الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / إستانبول /

فهرس الموضوعات

إستانبول

إستانبول

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/13 ۰۸:۳۴:۰۲ تاریخ تألیف المقالة

المناظر الطبيعية

تعتبر إستانبول إحدی المناطق الفريدة من نوعها في العالم و تركيا من ناحية جمال الطبيعة. فالمناخ المناسب، و الموقع الجغرافي المتميز، و غزارة مصادرالمياه، كل ذلك جعل هذه المنطقة من المناطق الجميلة في العالم. و رغم أن ارتفاع السكان، و تلوث البيئة في السنوات الأخيرة، و كذلك زوال مصادرالمياه، و الاتجاه نحو الصناعة يمثل خطراً كبيراً يهدد جمال الطبيعة، إلا أن إستانبول ماتزال تحتفظ بمكانتها. و تنقسم هذه المناظر و المنتزهات إلی قسمين آسيوي و أوروبي: و يتركز القسم الآسيوي في الساحل الشرقي من البوسفور و الهضاب المطلة علی هذا الممر المائي. و أهمها بيكوز المطلة علی البحرالأسود و باشا‌باغجه و كادي‌كوي (قاضي‌كوي) وأسكودار وچامليجا و أيدوس و يالوفا و أطرافها؛ و يشتمل القسم الأوروبي الذي يقع أكثر مناطقه في الضفة الغربية من البوسفور، علی بيوك دره و أميركان و ببك و ساري‌ير وكذلك الغابات المعروفة ببلغراد و حدائق يلدز و كلخانه و غيرها (ن.م، V/3776-3782). كما يمكن ذكر جزر بحرمرمرة العشر المعروفة بجزر پرنس أيضاً (ن.ص).

 

المناجم

لاتعتبر إستانبول غنية كثيراً من حيث الثروة المعدنية. و أهم مناجمها تراب الخلب الذي يمثل الاحتياطي الأكبر في تركيا. و من المعادن الأخری: المنغنيز، و الصلصال الصيني، واللينييت، و الكوارتزيت، و المواد الأولية لإنتاج الإسمنت، والبنتونيت. و تشكل المناجم و استخراج المعادن المهمة 3/6٪ من الدخل الخالص لتركيا («دائرةالمعارف الجديدة»، IV/1533؛ YA,V/3775). كما يتواجد قسم من المياه المعدنية لتركيا في محافظة إستانبول علی بعد 11 كم من يالوفا، حيث كان و مايزال سكان تلك المنطقة يستخدمونها طيلة التاريخ. تتراوح حرارة هذه المياه المعدنية بين 59°-65° مئوية («دائرةالمعارف الجديدة»، ن.ص؛ YA,V/3785-3786).

 

المواصلات

تعتبر إستانبول في الوقت الحاضر أيضاً موضع تلاقي الطرق البرية و الجوية و البحرية المهمة. كما ترتبط إستانبول بأوروبا عن طريق السكك الحديدية من محطة سيركه‌جي في القسم الأوربي عبر أدرنة، و بالأناضول و إيران والعراق من محطة حيدر باشا في القسم الآسيوي من إستانبول، ومنه بالبلدان الآسيوية الأخری. تعد إستانبول من الموانئ الكبرى في تركيا، و ترتبط عبرالبحر بمناطق العالم الأخری أيضاً. و يعتبر مطار إستانبول الدولي المعروف باسم يشيل‌كوي، أحد المطارات العالمية المهمة («دائرةالمعارف الجديدة»، IV/1534).

 

تاريخها

أثبتت التنقيبات العديدة في المنطقة التي بنيت فيها مدينة إستانبول، وجود مواطن حياة فيها. و تدل الدراسات التي أجريت علی الآثار المكتشفة فيها علی أن هذه المنطقة، كانت آهلة بالسكان منذالعصر الحجري القديم الذي قدر طوله من 100 ألف إلى 35 ألف سنة قبل الميلاد. و تقع أقدم هذه المناطق الآهلة في منطقة «كوجوك چكمجه» (چكمجه الصغری) علی بعد 20 كم إلی الشمال الغربي من إستانبول الحالية في غار ياريم بورغاز (YA,V/3797-3798). و خلال هذه الدراسات والتنقيبات تم اكتشاف الآثار المتعلقة بالعصر الكالكوليتي ــ 4 إلی 3 آلاف ق.م (ن.ص) ــ في فكرت تپه، و بنديك، و توزلا (ن.م، V/3798-3799). و تدل هذه الآثار علی أن سكان هذه المنطقة كانوا يعرفون الزراعة في الألف الرابع ق.م، و كانوا يستغلون البحار أيضاً (ن.ص). و تدل بقايا الهياكل العظمية، و بعض الأدوات في القسم الآسيوي من إستانبول و التي يعود تاريخها إلی الألف الثالث ق.م علی أن مثل هذه المناطق المأهولة كانـت موجودة بشكل متسلسل.

وقد كان أول السكان في عصر مابعد التاريخ في مدينة إستانبول، قوم من الجنس الهندوأوروبي، و كانوا يعيشون في شرق شبه جزيرة البلقان (IA,V(2)/1144). و قد توجه اليونانيون إلی الأناضول حوالي 200,1 ق.م عندما أخرجهم الإيليريون الأوروبيون من مساكنهم. وقد سكنت طائفة منهم ومن بينهم التراقيون ــ أول سكان إستانبول ــ ثم الفريجيون و البيتينيون، إستانبول وأطرافها (IA، أيضاً YA، ن.صص). و منذ 750-550 ق.م استمر تدفق المهاجرين من بلاد اليونان الأصلية إلی الأناضول. وقد كان من بين الأسباب الرئيسة لهذه الهجرة قلة الأراضي الزراعية، والطبيعة الجبلية للمنطقة، و قلة الإمكانيات الاقتصادية. و في هذه الأثناء واصل الدوريون الذين كانوا قد سيطروا علی بلاد اليونان، السياسة التوسعية باتجاه آسيا. ثم بنی الميغاريـون ــ مـن أهالي اليونان ــ في 680 ق.م خلقيدونة، أي كادي‌كوي الحالية (ن.م، V/3799) في القسم الآسيوي من إستانبول في سعيهم للبحث عن أرض جديدة. و بعد فترة أسست مجموعة أخری من الميغاريين بقيادة بيزاس في 660 ق.م النواة الأولی لمدينة إستانبول فوق تل مطل علی بحر مرمرة و خليج القرن الذهبي في القسم الأوروبي (ظ: YA,V/3800; IA,V(2)/1145). و رغم أن هذه المدينة كانت مستوطنة، و لكنها كانت مستقلة عن أرض المهاجرين (ن.ص).

و في القرن 7 ق.م ظهرت في المنطقة قوة سياسية جديدة وهي الإمبراطورية الأخمينية بقيادة قورش. تغلب قورش في 547 ق.م علی كروسوس حاكم ليديا، و أخضعه لطاعته، و سيطر علی منطقة الأناضول، و أصبحت ليديا التي كان مركزها سارد أحد أجزاء (مقاطعات) إيران (أُمستد، 38-41). و في 513 ق.م هجم داريوس علی بلاد السيثانيين بهدف قمعهم و السيطرة علی تراقيا (هيرودوتس، 265؛ پيرنيا، إيران...، 1/593). و امتد هجومه من السوس حتى خلقيدونة (هيرودوتس، 269)، و عبرالجسر الذي كان قد شيد علی البوسفور في إستانبول. و تم بناء عمودين حجريين علی ضفة البوسفور بأمر من داريوس. و كتب علی أحدهما بالخط و اللغة اليونانية و على الآخر بالخط السرياني أسماء الشعوب المختلفة التي شاركت في هذا الهجوم و كانوا كلهم من أتباع داريوس (م.ن، 270). و دخل داريوس بعد ذلك أرض تراقيا (م.ن، 271)، ثم توجه نحو الدانوب، و أخضع المدن الكبيرة و الصغيرة في منطقة تراقيا لطاعته (م.ن، 271-289). وبذلك تشكلت مقاطعة جديدة باسم تراقيا تضم إستانبول أيضاً، وأصبحت تدفع الخراج لإيران (YA، ن.ص). و بانتصار داريوس خضعت لحكم إيران تراقيا الشمالية و منطقة البغاز، أي البوسفور والدردنيل و السواحل الغربية من البحرالأسود. و قد تسبب ذلك إلى ركود التجارة بين الأيونيين و مستوطنات الأناضول الغربية (ن.ص). و لذلك فقد حدثت في حوالي 500 ق.م ثورات ضد إيران بتحريض من أريستاغوراس (پيرنيا، تاريخ...، 88) تولی قيادتها الأيونيون و قد أحرقوا مدينة سارد (هيرودوتس، 313-315)، و لكنهم هزموا في نهاية المطاف (پيرنيا، ن.م، 89) وخضعت جميع تلك المناطق و منها إستانبول لسيطرة إيران مرة أخری (YA، ن.ص).

و بعد معارك عديدة، شكل اليونانيون حلفاً كان مركزه في جزيرة ديلوس و لذلك عرف بحلف ديلوس، بهدف تعزيز بنيتهم الدفاعية، و كذلك ضمان استقلال و تحرر المدن الواقعة في جزر بحر إيجه و الأناضول. و كانت أثينا تقود هذا الحلف. و استطاع الأسطول البحري لهذا الحلف أن يستعيد سواحل تراقيا من الإيرانيين، فسيطر الأثينيون في حوالي 410-409 ق.م علی البغازيين و خلقيدونة (ن.ص؛ أمستد، 264). و في 408 ق.م حاصر الأثينيون بيزنطيون وخلقيدونة (أومار، II/33). و في السنوات 389-386 ق.م، نشبت الحرب بين أثينا و إسبرطة مرة أخری في الأناضول و تراقيا. و جال القائد الأثيني في ممر الدردنيل و بحرمرمرة، و وصل إلی إستانبول، و مسك بزمام الأمور فيها بعد أن نشر أسطول أثينا في البوسفور، و أسقط حكم الأقلية (م.ن، II/81-82). و بعد تشكيل حكومة مقدونيا، حاصر فيليب المقدوني إستانبول، لكنه لم‌يفلح بفتحها (YA,V/3801). وفي 318 ق.م استولی أحد قادة الإسكندر علی بيزنطيون (أومار، II/118). و كانت إستانبول تعد أثناء سيطرة قادة الإسكندر علی المناطق الواقعة تحت نفوذه، من المراكز التجارية المهمة (YA، ن.ص). وفي 280 ق.م و خلال هجرة الغلطيين من شمال أوروبا إلی الجنوب الشرقي منها، دخلت مجموعة أخری بيزنطيون (أومار، II/141). فنهبوا المدينة، وأجبروا الأهالي علی دفع الضرائب (YA، ن.ص). و شكل البيتينيون أيضاً حكومة في هذه المنطقة، وحكموا باستقلال تام حتی 74 ق.م، حيث انضمت دولتهم إلی الإمبراطورية الرومية (ن.ص؛ أومار، II/157-158).

و اعترفت روما ببيزنطيون، كدولة مدينة تتمتع بحكم ذاتي، ودافعت عنها أمام هجوم التراقيين (YA، ن.ص)؛ و لكن إمبراطور روما أنهی في 72م الحكم الذاتي لبيزنطيون، و ضمها إلی ولاية بيتينيا ـ بونتوس (أومار، II/233). و في 193م، بادر إمبراطور روما إلی قمع أحد القادة الروم في شرق الإمبراطورية ــ و الذي كان يسعی للسيطرة علی الحكم (ن.ص) ــ و هزمه وقمع مؤيديه بشدة و دمر بيزنطيون أيضاً (م.ن، II/240-241)، ولكنه سمح بعد بضع سنوات إلی إعادة بنائها و ذلك بناء علی طلب ابنه (ن.ص). و في القرن 3م هجم القوط علی شبه جزيرة البلقان، وبيزنطيون أيضاً (م.ن، II/257). وقد أدت الأزمة السياسية ـ الاقتصادية في القسم الغربي من الإمبراطورية الرومية من جهة، واتساع حجم التبادلات التجارية من جهة أخری في القرن 3م إلی تطور بيزنطيون و اتساعها (YA، ن.ص).

و في عهد إمبراطورية قسطنطين، و عندما انتصر على منافسه ليسينيوس، أذعنت بيزنطيون و خلقيدونة و أسكودار لطاعته (أومار، II/267؛ غيبون، 1/412). و بهذا الانتصار، تعززت مرة أخری فكرة انتقال العاصمة من غرب الإمبراطورية الرومية إلی شرقها، وقد اختيرت في البدء نيقومديا (إزميت)، و لكنها استبعدت لأنها لم‌تكن مناسبة من ناحية اتصالها بالبحر و الموقع العسكري، و بعد عملية البحث اختيرت أخيراً بيزنطيون بسبب موقعها الجغرافي و جمالها و أمنها و ثرواتها (أومار، II/268؛ غيبون، 1/419)، و اعتبر الروم هذا الاختيار إلهاماً، و عطية إلٰهية (ن.ص). و بدأ بعد ذلك السعي من أجل توسيع المدينة و إعمارها (أومار، ن.ص).

و قد بادر قسطنطين نفسه إلی رسم حدود المدينة ماشياً و هو يحمل رمحاً. و ذكر أن محيط المدينة الجديدة بلغ في عهد قسطنطين 16 ميلاً يونانياً (حوالي 14 ميلاً رومياً) (غيبون، 1/420-421). و استعان قسطنطين من أجل بناء المدينة الجديدة بالعمال و أصحاب الحرف و الصناعات، و لكنه لم‌يعتبر جهودهم كافية، فأمر بتأسيس المدارس المعمارية في جميع أرجاء الإمبراطورية الرومية. و تخرج منها فيما بعد الكثير من الفنانين الذين بنوا القصور و الآثار الفنية الأخری لهذه المدينة (م.ن، 1/422). و أخيراً افتتحت المدينة الجديدة التي كانت أربعة أضعاف المدينة القديمة و كان عدد سكانها يبلغ 200 ألف نسمة، في 330م بعد إقامة مراسم خاصة، و أصبحت مركز حكومة روما (أومار، ن.ص). و بني تذكاراً للمدينة الجديدة، تمثال لقسطنطين من الخشب المنقوش بالذهب و هو يمسك بيده وجهاً للإلٰه المحافظ، و كانوا يضعونه في كل ذكری سنوية لتأسيس المدينة الجديدة علی عربة في ظل مراسم خاصة، و يحملونه إلی ساحة سباق الخيل، و عندما تصل العربة الحاملة للتمثال إلی مقابل المقصورة الخاصة بالإمبراطور، فقد كان الأخير ينهض من موضعه، ويؤدي الاحترام لذكری سلفه. و قد سميت المدينة الجديدة في مراسم افتتاحها بروما الجديدة، أو روما الثانية بأمر قسطنطين (غيبون، 1/427). و بعد الاعتراف رسمياً بالديانة المسيحية (م.ن، 1/505) ازدادت أهمية هذه المدينة، و أصبحت أهم مركز ثقافـي ـ فني و سياسي ـ اقتصادي في العالم المسيحي (YA,VI/3886). وبعد تقسيم روما في 395م إلی قسمين شرقي و غربي، أصبحت هذه المدينة مركز الإمبراطورية الرومية الشرقية (بيزنطة) (أومار، II/281-282؛IA,V(2)/1146).

و في القرن 5م، استمرت هجرة الشعوب المختلفة مثل القوط والهون الذين كانوا يهددون الإمبراطورية. و عزز ثيودوسيوس الثاني الإمكانيات الدفاعية للمدينة للحيلولة دون تدميرها، ومواجهة تلك الشعوب، و ضرب حولها أسواراً جديدة (ن.ص؛ رانسيمان، 35). و في القرن 6م أصبحت بيزنطة و خاصة المدينة الجديدة مسرحاً للتنافس و الصراع بين الطوائف الدينية المختلفة التي عرفت بالخضراء و الزرقاء (YA,V/3804). و قد كانت هذه المدينة في عهد إمبراطورية يوستينيانُس (جوستينين) في ذروة ازدهارها (رانسيمان، 36) و مركز التجارة بين أوروبا و آسيا (YA، ن.ص).

و خلال الحروب بين إيران و روما في عهد هرقل، كلف خسرو أبرويز الذي كان قد شعر بالقلق من فتوح الروم، في 626م قائده شاهين بمحاصرة هذه المدينة، و أوصی بأن تتم السيطرة عليها عبر التحالف مع الآواريين (الطبري، 2/182؛ پيرنيا، تاريخ، 224؛ رانسيمان، 40)، و لكن الإيرانيين لم‌يحققوا نتيجة من هذا الهجوم و المحاصرة.

و مع ظهور الدين الإسلامي، و هجمات المسلمين علی الإمبراطورية الرومية، بدأ عصر جديد في تاريخ المنطقة و هذه المدينة أيضاً التي سميت فيما بعد بالقسطنطينية، فقد حاصرها المسلمون 3 مرات حتی القرن 4ه‍/10م (المسعودي، التنبيه، 140). و في المرة الأولی تقدم المسلمون في 48ه‍/668م حتی خلقيدونة (كادي‌كوي)، و في السنة التالية اجتازوا مضيق البوسفور بعد وصول قوات إضافية، و حاصروا القسطنطينية. وقيل إن أباأيوب الأنصاري (ن.ع) شارك في هذا الهجوم، و لكنه توفي أثناء محاصرة إستانبول، و دفن بالقرب من أسوار المدينة («دائرةمعارف الديانة... »، VI/233). و في 56ه‍/676م خرج يزيد بن معاوية لمحاربة الروم، و وصل إلی إستانبول (اليعقوبي، 2/176). و أخيراً تم فك الحصار عن إستانبول و الذي استغرق 7 سنوات، بمساعدة القوة البحرية لليونان («دائرةمعارف الديانة»، VI/234).

و في 97ه‍/716م بعث سليمان بن عبدالملك جيشاً لمحاربة الروم و أمر بالتقدم حتى القسطنطينية، فحاصرها و فتحها (اليعقوبي، 2/299). و في 164ه‍/781م أيضاً توجه المسلمون نحو القسطنطينية للجهاد، فعرض الروم الصلح عليهم، و وافق المسلمون عليه (م.ن، 2/396).

و بعد معركة ملازكرد في 463ه‍/1071م (يوجل، 65-66)، وسع الأتراك نفوذهم في جميع أرجاء الأناضول و حتى سواحل بحر مرمرة و إيجه مستغلين الأوضاع المضطربة للدولة البيزنطية (رانسيمان، 52؛ «دائرةمعارف الديانة»، VI/237). و كان سليمان ابن قوتلمش يتولی قيادة الأتراك و هو مؤسس الأسرة السلجوقية في آسيا الصغری (يوجل، 97-98).

و في حوالي سنة 483ه‍/1090م، كان التحالف بين جغابك أمير إزمير، و البَجَنَكيين في البلقان و الذين كانوا يستهدفون السيطرة علی القسطنطينية، يهدد هذه المدينة (م.ن، 218-219). وحاصر جغابك و حلفاؤه المدينة من البحر و البر («دائرةمعارف الديانة»، VI/237)، و لكن الإمبراطور ألكسيوس كومنينوس هزم البجنكيين، و عاد جغابك إلی إزمير (يوجل، ن.ص).

و في الحروب الصليبية كانت القسطنطينية تتعرض للهجوم بين الحين و الآخر. و قد تم خلع إيساكوس الثاني (حك‍ 581-591ه‍/1185-1195م) الذي كانت فترة حكمه فترة فقر و تعاسة لبيزنطة، من قبل أخيه ألكسيوس الثالث (رانسيمان، 54). و ذهب ابن إيساكوس إلی غرب أوروبا للحصول علی المساعدة. فاستغل الغربيون الفرصة، و أعدوا القوات لرابع هجمة صليبية و وجهوها إلی القسطنطينية، و أجلسوا علی العرش إيساكوس ثم ابنه مرة أخری (ن.ص؛ «دائرةمعارف الديانة»، VI/239)، و لكن أهالي المدينة ثاروا في 601ه‍/1204م. و سيطر اللاتينيون (الصليبيون) إثر ذلك علی المدينة، و نهبوها و أحرقوها؛ وتشكلت بعد ذلك دولة لاتينية فيها (رانسيمان، 54-55). و في عهد حكم اللاتينيين، انخفض عدد سكان المدينة بسبب الفقر والأمراض. و أخيراً استولی ميخائيل پاليولوغس علی القسطنطينية في 659ه‍/1261م (م.ن، 57)، و أصبحت هذه المدينة عاصمة الإمبراطورية البيزنطية مرة أخری («دائرةمعارف الديانة»، VI/239).

و في أواخر القرن 7ه‍/13م زال حكم السلاجقة في آسيا الصغری مع هجوم المغول، و نشوب معركة كوسه‌داغ (يوجل، 172)، و تشكلت بعدها إمارات الأتراك في رقعة حكم السلاجقة. و كانت الإمارات توسع من رقعة حكمها يوماً بعد آخر و خاصة في الأناضول الغربية. و لذلك فقد طلبت الدولة البيزنطية المساعدة من جنود القطلون المرتزقة من أجل الحد من النزعة التوسعية للأتراك («دائرةمعارف الديانة»، «VI/240). و هزم القطلون أمام الأتراك، فنهبوا القسطنطينية انتقاماً لهذه الهزيمة (رانسيمان، 58؛YA,V/3809). و علی إثر سيطرة المغول علی آسيا الصغری، جاءت طوائف أخری من الأتراك إلی الأناضول.وكان العثمانيون إحدی هذه الطوائف، حيث سكنوا في حدود بيزنطة بقيادة عثمان (ن.ص). و قد كان نفوذهم و قوتهم يزدادان علی مرالزمان، و كانوا يسيطرون شيئاً فشيئاً علی رقعة الحكم البيزنطية، حتی أصبحت هذه الرقعة محدودة بالقسطنطينية وسالونيك و بضع مدن أخری (ن.ص؛ رانسيمان، 58-59؛ أيضاً ظ: ن.د، أدرنة). و قد كان زحف الأتراك متوجهاً في هذه المرة نحو مركز الإمبراطورية. و تذرع إيلدرم بايزيد بالدفاع عن حقوق المسلمين الساكنين في القسطنطينية، و حاصر هذه المدينة في 794ه‍/1392م (هامرپورغشتال، 1/169). و حاصر بايزيد إستانبول مرة أخری في 797ه‍/1395م، و لكنه كف عن المحاصرة عند ماسمع خبر قدوم ملك المجر (صولاق‌زاده، 61-62). و حاصر العثمانيون إستانبول للمرة الثالثة في 799ه‍/1397م (شاو، 1/75). و في هذه الأثناء، أوقف بايزيد محاصرة إستانبول عندما بلغه خبر هجوم تيمور علی الأناضول بعد التوقيع علی معاهدة مع الإمبراطور البيزنطي، و غض النظر عن مواصلتها. و استناداً إلی مفاد هذه المعاهدة، تم تأسيس محكمة إسلامية في إستانبول، و عين عليها قاض. كما خصصت محلة للمسلمين تشتمل علی 700 بيت و مسجدين، و تقرر أن تجبی الضرائب للخزانة العثمانية علی البساتين المحيطة بمدينة إستانبول (أوزون چارشيلي، «تاريخ...»، I/145-146؛ شاو، ن.ص).

الصفحة 1 من4

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: