الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / آسیا /

فهرس الموضوعات

آسیا

آسیا

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/8 ۲۳:۱۹:۲۸ تاریخ تألیف المقالة

و یقع إقلیم الغابات الباردة الشمالیة في شرقي آسیا بعد إقلیم المناخ الجاف، حیث یکون الشتاء جافاً ویمتد لیشمل منطقة شمالي الصین ومنشوریا (منچوري) (ایست، ن، ص). أما الأجزاء الرئیسة من شمالي آسیا فانها تقع ضمن منطقة الاقلیم الثلجي وإقلیم الغابات الشمالیة الباردة والغابات المختلطة. ویمتد هذا النطاق الاقلیمي بعد ذلک باتجاه الشمال، وینتهي بمنطقة التندُرا. حیث تقع بعدها الغابات الصنوبریة (التایغا) (ایست، 563 وما بعدها). وتوجد في قارة آسیا أنواع کثیرة من الحیوانات. ففي شمالها الأرانب والثعالب والدببة والوعول القطبیة. ویزداد في الأقسام الجنوبیة من الغابات الصنوبریة (التایغا) عدد هذه الحیوانات کالذئاب والوعول القطبیة والغزلان وأمثالها (برونینغ، 77-79).

وتتصف الحیوانات في المناطق الآسیویة الحارة بالقرب من الشرق الأوسط بخصائص وصفات حیوانات البحر المتوسط (ن.م، 110). أما في مناطق السهول وصحاري الأجزاء الشرقیة من الشرق الأوسط فتعیش أنواع من الماعز الجبلي والخیول وحمر الوحش. وتوجد في المناطق الجبلیة المرتفعة الأغنام والماعز الجبلي والفهود وأمثالها. وتعیش في الشرق الأوسط والهند حیوانات کالنمور والفهود وأنواع الدببة والکلاب البریة وأنواع القردة والفیلة والوعول والماعز الجبلي والجوامیس، ویعیش في شرق آسیا و جنوبیها الشرقي أنواع الجبّون [قرد رشیق الحرکة] والپنده (الدب الصیني) و حیوانات أخری (اشمیدر، 20-22).

 

القسم الثاني‌- تاریخها

 

الحضارات الآسیویة

إن وجود نماذج من الانسان المنتصب القامة (هومواِرِکتوس) في آسیا لایشیر الی العصور الأولی لحیاة الانسان فحسب، بل یشیر الی مسیرة تطور المجتمعات الانسانیة فیما بعد. ویعد انسان جاوه (پتیک آنتروپ) وکذلک انسان الصین من أقدم ماعثر علیه من حیاة الانسان في آسیا (چایلد، 35 وما بعدها). وتعتبر جمجمة انسان الصین التي یعود تاریخها الی ملیون سنة، أقدم الجماجم البشریة، کما تعتبر الأدوات التي عثر علیها معها، أقدم الوسائل الیدویة الانسانیة (دیورانت، 1/111). واعتبر العصر الحجري الحدیث، عصر الزراعة. ففي هذا العصر انتقل الانسان في بعض مناطق الشرق الأوسط من مرحلة الصید الی مرحلظ الزراعظ وتربیة بعض الحیوانات (بلنیتسکي، 62 وما بعدها). وشهدت آسیا بالاضافة الی ذلک، المراحل التي انتقل إلیها الانسان کمرحلة استعمال المعادن المختلفة، وکان النحاس أقدمها (چایلد، 83 وما بعدها). فقد تمت الاستفادة منه في 4500 ق.م في بلاد مابین النهرین (دیورانت، 1/125). کما ظهر الخط في آسیا أیضاً. فأقدم الکتابات تعود إلی السومریین (3600 ق.م) والمناطق الجنوبیة لما بین النهرین وعیلام (ن.م، 1/128).

وتعتبر آسیا الموطن الأصلي للجنس المغولي والاسکیمو والهنود الحمر. ولعلها کانت مهداً لأول أنواع الانسان الحدیث (هموسایین) (چایلد، 40-41؛ برونینغ، 37).

وتشتمل آسیا علی حضارات تمتنوعة. ففي العصور القدیمة، تشیر الحضارات الآسیویة بصورة عامة، إلی اختلاف في أسلوب الحیاة بین الحضر (الصین و الهند و ایران ووادي الرافدین) وبین السکان الرحل في ترکستان وماوراءالنهر و شبه‌الجزیرة العربیة (گروسه، 9، 10).

وأقدم الأدلة علی وجود الحضارة في الشرق الأوسط تعود إلی 5000 سنة ق.م حیث عثر علیها في ایران في – تپّه (تل) حصار بدامغان و تپّه (تل) سِیَلک بکاشان – وفي الأقسام الشمالیة من وادي الرافدین – في تل خلف في الخابور (ن.م، 11). ویبدو أن الآثار الحضاریة التي تم العثور علیها في الهند و البنجاب و موهنجودارو تدل علی وجود حضارة مهمة بلغت ذروة ازدهارها في 2800-2500ق.م، وذلک بالمقارنة مع حضارة وادي الرافدین. وقد وجدت هذه الحضارة طریقها إلی بلاد سومر عن طریق بلوچستان و شوش (ن.م، 26). و تعتبر هذه الآثار أقدم أثر حضاري للانسان (دیورانت، 1/457). وفي القرن الرابع ق.م سقطت الامبراطوریة الأخمینیة الایرانیة علی ید الاسکندر المقدوني، وامتدت الحضارة الیونانیة (الهلینیة؛ هیلینزم) الی آسیا (الشرق الأوسط) و ترکستان و حتی الهند (بلتیتسکي، 100-110؛ گروسه، 42 وما بعدها). کما انتقلت الأفکار‌الدینیة في تلک الفترة من آسیا إلی الغرب.

وفي القرون الوسطی، استطاعت الامبراطوریة المغولیة أن تسیطر فجأة علی أجزاء من آسیا الشرقیة وآسیا الوسطی والشرق الأوسط وحتی جنوبي شرقي آسیا – عدا الیابان – (کروسه، 79 و مابعدها). کما أن الغارات التي کان یشنّها تیمور في حوالي بدایة القرن 9/15 أثارت روحاً جدیدة في تواجد الأتراک علی ساحة آسیا (الشرق الأوسط) (ن.م، 87-88). ولایمکن إنکار تأثیر المکسبات الحضاریة الآسیویة علی تطور الأفکار الفلسفیة والعلمیة الأوروبیة – سیما في القرون الوسطی – (دیورانت، 1/990-994؛ راسل، 2/211-226).

 

الجنس البشري

تضم قارة آسیا مختلف العروق: العرق المغولي والأوروبي والعرق الزنجي والعرق الاسترالي. ویعیش أبناء العرق المغولي في جنوبي شرقي آسیا و آسیا الوسطی و شرق آسیا و ذلک علی شکل مجموعات أصغر في آسیا الجنوبیة والشرق الأوسط، حیث ینقسمون الی ثلاث مجموعات عرقیة. أما العرق الأوروبي فتوجد فروعه الجنوبیة – الأرمني والهندي والایراني – في جنوبي غربي آسیا و شمالي الهند. کما توجد فروع من العرق الزنجي في جنوبي شرقي آسیا وجنوبي الهند؛ أما العرق الاسترالي فیعیش أبناؤه بصورة متفرقة في آسیا (بروک، 192).

 

اللغات

من الصعب تحدید التوزیع اللغوي کما هو الحال بالنسبة للتوزیع العرقي في قارة آسیا ومما یجعل هذا التوزیع اللغوي أکثر تعقیداً وجود مجموعات لغویة صغیرة تعیش في أطراف هذه القارة. ویمکن الوصول إلی فروع و مجموعات لغویة مختلفة في هذه القارة استناداً إلی الآراء المختلفة في فقه اللغة (م.ن، 191). و تسود في شمالي آسیا وأواسطها مجموعة الأورال – آلطاي اللغویة التي تنقسم بدورها الی فروع متعددة. و تسود اللغات الدراویدیة في آسیا الهندیة – الأوروبیة، في آسیا الجنوبیة، کما تسود اللغات السامیة مع فروعها في بعض دول الشرق الأوسط (برونینغ، 41-42). ویلاحظ التعقید اللغوي و تنوعه في آسیا الجنوبیة والشرقیة أکثر من أي مکان آخر (م.ن، 42). وقد قسمت الفروع الرئیسة للغات السائدة في آسیا الجنوبیة الی 15 مجموعة (بلنک، 79 وما بعدها)، ویمکن بیان المجموعات اللغویة الآسیویة وفروعها في الجدول الآتي:

وتعتبر اللغات الدراویدیة في آسیا الجنوبیة (التامیلیة، التولوئیة، التیلوغوئیة وأمثالها) من اللغات التي لم تختلط إلا قلیلاً باللغات الأخری کبعض اللغات الأسترالیة – الآسیویة (المندائیة، المون – قمریة والخاسیة) (برونینغ، 41).

 

صلة الأوروبیین بآسیا

توفرت معلومات واسعة نسبیاً عن أراضي آسیا والأراضي المجاورة لها منذ زمن بعید في الثقافات الآسیویة القدیمة (م.ن، 20). غیر أن تعرف الأوروبیین علی آسیا و أهالیها یعود الی العصور التالیة التي یمکن تقسیمها الی ثلاث فترات:

 

الفترة الأولی

وتشمل القرون المیلادیة الأولی حتی أوائل القرون الوسطی حیث توفرت المعلومات لدی الیونانیین وأقوام آسیا الصغری عن المناطق القدیمة في الشرق الأوسط و سکانها وذلک بالاتصالات غیرالمباشرة والرحلات الی هذه المناطق. وشملت هذه المعلومات مجالات علمیة واسعة بالاضافة الی مایستفاد منه في تلبیة الحاجات الیومیة (م.ن، 21). ویمکن الاشارة في هذا المجال الی معلومات هیرودوتس واسترابون (63ق.م – 23م) وبطلمیوس القلوذي (100-170م) الذین أرودوا معلوماتهم الجغرافة الخاصة بعصرهم في موضع واحد (شمیت هوزن، 40 وما بعدها). وتعود وفرة المعلومات حول آسیا بصورة خاصة الی حملات الاسکندر علی ایران وطوران والهند. کما أن المعلومات الواردة عن آسیا لدی مؤرخي الروم ضئیلة جداً علی‌الرغم من رغبتهم في البضائع المستوردة من آسیا الجنوبیة و الشرقیة. واستطاع هیپالوس التاجر الیوناني في حوالي عام 50 م من السفر بحراً الی الهند بالاستفادة من الریاح الموسمیة، وأصبح هذا الطریق منذ ذلک التاریخ، موضع اهتمام. وفي أیام القیصر مارک أورل أي في 165م، استطاع وفد رومي السفر الی الصین عن طریق البحر (برونینغ، 21). وقد انتهت الفترة الأولی لصلة الأوروبیین بسکان آسیا بتقسیم الامبراطوریة الرومانیة والصراعات المتعلقة بالهجرات الجماعیة التاریخیة وخصائص الحیاة في بلاد الروم الشرقیة وبالتالي ظهرو الاسلام (ن.م، 21).

 

الفترة الثانیة

لقد أدی انتشار الاسلام و توسع رقعته في القرن 7م وسیطرة المسلمین علی خطوط التجارة البحریة، الی القضاء علی ازدهار التجارة بین أوروبا والهند (کاهن، 276). وتشمل هذه الفترة الحروب الصلیبیة. ففي البدایة دفعت هذه الاصطدامات الأوروبیین إلی إعادة النظر في المعلومات التي لدیهم عن الشرق الأوسط والاضافة إلیها (برونینغ، 21). ومع کل ذلک فان الأوروبیین لم یستطیعوا الاستفادة کما ینبغط من معلومات الجغرافیین المسلمین، الذین بنوا معلوماتهم علی أساس معلومات بطلمیوس و من ثم علی المعلومات الجدیدة التي حصولا علیها إثر انتشار الاسلام في آسیا الجنوبیة والوسطی. وعلی الرغم من أن الحصول علی هذه المعلومات قد تمّ في القرون التالیة وفي نهایة القرون الوسطی عن طریق رجلات الأوروبیین الکثیرة (اشمیت هوزن، 49-54)، إلا أن حکومة المغول المرکزیة أعادت النظر في المعلومات القدیمة وحصلت علی معلومات جدیدة في القرن 7ھ/13م (برونینغ، 22). وقد أدت خشیة الأوروبیین من هجوم المغول علیهم الی إقامة علاقات الصداقة والتحالف معهم، فقامت وفود أوروبیة بالاتصال بالمغول في القرنین 7-8ھ/13-14م، وکانت نتیجة هذه الاتصالات تألیف کتب الرحلات التي ضمّت بین دفّیها معلومات جدیدة و کثیرة زادت من معلومات الأوروبیین الضئیلة والخاطئة (ویلتس، 9-10). وقد فکر تجّار المنطقة التي یطلق علیها الیوم اسم إیطالیا، ویتاجرون منذ أمد بعید بمساعدة العرب بالبضائع الآسیویة في المناطق المحیطة بالبحر الأسود و یصدرونها الی أوروبا بتوسیع نطاق تجارتهم ولهذا فقد اتجه تجار البندقیة الی آسیا الوسطی وآسیا الشرقیة. وکانت عائلة پولو بین هؤلاء التجار. واصطحب نیکولوپولو معه خلال رحلته الثانیة (674ھ/1275م) أخاه وابنه الشاب مارکو. وقد استغرقت هذه الرحلة لآسیا الشرقیة 17 عاماً (م.ن، 151). وفي عام 690ھ/1291م غادر مارکوپولو الصین بحراً، یحمل معلومات واسعة وقیّمة عن الشرق سیما عن الامبراطوریة الصینیة دوّنها فیما بعد حینما کان في السجن، حیث لعبت دوراض مهماً في زیادة اطلاع الأوروبیین علی الشرق رغم احتوائها علی بعض المعلومات الخیالیة. وفي هذه الفترة زادت الکنیسة من محاولاتها للاتصال بآسیا و ذلک بسبب انتشار الاسلام (م.ن، 156). وحدث أن تم تعیین الأسقف الأعظم لکنیسة الصین (م.ن، 167). وهو خوان دي مونته کورڤینو الذي کان لتبشیره أثر في انتماء الکثیرین إلی الدیانة المسیحیة (م.ن، 165).

 

آسیا الشرقیة و جنوبي شرقي آسیا

 

 

المجموعة الصینیة – التیبتیة

(الهند الصینیة)

الفرع التیبتي – البورمائي

التیبتیة

البورمائیة

الآسامة

الهملائیة

الغوبیة الصینیة

الجینیسّیة

الفرع التایي – الصیني

الصینیة

الآنامیة

اللولوئیة

التاییة

 

آسیا الشمالیة والوسطی

المجموعة

الأورالیة - الآلطائیة

الأورالیة

اللغات المنشوئیة

المنشوئیة

التنغوزیة

اللغات المغولیة

المغولیة الشرقیة

المغولیة الشمالیة

المغولیة الغربیة

الآلطائیة

اللغات الترکیة

القزاقیة

الترکیة

السجانیّة

السارتیّة

القرقیزیة

البشکیریة

لغات الأسکیمو

لغات أهالي جزر شمال شرقي آسیا

آسیا الشمالیة و ایران – الهند

المجموعة

الهندیة - الأوروبیة

الطخاریة

الحثّیة

الهندیة

البنغالیة

المراطهیة

الکشمیریة

السنسکریتیة

الایرانیة

الکردیة

البلوشیة

الأفغانیة (البشتو)

الفارسیة

الأرمنیة

اسلاڤیة

الشرق الأدنی (الدول العربیة)

المجموعة السامیة

العربیة

السریانیة

العبریة

وحدت تغییر أساسي عند ما سقطت إمبراطریة المغول عام 769ھ/ 1368م؛ کما ساء الظن بالمبشرین والأجانب بعودظ عائلة مینغ (769-1054ھ/1368-1644م) الی الحکم ثانیةف فأغلقت أبواب الصین بوجه العالم، ومن ثم انقطعت اتصالات الأوروبیین بآسیا الشرقیة لمدة من الزمن (م.ن، 198-199). ومع هذا، فان المبشرین کانوا روّاد الأوروبیین لمعرفة آسیا، وقد أتحفوا الغربیین بمعلومات دقیقة عنها (م.ن، 204). وأدی ازدیاد سلطة العثمانیین و توسع نفوذهم باتجاه الغرب بعد فتح القسطنطینیة عام 857ھ/1453م واحتلال مصر في عام 923ھ/1517م الی تعرض اتصالات الأوروبیین المباشرة مع آسیا الجنوبیة والشرقیة الی اضطراب شدید (بروکلمان، 256-295). وفي هذه الفترة اتجه الأوروبیون إلی الطرق البحریة نظراً لأهمیة آسیا بالنسبة لهم و إغلاق الطرق البریة وخطورتها. وتعتبر هذه الفترة المرحلة الثالثة للاتصال الأوروبي – الآسیوي (ایست، 9-10). وکانت الرحلات التجاریة آنئذ تقوم علی أساس اکتشاف ‌طرق بحریة تؤدي الی الهند (کاهن، 276). وقد توصل الأوروبیون في هذه الفترة الی کرویة الأرض اعتماداً علی معلومات الجغرافیین المسلمین واشارات الجغرافیین الیونانیین. فبدأ الأسبان عن طریق الغرب، والبرتغالیون عن طریق الشرق بالبحث لایجاد طریق بحري یوصلهم الی الهند (ماله، 2-3). واتخذت في هذه الفترة إجراءات مهمة لاکتشاف طرق عملیة للوصول الی آسیا: منها: التفات فاسکودي گاما عام 901ھ/1496م حول أفریقیا والوصول الی جنوبي غربي الهند (اشمیت هوزن، 60)، وقیاس ماجلان في عام 926ھ/1520م لمحیط الأرض (دیورانت، 18/449). وأدی توسع تجارة البرتغالیین مع الهند إلی ضعف تجارة المسلمین (برونینغ، 23). وخلال بضعة قرون أصبحت سواحل الهند وسیلان و مَلَقا وجزر التوابل محطات تجاریة (گروسه، 122)، ووصل البرتغالیون إلی سواحل الصین في عام 926ھ/1520م، کما حققوا في النصف الثاني من القرن 10ھ/16م بعض النجاح في الیابان، واحتلال برتغالیون ماکا و عام 965ھ/1557م وأصبحت مرکزاً للتجارة مع‌الصین (کاهن، 276-277). وفي أعقاب نشاطات البرتغالیین وجد الیسوعیون طریقهم الی الصین. وتأتي أهمیتهم في کونهم عرّفوا الحضارة الأوروبیة في القرنین 11-12ھ/17-18م، وحضارة آسیا الشرقیة ومنتوجاتها الصناعیة کالورق والخزف الصیني، ولعبوا دوراً مهماً في عصر النهضة في نقل الثقافة الصینیة (برونینغ، 24).

ویمکن القول بصورة عامة، إن هذه الفترة تتمیّز باستفادة الأوروبیین من المنجزات الثقافیة الآسیویة (دیورانت، 1/990-994). ومع کل هذا فان معرفي الأوروبیین لآسیا في هذه الفترة کانت تقتصر علی المناطق الغربیة من السواحل (برونینغ، 24) وفي القرن 11ھ/17م بدأـ دراسات مختلفظ سیما حول المحیط الهادئ، والتي کانت لها علاقة مباشرة بآسیا، و توسیع سیطرة القوی الکبری آنذاک (کاهن، 278-280). ومع کل هذا نجد أن الأوروبیین کانوا لایعرفون مناطق آسیا الداخلیة حتی القرن 19م، ولاسیما تلک التي کانت خاضعة لسیطرة الصین. وکانت نشمل بعض مناطق الصین والیابان في الشرق و شبه جزیرة العرب في جنوبي غربي قارة آسیا (برونینغ، 25-26). وتمّ فتح الکثیر من هذه المناطق في القرن 13ھ/19م عسکریاً؛ وعلی الرغم من أن الهند الانجلیزیة والهند الشرقیة الهولندیة کانتا تعتبران في النصف الثاني من القرن 19م، الممتلکات النموذجیة للأوروبیین إلا أنهما لفتتا الانتباه الی المناطق الوسطی من آسیا التي کانوا یجهلونها. و بذلک فقد تعرف الأوروبیون علی المناطق الآسیویة التي کانت تفتقر إلیها خریطة آسیا في بدایة القرن 20م، علی الرغم من جهلهم ححت ذلک الوقت بکثیر من الحقائق حولها.

 

القسم الثالث‌ـ مناطق آسیا الجغرافیة والشؤون الاجتماعیة – الاقتصادیة

 

تَقسم قارة آسیا عادة إلی أقسام عدیدة، تختلف لأسباب خاصة باختلاف المصادر (نیف، 220؛ برونینغ، 51-58). وهنا نجد أن اصطلاح «آسیا الوسطی أو المرکزیة» جدید، ویغلب علیه الطابع السیاسي. کما نجد هذا الاختلاف واضحاً في تحدید الموقع الجغرافي (بلنیتسکي، 37 وما بعدها) ویقترح البعض اصطلاح خراسان الکبری و ماوراءالنهر بدلاً من آسیا الوسطی (ن.م، 10-32). کما أن هناک اختلافاً حول عبارة الشرق الأوسط و حدوده الجغرافیة (منشینغ، 11-20).

الصفحة 1 من4

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: