الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / الأدب /

فهرس الموضوعات

الأدب

الأدب

تاریخ آخر التحدیث : 1443/2/28 ۰۸:۲۶:۲۱ تاریخ تألیف المقالة

کما أن لتقدیم الهدایا و تلقیها آداب خاصة بها، إذ قلما ینظر إلی قیمتها المادیة (ص 262). فمثلاً التفاح الذي هو شيء عزیز «وعندهم بمنزلة الحبیب و الأنیس وبه تهدأ أشجانهم»، هدیة نفیسة (ص 271). ولذا فقد خصص له بحث واف. وفي موضوع الهدیة جری الحدیث بعدها (ص 290) بشکل أکثر تفصیلاً: الهدیة یجب أن تکون لائقة؛ یحدث أحیاناً أن یهدي الظریف أترجة، أو شمامة، أو تفاحة، أو باقة ورد قلیلة الثمن، إلا أن هذه الهدایا القلیلة الثمن ذاتها، تبدو منهم شیئاً ثمیناً.

وطریقة استخدام السواک أیضاً من الموضوعات التي حظیت غالباً باهتمام کتّاب الأدب، ولم یهمل الوشاء بدوره هذا البحث (ص 274).

وفي البحث التفصیلي الذي، خصص لوصف الظرفاء، کُرر الکثیر من المسائل الماضیة في الکتاب، لکن ورد فیه حشد کبیر من النقاط الملفتة للنظر و الطریفة مما یمکن أن یکون مصدراً ثراً لدراسات علم الاجتماع. والأخلاق و الآداب التي ذکرت هناک للأدیب هي من الصعوبة والشمولیة والإریاک بحیث تذکر القارئ لا إرادیاً بنبلاء القرون الماضیة في أوروبا: الظرفاء ینبغي أن یکون لهم صبرهم علی ماتولدت به المکارم و اجتنابهم لخسیس المآثم وأخذهم بالشیم السنیة و الأخلاق الرضیة، لایداخلون أحداً في حدیثه ولایتطلعون علی قارئ في کتابه ولایقطعون علی متکلم کلامه، ولایستمعون علی مُسِرَّ سره ولایسألون عما وري عنهم علمه، فهم أمراء مجالسهم، تسمو إلیهم الآماق ... لایتننخعون ولایتبصقون ولایتثاءبون ولایستنثرون ولایتجشؤون ولایتمطون. لایجلسون أینما شاؤوا، ولایشربون الماء في کثیر من الأماکن العامة،ولایذوقون الطعام في الأسواق و الدکاکین و الطرقات (ص 285). والذهاب للحمام أیضاً له آدابه لدیهم، فهم یجلسون مثلاً علی نطع حتی تتعرق جلودهم، حینها یجمعون العرق و یزنونه، لکن هذا العمل خاص بالنبلاء و «الأدباء الفلاسفة» و لیس الظرفاء العادیین فإنهم لو أقدموا علی ذلک، فسر بالخفة و انعدام الوقار (ص 287). وللذهاب إلی الأحیاء و الأسواق ینبغي أن لایمتطي الظرفاء إطلاقاً حماراً مستأجراً (ن.ص). والخلاصة، فإن تمام الظرف یمکن في عدة نقاط: ینبغي للرجل أن یتعطر بعطر تضوع رائحته الزکیة. أن لاتکون ثیابه – وبشکل خاص یاقة قمیصه – متسخة. وأن یکون ظاهر اللباس مرتّباً ولیس فیه تمزق، أو ثقوب (ص 288).

أما لاسمات الأخری التي وردت بشأن الظرفاء أو اقترحت علیهم لبلوغ درجة الکمال في الظرف، فهي بحسب تسلسلها: الأشعار الخاصة بالظرفاء (ص 296)، کیفیة إرداء التحیة شعراً في الرسائل (ص 304)، الأبیات التي ترد في بدایات الرسائل و عناوینها (ص 306)، ماینقش علی فصل الخاتم (ص 309)،نقش الختم و مایکت علیه (ص 311)، ما یمکن أن یکتب علی الثیاب (خاصة القلنسوة و لباس النساء علی الأغلب) (ص 321)، مایمکن أن یکتب علی الزنّار (ص 327)، مایناسب أن یکتب علی المخدة و اللحاف (ص 331)، الکتابة علی الحذاء (ص 340)، مایکتب علی الأقداح (ص 348)، کیفیة ترتیب إناء الفاکهة و النقش علی الخوان (لفت انتباهه النقش الجمیل علی خوان مهدی من رجل إیراني، ظ: ص 346)، النقوش المحفورة والکتابات المدونة علی الأواني الذهبیة والفضیة (ص 352)، النقوش والکتابات علی العکاز و العصار و المزمار و الطبل و الدف و الناي (ص 355) و علی القلم (ص 358).

 

أدب العشاق

کان الحب العذري الذي لاینتهي بالوصال مشهوراً منذ العضر الجاهلي في أسطورة عنترة. وخلال القرنین 1 و 2هـ ظهر عدد من الشعراء أصبحوا في مصاف مشاهیر العشاق و شعراء الغزل العرب الکبار. وکانت حیاة هؤلاء العشاق غالباً علی نمط واحد: تکون قبیلة وقوم العاشق، أو المعشوق علی الدوام حائلاً دون الوصال، أو سبباً في الانفصال، فی موت الشاعر و أحیاناً حبیبته أیضاً في لوعة الحب و حرقته وفي هذا المضمار فإن الأسماء الأکثر شهرة هي قیس – لُبنی، جمیل – بُثَیْنَة، کُثَیِّر – عَزّة، و بشکل خاص المجنون – لیلی. وإن حالات الحب الملتاع، تخلت عن الجسد و ظهرت في الأدب الصوفي من جهة؛ و من جهة أخری، توغلت في کتب الأدب – الآداب الضخمة مثل الأغاني و الزهرة، و من ثم إلی تقالید الأدباء و الظرفاء، و أصبح هذا الأمر أخیراً أحد أسالیب الأدب الرئیسة في کتاب الوشاء، وقد خصص مایربو علی 70 صفحةمن کتابه لهذا الموضوع. فبحسب رأیه، فإن الحب هو أتون ملتهب إذا سقط الرجل فیه زالت عن جسمه و روحه جمیع الأوضار لامحالة: إن مایزین الرجل الظریف هو الوقار و التواضع، ... و الأهم من کل ذلک شدة العشق واللوعة والحرقة. والأدیب (استخدم هذه الکلمة بدلاً من الظریف) لایخلو علی الإطلاق من العشق، ذلک أن العشق هو مصدر صفاء القلب واستنارة الذهن و الشجاعة ... و بشکل عام ظرافة اللسان (ص 121). ثم یورد عدة روایات و حکایات لتدعیم کلامه. و من البدیهي أن آثار العشق ینبغي أن تظهر علی ملامح الرجل الأدیب و حتی في سلوکه: نحول البدن، المرض، إصفرار الوجه، الأرق و ... علامات العشق لدی صاحب الأدب (ص 124، مع عدة روایات). و بعد ذلک، ینبري الوشاء لذکر مشاهیر عضاق العرب و وصف العشق و حالاته المختلفة و قصص العشاق و... (ظ: ص 133-188).

 

الأدب الدیني – الصوفي

یمکن بسهولة فصل هذا البحث عما دعوناه بالأدب حتی الآن و دراسته في موضع آخر، إلا أن سعة و عظمة هذه الثقافة الدینیة في القرنین 2 و 3هـ من جهة، و امتزاجها النسبي منذ حوالي القرن 5هـ و مابعده من جهة أخری، یستدعي أن یشار إلیه باختصار:

منذ بدء القرن 2 هـ حیث کانت تُدوَّن سنن النبي (ص) وأقواله في مجامیع، أو تکمل في مجامیع أکبر، أصبح في متناول الجمیع نماذج، یمکن علی أساسها تنظیم علاقاتهم بالخالق المتعال من جهة وبالمجتمع من جهة أخری. فها هو المسلم یجد لحیاته الیومیة، أوکیفیة تعامله مع الأشخاص و مظاهر الحیاة و کذلک سجایاه الأخلاقیة، قواعد جاهزة لایستطیع العدول عنها بسهولة، فإذا تجاوزنا الأمور الخاصة بالشریعة والواجبات الدینیة في هذه المجامیع، أمکن تقسیم الباقي إلی مجموعتین کبیرتین: وصایا أخلاقیة ووصایا اجتماعیة. والهیکلیة الظاهریة لهذه الأوامر الدینیة تشبه مواعظ و تقالید الأدب غیر الدیني، لکن الاختلاف الذاتي فیها، إنما هو في عمق الترکیب. فإذا کان أدب السلوک والأدب الأخلاقي قد جعلا من سعادة الإنسان الدنیویة هدفاً لهما، فإنهما یرومان قدوات حدیثیة للسعادة الأخرویة. إن نطاق الأدب الدیني واسع جداً، ویشتمل تقریباً علی جمیع مضامین الأدب الأخلاقي والسلوکي. وعلی هذا، فإن الأحادیث النبویة التي دونت في القرن 3هـ من المصادر المکتوبة و الروایات الشفهیة وأصبح حجمها ضخماً جداً،کانت تتناول أخلاقیات المؤمن و توصی مثلاً بصفاء الإیمان و ثبات العقیدة و التنظیم واللیاقة والزینة والوقار و سن السلوک وبشاشة الوجه و المودة، من جهة، وتعالج أیضاً أمورهم الشخصیة، فهي مثلاً کانت تولي اهتماماً لنظافة الجسم والثوب وآداب ارتداء اللباس و تناول الطعام و السفر، بل حتی طریقة استیاکهم، ذلک أن کل هذه الأمور لها نماذج في سنة النبي (ص) التي هي «مجمع الآداب» (قا: مایر، 484 ومابعدها).

وقد ظهر من هذه الثقافة الراقیة في القرن 3هـ، عدة آثار عظیمة ربما کان أهمها الأدب المفرد للبخاري (تـ 256هـ) والذي هو نموذج ممتاز للأخلاق الإنسانیة في مجتمع إسلامي، ویقع في 644 باباً ویبداً کل حدیث بسلسلة إسناد کما هو أسلوب المحدّثین، و ینقل کل کلام، أو عمل صدر في هذا المضمار عن الرسول الکریم (ص) شخصیاً، أو عن أصحابه. و ترتبط کل مجموعة من هذه المعاني في العادة بإحدی الآیات الکریمة. فمثلاً في ذیل الآیة «و وصینا الإنسان بوالدیه إحساناً» (الأحقاف/ 46/ 15)، وردت الأبواب التالیة: 1. برّ الأم؛ 2. برّ الأب، ... 3. لین الکلام لوالدیه ... و تتواصل هذه الموضوعات حتی الباب الخامس و العشرین، و نصل بعدها إلی صلة الرحم و تبحث خلال ذلک علاقة المسلم بالجار و الخادم و .. و بعض العناوین الأخری الملفتة للنظر هي: الضحک (الباب 126)، المشورة (الباب 129)، الطیر في القفص (الباب 178)، لاسرف في المال (الباب 207)، إصلاح المنازل (الباب 209) و... .

أما الکاتب الآخر الذي اشتهر خلال تلک الفترة في باب تدوین الأدبین الدیني و الصوفي فهو المحاسبي (تـ 243هـ) الذي یمکن اعتبار کتابه آداب النفوس أول کتاب قائم بذاته في باب الأدب الدیني – الأخلاقي. و کان نزوع المحاسبي إلی أخلاق و عادات صدر الإسلام و التقالید العربیة الأصیلة واجتنابه الأخلاق الإیرانیة الحدیثة الظهور في مجتمع بغداد، هو من الوضوح بحیث إن محقق الکتاب قال في المقدمة: إن العصر العباسي، کان قد أصابه الفساد بدیدي الفرس الذین کانوا قد أشاعوا عاداتهم في المجتمع العراقي، إلا أن الزهاد السنة لم‌یقر لهم قرا رو عزموا علی أن یمزجوا نص السنة بروحها المعنویة، وکان أول من أقدم علی التألیف في هذا الباب المحاسبي الذي جعل – قبل الغزالي – العنصرین المعنوي والنفسي للإسلام یدبان في الفقه أیضاً (ظ: عطا، 6-8). وإن تعالیم وبحوث المحاسبي و حتی سلوکه مرهونة بشرط أن تتصل بالآخرة في نهایة المطاف. إذن، فهو یخطط لأن یکون مجتمعه مجتمعاً دینیاً علمیاً و ملتزماً بسلوک الصحابة وأخلاقهم. ولهذا السبب، فهو یبحث الأخلاق الطاهرة في صدر الإسلام و یوصي بها الجمیع (ص 35-39؛ أیضاً ظ: عطا، 10).

وجمع عبدالملک ابن حبیب الأندلسي (تـ238هـ) الذي کان یعیش فيغرب العلام الإسلامي، التعالیم الأخلاقیة للنبي (ص) الخاصة بالنساء فحسب ووضعها في کتاب أدب النساء، أو الغایة والنهایة. و یدل العدد الکبیر من الأحادیث التي ذکرت أسانیدها والتي کان من بینها أحادیث ضعیفة، علی الأهمیة التي کان یولیها الإسلام لأمر النساء. وقد تواصل نفس السلوب و نفس الموضوع في کتاب عشرة النساء للنسائي (تـ 303هـ).

ولم یکد القرن 3هـ ینتهي، حتی امتزج الأدب الدیني في مجال أکثر سعة و حیویة بشعب من الأدب العام و تجلی في آثار ابن أبي الدنیا (تـ 281هـ) التي لاحصرلها.

وفضلاً عن کون ابن أبي الدنیا تقیاً و علام حدیث و فقیهاً، فقد کان ذا علم واسع في الشعر والأدب، إلی الحد الذي أسند إلیه معه تعلیم أبناء الخلیفة. ولهذا السبب، أضفت النزعات الأدبیة – بین الحین والآخر – حیویة علی آثاره. وقد نسب إلیه ما یتراوح بین 100-300 کتاب (ظ: ن.د، ابن أبي الدنیا)، یتعلق خمسون منها علی الأقل بموضوعات الأدب، و هذه عناوین بعضها: الأخلاق، الإخوان، الجیران، الضیافة، المروءة، مکارم الأخلاق، الأدب، النوادر، رمي السهام و ... (ظ: خلف، 87-110). وهو مثلاً قد انبری في کتابه الصمت وآداب اللسان (ص 173-110). وهو مثلاً قد انبری في کتابه الصمت و آداب اللسان (ص 173 و مابعدها) لبحث موضوعین رئیسین من موضوعات الأدب وهما: إیثار الصمت في الوقت المناسب و تجنب الکلام عدیم الجدوی اللذین کانا یشکلان منذ عهد ابن المقفع و علی الدوام فصلاً مهماً من کتب الأدب. وفضلاً عن ذلک، فإن معرفة الکلام والخطابة أیضاً من أهم الفنون التي یجب أن یتحلی بها الأدیب. لکن الأدیب لدی ابن أبي الدنیا لاینسی إطلاقاً أهدافه الدینیة. فجمیع فنون هذا العالم إنما تتوفر لتضمن السعادة الأخرویة. وإن إحدی مهارات الأدیب المتدین هي أن یتمکن بمعونة حکمته و ذکائه أن ینعتق من المظاهر الخادعة للدنیا الفانیة.

 

الأدب الصوفي

لم‌تکن حرکة الفرق الصوفیة التي کانت قد بدأت منذ القرن 2هـ تختلف في البدء کثیراً عن الزهد و التقوی. ولذا، لم‌تکن آدابهم تنفصل عن الآداب الدینیة لما یصل إلی قرنین، لکن و بمجرد أن تأثر التصوف بالفلسفة الإیرانیة و الهندیة و الطریقتین الیونانیتین الرواقیة والإشراقیة، أصبح مدرسة خاصة، وظهرت فیه الآداب والعادات التي لم‌یکن لها وجود في الإسلام.

وقد قسمت أعمال الصوفیة عادة إلی ثلاثة أشکال: 1. الأعمال الظاهریة (الصلاة و الصوم و ...)؛ 2. الریاضات الشاقة من خلال الاعتکاف في الزوایا، مما یختلف عن سلوک عامة المسلمین؛ 3. مجموعة الآداب و الطقوس التي یسمونها «الآداب الاستحسانیة» وتتضمن أموراً مختلفة مثل الخرقة والعصا و الرقص والسماع والوحد وآداب الرباط و الخانقاه و المرید و المراد و غیر ذلک (ظ: همائي، 109-109). وهذا الأدب خاص و مستقل إلی الحد الذي لایمکن معه أن یجتمع في موضع واحد مع الثقافة العامة و الحیة التي ندعوها أدباً (للاطلاع علی الآثار العدیدة المتوفرة في هذا المضمار، ظ: مایر، مخـ؛ أیضاً ظ: ن.د، آداب السلوک، حیث جری التعریف بثمانیة کتب).

الصفحة 1 من7

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: