الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الکلام و الفرق / الإسلام /

فهرس الموضوعات

و في هذه الفترة تجمعت القبائل العربية المسيحية ثانية، وحاربت المسلمين بقيادة الإيرانيين في أليس، و لكنهم هزموا وسميت تلك المعركة بمعركة نهر الدم بسبب إعمال القتل في المغلوبين (الطبري، 355-357). و قد حدثت هذه الواقعة في صفر 12، كما ودخل خالد الحيرة بعد معركة أمغيشيا و المَقْر المهمة من حيث استيلاء العرب على الغنائم الضخمة و إجبار الإيرانيين على التراجع (م.ن، 3/ 358-360). فهرب مرزبانها الآزاذبه و أذعن الأهالي للجزية. و مع كل ذلك، فقد ثاروا بُعيد ذلك، و لكنهم قمعوا، و عادوا إلى حالتهم الأولى (م.ن، 359-364).

مهد فتح الحيرة و بانقيا الطريق للاستيلاء على المدن الجنوبية من بلاد مابين‌النهرين و تصالح دهاقنة هذه المنطقة تدريجياً مع المسلمين و قبلوا الجزية و بقوا على أملاكهم (البلاذري، 244؛ الطبري، 3/ 368). و فتحت الأنبار بعد ذلك على يد خالد فتوجه إلى عين التمر و نجح في السيطرة عليها (البلاذري، 246-247؛ الطبري، 3/376-377)، و لكن دهاقنة هذه المنطقة اعتنقوا الإسلام بعد بضع سنوات في عهد الإمام علي (ع) (ابن آدم، 97- 98). وكان آخر ما قام به خالد قبل خروجه من العراق الاستيلاء على تكريت و عكبرا و بردان، و محاربة أعراب تغلب و ربيعة (البلاذري، 248-249؛ الطبري، 3/382-383؛ ابن الأثير، 2/ 398-399). و في هذه الفترة حرض الإيرانيون دهاقنة السواد على الثورة ضد الفاتحين، وأرسل رستم فرخزاد إلى كسكر نرسي لمحاربة خلفاء خالد وخرجت سواحل الفرات عن طاعة المسلمين. فخرج أبوعبيد الثقفي قائد المسلمين الجديد لمقابلتهم و هزم جيش أهالي السواد المتحد، و انتهى الأمر مرة أخرى بالجزية (الطبري، 3/450-451؛ خليفة، 1/ 108-109؛ البلاذري، 250-251؛ ابن الأثير، 2/436).

و حدثت معركة عظيمة أخرى عرفت باسم «الجسر» انتهت بتغلب الإيرانيين و مقتل أبي‌عبيد (رمضان 13) و استعاد بهمن جادويه غالبية ماسيطر عليه العرب في السواد و منه الحيرة، ولكن الإيرانيين هزموا في المعركة التي حدثت بعد بضعة شهور (14ه‍ ( في الساحل الشرقي من نهر البويب بينهم و بين المسلمين (أبوعلي مسكويه، 1/191-195؛ الطبري، 3/454-472؛ البلاذري، 251-254؛ الدينوري، 113-117؛ قا: الطبري، 3/471-472: رواية ابن إسحاق؛ اليعقوبي، 2/142-143؛ أيضاً ظ: تقي‌زاده، 187-189). و قد خاض المسلمون المعارك في الجنوب الشرقي حتى سواحل دجلة، و من الشمال حتى بغداد و تكريت و المنطقة الواقعة بين الحيرة و كسكر حتى عين التمر، و آلت المعسكرات الإيرانية إلى السقوط. و قيل إن المثنى عبر الفرات بمساعدة مرزبان الأنبار الذي يبدو أنه كان قد اعتنق الإسلام مع طائفة من الأهالي (ظ: دروزه، 74) و استباح سوق بغداد (الدينوري، 116). و في هذه الأثناء، عين سعد‌بن‌أبي‌وقاص قائداً من قبل عمر، و سار إلى العراق. و سعى الإيرانيون في السواد من الجانب الآخر عن طريق قابوس بن قابوس اللخمي كي يكسبوا تعاون قبيلة بكر بن وائل لصالحهم لمحاربة المسلمين (الطبري، 3/483-490، 494؛ البلاذري، 255).

و عندما تهيأ الإيرانيون للقتال بقيادة رستم و لم‌تتمخض المفاوضات بين المسلمين و الإيرانيين عن نتيجة (الطبري، 3/496-497؛ أبويوسف، 31-32)، نشبت الحرب في القادسية على حدود الكوفة و تغلب المسلمون. و تقدم سعد و بعث جيشاً إلى الجانب الآخر من الفرات و حاصر بهرسير (الطبري، 3/535-564، 572-577، 620-623؛ اليعقوبي، 2/144-145)؛ ثم خاض معارك بين دجلة و الفرات و لكنه أعطى الأمان إلى الفلاحين والدهاقنة، و فرض عليهم الجزية و بعد الاستيلاء على بهرسير جاء دور المدائن و لم‌يستطع خره زاد أخو رستم فرخزاد المقاومة، فوقعت في قبضة المسلمين (الطبري، 4/5-8، 13-14؛ البلاذري، 262-263؛ الثعالبي، 739؛ الدينوري، 126- 128). و قد كان امتناع أهالي السواد عن محاربة المسلمين من جملة أسباب هزيمة القادسية وسقوط المدائن و لذلك فإن العرب لم‌يكونوا معرضين للخطر من الخلف، و أما من كان قد اضطر للقتال في الجيش الإيراني فقد عوملوا بلطف و عقد الصلح معهم بأمر من عمر، و لم‌تعتبر أراضيهم من ضمن الغنائم (الطبري، 3/569-570).

و انتهت المعركة التالية للإيرانيين مع المسلمين في جلولاء وبمساعدة دهاقنة مهرود (أواخر سنة 16ه‍( بهزيمة أخرى لهم، وخضعت المناطق الشرقية من دجلة أيضاً لسيطرة المسلمين. وتمت السيطرة على حلوان أيضاً بسرعة من قبل القعقاع بن عمرو، الذي ولى أحد الإيرانيين على الحكم فيها. ثم سيطر المسلمون على جميع أرجاء كورة باجرما (البلاذري، 264-265؛ الطبري، 4/24-26، 28، 34-35؛ مجمل التواريخ...، 274؛ قا: اليعقوبي، 2/151؛ البلاذري، 301؛ أيضاً ظ: تقي‌زاده، 193؛ عن تاريخ هذه الحرب، ظ: الطبري، 4/102). و منذ ذلك الحين لم‌يسمح عمر بالتقدم و اكتفى بفتح السواد، و انشغل المسلمون بتوسيع نفوذهم في بلاد مابين‌النهرين و تجديد قواهم. و قد تأسست الكوفة في هذه الفترة و تحولت هذه المدينة إلى مركز للجيوش الإسلامية (أبوعلي‌مسكويه، 1/226؛ الطبري، 4/39-40).

و أما فيما يتعلق بفتح شمال بلاد مابين‌النهرين، أو الجزيرة فيجب القول إن دخول الإسلام فيها جاء متأخراً بعد إتمام السيطرة على العراق. و قد كانت الجزيرة و حاضرتها الرها موضع نزاع بين إيران و الإمبراطورية الرومية لسنين عديدة. ففي هذه الفترة التي دخل فيها الإسلام هناك، كانت رأس‌العين و حتى الفرات تحت سيطرة الروم، فيما كان الإيرانيون يسيطرون على جزء يضم نصيبين و حتى دجلة مع سهول ماردين و داريا و سنجار. و يبدو أن القسم الرومي من بلاد مابين‌النهرين سقط مبكراً بيد المسلمين، و قد تمخضت معركة اليرموك التي حددت مصير الشام عن سقوط هذا الجزء من بلاد مابين‌النهرين بيد المسلمين و قد كلف عياض بن غنم الذي نسب إليه فتح الجزيرة كلها، لأول مرة بفتح تلك المنطقة. و قد استولى في البدء على الرقة بعد الحرب والصلح مع بطريقها، و منذ ذلك الحين سيطر على حران و الرها من خلال المصالحة مع أسقفها (18ه‍(. و لم يلاق الاستيلاء على معظم مدن الجزيرة بعد سقوط الرها صعوبة كبيرة، فقد تمت السيطرة على مدن سميساط و قرقيسيا و سنجار و آمد وميافارقين و بدليس و أخلاط و ماردين و رأس‌العين خلال السنوات 18-20ه‍ (البلاذري، 172-177). و في 21ه‍ فتح عمير بن سعد خليفة عياض قلاع الفرات الساحلية و تقدم حتى هيت، و عاد عمير إلى الرقة لأن عمار‌بن‌ياسر أمير الكوفة كان قد بعث جيشاً إلى تلك المناطق و المناطق الواقعة مافوق الأنبار (م.ن، 179)، أي إن جنود الإسلام جالوا من كلا الجانبين جميع أرجاء بلاد مابين النهرين.

و لاتتوفر معلومات كثيرة عن انتشار الإسلام في هذه المناطق و يبدو أن هذا الانتشار كان بطيئاً إلى حدما و خلال سنين. ومن جملة ذلك أن عمير‌بن‌سعد عندما عرض الإسلام على بني‌تغلب السكان العرب المسيحيين في الجزيرة و لم‌يوافقوا، طلب منهم الجزية. و لكن بني‌تغلب لم‌يكونوا يعتبرون تأدية الجزية من شأنهم فطلبوا الرحيل إلى بلاد الروم. فوافق عمر على أن يرفع عنهم عنوان الجزية، و لكنه فرض عليهم ضعف المتعارف عليه من الخراج (الصدقات)، و قد كانت هذه المرة الأولى التي تفرض فيها الصدقة على أهل الكتاب بدل الجزية. و اشترط بنو‌تغلب أن يبقوا على دينهم و لكنهم قبلوا أن لايشجعوا أطفالهم على اتخاذ المسيحية (م.ن، 181-183). و قد اعتنق أهالي بعض مناطق الجزيرة أيضاً الإسلام بعد فتح القادسية و بقوا في مدنهم (أبويوسف، 44). و يبدو من الرواية التي ذكرت حول فتح الرقة أن بطريقها كان يريد أن يسلم، و قد كان يرغّب الناس في ذلك، و لكنهم لم‌يوافقوا و هددوه بالقتل؛ فتراجع عن ذلك الرأي (ابن أعثم، 327-329).

و أما في العراق فقد كانت الديانات الزرادشتية و المسيحية والمزدكية شائعة مع الإسلام (ظ: الأمين، 84). و بهجوم المسلمين على بلاد مابين‌النهرين تعرض الكثير من الأعراب المسيحيين لهذه الأمواج، و كانت وجوه الاشتراك الجنسية و اللغوية تجذبهم بسهولة أكثر باتجاه العرب المسلمين و الإسلام (آرنولد، 47)، فعندما عرض شيوخ القبائل العربية المسيحية في الحيرة الصلح على خالد، اعتبروا أنفسهم عرباً و لغتهم العربية (الطبري، 3/361-362).كمـا أن طائفة مـن القبائل العربيـة في بـلاد مابين‌النهريـن و التي لم‌تكن راضية عن الساسانيين (قا: آرنولد، 210)، فإنها لم‌تهب للدفاع عندما هجم المسلمون، و قد انضمت القبائل العربية المسيحية بسهولة إلى المسلمين و يمكننا أن نذكر في هذا المجال عبدالمسيح بن عمرو بن قيس الأزدي و هاني بن قبيصة الشيباني و إياس بن قبيصة الطائي آخر عامل لكسرى في الحيرة، حيث عملوا ضد الإيرانيين بشرط أن لاتهدم كنائسهم (البلاذري، 241-243؛ أيضاً ظ: صديقي، 34).

و في الحقيقة فإن سكان العراق أصبحوا يتمتعون بالحرية من الناحية الدينية بعد الانتصارات الأولى للمسلمين، و كان باستطاعتهم أن يبقوا على دينهم من خلال دفع الجزية خلافاً لما كان يحدث في عصر الساسانيين، في حين أن أتباع الديانات غير الزرادشتية كانوا في عصر الساسانيين يتعرضون غالباً للأذي والاضطهاد (ظ: قسم الإسلام في إيران في هذه المقالة). و على أي حال، فإن بعضاً من القبائل العربية الساكنة في السواد مثل طي والأزد و عبد‌القيس و كندة و التي كان بعض فروعها قد أرسل رسلاً إلى المدينة سنتي 9 و 10ه‍ للتصالح و اعتناق الإسلام، لم‌يتردد في الانضمام إلى أقرانه العرب على إثر هجوم المسلمين على هذه المنطقة، كما حدث في 13ه‍، إذ انضمت قبيلتا نمر وتغلب اللتان كانتا تعتبران من حلفاء إيران المهمين و اللتان كانتا قد حاربتا المسلمين من قبل، إلى المسلمين في معركة البويب، بدافع القومية على مايبدو (الطبري، 3/111-112، 130، 136، 138-139، 464).

و قد اعتنق العرب الشيبانيون في العراق الإسلام قبل بقية العرب؛ فقد ذكر أن المثنى عندما ولي إمارة المسلمين الشيبانيين من قبل أبي‌بكر، قام بالدعوة إلى الإسلام بين قومه فاعتنقوا الإسلام (البلاذري، 241). و في تكريت أيضاً أسلمت بطون من قبائل إياد و تغلب و نمر بعد فتح المدائن (كمال، 348). و مع كل ذلك، فقد بقي بعض من قبائل بلاد مابين‌النهرين مثل طائفة من بني‌تغلب على المسيحية، و لكن لم‌يسمح لهم بتعميد أولادهم، وقد شاركوا في بناء الكوفة مع القبائل الأخرى برفقة سعد (الطبري، 4/40). و رغم أن البعض اعتبر هذه الرواية من مختلقات العصور المتأخرة (ظ: آرنولد، 50، ها l). و لكن يجب أن نعلم أن أخذ الجزية لم‌يكن من باب تقليص المسؤولية، أو العقاب، بل لأن الدولة الإسلامية كانت تتعهد بحماية أهل الكتاب الذين لم‌يكونوا يستطيعون القيام بالشؤون العسكرية. و يتضح هذا المعنى في معاهدات الصلح بين المسلمين و القبائل العربية المسيحية في بلاد مابين‌النهرين (مثلاً ظ: الطبري، 3/367- 368، 371). و قيل إن الكثير من الأشخاص الذين لم‌يكونوا يدفعون الضرائب الفردية بسبب منصبهم و مكانتهم، اعتنقوا الإسلام بعد فتوح العرب لتجنب دفعها، في حين أن غالبية الأشخاص الذين كانوا يدفعون الضرائب الفردية إلى الإيرانيين، أسلموا كي لايدفعوها (دنت، 67). و على سبيل المثال فإن البعض من أهالي الحيرة و أليس الذين كانوا يبعثون مبالغ معينة إلى إيران، أسلموا في بداية الفتوح، و رفع الخليفة عنهم الضرائب الفردية، بل و حتى خراج الأرض (ابن آدم، 62) و قد أصبح ذلك بحد ذاته عاملاً مهماً في نشر الإسلام. وفي العراق أيضاً ــ كمـا كان الحال في الشام و مصـر ــ كان الناس يئنون تحت وطأة الضرائب الفادحة، فلم‌يقاوموا أمام المهاجمين المسلمين (فلوتن، 19)، بل مالوا إليهم.

و فيما يتعلق باعتناق القبائل المسيحية العربية للإسلام يجب القول إن النزاعات و الاختلافات المذهبية و أوضاع الكنيسة الشرقية المضطربة و الاضطهادات الطائفية بين الأشخاص الذين كانوا ينشدون الاطمئنان الروحي، كل ذلك كان من عوامل اعتناق الإسلام فضلآً عن الاشتراك في اللغة و الجنس و الذي يعد عاملاً قوياً. كما كانت بساطة الإسلام و قابلية فهمه، و عدم وجود التناقض في العقائد الدينية، خلافاً لتعاليم رجال الدين المسيحيين المعقدة، من العوامل التي جعلت المسيحيين الشرقيين يأنسون إلى الإسلام بشكل أسرع، و أدت إلى أن ينتشر الإسلام في بلاد مابين‌النهرين (آرنولد، 72-71). و كان الكثير من مشاهير الإسلام، من الفقهاء و المؤرخين و الحكام من الأشخاص الذين أسلم آباؤهم في بلاد مابين‌النهرين، أو أسروا على يد المسلمين، و ثم أسلموا (البلاذري، 247). و فضلاً عن القبائل العربية في هذه المنطقة، فقد أسلم الدهاقنة الإيرانيون، أو الإيرانيون ـ السامانيون بسرعة أيضاً، و هبوا لدعم المسلمين، و احتفظوا في الغالب بمناصبهم ومراكزهم. و في هذا المجال تجب الإشارة إلى جميل بن بصبهري دهقان الفلاليج و النهرين، و بسطام بن نرسي دهقان بابل وخطرنية، و فيروز دهقان نهر الملك و الدهاقنة الآخرين أيضاً (قدامة، 361) و الذين اعتنقوا الإسلام، و لم‌يسلبهم الخليفة أملاكهم و أدرج أسماء بعضهم في ديوان العطايا (البلاذري، 265، 457- 458 ). و يمكن فهم المنعطفات التي مر بها الإسلام خلال انتشاره في بلاد مابين‌النهرين من خلال مقارنة مبالغ الجزية التي كانت تجمع من هذه المنطقة خلال العصور المختلفة (مثلاً ظ: آرنولد، 81-82). و مما يجدر ذكره أن تعيين أشخاص لإمامة الصلاة و منصب القضاء، سوى الولاة و أمراء الحرب، و كذلك وجود المحدثين و القراء و الفقهاء يدل على أن المسلمين، وزعمائهم و قادتهم كانوا يهتمون منذ البدء بموضوع نشر الإسلام، و تعليم الاشخاص الحديثي العهد بالإسلام، و الالتزام بالممارسات الدينية (ظ: م.ن، 51).

 

المصادر

ابن آدم، يحيى، الخراج، تق‍ : حسين مؤنس، بيروت/القاهرة، 1987م؛ ابن‌الأثير، الكامل؛ ابن‌أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح، حيدرآباد الدكن، 1388ه‍/1968م؛ ابن‌خرداذبه، عبيدالله، المسالك و الممالك، تق‍ : دي‌خويه، ليدن، 1889م؛ أبوعلي مسكويه. تجارب الأمم، تق‍ : أبوالقاسم إمامي، طهران، 1366ش/1987م؛ أبويوسـف، يعقوب، الخراج، بيــروت، 1399ه‍/1979م؛ الأمين، أحمد، فجر الإسـلام، القاهرة، 1945م؛ البلاذري، أحمد، فتوح البلدان، تق‍ : دي‌خويه، ليدن، 1865م؛ تقي‌زاده، حسن، أزپرويزتاچنگيز، طهران، 1409ه‍؛ الثعالبي المرغني، الحسين، غرر أخبار ملوك الفرس و سيرهم، باريس، 1900م؛ خليفة بن خياط، تاريخ، تق‍ : سهيل زكار، دمشق، 1968م: دروزه، محمد عزت، تاريخ العرب في الإسلام، المكتبة المصرية؛ دنيت، دانيل، الجزية و الإسلام، تج‍ : فوزي فهيم جاد الله، بيروت/نيويورك، 1959م؛ الدينوري، أحمد، الأخبار الطوال، تق‍ : عبدالمنعم عامر، بغداد، 1959م؛ زرين‌كوب، عبد‌الحسين، تاريخ إيران (إيران بعد الإسلام) طهران، 1362ش؛ صديقي، غلام‌حسين، جنبشهاي ديني إيراني در قرنهاي دوم و سوم هجري، طهران، 1372ش؛ الطبري، تاريخ؛ فلوتن، خ.، السيادة العربية، تج‍ : حسن إبراهيم حسن وحميـد زكي إبراهيم، القاهرة، 1965م: قدامة بن جعفـر، الخراج وصناعة الكتابة، تق‍ : محمد حسن الزبيدي، بغداد، 1979م؛ كمال، أحمد عادل، سقوط المدائن، بيروت، 1986م؛ مجمل التواريخ و القصص، تق‍ : محمد تقي بهار، طهران، 1318ش؛ المسعودي، علي، التنبيه و الإشراف، تق‍ : دي‌خويه، ليدن، 1883م؛ نولدكه، ثيودور، تاريخ إيرانيان و عربها در زمان ساسانيان، تج‍ : عباس زرياب، طهران، 1358ش؛ ياقوت، البلدان؛ اليعقوبي، أحمد تاريخ، بيروت، 1960م؛ و أيضاً:

 

Arnold, T. W., The Preaching of Islam, Lahore, 1979; Morony, M., G., «The Effects of the Muslim Conquest on the Persian Population of Iraq», Iran, 1976, vol. XIV.

صادق سجادي/خ.

 

الإسلام في مصر و الشام

رغم أن مسيرة انتشار الإسلام في مصر و الشام تشبه من بعض النواحي، دخول الإسلام في المناطق الأخرى خارج الجزيرة العربية، و لكن هناك خصائص تميزهما عن البعض الآخر. و يمكن أن نلاحظ هذه الخصوصيات في التركيبات القومية و الاجتماعية و الدينية لأهل مصر و الشام، و نظرتهم إلى سلطة الروم السياسية و الدينية و كذلك الاتصال المبكر للمسلمين مع الشاميين و المصريين منذ عهدالنبي الأعظم (ص)، و يمكن خلاصتها من وجهة نظر المؤرخ في تنوع المصادر المزدوجة لمسيرة الفتح الإسلامي و انتشاره. و تظهر أهمية الملاحظة الأخيرة بشكل خاص في أن من الواجب الاستناد دوماً فيما يتعلق بدارسة الأحداث المرتبطة بانتشار الإسلام و فتحه في إيران، إلى المصادر الإسلامية، أو الإيرانية في العصر الإسلامي من منظار إسلامي، فالمؤرخ هنا ليس بإمكانة أن يدرس هذه المسيرة من جانبها الآخر. و بالطبع يجب القول إن تنوع المصادر حول مصر و الشام ليس بالشكل الذي يمكن معه اعتبار المصادر السريانيــة ـ اليونانية تمثل وجهة نظر مستقلة تماماً حول الفتوح الإسلامية و انتشار الإسلام. و في الحقيقة فإن الدراسات الأكثر دقـة أظهـرت أن المـؤرخ البيـزنطــي ـ السريـانـي تيوفـانـس (تـ‍ 817م) اقتبس أقساماً من أثره «الحولية» من التواريخ العربية، كما أخذ المؤرخون البيزنطيون من بعد تيوفانس مثل سدرنوس وغيورغيوس موناخس معلوماتهم منه (دانر، 144، أيضاً 314، ها 248). و قد أظهر أحد المؤرخون السريانيون و هو إلياس النصيبيني (القرن 11م) تبعيته للمصادر العربية في اقتباس المواضيع، بل و حتى التذكير بسنين الأحداث، لأنه رتب رواياته على أساس التقويم الإسلامي (ن.ص، ها 250). و مع كل ذلك، فإن المصادر المذكورة و خاصة أثر تيوفانس من شأنه في بعض المواضع أن يسلط الضوء على بعض التعقيدات و الصعوبات، ويقدم وجهة نظر تختلف عن روايات المصادر الإسلامية.

الصفحة 1 من57

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: