الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفن و العمارة / الإسلیمي /

فهرس الموضوعات

الإسلیمي

الإسلیمي

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/22 ۰۰:۴۷:۳۷ تاریخ تألیف المقالة

كان فن التجصيص الظريف في نطاق الفنون التزيينية في إيران، مجالاً واسعاً لتفنن فناني التجصيص الإيرانيين، كي يزخرفوا الإسليمي بأساليب مختلفة، و يتركوا تذكارات خالدة. و يدل قسم صغير، و لكنه قليل النظير من التزيينات الجصية في جامع شيراز العتيق، أنجز في 262ه‍، وتبقى تحت عقد أحد أقواس المسجد، على استمرار استخدام الإسليمي المتأثر بالفن الساساني (پوپ، VIII/259، الشكل A؛ ظ: التصميم، 30). و يمكننا مشاهدة هذا التأثير في التجصيص، في الأغصان الإسليمية المركبة من الأوراق و أنصاف الأوراق المتسلقة على جسم أحد أعمدة بناء أول مسجد جامع في أردستان و قد بني خلال القرون 2-4ه‍، والذي تم استخراجه من تحت الجص عند تنقيب المسجد وترميمه (غودار، «أردستان...» I(2)/287؛ ظ: التصميم 31). يجدر ذكره أن خلفية الزخارف الأساسية المستخدمة في الزخارف الإسليمية لهذا العصر، يمكن مقارنتها أحياناً مع النماذج الموغلة في القدم. و يتم الاحتفاظ في متحف أرميتاج بإناء فضي ذي عروة يشبه المزهزية، و قد زين جانبا هيكله بغصنين إسلميين متشابكين و منها أوراق و أنصاف أوراق، حيث يمكن مقارنتها بأوراق التصميـم 13 في العصر الأشكاني مـن بالمير و التصميـم 5 من لرستان (القرن 8 ق.م)، و هي تظهر استمرار الزخارف الإسليمية الأساسية في القرون المتتالية (ظ: إتينغهاوزن و غرابار، الشكل 255؛ ظ: التصميم 32).

 

 

 

 

 

و مما يلفت النظر في أبنية القرن 4 و حتى القرن 6ه‍ و التي تعتبر من العصور الفنية والمزدهرة في تاريخ الفن الإيراني، التنوع والإبداع في التصاميم الإسليمية. و في المسجد الجامع في تبريز ومسجد «الشاه أبوالقاسم» و «دوازده إمام» في يزد، و في محاريب المسجد الجامع في أردستان، و«إمام‌زاده كرار» في بوزان، و قبة العلويين، و عدد كبير آخر من أبنية هذين القرنين، تبدو الزخارف الإسليمية المجصصة والجميلة، و المنفذة بمهارة، مليئة بالزخارف المتشابكة البارزة في الغالب. وفيما عدا ذلك تجب الإشارة إلى التزيينات الجصية تحت أحد العقود المتبقية في الباحة الثانية من «رباط شرف»، حيث تعتبر قليلة النظير من نوعها من حيث جمال التصميم و الغزارة والزخارف الأساسية الظريفة المكونة للإسليمي (ظ: هيل، الشكل 548؛ التصميمان 33 ألف و ب). وعلى نصف القبة في أعلى محراب المسجد الجامع في نائين الذي بني في 350ه‍‌، والجدران على جانبيه، يطالعنا إسليمي ظريف على شكل أغصان شجرة الكرم متشابك ومجصص، حيث يمكن أن يعتبر تصميماً إسليمياً كاملاً رغم كل بساطته (پوپ، VII/269، الشكل D؛ ظ: التصميم 34).

 

 و‌من بين الآثار الجميلة في القرن 6ه‍ و التي زخرف فيها الإسليمي بدقة عالية، المحراب الجنوبي الشرقي في حرم المسجد الجامع في أردستان، حيث تم تزيين أرضيته و داخل زخارفه الأساسية بدقة نادرة (پوپ، VII/324، الشكل B؛ ظ: التصميم 35).

 

 و منذ القرن 5ه‍ اكتسب استخدام الإسليمي في فن تزيين الكتاب مكانة خاصة، حيث تشكل الزخارف داخل «شمسة» [شكل مدور يشبه الشمس] و الخراطيش في بعض صفحات نسخة من القرآن الكريم كتبت و ذهّبت في 427ه‍، و موجودة في متحف بريطانيا، زخارفاً إسليمية بالغة الدقة لانجد نظيرها في المصاحف قبله (پوپ، IX/926,928؛ ظ: التصميم 36).

 

و توجد ملازم أخرى من مصحف تمت كتابته و تذهيبه في 485ه‍، زينت حواشي بعض صفحاته بشمسات مذهبة، كما تم تزيين المسافات بينها بالزخارف الإسليمية المصممة بدقة (فلش 63؛ لينغز، الشكل 16؛ ظ: التصميم 37).

و في القرنين 6 و 7ه‍ فتحت صناعة لِبْن القاشانيات المزجّجة و الذهبية اللون مجالاً جديداً أمام الفنانين الإيرانيين لخلق تصاميم إسليمية جديدة و جميلة. وقد خلق أجملها فنانون معروفون مثل أبي زيد و أبي طاهر الكاشاني و أسرتهما (ظ: ن.د، أبوطاهر، أسرة) و قدموا من خلال وضع بعضها إلى جانب البعض آثاراً خالدة مثل محاريب الروضة الرضوية المقدسة (إتينغهاوزن، 424، الشكل 25: ظ: التصميم 38).

 

 

خلف الإسليمي الذي كانت له مكانة خاصة في فن الزخرفة الجصية، آخر مظاهره الرائعة في الأبنية التاريخية و منها في محراب المسجد الجامع في أصفهان المزين بالزخارف الجصية بتاريخ 710ه‍ و كذلك محراب ربيعة خاتون في أشترجان (في المتحف الوطني الإيراني حالياً) بتاريخ 708ه‍ (پوپ، VIII/390؛ هيل، الشكل 308؛ ظ: التصميمان 39 و 40).

 

حل فن القاشاني إلى حدما محل فـن التجصيص باعتباره زينة و زخرفة للبناء منذ القرن 8ه‍ فقد بدأ الاستخدام الشامل و الواسع للقاشاني المعرق و اللبني يزداد في الفن المعماري الإيراني وخاصة في الأبنية الدينية منذ هذا القرن. و قد هيأ هذا الأفق، مجالاً جديداً للفنانين المصممين للزخارف الإسليمية. و منذ هذا الحين نرى كلاً من الأقسام الداخلية و الخارجية من الأبينة مزينة بالقاشاني بتصاميم مختلفة منها الإسليمي، في حين أننا لم‌نكن نرى هذه الرخارف الإسليمية المجصصة، إلا في داخل الأبينة. ويمكننا أن نذكر على سبيل المثال تصميم البنائق في أعلى محراب مسجد جامع أبرقو والمنجز في حدود سنة 755ه‍، و لم‌يتبق من هذا البناء حالياً سوى القسم الأوسط من المحراب، حيث يتم الاحتفاظ به في المتحف الوطني الإيراني (پوپ، VIII/403؛ غودار، «أبرقو»، I(1)/56,59؛ مصطفوي، 153).

 

و هناك أثران يستحقان الاهتمام من القرن 8ه‍ يمثلان زخارفاً إسليمية مصممة في أطر مستطيلة على جانبي قوس نصف القبة لأيوان مدخل مسجد بامنار في كرمان، و المنجزة في 794ه‍ (پوپ، VIII/451، الشكل B) و الإسليميات المزخرفة على فوهة قوس أيوان صفّة عمر في المسجد الجامع في أصفهان و المنجزة في 768ه‍ (غودار، «تاريخ...» I(2)/240، الشكل 157؛ هنرفر، 136- 138؛ ظ: التصميم 41).

 

 

و في القرن 9ه‍ حيث أطلق على هذا التصميم القديم المطوّر اسم الإسليمي، نطالع ذروة استخدامه في جميع فروع الفنون التزيينية الإيرانية اعتباراً من تزيين الكتب و حتى تطعيم الخشب والحجر (ظ: لنتز، 146-147,198,209). و في هذا القرن كان الإسليمي أحد أكثر الزخارف شيوعاً في فن القاشاني. حيث يعد الإسليمي تصميماً شائعاً في فن القاشاني في مساجد گوهرشاد بمشهد، و ميرچخماق بيزد، و كبود في تبريز، و درب إمام في أصفهان، و كذلك في الكثير من الأبنية الدينية و المراقد في خـراسـان الكبـرى، و خـاصـة فـي هـراة و سـمـرقـنـد (پـوپ، VIII/431,449؛ ترابي، 91؛ غلمبك، ج II، الشكل 14؛ ظ: التصميم 42).

 

 

 

و في أبنية القرن 10ه‍ حافظت الزخرفة‌الإسليمية على القاشاني، على شيوعها، كما كان الحال عيله في القرن السابق. ويعد بناء القاشاني على واجهة الباب الشمالية بين بناء «هارون ولايت» والمدرسة المجاورة له و الذي أنجز في 918ه‍، و زين بالتصاميم الإسليمية الجميلة، في عداد النماذج الرائعة في هذا العصر (پوپ، VIII/458-459؛ هنرفر، 360-361؛ ظ: التصميم 43). و فضلاً عن ذلك، فإننا نشهد في هذا العصر مرة أخرى ازدهار التزيينات الجصية البسيطة والملونة في تزيين الأبنية الدينية وغيرها. وقد زخرف على جبهة محراب المسجد الجامع في ساوة (المبني في 918ه‍ (، أحد أجمل نماذج التجصيص الملون بالتصاميم الإسليمية (پوپ، VIII/460؛ مشكوتي، 219). و تشير أشعار نويدي الشيرازي أيضاً إلى الاستخدام الواسع للتصميم الإسليمي في التجصيصات و الجدران المزينة بالزخارف في القصور الجديدة التي شيدها الشاه طهماسب الصفوي في عاصمته الجديدة قزوين (دوحة الأزهار، 99). و يدل السجاد المتبقي من هذا القرن و الذي تزينه التصاميم الإسليمية على المتن و الحواشي، على انتشار استخدام هذا التصميم في فن حياكة السجاد (أردمان، الشكل 105؛ پوپ، II/1146).

الصفحة 1 من4

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: