الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الکلام و الفرق / الإسلام /

فهرس الموضوعات

و الصلوات الواجبة هي: الصلوات اليومية، و صلاة الجمعة والعيدين في حالة تحقق شروطهما، و صلاة الآيات عند الكسوف و الخسوف و الزلازل و كل مايبعث الخوف العام، و كذلك صلاة الطواف و صلاة الميت و الصلاة التي تجب على المكلف من خلال النذر و العهد و القسم.

 

الصلوات اليومية

يجب أداء الصلوات اليومية (17 ركعة)، خمس مرات كمصداق أجلى لأداء الصلاة الواجبة، و منها صلاة الصبح ركعتان، و صلاة المغرب 3 ركعات، و الصلوات الأخرى في 3 مرات (الظهر، و العصر، و العشاء) كل منها 4 ركعات. ويمتد وقت صلاة الصبح من طلوع الفجر الصادق حتى طلوع الشمس؛ و وقت صلاتي الظهر و العصر من الظهر الشرعي (الزوال) حتى غروب الشمس؛ و الوقت المخصص لكل من صلاتي الظهر و العصر هو الظهر حتى الوقت اللازم لأداء صلاة الظهر، و كذلك حتى حوالي الغروب على أن يكون الوقت كافياً لأداء صلاة العصر، و أما الوقت الفاصل بينهما فهو الوقت المشترك؛ و أما وقت صلاتي المغرب و العشاء فيمتد من غروب الشمس (زوال الحمرة المشرقية بعد اختفاء قرص الشمس) حتى منتصف الليل الشرعي، بحيث يتبقى الوقت اللازم للركعات الثلاث من صلاة المغرب في البدء، و الوقت الكافي لركعات صلاة العشاء الأربع في النهاية، و فيما عدا ذلك فهو الوقت المشترك؛ و يؤدي المسافر الصلوات المؤلفة من 4 ركعات، ركعتين قصراً.

و قد وردت الإشارة في القرآن الكريم (الإسراء /17/78؛ هود/11/114)، إلى مايصطلح عليه بـ‍ «مواقيت» الصلوات اليومية. و قد اعتبر الفصل بين صلاتي الظهر و العصر، و كذلك صلاتي المغرب و العشاء في الأخبار أفضل من الجمع بينهما، و لكن النبي (ص) كان أحياناً يبادر هو نفسه إلى الجمع بين الصلاتين لبيان جواز كلا الحالتين (لتوضيح ذلك، ظ: المجلسي، 79/335-340). ومن مقدمات الصلاة الأذان و الإقامة للصلوات اليومية و أما بالنسبة إلى الصلوات الواجبة الأخرى، فإن من الواجب أن يقال «الصلاة» ثلاث مرات. و يعتبر بعض أفعال الصلاة ركناً يؤدي تركه عمداً، أو سهواً إلى بطلان الصلاة، فيما يمكن تلافيه في الأفعال الواجبة الأخرى في حالة النسيان (ظ: القدوري، 1/55 وما‌بعدها؛ الغزالي، 32 و مابعدها؛ ابن هبيرة، 1/74 و مابعدها؛ ابن‌رشد، 1/ 88 و مابعدها؛ المحقق الحلي، 1/59 و مابعدها؛ الشهيد الثاني، 1/52 و مابعدها).

 

الطهارة و الصلاة

تعتبر مراعاة الطهارة أول مقدمات أداء الصلاة، و لكن المراد منها الطهارة الشرعية المترتبة على الوضوء و الغسل و التيمم. الوضوء و الغسل واجبان لأداء الصلاة الواجبة، و كذلك للطواف الواجب، أو مس القرآن، و الطهارة مندوبة لبعض العبادات المندوبة. و الطهارة سواء كانت وضوء، أو غسلاً، أو تيمماً هي لإزالة النجاسة المعنوية التي تسمى حَدَثاً في الاصطلاح الشرعي؛ و يسمى ما يوجب الوضوء، أو الطهارة الصغرى حدثاً أصغر، و مايوجب الغسل، أو الطهارة الكبرى حدثاً أكبر. و من موجبات الوضوء، أو نقائضه التخلي و النوم و بعض العوامل الأخرى التي تلحق بشكل‌ما بهذين الموضوعين، و أما ما يوجب الغسل فهو الجنابة و الحيض و ملحقاتهما، و مسّ الميت.

و يعتبر الماء في الشريعة الإسلامية أفضل المطهرات، و قد وصف في القرآن الكريم بـ «الطهور» (الفرقان /25/48) و الأصل في إزالة الحدث سواء في الوضوء، أو الغسل هو التطهير بالماء. وفي حالة عدم وجود الماء، أو الحاجة إليه لأمر أهم مثل حفظ الجسم من الهلاك، أو عدم توفر الماء و ضيق الوقت، على المحتاج إلى الطهارة أن يتيمم بدلاً من الوضوء، أو الغسل، و هو مايسمى بالطهارة بـ ‍‌« الصعيد» (الأرض). و تلاحظ الطهارة الظاهرية أيضاً في الوضوء و الغسل، و لكنها في التيمم طاعة تعبدية للأمر الإلٰهي و استجابة لإرادة الشارع؛ و في هذا المجال تجب الإشارة إلى حديث نبوي و هو «ربّ الماء و ربّ الصعيد واحد» (فقه الرضا، 89).

و فيما عدا إزالة النجاسة المعنوية، أو الحدث، على المصلي أن يتجنب شكلاً آخر من النجاسة، هي النجاسة الظاهرية، أو «الخبث» كما يسميها الفقهاء. و تعرف مصاديق الخبث التي هي أجسام نجسة، باسم «النجس» في الفقه، و هي تنجس الأشياء الطاهـرة، أو تجعلهـا «متنجسـة» مـن خـلال تماسها معها مبلَّلَـة. و يجب على المكلف في الصلاة و بعض العبادات الأخرى أن يزيل هذه النجاسات المادية، سواء كانت نجسة، أم متنجسة عن جسمه ولباسه و موضع سجوده. و تعتبر الطهارة من الحدث، أو الطهارة المعنوية مقدمة للصلاة، و تعتبر في بعض الأعمال العبادية الأخرى، نوعاً من الأعمال العبادية بحد ذاتها، و لذلك يشترط في القيام بها، النية و قصد التقرب؛ و أما الطهارة من الخبث فهي مجرد إقدام على تهيئة الشروط المادية للصلاة، و لاموضوع لوجود القصد و النية في تحققها.

و من الواجب لتحقق الوضوء، غسل الوجه من منبت الشعر حتى الذقن، ثم غسل اليدين من المرفق حتى رؤوس الأصابع، اليد اليمنى أولاً ثم اليسرى، ثم يجب بعد ذلك مسح مقدم الرأس، وأخيراً مسح القدمين من رؤوس الأصابع حتى الكعبين (للإشارة إلى هذه المراحل في القرآن الكريم، ظ: المائدة /5/6). و القول بالمسح في الموضع الأخير هو قول الإمامية، و أما لدى مذاهب أهل السنة فإن القول المشهور هو غسل القدمين. و يتم الغسل بشكل ترتيبي، فيغسل أولاً الرأس ثم الجانب الأيمن فالأيسر، ويتحقق أيضاً بالارتماس من خلال الغوص في الماء. و أما التيمم بوضع الكفين على الصعيد الطاهر، أو ضربهما عليه، و مسح الوجه بهما من منبت الشعر حتى مافوق الأنف، ثم المسح على ظهر الكفين الأيمن و الأيسر (بضربة، أو ضربتين)؛ و لكن هناك اختلافات بين المذاهب الفقهية في تفسير «الصعيد» (الأرض)، أو موضع التيمم بتعبير آخر.

و يعد غسل الميت من بين أقسام الغسل التي تختلف بشكل كامل عن أقسامه الأخرى، فالهدف من غسل الميت إعداد الميت للدفن و ليس لأداء العبادة. ففي هذا الغسل يكون الشخص الذي يقوم بالواجب الشرعي المتمثل في الغسل، غير الشخص المغسول و لذلك، يسمى هذا العمل الذي يعد جزء من مراسم الدفن في الإسلام بالتغسيل (ظ: القدوري، 1/5 و مابعدها؛ الغزالي، 4 ومابعدها؛ ابن هبيرة، 1/50 ومابعدها؛ ابن رشد، 1/7 ومابعدها؛ المحقق الحلي، 1/11 وما‌بعدها؛ الشهيد الثاني، 1/12 ومابعدها).

 

القبلة

القبلة حسب الرؤية الفقهية هي الجهة التي يجب على المصلي أن يستقبلها عند الصلاة (ظ: ابن رشد، 1/111-113؛ المحقق الحلي، 1/65- 68). و فضلاً عن ذلك، فقد أصبح استقبال القبلة، أو الإعراض عنها ذا موضوعية في البعض الآخر من المباحث العبادية و غير العبادية في الفقه مثل الذبح. و مع ذلك، فإننا إذا أردنا أن ننظر إلى القبلة خارج دائرة الفقه و من خلال نظرة إلى الثقافة العامة للمسلمين، فإنها تعتبر قطباً معنوياً و روحياً يعلق جميع المسلمين آمالهم عليه، و يتقربون إلى اللـه من خلال استقبالها. و في بداية الدعوة الإسلامية، تم تعيين بيت‌المقدس كقبلة، و بعد فترة أعيدت القبلة إلى الكعبة في مكة بإبلاغ من النبي (ص) (ظ: البقرة/2/144، 149-150). و لذلك يعتبر بيت المقدس في الثقافة الإسلامية القبلة العتيقة و القبلة الأولى.

و في المباحث الفقهية المتعلقة باستقبال القبلة في الصلاة، يجب على الشخص المتواجد في المسجدالحرام، الاتجاه إلى الكعبة، فيما يكفي للشخص المتواجد في خارج الحرم، الاتجاه إلى مكة؛ و لكن استقبال القبلة ليس واجباً في حالة الحرب و الخوف.

 

صلاة الجماعة

تستحب الجماعة في أداء الصلوات اليومية، وتجب في صلاة الجمعة و العيدين مع تحقق الشروط، و لكنها لاتجوز في الصلوات المندوبة سوى «الاستسقاء». و يتعلق أول أثر تبقى من صلاة الجماعة بحياة أبي‌طالب. فعندما كان النبي (ص) وعلي (ع) يؤديان الصلاة، مرّ بهما أبوطالب و ابنه جعفر؛ فقال أبوطالب لجعفر: صل يابني إلى جانب ابن عمك، و عندما شعر رسول اللـه باقتداء جعفر، تقدم عليهما، فتقرر منذ ذلك الحين موضع الإمام و المأموم (ابن بابويه، 410). وقد جاء في القرآن الأمر مرتين بأن اركعوا مع الراكعين (أي المصلين)، رغم أن المسلمين لم‌يكونوا المخاطبين في أي منهما، كما جاء هذا الأمر في أحد المواضع في سياق مخاطبة اليهود: «و اركعوا مع الراكعين» (البقرة/2/43)، و في موضع خطاباً لمريم (ع): «و اركعي مع الراكعين» (آل عمران /3/43).

و الأخبار كثيرة بشأن فضيلة صلاة الجماعة في كتب الفريقين (الشيعة و السنة). و من آثار صلاة الجماعة: 1. اطلاع أولئك الذين لايعرفون الفرائض جيداً؛ 2. إقامة ثلاثة أجيال هم الشباب والكهول و الشيوخ للصلاة جنباً إلى جنب مقتدين بإمام تتوفر فيه الصلاحية و بانسجام، دون أن يكون اختلاف بينهم؛ 3. زوال الاختلاف الطبقي و الظاهري، و الابتعاد عن التمييز العنصري وما يسبب التفرقة، و عبادة اللـه بلسان و قلب واحد، و سلوك الصراط المستقيم من خلال الاستعانة به (القدوري، 1/ 78 ومابعدها؛ الغزالي، 55 و مابعدها؛ ابن هبيرة، 1/106 ومابعدها؛ ابن رشد، 1/140 و مابعدها؛ المحقق الحلي، 1/122 و مابعدها؛ الشهيد الثاني، 1/116 و مابعدها).

 

صلاة الجمعة

توجد في القرآن الكريم سورة تسمى الجمعة، وقد أمر اللـه في الآيات الثلاث الأولى منها أن يسارع المسلمون إلى صلاة الجمعة، و يذروا الشراء و البيع. و تتألف صلاة الجمعة من ركعتين بدلاً من صلاة الظهر، و وقتها من الظهر الشرعي حتى يبلغ ظل كل شيء الضعفين بعد الظهر. و على إمام الجمعة أن يلقي خطبتين قبل الصلاة. و صلاة الجمعة واجب عيني في مذاهب أهل السنة، و لكن هذا الوجوب العيني لدى الشيعة الإمامية اشترط حسب القول المشهور بحضور الإمام، أو نائبه الخاص، و هو واجب تخييري (التخيير بين صلاة الجمعة، أو صلاة الظهر) في زمن الغيبة مع استجماع الشروط الأخرى. و حسب الأقوال غير المشهورة، اعتبرت إقامة صلاة الجمعة أحياناً واجباً عينياً في زمان الغيبة، كما جاء النهي عنها أحياناً (للتفصيل، ظ: المجلسي، 86/123 و مابعدها).

و من وجهة النظر الاجتماعية، يؤدي اجتماع حشود المسلمين في مكان واحد و اطلاعهم على أوضاع بعضهم البعض، و كذلك الاطلاع على قدراتهم، أو نواقصهم، و الأخطار التي تتهددهم، إلى إمكانية البحث عن الحلول، و أما الفائدة الأخرى المترتبة على هذا التجمع الكبير، فهي ظهور الشعور الاجتماعي لدى الأشخاص الذين كانت بعيدة عن متناولهم بسبب ظروف خاصة.

 

صلاة العيدين

للصلاتين اللتين تقامان في عيدي المسلمين الكبيرين الفطر و الأضحى، نفس شروط صلاة الجمعة. و يمتد وقت صلاة العيد من طلوع الشمس حتى الظهر الشرعي. تتألف هذه الصلاة من ركعتين يقرأ في الركعة الأولى بعد الحمد والسورة، القنوت 5 مرات، و في الركعة الثانية 4 مرات (مع التكبير بين كل قنوت و آخر). و تلقى الخطبتان بعد الصلاة، خلافاً لصلاة الجمعة التي يجب أن تلقى الخطبتان فيها قبل الصلاة. تعتبر صلاة العيد من أبرز المراسم الدينية ذات الدلالة الجماعية، رغم أن المسلمين يؤدون في هذين العيدين مراسم أخرى منها الإطعام و التضحية بشكل فردي، أو من خلال تجمعات أصغر (القدوري، 1/109 و مابعدها؛ الغزالي، 61 و مابعدها؛ ابن هبيرة، 1/111 ومابعدها؛ ابن رشد، 1/157 و مابعدها؛ المحقق الحلي، 1/93 ومابعدها؛ الشهيد الثاني، 1/87 و مابعدها).

 

الصلوات المندوبة

اعتبرت الصلاة بشكل عام في المفهوم الإسلامي باعتبارها «قربان المتقين» و أفضل سبيل للتقرب إلى اللّٰه (ظ: الحر العاملي، 3/25-27، 30) و لذلك، فقد شرّعت، بالإضافة إلى الصلوات الواجبة، بعض الصلوات المندوبة بشكل يومي، و البعض الآخر بالمناسبة. تبلغ الصلوات اليومية المندوبة، أو مايسمى بالنوافل 34 ركعة في اليوم منها 8 ركعات قبل صلاة الظهر، و 8 ركعات قبل صلاة العصر، و 4 ركعات بعد صلاة المغرب، و ركعتان جلوساً بعد صلاة العشاء تعتبر ركعة واحدة. وهناك صلاة الليل و هي 8 ركعات تصلى بعدها ركعتي صلاة الشفع و ركعة صلاة الوتر؛ و أخيراً، هناك ركعتا نافلة الفجر. وفيما عدا صلاة الوتر ذات الركعة الواحدة، فإن كلاً من الصلوات المندوبة ركعتان أساسا.

ومن بين الصلوات المندوبة التي لم‌يخصص لها وقت معين من أوقات اليوم و تؤدى استحباباً كلما حدث مسببها، صلاة الاستسقاء (عند الجفاف) و صلاة الحاجة و صلاة الاستخارة وصلاة الشكر و صلاة الزيارة‌ و صلاة تحية المسجد، كما أن بعض الصلوات يختص بوقت معين من السنة منها نوافل شهر رمضان المبارك وكذلك بعض الصلوات المندوبة التي تؤدى بمناسبة بعض الأعياد مثل الفطر والمبعث و غديرخم و النصف من شعبان. و هناك عند أهل السنة صلاة مندوبة في كل ليلة من شهر رمضان تبلغ 20 ركعة، وتصلى جماعة، و تسمى «التراويح» (ظ: ابن‌رشد، 1/200 ومابعدها؛ المحقق الحلي، 1/ 60، 108 ومابعدها؛ الشهيد الثاني، 1/52-53، 96-97؛ الجزيري، 1/340-343).

 

الصلاة و المسجد

كان المسجد أول مؤسسة أسست في يثرب (المدينة) بعد ظهور الإسلام، و قد أسس النبي (ص) مسجد قبا خلال الأيام القليلة التي توقف خلالها بالقرب من المدينة بين قبيلة بني عمرو بن عوف (ابن الأثير، 11/457). أُسس المسجد للعبادة و إقامة الصلاة، و لكنه لم‌يخصص لهما، فقد ظهرت أول جامعة إسلامية في المسجد، و كان الفقهاء و المحدثون يعملون فيها على نشر المعارف الإسلامية. و كان المسجد موضعاً للتجمع خلال الأحداث التي كان من الضروري أن يطلع الناس عليها، فقد كانت الواجبات التي تؤدى اليوم في وسائل الاتصال، تؤدى آنذاك في المسجد. كان المسجد موضعاً لاطلاع المسلمين على أوضاع و مشاكل بعضهم البعض، كما كانت الأمور الإدارية للحكومة الإسلامية تصدر من المسجد. كما كان المسجد موضعاً لحل شكاوى الناس و دعاواهم. و الآن أيضاً يعتبر المسجد أنسب مكان لممارسة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، حيث تتجمع فيه جميع شرائح الناحية، أو المدينة، كما أنه موضع التوحيد الحقيقي: «و أن المساجد لله فلاتدعوا مع اللـه أحداً» (الجن/72/ 18). و من الأفضل أن يتجنب المسلم في المسجد البيع و الشراء و تنفيذ الأحكام و إقامة الحدود و مزاولة الصناعات، أو النوم وما إلى ذلك (ظ: ابن الأثير، 11/457 و مابعدها؛ الحر العاملي، 3/477 و مابعدها).

 

الصوم

استناداً إلى الآية 183 من سورة البقرة (2)، فقد كان الصوم واجباً كالصلاة و الزكاة على أصحاب الأديان الإلٰهية قبل ظهور الإسلام من يهود و نصارى. و رغم أن الصوم هو في الظاهر عمل سلبي، أي الامتناع عن الأكل و الشرب و الإقدام على بعض الأعمال، و لكن نتيجته إيجابية في الحقيقة، فهو يؤدي إلى تزكية الجسم و الروح و تصفيتهما عن طريق ترك الطعام والشهوة. و هذه العبادة تمرين لتقوية روح الاستقامة و الثبات، والاستعداد للأيام الأصعب، و محاربة شيطان النفس، و بالتالي السيطرة على الجسم و النفس و تقوية الإرادة و حصول الصحة. وقد نقل الفريقان عن النبي (ص): «صوموا تصحوا» (ظ: السيوطي، 2/46). فرض صوم شهر رمضان المبارك على المسلمين في المدينة في السنة 2ه‍، و ذلك بأن يمسكوا عن المفطرات من طلوع الفجر الصادق حتى المغرب الشرعي. و على كل شخص مكلف حاضر في وطنه أن يصوم، فيما يقضيه المريض و المسافر بعد شهر رمضان، و على من لايطيقه أن يدفع فديته وهي إطعام المسكين (البقرة/2/183-185).

يصوم المسلمون كل سنة في شهر رمضان، فهذا الأداء العام لهذه الفريضة في موسم خاص يضفي على المجتمعات الإسلامية طابعاً خاصاً مختلفاً عن أوقات السنة الأخرى. و يؤثر الصوم في شهر رمضان، في البلدان الإسلامية، على الحياة اليومية، فبالإضافة إلى إعادة النظر في البرنامج اليومي للعمل و البرامج العبادية والدينية، فإن وجبتي الطعام في السحور و العشاء المقترنتين بآداب دينية، تحوله إلى شعار ديني؛ خاصة و إن الكثير من أوقات العشاء تقترن بالإطعام و الخيرات. و شهر رمضان في العالم الإسلامي هو موسم يعتبره المسلمون شهر اللـه و يسعون لأن يزيدوا أيضاً من العبادات و الوسائل الأخرى للتقرب إلى اللـه.

و على كل مكلف قادر على الإمساك، أن يصوم شهر رمضان كله بقصد التعبد و نية التقرب إلى اللـه، و عليه أثناء الصوم أن يمتنع عن الأكل و الشرب و الجماع من طلوع الفجر الصادق حتى المغرب الشرعي. و قد أضافت بعض المصادر الفقهية بعض المفطرات الفرعية إلى هذه المواضع.

و بالإضافة إلى صيام شهررمضان، يعد صوم الكفارة و الصوم الذي يجب بسبب النذر و أمثاله، من الصوم الواجب. و علينا أن نذكر من بين الصيام المستحب الصيام في أعياد مثل المبعث وولادة النبي (ص) و الغدير و صيام أيام رجب و شعبان. و يحرم الصيام في عيدي الفطر و الأضحى.

الصفحة 1 من57

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: