الصفحة الرئیسیة / المقالات / الاندلس /

فهرس الموضوعات

وفي 100ه‍ تولی الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز شخصیاً مسؤولیة تنصيب حكام الأندلس وتعیینهم، ولم یلبث حتی ولی عليها السمح بن مالك الخولاني (ابن القوطية، 38؛ أخبار، 30). وإنه من خلال خبرته وکفاءته قام بإصلاحات مالية وعمرانية جديدة في الأندلس وواصل الفتوح بعد القضاء علی قطاع الطرق والمتمردين وبسط سیطرته على مدن الأندلس الشمالية بما فیها قرقشونة وسبتيمانيا وناربن ووسع نطاق حكم المسلمين حتى جنوب فرنسا وعزز مواقعه في أرجاء هذه المنطقة من خلال تشييد القلاع والمعسكرات الكثيرة ثم جهّز الجيوش بهدف الاستيلاء على تولوز (تولوشة) عاصمة مملكة أراغون، ولكنـه قتل في 102ه‍ / 720م خلال معرکة ضد المسیحیین (ن.م، 30-31؛ ابن عذاري، نفس ط، 2 / 26؛ وات، 22-23). ومن بعده حكم الأندلس حسب التسلسل عنبسة بن سحيم (حك‍ 102-107ه‍(، ويحيى بن مسلمة (سلامة) الكلبي (حك‍ 107-110ه‍ (، وعثمان بن أبي سعيد (أبو نسعة) الخثعمي (حك‍ 110-111ه‍(، وحذيفة بن الأحوص القيسي (حك‍ 111ه‍(، والهيثم بن عفير (عبيد) الكناني (حك‍ 111-112ه‍(، ومحمد بن عبد الله الأشجعي (لبضعة أشهر في 112ه‍(، وعبد الرحمن بن عبد الله الغافقي (حك‍ 112-114ه‍(، وعبـد الملك بن قطن الفهري (حك‍ 114-116ه‍(، ( أخبـار، 31؛ ابن القوطية، ن.ص؛ ابن عذاري، نفس ط، 2 / 27-31). 
لقد اصطدم المسلمون بين سنة 107 حتى 112ه‍ بصمود من المسيحيين في شمال إسبانيا وجنوب فرنسا مما أدی إلی توقف حرکة الفتوح لفترة ما. وبعدما تولی عبد الرحمن الغافقي حكومة الأندلس، بادر أولاً بضبط إصلاح الوضع في الأندلس والقيام بإصلاحات في المدن المختلفة وبالتالي توجه بجیش جرار نحو جنوب فرنسا وفرض سيطرته على مدينتي آرل وبوردو، ثم أقام معسکراً في موضع بين تور وبواتیه. وفي رمضان 114 اندلعت حرب ضروس بين المسلمين والمسيحيين بقيادة شارل مارتل. ورغم أن الانتصار كان من نصيب المسلمين في بدایة الأمر، إلا أن جيش المسلمين تمزق ومُني بالهزیمة بعد مقتل عبد الرحمن. وقـد عرفت هـذه المعرکـة فـي التاریـخ بمعرکة بـلاط الشهـداء ( أخبار، ن.ص؛ المقري، 1 / 236؛ عنان، ن.م، 1(1) / 110-111؛ العبادي، 83-84). 
رکز عبد الملك بن قطن خلف عبد الرحمن بعد قمع المتمردين في الشمال اهتمامه علی تعزيز المعسكرات والمدن التي کان یهددها الهجوم المسیحي؛ ولكنه تكبد خسائر فادحة خلال عدة معارك، فعاد إلى قرطبة وجرت إقالته في 116ه‍ بعد سنتين من الحكـم واستخلفه عقبة بـن الحجاج السلولي (ابن عذاري، نفس ط، 2 /  28-29؛ المقري، ن.ص؛ عنان، ن.م، 1(1) / 112-113). وفي هذه الفترة حدثت خلافات بين العرب والبربر في أفریقیا وامتد نطاقها إلى الأندلس، فعمت الفوضی مدن ماردة وأسترقة وطلبيرة. فـي هذه الأثناء استغل عبد الملك بن قطن الفرصة وطرد عقبـة ابن الحجاج وتولى هو نفسه الحكم مرة أخرى. ومن أجل القضاء علی المتمردین استعان ببلج بن بشر القشيري قائد جيش الشام في سبتة وألحق هزیمة بـالبربر في قرطبة وطليطلة، إلا أن بلج انقلب على عبد الملك وقام بقتله (123ه‍( وأمسك بزمام الحكم في الأندلس ( أخبار، 34-35، 42-44؛ ابن عذاري، ط بيروت، 2 / 29-31؛ ابن عبد الحكم، 217- 218؛ ابن الأثير، 5 / 92؛ العبادي، 86). ولكن أبناء عبد الملك في سرقسطة أعلنوا معارضتهم واستعدوا للحرب. وفي 124ﻫ  نشبت معركة ضارية بينهم وبين جيش الشام بالقـرب من قرطبة، ورغـم مقتل بلـج انتصر جنـده علی أبنـاء عبـد الملک واختاروا ثعلبة بـن سلامة العاملـي حاکماً للأندلـس ( أخبار، 46-47؛ عنان، ن.م، 1(1) / 124-125)؛ بید أنـه وبعد فترة لم‌ تکن بطویلة، تولی أبو الخطار بن ضرار الكلبي حكم الأندلس بأمر من والي إفريقية. وفي هذه الأثناء امتدت النزاعات بين العرب القحطانيين والعدنانيين للاستيلاء على الحكم والامتيازات الأخرى إلى الأندلس، وتسبب في حدوث الاضطرابات والفتن. ومن أجل التخلص من تلک الخلافات، أسكن أبو الخطار كل قبیلة في مدینة من مدن الأندلس. وبذلک عاشت الأندلس فترة هدوء، لکن تلک الفترة لم تطل إذ اندلعت نیران الخلافات من جدید بسبب انحیاز أبي الخطار إلی القبائل اليمنية، فاستغل المسيحيون تلک الاضطرابات، واستعادوا الكثير من مدن شمال الأندلس من المسلمين (ابن عذاري، نفس ط، 2 / 23-34؛ المقري، 1 / 237؛ عنان، ن.م، 1(1) / 125-127؛ دوزي، 146). 
انهار الحکم الأموي في دمشق إبان حكم يوسف بن عبد الرحمن الفهري للأندلس. وكان عبد الرحمن بن معاوية بن هشام من وجوه الأمویین والذي هرب من بطش العباسیین إلى المغرب ودخل سواحل الأندلس الغربية ومن ثم لقب بالداخل وبعد تلقیه مساعدة من قبائل البربر في 138ه‍ ، ألحق الهزیمة بجيش يوسف بن عبد الرحمن واستولـى علـى قرطبـة وأسس الـدولـة الأمويـة فـي الأنـدلـس ( أخبار، 47-49، 58؛ المقري، 1 / 327- 328؛ العبادي، 97- 98). 
الأمويون في الأندلس (138-422ه‍ / 755-1031م):  لقد حکم الأندلس 16 حاکماً أمویاً خلال فترة تقارب 3 قرون، یبدأ حکمهم بعبـد الرحمن بن معـاويـة بـن هشـام (حک‍‍  138-172ه‍ / 755- 788م وینتهي بهشام بن محمد (حك‍  418-422ه‍ / 1027-1031م). 
کان عبد الرحمن الداخل ومنذ الأيام الأولى لدخوله قرطبة، انشغل بالحروب الأهلیة وکبح جماح المتمردين. ففي بادئ الأمر توجه نحو يوسف بن عبد الرحمن الفهري الذي كان قد هرب إلى طليطلة متخذاً منها أقوی معقل لمناهضة الحکم الأموي وبدعم من الصميل بن حاتم. فتمکن عبد الرحمن الداخل من إلحاق الهزیمة بهما في 142ه‍ والسیطرة علی المدینة وبذلک أخمد نار الفتنة لبعض الوقت (ابن عذاري، نفس ط، 2 /  48-49؛ المقري، 1 /  328-329). 
لقد رکز عبد الرحمن مساعیه علی قمع المعارضين وإخماد حركات التمرد في مدن الأندلس بین 144 حتی 163ه‍ وقد أفلح في ذلک إلی حد بعید ولاسیما بعد أن توفي في 168ه‍ آخر أبرز معارضیه أي عبد الرحمن بن حبيب الفهري الذي كان یخطط لإرغامه على طاعة العباسيين (ظ: أخبار، 92-101؛ ابن عذاري، نفس ط، 2 / 50-57؛ العبادي، 100-105). وتوفي عبد الرحمن بعد 32 سنة من الحكم (ابن الخطيب، 10-11؛ ابن الأبار، 1 / 42). وقد انشغل بعض خلفائه أيضاً بالتصدي لحركات التمرد التي كان يقوم بها أفراد الأسرة، أو أمراء الأندلس المسيحيون والمسلمون. کما استطاع هشام بن عبد الرحمن (حک‍ : 172-180ه‍( بين سنوات 176 حتى 179ه‍ أن یسترد عدداً من المدن والحصون من المسيحيين وإلـحاق الهزیمة بهم (ابن عذاري، نفس ط، 2 / 63-65؛ ابن الخطيب، 11-12؛ المقري، 1 / 337- 338؛ نعنعي، 175- 178)؛ إلا أن وفي عهد نجله الحَکَم استطاع شارلمان من انتزاع برشلونة وتطيلة، من سیطرة الأمویین فخسر المسلمون بذلك أكبر قواعدهم في شمال الأندلس. وفي هذه الفترة نفسها أعلن أهالي قرطبة عن ثورة عرفت بواقعة الربض، إلا أنهم لم یستطیعوا الصمود بوجه هجوم الجیش الأمـوي العنیف وذهب عدد کثیر ضحیـة هـذه الوقعـة (ابن عـذاري، نفس ط، 2 / 69-70، 75-76؛ ابن الأبار، 1 / 43-44؛ ابن الأثير، 6 / 169، 187؛ ابن القوطية، 68؛ المقري، 1 / 339). 
بادر عبد الرحمن بن الحكم الأموي (حک‍ : 206- 238ه‍( إلى شن هجمات واسعة علی جزء کبیر من المناطق الخاضعة للحکم المسیحي رداً علی هجمات ألفونسو واستعاد تطيلة، ثم ولّی وجهه نحو النورمانیین (الأردمانيین أو المجوس في المصادر الإسلامية) الذيـن كانوا قد احتلوا سواحـل الأندلس الجنوبية والغربيـة وألحق بهم الخسائر وأجبرهم علی الانسحاب (ابن عذاري، ن م، ط، 2 / 81- 88؛ المقري، 1 / 345؛ عنان، دولة... ، 1(1) / 255- 258؛ ابن الدلائي، 98-99). وهو الذي دفعته الغزوات البحریة إلی اتخاذ إجراءات دفاعیة جدیدة ولذلک اهتم بتعزيز أسطوله البحري وتأسیس مصنع لصناعة السفن الحربیة (ابن القوطية، 78، 82-83؛ ابن عذاري، ن.ص؛ ابن عبد المنعم، 20؛ حسين، 53-55). ثم تولی الحکم ابنه محمد بن عبد الرحمن (حک‍ : 238-272ه‍( الذي شغلته لفترة طويلة هجمات النورمانیین، والنصاری وثورات الأمراء المسلمين. وإنه خلال فترة وجیزة خسر عدداً من أهم المدن الأندلسیة مثل طليطلة وإستجة وسمّورة، حیث سيطر عليها خصومه من المسلمین أو النصاری. ومنذ ذلك الحين اتخذ ألفونسو الثالث ملك ليون، شمال الأندلس قاعدة لهجماته على المناطق الإسلامیة (ابن عذاري، نفس ط، 2 / 121-126؛ ابن الخطيب، 27؛ ليفي پروفنسال، 1 / 364-365). 
لقد اکتسبت الدولة الأموية في الأندلس وفي عهد عبد الرحمن ابن محمد الناصر (حک‍ : 300-350ه‍ ( الذي أطلق علی نفسه عنوان الخليفة في 317ﻫ ، مزیداً من القوة والنفوذ کما ساد الأمن والهدوء الأندلس الإسلامية من جدید. وقد قمع الكثير من المعارضين ودحر ألفونسو واستعاد المدن المنتزعة لاسیما طليطلة (ابن حيان، ط مدريد، 5 / 53-54، 65، 69، 90، 145 ومابعدها؛ ابن عذاري، نفس ط، 2 / 160-163، 172-185؛ ظ: ليفي پروفنسال، ن.ص، أيضاً II / 24-29). كما كان عهد عبد الرحمن عهد ازدهار الصناعة والتجارة والفن والأدب والعلوم أیضاً (ابن خلدون، 4 / 137-144؛ ابن عذاري، نفس ط، 2 / 157، 223، 231؛ العبادي، 187ومابعدها؛ عنان، ن.م، (1)2 / 435-436، 446). 
وفي عهد الحَكم، الملقب بالمستنصر بالله (حک‍ : 350-366) نشبت معارك عديدة بين الأمويين والمسيحيين في قشتالة والنورمانیین، كان النصر حلیف المسلمين في أغلب الأحیان وذلک ما دفع الأمراء المسيحيين في قشتالة وليون وناوار وجليقية وبرشلونة نحو المطالبة بالمصالحة والسلام (ابن عذاري، ط بيروت، 2 / 233-241؛ ابن خلدون، 4 / 144-146؛ ابن حيان، ط بيروت، 63-64، 71-72، 138-139؛ المقري، 1 / 382-384؛ عنان، ن.م، 1(2) / 483-484، 490-491). 
تولى بعد الحکم نجلـه هشام الملقب بالمؤید بالله (حک‍ : 366-399ه‍( زمام الحكم في الأندلس، حیث کانت قد بلغت في عهد والده الحکم غاية الازدهار والتطور. كان هشام شاباً قلیل الخبرة، فأمسک وزيره محمد بن أبي عامر، الملقب بالمنصور بزمام الأمور وقد أحكم قبضته على شؤون البلاد، بحیث أصبح منصب الخلافة في معظمه منصباً شرفیاً. ولذلك، فقد اعتبره المؤرخون مؤسس دولة بني عامر. وقد كان محمد بن أبي عامر شجاعاً مدبراً وضلیعاً في السياسة واستطاع لأول مرة أن يجعل ملك ليون خاضعاً لدولة قرطبة. ثم انتزع المدن الشمالية من سيطرة المسيحيين. وكانت أهم معاركه ضد المسيحيين، معركة شنت ياقـب فـي 387ه‍ (ابـن عـذاري، نـفس ط، 2 / 253، 256، 294؛ ابن الخطيب، 43، 57-59، 66-67؛ المقري، 1 / 396-397؛ العبادي، 231-232؛ عنان، ن.م، 1(2) / 542-544، 561، 563). كما كان عهد وزارة ابنـه عبد الملك المظفـر، عهـد نعمة ورخـاء. وقـد حقق عبد الملك أيضاً انتصارات في الحرب ضد المسيحيين في قشتالة وليون (ابن  الخطيب، 83، 87؛ ابن خلدون، 4 /  148-149؛ ابن عذاري، نفس ط، 3 / 3-15؛ ليفي پروفنسال، II / 273,288). ولكن بوفاة المنصور دخلت الأندلس مرحلة مظلمة من تاریخها وعاشت حیاة مأساویة ملیئة بالفتن والاضطرابات، فسقطت من ذروة الازدهار والاقتدار إلی مستنقع الحروب الأهلية. فلم تكد تمضي ثلاثة أشهر من وزارة خليفته، عبد الرحمن بن المنصور حتى استولى المتمردون البربر على قرطبة واستطاعوا بذلك إسقاط دولة وزراء بني عامر بعد أن کانت مستمرة لخمسة وثلاثین عاماً. وقد حكم من الأمويين بين سنوات 399 حتى 407ه‍ ، محمد بن هشام وسليمان المستعين وهشام المؤيد ثم سليمان مرة أخرى حتى سقطت الدولة الأمویة في الأندلس بعزل آخر خلفائها هشام المعتمد بالله في 422ه‍ وبعدما استمرت 3 قرون (ابن عذاري، نفس ط، 3 / 50-52؛ ابن خلدون، 4 / 149-153؛ العبادي، 254؛ أيضاً ظ: بني أمية). 

ملوك الطوائف في الأندلس

  بعد انهیار الحکم الأموي في الأندلس، تمزقت الوحدة السياسية في الجزء الأكبر من تلک البلاد واستولى بنو حمود على غالبية المدن الجنوبية في الوادي الكبير وامتداده حتى نهر شنيل؛ كما سيطرت الأسر العربية العديدة على كبريات مدن الأندلس مثل قرطبة وإشبيلية وسرقسطة وبلنسية ومرسية والمرية واستولى موالي بني عامر أيضاً على الكثير من المناطق الشرقية وبدأ عهد في تاريخ الأندلس یطلقون علیه عهد ملوك الطوائف. 
وأهم ملوك الطوائف هم: 
1. بنو جهور في قرطبة:  مؤسس هـذه الدولة هو جهور بن محمد ابن جهور الذي اختاره أهالي قرطبة للحكم بعد سقوط الأمويين وقد وسع جهور نطاق حكمه وأخضع لسيطرته مناطق تمتد من الشمال حتى سلسلة جبال الشارات، ومن الشرق حتى ينابيع الوادي الكبير، ومن الغرب حتى حدود إستجة، وحتى أطراف غرناطة جنوباً. وفي عهد حفيده عبد الملك، سيطر جند إشبيلية على قرطبة (462ه‍( وأطاحوا ببني جهور (ابن عذاري، نفس ط، 3 / 232-235؛ ابن الخطيب، 147-150؛ عنان، دول ... ، 20-22؛ أيضاً ظ: ن.د، جهور، بنو). 
2. بنو عباد في إشبيلية:  أمسك بزمام الأمور في هذه المدينة أبو القاسم محمد بن إسماعيل بن عباد قاضي إشبيلية في 414ه‍ وأسس إحدى أقوى دول ملوك الطوائف. ورغم أن نزعته التوسعية أدت إلى اتحاد الأمراء في المناطق المحیطة به وهزيمة ابن عباد في 431ه‍ ، إلا أن خليفته المعتضد عباد بن محمد استولى على جميع الإمارات الصغيرة والكبيرة في غرب الأندلس وجنوبها وأطاح أيضاً بحكومـة البربـر في الشـرق والجنوب الشرقـي (ابن عذاري، نفس ط، 3 / 203؛ عنان، ن.م، 36- 48؛ دوزي، 602-605 ؛ وات، 109). 
وانتزع ابنه محمد المعتمد، قرطبة من بني جهور (ابن الخطيب، 157- 158؛ كنـدة، II / 177-178)، موسّعاً بذلک نطاق حكمه مـن 4 جهات. وفي 474ه‍ أدى هجوم ألفونسو على مناطق إشبيلية، وسقـوط طليطلة في 478ه‍ ، إلى زعزعة أركان دولة بني عباد (ابن أبي زرع، 143-144؛ السلاوي، 2 / 32-34؛ عنان، ن.م، 71-72). فاستدعى المعتمد يوسف بن تاشفين من المغرب إلى الأندلس، ولكـن يوسـف أسقـط دولـة بنـي عبـاد في أولـی الخطـوات (ابن الخطيب، 163-164؛ ابن أبي زرع، 152-155؛ ابن كردبوس، 106-107؛ السـلاوي، 2 / 53-54؛ شحنة، 72؛ دوزي، 713-714؛ أيضاً ظ: ن. د، عباد، بنو). 
3. بنو زيري، أو بنو مناد في غرناطة:  وكانوا أسرة من قبيلة صنهاجة البربرية قطنوا قرطبة في 391ه‍ . وقد تولى زعیم الأسرة، زاوي بن زيري الإمارة في غرناطة أواخر العهد الأموي وخلفه في الحکم حبوس بن ماكسين وانبرى لبسط نطاق حكمه؛ الأمر الذي واصله خلفاؤه من بعده وقد اتحد بعضهم مع ألفونسو للتصدي ملوك الطوائف الآخرين (عبد الله الزيري، 18-19، 24-26، 30، 34-35، 69-70، 72-76؛ ابن عذاري، ط بيروت، 3 / 169-171، 262، 264، 266؛ ابن بسام، 1(1) / 403؛ ابن الخطيب، 233-234؛ عنان، ن.م، 120-122، 127-129) إلی أن أنهی یوسف بن تاشفین سلطة بني زيري في 488ه‍ . 
4. بنو ذي النون في طليطلة:  وكانوا من قبيلة هوارة البربرية. وقـد أمسك بزمام الحكم فـي طليطلـة رئيس الأسرة إسماعيـل ابن عبد الرحمن بن ذي النون في 427ه‍ . إلا أن هجمات بني هود من سرقسطة، وفرناندو ملك قشتالة في عهد خلفاء إسماعيل، حالت دون اتساع هذه الدولة (ابن عذاري، نفس ط، 3 / 276-282؛ ابن الخطيب، 176- 178؛ عنان، ن.م، 95-104)، حتى استولى ألفونسو السادس أخيراً على طليطلة في 478ه‍ وأطاح بدولة بني ذي النون. كان سقوط طليطلة بمثابة ضربة قاسیة لهیکلة الأندلس الإسلامية، حيث تزعزت قواعد حكم ملوك الطوائف (ن.م، 110-113؛ أيضاً ظ: ن.د، ذي النون، بنو). 
5. بنو عامر في بلنسية:  بعد انهیار حکم بني عامر في 399ه‍ والتطـورات السياسية في بلنسية، تولى الحكم فيها عبد العزيـز ابن عبد الرحمن المنصور العامري، حیث تحالف مع ملوك الأندلس المسيحيين لاسیمّا فرناندو الأول وحكم لمدة طويلة، قبل أن یتولی الحکم من بعده ابنه وحفيده ولکن لفترة وجیزة حتى أطاح بهما ألفونسو السادس (ابن عذاري، نفس ط، 3 / 301-303؛ ابن خلدون، 4 / 161-162؛ ابن الخطيب، 195-196؛ عنان، ن.م، 220-226؛ أيضاً ظ: ن.د، العامریون). 
6. بنو الأفطس في بطليوس:  كانت بطليوس من کبری المناطق المجاورة لمنطقة نفوذ المسيحيين في الشمال، حيث حكمها لفترة سابور الفارسي بعد انقراض الأمويين وسقطت من بعده في 413ه‍ بيد وزيره عبد الله بن مسلمة، الملقب بالمنصور والمعروف بابن الأفطس. حیث حکمها لمدة 24 سنة، وقضی معظم عهد حكمه في محاربة بني عباد، أو قمع حركات التمرد (ابن الخطيب، 182-183؛ ابن عذاري، نفس ط، 3 / 236؛ عنان، ن.م، 81-83). وقد انشغل خلفاؤه بالتصدی لـهجمات بني عباد وفرناندو حتى استولى ألفونسو في عهد عمر المتوكل على المناطق الشمالية من بطليوس وجعل بني الأفطس علی شفا حفرة من الانهیار، بید أن دخول المرابطين، أدى إلى هروب ألفونسو من هناک (ابن عذاري، نفس ط، 3 / 211-212؛ ابن الأبار، 2 / 96-103؛ أيضاً ظ: ن.د، بنو الأفطس). 

 

الصفحة 1 من6

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: