الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / إستانبول /

فهرس الموضوعات

إستانبول

إستانبول

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/13 ۰۸:۳۴:۰۲ تاریخ تألیف المقالة

و اضطر العثمانيون إلی الاعتراف بسيطرة تيمور علی رقعة حكمهم (م.ن، 1/78). و في هذه الأثناء أذعن حاكم إستانبول أيضاً لطاعة تيمور، و وافق علی دفع الجزية (نظام‌الدين، 264)، وأخرج إثر ذلك الأتراك من إستانبول، و ألغی أيضاً المحكمة الإسلامية (أوزون چارشيلي، ن.ص). و مع أسر بايزيد الأول، حدثت نزاعات بين أبنائه علی خلافته. و منح سليمان أحد أبناء بايزيد، قسماً من مقدونيا و تراقيا و المناطق المحيطة بإستانبول علی امتداد بحرمرمرة و البحرالأسود إلی بيزنطة، بهدف إبعاد إخوته عن ساحة المنافسة، و استعادة المناطق التي فقدها أبوه، و حصل بذلك علی دعم هذه الدولة (شاو، 1/79-81؛ أوزون چارشيلي، ن.م، I/146-147). و فـي هذه الأثنـاء، استعـاد مـوسـی چـلبـي ــ بن الآخر لبايزيدــ و الذي كان يحكم أدرنة، المناطق التي كان سليمان قد تنازل عنها لبيزنطة و حاصر إستانبول، إلا أنه غض النظر عن محاصرتها بعد أن بعث إمبراطور بيزنطة الأمير أورخان الذي كان رهن الاعتقال في بلاط بيزنطة، إلی روم‌إيلي (أوزون چارشيلي، ن.ص). و أخيراً انتهی التنافس بين أبناء بايزيد الأول بالانتصار النهائي لمحمد چلبي، المعروف بمحمد الأول (هامرپورغشتال، 2/116-117؛ شاو، 1/85). و استأذن محمد الأول إمبراطور بيزنطة في اجتياز إستانبول للذهاب إلی الأناضول. فوافق علی طلبه، و دخل إستانبول بحفاوة و احترام، و ذهب إلی الساحل الآسيوي (هامر پورغشتال، 2/141-142)، و بذلك يعتبر أول سلطان عثماني دخل إستانبول.

و بعد وفاة محمد الأول، أمسك ابنه مراد الثاني بزمام أمور الدولة العثمانية (م.ن، 2/155-156). و حاصر هو أيضاً إستانبول في 825ه‍/1422م، و وعد جنوده بأن يوزع عليهم جميع خزائن إستانبول تشجيعاً لهم. و قد اشترك في هذه المحاصرة 20 ألف جندي بالإضافة إلی الأسطول البحري (م.ن، 2/168-170؛ أوزون چارشيلي، ن.م، I/389-390). و بذلك حوصرت القسطنطينية للمرة السادسة بواسطة العثمانيين (شاو، 1/92). و لكن إمبراطور بيزنطة بعث في هذه المرة أيضاً عم الملك مصطفی چلبي إلی الأناضول، فاضطر مراد الثاني إلی الكف عن المحاصرة (أوزون چارشيلي، ن.م، I/149).

و بوفاة مراد الثاني في 855ه‍/1451م، تولی الحكم بناء علی وصيته ابنه محمد الثاني الذي كان عمره آنذاك 21 سنة (هامرپورغشتال، 2/257؛ شاو، 1/105-107)؛ و قد كان بحاجة إلی تحقيق انتصار جديد من أجل تثبيت قوته و مركزه، و وحدة الدولة العثمانية. و هذا الانتصار كان يمكن تحقيقه بفتح إستانبول وهو الأمل الذي كان يراود المسلمين منذ فترة طويلة (م.ن، 1/107-108).

و أدت هزيمة الجيش العثماني أمام ملك المجر وحلفائه إلی أن تغلق سفن العدو طريق الدردنيـل ـ غليبولي، ولايمكن بالتالي إرسال قوات من الأناضول إلی روم‌إيلي. ولذلك تجسدت بوضوح ضرورة فتح إستانبول (أوزون چارشيلي، «تاريخ»، I/152). و لهذا السبب بدأ محمد الثاني بإعداد العدة لتحقيق هذا الهدف. و في البدء عقد الصلح مع جيرانه الأوروبيين مثل فالاشي (أفلاق)، وجنوى و فرسان جزيرة رودس بهدف جمع قواته في جبهة واحدة (هامرپورغشتال، 2/259). و تغلب بعد ذلك علی أمير قرامان (م.ن، 2/260؛ أوزون چارشيلي، ن.م، I/453-455؛ شاو، 1/109). ثم بدأ بعد ذلك بالاستعداد عسكرياً، و بناء التحصينات من أجل الهجوم علی القسطنطينية؛ و لذلك فقد بنی قلعة روم إيلي حصار، أو بغازكسن في الساحل الأوروبي من البوسفور (صولاق‌زاده، 191-192؛ هامرپورغشتال، 2/263؛ أوزون چارشيلي، ن.م، I/457-458). وأقدم على صناعة المدفعية في مدينة أدرنة (نشري، 2/690؛ أوزون چارشيلي، ن.م، I/463-464)، كما سيطر على حركة الدخول و الخروج من و إلى القسطنطينية (ن.م، I/467). ثم أمر نقل المدافع التي كان قد أعدها في أدرنة إلى خلف أسوار المدينة (ن.م، I/468)، و انطلق هو نفسه في 12 ربيع الأول 857ه‍/23 آذار 1453م من أدرنة، و وصل في 25 ربيع الأول /5 نيسان من نفس السنة إلى خلف أبواب القسطنطينية، وبدأ محاصرة المدينة. و قد ذكر أن عدد الجنود العثمانيين الذين شاركوا في هذه المحاصرة 250 ألفاً و عدد السفن 400 سفينة (نشري، ن.ص؛ هامرپورغشتال، 2/281-282).

و فضلاً عن ذلك، فقد شارك مع الجيش العثماني، و محاصرة القسطنطينية عدد من العلماء و شيوخ المتصوفة من أرجاء العالم الإسلامي (نشري، ن.ص)، فعززوا بتواجدهم الجانب الروحي والديني للمحاصرة (IA,V(2)/1189). و أخيراً فتحت القسطنطينية بعد 54 يوماً من المحاصرة، و 4 هجمات كبيرة، و ذلك قبيل فجر الثلاثاء 20 جمادى الأولى 857ه‍/29 أيار 1453م (نشري، 2/702-704؛ قـوامي، 63؛هـامـرپـورغشتـال، 2/301؛ اوزون ـ چارشيلي، ن.م، I/489)، و انتهت بذلك سيطرة الدولة البيزنطية التي استمرت 1125 سنة (هامرپورغشتال، ن.ص).

و استناداً إلى ماذكره نشري، و حسب إحدى الروايات، فإن النبي (ص) كان قد وعد و بشر بفتح إستانبول و قال إن الجنود والأمير الذين يفتحون القسطنطينية هم أفضل الجنود و الأمراء (2/706؛ أيضاً ظ: هامر پورغشتال، 2/277). و لقب السلطان محمـد الثانـي بالفاتـح بمناسبـة هـذا الانتصار الكبيـر (أوزون ـ چارشيلي، ن.م، I/490). و قد دخل المدينة في نفس اليوم الذي فتحت فيه القسطنطينية، و ذهب إلى كنيسة أيا‌صوفيا التي كان الأهالي قد لجأوا إليها، و ضمن في كلمة له حريتهم الدينية والقانونية، ثم أمر مؤذناً كان معه أن يرفع الأذان، و بذلك دوى صوت «لا إلٰه إلا الله» في عاصمة الحكم البيزنطي (هامرپورغشتال، 2/302-303؛ أوزون چارشيلي، ن.م، I/491)؛ وفي يوم الجمعة أدى الصلاة في أياصوفيا، و قرئت الخطبة باسمه (نشري، 2/706-708).

و في 858ه‍/1454م انتقلت عاصمة الإمبراطورية العثمانية من أدرنة إلی القسطنطينية (YA,VI/3886). و لم‌يكن فتح القسطنطينية يحظی بأهمية كبيرة للدولة العثمانية، ذلك لأنهم كانوا يسيطرون علی شبه جزيرة البلقان و قسم من أوروبا دون أن يكونوا بحاجة إلی الاستيلاء علی هذه المدينة، و لكن السيطرة عليها باعتبارها مركزاً إدارياً ـ تجارياً و عسكرياً كبيراً، كان من شأنها أن تجعل الدولة العثمانية قادرة علی السيطرة علی الممرات المائية بين البحرالأسود و المتوسط التي هي حلقة الوصل التجارية مع المناطق الشمالية و الشرقية، هذا فضلاً عن تسهيل إدارة الإمبراطورية العثمانية و الإشراف عليها (شاو، 1/111)، و لذلك فقد أصدر السلطان محمد بعد الاستيلاء الكامل علی المدينة أوامر بهدف إعادة نشاطها السياسي و الاقتصادي، و سعى في إعمارها.و استدعی الكثير من المناطق المجاورة بهدف زيادة عدد نفوسها (نشري، 2/708) من أتباع الديانات المختلفة (شاو، 1/114). و اختار بنفسه بطرك إستانبول لجلب دعم المسيحيين (هامرپورغشتال، 3/8-10)، و أسس مراكز تجارية جديدة كان أتباع الطوائف المختلفة يمارسون أنشطتهم التجارية فيها بحرية (YA,V/3812). كما نشط في إعادة بناء مظاهر الدمار التي خلفتها المحاصرة و الحرب، و ترميم الممرات المائية و ما إلی ذلك (شاو، ن.ص)، و بنی بعض المؤسسات مثل الأسواق والمدارس و المساجد و دور الشفاء و غيرها (نشري، 2/710-712)، و حول 8 كنائس إلی مساجد (هامرپورغشتال، 3/215). وقد أدی هذا التوسع الاقتصادي و الثقافي المتزايد إلی أن تصبح إستانبول أحد المراكز الثقافية المهمة في العالم الإسلامي (YA,VI/3886). و علی إثر هذه الأعمال، ارتفع عدد سكان المدينة بحيث كانت تعتبر خلال 926-1235ه‍/1520-1820م أكثر مدن العالم سكاناً طيلة 3 قرون (أوزتونا، XII/167).

و بعد أن سيطر السلطان محمد علی القسطنطينية، بعث رسائل إلی الشخصيات المختلفة و منها شريف مكة، أخبرهم فيها بهذا الانتصار (فريدون‌بك، 1/239-240). و استمر الازدهار الاقتصادي الذي كان قد بدأ مع فتح القسطنطينية في القرون التالية أيضاً، و لكن هناك أحداثاً وقعت أثناء ذلك سببت تأزم حياة أهالي المدينة مثل الزلازل و الحرائق و الثورات السياسية والاجتماعية مثل ثورة الإنكشارية، و منها الزلازل التي وقعت سنة 915ه‍/1509م (هامرپورغشتال، 4/69)، و 1058ه‍/1648م، و 1312ه‍/1894م، و حرائق السنين 1070ه‍/1660م، و محرم 1105ه‍/1693م، و1130ه‍/1718م و التي استمرت 4 أيام والتهمت خلاله النيران 900,51 منزل سكني و283,2 محلاً تجارياً، و 170 مسجداً و كنيسة، و كذلك حرائق سنتي 1329ه‍/1911م و 1336ه‍/1918م (أوزتونا، XII/188-190).

و في 1242ه‍/1826م ألغيت تنظيمات الإنكشارية، و انتشرت القوات الإنجليزية في معسكر سليمية في أسكودار دعماً للدولة العثمانية (YA، ن.ص؛ شاو، 2/243). و في نفس القرن اتخذت خطوات مهمة في مجال إدارة مدينة إستانبول و إعمارها استلهمت من التحولات في الغرب. و قد كان هذا التحول ملفتاً للنظر أكثر في قسم غلطه ـ بي‌أوغلو. فقد تم إحداث شوارع و مبان جديدة، كما زودت المدينة بالكهرباء و الغاز، و أسس فيها ترامواي أيضاً. و علی الرغم من كل هذه التحولات ظلت إستانبول محتفظة بخصائص المدن الإسلامية (YA، ن.ص).

و في أوائل القرن 14ه‍/20م شهدت إستانبول أحداثاً تاريخية مهمة. ففي 24 ذي القعدة 1326ه‍/17 كانون الأول 1908م وعد عبدالحميد الثاني خلال مراسم افتتاح المجلس الجديد، بتطبيق الدستور (شاو، 2/469-470)، و لكن المجلس لم‌ينجح في اتخاذ القرار بشأن تنفيذ الدستور بسبب الاختلافات الداخلية. و من جهة أخری فقد أعلن معارضو الدستور ثورتهم (م.ن، 2/470) وتسببوا في حادثة 31 آذار. و علی إثر هذه الثورة قدم الجيش العثماني الثالث من سالونيك إلی إستانبول، و أعلن الأحكام العرفية (ظ: ن.د، الاتحاد المحمدي)، و خلع عبدالحميد بعد ذلك من السلطنة (م.ن، 2/476). و خلال حروب البلقان حاصرت القوات البلغارية أدرنة أولاً، ثم إستانبول (م.ن، 2/495). و في 1331ه‍/1913م سيطرت لجنة الاتحاد و الترقي و الأتراك الشبان علی إدارة الحكومة العثمانية، و أعادت تنظيم بلدية إستانبول، و أسست مجلس المدينة (م.ن، 2/515-516).

و في الحرب العالمية الأولی، كانت الدولة العثمانية مع دول الائتلاف (م.ن، 2/522). و بعد انتهاء الحرب، و التوقيع علی ميثاق هدنة مودروس، عززت الحكومة البريطانية إشرافها علی مدينة إستانبول و المضائق. و بعد ذلك اجتاز أسطول الحلفاء في 19 صفر 1338ه‍/13 تشرين‌الثاني 1919م المضائق، و احتل إستانبول بشكل رسمي. و كان الإشراف العسكري بيد حكومة بريطانيا، و تتولی الإدارة السياسية للحكومة لجنة من ثلاثة أشخاص، مؤلفة من ممثلي بريطانيا و إيطاليا و فرنسا في إستانبول (م.ن، 2/555). و منذ الأيام الأولی من الاحتلال، بدأت المقاومة ضد قوات الحلفاء بتشكيل جمعية «قره كول» في إستانبول. و كان أعضاء هذه الجمعية يرسلون باستمرار الأسلحة والذخيرة من إستانبول إلی الأناضول (م.ن، 2/569).

و مع نشوب معارك الاستقلال في 1919م، تأزمت الأوضاع في إستانبول أيضاً. و تشكل آخر مجلس مبعوثان عثماني في جمادى ‌الأولی 1338/كانون‌الثاني 1920 في إستانبول، و قد قرئت فيه برقية ترحيب مصطفی كمال باسم اللجنة المنتخبة، وبذلك فقد أعلن أن لجنته المنتخبة هي الحكومة القانونية الوحيدة في تركيا. و انتقدت بريطانيا حكومة إستانبول بسبب تساهلها في قمع الوطنيين. و من جهة أخری، فقد اعتبر المجلس في بيان له مدينة إستانبول مركز الخلافة الإسلامية والدولةالعثمانية، و طالبوا بأن تتم المحافظة عليها من أي خطر (م.ن، 2/580-581). و علی إثر هذا القرار وجه الإنجليز جميع قواتهم من الأناضول إلی إستانبول و احتلوا المدينة في 24 جمادی الآخرة 1338ه‍/15 آذار 1920م (YA,VI/3873)، و أعلنوا الأحكام العرفية (شاو، 2/582). و أخيراً غادرت القوات البريطانية إستانبول إثر انتصار القوی الوطنية، و التوقيع علی معاهدة لوزان في محرم 1342ه‍/1923م (م.ن، 2/611)، و كان خروج قواتهم من إستانبول في 24 صفر 1342ه‍/6 تشرين‌الأول 1923م، ودخلت المدينة فرقة من الجيش الوطني التركي محاطاً باستقبال واسع من قبل الأهالي، و بذلك انتهی آخر احتلال أجنبي لإستانبول المسلمة (م.ن، 2/614-615)، و في 2 ربيع‌الأول 1342ه‍/13 تشرين‌الأول 1923م انتقلت العاصمة إلی أنقرة بناء علی قرار المجلس الوطني الكبير لتركيا (م.ن، 2/615).

 

الاقتصاد

تعد إستانبول من الناحية الاقتصادية أيضاً أكبر مركز في تركيا. حيث تتركز ثلث جميع الأنشطة الاقتصادية لتركيا فيها و من بينها المؤسسات الاقتصادية الكبری مثل البنوك، والشركات التجارية الكبرى و المواصلات و مؤسسات التأمين والتشغيل و ما إلی ذلك («دائرةالمعارف الجديدة»، IV/1532؛YA,VI/4083). و لكن الزراعة لاتتمتع بنفس مستوی ازدهار قطاع الصناعة و التجارة. فلايعمل في قطاع الزراعة سوی 10٪ من السكان العاملين في إستانبول. فقد أدی التصنيع المفقتر إلی التخطيط، و استبدال الأراضي الزراعية حول المدينة بمناطق سكنية إلی قلة الأراضي الزراعية، و لكن توظيف الأساليب الحديثة و المتطورة في الزراعة أدی إلی ارتفاع مستوی الاستثمار الزراعي. و تنتشر في إستانبول زراعة القمح و الحبوب و النباتات الصناعية و البذور الزيتية و الفواكه و الخضراوات. كما تزدهر زراعة أشجار الزيتون و خاصة في يالوفا. كما تعد تربية الزهور من أنشطة الزراعة المهمة في المدينة و المحافظة، حيث تم تصدير قسم من منتجاتها. و من النشاطات الأخری لقطاع الزراعة، التربية المتطورة للمواشي. كما ينتشر صيدالسمك بشكل واسع في إستانبول بسبب موقعها الجغرافي، و اتصالها بالبحرالأسود و مرمرة، و ممرالبوسفور؛ بحيث تعد أكبر مركز في تركيا من حيث المنتجات البحرية و خاصة أنواع السمك («دائرةالمعارف الجديدة»، IV/1532؛YA,VI/4082-4083).

 

الصناعة

تعتبر هذه المحافظة أكثر محافظات تركيا تطوراً من حيث النشاطات الصناعية أيضاً. ذلك لأن ثلث المنتجات الصناعية في تركيا يتم إنتاجها في هذه المدينة. و يعمل 37٪ من القوی العاملة في إستانبول في قطاع الصناعة. و تشير إحدی إحصائيات 1979م إلی أن 46 وحدة من كل 100 ورشة كبيرة في تركيا توجد في هذه المدينة، كما تنفرد إستانبول بـ‍ ‍5/32 ليرة من كل 100 ليرة من الدخل و الأرباح. و يعود القسم الأهم من المؤسسات الصناعية إلی القطاع الخاص. و تنشط في هذه المدينة جميع قطاعات الصناعة كبيرها و صغيرها، و لكن القسم الأكبر هو من نصيب الصناعات التي تتعهد إنتاج المكائن الصناعية. وتعتبر الصناعات الغذائية و الكيمياوية و الحياكة و النسيج، الفروع الأساسية للصناعة في إستانبول (YA,VI/4083؛ «دائرةالمعارف الجديدة»، IV/1533).

كما تعتبر إستانبول أنشط مدن تركيا من حيث النشاط التجاري. تتصدر تجارة المنتجات الصناعية التي تنتج في إستانبول و المدن الأخری قائمة التبادل التجاري، حيث توجد في هذه المدينة 19٪ من مجموع المتاجر و 41٪ من مراكز البيع بالجملة في تركيا. كما يسيطر تجار إستانبول علی ثلث واردات تركيا وخمس صادراتها، و تقع في إستانبول مراكز21 مصرفاً من مجموع 46 مصرفاً في تركيا (ن.صص).

ترتبط إستانبول بجميع مناطق العالم برياً و بحرياً و جوياً. وقد تم افتتاح أول جسر علی مضيق البوسفور بطول 400,1متر في 1973م، حيث أتاح التردد بين جانبي البوسفور، و سهل أيضاً عملية المرور براً.

 

الأنشطة التعليمية

تحتل إستانبول من الناحية التعليمية المقام الأول، كما هو حال الأنشطة الاجتماعية الأخری، رغم أنها لاتمثل المركـز الإداري ـ السياسي لتركيا. ففي هذه المدينة يواصل الدراسة سدس طلاب الثانويات، و ثلث مجموع الطلاب الجامعيين في تركيا. و قد تأسست أول كلية في 425م عبر توسيع مدرسة كان قد أسسها قسطنطين. كانت هذه الكلية تضم 31 عضواً في الهيئة التدريسية، كانوا يدرسون الفلسفة و الحقوق و اللغتين اللاتينية و اليونانية و كذلك فن الخطابة (YA,V/3803-4088).

كانت هذه المدينة طيلة تاريخها و خاصة في القرن 19م مركز التربية و التعليم و تنفيذ السياسات التعليمية للحكومة، حيث تشكلت في هذه المدينة المدارس و الكليات العسكرية، ثم المدارس الحديثة بعد إلغاء تنظيمات الإنكشاريين (ن.م، VI/4083-4084). و تعد في الوقت الحاضر أفضل المدن الجامعية في تركيا من خلال احتوائها على 6 جامعات كبيرة و مراكز علمية و ثقافية («دائرةالمعارف الجديدة»، IV/1532).

 

السياحة

كانت إستانبول طيلة التاريخ ممراً للكثير من السياح، حيث وصفها كل منهم من منظاره. فقد أسهب ابن‌بطوطة في القرن 8ه‍/14م في الحديث عن دخوله القسطنطينية و كيفية استقباله (ص 345-346)، و وصفها قائلاً: «و هي متناهية في الكبر، منقسمة قسمين، بينهما نهر عظيم المد و الجزر [من المحتمل أن يكون خليج القرن الذهبي] علی شكل وادي سلا من بلاد المغرب، و أحد القسمين من المدينة يُسمی أصطنبول و فيه سُكنى السلطان و أرباب دولته و سائر الناس، و أسواقه و شوارعه مفروشة بالصّفاح و علی كل سوق أبواب تُسدُّ عليه بالليل و أكثر الصناع و الباعة بها النساء ... و أما القسم الثاني منها فيسمی الغَلَطة وهذا القسم خاص بنصاری الإفرنج يسكنونه» (ص 350-351)؛ كما ذكر أيا صوفية (ن.ص) و الصوامع أيضاً (ص 397-399). وهناك أيضاً رحالة مغربي آخر هو أبوالحسن علي بن محمد بن التمجروتي (تـ‍ 1003ه‍/1595م) الذي ذهب سفيراً إلی البلاط العثماني في عهدالسلطان مراد الثالث (سل‍ 982-1003ه‍/1574-1595م)، و دون تفاصيل رحلته في كتاب النفحة المسكية في السفارة التركية (البغدادي، هدية، 1/750، إيضاح، 2/671). و قد ذكر الموقع الطبيعي لإستانبول، و إحاطة البحر بها، و أسواقها، ومسجد أياصوفية، و اكتساء أزقتها بالأحجار، و البيوت الخشبية، و مصانع السفن، و كثرة الكتب والمكتبات فيها (ظ: YA,VI/3882). و يستعرض حاجي خليفة (ت‍ 1067ه‍/1657م) بالتفصيل الأحداث التاريخية في إستانبول منذ العصر الإسلامي وكذلك العثماني، و أبنيتها التاريخية، و حاراتها مثل أيوب وقاسم‌باشا و أسكودار و فنرباغجه (ظ: ن.م، VI/3882-3883). ويقدم محمد ظبي بن درويش أولياچلبي (1020-1090ه‍/1611-1679م) و الذي ولد و نشأ هو نفسه في إستانبول، أكثر المعلومات تفصيلاً عن إستانبول في كتابه المعروف سياحت نامه (1/361). و قد خصص المجلدالأول من كتابه المهم هذا لمدينة إستانبول، و ذكر فيه سبب تسميتها (1/55)، و المحاصرات التي تعرضت لها (1/74-91)، و مساجدها الكبری (1/122 و مابعدها)، و أحداث عهدالسلاطين العثمانيين و حاراتها و زواياها و تكاياها و نقاباتها (1/487-674) مع ذكر التفاصيل.

الصفحة 1 من4

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: