الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفن و العمارة / أصفهان، المسجد الجامع /

فهرس الموضوعات

أصفهان، المسجد الجامع


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/9 ۱۲:۳۹:۰۸ تاریخ تألیف المقالة

المسجد الجامع في العصر البويهي

برغم صراعات الديالمة للهيمنة على أصفهان، كانت هذه المدينة في ذلك العصر تنعم بهدوء وتطور نسبيين. ففي هذه الفترة شيد الصاحب بن‌ عباد وزير مؤيد الدولة مسجداً جامعاً جديداً في أصفهان يذكره المافروخي باسم «المسجد الجامع الصغير، المشهور بجورجير»، قبالة «المسجد الجامع الكبير العتيق» (ص 84-85؛ ظ: غودار، «مسجد جورجير...»، 3100-3103؛ كلايس، 208؛ هنرفر، گنجينه، 40-43). وكان المسجد الجامع الصغير قد‌بني بمساحة أصغر، لكنه أكثر جمالاً ومتانة من الجامع الكبير، وكان يشتمل على أحرام وخانقاهات ومكتبة ومدارس للفقهاء ومجالس للأدباء ومواضع للشعراء والصوفية وقراء القرآن (المافروخي، 85-86). واستناداً إلى مضامين الكتابات الدينية والقرآنية الباقية في عدة نقوش موجودة على جبهة مدخل هذا المسجد، يحتمل بعض الباحثين أن يكون هذا البناء قد شيد بصفته بناء لأنشطة الشيعة وفيما يحتمل المعتزلة الذين كان البويهيون وبشكل خاص الصاحب بن عباد يدعمونهم (بلر، «نطنز...»، 88، «النقوش...»،53). 
وبدوره شهد المسجد الجامع العتيق خلال حكم الأسرة البويهيـة تغيرات وتطورات اتضحـت آثارها أيضـاً ــ شأنهـا شأن بقايا المسجد العباسي ــ نتيجة أعمال التنقيب الأخيرة (غالديري، أصفهان، II / 8-13,30-34,III / 17-19). و في هذه الفترة لم يطرأ تغيير أساسي على المخطط الأصلي للمسجد، لكن زيادات أُلحقت به بهدف توسيع البناء و تم ترميمه بشكل كلي وخطيت خطوات للرقي بعمارته بالاستفادة من البناء الآجري وإحداث تغييرات في مظهره الخارجي. وقد تم توسيع الساحات ذات الأعمدة في الجهات الأربع من الصحن بزيادة صف من الأعمدة الآجرية في الضلع المطل على الصحن. وبرغم أن مساحة الصحن قلَّت بهذا التغيير، لكن الخصائص العمارية والتزيينية للأعمدة الجديدة الأسطوانية، أو المركبة والتي زينت سطوحها الخارجية بزخارف هندسية مركبة من الآجر، أضفت على منظر صحن المسجد البسيط آنذاك مظهراً جديداً. و إن طريقة التزيين الهندسي لهذه الأعمدة الناتج عن تركيب قطع الآجر الصغيرة والتي تشبه كثيراً تزيين منظر جبهة بوابة المسجد الجامع الصغير جورجير، لوحظت بشكل خاص في أبنية تعود للنصف الأول من القرن 4ه‍ في المناطق الشماليـة الشرقيـة لإيران مثل مقبـرة السامانييـن في بخـارى (ظ: رمپل، IV / 201-203). 
و إن الكشف عن بقايا عدة أعمدة آجرية أخرى من الأنواع المذكورة في الأجزاء الشرقية والجنوبية الغربية والغربية والشمالية الغربية من المسجد في القسم الخارجي من السور اللبني المحيط بالمسجد العباسي و التي تقع اليوم في الأجزاء المسقوفة حالياً من المسجد، تدل على أن المسجد كان قد أحيط بواسطة أبنية مع شبكة ذات أعمدة («الشرق»، XXVI / 594). وكانت هذه الآثار قد بنيت في أطراف المسجد و في المكان الزائد للمسجد العباسي. ويحتمل أن هذه الأعمدة كانت بقايا الأبنية الأربعة التي كانت استناداً إلى المافروخي تحيط بأروقة المسجد وعلى تماس بالسوق الذي كان يتصل بالمسجد بواسطة الأبواب والأزقة (ص 84). وقد كتب هذا المؤرخ أن الخانقاهات والخانات الكبيرة الموقوفة على المسافرين من أبناء السبيل والغرباء والمساكين زيدت في المسجد، وبنيت إلى جواره مكتبة تضم عدداً كبيراً من الكتب في شتى المجالات. كما كان الأساتذة ينبرون لتدريس العلوم الدينية في هذا المسجد (ص 85؛ أيضاً ظ: هنرفر، ن.م، 79). ويتحدث المافروخي أيضاً عن باب كان يفتح من هذا الجامع على سوق الصباغين كان قد بني عليه الطاق والمنارتين المبنيتين على الفيلفاءين (ن.ص). وينبغي أن نعدّ المنارتين المذكورتين اللتين لم يبقَ لهما أثر اليوم من أوائل المنارات المزدوجة في الهندسة الإسلامية. 

المسجد الجامع في العصر السلجوقي

طرأت في هذا العصر تطورات مهمة على عمارة المسجد وتزيينه، وتغيرت خريطة البناء تغييراً أساسياً في المراحل المختلفة. و قد تحققت أول مرحلة من هذه الإجراءات على عهد ملكشاه. فبأمر من نظام الملك (وزير ملكشاه) بُنيت في الحرم الجنوبي من المسجد وضمن نطاق مقصورته على أرض مربعة، قاعةٌ مقببة ذات قياسـات كبيـرة جـداً، أضلاعهـا الداخليـة 30 / 14-60 / 14متراً، وأضلاعها الخارجية 21 متراً، و ارتفاعها التقريبي 97 / 26 متراً. وتضم نقشاً تأسيسياً مكتوباً بالخط الكوفي البسيط الآجري على قاعدة القبة، اسم السلطان آنذاك ملكشاه السلجوقي واسم باني البناية الخواجه نظام الملك دون ذكر لتاريخ إنشاء البناء (هنرفر، گنجينه،75-76). واستناداً إلى دراسة كنية ملكشاه واسمه ونسبه وألقابه في هذه الكتابة ومقارنتها بما ورد في الكتابات الإحدى عشرة الأخرى الموجودة اليوم والتي تحمل تاريخ تحريرها باسم هذا السلطان، ترى شيلا بلر أن تاريخ بناء هذه القبة بين جمادى الثانية 479 و ذي الحجة 480 / أيلول 1086 و آذار 1088 («النقوش»، 160-163). 
والقاعة المقببة الأخرى التي بنيت شمالي هذا المسجد مستوحاة من هذا البناء و في 481ه‍ / 1088م استناداً إلى نقشها دليل واضح على أنه يحتمل بشدة أن تكون مقصورة نظام الملك قد بنيت قبل هذا التاريخ. وبغية توفير المساحة الكافية لإنشاء المقصورة الجديدة المعروفة بقبة نظام الملك تم تدمير 24 عموداً من أعمدة الشبكة المنظمة لأعمدة الحرم العباسي الأسطوانية، وبذلك تغيرت الخريطة القديمة للقسم الجنوبي من المسجد. وكانت أروقة مكشوفة عريضة نسبياً (5 / 4 أمتار) تحيط بالمقصورة من الجهات الشمالية والشرقية والغربية. وهكذا، فإن بناء القبة في نهاية الممر المركزي لحرم المسجد تم بشكل منفرد و حر، بحيث كان مفتوحاً تماماً من 3 جهات. و إن بناء الإيوان الجنوبي للمسجد والذي تم في المرحلة الثانية من تغييرات العصر السلجوقي، وكذلك تسقيف الرواقين المكشوفين الشرقي و الغربي للمقصورة والذي تم فيما بعد أواخر القرن 8ه‍ / 14م، أخرج مقصورة نظام الملك من حالتها الحرة الأولية و ربطها بالصحن من جانب، وبالأجزاء القديمة للحرم الجنوبي من جانب آخر. ونتيجة للدراسات التي جرت، فقد تم التعرف إلى المظهر الأصلي للمناظر الداخلية والخارجية للمقصورة التي تغير شكل أقسام منها تدريجياً، أو كانت قد كُسيت بواسطة أعمال البناء في الفترات اللاحقة (غالديري، أصفهان، I / 371-379,III / 22-23,31، «قبة...»، 106-122). 
ويتألف هذا البناء في المقطع العمودي من 3 أقسام متمايزة: 1. منطقة مربعة الشكل هي قاعدة البناء (4 جدران بثخن 10 / 3 أمتار وارتفاع 05 / 11متراً)؛ 2. منطقة متعددة الأضلاع انتقالية بين مربع القاعدة ودائرة القبة (بارتفاع 37 / 6 أمتار)؛ 3. القبة (بقطر 15 متراً). و تم اكتشاف 3 سلالم بين الغطاء الخارجي والكتلة الداخلية للبناء في الأجزاء الثلاثة الجنوبي الشرقي والشمالي الشرقي والشمالي الغربي بارتفاع 20 / 15 متراً عن أرضية القاعة. وكان الهدف الرئيس من بناء هذه السلالم شيئين اثنين: إمكانية زيادة حجم المبنى في بناء الأجزاء العليا، وإمكانية زيارة ومراقبة وتعمير أغطية العقود بعد إتمام البناء (م.ن، أصفهان، III / 22). وكانت الفتحات الثلاثة التي فتحت على كل واحد من الجدران الثلاثة الشمالي والشرقي والغربي بمجموع 9 فتحات، تسهل عملية الدخول إلى المقصورة والخروج منها. والمدخل الرئيس ذو الفتحة الأكبر وسط الجدار الشمالي، والمدخلان الجانبيان بفتحتين أصغر على جانبيه والتي تقع بكتلة ثلاثية مقابلة على التوالي للمحراب والعقدين الصماءين التزيينيين للجدار الجنوبي، تزيد من أهمية هذين الجدارين الواقعين على الجهات الأصلية للمقصورة من خلال إحداث تناظر متميز. و قد انكشفت الآثار العمارية وحدود المحراب السلجوقي لهذا البناء تحت المحراب الحالي المبني بالقاشاني والمزين بالآيات القرآنية والذي يعود إلى العصر الصفوي، أو قبل ذلك بقليل على ما يبدو (ن.م، III / 21؛ هنرفر، گنجينه، 82). 
والمنطقة الانتقالية المكونة من طبقتين إحداها مثمن الأضلاع والأخرى ذات 16 ضلعاً وبالاستفادة من تركيب عناصر مقوسة وعن طريق صنع الزوايا الإسقُنشية ذات الأقسام الثلاثة المركبة من الطاس وشبه الطاس في الطبقة الأولى وإسقنش عادي في الطبقة الثانية، هيأت إمكانية استبدال الأرضية المربعة بدائرة بغية الأعمال الأخيرة لغطاء القبة. وقد تم وضع القبة بمساعدة الإسقنش على البناء المربع استمراراً لتقليد قديم في العمارة الإيرانية قبل العصر الإسلامي. وخلافاً للأبنية السابقة التي كان يتم فيها بناء الزوايا بمساعدة الإسقنش في جزء من حجم مكعب القاعدة، ففي قباب العصر الإسلامي تشكل المنطقة الانتقالية بذاتها جزءاً مستقلاً في واجهة البناء. و إن تركيب الإسقنشات الثلاثية الأجزاء لقبة نظام الملك يشبه مقبرة «دوازده إمام» في يزد المؤرخة في 429ه‍ / 1037م (هولود، 285-288؛ شرودر، III / 1000-1001)، وباختلافات يذكّر بنموذج أقدم في مقبرة عرب أتا في تيم قرب سمرقند والمؤرخة في 367ه‍ / 978م (پوغاتشنكوفا، 91-93، الصور 9,10,20). 
والمنطقة الانتقالية في مقصورة المسجد الجامع بأصفهان وبالاقتباس من هذا النوع من الإسقنش هي في نفس الوقت من أوائل النماذج المعروفة التي بنيت فيها ــ فضلاً عن الطبقة المثمنة الزوايا ــ طبقة ثانية محددة بمساعدة إسقنشات بسيطة لتنتج أرضية ذات 16 زاوية منتظمة لتستقر عليها القبة ولتمهد السبيل لتطور وتكامل كبيرين في هذا القسم المهم من الأبنية المقببة. وإن العناصر القوسية، سواء أكانت بصفة عقود حاملة من النوع القصي ذات الأقواس الأربعة والمراكز الثلاثة، أم بصفة عقود تزيينية من النوع القصي بنفس الشكل (لاله، 6)، شكلت مع الأقواس الثلاثية الأجزاء والضعيفة تركيباً متناسقاً على جميع سطوح البناء الداخلية والخارجية وأدت دوراً مهماً في تزيين البناء. و من جهة أخرى، فإن تزيينات قبة نظام الملك تشتمل على 3 أنواع مختلفة: النقش، الزخارف النباتية و الزخارف الهندسية. و في المقصورة 3 نقوش: الأول نقش تاريخي بالخط الكوفي من الآجر الصقيل يقع على قاعدة القبة؛ الثاني نقش جصي بخط النسخ على أرضية زرقاء يقع على الجدران الداخلية الأربعة للمقصورة ظهر على ارتفاع رؤوس أعمدتها بمسافة 5و6 أمتار عن سطح الأرض من تحت ملاط الجص مصاباً بأضرار بليغة. والآثار الباقية من هذا النقش على الجدار الشمالي تضم النصف الثاني من الآية 18 والنصف الأول من الآية 19 من سورة التوبة، ويحتمل جداً أن يكون قسم من مجموعة الآيات 18، 19 و20 من هذه السورة هي التي كانت تبدأ من القسم الشرقي للمحراب على الجدار الجنوبي، وبعد الاستدارة على الجدران الشرقية والشمالية والغربية على التوالي تنتهي في القسم الغربي من المحراب على الجدار الجنوبي. ويشتمل النقش الجصي الثالث الذي اكتشف جزءاً منه إثر التنقيبات الأخيرة، على الواجهة الخارجية للجدار الشمالي و بنفس الارتفاع، على بعض الكلمات الأولى من سورة «المؤمنون» (غالديري، ن.م، II / 38). 
ومقصورة قبة نظام الملك هي إحدى أوائل نماذج الأبنية التي استخدم في النقوش خط النسخ إلى جانب الخط الكوفي. والواجهتان الخارجيتان الشرقية والغربية للمقصورة و السطوح السفلية لعقود مدخلها تم تزيينها على ارتفاع النقوش المذكورة بواسطة لوحات مشابهة، لكن بتجصيصات مشطوفة الحافة بزخارف نباتية هندسية على طراز C السامرائي. و قد كشفت الدراسات التي تمت في الجزء العلوي من هذه الواجهات آثار شريط تزييني آخر بارتفاع حوالي 10 أمتار عن سطح الأرض في الحد الفاصل بين قاعدة المربع والمنطقة الانتقالية للبناء. و قد ألحق غطاء الممرات الجانبية لقبة نظام الملك في القرن 8، أضراراً كبيرة بهذا الشريط التزييني وجعل التعرف إلى مضمونه اليوم أمراً مستحيلاً (م.ن، «قبة»، 109,111-115)، لكن التزيينات التي تشمل الزخارف النباتية والتي بقي منها مقدار قليل للأسف كان يغطي بشكل شبه نافر وبمساحة واسعة جميع سطوح طرر العقود والعقود الصماء للمنطقة الانتقالية للمقصورة. كما أن السطح الأسفل من حاملات القبة زين بزخارف نباتية جصية. أما تزيينات تكحيل الشقوق العمودية لصفوف الآجر، فهي من نوع التزيينات الجصية ذات الأشكال الهندسية (ن.ص). 
وعلى الرغم من أن بناء قبة نظام الملك في باحة المقصورة كان يتبع بشكل عام التقليد العريق للعمارة لدى المسلمين منذ العصر الأموي و ما بعده في إبراز هذا الجزء المهم من المساجد الكبرى بشكل أكبر، لكن هذه القبة من حيث الأبعاد والتركيبة العامة وبناؤها الحر والمنفرد في هيكلية الحرم، أنتجت طرازاً جديداً في بناء المقصورة وأصبحت نموذجاً يحتذى به في المقصورات التي شيدت بعدها في المساجد الأخرى. ومنذ ذلك الحين أصبحت قبة نظام الملك شاهداً ناجحاً وملهماً لعمارة المساجد وأحد المعالم البارزة لمساجد العصر السلجوقي. و قد اجتاز الطراز الحديث المبتكر في بناء مقصورات المساجد السلجوقية بالأهمية المتزايدة التي اكتسبها، نطاق العمارة الإيرانية وترك أثره في عمارة مساجد البلدان الإسلامية الأخرى مثل مساجد الأرتقيين في الأناضول والمسجد الكبير للسلطان المملوكي بيبرس الأول في القاهرة (أصلان آپا، 89-90,96-98)، أو مسجد المنصورة المريني قرب تلمسان في الجزائر (مارسيه، الصورة 168). 
وأول بناء شيد استيحاءً من قبة نظام الملك هو القبة التي بُنيت في الأقصى الشمالي للمسجد الجامع بأصفهان وعلى محوره الشمالي ـ الجنوبي. وهذا البناء الذي يعرف اليوم باسم «گنبد تاج الملك»، أو «گنبد خاكي»، واستناداً إلى النقش الموجود داخله شُيِّد في 481ه‍ على يد أبي الغنائم المرزبان بن خسرو فيروز الشيرازي، الملقب بتاج الملك منافس نظام الملك وخليفته، ويمكن أن يعدّ بناء هذه القبة المرحلة الثانية من التغييرات الجذرية في المساجد في العصر السلجوقي. و قد أُنشئت هذه البناية على مساحة مربعة بأضلاع داخلية 8 / 9و10 أمتار، وأضلاع خارجية 14 متراً، وبارتفاع تقريبي 60 / 20 متراً، وبرغم أنها أصغر من قبة نظام الملك، لكنها تتفوق عليها من حيث التناسق والدقة وتعدّ إحدى الأعمال الرائعة في العمارة الإيرانية. و قد طرحت فرضيات مختلفة حول دور هذه القبة ووظيفتها والتي هي نموذج فريد في وجود قبة ثانية في بناء مسجد. و في البدء كان الباحثون يتصورون أن هذا البناء كان يستخدم بشكل مستقل خارج باحة المسجد كمكتبة، أو نافورة، أو موضع لكبار الشخصيات، أو محل كان السلطان يستريح فيه قبل دخوله المسجد، أو يستقبل الوجهاء فيه (غابريل، I / 42؛ غودار، «تاريخ مسجد»، I(2) / 224-226؛ سوفاجيه، «عدة مساجد»، 87-89). 
و لكن نتيجـة للدراسات التـي تمـت، اتضـح أن هذه القبـة ــ التي تفضي إلى الخـارج مـن جهتي الجنـوب و الشرق فحسـب ــ لم تكن قد بنيت بشكل عمارة منفصلة ومستقلة، بل كانت جزءاً من مجموعة أبنية أوسع يحتمل أنها كانت من أنواع القصور، أو البنايات الحكومية الواقعة في القسمين الشمالي والشمالي الشرقي من المسجد، وكانت منذ البدء تتمتع بموقع محوري ممتاز بصفتها نقطة اتصال مهمة باستخدامات تشريفاتية (غالديري، أصفهان، III / 26-27). وبحسب اعتقاد باربارا فينستر، فإن قبة تاج الملك كانت محل ديوان المظالم (ص 19). 
لكن من الناحية العمارية، فإن هذا المبنى ببنائه الشبيه بمقصورة نظام الملك تشكل في المقطع العمودي من 3 أقسام مختلفة، أي القاعدة المربعة الشكل والمنطقة الكثيرة الأضلاع للطبقتين الانتقاليتين بين مربع القاعدة والقبة والغطاء المقبب. وإن انعدام وجود سلم يربط بين الأسفل والأعلى يظهر أن الصعود إلى سقف القبة كان يتم بادئ الأمر عن طريق البناية التي كان بناء تاج الملك القسم الملحق بها ويدعم ذلك فرضية وجود مجموعة أكبر في هذا القسم من المسجد. و من الواجهات الخارجية الأربع للبناء، فإن الواجهتين الجنوبية والشرقية فحسب واللتين كانتا في البدء مفتوحتين، تحظيان بتزيينات مهمة. و إن المدخل الرئيس للقبة كان يقع في وسط الجهة الجنوبية للبناء مع مدخلين جانبيين أصغر على جهتيه قبالة الواجهة الأصلية للمقصورة. وكانت المداخل و العقود الصماء المشابهة بهذا النسق الثلاثي تقع بشكل منتظم على الجدران الشرقية والشمالية والجنوبية. وإن المداخل والزوايا والعقود الصماء من النوع القصي ذات الأقواس الأربعة والمراكز الثلاثة (لاله، 6)، مع الأعمدة التزيينية الدقيقة شملت جميع سطوح البناء من سطح الأرض إلى ما تحت القبة بنسق متناغم ومتباين.
 

الصفحة 1 من4

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: