الأنباء

تتمثل اللغات الإیرانیة جزءاً کبیراً من الهویة الوطنیة والثقافیة الإیرانیة ومما لایرقی إلیه الشک هو أن اللغة الفارسیة کانت ولاتزال من أهم العوامل التي حفظت البلاد من نوائب الدهر وآفاته وحالت دون تشتت الوطن الإیراني الماجد. لقد نمت الفارسیة وترعرعت هذه الشجرة الباسقة العملاقة وتفرعت أغصانها في أجزاء کبیرة من الأقالیم وذلک في ظل مساعي کبار الشخصیات الإیرانیة القدیمة أمثال فردوسي وحافظ وسعدي وسائر العلماء والمتفکرین الذین جعلوا من هذه اللغة لغة خالدة بما ترکوا من آثار قیمة ومصنفات جلیلة بها وبذلوا جهودهم الحثیثة لتمهید طریقها نحو التقدم والتطور عبر الأزمنة.

عقد مرکز دائرة المعارف الإسلامیة الکبری حفل إزاحة الستار عن مجموعة «المفصل في تاریخ إیران» في عشرین مجلداً یوم الثلاثاء 16 من حزیران 2015 في قاعة رایزن. لقد نجح المرکز في تقدیم هذا المشروع الجبار في غضون 14 سنة وبمشارکة أکثر من 170 مؤلفاً من أبرز الأساتذة الجامعیین والعلماء الإیرانیین والأجانب.

أعرب علي جنتي وزیر الإرشاد في کلمة ألقاها في هذا الحفل عن شکره لمرکز دائرة المعارف لإصدار هذه المجموعة قائلاً: أقدم إلیکم أطیب تحیاتي لإنجاز هذا المشروع في حین أری أن تألیف التاریخ من أصعب الأمور وإن الصعوبات تکمن في ثلاثة مجالات: الأول أن تألیف التاریخ یتطلب وقتاً طویلاً بحیث علی الدارس أن یکرس عدة عقود من حیاته لهذا الأمر وکم من مؤرخ بذل جلّ مساعیه في إکمال تألیفه وأدرکته المنیة قبل أن یقطف ثمار جهوده، کما یتمثل ذلک في شرف الدین خراساني ویحیی شهیدي وآذر نفیسي حیث إن کل منهم لبیّ نداء ربه دون أن یری نتاج عمله. فنتمنی أن تمتلیء أرواحهم ارتیاحاً بإزاحة الستار عن هذا المشروع.

قال رئیس مجمع تشخیص مصلحة النظام في کلمة ألقاها في حفل إزاحة الستار عن مجموعة «المفصل في تاریخ إیران»: علی المسؤولین في البلاد أن یکون فتح الطریق أمام العقل والشرع شغلهم الشاغل کما علینا جمیعاً الاحتراز من التعصب والتطرف