الصفحة الرئیسیة / المقالات / أرمینیا /

فهرس الموضوعات

أرمینیا


تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/11 ۱۰:۵۰:۵۸ تاریخ تألیف المقالة

أَرْمينيا، دولة في جنوب القفقاز يحدها من الشمال جورجيا، ومن الشرق و قسم من الجنوب جمهورية آذربايجان، و من الجنوب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، و من الغرب تركيا (ظ: BSE3,II/217).

يسمي أهل أرمينيا أنفسهم هاي و وطنهم هايستان (ن.م، II/215,217). و هايك شخصية أسطورية ينسب الأرمن أنفسهم إليها. و في النصوص الأرمنية القديمة عُدّ هايك أحد أحفاد نوح (ع) و من سلالة يافث (موسى الخورني، 12؛ أصلانيان، 64). وقد ورد في كتاب موسى الخورني (ص 23,25) أن هايك و بعد مقتل بل تيتانيان و إلحاق الهزيمة بجيشه، بنى في موضع المعركة دسكرةً و سماها هايخ. لذلك و إلى زمن موسى الخورني (القرن 5م) أيضـاً كانت هـذه المنطقة تسمـى هايوتس ـ دزور. و في اللغة الأرمنية، فإن هايوتس تعني الأرمن، و دزور تعني الوادي (نعلبنديان، حواش على...، 301). و يواصل موسى الخورني حديثه فيقول: نشأت بلادنا من اسم جدنا و سميت هايخ (ص 23). ولم‌يؤيد الباحثون هذا الرأي و هم يرون أن «خ» الذي كان له تلفظ خاص في اللغة الأرمنية القديمة هي لاحقة تدل على الجمع، وكذلك لاحقة لاسم المكان. و لذا فإن هايخ تعني الأرمن وأرمينيا، أو أرمينية. و خلافاً لرأي موسى الخورني فإن هاي لم‌تأتِ من اسم هايك، بل إن هاي نشأت من هاي (سركيسيان، تعليقات، 224-225، ها 86).

و عدّ فريق من العلماء أن اسم‌ هاي ذو علاقة بكلمة هاتّي الذي كان اسم الحثيين. و يرى پيوتروفسكي أن هذه النظرية موثقة و رصينة (ص 129). و كون الأرمن يسمون أنفسهم «هاي» استرعى انتباه الباحثين منذ فترة طويلة، و كان پاتكانوف يرى أن هاي كان في البدء اسم شعب آخر متفوقاً على بقية الأقوام المجاورة و منح اسمه لهم جميعاً (ظ: ن.ص). و في آسيا الصغرى و خلال عمليات التنقيب عن الآثار، عثر في منطقة حتّوشاش العاصمة القديمة للحثيين على نقش يرجع للألف الثانية ق.م و هو أقدم مصدر ورد فيه ذكر دولة «هاياسا» و أهلها (أصلانيان، 65). و باكتشاف النقش الحثي العائد للقرن 14 ق.م اتضح أن بلاد شمال غرب أرمينيا كانت تسمى هاياسا. و قد أشار كاپنتسيان إلى أن «سا» و «شا» كان لهما في لغات شعوب آسيا الصغرى شكل لاحقـة تحدد اسم بلاد و موضع معين (ظ: پيوتروفسكـي، 129). و عدّ بعض الباحثين لاحقة «آسا» ذات علاقة باسم البلاد (أصلانيان، ن.ص). و خلال ذلك، تم التوصل إلى نتيجة مفادها أن وجود قومين أثّر في تشكّل سكان أرمينيا، كان أحدهما يسكن أرمينيا الشرقية و يضم اتحاد أرمينا القومي، و الآخر يسكن أرمينيا الغربية و يضم اتحاد هاياسا القومي (پيوتروفسكي، ن.ص).

و قد ورد اسم أرمينا للمرة الأولى في السطر 15 من العمود الأول للنص الفارسي في نقش داريوس الأول الملك الأخميني (522-486 ق.م) على جبل بيستون (كنت، 117؛ شارپ، 33). وقد حدد البعض تاريخ هذا النقش بحدود سنة 520 ق.م (سركيسيان، أقسام من ...، 30)، و حدده آخرون بسنة 521 ق.م (أصلانيان، ن.ص). و في النص العيلامي للنقش المذكور ورد اسم هذه البلاد بشكل «هارمي نويا»، و في النص الأكدي بشكل «أوراشطو» (كنت، 171؛ داندامايوف، إيران...، 90)، و في النص الآرامي بشكل «أررط» (ن.ص). و اعتبر الباحثون أن أوراشطو هي نفسها أورارتو (سركيسيان، ن.ص؛ پيوتروفسكي، 63). و في النقوش الأشورية المكتوبة بالخط المسماري، ورد هذا الاسم بشكل أورارتو (م.ن، 15). و في الكتاب المقدس (سفر إرميا، 51: 27) ورد الاسم المذكور بشكل أراراط (أيضاً ظ: داندامايوف، «تاريخ...»، 49-50). وقد سميت دولة أورارتو باسم دولة وان أيضاً (پيوتروفسكي، 15-16).

و كان البابليون يسمون مرزبانية أرمينيا باسم «أوراشطو» و«أورالط». بينما كان الفرس (الإيرانيون) يدعونها أرمينا (دياكونوف، 354). كما وردت في نقش داريوس في السوس وكذلك في نقش رستم بشكل أررمن (أَرْمين) (كنت، 136,137,141؛ پيوتروفسكي، 121؛ شارپ، 85،93). و سمّى كسينوفون أرمينيا دولة تابعة للميديين كانت حدودها تتطابق مع أورارتو. و مع الأخذ بنظر الاعتبار الكلام الذي نقله موسى الخورني، يمكن اعتبار هذا الرأي قابلاً للركون إليه إلى حدما (دياكونوف، ن.ص). وقد ورد اسم أرمينيا بأشكال «أرمنيا» (كنت، 171) و سكانها أرمنيوي ( إيرانيكا، II/417). و قد أشار كسينوفون إلى أرمينيا و سكانها باسم أرمنيون (V/136,202, 204). و أورد هيرودوتس (I/88) وسترابـون (I/180) الأرمن باسم الأرمنييوي.

و عدّ فريقٌ أن اسم أرمنيا ذوعلاقة بالأساطير الواردة في الكتاب المقدس، ففي سفر أخبار الأيام الأول (1: 6،5) ورد أنه كان لجومر أحد أبناء يافث بن نوح، ولد اسمه تُجرمة، و رأى پيوتروفسكي مستنداً إلى النقوش، أن تجرمة هو نفسه أرمنيا (ص 57). لكن موسى الخورني يرى أن اسم أرمنيا ذو علاقة باسم «آرام» الذي كان النسل السادس من ذرية هايك (ص 12). ويقول نقلاً عن المتقدمين إن آرام حقق انتصارات جمة في المعارك و اجتاز حدود أرمينيا، لذا سميت بقية شعوب بلاد أرمينيا باسمه، و التي يسميها اليونانيون آرمن، و الإيرانيون والسورياييون باسم آرمنيك (ص 25). كما أشار غاندزاكتسي المؤرخ الأرمني في القرن 13م هو الآخر إلى أن سكان أرمينيا سُموا بالأرمن بسبب بطولات آرام (ص 87).

و نظراً لأن اسم هذه البلاد ورد بشكل أرمينية في آثار مؤلفي العصر الإسلامي مثل البلاذري (1/193) و الدينوري (ص 3) واليعقوبي ( البلدان،9،10) و ابن خرداذبه (ص 118) و آخرين، فإنه يُتصور بأنه الشكل المعرّب لأرمينيا. و في كتابات العصر الساساني و ماتلاه (في النصوص البهلوية و الفارسية) يلاحظ اسم أرمن (بندهش...، 134؛ بهار، 175). و في نقش سابور الأول الملك الساساني على كعبة زرادشت التي ذكر أن تاريخ الكتابة عليها هو حوالي 262م، ورد اسم ابنه الأكبر هرمزد أردشير بصفة «بزرگ أرمنان شاه» [أكبر ملوك الأرمن]. كما يمكن مشاهدة الاسم التالي على مسكوكات هرمزد أردشير: «بغ مزدا پرست هرمزد بزرگ أرمنان شاه» [عابدُ الإلٰه مزدا، هرمزد كبيرُ ملوك الأرمن] (لوكونين، 55,170). و في قصة «خسرو وشيرين»، أورد نظامي الگنجوي (ص 79) بشأن مهين بانو حاكمة الأرمن التي دعا اسمها الأصلي شميرا، مايلي:

همه إقليم آران تابه أرمن        مقرر گشته برفرمان آن زن

و أورد اليعقوبي إلى جانب أرمينية اسم أرمن أيضاً (تاريخ، 1/178). ويبدو أن اسم الأرمن كان يطلق على كل من الشعب والبلاد؛ لكن استخدام اسم «أرمينيا» متأخر باحتمال كبير.

كانـت أرمينيـا، أو أرمينيـة هضبـة واسعـة قـدرت مساحتهـا ب‍ 000,400 كم2 ( آرمنيا...، 15)  و كذلك 000,300كم2 (دايرة المعارف فارسي، 1/101)؛ فكانت على أي تقدير تبلغ أكثر من 10-13 ضعف مساحة جمهورية أرمينيا الحالية. و كانت هذه البلاد في الماضي قد امتدت من أراضي جنوب شرقي البحر الأسود و قسم من آسيا الصغرى حتى السواحل الجنوبية الغربية لبحر الخزر من جهة، و من القفقاز إلى هضبة آذربايجان و بلاد ما بين‌النهرين من جهة أخرى (ن.ص).

 

التقسيمات الإدارية لأرمينيا قديماً

وردت التقسيمات الإدارية لأرمينيا ب‍ 3 أشكال متباينة في المصادر الإسلامية: تقسيم أرمينيا إلى 4 أقسام؛ تقسيمها إلى داخلية وخارجية؛ تقسيمها إلى أرمينيا الكبرى و أرمينيا الصغرى:

1. يبدو أن تقسيم أرمينيا إلى 4 أقسام له تاريخ عريق و ربما يعود إلى عصر ماقبل الإسلام: فقد أشار موسى الخورني في القسم المتعلق بمعركة آرام حاكم أرمينيا مع الجيش الأشوري، إلى أرمنيا الأولى (لدى اليونانيين)، ثم ذكر أرمنيا الثانية و الثالثة والرابعة (ص 27,28). ويرى بعض الباحثين أن وجود أرمنيا الأولى والثانية يعود إلى فترة ماقبل القرن 5م، و كتبوا أن وجود أرمنيا الثالثة والرابعة كان قائماً حوالي القرن 6م. و هم يرون أن يوستينيانوس الأول (527-565م) إمبراطور الروم الشرقية (البيزنطية) أسند في 529م حكم ذلك القسم من بلاد أرمينيا  الذي كان تابعاً لــه ــ ومنهـا هايك، أو أرمنيا الأولى و الثانية ــ إلى قادته، و في 536م قسّم جميع الأراضي الأرمينية الخاضعة له إلى 4 أقسام («دائرة‌المعارف‌الأرمنية»، XII/374). و قد أدى هذا الرأي إلى أن يشكك البعض بشأن حيات موسى الخورني في القرن 5م، وإلى أن يعتقد فريق أيضاً بأن النص المتعلق بوجود 4 أرْمَنْيَات في كتابـه، خاص بناسخ الكتاب (سركيسيان، تعليقات، 228، ها 119).

و كتابات المؤلفين المسلمين بشأن هذه الأقسام الأربعة مصحوبة أحياناً باختلافات يبدو أنها تتعلق بفترات مختلفة ومصادر متعددة. فقد  عدّ كل من ابن خرداذبه (ص 122) وابن‌الفقيه (ص 286، 287) بلدان سيسجان و أران و تفليس وبرذعة و البيلقان و قبلة (كبلك) و شروان، من أرمينية الأولى، لكن اليعقوبي قسم أرمينيا إلى 3 مناطق و أورد مدن دبيل وقـاليقـلا وخـلاط و شمشاط و السـواد ضمـن أرمينيـة الأولـى ( البلدان، 119)، و أورد البيلقان و برذعة و قبلة ضمن أرمينية الثانية وتفليس في أرمينية الثالثة. و في رواية نقلت عنه وردت قاليقلا و خلاط و شمشاط و مايقع بينها ضمن أرمينية الأولى، وتفليس و باب الأبواب (دربند) و مابينهما ضمن أرمينية الثانية (ن.م، 120). و رأي الدمشقي بشأن أرمينية الأولى قريب إلى حد كبير لما كتبه ابن خرداذبه و ابن الفقيه (ص 189)، و كتابة أبي الفـداء قريبة مما كتبـه اليعقوبـي بفـارق أن أبا الفـداء ــ خلافـاً لليعقوبـي ــ ذكر أن أرمينية تضم أربعة أقسام (ص 387). وأورد ابن خرداذبه (ن.ص) و ابن الفقيه (ص 287) كلاهما، جرزان (جورجيا) و صُغد بيل و باب فيروز قباذ و اللكز، ضمن أرمينية الثانية، لكن البلاذري سمى جورجيا لوحدها أرمينية الثانية (ظ: 1/194). وماكتبه الدمشقي بهذا الشأن أيضاً (ص 189) قريب من روايتي ابن خرداذبه و ابن‌الفقيه.فابن خرداذبه و ابن الفقيه (ن.صص) و الدمشقي (ص 189-190) عدّوا البُسفُرجان (فاسپوراكان) و دبيل و سراج طير و بغروند و النشوى (نخجوان) ضمن أرمينية الثالثة. و كانت أرمينية الرابعة من وجهة نظر هؤلاء الجغرافيين الثلاثة، تشمل شمشاط و خلاط و قاليقلا وأرجيش وباجنيس (ن.صص). و قيل إن ضريح صفوان بن المعطل السُّلَمي كان بين أرمينية الرابعة و حصن زياد (ابن خرداذبه، 123؛ ‌ابن‌ال‌فقيه، ن.ص). و أورد الدمشقي، بدليس وأرزن الروم ضمن أرمينية الرابعة (ن.ص).

2. قسم ابن حوقل أرمينية إلى قسمين «داخلة و خارجة». وقد عدّ كلاً من دبيل و النشوى (نخجوان) و قاليقلا، جزءاً من أرمينية الداخلة، و ذكر أن حدود أرمينية الخارجة هي من المشرق: برذعة، و من المغرب: الجزيرة، و من الجنوب: آذربايجان، و من الشمال: نواحي بلد الروم من جهة قاليقلا. وسمى بركري و خلاط و أرجيش و وسطان و الزوزان مناطق من أرمينية الخارجة. واستناداً إلى ابن‌حوقل، فإن المدن في أرمينية الخارجة هي بأيدي المسلمين و قد كُفّت أيدي الأرمن عنها (2/343).

3. منذ القرن 3 ق.م انقسمت بلاد أرمينيا إلى قسمين: أرمينيا الكبرى و أرمينيا الصغرى («شعوب القفقاز»، II/435). و فضلاً عـن إشارتـه ــ شأنـه شـأن المـاضيـن ــ إلى وجود 3، بل و 4 أرمينيات، فقد تحدث ياقوت أيضاً عن أرمينية الكبرى و أرمينية الصغرى (1/220).

 

أرمينيا الكبرى

كانت تسمى في اللغات اليونانية آرمنيا ميغاله؛ وفي اللاتينية آرمنيامايور وآرمنيا ماغنا؛ وفي البهلوية «بزرگ أرمنان»؛  و في الجورجية ديدي سومختي؛ و في الروسية القديمة آرمنيا فيليكايا، و كانت دولة قديمة تضم الأراضي الأصلية لهضبة أرمينيا  («دائرة المعارف الأرمنية»، VII/434). و كانت أرمينيا الكبرى مقراً لمرزبانية الدولة الأخمينية أواخر القرن 4 و أوائل القرن 3 ق.م، حيث تحولت فيما بعد إلى دولة مستقلة (BSE3,II/211). و في 222 ق.م، و بعد احتلاله أرمينيا قسمها أنطيوخوس الثالث (الكبير) من السلالة السلوقية (242-187 ق.م) إلى قسمين: أرمينيا الكبرى و أرمينيا الصغرى. و كانت أرمينيا الكبرى، أو الأصلية تقع شرقي الفرات، و الصغرى غربيّه. و قد عيّن آرتاكسياس (آرتاشس) حاكماً لأرمينيا الكبرى التي كانت تضم مناطق أرضروم وموك (موش) و وان و يريفان الحالية (پاولي، III/1183؛ پاسدرماجيان، 33-34). و عقب هزيمة أنطيوخوس الثالث على أيدي الروم، أعلن آرتاشس نفسه ملكاً (189-160 ق.م) و أسس في أرمينيا الكبرى دولة مستقلة (پاولي، ن.ص؛ سترابون، V/337؛ پاسدرماجيان، 34؛ «دائرة‌المعارف‌الأرمنية»، VII/435). و ظلت سلالته تحكم أرمينيا حتى سنة واحدة قبل الميلاد. و إنه وسع أرمينيا الكبرى، فبنى مدينة آرتاشات (في اليونانية آرتاكساتا) على ضفة نهر أرس واتخذها مقراً لحكمه (پاسدرماجيان، 34، 35؛ موسى الخورني، 70,99-100؛ سركيسيان، تعليقات، 246، ها 408).

و قد بلغت حدود أرمينيا الكبرى أقصى سعتها على عهد تيغران الثاني (95-55 ق.م) باتحاد هايك العليا و سوفنه» (بالأرمنية دسوپك)، فأصبحت000,316كم2‍، فكانت تعد البلد الثالث في آسيا الغربية بعد إيران و الروم («دائرة المعارف الأرمنية»، VII/435). وقد اختار تيغران الثاني مدينة تيغراناكرت عاصمة له و سماها باسمه. و سميت هذه المدينة في النصوص السريانية باسم ميفرقِت، و في النصوص العربية: ميافارقين، و في النصوص البيزنطية: مارتيروپوليس (ماركوارت، «أرمينيا الجنوبية...»، 86)، و استولى على سوفنه (آرشاماشات ـ أرشامه شاد) و فينيقية و كيليكية و بعض المناطق الأخرى (BSE3، ن.ص؛ سركيسيان، أقسام من...، 35؛ پاسدرماجيان، 44). و بعد انقراض سلالة آرتاشس في 37م زال الاستقرار السياسي و تم ضم 000,27كم2 من أراضي أرمينيا الكبرى إلى إيران («دائرة‌المعارف‌الأرمنية»، ن.ص).

و إلى أواسط القرن 1م حكم أرمينيا الكبرى عملاء الدولة الرومانية حيناً و عمال الفرثيين حيناً آخر، و نال تيرداد الأول الذي كان من السلالة الفرثية و عميد أسرة الأرشكيين (الأشكانيين) في أرمينيا، لقب «ملك أرمينيا الكبرى» من أخيه بلاش (51-75م) (ن.ص؛ بيوار، 3(1)/178-179). و في 114م سقطت أرمينيا الكبرى بأيدي القوات الرومانية و عدّت محافظةً في الإمبراطورية الرومانية (BSE3,II/211-212؛ پاسدرماجيان، 95). و بعد 3 سنوات انتعشت دولة أرمينيا الكبرى مرة أخرى، وأدى ذلك إلى تعزيز العلاقة مع الدولة الأشكانية في إيران، وازداد تأثير النظام الاجتماعي ـ السياسي و اللغة و الدين والثقافة الإيرانية في أرمينيا الكبرى (BSE3,II/212). و خلال السنوات 385-387م قسمت هذه البلاد بين دولة إيران الساسانية و بين الإمبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية) («المعجم الموسوعي...»، 76؛ «دائرة المعارف الأرمنية»، VII/436). و منذ ذلك الحين حذف اسم أرمينيا الكبرى. لقد استمرت مملكة أرمينيا الكبرى لمدة 574 سنة (ن.ص).

ورد اسم أرمينيا الكبرى في النقش اليوناني لتيرداد الأول في غارني و التي عُدَّ تاريخها راجعاً إلى سنة 77م، بشكل ميغاله آرمنيا (BSE3، ن.ص؛ سركيسيان، تعليقات، 217،ها2). وقد ذكرت أرمينيا الكبرى في كتاب «الجغرافيا» للعالم الأرمني آنانيا شيراكاتسي الذي عاش في القرن 7م بوصفها الموطن الأصلي للشعــب الأرمنــي (BSE3، ن.ص). و فــي العصـر الإسلامـي ــ وضمن إشارته إلى أرمينيا الكبـرى ــ ذكـر ياقوت (1/220) أنها تضم منطقة خلاط و المناطق المحيطة بها. و ذكر الرحالة الإيطالي ماركوپولو (652-724ه‍‌/1254-1324م) أرمينيا الكبرى و كتب أن بدايتها مدينة أرزنجان (ظ: «رحلات...»، 34).

 

أرمينيا الصغرى

كانت أرمينيا الصغرى التي تدعى باليونانية ميكرا آرمنيا و باللاتينية آرمنيامينور، منطقة قيل إن تاريخها يعود إلى الألف الأولى ق.م (BSE2,III/40). و كانت هذه البلاد تقع في القسم العلوي من نهر الفرات و الحد الفاصل بين جبال آنتي طوروس و القسم العلوي من نهر چوروخ و نهر هاليس (قزل إيرماق). و كان غرب نهر الفرات و أرمينيا العليا يُعدّ في وقت‌ما، جزءاً من أرمينيا الصغرى (ن.ص؛ «المعجم الموسوعي»، ن.ص؛ «دائرة المعارف الأرمنية»، XII/373). و في وقت آخر كانت السواحل الجنوبية الشرقية للبحر الأسود و مدن پارناكيه وطرابزون و حتى جبال  طوروس و كيليكية تابعة لأرمينيا الصغرى. و كانت أرمينيا الصغرى تقع إلى الجنوب من جبال پونتوس و تنبع من جبال أرمينيا الصغرى أنهار مثل هاليس (قزل إيرماق) و إيريس (يشيل إيرماق) و الفرات و چوروخ وتوزلوچاي و غيرها (ن.ص). و كانت هذه البلاد يوماً جزءاً من الدولة الحثية («المعجم الموسوعي»، ن.ص). و عُدّ ظهور النواة الأصلية لشعب‌هاي ذاعلاقة بهذه المنطقة. و فيما بعد امتزج هذا الشعب مع جاره الجنوبي: «الأرمن» و كانت نتيجة ذلك ظهور الشعب الأرمني (BSE2، ن.ص).

الصفحة 1 من10

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: