الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الکلام و الفرق / الإباضیة /

فهرس الموضوعات

الإباضیة


تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/23 ۱۲:۵۹:۳۴ تاریخ تألیف المقالة

الفرق الإِباضیة

ظهر في مذهب الإباضیة کغیره من المذاهب القدیمة فرق لها نزعات خاصة بها وآراء جدیدة في عقائدها، کما أدّت الاختلافات السیاسیة والاجتماعیة إلی حدوث انتشقاقات في داخله.
وقد ذکر مؤرخو علم الفرق والمذاهب الإسلامیة وعلماؤها أسماء عدد من الفرق الإباضیة لم یرد ذکرها في آثار علماء ومؤرخي الإباضیة في المغرب الإسلامي. کما تحدّث مؤلفو المغرب عن فرق من الإباضیة یجهلها مؤرخو وعلماء الملل والنحل في الشرق الإسلامي.
ویمکن أن یستنتج أن الفرق التي ورد ذکرها في تواریخ المذاهب الإسلامیة العامة ولم تذکر في المغرب الإسلامي، ظهرت بین إباضیة المشرق ولم یصل مدی نشاطها إلی المغرب، وأن الفرق والجماعات التي جدت في المغرب کان فروعاً وانشعابات برزت إثر ظروف سیاسیة واجتماعیة خاصة وقعت في تلک المناطق، وظلّت مجهولة في المناطق الشرقیة من العالم الإسلامي.
ثم من الصعب أحیاناً اعتبار بعض الجماعات الإباضیة فرقاً؛ فربّما کانت فئات سیاسیة فقط، ویحتمل أن ظهور بعضها کان نتیجة لمناقشات محدودة تحدث عادة داخل الفرق العقائدیة. دون أن توجد فرقة بالمعنی الخاص لهذه الکلمة، ومن هذه الجماعات الإباضیة فرقة الإبراهیمیة التي کانت کذلک في أول أمرها، ولکن یحتمل أن ذلک الاختلاف الداخلي بین الإباضیة أدّی إلی انشعاب الفرقة البیهسیة (ن. ع) المهمة التی لاتعد الآن من الإباضیة. وفیمایلي أهم الفرق الإباضیة حسب الترتیب الأبجدی:

الإبراهیمیة

فرقة تنسب إلی شخص باسم إبراهیم کان من أهل المدینة (البغدادي، الفرق، 64؛ الاسفرایني، 59-60؛ الحمیري، 175). وکان إبراهیم یعتبر نفسه صاحب فتوی (ظ: الأشعري، 1/175). وقد قبل علماء الإباضیة ولایته أیضاً (الاشعري، الحمیري، ن. ص). وسبب ظهور هذه الفرقة فتوی أصدرها إبراهیم في جواز بیع الجواري المسلمات للکفّار (أي غیر الإباضیین) (الأشعري، ن. ص)، وقد فعل ذلک بجاریته (البغدادي، الاسفرایني، الحمیري، ن. ص). فاعترض علیه في ذلک أحد أتباعه باسم میمون. واعتبر هذا العمل غیر جائز، فأورد إبراهیم آیة «… أحلّ الله البیعَ…» (البقرة/ 2/275) دلیلاً علی صحة فتواه (ن. ص)، إلا أن دلیل إبراهیم لم یقنع میمون فتبرأ منه وظهرت الفرقة المیمونیة، ووقفت فئة بین هذین الرأیین (الواقفة أو الواقفیة)، واستفتا مراجعهم الکبار بموافقة ضمنیة من إبراهیم، فأیّدت هؤلاء المراجع رأي إبراهیم و طالبت بتوبة میمون والواقفیة (ن.ص؛ وأیضاً الأشعري، ن. ص). وفي خلال ذلک کان أب بَیهَس الهَیصَم ابن جابر علی صلة نوعاً ما بالفرقة الإبراهیمیة (ظ: الأشعري، 1/177؛ البغدادي، الفرق، 64؛ الشهرستاني، 1/220) فأبدی رأیه حول الفئات الثلاث وکفّرهم جمیعاً، وأعلن أن میموناً کفر حین حرّم بیع المملوکة في دار التقیة کفّار قومه، وکفّر الواقفة لأنهم لم یعرفوا حلالاً ماوقع أم حراماً وکان علیهم أن یعرفوا، وکفّر إبراهیم حین لم یتبّرأ من الواقفة (الأشعري، البغدادي، الاسفرایني، الشهرستاني، ن.ص) فبایع أبابَیهَس ناس کثیرون واشتهر. وظهرت فرقة في داخل الخوارج باسمه دعیت بالبیهسیة (ابن قتیبة، المعارف، 622؛ الأشعري، 1/178). ورغم أن هذه الفرقة لاتعتبر الیوم من الإباضیة إلا أنها نشأت، إثر تباین في رأي فقهي (بیع جاریة للکفّار) بین عدد من رؤساء الإباضیة.
ولم ینته أمر الإبراهمیمیة هنا، فقد وافقت جماعة أخری باسم الضحاکیة رأي إبراهیم في بیع الجاریة (البغدادي، ن. ص) ، ووسّعوا ذلک فأجازوا أن یزوّجوا المرأة المسلمة عندهم من کفار قومهم  في دار التقیة، وحرّموا ذلک في دار العلانیة (ن. ص؛ الأشعري، 1/176؛ الحمیري، 176).

أصحاب طاعةٍ لایُراد بهاالله

(الأشعري، 1/172؛ البغدادي، الفرق، 62، 75؛الاسفرایني، 59؛ الشهرستاني، 1/246). ومراد هذه الفرقة أن الإنسان قد یکون مطیعاً لله إذا فعل شیئاً أمره به. وإن لم یقصد الله بذلک الفعل ولا أراده به، فعمله مقبول (الأشعري، ن ص؛ البغدادي، ن.م، 62).

الحارثیة

وهم أصحاب الحارث بن یزید (البغدادي، ن. ص). أو الحارث بن مزید (الاسفرایني، 59). وقالوا کالذین قبلهم في إثبات طاعةٍ لایُراد بها الله تعالی (الشهرستاني، 1/248)، ویختلفون عن سائر الفرق الإباضیة في مسألة الکسب أو الاختیار، فقالوا بالاختیار کما قالوا بالقدر، وخالفوا فیه التیّار الإباضي الأصلي، ولذلک کفّرهم الإباضیون الآخرون (الأشعري، 1/171؛ البغدادي، ن. ص، الملل، 78؛ الاسفرایني، ن. ص؛ الشهرستاني، 1/247). ومن خصائصهم الأخری اعتقادهم بالاستطاعة قبل الفعل (الأشعري، 1/171؛ البغدادي، ن. ص؛ الشهرستاني، 1/248).

الحسنیة

(ظ: الحسینیة، في هذه المقالة).

الحسینیة

ویطلق علی هذه الفرقة «الحسنیة» أیضاً (الجیطالي، 3/526؛ الباروني، 54)، وهم من أتباع ابي زیاد احمد بن الحسین (أو الحسن) الطرابلسي، ویقال إن له کتباً کثیرة (ن. ص؛ طعیمة، 62-63). وسرعان ما اتّحدوا مع الفرقة المعروفة بالعمریة أو بعبارة أخری امتزجت العمریة بالحسینیة. وقد سبقت العمریة الحسینیة و کانوا یسندون مذهبهم لعبدالله بن مسعود، ولکنهم کانوا في الواقع من أتباع عیسی بن عمیر (طعیمة، 61، 63؛ الدرجیني، 1/47)، کما أنکروا إمامة عبدالوهاب الرستمي (الباروني، ن. ص).
وکانت الحسینیة تردّ السنة والإجماع (طعیمة، 67) وتنکر عذاب القبر (الجیطالي، 3/526)، وأهم العقائد المنسوبة إلی الحسینیة – العمریة هي: لایشرک من أنکر سوی الله؛ الحب والرضا والولایة والعداوة أفعال الله ولیست بصفات له؛ إباحة الزنا؛ لرسول الله علامة یعرف بها؛ العقلاء یتفاضلون في التکلیف والاستطاعة، ولایتفاضلون في العقل؛ أهل الجنة یخافون و یرجون (طعیمة، 62-63).

الحفصیة

کانوا من أتباع حفص بن أبي المقدام، وذکر فخرالدین الرازي کنیته أباجعفر (ص 51)، ویرون أن الإیمان یکون بمعرفة الله (فخرالدین الرازي، ن.ص) . فبیّن الإیمان والشرک خصلة أخری هي معرفة اللَّه، فمن عرف اللَّه ثم کفر بماسواه کرسالة النبی أو الجنة والنّار أو عمل بجمیع الخبائث من قتل النفس و ماحرمة اللَّه فهو کافر، ولیس بمشرک، ومن أنکر الله سبحانه فهو مشرک (الأشعري‌ 170؛ البغدادي، الفرق، 62؛ الشهرستاني، 1/247؛ الاسفرایني، 59)، ثم اعتقدوا بأن الإیمان بالکتب والرسل متصل بالتوحید، فمن أنکرها فقد أشرک بالله (الأشعري، البغدادي، ن. ص).

الخَلَفیّة

لم یکونوا فرقة مذهبیة ولیس لهم عقائد خاصة بهم، بل کان لهم طابع سیاسي فقط. وتنسب هذه الفرقة إلی خلف بن السمح بن أبي الخطاب عبد الأعلی الذي تمرّد في عهد إمامة عبدالهاب، وذلک: أن الإمام عبدالوهاب علم برغبة أهالي طرابلس في وزیره السمح بن عبد الأعلی فاستعمله علیهم. ولما توفي السمح ولّوا ابنه خلف علیهم لشدّة حبّهم لوالده، وقرّروا عزله إذا خالف الإمام انتخابه. ولکنهم رغم مخالفة الإمام أصرّوا علی إمارته، وکتبوا إلی المرجع الأصلي في عهدهم أبي سفیان محبوب، وطلبوا رأیه في الأمر، فأید أبوسفیان الإمام أیضاً، فلما وصل الجواب إلی أنصار خلف، نبذوا إمامة عبدالوهاب، وأعلنوا أن إمامهم خلف بن السمح، وهو في حوزتهم والحافظ لجماعتهم، أما عبدالوهاب فهو في حوزة أخری ویتعلّق بجماعة أخری. وقد قضي علی هذه الحرکة في عهد إمامة أفلح خلف عبدالوهاب. إلا أن بقایا هذه الفرقة استمرت بعد ذلک مدة طویلة (الدرجیني، 1/67-87؛ معمّر، 2(1)/97-98؛ البراوني، 40، 54؛ طعیمة، 59).
وکان معمّر یدعو، خلف بن السمح بـ «النُکّاري» (2(1)/216). وقد سیطرت الخلفیة لفترة علی جمیع أرجاء‌الدولة الرستمیة ما عدا جبل نَفوسة، وأنضم إلیهم أباضی وفزّان، وعاضدهم سکان غَدامِس (ولیتسکي، «الصحراء الشرقیة …»، 62-61, 58).

السکّاکیة

وتنسب إلی عبدالله (الدرجیني، 1/118: ابدالله) السکّاکیة: وتنسب إلی عبدالله (الدرجیني، 1/118: ابدالله) السکّاک للواتي. طلب العلم والأدب، وحفظ القرآن، وبلغ درجة عالیة في العلم ولکنه کما یقول طعیمة سلک طریقاً منحرفاً (ص 64)، وردّ کالحسینیة السنة والإجماع والقیاس، وقال بوجوب استخراج کل شيء من القرآن فقطف وکان یستدلّ علی ذلک بأن الله قد أغنی عنها أولی العقول بکتابه فلیس من رأي ولاسنة (الدرجیني، ن. ص). وتری السکّاکیة أن الصلاة جماعة بدعة، والأذان بدعة، وأن الصلاة صحیحة بما یعرف معناه و تفسیره من عبارتها (ن. ص)، وکان مشایخ الإباضیة غالباً مایقولون بشرکهم بسبب هذه الآراء الغریبة والبدع، وأحیاناً بنفاقهم ولم یدم هذا المذهب طویلاً (م. ن، 119)  ویقول طعیمة: لایمکن اعتبار السّکاکیة انشقاقاً من الإباضیة، وربّما من الأفضل اعتبارها انشقاقاً من الإسلام (ص 65).

الشغبیة

وهو اسم آخر أطلق علی النکّار، وذلک بسبب الشغب الذي أوجدوه (الدرجیني، 1/51؛ ظ: النکّار، في هذه المقالة).

الضحاکیة

(ظ: الإبراهیمیة، في هذه المقالة).

الطریفیة

کانت هذه الفرقة من أنصار عبدالله بن طریف والذي کان نفسه من أصحاب الإمام عبدالله بن یحیی، ویقیم أکثرهم في جنوب الجزیرة العربیة (لویتسکي، «الإباضیون ..»، 15). ولاشک في أن نمو هذه الفرقة کان بعد هزیمة عبدالله بن یحیی في جنوب الجزیرة العربیة، ذلک أنه لایتیسّر عن هذه الفرقة معلومات قبل ذلک. ویحتمل أنه امتزجت مع فرق إباضیة أخری.

العمریة

(ظ: الحسینیة، في هذه المقالة).

الفَرثیة

کانوا من أتباع أبي سلیمان بن یعقوب بن أفلح بن یعقوب بن الإمام أفلح. وقد بادر أبوسلیمان إلی استقصاء آراء الإباضیة المختلفة ومذاهبهم، وأورد آراء جدیدة، وکان من کلامه الجدید: أن السرجین (الفرث) نجس، ولذلک عرف بالفرثي وأتباعه بالفرثیة. یختلف عن أکثر الإباضیة في مسائل أخری کهذه. وفي بعض المسائل الفقهیة مثل تنجیس عرق الجنب والحائض، وتحریم أکل الجنین، وصوم یوم الشک و… (الدرجیني، 1/105-108، 119؛ طعیمة، 66).

المِستاوة

وهو اسم آخر یطلق علی النکّار أیضاً، وربّما کانوا استمراراً للنکّار (ظ: النکّار، في هذه المقالة).

المیمونیة

(ظ: الإبراهیمیة، في هذه المقالة).

النجویة

وهذا اسم آخر للنکّار أیضاً، لأنهم کانوا یناجون الناس (الدرجیني، 1/51؛ ظ: النکّار، في هذه المقالة).

النَفاثیة

وتنسب هذه الفرقة إلی فرج بن نصر المعروف بنفاث (الباروني، 43؛ نفات). کان تلمیذاً للإمام أفلح بن عبدالوهاب، ثم أنکره (الدرجیني، 1/77-78)، وکان غزیر العلم، مفرط الذکاء، قوي الذاکرة، بلغ درجة عالیة من العلم، ویبدو من بعض الروایات أنه کان عمیقاً متبحراً في فتاویه وأحکامه (ظ: الدرجیني، 1/79؛ الباروني، 43)، ویظهر أن الضغوط التي وجّهها الجهاز الحکومي إلی نفاث دفعه للذهاب إلی بغداد. وإستطاع أن یحصل علی النسخة الوحیدة من «دیوان» (مجموعة أحادیث) جابر بن زید، وکانت في مکتبة الخلیفة، واستنسخ منها نسخة حملها معه إلی المغرب (الدرجیني، 1/80-82؛ الباروني، ن. ص).
وقد أقبل إباضیو نفوسة إقبالاً کبیراً علی الفرقة النفاثیة فأعلن فرج ابن نصر الثورة ضد الإمام أفلح بن عبدالوهاب في المغرب عام 190هـ/ 806م (طعیمة، 55). والسبب المهم لخروجه علی إمامة الرستمي اتخاذه مبدأ الوراثة في الإمامة وحذف مبدأ الشوری في انتخاب الإمام (م.ن، 56). وکان نفاث یلوم أفلح لطلبه القدرة لمقاصده ولأنه أقام جهازاً کبلاط السلاطین، وکان یلبس الحریر، ولم یبادر إلی الجهاد ضد العباسیین (اشتروتمان، 274) وکذلک لاستعماله العمال والسعاة لجبایة الحقوق الشرعیة (الباروني، 42). وأورد نفاث آراء جدیدة في المسائل الشرعیة ولاسیما في الفقه (ظ: الدرجینی، 1/79) فقال إن الخطبة في الصلاة بدعة (الباروني، 42)، ومن العقائد الکلامیة المثیرة والمهمة لدی النفاثیة قولهم بأن الله هو «الدهر»، وإن شرح هذا الاعتقاد موجود في کتابهم المسمّی بالدفتر، وهو کتاب مجهول (طعیمة، 58-59).

النکّاث

وهذا اسم آخر لفرقة النکّار وذلک لنکثهم البیعة (الدرجیني، 1/51؛ ظ: النکّار، في هذه المقالة).

النکّار

یقول الدرجیني إنهم نفس العمریة واشغبیة والملحدة والنکاث (1/47، 48-51). ویعود ظهور فرقة النکّار إلی أن الإباضیة بایعوا بعد وفاة الإمام عبدالرحمن الرستمي ابنه عبدالوهاب، فوقع خلاف بین القوم واعتبرت جماعة أن هذه البیعة غیر صحیحة، لوجود من هو أعلم من عبدالهاب بینهم، وکان زعیم المعترضین یزید بن فندین الذي بادر أصحابه إلی نشر دعوتهم وتبعه کثیرون، إلی حد أن ابن فندین خرج علی عبدالوهاب، فأرسلوا رسائل إلی علمائهم وفقهائهم في الشرق وطلبوا الفتیا من الربیع بن حبیب وغیره. ولم یجب علی رسائلهم سوی فقیه مصري (طعیمة، 52: لیبي) یدعی شعیب، فأفتی لصالح ابن فندین، وتوجّه بنفسه إلی تاهرت، ورفع ابن فندین بمساعدته رایة العصیان، ودارت حرب بینه و بین الإمام عبدالوهاب قتل فیها ابن فندین وعاد شعیب إلی مصر (الدرجینیي، 1/49-51-54؛ الباروني، 38-39؛ طعیمة، 50-52) أوهرب إلی طرابلس، ولجّ في عداوته لعبدالوهاب، أما الربیع بن حبیب فقد برئ منه وقال إن عبدالوهاب إمامنا وإمام المسلمین (الدرجیني، 1/55).
وترتکز عقیدة النکّار علی رأیین، الأول: لاتصحّ إمامة المفضول مع وجود الأفضل، وإذا وجد الأفضل خلع الإمام؛ والثاني: تصح الإمامة بشروط إذا اشترطت علی الإمام عند البیعة (کان شرط إمامة عبدالوهاب ألا یقطع أمراً دون مشاورة جماعة معلومة) و تسقط الإمامة لمخالفة تلک الشروط (الدرجینی، 1/48؛ طعیمة، 52؛ اشتروتمان،265). وقد ردّالربیع کلا الرأییین، و قال بصحة إمامة المفضول مع وجود الأفضل، وإن الإمامة صحیحة والشرط باطل (الدرجیني، 1/49-50؛ طعیمة، 51).
ویمکننا أن نذکر من العقائد التي اختلف فیها النکّار عن سائر الإباضیة (ماعدا المبدأین الأساسیین): الإمامة لیست أمراً واجباً وحتمیاً؛ صلاة الجمة غیر جائزة وراء الأئمة الجائرین؛ لایحلّ أخذ عطایا الملوک؛ وأسماءالله مخلوقه؛ ویمکن الانتقا من «الولایة» إلی «الوقوف»؛ لم یأمر الله بالنوافل؛ الحرام المجهول حلال؛ یجوز شرب الخمر علی التقیة (طعیمة، 52-54) ولیس عذاب القبر صحیحاً (الجیطالي، 3/526).
ولم تستأصل فرقة النکّار بعد قمع إلامام عبدالوهاب لها، وبقي أتباعها لمدة قرن علی الأقل. و کان من مشاهیر هذه الفرقة والبارزین فیها عبدالله بن یزید الفزاري (من علماء القرن 3هـ/9م) و أبویزید مخلّد ابن کیداد الیفرني (معاصر للدولة الفاطمیة) (طعیمة، 52) ویطلق الباروني علی عبدالله بن زید اسم عبدالله بن زید المستاوي، ویعتبر المستاوة من أتباعه (ص 54)، وعلی هذا لابد من اعتبار المستاوة امتداداً للفرقة النکّاریة، و ربّما کان في الماضي لهذه الفرقة أتباع کثیرون في عمان (لویتسکي، «الإباضیون …»، 15).

الواقفة أو الواقفیة

(ظ: الإبراهیمیة، في هذه المقالة).

الوهابیة

(ظ: الوهبیة، في هذه المقالة).

الوهبیة

و هي من فرق المذهب الإباضي الأصلیة، وإلیها ینتمي القسم الأکبر من الإباضیین، ویعود اسم الوهبیة إلی عهد إمامة عبدالوهاب الذي اختلف معه عدد من الفئاتف ورفعوا رایة العصیان، ووقفت هذه الفئات مقابل الأکثریة من الإباضیین الذین احتفظوا بوفائهم لإمامهم (ظ: الباروني، 39؛ طعیمة، 51). أما ماذهب إلیه اسموکورزوسکي أن اسم الوهبیة نسبة إلی عبدالله بن وهب (ص 263) ففیه نظر.

الیزیدیة

کانوا من أتباع یزید بن أُنَیسَة أویزید بن أبي أنیسة (الأشعري، 1/170؛ البغدادي، الفرق، 167؛ الشهرستاني، 1/248). ورغم أن هذه الفرقة تعتبر من الإباضیة إلا أن عقائدها بعیدة عن هذا المذهب.
ویری الیزیدیة أنهم یتولون المحکمة الأولی، و یبرّؤون ممّن کان بعدهم من الخوارج. وأقروا بتولّي الإباضیة أیضاً (الأشعري، 1/170-171؛ الشهرستاني، ن. ص) وقالوا: کل ذنب صغیر أوکبیر هو شرک، وإن أصحاب الحدود کفار مشرکون (م.ن، 1/249). و تولّی یزید من شهد من أهل الکتاب لمحمد (ص) بالنبوة، وإن لم یدخل في دینه (الأشعري، البغدادي، ن. ص؛ م. ن، الملل، 78؛ الشهرستاني، 249؛ ابن حزم، 4/188). والرأي الغریب الذي ینسب إلی الیزیدیة أیضاً اعتقادهم بأن الله سیبعث رسولاً من العجم، و ینزل علیه کتاباً. وهو یترک شریعة محمد (ص) ویدین بشریعة جدیدة؛ و کانوا یقولون إن ذلک النبي من الصابئة (الأشعري، الشهرستاني، البغدادي، ن. ص؛ الاسفرایني، 140).
ویقول الأشعري (ن. ص)؛ إن من الإباضیة من وقف في عمل الیزیدیة، و منهم من برئ منهم، ولکن یبدو أنهم کلهم تبرّأوا منهم، حتی إنهم أفنوا بکفرهم و شرکهم. وقد أشار ابن حزم (4/189) إلی هذه النقطة.

المصادر

أبن أبي حاتم، عبدالرحمن بن محمد، الجرح والتعدیل، حیدرآباد الدکن، 1372هـ/ 1953م؛ ابن أبي الحدید، عبدالحمید بن هبة الله، شرح نهج البلاغة، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، 1379هـ/1959م؛ ابن الأثیر، الکامل؛ ابن بطوطة، محمدبن إبراهیم، رحلة، بیروت، 1384 هـ/ 1964م؛ ابن الجوزي، عبدالرحمن بن علي، تلبیس إبلیس، بیروت، 1368هـ/ 1949م؛ م. ن، کتاب الضعفاء والمتروکین، تقـ: عبدالله القاضي، بیروت، 1406هـ/1986م؛ ابن حبّان، محمد، کتاب الثقات، حیدرآباد الدکن، 1398-1399 هـ/ 1978-1979م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، تهذیب التهذیب، حیدرآباد الدکن، 1325هـ: م. ن، لسان المیزان، بیروت، 1390هـ/ 1971م؛ ابن حزم، علي بن أحمد، الفصل في الملل والأهواء والنحل، بیروت، 1406هـ/1986م؛ ابن حوقل، أبوالقاسم، کتاب صورة الأرض، لیدن، 1938م؛ ابن سعد، محمد، الطبقات الکبری، بیروت، دارصادر؛ ابن عبدربه، أحمدبن محمد، العقد الفرید، تقـ: مفید محمد قمیحة، بیروت، 1404هـ/ 1983م؛ ابن الفراء، محمدبن الحسین، المعتمد في أصول‌الدین، بیروت، 1977م؛ ابن قتیبة، عبدالله بن مسلم، عیون الأخبار، تقـ: یوسف علي الطویل، بیروت، 1406هـ/ 1986م؛ م.ن، المعارف، تقـ: ثروت عکاشة، القاهرة، 1960م؛ أبوالفرج الأصفهاني، علي بن الحسین، الآغاني، تقـ: علي السباعي، القاهرة، 1394هـ/ 1974م؛ أبونعیم الأصفهاني، أحمدبن عبدالله، حلیة الأولیاء وطبقات الأصفیاء، مصر، 1352هـ/ 1933م؛ الاسفرایني، طاهر بن محمد، اتبصیر في‌الدین، تقـ: کمال یوسف الحوت، بیروت، 1403هـ/1983م؛ الأشعري، علي بن إسماعیل، مقالات الإسلامیین، تقـ: محمد محیي‌‌الدین عبدالحمید، بیروت، 1405هـ/ 1985م؛ الباروني، أبوالربیع سلیمان، مختصر تاریخ الإباضیة، تونس، 1357هـ/1938م؛ البخاري، إسماعیل بن إبراهیم، التأریخ الکبیر، تقـ: محمدعبدالمعیدخان، حیدرآبادالدکن، 1382هـ/1962م؛ البغدادي، عبدالقاهر بن طاهر، الفرق بین الفرق، تقـ: محمد زاهد بن الحسن الکوثري، 1367هـ/ 1948م؛ م.ن، الملل والنحل، تقـ: البیر نصیري نادر، بیروت، 1970م؛ الجاحظ، عمروبن بحر، البیان و التبیین، تقـ: حسن السندوبي، القاهرة، 1351هـ/1932م؛ الجرجاني، السید علي بن محمد، التعریفات، القاهرة، 1357هـ/1938م؛ الجیطالي، إسماعیل بن موسی، قناطر الخیرات، عمان، 1403هـ/1983م؛ الحمیري، أبو سعید بن نشوان، الحورالعین، تقـ: کمال مصطفی، طهران، 1972م؛ دائرة المعارف الإسلامیة؛ الدرجیني، أبوالعباس أحمدبن سعید، کتاب طبقات المشایخ بالمغرب، تقـ: إبراهیم طلاي القسنطینة (الجزائر)، 1394هـ/1974م؛ دروزة، محمد عزّة، العرب والعروبة، بیروت، 1401هـ/ 1981م؛‌الدینوري، أحمدبن داود، الأخبار الطوال، تقـ: عبدالمنعم عامر، بغداد، 1379هـ/ 1959م؛ الشهرستاني، محمدبن عبدالکریم، الملل النحل، تقـ: محمدبن فتح الله بدران، القاهرة، مطبعة الأزهر؛ الطبري، تاریخ، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1387هـ/ 1967م؛ طعیمة، صابر، الإباضیة عقیدة ومذهباً، بیروت، 1406هـ/1986م؛ العجلي، أحمد بن عبدالله بن صالح، تأریخ الثقات، تقـ: عبدالمعطي القلعجي، بیروت، 1405هـ/1984م؛ فخرالدین الرازي، محمدبن عمر، اعتقادات فرق المسلمین والمشرکین، القاهرة، 1356هـ/1938م؛ القرآن المجید؛ المبرّد، محمدبن یزید، الکامل، بیروت، مکتبة المعارف؛ المسعودي، علي بن الحسین، مروج الذهب، تقـ: یوسف أسعد داغر، بیروت، 1385هـ/1965م؛ معمر، علي یحیی، الإباضیة في موکب التاریخ، القاهرة، 1384هـ/ 1964م؛ موسوعة جمال عبدالناصر في الفقه الإسلامي، القاهرة، 1386-1389هـ؛ یاقوت، البلدان؛ وأیضاً:

Americana, 1983; Britannica, 1973-1974; EI2; GSE; Lewichi, Tadeusz, «Le Sahare oriental et septentrional dans le haut moyen âge. VIIc-XIIc siècle» Etudes Maghrèbines et Soudanaises, warsaw, 1983, vol. II; id, «Les Ibāḍites dans L’Arabie du sud au moyen âge», Folia Orientalia, Kraków, 1959, vol. I, Fascicule l; id, «Une Croyance des IBāḍites nord- Africains sur Ia fin du monde; Ie Pays de Ĝoĝraf», Ve Congrès International d’arabisants et d’ Islamisants (Actes), 1970; Lorimer, J. G., Gazetteer of the Persian Gulf, Oman and Central Arabia, Calcutta, 1915; Lunde , Paul, «Oman: a History», Aramco World Magazine, May, June, 1983; Smith, Percy, «The Ibadhites», MW, 1922, vol. XII; Smogorzewski, Zygmunt, «Un Poème abadite», Ro, Lwów, 1925; Strothmann, Von R., «Berber und Ibāditen», Der Islam, 1928, vol. XVII; Vaglieri, Laura Veccia, «L’ Imāmato ibādita dell Omán», Annali, Nuova serie, vol. III, Napli, 1949.
مسعود جلالي مقدّم

الصفحة 1 من6

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: