الصفحة الرئیسیة / المقالات / اهل الحق /

فهرس الموضوعات

اهل الحق


تاریخ آخر التحدیث : 1442/4/26 ۰۸:۰۹:۳۱ تاریخ تألیف المقالة

أُسَر أهل الحق

  رغم أن كلية أهل الحق تشكل مجموعة واحدة إلا أن هؤلاء القوم ینقسمون إلى عدة أسر تفترق عن البعض ببعض الاختلافات من حيث بعض المسائل العقائدیة أو بعض الطقوس. وقد ورد ذكر 11 أسرة لأهل الحق (صفي زاده، المقدمة، 24-25). و14 أسرة (أفضلي، علیار، 176)، ولكن جاء التأكيد غالباً على 12 أسرة وقـد شبهوهـا بـ 12 بـرجـاً و12 كـوكباً سماويـاً والحواريين الاثني عشر لعيسي (ع) والأئمة الأثني عشر (ع) (جیحون آبادي، 411). ولكن الآراء تتفق علی أن الأسر الرئیسة التي تشكلت في زمان السلطان إسحاق وبأمره، يبلغ عددها 7 أسر (م.ن، 412، البیت 993,7). وقد أضيفت الأسر الأخرى إلى السبعة فيما بعد. وتنسب أسرة الشاه إبراهيمي إلى شخص يحمل نفس الاسم كان قد ذهب إلى العراق للإرشاد بأمر السلطان إسحاق حيث اعتنق بمساعيه جماعات من الأهالي هناك مذهب أهل الحق. وتقيم اليوم أسرة الشاه إبراهيمي في خانقين ومندلي (صفي زاده، ن.م، 25). وتنسب أسرة بابا يادگاري إلى بابا يادگار الذي أرسله السلطان إسحاق إلى الهند كي يدعو إلى مذهب يارسان. وتعيش أسرة بابا يادگاري اليوم في باكستان ويعيش البعض الآخر في أفغانستان (ن.ص). 
وتنسب أسرة عالي قلندري إلی عالي قلندر الذي انضم في قرية شيخان إلى جمع مريدي السلطان إسحاق وتوجه إلى بغداد للإرشاد بأمر السلطان، ولكنه قتل هناك. ولم يكن لعالي قلندر أولاد. ولكن أسرته بدأت بإرادة السلطان إسحاق من شخصين من المقربين إليه وينحدر اليوم سادات عالي قلندري من ذرية هذين الشخصين (ن.م، 26). وقد كانت أسرة خاموشي تعرف في وقت من الأوقات بأسرة السيد «أبو الوفا» ثم عرفت فيما بعد باسم خاموشي بسبب أهمية وشهرة خاموش، حفيد السيد «أبو الوفاء» (ن.ص). وتتألف أسرة ميرسوري من أعقاب السيد مير أحمد، الملقب بمير سور والذي كان من مريدي السلطان إسحاق (ن.م، 27). و تنسب أسرتا السيد مصطفى والحاج باوَیسي إلى إثنين من مريدي السلطان إسحاق يحملان هذين الاسمين (ن.ص). وترتبط أسرة زنوري أو ذو النوري بأحد كبار أهل الحق في القرن 9ه‍ يدعى ذو النور وكان ابن أحد رؤساء لرستان. و لم يكن له هو نفسه ولد، ولذلك، فقد شكل أسرته أخلاف بعض من المقربين إليه (ن.ص). وتنسب أسرة آتش بيكي إلى آتش بيك من أهالي لرستان وكان يعيش حوالی القرن 11ه‍ . وإنه يعتبر نفسه موضع تجلي الله، وكوّن أسرة لنفسه (ن.ص). وتنسب أسرة الشاه هياسي إلى الشاه أياز أوالشاه هياس. وقيل إنه ولد في 1125ه‍ وكون عائلة لنفسه. وتتولى اليوم أسرة «إلهي» مسند الارشاد في هذه الأسرة (ن.م، 28). 

مذهب الحقيقة وإيران القديمة

  يمكن أن نجد في طريقة يارسـان الكثير مـن الآثـار المتبقية مـن إيران القديمـة ــ سواء فـي الجوانب العقائدية منه أم العملية ــ. ويبلغ حجم هذه العلاقات القديمة حداً بحيث لايطالعنا إلا نادراً في المذاهب والفرق الإيرانية المشابهة لها. فمن المشهور بشكل كامل أن هذا المذهب حافظ على ارتباطه بالأفكار والطقوس الإيرانية القديمة. وبالطبع فإن الآثار والبقايا المذكورة ليست من النوع الذي يدفعنا إلى اعتبار مذهب يارسان مرتبطاً بشكل خاص ومعين مع أحد المذاهب أو العقائد المعروفة في إيران القديمة، ولكن مايستحق الاهتمام، الترابط الوثيق الذي أقامه مذهب الحقيقة بين هاتين المرحلتين التاريخيتين والثقافيتين. وبناء على ذلك، يمكن أن نخمن أن هذا المذهب من الممكن أن يكون من بقايا طريقة صوفیة في إيران القديمة، وهي طريقة لم يصلنا منها أي أثر. وما سنذكره فيما يلي إنما هو تصورات متفرقة عن الأفكار والمعتقدات والتقاليد الإيرانية القديمة وربما بقيت منها بعض الآثار والعناصر في مذهب يارسان. 
يتحدث «بهلول ماهي» عن «إحياء شريعة إيران» ويذكّر بأن على الإنسان أن يصبح مجنوناً لتحقيق هذا الهدف وأن يجول مدن إيران الواحدة بعد الأخرى (دورۀ بهلول، 36- 38). واستناداً إلى «بارگـه بارگه»، فـإن اليارنییـن ينسبـون مذهبهم إلـى زرادشـت (ص 101). كما اعتبر زرادشت في «بارگه بارگه» (ص 166) رسول الله وجاء ذكره محاطاً بالثناء (أیضاً ظ: أفضلي، قاسم، 2 /  78). 
وقد جاءت في «بارگه بارگه»، أسطورة حول بدء خلق العالم يمكن أن تکون انعكاساً لأساطير الخلق لدى الزرادشتيين (ص 153-154). ولأحد شعراء أهل الحق ويدعى بَكتَر آراء تجدر بالملاحظة حول الشيطان (نیک نژاد، گنجینه، 79-81). ويشتمل القسم الابتدائي من هذه الأطروحة على ملامح زروانية قوية تدل على صدور أهور مزدا والشيطان من بطن زروان. ويمثل القسم الثاني (حضوره في البشر) الفكر المشترك بين الديانة المزدائیة التقلیدیة والمذهب الزرواني ومذهب الحقيقة، ومن الممكن أن يكون القسم الثالث منه على ارتباط بفكرة زروانية. 
ونلاحظ في شاهنامه حقيقت مزيجاً من الأفكار الإسلامية والمزدائیة (جیحون آبادي، 71-72). فالتقارن والتقابل بين القوى الإلهية والشيطانية مشهودة تماماً فيه. 
ونواجه في «دورۀ چهل تن» [دورة الأربعين شخصاً]، مفهوماً من إيران القديمة ــ وخاصة الزروانیـة ــ : «النور، عدو الظلام والجشع» (ص 486). 
وفيما عدا القضايا العقائدیة (الدينية) القديمة، فإن الأبطال الملحميين لإيران القديمة كان لهم أيضاً حضور واضح في بحوث أهل الحق الكلامية؛ فقد امتزجت الإشادة بالملوك والأبطال الإيرانيين بالأفكار الخاصة بمذهب الحقيقة، ذلك لأنهم أُعتبروا  مظاهر الأبدال السبعة بل وحتى المظاهر الإلهية (جیحون آبادي، 154، 155؛ «بارگه بارگه»، 94؛ دورۀ بهلول، 54-55). 
ففي «بارگه بارگه»، وفي معرض الإشارة إلى بعض أعمال رستم والإشارة بمحاربته لأعداء إيران (ص 123)، أُعتبر التجسم لبنیامين، فيما اعتبر طائر العنقاء، خاتون رمزبار نفسها (ص 136، 146، 171). 
وهناك ملاحظات أخرى أيضاً تطالعنا في مذهب أهل الحق تشير إلى علاقته الوثيقة بإيران القديمة والأفكار الإيرانية القديمة (أفضلي، قاسم، 3 / 3). 
وأشعار «بارگه بارگه» و«دورۀ هفتوانه» هي كلها مؤلفة من 10 هجاءات وشطرين (كل شطر 5 هجاءات). والشعر الهجائي هو من الآثار والعناصر المتبقية من إيران القديمة بين أهل الحق (صفي زاده، المقدمة، 29، 189، 190- 191). 
وتوجـد فـي مقبـرة الشـاه إبراهیم عيـن مـاء تسمـی «هانيتــا» (= أنا هيتا) (أفضلي، قاسم، 2 / 82). واستناداً إى مايستنبط من «بارگه بارگه»، لعل من الممكن القول أن أناهيتا بحد ذاتها موضع تجلي الذات الإلهية أو حلولها (ص 109-110). وقد دار الحديث في البند 12 من «دورۀ چهل تن»، عن «چيستا» (= الحكمة)، حيث نلاحظ فيه دعوة چهل تن (= الأبدال الأربعين) إلى أن يخرجوا من الحضرة الأزلیة ويتحدثوا عن سر الحكمة (ص 443-444). وفي البند 10 من ذلك الحديث نفسه، ورد ذكر زروان على شكل زَروَن، رغم أننا لانفهم من ذلك البند معنى واضحاً؛ وقصارى مايشتمل عليه أنه تحدث عن وجوده في بداية العالم، عندما «كان النور والظلام قد عمّا العالم» (ص 442). كما ذُكر في دورۀ بهلول زروان، أورمزد (بصورة وَرمِز) وأهريمن (بصورة أَهري) (ص 62-63). 
وحسب الرؤية الكونية لأهل الحق وکیفیة تكوين العالم من وجهة نظرهم، فإن الله خلق القمر من جبهة الثور، والشمس من جبهة الأسد؛ فموضع القمر على جبهة الثور وموضع الشمس على ظهر الأسد (جیحون آبادي، 57- 58). والثور في أفكار الإيرانيين القدامى، له علاقة مباشرة مع القمر، والأسد مع الشمس. 
وتم حفظ الذكرى الأولى للزوج البشري في الديانة المزدائية (مشيه ومشيانه)، عند أهل الحق، بقولهم إن اسم مشيانه تحول، وأصبح على شكل «مرجانه» (وكذلك مرجان)، وسمي زوجه «جان». وقد خلق الزوجان ــ اللذان كانت ذاتهما من النار ــ على الأرض وظهر منهما الجن. وبعد ذلك خلق آدم وحواء من التراب. ومن أشكال المزج بين الأساطير الإيرانية والإسلامية قولهم أن مرجانة خلقت من جنب جان (جیحون آبادي، 60، 73-74). 
وقد وردت الإشارة في «دورۀ هفتوانه»، على لسان السلطان إسحاق إلى وجود آلهة لاحصرلهم «إذا جاؤوا... وإذا كان لهم محاضر ... » (ص 283). فما هو المراد من هؤلاء الآلهة؛ لعل أول تصور يرد الذهن، أنهم الآلهة الذين يمثلون جنود مينوى أورمزد الذين لاحصر لهم. 
ويمكن العثور على أمثال هذه المواضع في مباحث اليارسان الكلامية أيضاً وتثير مجموعتها في الذهن هذه الملاحظة و هي أن مذهب الحقيقة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بإيران القديمة بل ربما يمكن القول إن طريق أهل الحق يمثل الامتداد لعقیدة أو مذهب صوفي إيراني استمر منذ العصر القديم وحتى عصرنا، ولعله قادر علی الاستمرار بعد ذلک. 
ويبدو من بعض الآثار المتأخرة المتعلقة بهذه الجماعة، مثل مؤلفات جيحون آبادي ونور علي إلهي أنه كان هناك منذ القدم بین أئمة وزعماء أهل الحق أشخاص كانوا يحاولون المواءمه والمطابقة بين الآداب العملية والأصول العقائدية لهذه الجماعة وبين أعمال الشيعة ومعتقداتهم، وقد اكتسبت هذه النزعة اليوم قوة وحركة أكثر، وانعكست بشكل أكثر وضوحاً في الآثار المنشورة. 

المصادر

   أفضلي شاه إبراهیمي، علیار، «أهل حق»، مهر، طهران، 1345ش، عد 3؛ أفضلي شاه إبراهیمي، قاسم، دفتر رموز یارستان، طهران، مطبعة راستي؛ القاصي، مجید، آیین یاري، کرمانشاه، 1338ش؛ «بارگه بارگه»، «خرده سر أنجام»، «دورۀ چهـل تن»، «دورۀ عابدین»، «دورۀ گلیم وکول»، «دورۀ هفتوانه»، نامۀ سرانجام، تق‍ : وتج‍ : صدیق صفي زاده، طهران، 1375ش؛ «تذکرۀ أعلی»، مجموعۀ رسائل وأشعار أهل حق، تق‍ : إیفانوف، بومباي، 1950م؛ جیحون آبادي مکري، نعمت الله، شاهنـامـۀ حقیقـت، تق‍ : محمـد مکـري، طهـران، 1345ش / 1966م؛ دورۀ بهلـول، تق‍‌ : صدیق صفي زاده، طهران، 1363ش؛ «ذیل تذکرۀ أعلی»، مجموعة رسائل وأشعار أهل حق، تق‍ : ایفانوف بومباي، 1950م؛ صفي زاده، صدیق، بزرگان یارسان، طهران، 1361ش؛ م.ن، مشاهیر أهل حق، طهران، 1360ش / 1981م؛ م.ن، المقدمة، الحاشیة والتعلیقات علی نامۀ سرأنجام (هم‍ )؛ مدرسي چهاردهي، نور الدین، خاکسار وأهل حق، طهران، 1368ش؛ نامۀ سر أنجام، تق‍ : وتج‍ : صدیق صفي زاده، طهران، 1375ش؛ نیک نژاد، کاظم، کلمات ترکي، النسخة المصورة الموجودة  في مکتبة المرکز؛ م.ن، گنجینۀ یاري، النسخة المصورة الموجودة  في مکتبة المرکز؛ وأیضاً:  

Ivanow, W., The Truth-Worshippers of Kurdistan, Ahl-i Haqq Texts, Leiden, 1953. 
مسعود جلالي مقدم ـ داریوش صفوت / خ.

الصفحة 1 من3

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: