کان متوسط سکان أریاف المحافظة 298 نسمة، والنصیب الأکبر منها لأریاف قضاء أردبیل، حیث بلغ متوسط السکان فیها 490 نسمة، بینما کانت أقل النسب في أریاف قضاء خلخال، حیث بلغ متوسط سکانها 60 نسمة. وتعد أغلب أجزاء محافظة أردبیل مشاتي و مصایف لشتی قبائل شاهسون یمکن أن نذکر من بینها قبائل أجیرلو، بیگ دیلو، تکله، حاجي خواجه‌لو، حسینکلو، طالش میکائیلو، قوت لار، قوجابیگ‌لو (سرشماري اجتماعي، إیل إیلسون، 1، 13-16).

کان مایزید علی 47% من سکان محافظة أردبیل تقل أعمارهم عن 15 سنة، وکانت هذه النسبة بین سکان المدن و السکان المقیمین خارج المدن قد بلغت 6/ 45% و 1/ 48% علی التوالي (آمارنامه، 43، 44). کما أن النسبة الافعلة کانت تشکل 2/ 25% من مجموع سکان المحافظة، بینهم 1/ 89% من العاملین، والباقي (9/ 10%) عاطلون (ن.م، 60). وکانت نسبة الید العاملة في المجتمعین الحضري والریفي 4/ 88% و 5/ 89% علی التوالي (ن.م، 63، 64). وکان تقسیم الید العاملة في المحافظة بحسب مجامیع العمل الرئیسة سنة 1365ش علی النحو التالي: في الزراعة و المجالات ذات العلاقة 1/ 40%، و في الصناعة 6%، و في أعمال البناء 4/ 16%، و في الخدمات العامة و الاجتماعیة 2/ 20% (ن.م، 70).

واستناداً إلی إحصاء 1372ش فقد کان في المحافظة 1,466 مدرسة ابتدائیة و 415 مدرسة متوسطة و 100 مدرسة ثانویة و 12 معهد مهني و مدرسة ثانویة فنیة للبنات (ن.م، 89). وفضلاً عن ذلک، فقد کان یوجد خلال السنة الدراسیة 1372-1373ش في عموم المحافظة، 9 مراکز لإعداد المعلمین، معهد للتعلیم العالي، کان فیه 1,189 طالباً و طالبة و جامعة طبیة فیها 123 طالباً و طالیة (ن.م، 131، 133، 137). وفي سنة 1372ش کان في محافظة أردبیل 10 مستشفیات، 11 مستشفی للولادة، 89 مستوصفاً صحیاً، 308 مراکز صحیة (ن.م، 168).

قضاء أردبیل

تبلغ مساحة هذا القضاء 1/ 5,173 کم 2، یحده من الشمال و الشمال الشرقي والغربي جمهوریة آذربایجان و قضاء مشکین‌شهر، ومن الشرق محافظة جیلان،و من الغب آذربایجان الشرقیة، و من الجنوب قضاء خلخال و آذربایجان الشرقیة. ولقضاء أردبیل أربع نواحي («مرکزي»، هیر، نیر نمین) و 22 قصبة تکون بمجموعها 4 مدن و 453 قریة. وفي 1370 ش کان یعیش في هذا القضاء 94,647 أسرة. ومرکز هذا القضاء هو مدینة أردبیل (ن.م، 9، 11، 14، 38).

طبیعتها

یقع قضاء أردبیل في منطقة جبلیة، یحیط به من الغرب جبال سبلان البرکانیة، و من الشرق جبال طالش (بغروداغ) (فرهنگ جغرافیایي آبادیها، 8/ 20؛ جغرافیاي کامل، 1/ 191). یتکون سهل أردبیل بمساحة 900کم2 (تصویر وضعیت ...، 5)، بشکل رئیس من مواد منحدرة من السفوح و من ترسبات (مطالعات، 11) بسمک یتراوح بین 100-120 متراً (تصویر وضعیت، ن.ص). وبسبب وجود مصادر طبیعیة مناسبة للمیاه، تمتاز بمخزون ضخم من المیاه الجوفیة (ختمي مآب، 35).

یعد مناخ قضاء أردبیل بارداً و رطباً نسبیاً، تزداد درجة الرطوبة والبرودة في مرتفعات سبلان عما هي علیه في السهل. یتراوح حد أدنی وحدأ قصی درجات الحرارة المطلقة فیها بین26- و 38 درجة مئویة. ومعدل سقوط الأمطار السنوي 5/ 364 ملیمتراً (مطالعات، 12-13). وأعلی کمیة من الأمطار المتساقطة سنویاً هي في شهر فروردین (4/ 60 ملیمتراً)، وأقلها في شهر تیر (5/ 6 ملیمترات) (ن.م، 14).

وأهم الأنهار الجاریة في هذا القضاء، قره‌سو الذي ترفده العیون العدیدة و میاه ثلوج السفوح الجنوبیة لجبال سبلان و السفوح الشمالیة الغربیة لجبال بزغوش (ختمي مآب، 3؛ تصویر وضعیت، 4). ویروي هذا النهر باتجاهه الشرقي – الغربي الأقسام الشمالیة من قضاء أردبیل و یلتقي في کوجیق بنهر أهرچاي (فرهنگ جغرافیایي آبادیها، 8/ 19) لیکوّنا نهر دره رودو یصبا في نهر أرس (تصویر وضعیت، ن.ص). وتعدّ إیلخي‌چاي و حاجي محمد چاي و رود خلیفة من الروافد الرئیسة لنهر قره‌سو (مطالعات، 20). وبعد قره‌سو، فإن أهم أنهار هذا القضاء هو «بالخلو» (بالخلي، بالیق لي، بالیغ لي) الذي یستقي میاهه من السفوح الجنوبیة لجبال سبلان و السفوح الشمالیة الغربیة لسلسلة جبال بزغوش، وبعد أن یمر بمدینة أردبیل، یلتقي في أنزاب بنهر قره‌سو (ختمي‌مآب، 31؛ تصویر وضعیت، ن.ص). أما بقیة أنهار هذه المدینة والتي هي محلیة في الغالب فهي: نمین، سولا، قوري‌چای، هیرچاي، نیر، نشئه‌رود، هفت بلوک، بیله درق، کمال‌آباد،علي درویش، أردیموسی، سرعین و ساري دره (ن.م، 4-5؛ ختمي‌مآب، 4، 32).

ومیاه قضاء أردبیل المعدنیة مشهورة لیس علی مستوی المنطقة فحسب، بل في جمیع أرجاء البلاد، وأشهرها: بیله‌درق (بیله دره)، سرعین، سردابه وقتورسویي في سفوح جبال سبلان؛ بوشلو وسقزچي في سفوح جبال بزغوش؛ خلخال سویي ومشه‌سویي في سفوح جبال طالش (باغرو، بغرو) التي یستفاد منها لعلاج الأمراض الجلدیة (جغرافیاي کامل، ن.ص). ومن بین هذه المیاه المعدنیة تحظی سرعین – الواقعة علی بعد 10 کم من أردبیل والمؤلفة من 10 عیون معدنیة أهمها گاومیش گلي – بأهمیة فائقة (تصویر وضعیت، 6).

وفضلاً عن الأنهار و العیون، فإن قضاء أردبیل فیه بحیرات أشهرها نئور التي تقع علی بعد 48 کم إلی الجنوب الشرقي من مدینة أردبیل (باتجاه خلخال) في منطقة جبلیة و تنقسم في فصل شحة المیاه إلی قسمین، وتبلغ مساحة هذه البحیرة 62/ 3 ملیون م2، ومتوسط عمقها 3 أمتارف ومیاهها مناسبة جداً لتربیة أسماک السلمون (ن.م، 5). وبحیرة شورابیل التي مساحتها 640 ألف م 2، بحیرة أخری تقع إلی الجنوب وفي نطاق المشروع الشامل لمدینة أردبیل و یستفاد من وحلها لمعالجة الأمراض الجلّدیة والروماتزمیة (خاماچي، 172). وفیما عدا ذلک فإن فوهة الکتلة المخروطیة لاشکل لجبل سبلان، هي علی هیئة بحیرة جمیلة جداً تغطي الثلوج والصقیع حافاتها طوال السنة (جغرافیاي کامل، 1/ 168-169).

ویتکون الغطاء النباتي لقضاء أردبیل من أزهار البنفسج و عرق السوس و الکثیراء و العرقوب و البابونج و ورد لسان الثورو الحبق مما یستخدم غالباً في الأدویة. کما توجد أشجار الأرونیا و لسان العصفور والزعرور و البندق و الخردل و البلوط و النبع و البتولا. وفضلاً عن ذلک فإنه یوجد في هذا القضاء غطاء نباتي کثیف للرعي (فرهنگ جغرافیایي آبادیها، 8/ 20). ومن الحیوانات و الطیور الجارحة في هذا القضاء یوجد الإیل والثعلب والخنزیر البري والدب و ابن آوی والذئب و کذلک القبح و الطیهوج و السماني و العقاب (ن.ص).

السمات الاجتماعیة و الاقتصادیة: بلغ عدد سکان قضاء أردبیل في 1355ش مامجموعه 378,413 نسمة، کان 2/ 41% منهم یسکنون في المدن و 8/ 58% یقیمون في الأریاف. وفي 1365ش بلغ عدد سکان هذا القضاء 502,405 نسمة، وارتفعت نسبة سکان المدن إلی 7/ 58%، واستمر هذا النمو السکاني فبلغ عدد سکان هذا القضاء 547,701 نسمة سنة 1370ش، کان 5/ 59% منهم یسکنون في المدن (آمارنامه،39). وفي المقابل کان متوسط سکان أریاف أردبیل 556 نسمة (حوالي 87 أسرة) مما یدل علی زیادة عدد أفراد الأسرة نسبیاً (حوالي 6 أشخاص) في قری هذه المدینة (ن.م، 54). کما أن نسبة الزیادة السکانیة خلال السنوات 1355-1365ش و 1365-1370ش کانت 8/ 2% و 2/ 2% علی التوالي (ن.م، 47). وکانت نسبة الید العاملة من بین سکان هذا القضاء 8/ 33% سنة 1370ش، وقد بلغت هذه النسبة في مراکز المدینة و الریف 33% و 35% علی التوالي، کما کانت هناک نسبة بطالة بلغت 9/ 4% من مجموع الید العاملة (ن.م، 79).

ظلت أردبیل علی الدوام و خاصة في بدء تأسیس الدولة الصفویة موضع تعایش القبائل الرحل. وإحدی هذه القبائل الرئیسة خلال العصر الصفوي کانت قبیلة شیخاوند. وقد بلغت أهمیتها حداً أن یتم اختیار حاکم أردبیل من بین زعمائها غالباً (فلسفي، 3/ 102). وقد قام الشاه عباس الأول بقتل ذوالفقار خان آخر زعماء هذه القبیلة والذي کان حاکم المدینة، واستولی علی قصره و سماه القصر الملکي (ن.ص). ون القبائل الأخری المقیمة في أطراف أردبیل یمکن أن نذکر: یورتچي (1,000 أسرة)، فولادلو (1,000 أسرة)، خامس‌لو (300 أسرة)،تکله (500 أسرة)، رضا بک‌لو (500 أسرة)، طالش میکائیلو (600 أسرة)، إینانلو (300 أسرة) وغیرها من القبائل (کیهان، 2/ 106؛ أیضاً ظ: کریمي، 144). والیوم فإن قبیلتي شاهسَوَن والتي تضم 1,104 أسرة مقیمة في المصایف و 84 أسرة مقیمة في المشاتي، وقبیلة فولادلو المستقلة التي تضم 73 أسرة مقیمة في المصایف و 73 أسرة مقیمة في المشاتي، تشکلان أهم القبائل الرحل لقضاء أردبیل (سرشماري اجتماعي، آذربایجان الشرقیة، 17).

تعد مدینة أردبیل من حیث الإمکانیات الطبیعیة، من أهم المراکز الزراعیة في البلاد (جغرافیاي کامل، 1/ 191). وکانت التربة الصالحة ومصادر المیاه الکافیة نسبیاً من أسباب ازدهار الزراعة و البستنة في هذه المنطقة، ویعتمد اقتصاد أردبیل بالدرجة الأساس علی الأنشطة الزراعیة و تربیة المواشي. وتؤمن المیاه التي یحتاجها القضاء – فضلاً عما توفره الأنهار – من الآبار العمیقة والعیون (فرهنگ جغرافیایي آبادیها، 8/ 20-21). وخلال السنوات 1355-1364 ش تم حفر 564 بئراً عمیقة و نصف عمیقة في سهل أردبیل، یعود أکثر من 90% منها (512 بئراً) إلی السنوات 1362-1364ش. ویوجد الیوم 1,764 بئراً في هذا القضاء منها 682 بئراً عمیقة. وعمق أمثال هذه الآبار یتراوح بین 5/ 23 و 185 متراً (ختمي مآب، 35). وتتراوح مناسیب میاهها بین 9/ 5 إلی 310م 3 في الساعة. وهناک 24 بئراً من مجموع آبار المنطقة مخصصة لتوفیر میاه الشرب في الأریاف، و 14 بئراً لمیاه الشرب لمدینة أردبیل، بینما یستفاد من الباقي في الأعمال الزراعیة (م.ن، 36).

یدل وجود 412,189 خروفاً و معزی، 122,684 بقرة و جاموسة، علی أهمیة تربیة المواشي في هذا القضاء (فرهنگ روستایي، 160). ومجموع مساحة أراضي قری و أریاف هذا القضاء 172,284 هکتاراً، یُسقی منها 4/ 37% سیحاً، والباقي دیماً (فرهنگ اقتصادي، «ح»). وتشکل الغلات المحاصیل الرئیسة لهذا القضاء بحیث یزرع 50,538 هکتاراً (8/ 30% سیحاً) حنطةً، و 21,778 هکتاراً (1/ 26% سیحاً) شعیراً. و من المحاصیل الزراعیة الأخری لقضاء أردبیل: البنجر (284 هکتاراً)، البقول (10,136 هکتاراً)، الأعلاف (25,526 هکتاراً) والبطاط (12,488 هکتاراً). ویعدّ التفاح و الرقي و البطیخ و الخیار من المحاصیل الأخری لهذا القضاء (ن.م، «و-ز»). وفضلاً عن الأنشطة المذکورة، تنتشر المداجن و المناحل في أریافها (فرهنگ روستایي، 136).

ولم تزدهر صناعات القضاء کثیراً و الصناعات الیدویة الرائجة في القری و الأریاف هي: صناعة السجاد و البسط و اللفاع والفخار. و بسط أردبیل ذات النقوش البارزة، معروفة. أما منتوجات المصانع فیها فتضم بشکل رئیس الصناعات الغذائیة و الکیمیاویة (خاماچي، 176). وتضم المنتوجات الحیوانیة لهذا القضاء: اللحوم و الجلود و الأصواف والألبان. ولإنتاج العسل سوق رائجة في هذا القضاء، ولقبیلة شاهسون دور کبیر في إنتاج مثل هذه المحاصیل (فرهنگ جغرافیایي آبادیها، 8/ 21).

وفیما مضی کانت اللغة السائدة في هذه المنطقة – شأنها شأن بقیة مدن آذربایجان – هي اللهجة الآذریة، حیث أهملت تدریجیاً و خاصة في العهد الصفوي،وحلت محلها اللغة الترکیة (کسروي، آذري...، 24، مخـ). ودیانة أهل القضاء هي الإسلام و مذهبهم في الغالب هو المذهب الشیعي (الاثنا عشري)، کما أن بعضهم شافعي، أو حنفي المذهب (فرهنگ جغرافیایي آبادیها، 8/ 20).

توجد في قضاء أردبیل 474 مدرسة ابتدائیة، 156 مدرسة متوسطة، ومامجموعه 40 ثانویة و 5 معاهد مهنیة والفنیة (آمارنامه، 89). وفضلاً عن ذلک أنشئت في هذا القضاء 4 مستشفیات حکومیة (457 سریراً) ومستوصفان و 29 مرکزاً صحیاً و 100 مصح (ن.م، 168).

ومن الناحیة السیاحیة توجد لأردبیل إمکانیات ینبغي أن لاتغفل. فضلاً عن عیون المیاه المعدنیة، توجد آثار قدیمة عدیدة في هذا القضاء منها: ضریح الشیخ صفي‌الدین الأردبیلي (ظ: تتمة المقالة) و مقبرة الشیخ أمین‌الدین جبرائیل في کلخوران تعود إلی النصف الأول من القرن 10 هـ، والمسجد الجامع في کلخوران، وقبة (برج) شاطري في القرن 10هـ، والمسجد الجامع في کلخوران، وقبة (برج) شاطري في قریة صومعة (علی طریق أردبیل – مشکین‌شهر) تعود إلی النصف الأول من القرن 8هـ، ومقبرة چلبي أوغلو التي تعود للقرن 8هـ (فرهنگ جغرافیایي آبادیها، 8/ 21؛ أیضاً ظ: مدینة أردبیل في نفس هذه المقالة).

مدینة أردبیل: تعتبر مدینة أردبیل مرکز المحافظة و القضاء وإحدی أقدم المدن الإیرانیة و في نفس الوقت من أکثرها أهمیة. و تقع علی خط الطول 48° و 17´ شرقاً و خط العرض 38° و 15´ شمالاً (فرهنگ جغرافیایي إیران، 4/ 12). ومعدل ارتفاع أراضیها عن سطح البحر 1,100 متر. یقع جبل سبلان إلی الغرب و نهر بالخلو إلی الجنوب و الجنوب الشرقي منها (دیباج، 147؛ لاکهارت، 51).

تاریخها و جغرافیتها التاریخیة

استناداً إلی الآثار التاریخیة المتبقیة من الماضي، عُدّت أردبیل من المدن الإیرانیة القدیمة، و إن الآثار واللقی التي یرجع تاریخها إلی القرون الممتدة بین 15-12 ق.م في نمین (مشکور، نظري به ...، 67)، واللوحین المنقوشین الأورارتویین المکتوبین بالخط المسماري اللذین عثر علیهما في السفوح الجنوبیة لجبل سبلان (م.ن، «دوسنگ نبشته...»، 584)، تؤکد جمیعها علی قدم هذه المدینة و ماحولها. فضلاً عما قیل من أن زرادشت قد کتب الأفستا أعلی جبل سبلان (به آذین، 240؛ لاکهارت، 52). کما قیل إن زرادشت أعد کتابه في أحد جبال أردبیل (میرخواند، 1/ 132؛ أیضاً ظ: الشهرستاني، 1/ 42)، وکذلک ماروي من أنه قد بدأ دعوته إلی دینه في أردبیل (هفت کشور، 89؛ أیضاً ظ: میرخواند، 1/ 131). ومع کل ذلک، فإن الأفتقار إلی المعلومات و الشواهد الکافیة، جعل کیفیة البناء الأوبلي لهذه المدینة محاطاً بالغموض دائماً. کما أدی وجود روایات مختلفة بشأن مؤسس المدینة إلی سعة نطاق هذا الغموض.

کان لأردبیل خلال العصر الأشکاني أهمیة خاصة بین مدن آذربایجان. وقد قیل إن بطل آذربایجان المدعو رهام والذي کان من الأبطال المتحدرین من أصل کیاني، ظهر بأردبیل في هذه الفترة (به‌آذین، 241، أیضاً ظ: 231-238). وعلی هذا فبناء مدینة أردبیل ینبغي أن یکون أقدم بکثیر من العصر الساساني (لاکهارت، 51)؛ غیر أن المؤخین و الجغرافیین المسلمین کثیراًما نسبوا بناء هذه المدینة إلی فیروز الساساني (یاقوت، 1/ 198؛ القزویني، 291). وقد ذکر الدینوري أن فیروز بن یزدجرد بنی في آذربایجان مدینة دعاها باد فیروز و هي نفسها أردبیل (ص 87). کما کتب مؤلف مجمل التواریخ أن فیروز بنی في آذربایجان مدناً اشتق أسماءها من اسمه (ص 71). وقد نسب الفردوسي أیضاً (6/ 48) بناء مدینة أردبیل إلی هذا الملک عندما قال:

دگـر کـرد بــادان پـیروز نـام

همه جـاي شـادي وآرام وکام

که أکنونش خواني همي أردبیل

که قیصر بدو دارد أز داد میل

ونسبت بعض المصادر بناء المدینة إلی سائر الملوک، و منهم حمدالله المستوفي الذي نسب ذلک إلی کیخسرو بن سیاوش (ص 92). واستناداً إلی روایة، فإنه خلال الحرب التي حدثت بین کیخسرو و فریبرز بن کیکاووس في سبیل الاستیلاء علی العرش، قام کیخسرو مع گودرز (أو گیو). بفتح «بهمن دژ» و هی قلعة کانت واقعة علی جبل سبلان، و أسس في نفس تلک الفترة مدینة أردبیل (زین‌العابدین، 34؛ أیضاً ظ: الفردوسي، 2/ 272-276؛ میرخواند، 1/ 126-127). و وفقاً لما ورد في هذه الروایة یبدو أن بهمن دژ التي کانت مرکزاً مهماً في المنطقة، قد أعطت موقعها لمدینة أردبیل. غیر أن الفردوسي یذکر أن کخسرو بنی – عقب فتحه قلعة بهمن – بیتاً للنار هناک دعي آذرگشسب (2/ 277). ویبدو أنه استناداً إلی هذا الخبر، عدّ الاسم القدیم لأردبیل آذربهمن (حکیم، 15؛ اعتماد السلطنة، 1/ 43).

وخلال القرون 4-6م أصاب الدمار أردبیل علی أیدي الهون الذین کانوا یهاجمون إیران بین الحین و الآخر. ولما کان فیروز الساساني قد أصلح الخراب الذي حل بأردبیل إثر الجدب و هجمات الهون – ویبدو أنه بنی سوراً حول المدینة – فقد نُسب بناء المدینة إلیه (به‌آذین، ن.ص).

وقبل العصر الإسلامي – واستناداً إلی سترابون – فإن آذربایجان کان لها مرکزان رئیسان:مرکز گنجک (بالأرمنیة: گنزک) الذي هو نفسه تخت سلیمان حالیاً؛ أما اسم المرکز الثاني فقد سقط من جغرافیا سترابون، وقد دعي هذان المرکزان في العصر الإسلامي، الشیز وأردبیل (مارکوارت، 108).

یقول مارکوارت: لاشک في أن أردبیل کانت المرکز الصیفي لآذربایجان. وأضاف قائلاً: مع أن أردبیل کانت مقر إقامة المرزبان، لکن لم‌یرد اسمها في المصادر الأرمنیة القدیمة (ن.ص). ومهما یکن، فإنه من أواسط إلی أواخر العصر الساساني، کانت أردبیل تعدّ لوحدها مرکز (کرسي) آذربایجان (به آذین، ن.ص)، وکانت المسکوکات التي ضربت في هذه المنطقة خلال العصرین الفرثي والساساني تحمل علامة «أر»، أو «أرت» (ترابي، 2/ 9-10).

وخلال فتح المسلمین لآذربایجان، کانت أردبیل لاتزال عاصمة هذه المنطقة ومقر مرزبانیتها (البلاذري، 455؛ شوارتس، 1027). وقد روی البلاذري روایات مختلفة عن فتح آذربایجان و أردبیل و منها أن حذیفة ابن الیمان الذي کان یحمل أمراً من عمر بن الخطاب بولایة آذربایجان، قدم من نهاوند إلی أردبیل، فجمع مرزبان آذربایجان [في أردبیل] جیشاً من مدن المنطقة لمواجهته وانبری لمقاومته فترة من الوقت، لکنه سلّم في لانهایة علی تنفیذ شروط منها دفع 800 ألف درهم و حفن الدماء. وبذلک، فتحت أردبیل صلحاً علی ید حذیفة. وخلال ذلک، و مع أن مدینة أردبیل ظلت هادئة، إلا أن الناس الذین کانوا في أطرافها ثاروا (ص 455-456). وأضاف البلاذري أن عمر بعد عزله حذیفة، عیّن عتبة بن فرقد السلمي والیاً علی آذربایجان بدلاً منه فتمکن هذا من إخماد الثورة في أطراف أردبیل (ص 456).