحر و صقلية. و قد كان التقارب الطبيعي بين صقلية و إيطاليا، و القضايا السياسية و الدينية، يربط هذين الجانبين من مضيق مسيني مع بعضهما. و منذ العقد الأول من استقرار المسلمين في قسم من جزيرة صقلية، أدى الاختلاف بين حكام الأجزاء المختلفة من شبه الجزيرة الإيطالية إلى تحالف بعضهم مع المسلمين ضد المنافسين المسيحيين. و تحالفت جمهورية نابل مع المسلمين ضد جارتها بنونتو من أنكبردة واستولى المسلمون في 223ه‍/838م على ميناء برينديزي في البحر الأدرياتيكي بشكل مؤقت بعد أن هزموا البنادقة، و تقدموا علـى امتـداد سواحـل شبـه الجزيـرة مـن الأدرياتيكـي و تيرنـة و وصلوا حتى مصب نهر بو. و طلب أمير بنونتو المساعدة من المسلمين ضد حاكم بارة (باري) فاستولوا على باري أيضاً (226ه‍/841م) و اقتربوا بعد بضع سنوات من مدينة روما من خلال تواجدهم عند مصب نهر تيبر. و رغم أن البابا كان قد شعر بالخطر و بنى قلعة حصينة في أُستيا، إلا أن المسلمين اجتازوها في 231ه‍/846م. وفي هذا الهجوم تعرضت كنيسة القديس بطرس (سان بيترو) للغارة وتكبدت أضراراً فادحة. و قد أدى دفاع أهالي روما، أو عدم استعداد المسلمين، إلى أن لاتطول إقامتهم في تلك المدينة. وهجموا من هناك على عدة مدن أخرى في الجنوب، وفي طريق العودة دُمر أسطولهم على إثر عاصفة شديدة، و أسر عدد كبير منهم على يد المسيحيين. و حتى العقد الرابع من القرن 3ه‍/منتصف القرن 9م تجمعت المجموعات العسكرية للمسلمين من مناطق البحر المتوسط المختلفة، و هاجمت جيمع سواحل إيطاليا من الشرق و حتى مصب تيبر في الغرب. و بقيت أبوليا، و المنطقة الواقعة في وسط قلورية (قلفرية) في الجنوب، و أنكبردة في الشمال، تحت سيطرة المسلمين حوالي 18 سنة، و أغاروا منها على مناطق إيطاليا. و أخيراً أُخرجوا في 257ه‍/871م من باري، وفي حدود 270ه‍/884م من شبه الجزيرة الإيطالية. و مع كل ذلك، واصل المسلمون هجماتهم في مسارات مختلفة فكان خليجا تارانتو في الشرق، و سالرنو في الغرب القاعدتين البحريتين المهمتين للمسلمين. و على عكس ماحدث في صقلية، لم‌يكن المسلمون يمتلكون خطة الفتح و الاستقرار الدائمي في إيطاليا، وكانت هذه التحركات تحمل في الغالب طابع المغامرات، أو الدفاع العسكري و الغارات و الحصول على الغنائم (أحمد، 27-32؛ أيضا: ظ: شكيب أرسلان، 151-155؛ ديورانت، X/489-490).

 

كريت (أقريطش)

و هي جزيرة طويلة تقع جنوب مجمع جزائر إيجة و اليونان، بين صقلية و قبرص و مقابل الإسكندرية، وتتمتع بموقع جغرافي مهم للغاية، حيث كانت تربط بين قارات العالم القديم الثلاث. و يبدو أن هذه الجزيرة كانت قد لفتت انتباه المسلمين منذ الأيام الأولى لنفوذهم في البحر. و استناداً إلى ماذكره البلاذري (ص 237- 238)، فقد هاجم المسلمون أقريطش بقيادة جنادة بن أبي أمية بعد الاستيلاء على جزيرتي رودس وأرواد في 54ه‍/674م، و فتحوا مرة أخرى جزء منها في عهد‌الوليد. و قد توقفت فتوح المسلمين فيها، حتى فتحت أجزاء أخرى منها في عصري هارون‌الرشيد و المأمون، و سقطت جميع أرجاء الجزيرة شيئاً فشيئاً بيد المسلمين. و تفيد رواية أخرى (ياقوت، 1/236) بأن أقريطش فتحت على يد أبي حفص عمر البلوطي (تـ 241ه‍/855م) المعروف بالغليظ من ولاية حفص البلوط في الأندلس، و حكم أبناؤه لسنين طويلة فيها. و في الحقيقة، فإن الفتح الرئيس لأقريطش على يد المسلمين و تأسيس حكمهم في هذه الجزيرة، يرتبطان بحادثة دموية في الأندلس بشكل لا إرادي و غير متوقع في 198 أو 202ه‍/814 أو 817م، حيث توجه أبو حفص البلوطي خلال ذلك إلى هناك على رأس مجموعة من المسلمين و واصل أبناؤه من بعده هذه الرئاسة حتى أنهى إمبراطور القسطنطينية حكم المسلمين على هذه الجزيرة في 15 محرم 350ه‍/6 آذار 961م (ن.ص؛ ابن خلدون، 4/211؛ زامباور، 70). و قد بنى المسلمون مدينة قندي، أو قنديا كحاضرة لهم في أقريطش ثم أطلق هذا الاسم على الجزيرة كلها (شكيب أرسلان، 142-145).

و قد لفتت مالطة الجزيرة الصغيرة غير العامرة، و المشهورة في نفس الوقت آنذاك و التي كانت تقع بين صقلية و أقريطش وأفريقية (ابن‌حوقل، 185)، انتباه المسلمين منذ هجوم الأغالبة على صقلية بسبب وقوعها على طريق صقلية. و لعل أول هجوم للمسلمين على مالطة حدث في عهد زيادة الله الأغلبي في 221ه‍/836م (IA,VII/260، لتحليل نقل غير صحيح عن ابن الأثير؛ مؤنس، معالم، 87). و في عهد شقيق هذا الأمير الأغلبي و خليفته و يدعى أبا عقال الأغلب بن إبراهيم و الذي بعث من أفريقية إلى صقلية قوة مرتين في سنتي 224 و226ه‍/ 839 و841، حظت هذه الجزيرة بالاهتمام أيضاً (IA، ن.ص). و يعود الخبر الأكيد المتعلق بسيطرة المسلمين على مالطة إلى 255ه‍/ 869م في عهد حكم أبي‌الغرانيق محمد (الثاني) بن أحمد بن محمد بن الأغلب ابن‌خلدون، 4/201) على يد أحمد بن عمر بن عبيدالله بن الأغلب (IA,VII/261). و منذ ذلك الحين تحولت مالطة تدريجياً إلى جزيرة مسلمة (مؤنس، ن.م، 91)، و مع كل ذلك، فقد ذكر أن الاستيلاء عليها كان في عهد حكم أبي العباس محمد بن أبي عقال (محمد الأول، حك‍ : 226-242ه‍/841-856م) (ظ: بازورث، 51-52). و يرى روسّي من خلال الاستناد إلى أن اهتمام المسلمين بصقلية لم‌يكن معقولاً دون السيطرة على مالطة، أن من المفترض أن يكون تاريخ فتح مالطة على يد المسلمين قبل 226ه‍/841م (ظ: شكيب أرسلان، 303). استمر حكم المسلمين في هذه الجزيرة (في مدينة مليطة، و من خلال تغيير اسمها إلى المدينة) أكثر من قرنين، و زال على يد النورمانيين (IA، ن.ص). و قد تم العثور على كتابات المسلمين على شواهد القبور منذ النصف الثاني من القرن 6ه‍/12م في مالطة (ظ: شكيب ارسلان، 303-304).

 

المصادر

آرنولد، توماس، تاريخ گسترش إسلام، تج‍ : أبوالفضل عزتي، طهران، 1358ش؛ ابن الأثير، الكامل؛ ابن حوقل، محمد، صورة الأرض، بيروت، مكتبة الحياة؛ ابن خلدون، العبر، بيروت، 1391ه‍؛ ابن عذاري، أحمد، البيان المغرب في أخبـار المغرب، بيـروت، 1950م؛ ابن القوطيـة، محمـد، تاريـخ افتتـاح الأندلـس، تق‍ : عبدالله أنيـس الطباع، بيـروت، 1958م؛ أبوعبيدالبكـري، معجم ما استعجـم، تق‍ : مصطفى السقا، بيروت، 1403ه‍؛ ابوالفداء، تقويم البلدان، تج‍ : عبد‌المحمد آيتي، طهران، 1349ش؛ أحمد، عزيز، تاريخ سيسيل در دورۀ إسلامي، تج‍ : نقي لطفي ومحمد جعفر ياحقي، طهران، 1362ش؛ أخبار مجموعة، تق‍ : إميليولافوئنته إي آلكانتارا، مدريد، 1867م: الإصطخري، إبراهيم، مسالك و ممالك، ترجمه فارسية قديمة، تق‍ : إيرج أفشار، طهران، 1347ش؛ الإمامة و السياسة، المنسوب إلى ابـن‌قتيبـة، بيـروت، طهـران، 1378ه‍؛ بــازورث، ك.إ.، سلسلـه‌هـاي إسـلامـي، تج‍ : فريدون بدره‌إي، طهران، 1349ش؛ البلاذري، أحمد، فتوح البلدان، تق‍ : رضوان محمد، القاهرة، 1959م؛ حتي، فيليب خليل، تاريخ عرب، تج‍ : أبوالقاسم پاينده، تبريز، 1344ش؛ الحميدي، محمد، جذوة المقتبس، تق‍ : محمد بن تاويت الطنجي، القاهرة، 1272ه‍؛ شكيب أرسلان، تاريخ غزوات العرب، القاهرة، 1352ه‍؛ الطبري، تاريخ؛ عباس، إحسان، العرب في صقلية، بيروت، 1975م؛ عنان، محمد عبدالله، تاريخ دولت إسلامي در أندلس، تج‍ : عبدالمحمد آيتي، طهران، 1366-1371ش؛ فيصل، شكري، حركة الفتح الإسلامي في القرن الأول، القاهرة، 1371ه‍؛ القلقشندي، أحمـد، صبح الأعشـى، القـاهـرة، 1383ه‍/1963م؛ المقـري، أحمـد، نفـح الطيـب، تق‍ : إحسان عباس، بيروت، 1388ه‍؛ مؤنس، حسين، فجر الأندلس، القاهرة، 1959م؛ م.ن، معالم تاريخ المغرب و الأندلس، القاهرة، 1980م؛ ياقوت، البلدان، بيروت، 1388ه‍؛ و أيضاً:

 

Durant, W., Histoire de la civilisation, tr. F. Vaudou, Lausanne, 1963; IA; Léonard, Ė. G., Histoire universelle, Paris, 1957; Marçais, G., La Berbérie musulmane et l’orient au moyen âge, Paris, 1946; Zambaur, E., Manuel de généalogie et de chronologie pour l’histoire de l’Islam, Leipzig, 1927.

يوسف رحيم‌لو/خ.

 

الإسلام في شرق أفريقيا وأفريقيا الوسطى

تعد قارة أفريقيا، قارة كبيرة ذات تعدديات ثقافية و مدنية متنوعة للغاية وقد كانت أجزاء منها غير معروفة لسكان آسيا و أوروبا حتى القرون الأخيرة، على أن قسماً لايستهان به من أجزائها المعروفة كان محاطاً دوماً بهالة من الغموض و الإبهام. و بشكل عام تعود الآثار التاريخية التي كتبها السكان الأصليون في الجانب الآخر من الصحراء و قسم كبير من شرق أفريقيا، إلى العصور القريبة، بل إن المشكلة الأولى التي تواجه أي باحث في التاريخ الداخلي للقارة هي عدم وجود المصادر المحلية القديمة و لذلك، فإن قلة المعلومات حول كيفية و مدى انتشار الإسلام في داخل القارة في القرون الأبعد، لاتعني بالضرورة محدودية هذا الانتشار.

 

الإسلام في النيل الأعلى و القرن الأفريقي

يجب اعتبار هجرة مجموعة من المسلمين في أوائل دعوة الرسول الأعظم (ص) من مكة إلى الحبشة، أول مرحلة لنفوذ الإسلام في أفريقيا، خاصة مع الاستقبال الحار للنجاشي ملك الحبشة و الذي ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية، ربما من باب المبالغة، إسلامه أيضاً (ظ: الطبري، وقائع سنة 6ه‍ (، و لاتلاحظ بعد وفاة النبي (ص) رغبة لدى الخلفاء في فتح ذلك البلد، رغم قربه من البلاد الإسلامية، في حين أن الحكم الملكي المسيحي للحبشة، كان يجبر الخلفاء من خلال القيام ببعض التحركات العسكرية في شريط الحجاز الساحلي، على أن يبعثوا قوات محدودة إلى سواحل الحبشة عن طريق البحر على مستوى التصدي (مثلاً ظ: ابن الأثير، 2/569؛ أيضاً، الصبي، 135).

و فيما يتعلق بمنطقة النيل يجب القول إن عمرو بن العاص قائد جيش مصر أرسل على أثر فتح مصر في 20ه‍، قسماً من جيشه إلى الجنوب كي يطيح بالحكم الملكي المسيحي للنوبة، و يضم تلك المنطقة إلى ممتلكاته، و لكن هذا التحرك قوبل بمواجهة عنيفة من قبل أهالي النوبة، و عادت المجاميع المرسلة إلى مصر دون نتيجة (ظ: البلاذري، 238؛ ابن الأثير، 2/567). و في عهد الخليفة الثالث، في 31ه‍ فشل تحرك عسكري آخر على حدود النوبة قام به عبدالله بن سعد بن أبي السرح إلى مصر، و عقدت على إثره معاهدة صلح أخرى مع ملك النوبة (ظ: ابن‌عبد‌الحكم، 188-189؛ البلاذري، 238-239؛ ياقوت، مادة د‌مقلة). و قد هيأت هذه المعاهدة التي بقيت ثابتة و محترمة طيلة قرون طويلة أرضية مناسبة لأن يمهد المسلمون سبيل انتشار الإسلام في منطقة النيل الأعلى بموازاة توسيع نفوذهم الاقتصادي والتجاري في المنطقة، خلال عصور طويلة و بشكل سلمي. و هناك حكايات متفرقة، مثل حادثة هجرة أبي الزوايد محمد بن عبدالله بن الحسن المكفوف الذي كان من السادة الحسنيين و على الأرجح، الزيدي المذهب في منتصف القرن 3ه‍ إلِى بلاد النوبة و استقرار أسرته في تلك المنطقة (ظ: ابن عنبة، 183؛ أيضاً بدوي، 116)، يمكن أن تكون في الحقيقة دلائل على نفوذ الثقافة الإسلامية التدريجي في المنطقة.

و يمكن أن تكون بلاد البجة الواقعة في الحد الفاصل بين النيل و البحر‌الأحمر في منطقة واسعة من النيل الأعلى، في النظرة الأولى أرضية أخرى للفتوح الإسلامية في ماوراء مصر، و أما في المصادر التاريخية فقد دارالحديث عن انعقاد صلح بين المسلمين و ملك البجة في نفس فترة الصلح مع النوبة، دون إشارة واضحة إلى النزاعات التي حدثت في هذه المنطقة (ابن‌عبدالحكم، 189؛ أيضاً ابن الأثير، 7/77). و يبدو أن نطاق نفوذ الخلافة لم‌يمتد أبداً إلى داخل منطقة البجة، و أن هجوم محمد بن‌‌عبدالله القمي بأمر المتوكل العباسي على عاصمة البجة في 241ه‍، إنما حدث بهدف السيطـرة علـى هجمـات المغيريـن من البجـة على مصر العليـا، والمحافظة على أمن المسلمين في مستوطنات مناجم الذهب في البجة، و لم‌يكن الهدف منها الإطاحة بمملكتها، بل التوصل إلى سلام دائم معها (ظ: البلاذري، 239-240؛ ابن‌الأثير، 7/77-79؛ أيضاً للنزاعات الأخرى، ظ: شقيـر، 2/62-66).

و في عقد الثمانينيات من الهجرة يلاحظ مسعى آخر لتوسيع رقعة حكم الإسلام في شرق أفريقيا: فعندما وجد الخليفة الأموي عبدالملك الفرصة مناسبة لحركة جديدة من الفتوح، جعل سواحل الحبشة في أفريقيا هدفاً لفتوحه تزامناً مع التقدم في رقعة الإمبراطورية البيزنطية، و تمت السيطرة على جزر دهلك، و قسم من الشريط الساحلي في منطقة المصوّع في جنوب بلاد البجة (ظ: الصبي، ن.ص؛ أيضاً ياقوت، مادة دهلك).

و فيما يتعلق بنفوذ الإسلام في سواحل الصومال الجنوبية وبناء مدينة مقاديشو، تفيد الروايات بأن التجار المسلمين وصلوا إلى هذه المنطقة في عهد عبدالملك بن مروان (حك‍ 65-86ه‍( و بنى المسلمون المهاجرون التجار منهم و المعارضون الهاربون، مدينة مقاديشو في القرون اللاحقة. و استناداً إلى المصادر الروائية، فقد سادت هذه المنطقة أولاً قبيلة من القحطانيين (تشرولي، 14-15؛ كوك، 491، 499؛ آرنولد، 249-250).

كان استيلاء الخلافة على منطقة المصوع الساحلية، بداية النفوذ الاقتصادي المتزايد للمسلمين في مناطق القرن الأفريقي الداخلية، حيث لفتت مناجم الذهب فيها بشكل خاص أنظار التجار، و أدت إلى ظهور مستوطنات المسلمين ذات الحكم الذاتي فيها. وفي مناطق القسم الجنوبي من بلاد البجة، كان المهاجرون المسلمون قد سكنوا في أطراف مناجم الذهب في هجر و المناجم الأخرى، حيث كان هناك علماء يتواجدون بينهم أيضاً (ظ: المسعودي، 1/ 438؛ الصبي، 95 و مابعدها). و يمكن مقارنة هذه الأوضاع مع مكانة المسلمين الاقتصادية في النوبة، حيث كانوا يسيطرون في هذه الفترة على قسم مهم من الزراعة و التجارة في هذه المنطقة (المسعودي، 1/443، 447). و من الواضح أن هذه العلاقة لم‌تكن ذات اتجاه واحد، و على سبيل المثال، فقد تبقت من أوائل القرن 4ه‍ وثائق تتمثل في نقوش تشير إلى هجرة بعض أهالي النوبة المسلمين إلى مصر العليا و أحياناً السفلى (مثلاً ظ: «تقرير...»، III/121,126,191).

الصفحة 1 من57

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: