الصفحة الرئیسیة / المقالات / اوزبکستان /

فهرس الموضوعات

اوزبکستان


تاریخ آخر التحدیث : 1442/5/25 ۰۷:۵۰:۰۰ تاریخ تألیف المقالة

العهد الإسلامي

  بعد ظهور الخلافة الإسلامیة  في الحجاز وبدایة الفتح الإسلامي تم فتح خراسان حتی نهر آمو في العام 22ه‍ / 643م لتتحول بعد ذلک إلی إحدی الولایات الخاضعة للخلافة الإسلامیة. ومنذ العام 54ه‍ / 674م خاض ولاة خراسان حروباً ضد ممالک صغد وخوارزم استمرت دون نتیجة حاسمة حتی العام 90ه‍ / 709م وشکل الملوک المحلیون رداً علیها ائتلافاً عسکریاً ضد المسلمین (ظ: الطبري، 5 / 473). ولاشک في أنّ اعتداءات بعض هؤلاء الملوک علی الممالک المتآخمة کانت تحدث شرخاً في هذا الائتلاف وتؤدی إلی ضعفها. فقد أقدم غوزک ملک سمرقند علی أعتاب الفتوح النهائیة للمسلمین علی اجتیاح صغد (صغد الصغری) وکش ونسفَ وربما بعض المناطق الأخری في المنطقة (ظ: الیعقوبي، 2 / 287)، ولم یسفر عمله هذا في نهایة المطاف إلاّ عن إضعاف القوة العسکریة لأهالي ماوراء النهر. 
کان نهر آمو في واقع الأمر خلال هذه السنوات یشکل الحدود الطبیعیة بین الأراضي الخاضعة للخلافة الإسلامیة وممالک صغد لذا فإن بلاد صغد قد اشتهرت في آثار المسلمین ببلاد «ماوراء النهر». وقد ظل هذا الاسم یرافق هذه البلاد حتی بعد اجتیاز المسلمین لهذه الحدود لعدة قرون وکان یطلق علی الأراضي الواقعة مابین نهري آمو وسیر. وفي السنوات 90-96ه‍ / 709-715م شنّ قتیبة بن مسلم الذي کان الخلیفة قد عینّه والیاً علی خراسان حروباً جادّة وواسعة ضد ممالک صغد وخوارزم وکانت نتیجتها زیادة استقرار سیادة الخلافة الإسلامیة ــ بمفهومها الخاص ــ علی الأراضي الواقعة شمالي خراسان (ظ: البلاذري، 398 ومابعدها؛ الطبري، سنوات 90-96؛ نرشخي، 52 ومابعدها). 
وقد استمر نظام ملوک الطوائف العائد إلی عصر ماقبل الإسلام في هذا العهد إلی حد کبیر وظلت الممالک التقلیدیة بالسلالات الملکیة ذاتها تواصل حیاتها. وکمثال بارز علی ذلک فقد أورد نرشخي تقریراً مفصلاً حول استمرار السلالة الملکیة في بخاري من غیر انقطاع منذ عصر ماقبل الإسلام وحتی عهد الأمیر اسماعیل الساماني (ص 11، 14-16). کما أشار البیروني عند حدیثه عن فتح خوارزم إلی استمرار سلالة الخوارزمشاهیین القدیمة في الحکم إلی فترة ما بعد فتح خوارزم (ص 35-36). 
کانت المصادر المختلفة المتعلقة بالقرنین 4و5ه‍ / 10و11م مازالت تحتفظ بذکریات نظام ملوک الطوائف هذا، وإنها أشارت إلی ألقاب هؤلاء الملوک المحلیین وهي کما یلي: بخارا خداه في بخاری؛ طَرخان (أوطَرخون)، في سمرقند؛ پیروز (فیروز)، في صغد (صغد الصغری جنوبي سمرقند)؛ إخشید، في فرغانة؛ نیدون(؟)، في کش؛ أفشین، في أشروسنه؛ تدن (؟)، في تشاتش؛ ترمذ شاه، في ترمذ؛ خوارزمشاه (ابن خردادبه، 40: خسرو خوارزم)، في خوارزم (م.ن، 39-40؛ البیروني، 101؛ أیضاً الیعقوبي، 2 / 286، 293، 311؛ البلاذري، 401-409: أیضاً شاه چغانیان؛ الطبري، مخ‍‍ ؛ نرشخي، 11، مخ‍(. لقد ظلت ما وراء النهر وخوارزم في حقبة زمنیة تتجاوز قرناً ونصف قرن (96-260ه‍ / 715-874م) تحت نفوذ ولایة خراسان. کانت جبایة الضرائب وحفظ السیادة العسکریة علی تلک البلاد جزءاً من مهام والي خراسان. وکان یوفد مندوبین تحت اسم «عامل» إلی عواصم حکومات ملوک الطوائف. أما الملوک المحلیون الذین کانوا قد دخلوا الإسلام واحداً تلو الآخر فأصبحوا یحکمون بحریة واستقلال في شؤون رقعة حکمهم الداخلیة وذلک بقبولهم للالتزامات المالیة والرضوخ للسیادة العسکریة التي کان یمارسها ولاة خراسان وکان ولاة خراسان یدعمون بشکل آخر نظام الوراثه في الحکم لدیهم (ظ: الیعقوبي، 2 / 287؛ ابن خردادبه، 34- 39؛ الاصطخري، 292؛ ابن حوقل، 468؛ نرشخي، 14-16). 
إن القائمة التي أعدها أبو الوزیر کاتب الخلافة العباسیة في 179ق / 795م عن إیرادات خزانة بغداد من الخراج والتي تبیّن إلی حدّ ما التقسیمات الإداریة للبلاد، لم تتضمن بشکل مستقل الإشارة إلی بلاد ماوراء النهر وخوارزم وإنما ورد فیها الکلام عن خراج خراسان (ظ: الجهشیاري، 227 وما بعدها؛ أیضاً ابن خلدون، 1 / 322). 
ویظهر موضوع ضمّ خراج ماوراء النهر وخوارزم إلی خراسان بشکل صریح في القائمة الحکومیة التي أعدت في 221ق / 836م (ظ: قدامة، 172). إنّ هذه الفترة من تاریخ المنطقة التي یمکن اعتبارها الفترة الإسلامیة الأولی لم تلق عنایة الباحثین  في البحوث الجدیدة. ومن الأحداث المهمة التي حدثت في بدایات هذه الفترة یمکن الإشارة إلی الثورات المتتالیة «الردّة» (حسب مصطلح المصادر الإسلامیة) والحروب ضد ولاة خراسان ومن ضمنها ماحدث في الأعوام 110-112و121ه‍ (ظ: الطبري، نفس الأعوام) والتي یمکن اعتبارها محاولات لنیل الاستقلال. لقد فقدت هذه الحرکات الاستقلالیة البعد المجانب للإسلام بعد انتشار الثقافة الإسلامیة وحلت محلها الحرکات التي تعرف في تاریخ الثقافة الإسلامیة بالحرکات الشعوبیة. وکانت هذه الحرکات في غالبیتها مبنیة علی أساس قبول الدین الإسلامي إلاّ ما کان من أمـر ثورة «سپید جامگان» أي لابسي الملابس البیضـاء (کمثال ظ: نرشخي، 9-92). 
وأثناء انتقال الخلافة من الأمویین إلی العباسیین یبدو أن سکان ماوراء النهر وخوارزم قد دعموا ثورة أبي مسلم الخراساني التي کانت لها صبغة طائفیة تتجه نحو التشیع العباسي (ظ: ابن الأثیر، 5 /  358)، غیر أن حرکة مضادة للعباسیین قد ظهرت في المنطقة بعد انتقال السلطة إلیهم مما اضطر أبا مسلم إلی توجیه جیشه نحو ماوراء النهر لإقرار الحکم العباسي فیها (الطبري، 7 / 464). وکان للتشیع العلوي في الفترة ذاتها أتباع في ماوراء النهر وکدلیل علی الحضور السیاسي لهذه الفکرة لابد من الإشارة إلی دعم أهالي بخاری للثورة المضادة للعباسیین التي قادها شریک بن شیخ مَهري (أو مَهدي) في عام 133ه‍ / 751م، حیث قیل بأنه کان علوي المذهب (ظ: م.ن، 7 / 459؛ نرشخي، 86 وما بعدها). إن ترسیخ جذور الإسلام في ماوراء النهر وبخاصة في النصف الثاني من القرن 2ه‍ / 8م (کمثال ظ: الذهبي، 217-223) من جهة وزوال الحکومـات الترکیة‌‌‌ ـ غیر الإسلامیة المقتدرة في الشرق من جهة أخری یعد من العوامل الرئیسة التي مهدت لظهور دولة مستقرة ومستقلة وموحدة ذات الهویة الوطنیة‌‌ الإسلامیة في منطقة ماوراء النهر. 
استناداً إلی الإشارات الواردة في المصادر (کمثال ظ: نرشخي، 11، 15-16) فإن بدایة الحکم الساماني هي نهایة حکم ملوک الطوائف إذ إن آخر ذکر لملوک ماوراء النهر المحلیین لایتجاوز بدایات العصر الساماني. کان سامان خداه (خدات) أحد الأمراء المحلیین الصغار في ماوراء النهر (ظ: یاقوت، 3 / 13: کانت سامان من أقضیة سمرقند)، حیث أسلم هو وابنه أسد وقد أسدی 4 من أولاده خدمات جلیلة للمأمون (الخلیفة لاحقاً) أثناء وجوده في خراسان وبالتزامن مع توجّه المأمون نحو بغداد للسیطرة علی مقالید الخلافة، عمد غسان بن عبّاد الذي عینّه المأمون والیاً علی خراسان إلی تولیة أبناء أسد بن سامان وهم نوح وأحمد ویحیی وإلیاس حکومة سمرقند وفرغانة وچاچ وهیرات حسب الترتیب تقدیراً لخدماتهم ولکفاءاتهم کما أن الوالي الذي تخلفه أی الطاهر ذو الیمینین قد أبقاهم علی هذه المناصب (ابن الأثیر، 7 / 279). وعندما توفي نوح في 227ه‍ / 842م فإن والي خراسان یومئذ وهو طلحة بن طاهر قد أضاف حکومة سمرقند إلی رقعة حکم أحمد. وعندما توفي أحمد في عام 250ه‍ / 864م فإن ابنه الأکبر قد عُیّن خلفاً لوالده وقد أضفی خلیفة بغداد بنفسه في نهایة المطاف في عام 261ه‍ / 875م صبغة رسمیة علی ولایتـه علی جمیع بلاد ماوراء النهر (ظ: م.ن، 7 / 279-282). 
إن نظرة منا علی خلفیة الحکم الساماني في المنطقة توضح لنا أن تأیید حکم نصر بن أحمد بشکل مباشر من بغداد کان یعني فعلیاً إعطاء الصبغة الرسمیة لاعتبار ماوراء النهر ولایة مستقلة موازیة لخراسان وهذا أمر یعد منعطفاً في تاریخ ماوراء النهر الإسلامیة من جهة کما أنه یعتبر من جهة أخری نقطة البدایة لحکم السلالة السامانیة، إذ إن قبول سیادة خلافة بغداد کان لها بعد رمزي وکان یعد محاولة لاحترام شعائر «أهل السنة والجماعة» المذهبیة. 
استمر الحکم الساماني 128 عاماً وکانت عاصمتها بخاری إلاّ الفترة الوجیزة التي کانت فیها سمرقند عاصمة للحکومة واستناداً إلی انطباع یستشف من المصادر فإن التقسیمات الإداریة لدی السامانیین في ماوراء النهر کانت قریبة إلی حد کبیر من الحدود التقلیدیة لملوک الطوائف، حیث کانت أجزاؤها الأصلیة عبارة عن: کور بخاری وصغد (صغد الصغری) وکش ونخشب وسمرقند واشروسنه وچاچ وفرغانة وچغانیان. فعندما بلغت قوة هذه الدولة ذروتها کانت تسیطر بالإضافة إلی ماوراء النهر علی أجزاء کبیرة من إیران والتي کانت تشمل خراسان وسیستان وجرجان وطبرستان وحتی مناطق من جبال إیران. ومن ممیزات هذه الفترة یمکن الإشارة إلی اعتبار المذهب الحنفي کمذهب رسمي (ظ: أبو القاسم حکیم، 17-19) وانتشار الأدب الفارسي والتقالید الإیرانیة بشکل واسع. 
کانت خوارزم في العهد الساماني وحتی 287ه‍ / 900م خاضعة لسلسلة الخوارزمشاهیة الآفریغیة التي کانت بدورها تابعة لوالي خراسان (ظ: ابن الأثیر، 7 / 281، 302، مخ‍‍( وکانت عاصمة الدولة مدینة کاث القدیمة التي بدأت تفقد أهمیتها تدریجیاً (ظ: الإصطخري، 300؛ حدود العالم، 122). في عام 287ه‍ أضیفت ممالک عمرو اللیث الصفاري ومنها ولایة خراسان إلی رقعة الحکم الساماني بأمر من الخلیفة في بغداد (ابن الأثیر، 7 / 502) وأصبحت بلاد خوارزم التي کانت خاضعة لوالي خراسان تحت إمرة الملوک السامانیین (کمثال ظ: م.ن، 8 / 88، 125، مخ‍‍ ؛ أیضاً المقدسي، 337). وفي منتصف القرن 4ه‍ / 10م کانت بلاد خوارزم قد انقسمت إلی قسمین مستقلین ربما بناء علی تقسیم قدیم وکان القسمان یخضعان للسامانیین مع بعض الفوارق. کان القسم الشرقي وعاصمته مدینة کاث والذي کان یحکمه الآفریغیون یمثل خوارزم القدیمة أما القسم الغربي فقد کان إمارة جدیدة عاصمتها جرجانج وکان حکامها یحملون لفترة قصیرة لقب «أمیر جرجانج» (ظ: حدود العالم، 123؛ أیضاً ابن الأثیر، 9 / 108؛ قا: الاصطخري، 299، الذي یشیر  إلی وجود العاصمتین دون الإشارة إلی الحکومتین). في القائمة المهمة التي ترکها ابن حوقل عن خراج خراسان (زمن حضوره في المنطقة: ح 358ه‍ / 969م)، فإن خراج جرجانج کان في منتصف القرن 4ه‍ مستقلاً عن خوارزم (کاث) (ظ: ابن حوقل، 470؛ أیضاً المقدسي، 340، الذي یبدو أن القائمة التي أوردها تعود إلی عصر سابق). ویفید تقریر المقدسي أیضاً أن السامانیین کانوا في الربع الثالث من القرن 4ه‍ لایطالبون حکام خوارزم (علی الظاهر کاث) بالخراج لأسباب وکانوا یکتفون منهم باستلام بعض الهدایا کرمز للولاء (ظ: ص 337). في عام 387ه‍ / 997م وفي أخریات أیام الحکم الساماني هاجم المأمون بن محمد أمیر جرجانج خوارزم الشرقیة ووحدّ منطقتی خوارزم بعد مقتل آخر خوارزمشاه آفریغي وأطلق علی نفسه لقب خوارزمشاه (ظ: ابن الأثیر، ن.ص؛ أیضاً البیروني، 36؛ أیضاً ظ: «تقریر ... »، VI / 91 نقش عائد إلی 401ه‍ یدل علی استخدام لقب خوارزمشاه لحکام جرجانج).    
کانت العلاقات بین الخوارزمشاهیة والسلطان محمود الغزنوي في البدء علاقات صداقة غیر أن رقعة حکمهم قد ألحقت في 407ه‍ / 1016م إلی خراسان الخاضعة للغزنویین (ظ: ابن الأثیر، 9 / 132، 264). في عام 389ه‍ / 999م انقرضت سلسلة الحکم الساماني وحل محلهم القراخانیون في ماوراء النهر والغزنویون في خراسان. کان القراخانیون قد أسسوا منذ القرن 4ه‍ دولة في ترکستـان کانـت تعـد الدولة الإسلامیـة الترکیة الأولـی ومن هنـا لم تواجه سیطرتهم علی ماوراء النهر مقاومة تذکر من سکانها المحلیین. فقد حکموا بکل هدوء علی ذلک الجانب من نهر آمو وذلک في إطار اتفاق ضمني علی اعتبار نهر آمو حداً فاصلاً بینهم وبین الغزنویین طوال فترة حکمهم الأولی (حک‍ حتی 431ه‍ / 1040م). وفي بدایات العصر السلجوقي في عام 482ه‍ / 1089م وجه ملکشاه السلجوقي جیشه نحو ماوراء النهر ویبدو أنه عاد إلی رقعة حکمه دون إحداث تغییر یذکر في نظام الحکم القراخاني (ظ: م.ن، 10 / 171- 175، أیضاً 243، 265)، غیر أن ذلک فتح موطئ قدم للسلاجقة في الجانب الأخر من نهر آمو وکانت النتیجة أن تعیین الحکام القراخانیین الذین کانوا یلقبون أنفسهم بالخاقان في حوالی العقد الثالث من القرن 6ه‍ (ظ: «تقریر»، VIII / 133) أصبح یتم عملیاً بتوقیع السلطان سنجر حاکم خراسان السلجوقي (ابن الأثیر، 10 / 347، 350، 11 / 83). 
في عام 536ه‍ / 1142م استطاعت دولة قراختائیین غیر المسلمة التي کانت قد استقرت منذ حین في ترکستان أن یسیطر علی ماوراء النهر وأن تواصل سیطرتها علیها علی الرغم من عدم تجانسها الدیني حتی العام 612ه‍ / 1215م. وقد التزم القراختائیون بالتقلید القدیم السائد في ماوراء النهر والذي کان بموجبه تبقی القومي الجدیدة الوافدة علی السلالات القدیمة الحاکمة بمنحها بعض الصلاحیات وبإخضاعها لسلطانها. وکان الأمراء الذین یدیرون المناطق المختلفة من ماوراء النهر من سلالة القراخانیین السابقین (ظ: م.ن، 11 / 81 وما بعدها، 12 / 259). لقد کانت سمرقند عاصمة الدولتین القراخانیة والقراختائیة الحاکمتین علی ماوراء النهر (م.ن، 10 / 347، 12 /  259). 
مال الخوارزمشاهیون في جرجانج بدعم من الغزنویین منذ العام 426ه‍ / 1035م نحو السلاجقة (م.ن، 9 / 477، 487، 504) وقد أدی تغییر الموقف هذا إلی أن یعیّن السلطان مسعود في العام 430ه‍ علی أعتاب هزیمة الغزنویین خوارزمشاهاً جدیداً من سلالة أخری عبر هجوم دموي (م.ن، 9 / 462)، غیر أن عودة اقتدار السلاجقة (حک‍ 429-552ه‍ /  1038-1157م)، أدت إلی رضوخ خوارزم إلی حکمهم کبلد تابع لخراسان (م.ن، 9 / 504، 10 / 7، 267- 268). وقد عین السلطان ملکشاه السلجوقي حوالی العام 470ه‍ / 1077م مملوکاً ترکیاً من أهالي غزنة حاکماً علی خوارزم وکان ذلک بدایة سلسلة جدیدة من الخوارزمشاهیین الذین استمر حکمهم حتی العهد المغولي وقد تم قمع دعوة آتسز خوارزمشاه إلی الاستقلال في عام 533ه‍ / 1139م واستمرت سیطرة السلاجقة علی خوارزم حتی العام 552ه‍ / 1158م أي العام الذي توفي فیه السلطان سنجر (م.ن، 11 / 95 ومابعدها، 209). ومنذ هذه السنة نال الخوارزمشاهیون الأتراک استقلالهم وامتدت رقعة حکمهم حتی العام 590ه‍ / 1194م إلی اصفهان. وفي عام 604ه‍ / 1207م بدأت حروب الخوارزمشاهیین ضد القراختائیین في الشرق وفي نهایة المطاف سقطت ماوراء النهر بأیدي الخوارزمشاهیین بعد هزیمة القراختائیین عام 612ه‍ / 1215م وامتدت حدودهم في فترة وجیزة (حتی 617ه‍( إلی أُترار (ظ: م.ن، 11 / 86، 12 / 251-260، 267، 362). 
یذهب یاقوت الحموی عن تحلیله لعوامل الانحطاط السیاسي في ماوراء النهر علی أعتاب الهجوم المغولي إلی أن الخوارزمشاهیین عند فتحهم لبلاد ماوراء النهر قد أطاحوا بسلسلة الأسر المحلیة العریقة القراخانیة (دون الالتفات إلی التقالید) وعندما ضموا بلادهم إلی ملکهم عجزوا عن حفظها وإدارتها وکان الفاتحون الخوارزمیون قد دفعوا تلک البلاد نحو الدمار قبل أن یوجه المغول الضربة القاصمة علی ماوراء النهر (4 / 403). وجدیر بالذکر أن طشقند کانت قد اکتسبت أهمیة کبیرة علی أعتاب هجوم المغول کمرکز مذهبي وإذا ما اعتبرنا أن النقوش الموجودة غیر مبالغ فیها فانها کانت قد تحولت إلی مرکز للإفتاء الدیني للشرق وحتی الصین (ظ: «تقریر»، X / 70-71، أیضاً IX / 105-106). 
کان چنگیزخان في بدایة القرن 7ه‍ / 13م قد أصبح علی تخوم الخوارزمشاهیین وذلک بتنظیم المغول الرّحل وغیرهم والاستیلاء علی الأجزاء الشمالیة للصین ورقعة حکم القراختائیین في ترکستان، ووجّه جیشه إلی رقعة حکمهم بعد أن ساءت العلاقات بینهما  في 617ه‍ / 1220م فقد استولی علی مدن ماوراء النهر بسرعة کبیرة الواحدة تلو الأخری. ثم ضم خوارزم إلی رقعة حکمه وامتد سلطانه في فترة وجیزة إلی خراسان وأقصی مناطق إیران. 
وقد أنشا أبناء چنگیزخان ــ اوکتـای وتولـی وجوچي وجغتای ــ حکومات مستقلة في رقعة حکم والدهم استمرت لعدة سنوات. کان جغتاي یسیطر علی أراض تشتمل علی القسم الشرقي من أوزبکستان وحتی ترکستان الشرقیة. وکانت حکومة الخاقان المغولي الکبیر في الصین تقع في جوارها الشرقي وکان معسکر القطیع الذهبي یحدها من الشمال والغرب، کما کانت الحکومة الإیلخانیة الإیرانیة تقع علی حدودها الجنوبیة. وعلی الرغم من عدم تحدید المصادر التاریخیة المتبقیة لحدود بلاد جغتاي بشکل دقیق إلاّ أن ما یمکن أن یقال بشکل مجمل هو أن حدودها کانت قد امتدت في الجنوب حتی نهر آمو (رشید الدین، 34) وفي الشرق إلی أقصی مناطق ترکستان (الجویني، 1 / 226؛ حمد الله، 573-574) کما أن أراضی خوارزم کانت في الغرب خاضعة لسیطرة القطیع الذهبي (ن.ص). کانت خوارزم في القطیع الذهبي وبخاصة في عهد أوزبک خان أهم مکان بعد السراي (العاصمة) (ابن بطوطة، 359؛ ظ: لین بول، X / 135: مسکوکات القطیع الذهبي التي کان یتم ضربها في هذه المدینة). حسب تصریحات المؤرخین، فإن حکومة أمراء جغتاي في ماوراء النهر کانت حکومة مستقلة ولم تکن تخضع إلاّ للإشراف السامي من الخان في الصین دون أن تتبع ما حولها من الحکومات الکبیرة (کمثال: ظ: ابن بطوطة، 370: انفصالها عن القطیع الذهبي؛ رشید الدین، 233: انفصالها عن الإیلخانیة الإیرانیة). لاتتوفر في المصادر معلومات دقیقة عن الأحداث التاریخیة المرتبطة بحکومة الجغتائیین طوال 150 عاماً من حیاتها السیاسیة إلا الأخبار المبعثرة هنا وهناک ومن هنا کانت المناوشات التي تحدث بین الجغتائیین والإیلخانیة الإیرانیة قد تکلفهم مبالغ مالیة إذ کانوا مضطرین لدفع الخراج إلیها؛ هذا بالإضافة إلی الخلافات الداخلیة بینهم (ظ: بارتولد، 2 / 507- 508). إن وجود إثنین من أبناء اوکتاي بین الجغتائیین یمکن أن یوکدّ العلاقة الودیة بین الدولة الجغتائیة مع جیرانها الشرقیة من الوس أوکتاي (ظ: ن.ص). 

 

الصفحة 1 من7

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: