الصفحة الرئیسیة / المقالات / الاندلس /

فهرس الموضوعات

IV. العلوم في الأندلس 

لیس لدینا سوى معلومات ضئيلة عن ظهور العلوم وتطورها في الأندلس إبان العصر الإسلامي ومایتمخض عن تقریر مثیر للاهتمام قدمه صاعد الأندلسي هو أن عدداً قليلاً من المسلمین في هذه المنطقة كانوا قد اعتنوا بدراسة العلوم الشرعية واللغة في هذه الفترة، وقد استمر هذا الوضع حتى أواخر حكم الخليفة الأموي عبد الرحمن الثالث (ص 235، 238-239). 
وقد أدى ظهور العباسيين ودخول عبد الرحمن الداخل الأندلس (138ه‍ / 755م) إلى انفصال هذه البلاد عن رقعة الخلافة ومن ثم انقطاع العلاقات الثقافية بينهما، بحیث إن نهضة الترجمة في المشرق الإسلامي، لم تترك أثراً كبيراً في الأندلس، كما أن الصراعات الداخلية الطويلة المدی في تلک المنطقة حتى القرن 4ه‍ / 10م لم تساعد في إیجاد بیئة ملائمة للاهتمام بالعلوم. وقد ذكر صاعد الأندلسي في المعلومات التي قدمها، أسماء 3 علماء اشتهروا في الأندلس بالعلوم المختلفة حتى القرن 4ه‍ وهم: أبو عبيدة مسلم ابن أحمد البلنسي (تـ 295ه‍ /  908م) المعروف بصاحب القبلة، يحيى ابن يحيى (تـ 315ه‍ / 927م) المعروف بابن سمينة، ومحمد بن إسماعيل المعروف بالحكمي (ص 238-240). هنا لابد من الإشارة إلی نقطتین رئیسیتین: الأولى هي أن هؤلاء الثلاثة كلهم كانوا قد اهتموا بالحديث والعلوم الشرعية الأخرى، فضلاً عن الرياضيات والطب والفلك والمنطق ولعل الدافع وراء اهتمامهم بعلوم الرياضيات هو بعض القضایا الشرعية منها تحدید جهة القبلة وحساب الفرائض؛ وأما النقطة الأخرى، فقد کانت تتمثل في أن إثنین من هؤلاء العلماء الثلاثة كانا قد درسا في الشرق (صاعد الأندلسي، 240-241). ومنذ هذا التاريخ، دعي عدد من علماء بغداد ومصر المعروفين إلى الأندلس بمساعي الحكم الثاني وظهرت أفضل الآثار العلمية في كل مجال (أيضاً ظ: ابن جلجل، 98). 
أنشأ الحكم في قرطبة مكتبة تضم أكثر من 400 ألف مجلد، (سارتن، I / 651,654-657,659). وعندما وقعت زمام الأمور بيد أبي عامر الحاجب في عهد هشام بن الحكم، أمر بإتلاف جميع الكتب المرتبطة بالعلوم المحضة والتي كان الحكم قد أعدها. وعندما سقط الأمويون، انتشرت تلک الكتب في الأندلس وأثارت من جدید رغبة الطلاب في العلوم (صاعد الأندلسي، 241-243). ومنذ ذلك الحين حل عصر الازدهار الثقافي في الأندلس، حيث تمخضت عنه إنجازات كثيرة. وفي مجال الفلك، عمد علماء الأندلس إلى نقد علوم بطلميوس في الهیئة واقترحوا هيئة جديدة. وقد باشر بجار بن أفلح وابن باجة بذلک وبلغ به ابن طفيل والبطروجي الذروة. وأعانت آراؤهم بشكل غير مباشر، العلماء الأوروبيين مثل كوبرنيك، وكبلر وغاليلیو على التوصل إلى آراء عظیمة في علم النجوم، وازدهر علم الصيدلة في الأندلس نتیجة مساعي ابن سَمَجون والذي أکمل مشواره کل من ابن وافد والغافقي والإدريسي الجغرافي وأبي الخير الإشبيلي وأبي العباس النباتي وابن البيطار. وازدهرت علوم الزراعة علی ید ابن العوام بعد أن کانت قد انطلقت بكتاب المقنع لأبي عمرو بن الحجاج. وفي الجراحة، يعد الزهراوي الأندلسي أشهر علماء العالم الإسلامي كما کانت للعدید من أطباء الأندلس الید العلیا في هذا المجال المعرفي. ولعل السبب وراء ازدهار علم الجراحة في الأندلس، هو تواصل أطبائها على نحو أوسع مع المسيحيين الذين لم تكن تقيدهم أحكام الشريعة في عملية التشريح، خلافاً للمسلمين واليهود. 
وفيما یلي نذکر عدداً من أبرز العلماء الذین لعبوا دوراً هاماً في تطورعلم الطب من خلال مصنفاتهم مع الأخذ بنظر الاعتبار التسلسل التاریخي: 
عبد الملک بن حبیب السلمي الالبیري (تـ 238ه‍( وابن جلجل وابن سمجون وابن وافد وابن بکلارش وأبو الصلت أمیة بن عبد العزیز وابن باجة وابن البیطار وابن زُهر وابن طفیل وابن رشد وابن میمون وابن سمعون (ن.ع.ع). 
فیما یلي نذکر أهم المصادر الأندلسیة في العلوم: ابن أبي أصيبعة، أحمد، عيون الأنباء، ﺗﻘ : أغوست مولر، القاهرة، 1299ه‍ ؛ ابن زهر، عبد الملك، التيسير في المداواة والتدبير، ﺗﻘ : ميشل خوري، دمشق، 1403ه‍ / 1983م؛ الخطابي، محمد عربي، الأغذیة والأدوية عند مؤلفي الغرب الإسلامي، بيروت، 1990م؛ م.ن، الطب والأطباء في الأندلس الإسلامية، بيروت، 1988م؛ سعيدان، أحمد سليم، تاريخ علم الجبر في العالم العربي، الكويت، 1986م؛ القفطي، علي، تاريخ الحكماء، ﺗﻘ : لایبزیغ، لايبزک، 1902م. 

Friedman, R., »At-Tabari: Discoverer of the Acarus Scabiei«, Medical Life, Philadelphia, 1938, vol. XLV, no. 6; Gauthier, L., »Une Réforme du système astronomique de Ptolémée«, JA, 1909, vol. XIV; Kennedy, E.S., »A Survey of Islamic Astronomical Tables«, Transactions of the American Philosophical Society, Philadelphia, 1956, vol. XLVI(2); Leclerc, L., Histoire de la médecine arabe, Paris, 1876; Sarton, G., Introduction to the History of Science, Baltimore, 1928-1931; Steinschneider, M., Die europäischen Übersetzungen aus dem Arabischen bis Mitte des 17. Jahrhunderts, Graz, 1956; Suter, H., Die Mathematiker und Astronomen der Araber und ihre Werke, Leipzig, 1900; Woepcke, F., »Notice sur des notations algébriques employées les Arabes«, JA, 1854, vol. IV; Wüstenfeld, F., Geschichte der arabischen Aerzte und Naturforscher, Göttingen, 1840. 

المصادر

 ابن جلجل، سليمان، طبقات الأطباء والحكماء، بيروت، 1985م؛ صاعد الأندلسي، التعريف بطبقات الأمم، ﺗﻘ : غلامرضا جمشيد نژاد أول، طهران، 1375ش؛ وأيضاً: 

Sarton, G., Introduction to the History of Science, Baltimore, 1928-1931
قسم العلوم / د.


V. الفلسفة والکلام في الأندلس 

اتسعت حرکة الفلسفة والکلام في الأندلس بمواصفات وخصائص جعلتها تتمیز في بعض الجهات عن تاریخ تطور هذین الحقلین المعرفیین في سائر البلاد الإسلامیة. وإن کانت تلک العلوم قد دخلت إلی الأندلس عبر بوابتها المشرقیة، حیث شغل شرح أفکار الفلاسفة والمتکلمین، الحیز الأکبر من اهتمام الشارحین والنقاد هناک، بید أن الظروف التاریخیة والسیاسیة والاجتماعیة والثقافیة في الأندلس، مهدت الطریق وبشکل خاص أمام ظهور العلوم العقلیة ولاسیما الفلسفة والکلام ومن ثم تطورها، بشکل یختلف تماماً عن سائر البقاع الإسلامیة. وفضلاً عن ذلك، فإن الموقع الجغرافي للأندلس وفخامتها وعظمتها الثقافية في القارة الأوروبیة والتي كانت تستقطب الكثير من طلبة العلم من الغرب المسيحي، كل ذلك ساهم بشکل کبیر في حرکة العلوم الإسلامية نحو أوروبا، ما دفع الباحثین الأوروبیین إلی ترجمة مؤلفات العلماء المسلمین إلى اللغات الأوروبية؛ بحيث أضحت الأندلس أبرز بوابة للتبادل الثقافي في العصور الوسطى بين البلدان الإسلامية وأوروبا. 
إن شئنا دراسة تطور العلوم العقلية في الأندلس فلا بد من التطرق إلی أحوال الحكماء والمفكرين البارزين في تلک البقعة من العالم الإسلامي، أعمالهم ورؤاهم إذ لایمکن فصل هذین الأمرین. وقد تناولت هذه الموسوعة المؤلفات والأفكار والمناهج الفلسفية والكلامية لكل من المفكرين الأندلسيين المعروفين، في مادة مستقلة. ومن جملة ذلك، يمكن الرجوع إلى العناوین التالية في المجلدات السابقة للتعرف على مسيرة العلوم العقلية في الأندلس: ابن جبيرول (2 / 560- 568)؛ ابن حزم (2 / 687-696)؛ ابن رشد (3 / 134-156)؛ ابن سبعين (3 / 223-229)؛ ابن عربي (3 / 496-541). 


قسم الفلسفة / د.

 

VI. الأدب العربي في الأندلس 

إن العرب الفاتحین الذین وطئت أقدامهم أرض الأندلس برمتهـا في مـدة أقل من سنة کانـوا قـد خرجـوا في معظمهـم من جزیرة العرب بتراث شعري عریق ترقی جذوره إلی مئات السنین ولم یمض من استقرارهم فیها وقت طویل حتی وجدوا أنفسهم في أحضان بیئة لاتضاهي أوطانهم الأصلیة ویختلف سکانها عنهم في الدیانة والتقالید والسلوک والطبائع تمام الاختلاف ولذلک فقد بقي الوافدون الأوائل علی الأندلس محصورین ضمن نسیج ثقافي مستورد من الشرق الإسلامي ولما کان المشرق موطن تلک الثقافة في طورها الدیني أو الثقافي، فإنهم باتوا یصوّبون أبصارهم صوب دمشق أولاً ثم بغداد ویرصدون علی ساق الجد المستحدثات وما یقع في میادین العلم والأدب في تلک الدیار لکي لایتخلفوا عن الرکب الذي کان یقطع طریقه بسرعة قصوی ولذلک قلماً نجد مصنفاً ظهر في المشرق في تلک الفترة ولم یکن له دوي في الأندلس کما ذکر ابن خیر الإشبیلي في فهرسة عدداً کبیراً من الکتب والمصنفات التي ألفت فـي الشرق وسرعـان ما دخلت أرض الأندلس (ظ: الرکابـي، 69-70). حتـی وإن اعتبرنا قصـة شراء الحَکَم أول نسخة من كتاب الأغاني غیر حقیقیة إلا أنها تبرهن علی مدی تلهف أهل الأندلس واشتیاقهم إلی إنجازات الشرق وإبداعاته (ظ: ن.د، الأغاني). 
ولو أردنا أن نلقي ضوءاً علی الحیاة الأدبیة في عصر الولاة وبدایات العصر الأموي فلن نجد إنجازاً کبیراً إلا ما قاله الأمراء الشعراء کالأمیر عبد الرحمن الداخل ومعظمه في باب الحنین إلی الوطن أو ما أنشده الشعراء القلائل التي وفدوا علی الأندلس برفقة الولاة مما لایصلح أن یندرج شعرهم ضمن الشعر الأندلسي ولذلک ومن أجل دراسة الأشعار التي تتمیز بطابعها الأندلسي فلابد لنا أن نترک فترة تاریخیة تناهز 200 سنة علی أقل تقدیر لکي ندخل عصر ظهر فیه عدد من الشعراء الذین ترکت بیئة الأندلس بصماتها علی أشعارهم فنقول إنه وخلال القرن 4ه‍ وما تلاه شهدت الأندلس ظهور طائفة من الرجال الکبار في مجال الشعر والأدب، تمثل حیاتهم الأوضاع والظروف الاجتماعیة خیر تمثیل: ومـن أبرزهم الشاعر المعروف ابن هانـي (تـ 362ه‍ / 973م) الذي یعود جل شهرته إلی مقارنته بالمتنبي (ظ: مثلاً: ابن خلکان، 4 / 424) وإن یـری البعض أن هذه المقارنـة لاتبریر لها إذ کـان ابن هاني في معظم أشعاره مقلداً أکثر من أن یکون مبدعاً. ولعل أهم میزة یقسم بها دیوانه هو ذکر الأحداث التاریخیة الـي أوردها الشاعر في طیات بعض أشعاره (ظ: ن.د، ابن هاني). 
ومن کبار رجال الأندلس في ذلک العصر، ابن عبد ربه (تـ 328ه‍ /  940م) ومن أهم مصنفاته کتاب العقد الفرید الذي لایتضمن سوی الأدب الشرقي. ولذلک فقد لقي اهتماماً لدی أهل الشرق ولخصه عدة أشخاص منهم ابن منظور (ظ: یاقوت، 4 / 214، 215). 
أما ابن شُهید الأشجعي الذي عاش بعد ابن هاني بما یناهز مائة سنة، فإنه کان ذا شأن وموهبة ولم یکن حظه في الشعر بأقل من کبار الشعراء في الشرق (مونرو، 138-139؛ ظ: ابن بسام، 1(1) / 307-326). مع ذلک کان تألقه في النثر أقوی من النظم حیث ألف رسالة التوابع والزوابع وهي من روائع الأدب العربي وبینها وبین رسالة الغفران لأبي العلاء المعري ملامح مشترکه وأوجه شبه (ن.د، ابن شهید الأشجعي). 
وفـي  العصـر ذاتـه ظهـر ابن درّاج (تـ 421ه‍ / 1030م) واشتهـر بمدائحه التي یشوبها کثیر من الغموض والتعقید بسبب میله المفرط إلی التصنع والتکلف إلا أنها تنطوي علی ذکر کثیر من الوقائـع التاریخیة التـي حدثت فـي عصره. وما یمکن قوله بشأنـه إنه کان بارعاً في التقلید من المشارقة (ظ: ن.د، ابن دراج). 
إبان عهد الفتنة الذي یتزامن انهیار الدولة الأمویة في الأندلس وظهور الدویلات، ضاق الأمر علی الشعراء والکتاب الذین کانوا عادةً ما یرتزقون من البلاط. فقد هاموا علی وجوههم في مختلف مدن الأندلس أو لجأوا إلی المغرب. إلا أن عصر ملوک الطوائف الذي استمر في بعض المناطق لأکثر من قرن، أصبح عصر ازدهار الأدب، خلافاً للتوقعات (ظ: نیکل، 219). وکانت الحیاة الملیئة بالاضطرابات لأدباء هذا العصر وشعرائه تعکس حقیقة الأوضاع في الأندلس، حیث تناولوا في قصائدهم وأعمالهم المشاعر الفردیة والاجتماعیة أو العادات وتقالید عصرهم کما ترسم أشعار ابن زیدون (تـ 463ه‍ / 1071م) وعلی وجه خاص ما نظمه في حبه لولّادة بنت المستکفي، لوحة حقیقیة عن أحوال الأندلس. ورغم تکلفه الشدید وتقلیده السافر لشعراء الشرق الکبار، إلا أن التجارب السیاسیة والاجتماعیة وخاصة الغرامیة والتي تقترن دوماً بوصف طبیعة الأندلس، منحت شعره جودة وأصالة. 
وأما نثر ابن زیدون، فإنه لایختلف کثیراً عن شعره. فإن رسالته الهزلیة وبما فیها من التصنع والتکلف لقد ألقت المحسنات اللفظیة والصناعات الأدبیة والتلاعب بالألفاظ المطنطنة الشائعة آنذاک في آثار جمیع أدباء الأندلس، بظلالها الثقیلة علیها بحیث إن شرح ابن نباتة لهذه الرسالة لم یستطع تخفیف حدة تکلفه والأمر لایختلف بالنسبة لرسالته الجدیة التی شرحها عدة أشخاص ومنهم الصفدي (ظ: ن.د، ابن زیدون). 
لم تکـن أحوال الوزیـر الشاعـر ابـن عمّـار (تـ‍ 477ه‍ / 1084م) أفضل مما کان علیه ابن زیدون، حیث قُتل وهو في الخامسة والخمسین، إلا أنه کان دون أدنی شک أحد کبار شعراء الأندلس. والکثیر من أشعاره هي ولیدة لحظات حیاته المتأزمة (مثل حبسیاته) ولاجـرم، فإنهـا لاتخلو من الصـدق والإخلاص فـي المشاعـر ومع کل ذلک، فإن الصناعات اللفظیة تجثم علی صدر هـذه المشاعـر الجیاشـة، فتثیـر المـلل والتعـب فـي النفس (ظ: ن.د، ابن عمار). 
وهکذا الحال بالنسبة إلی قصائد الأمیر الشاعر المعتمد بن عباد (تـ 488ه‍ / 1095م) الذي توفي غریباً فقیراً إلا أن شعره یحمل طابعاً فردیاً وأصیلاً خاصة وکان یتجنب إلی حد ما المحسنات اللفظیة والإغراق في الفخر لأنه لم یکن بحاجة إلی المدیح والارتزاق من وراء ذلک (EI2,VII / 766 : سیرتـه؛ پـرس، 58؛ الفاخـوري، 838-839). 
وبظهور الأعمی (تـ 525ه‍ / 1131م) شاعر تطیلة الکفیف، وجد الشعر الأندلسي هویته الحقیقیة، ورسخ موطأه، ذلک لأنه تخلی عن القصائد التقلیدیة والتي کان ینظمها علی أسلوب المشارقة، واستدار نحو نمط جدید هو الموشّح (ن.ع)، حیث ارتقی الموشح علی یده من مستوی الشعر شبه العامي، إلی مرتبة الکلام الأدبي؛ إلا أنه لم یسلک هذا الطریق بوحده ویرافقه رفیق دربه ابن بقي (تـ 545ه‍ / 1150م) حیث نظم عدداً کبیراً من الموشحات لم یصلنا إلا 27 مقطوعة (ظ: ن.د، الأعمي التطیلي، ابن بقي). وفي أواسط القـرن 6ه‍ أقبـل ابـن قزمـان (تـ ح 555ه‍ / 1160م) علی الزجـل واستخدم فیه اللغة العامیة الأندلسیة المزیجة بالألفاظ الرومیة1 (ظ: ن.د، ابن قزمان). منذ القرن 6ه‍ / 12م حتی نهایة الأندلس ظهر علی الأراضي الأندلسیة العدید من الشعراء المشهورین من أبرزهـم ابن حمدیس (تـ 527) وابـن سهـل (ن.ع) وابن زمـرک (تـ بعد 795ه‍( وجرت العادة بأن یقارن کل واحد منهم بأحد کبار الشعراء في الشرق في حین لم یکن أي منهم نداً لأحد المشارقة في الإبداع الفني والنبوغ الشعري. 
ولم تکن حصة الأندلس من العلوم العربیة مثل النحو واللغة بأقل من الشعر والأدب، فقد ظهرت فیها شخصيات بارزة في النحـو العربي. فقد كان ابـن هشام (تـ 577ه‍ / 1181م) يغلب عليه علم اللغة وسعى في المدخل لأن يجد جذوراً عربية أصيلة للكلمات الأندلسية العامية ثم تناول الأخطاء الشائعة واقترح الكلمات الفصيحـة بدلاً عنهـا (ظ: ن.د، ابـن هشام، أبو عبد الله). وأمـا ابن مضّاء القرطبي (تـ 592ه‍ / 1196م) فقد كان مبدعاً حقاً. وقد هاجم القواعد الرئيسة للنحو العربي متأثراً بالمذهب الظاهري ورفض بالدرجة الأولى نظرية العامل (ظ: ن.د، ابن مضاء). وقد بلغت آراؤه النحوية من التأثير، بحيث إن أشخاصاً مثل إبراهيم مصطفى وشوقي ضيف اقترحوا في القرن الأخير قواعد جديدة للنحو العربي مستلهمین من آراء ابن مضاء النحوية وقد ألقى اسم ابن مالك الأندلسي (تـ 672ه‍ / 1273م) بظله على جميع الأوساط النحويـة فـي العالـم الإسلامـي، فقـد كانت ألفيته، الأسـاس لآلاف الصفحـات مـن الشروح والتلخيصـات النحوية (ظ: ن.د، ابن مالك). 
وفي الختام، وللمزید من المعرفة نقدم هنا مختارات من أعمال المؤلفين العرب والمستشرقين حول الأدب الأندلسي: 

 

الصفحة 1 من6

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: