الصفحة الرئیسیة / المقالات / اوزبکستان /

فهرس الموضوعات

اوزبکستان


تاریخ آخر التحدیث : 1442/5/25 ۰۷:۵۰:۰۰ تاریخ تألیف المقالة

في عام 1875م نشبت الحرب في خانات خوقند من جدید، حیث تم الاستیلاء علی مدن خجند وأندیجان ومنگان وخوقند إثر حروب نشبت بین کاوفمان والجنرال اسکابلف من جهة وسکان هذه المناطق من جهة أخری وسقطت خانات خوقند في نهایة المطاف فـي 3 مارس 1876 وألحقت المناطق التابعة لها تحت اسم «منطقة فرغانة» إلی التقسیمات الإداریة الروسیة (حسني، 33-34)، حیث اختیرت مستوطنة مرغینان الجدیدة التي أنشئت للمهاجرین الروس کمرکز إداري لهذه المنطقة وقد تغیر اسمها لاحقاً إلی اسکابلف فاتح فرغانة‌ (میرزا سراج الدین، 40؛ بارتولد، «خوقند»، ن.ص). وقد تم تحدید حدود ترکستان مع ولایة کاشغر في العام نفسه (حسني، 34-35). لقد قامت طوال الربع الأخیر من القرن 19م، ثورات عدیدة ضد السیطرة الروسیة بخاصة في منطقة خوقند وکانت في غالبیتها ذات صبغة دینیة ومن ضمنها یمکن الإشارة إلی مایلي: ثورة أندیجان عام 1876م بقیادة یتیم خان وثورة أندیجان ومرغینان في عام 1882م بقیادة درویش خان وثورة طشقند في 1892م والتي کانت واسعة جداً، حیث شارک فیها شرائح المجتمع المختلفة وثورة في منطقة خوقند عام 1893م بقیادة شاکر خان وثورة فرغانة في 1898م بقیادة إیشان دوکچی (ظ: میرزا سراج الدین، 41-42؛ باخروشین، 357-370؛ مومن أوف، 156؛ طوغان، 332). 
فیما یتعلق بخانات بخاری الذین کانوا تحت الانتداب الروس منذ العام 1285ه‍ / 1868م لابد من القول بأن الروس قد أبقوا خانات منغیت علی السلطة إثر توقیع إتفاقیة السلام مع بخاری وظل الأمیر مظفر الدین علی منصبه کخان منذ 1277ه‍ / 1860م وحتی 1304ه‍ / 1887م وکان یضرب المسکوکات باسمه حتی في عهد السیادة الروسیة (کمثال، ظ: لین بول، X / 116). وقد خلف مظفر الدین ابنه عبد الأحد (حک‍ 1304- 1328ه‍). وخلفه بعده ابنه عالم خان (حک‍ 1328- 1338ه‍) غیر أن ولایة عهد الأمیرین لقیت اعتراف القیصر وذلک علی أساس مراسیم الانتداب (ظ: عالم خان، 18؛ مختارأوف، 40). لقد شهد عهد عالم خان بعضاً من الإصلاحات الاجتماعیة وکنموذج لهذه الإصلاحات فقد أصبح اختیار البک والمیر الذي کان وراثیاً في النظام التقلیدي یتم من جانب الشعب (ظ: عالم خان، 33-34؛ أیضاً وهاب أوف، I / 134؛ فراغند، 154). 
بعد سقوط حکم القیاصرة في روسیا في ربیع الآخر 1335‍ /  ینایر فبرایر 1917 استطاع عالم خان بفترة وجیزة استعادة استقلاله. وکان یسعی منذ بدایة الاستقلال إلی تجهیز جیشه وتسلم في هذا الإطار شیئاً من المساعدات من أفغانستان في عام 1918م (ظ: عالم خان، 21-22). وفي عام 1919م وضع أساس اتحاد مع دولة خوارزم ضد البلشفیة (م.ن، 22). وسقطت حکومة عالم خان في بخاری أخیراً في 17 ذي الحجة 1338‍ /  سبتمبر 1920 لیختفي عالم خان في بعض الولایات (مختارأوف، 9؛ أیضاً ظ: عالم خان، 24). 
وفي نوفمبر عام 1920 طلب عالم خان مساعدة عسکریة من أفغانستان غیر أن الأخیرة لم تلبّ هذا الطلب نظراً لوجود بعض الملاحظات (ظ: مختارأوف، 11-12: نقلاً عن وثیقة من الأرشیف الوطني في أفغانستان). وقد اضطر أخیراً إلی اجتیاز نهر آمو في 4 مارس 1921 لیلجأ إلی أفغانستان. 
ومایجدر بالذکر حول خانات خیوه التي أصبحت تحت الانتداب الروسي منذ 1290ه‍ / 1873م أن محمد رحیم خان (جلوس: 1282ه‍( قد تم إبقاؤه کخان في منصبه بعد التوقیع علی اتفاقیة السلام (بارتولد، 2 / 576-577) لیخلفه اسفندیار خان بعد  38 سنة من  الحکم تحت الانتداب (حک‍ 1328-1336ه‍ / 1910-1918م) لقد استعادت خیوة استقلالها کنظیرتها بخاری بعد سقوط حکم القیاصرة (کار، 1 / 403). وقد ذکر التاریخ شخصاً یدعی عبد السیدم کآخر خان في خیوة حیث أنشأ جمهوریة فیها وتم عزله عن الحکم في رمضان 1337‍ / یونیو 1919 (ظ: بارتولد، 2 / 577، وهاب أوف، I / 145  ومابعدها). 
کعوامل ممهدة لأحداث 1917-1920م وسیادة الحکم البلشفي علی أوزبکستان لابد من الإشارة إلی أن «منطقة ترکستان» وبخاصة في بیئاتها المحلیة ـ الروسیة کانت تشهد عدة تیارات معادیة لنظام القیصر في بدایات القرن 20م؛ أولها تیار وطني ـ دیني کان یسعی إلی إحیاء السیادة الوطنیة بالتقالید الإسلامیة، أما التیار الآخر فهو تیار وطني تجدیدي کان یعرف «بالتجدیدیة» وکان تیاراً دیموقراطیاً یتحدث عن حقوق العمال ولکنه في الوقت ذاته کان یدعو إلی استمرار علاقات الصداقة بین آسیة الوسطی وبین روسیا. وقد أشارت المصادر الروسیة إلی تیار شیوعي بین المهاجرین الروس أو المتأثرین بهم، حیث لابد من توقي الحذر عند الحدیث عن أعدادهم وعن مدی انتشار أفکارهم. وکان یوجد في الفترة بین العامین 1904-1905م تنظیمان سیاسیان في طشقند هما: التنظیم «الاشتراکي الدیموقراطي» وتنظیم «الاشتراکیین الثوریین». في 1905-1906م کانت الجریدة سمرقند الناطقة بالروسیة التي یرأس تحریرها ماروزوف الشیوعي البلشفي لها تأثیر کبیر علی نشر الفکر الشیوعي وقد شهدت هذه الفترة تأسیس بعض التنظیمات الاشتراکیة في طشقند وفي سمرقند منها «اللجنة العسکریة الاشتراکیة الدیموقراطیة لترکستان» (طشقند) وکانت هذه اللجنة تقوم بتنظیم بعض الحرکات المعارضة هنا وهناک (ظ: وهاب أوف، I / 243 ومابعدها؛ BSE3,XXVI / 489). 
إن موجة الاحتجاجات العارمة المحلیة في ترکستان قد أجبرت في عام 1906م حکومة القیصر علی تخصیص 6 من مقاعد مجلس دوما الروسي الحکومي الأول والثاني لنواب ترکستان المحلیین. وإثر الانقلاب العسکري في یونیو 1907 في روسیا تم التصدیق علی قانون حرم بموجبه نواب ترکستان المحلیون من الحضور في مجلس دوما الحکومي کما حرم بموجبه شعب ترکستان من حق المشارکة في انتخابات دوما. وقد بلغت ضغوط الحکومة المرکزیة في روسیا علی ترکستان ذروتها عام 1910م، حیث أقر مجلس دوما الحکومي الثالث قانوناً یقضي بمصادرة «الأراضي الإضافیة» لسکان ترکستان المحلیین ولاشک في أن التصدیق علی هذا القانون قد أثار موجة من الأحتجاجات الواسعة في منطقة ترکستان والتي استمرت حتی عام 1912م / 1291ش وامتد نطاقها إلی بخاری أیضاً (ظ: ن.ص؛ باخروشین، 413؛ وهاب أوف، I / 206 ومابعدها، أیضاً 282 ومابعدها؛ مومن أوف، 170). 
مع بدایة الحرب العالمیة الأولی (1914- 1918م / 1293-1297ش) دخلت روسیا في الحرب أیضاً وقد أدت الأزمات السیاسیة والاقتصادیة الناجمة عنها إلی إنهاء سیطرة الحکم القیصري علی روسیا وعلی ترکستان علی حد سواء. کانت منطقة ترکستان في بدایات الحرب وبسبب بعدها عن ساحات القتال تعمل کمساندة الحکومة الروسیة اقتصادیاً وکانت اقتصادیاً تشهد ازدهاراً کبیراً. غیر أن اختلال التوازن الاقتصادي في النصف الثاني من عام 1915م قد أدی إلی ظهور أزمة خانقة. إن منطقة ترکستان التي کانت تعاني ضغطاً کبیراً لزیادة صادراتها من القطن وسائر المحاصیل شهدت مشاکل کبیرة للحصول علی الخبز وسائر البضائع التي کانت تحتاج إلیها وقد أدی ذلک إلی ارتفاع سعر الخبز لیبلغ 4 أضعافه. 
وقد خلقت الأحاسیس والمشاعر الوطنیة المقموعة إلی جانب الضغوط المتزایدة بسبب الدخول في حرب غیر مرغوب فیها ثورة عامة ضد روسیا القیصریة في جمیع أرجاء ترکستان عام 1916م. 
وکان السبب الأساس وراء هذه الثورة قرار قیصر القاضي بتسجیل أسماء جمیع أبناء الشعب بشکل إجباري للمشارکة في الحرب وقد تبع إصدار هذا القرار استدعاء حوالی 120 ألف شخص من منطقة أوزبکستان الحالیة إلی الخدمة العسکریة. وقد بلغ قمع هذه الثورة في مدینة جیزک ذروته (ظ: م.ن، 183؛ وهاب أوف، I / 372 وما بعدها؛ بیلي، 55؛ طوغان، 336؛ BSE3، ن.ص). 
إثر ثورة مارس 1917 (فبرایر حسب التقویم القدیم) المعادیة للقیصر لقي تشکیل الحکومة المؤقتة في روسیا بعض الترحیب في طشقند، حیث خضعت المؤسسات الحکومیة لسیادة الحکومة المؤقتة. في 20 من أبریل أنشئت «لجنة حکومة ترکستان المؤقتة» في طشقند لتنفذ مهام الحکومة المؤقتة. لقد تشکلت في هذه الأثناء في منطقة ترکستان مؤسسة تحمل اسم «مجلس نواب العمال والجنود» کانت الغلبة فیه للمنشفیین و«الثوار الأشتراکیین». غیر أن برویدو البلشفي کان یترأس هذا المجلس وکانت المجموعات الدینیة والوطنیة قد أنشأت بالتزامن مع هذا المجلس مؤسسات تحت مسمیات من مثل «المجلس الإسلامي» و«مجلس العلماء» کما أنشئت مجالس تحت عنوان «مجالس العمال المسلمین» (ظ: م.ن، XXVI / 490؛ بیلي، 54؛ مؤمن أوف، 240 ومابعدها؛ وهاب أوف، I / 400؛ کار، 1 / 400-401). 
لقد أوفدت الحکومة المرکزیة المؤقتة في بطروغراد في عهد رئاسة کرونسکي مندوباً إلی بخاری وقع مع أمیرها معاهدة اعترفت من خلالها باستقلال بخاری (ظ: عالم خان، 20). 
وإثر هذا الاستقلال أوفد أمیر بخاری سفیراً إلی أفغانستان ومندوباً إلی مشهد لیقنع اللجنة البریطانیة المقیمة فيها عبر الاتصال بها علی مساعدتهم علی نیل بخاری لاستقلالها (ظ: م.ن، 20، 35). کان البلشفیون قد دخلوا عملیاً في حرب ضد کرونشکي وحکومته المؤقتة وکانت طشقند بؤرة من بؤر هذا الصراع وقد تمکنوا أخیراً من الاستیلاء علی مقالیـد السلطة السیاسیة فیها ــ طبعاً بمساعدة مجموعات أخری ــ وذلک عبر حرکة سریعة مفاجئة انتصرت قیادة الائتلاف المکون من الاشتراکیین الثوریین والمنشفیین والبلاشفة تحت عنوان «مجلس المندوبین» عبر حرب مسلحه ضد الحکومة المؤقتة في 14 من نوفمبر في طشقند. وبذلک أنشئت في ترکستان أول دولة سوفیاتیة (طبعاً غیر البلشفیة) (ظ: BSE3 ، ن.ص؛ بیلي، 54-55؛ کار، 1 / 401). 
کانت حکومة الشوری (السوفیاتیة) في طشقند المدعومة من المهاجرین الروس قد انتهجت سیاسة اللامبالاة تجاه المسلمین المحلیین في ترکستان الذین کانوا یشکلون 95٪ من السکان (مقابل 5٪ من السکان المهاجرین) وکانت سیاسة اللامبالاة هذه أمراً واقعاً انتقدتها القیادة في موسکو عام 1919م واعتبرت فیما بعد کأحد الأخطاء التاریخیة الأساسیة في المصادر السوفیتیة (ظ: م.ن، 402- 408؛ BSE3 ، ن.ص) في «المؤتمر الثالث لمجالس المناطق» الذي عقد في 28 نوفمبر‌ ـ 5 دیسمبر 1917 تم الإعلان عن سیادة حکم الشوری (السوفیت) علی ترکستان وتم تعیین جمعیة باسم «مجلس المفوضین الشعبیین في المنطقة» کمجلس حاکم بقیادة کولسوف من المجموعة البلشفیة وقد تم التأکید في قرارات هذا المؤتمر علی أن المسلمین المحلیین لایحق لهم تولی أیة مناصب حکومیة (ظ: ن.ص؛ کار، 1 / 402). 
کانت سیادة حکومة الشوری (السوفیت) لاتتجاوز عملیاً حدود طشقند ولم یکن لها أي نفوذ في سائر أرجاء منطقة ترکستان التي کان المهاجرون الروس فیها یشکلون نسبة قلیلة جداً. کان المسلمون في مناطق ترکستان المختلفة یحاولون أحیاناً تأسیس دولة وطنیة وکانوا یعقدون اجتماعات مشترکة لتنسیق جهودهم. وفي أحد هذه الاجتماعات الذي عقد في 9-12 دیسمبر 1917 في مدینة خوقند تحت عنوان «المؤتمر الرابع الإسلامي الطارئ للمنطقة» تم الإعلان عن أنشاء دولة وطنیة إسلامیة باسم «دولة ترکستان ذات الحکم الذاتي» وعاصمتها خوقند. وکانت هذه الدولة مدعومة من جانب بعض الرجال المسلمین من أصحاب النفوذ من مثل محمد أمین بیک وکیتچکنه ایرغش من خوقند کما تم الاعتراف بها من جانب بعض الدول الأجنبیة (ظ: بارتولد، «خوقند»، 466 ؛ باخروشین، 441 ؛ طوغان، 364؛ BSE3,XXVI / 489 ؛ کار، ن.ص). 
کانت الحکومة السوفیاتیة التي أنشئت بعد ثورة أکتوبر (25 أکتوبر حسب التقویم القدیم الموافق 17 نوفمبر) بقیادة لینین في روسیا کانت قد تمکنت حتی 1920م من إعمال سیادتها علی القسم الأوربي من روسیا فحسب. وکانت أوضاع ترکستان خارجة عن سیطرتها بخاصة حتی العام 1919م (ظ: م.ن، 1 / 401-402). کانت حکومة ترکستان (خوقند) ذات الحکم الذاتي تنوي  في بدایات إنشائها البقاء کدولة ذات الحکم الذاتي ضمن دولة روسیا الفیدرالیة شریطة اعتراف الحکومة المرکزیة في روسیا بحکومة خوقند کممثلة للأغلبیة الساحقة من شعب ترکستان البالغة 95٪ وحلّ الحکومة السوفیاتیة في طشقند (ظ: بیلي، 57- 58؛ کار، 1 / 402). ولعل رد قادة روسیا المفعم بالغموض علی هذا الطلب (ظ: بیلي، ن.ص) کان إیذاناً لحکومة السوفیت في طشقند التي لم تکن تربطها علاقات متینة بالحکومة المرکزیة بأن تقوم بإسقاط الحکومة المنافسة وإخراجها من الساحة. 
علي أیة حال وعلی الرغم من الثورة الواسعة الـتي قام بها المسلمون المحلیون في بدایة عام 1918م / 1297ش ضد الحکومة السوفیاتیة في طشقند (ظ: م.ن، 55)، فإن الحکومة السوفیاتیة في طشقند تمکنت في عمل عسکري مباغت ضد خوقند من الإطاحة بالحکم الذاتي في ترکستان وفي 22 فبرایر عام 1918 تم التوقیع علی اتفاقیة استسلام خوقند وأصبحت الحکومة السوفیاتیة إثر ذلک بشکل فعلی الحکومة الوحیدة ذات السیادة في ترکستان (ظ: بارتولد، «خوقند»، ن.ص أیضاً بیلي، 58، 73). کانت حرکة «شباب بخاری» (یاش بخارا لیککر) السیاسیة ذات النزعة القومیة «التجدیدیة» تسعی إلی إنشاء جمهوریة دیموقراطیة في بخاری وذلک عبر الإطاحة بأمیرها وقد مدت بمجرد انتصار الحکومة السوفیاتیة في ترکستان ید العون نحوها وعلی إثر ذلک توجهت قوات حکومة السوفیت في ترکستان نحو بخاری ففي مارس 1918 تحرکت قوات طشقند بقیادة کولسوف باتجاه بخاری وسیطرت في 23 مارس علی المنطقة المعروفة بضیاء الدین. غیر أن مقاومة أهالي بخاری الشرسة دفعت کولسوف إلی قبول الهزیمة والتوقیع علی اتفاق سلام مع أمیر بخاری معترفاً باستقلال دولة بخاری (ظ: عالم خان، 21-22، 35؛ بیلي، 84، 345، 438-439؛ أیضا کار، 1 / 402-403؛ فراغنر، 154). 
علی أثر هذه الحادثة اعترفت موسکو أیضا باستقلال بخاری وأوفدت بروید إلی بخاري کسفیر (ظ: عالم خان، 22-23). غیر أن اعتراف طشقند ومسکو باستقلال بخاری لم یؤدّ عملیاً إلی إنهاء حضور الحکومة السوفیاتیة لترکستان في المناطق المحیطة ببخاری بل إن حضور عناصر من هذه الحکومة کمتحدین مع قوات الجیش الأحمر في المنطقة المذکورة (ظ: بیلي، 79)، کان قد خلق وضعاً مثیراً للعجب یصعب شرحه. فاستناداً إلی إحدی الوثائق الموجودة في الخارجیة الإیرانیة فإن قوات الجیش الأحمر قد اعتدت في 16 أبریل 1918 علی الحدود الإِیرانیة وقد قام جواد سینکي بعیداً عن التوقعات بصفته «القنصل الإیراني في جمیع أرجاء ترکستان» بإجراء مباحثات مع مفوض الشؤون الخارجیة ومفوض الشؤون العسکریة «لحکومة ترکستان» بهدف تسویة الموضوع بشکل رسمي وکان ذلک في 22 أبریل في مدینة عشق آباد (ظ: اسنادي، 462-465). 
وفي یونیو 1918 عندما تمکن بلاشفة ترکستان من عقد مؤتمرهم الأول بحضور أربعین ممثلاً فقط (ظ: کار، 1 / 403)، أنشئت في منطقة ترکمنستان الحالیة التي کانت خاضعة سابقاً لنفوذ حکومة ترکستان، حکومة معادیة للبلاشفه وکان یدیرها في الغالب الاشتراکیون وکانت مدعومة من بریطانیا (ظ: کار، ن.ص). وفي یولیو من العام نفسه سیطر دوتف من العسکریین الروس المعادین للبلاشفة علی منطقة اورنبورغ التي کانت بمثابة جسر التواصل بین ترکستان وروسیا المرکزیة وبذلک حوصرت حکومة ترکستان السوفیاتیة من کل صوب وحدب (ظ: طوغان، 373-374؛BSE3,XXVI / 490 ؛ أیضاً بیلي، 73،  218).کانت الدول الغربیة وبخاصة بریطانیا والولایات المتحدة علی الرغم من عملها لوضع حد لنفوذ البلاشفه غیر أنها لم تکن تُغفل إیفاد مندوبین سیاسیین إلی طشقند. ففي حوالی أغطس ـ سبتمبر عام 1918 کان تردول بصفته قنصلاً للولایات المتحدة وجورج مک کارثي بصفته مندوباً رسمیاً للسفارة البریطانیة في کاشغر، موجودین في طشقند (ظ: م.ن، 61، 82-83). کما أن حکومة ترکستان أوفدت في حوالی شهـر سبتمبر وفداً برئاسـة شخص یدعی بابوشکین إلی مشهد لإجـراء مفاوضـات مع قیادة القـوات البریطانیـة في خراسـان (ظ: م.ن، 99).    
إن أکبر مشکلة داخلیة واجهتها حکومة ترکستان السوفیاتیة کانت الثورة العارمة للمعارضین المحلیین المعروفة «بثورة الباسماچیین» والتي بدأت في العام نفسه. وکانت النتیجة الأولی الجادة التي تمخضت عنها هي السیطرة علی مدینة أوش الاستراتیجیة (مدینة في قرغیزیا حالیاً) في سبتمبر عام 1918. وکاد الباسماچیون أن یسیطروا علی مدینة أندیجان بعد ذلک. وقد أعلن هؤلاء الفاتحون في المناطق المحدودة الخاضعة لهم عن تشکیل حکومة وطنیة تحت عنوان «حکومة فرغانة المؤقتة» ولکن هذا الاستقلال لم یدم طویلاً وتم قمع هذه الثورة وإسقاط هـذه الحکومة بعد دخول القوات البلشفیة المجهزة إلی المنطقة (ظ: مومن أوف، 260 ومابعدها؛ طوغان،388 ومابعدها). وفي الشهر نفسه قام المؤتمر السادس لمجالس المنطقة في طشقند بإعلان إفشاء «جمهوریة ترکستان السوفیاتیة الاشتراکیة ذات الحکم الذاتي» والتصدیق علی دستور هذه الجمهوریة (مومن أوف، 255 ومابعدها؛ BSE3,XXVI / 492، م.ن)؛ غیر أن الجمهوریة الجدیدة کانت معرضة للخطر من عدة نواح، فبالإضافة إلی استمرار ثورة الباسماچیین رغم تحولها إلی حروب متفرقة هنا وهناک ولکنهانت مستمرة فإن القوات البریطانیة کانت قد زحفت علی مناطق من ترکستان وحوض نهر آمو وکانت موجودة حتی 1919م في تلک الأراضي (ظ: م.ن؛ أیضاً أسنادي، 431-432، آلیس، 41 ومابعدها). 

 

الصفحة 1 من7

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: