الصفحة الرئیسیة / المقالات / اهل الحق /

فهرس الموضوعات

اهل الحق


تاریخ آخر التحدیث : 1442/4/26 ۰۸:۰۹:۳۱ تاریخ تألیف المقالة

أَهْلُ الْحَقّ،   جماعة مذهبية إيرانية ذات نزعة صوفیة وآداب ونصوص دينية خاصة بها وهي تحمل بعض المعتقدات التي لاتتطابق في بعض الحالات مع الاستنتاجات الرسمية والشرعية الإسلامية. وقد نشأت هذه النحلة التي لها بين العشائر الكردية واللرية والتركية أتباع كثيرون، في جو إسلامي وهي في  نفس الوقت تقترب من سائر الفرق الشیعیة المغالیة في غلوها بالنسبة إلى الإمام علي (ع)، ولكن يمكن مع كل ذلك أن نتتبع بعض مبادئها في المعتقدات والسنن الفكرية والثقافية الشعبية في غرب إيران وأن نجد فيها أيضاً بصمات من المعتقدات الإيرانية قبل الإسلام.
تعرف هذه النحلة باسم «نحلة الحق» أو «دين الحقیقة» (جیحون آبادي، 315، 317، 420، مخ‍). ولذلك، عرف أتباعها باسم «أهل الحق»؛ ولكن الاسم الآخر لمتبع هذه الطريقة هو «يار» الصاحب (م.ن، 420، البیتا 151, 8) ولذلک، سمي أهل الحق أیضاً «یارستان» أو «یارسان» بالترخیم (م.ن، 342، 345). وقد ذکرت هذه النحلة في بعض المواضع «نحلة الأکراد» («خرده سرانجام»، 582)؛ ذلک لأن العنصر الکردي کان له منذ عهد السلطان إسحاق (ظ: تتمة المقالة) دور رئیس ومهم في نهج هذه النحلة والفرقة والتحولات التي طرأت علیهما کما أن أهم الکتب الدینیة لهذه الفرقة هي باللغة الکردیة «اللهجة الگورانیة». رغم أن مؤلفات کلامیة کثیرة ظهرت أیضاً فیما بعد بالترکیة کما أن هناک آثاراً مهمة ترتبط بأهل الحق ظهرت باللغة الکیة وينتشر أتباع يارسان في محافظات كرمانشاه وهمدان وطهران وحوالی رودهن وجاجرود وشهريار وكذلك في خراسان وبين أكراد العراق وتركيا أيضاً (صفي زاده، المقدمة، 188). 
وتتجلى بوضوح تام بساطة القرویین وعفويتهم في أشعار أهل الحق المقدسة ويتبين لنا من المفاهيم المطروحة في آثارهم أن هذه النحلة نشأت وانتشرت بين تجمعات من المزارعين وأصحاب المواشي. ولكن آراءها والآداب المرتبطة بها لاتقتصر اليوم على الشرائح الاجتماعية المذكورة ولم تبق مقیدة بالمواضع التي سبق ذکرها. وكما يبدو من رسائل الفرقة الخاكسارية، فإن خاکساریة إيران يتبعون أهل الحق في بعض معتقداتهم ومصطلحاتهم وآدابهم حيث وجدت هذه الفرقة بعض الأتباع في الكثير من مناطق إيران (ظ: مدرسي، 141، 206، مخ‍‍ ). 
يؤمن أهل الحق بالأئمة الأثني عشر للمذهب الشیعي (للنموذج، ظ: جیحون آبادي، 23، 24) ویعتبرون الشرائع  السابقة وخاصة الإسلام على حق، ولكنهم يرون أن حصيلتها وحقيقتها كلها مجتمعة في مذهبهم، حيث يقول قوشچي أوغلي «لقد نزلت 4 كتب من جانب الله وكلها مجتمعة لدينا» (ظ: نیک نژاد، گنجینه ... ، 128-130). وقد جاء في نفس الموضع أن «الفرقان حق وليس كذباً»، ولكن مراد أهل الحق من «الفرقان» يغاير ما يفهم منه عادة. وهم يزعمون أن القرآن يتألف أصلاً من 32 جزءاً حيث تمثل الأجزاء الثلاثون منه فروع الدين، والجزءان الآخران أصله، ويشتمل هذا الأصل على «السر الذي لايمكن البوح به» وهو المحفوظ في صدر النبي محمد (ص)، ولكن الأئمة حفظوا هذين الجزئين الواحد تلو الآخر وأوصلوهما إلى الإمام المهدي (ع) باسم «الفرقان»، حيث إنه بیّن «الفرقان» المذكور باللغة الكردية (جیحون آبادي، 201-202). وعلى هذا فإذا مثلنا الإسلام بحبة اللوز، فإن نحلة أهل الحق لبها والشريعة قشرتها، أو أن الإسلام هو بمثابة الصدف وتلك النحلة هي بمنزلة الدرة داخلها (م.ن، 20). 
وقد دارت بعض الأحاديث حول تأثيرات الأديان والمذاهب الأخرى علی مذهب أهل الحق؛ مثل الذين طرحوا تأثر المذهب الياري بالمسيحية (للنموذج، ظ: إیفانونف، 48-57) أو بالإسماعيلية (م.ن، 69-71). وبالطبع فاننا نلاحظ بعض وجوه الشبه مع معتقدات الإسماعيلية في هذه النحلة، ولكن جذور وجوه الشبه هذه تكمن في النزعة الصوفیة لأهل الحق إلى الباطنية والتأويل حيث يشترك كلا المذهبين فيهما. 
وقد جمع كبار هذه النحلة، أصولهم وحقائق معتقداتهم في آثار منظومة تحمل في الغالب حكم الكتب المقدسة والمراجع لهذه الطائفة. ومن بين هذه الآثار العديدة، «الدفاتر» أو «الدورات» الكردية الگورانية التي يستند إليها جميع أتباع هذا المذهب، ولكن الآثار التركية («الكلامات») والآثار اللّریة خاصة بالأتباع الناطقين بهاتين اللغتين. ومن أهم النصوص المقدسة لأهل الحق كلام خزانة أو سرانجام (صفي زاده، المقدمة، 20؛ القاصي، 33-35؛ نیک نژاد، کلامات ... ، 5). 
وتعتبر نحلة الحقيقة، قديمة وأزلية (م.ن، گنجینه، 102، 103؛ صفي زاده، ن.م، 192). وترابطها مع ذات الحق متلازم بارتباط زعماء هؤلاء بذات البارئ. ويشترك أهل الحق مع سائر غلاة الشيعة في فكرة أساسية هي أن الله يظهر بوجه إنسان، ولکن هذا الرأي جاء بتفصيل أكثر لدى أهل الحق، فهم لايحصرون المظهرية في وجود الإمام علي (ع) فقط. 

أسمى الدرجات الروحانیة لدى یارسان

  تطـالعنـا فـي بعض نصوص أهل الحق ومنها «بارگه بارگه» آثار وشواهد صريحة بشأن الاعتقاد بوحدة الوجود (ص 92-95)، ومنها أن البر والبحر هما موضع حلول الذات الإلهية أو تجليها (ص 129). وبالطبع فإن الإنسان هو أهم مظاهر الحق وتجلياته. وبذلك فإن مفهوم اَوَتاره1 الذي يعتبر في الديانة الهندوسية والكثير من الطرق الصوفیة أساس العلاقة بين الله والإنسان، مطروح هنا أيضاً. إلا أن الهدف من الظهور والتجسد الإلهيين في هذا المذهب هو أن يراه العباد (نیک نژاد، ن.م، 110-111). ولعل السلطان إسحاق (الذي ضبط أيضاً على شكل سحاك، صحاك، سهاك، بضم الأول أو فتحه) هو الأبرز والأهم، من جمیع المظاهر الإلهیة لأهل الحق ذلك لأنهم لم يأخذوا منه الهوية الدينية والعقائدية وحسب، بل أخذوا منه أيضاً الرابطة الاجتماعية ووحدتهم الطائفیة والقومية (رغم أنهم لایمتنعون عن تعظيم الإمام علي (ع)  
 وتكريمه إلى حد كبير). وقد تبقى من السلطان إسحاق تنظيم أهل الحق وتعيين تسلسل درجات أتباعه (صفي زاده، ن.م، 16، 18، 20، 24). ويبدو أن السلطان إسحاق أعلن للجميع بعد إقامة «بِرديور» (ظ: تتمة المقالة) أن الحق ظهر في لباس البشر، وإنه هو نفسه؛ فمن تمتع بقابلية قبول الحق ولقائه، فليسارع إلى زيارته وليكتسب الفيض منه (نیک نژاد، ن.م، 102). وقد اعتبر البعض السلطان إسحاق مظهر الإمام علي (ع) وذات الحق (جیحون آبادي، 29، البیت 483). 
تتضارب الأقوال بشأن تاريخ ولادة السلطان إسحاق: فقد ذكر جيحون آبادي سنة 612ه‍ (ص 426، البیت 264, 8)، وذکر نیک نژاد سنة 650ه‍ (ن.م، 103) وصفي زاده سنة 675ه‍ (ن.م، 16). ولكنهم اتفقوا بشأن مسقط رأسه وهو قرية برزنجه الواقعة في حلبجة (محافظة السليمانية في العراق)  (ظ: ن.ص؛ جیحون آبادي، 324، 426؛ نیک نژاد، ن.ص). 
واستناداً إلى إحدى الروايات، فقد انشغل السلطان إسحاق في الطفولة بتلقي العلم وفي شبابه واصل دراسته في نظامية بغداد. ثم ذهب إلى دمشق وأكمل دراسته فيها. ثم عاد إلى برزنجه وانشغل بإرشاد الناس في أحد المساجد، بعد أن بدأ يسلك طريق التصوف (صفي زاده، ن.م، 16، 19). ولكن أسرة السلطان إسحاق لم تكن توافقه وکانت تصرفاته وأقواله تتعارض منذ الطفولة مع رأي أبيه الشيخ عيسى ورغبته. وأخيراً اتبعه 4 أشخاص (كانوا على زعم أهل الحق ملازمين له منذ الأزل) وأعانوه من خلال الثبات على طريقه، في ترسيخ هذا المذهب ونشره. 
وبعد موت والده، هب إخوة السلطان لمعارضته بتحريض من علماء الدين وعندما اشتدت عداوتهم له وهموا بقتله، لجأ مع أنصاره إلى غار واختبأ فيه 3 أيام؛ حتى ترك المهاجمون هذا الموضع وخرج السلطان وأصحابه سالمين (جیحون آبادي، 339-432؛ أفضلي، قاسم، 1 / 22-23). فاضطر إلى الانتقال إلى قرية شيخان في أورامان بكردستان وأسس فيها «بِردیوَر» كمركز روحي ومعنوي لأتباعه وانشغل في تعزيز مذهب الحقيقة ونشره وكان موته في نفس تلك القرية، في أواخر القرن 8ه‍ (نیک نژاد، ن.ص)، أو في 798ه‍ على قول صفي زاده (ن.م، 16) ودفن فيها. وذكر جيحون آبادي أن عمر السلطان بلغ 300 سنة (ص 426، البيت 265, 8) وهو أمر غریب بطبیعة الحال. 
كان للسلطان إسحاق 4 ملائكة أو 4 أصحاب أومريدين مقربين، يدعون داود، بنيامين (أو بنيام)، وموسى ومصطفى أُعتبروا الملائكة الأربعة المقربين للإسلام (أفضلي، قاسم، 3 /  68). ويشكل هؤلاء الأربعة 5 مع خاتون رمز بار، و7 مع بابا يادگار وشاه إبراهيم (الأشخاص السبعة) («خرده سرانجام»، 559). واستناداً إلى «دورة کليم وكول» فإن هؤلاء السبعة «هفتن» كانوا کأجزاء من ذات السلطان إسحاق (ص 361-362). 
وأمـا تسلسل المراتـب والدرجات العلويـة والروحانية فهـو: 1. هفتنان، 2. هفتوانه، 3. هفت سردار، 4. قولطاسيان، حيث يبلغ مجموعهم 28 شخصاً (جیجون آبادي، 383-387). وهم يمثلون الذوات الأزلیة ويعتبرون أولى صادرات ذات الحق وبرزوا في صورة بشرية. وحسب هذا المذهب فإن « ... جميع الأشياء سواء كانت أم لم تكن ظهرت إلى الوجود من هؤلاء الثمانية والعشرين» و«قام الكونان من هؤلاء» (م.ن، 63-64). وإنهم أفضل من جميع المخلوقات التي خلقت في الزمان وهم يمثلون الأحرف الثمانية والعشرين وهذه الأحرف الثمانية والعشرون تعبر عن كل الوجود (م.ن، 387). ويصنف جیحون آبادي في موضع آخر، مظاهر السلطان إسحاق بعد 7 سردار (القادة السبعة)، كالتالي: چلتنان، قولطاسيان، الشيوخ أو الشيوخ الاثنين والسبعين، الشيوخ التسعة والتسعين، الغلمان الستة والستين (ص 29). وعلى أية حال فإن الأشخاص الأربعين يصنفون بعد 7 سردار، أو في درجة أدنى من الأشخـاص الثمانيـة والعشريـن و هـم في الحقيقـة «چهل تـن» [= الأشخاص الأربعون]، ذلك لأن كل واحد منهم يعادل 40 شخصاً (م.ن، 387). 

أئمة أهل الحق

  فيما عدا السلطان إسحاق، فإن الإمام علياً (ع) هو أهم مظهر لله على الأرض، حيث أكدت آثار أهل الحق كثيراً على ألوهيته (م.ن، 212-213). وقد خرج الله في بداية الوجود من «بطن الدُر» بعد إرشاد الأشخاص السبعة ودلالتهم على الطريق الصعب الذي يجب أن يتجاوزه في المستقبل وكان في ثوب «خاوندگار»، ولكن الأشخاص السبعة اكتشفوا أنه هو الإمـام علي عندما تجلى (م.ن، 47-49 ). وخاوندگار هـو ــ كما سنـرى ــ أول تجليات ذات الحق وأول مرتبة لظهور هويته في العالم (م.ن، 292). واستناد إلى نصوص يارسان المقدسة، فإن الإمام علياً (ع)، هو الظهور الثاني للحق (بعد خاوندگار) وإن الظهورات الأخرى حدثت بعده (للنموذج، ظ: «تذکرۀ أعلی»، 18 ومابعدها). 
وعلي (ع) هو التجلي الإلهي في عهد النبي محمد (ص) (جیحون آبادي، 12)، وهو (ص) كان يعلم بألوهية الإمام علي (ع)، ولكنه لم يفش هذا السر بناء على طلبه (م.ن، 203، 205). وعلي هو ذات الله (م.ن، 23). وبعبارة أفضل، فإنه مظهر الذات الإلهية والنبي محمد (ص) مظهر الصفات الإلهية، ولكنهما کلیهما یمتلکان أصلاً وجوهراً واحداً (م.ن). واعتبر أهل الحق سلمان الفارسي مظهر الشيخ بنيامين (أو جبرائيل) والشفیع للعالَميْن. وهم يرون أن السيدة فاطمة (ع) مظهر خاتون رمز بار. وكان بلال مظهر الشاه إبراهيم أيوب، وخالد بن الوليد مظهر بابا يادگار (بارگه بارگه، 114-116؛ جیحون آبادي، 196). ثم أصبح الإمام الحسين (ع) مظهر يادكار هذا (م.ن، 219). وبالطبع فإن النبي محمداً (ص) أُعتبر هو أيضاً موضع التجلي والحلول الإلهيين («بارگه بارگه»، 117- 118). وقد كان أول ظهور له في «بطن  الصدف» (بعد ظهور الأشخاص السبعة) (جیحون آبادي، 53). وكان ظهوره التالي في آدم أبي البشر، حتى بلغ مرحلة النبي الخاتم (م.ن، 55 ). 
وأما المظهر التالي للألوهية فهو بهلول وقد قيل إن بهلول ــ الذي كان قد تظاهر بالجنون ــ كان التجسم الثاني للإمام علي (م.ن، 223). ومن المحتمل أن يكون بهلول هذا غير بهلول المعروف، فهو يعرف عند أهل الحق باسم بهلول ماهي. وقد وفد کل من بابا حاتم وبابا صالح وبابا رجب وبابا نجوم وبابا لره الذين كانوا كلهم من أهالي لرستان، على بهلول ماهي واجتازوا في محضره مراتب السلوک وهم يعتبرون من أصحابه المقربين (دورۀ بهلول، 35، 41، 46، 53، 59). 
وقد تجسدت ذات الحق بعد بهلول في الشاه فضل (جیحون آبادي، 260، 270). ويبدو أن الشاه فضل هذا كان يعيش في أواخر القرن 3ه‍ وقال البعض إنه كان من الهند، وأنه أمضى مدة مع أهل الحق (ظ: صفي زاده، الحاشیة، 137). وعلى هذا یحتمل أن يكون الشاه فضل الله هو نفسه فضل الله النعیمي الإسترابادي، إمام الحروفية الذي حدث خلط بشأن العصر الذي عاش فیه أو أنه تم الخلط بينه و بين شخصية أخرى من أهل الحق. على أي حـال، فـإن الیارسانییـن أنفسهم لایعتبـرونهما شخصيـة واحدة (ظ: نیک نژاد، گنجینه، 27). 
وبعد الشاه فضل الله انتقلت المظهرية إلى بابا سرهنگ (قا: جیحون آبادي، 275). ويصرح بابا سرهنگ نفسه أن بهلولاً كان «الدون» السابق له وأن السلطان سهاك كان يمثل «الدون» اللاحق له (نیک نژاد، ن.م، 82-83، 85). إلا أن المظهرية لم تنتقل بشكل مباشر إلى السلطان إسحاق. 
وبلغت المظهرية بعد بابا سرهنگ، الشاه خوشين من خلال واسطتين (جیحون آبادي، 274). واستناداً إلى نصوص أهل الحق، فإن الشاه خـوشيـن ــ الذي كان فـي الأصل يحمل اسم المبـارك ــ ولد من عذراء في لرستان، كانت قد حملت بفعل ذرة من الشمس، حیث کانت تلک الذرة ظهور نور الحق (م.ن، 274-275؛ «تذکرۀ أعلـی»، 29-33). وقـد ولد المبارك شـاه، بعد الإمـام علي (ع) بـ 366 سنة، أو في 406ه‍ في لرستان وعاش 61 عاماً (نیک نژاد، ن.م، 64، 103؛ صفي زاده، المقدمة، 23). وقد بدأ الدعوة إلى تعاليم يارسان في الثانية والثلاثين من عمره وقيل إنه التقى في همدان بابا طاهر (ن.ص). ومن الملفت للنظر أن الشيخ العطار وعين القضاة ذكرا أيضاً من جملة أصحابه بالإضافة إلى بابا طاهر (جیحون آبادي، 287، 288، 293). 
كان الشاه خوشين في حالة سفر متواصل (م.ن، 302). وقيل إن بعض الخوارق کانت تصدر منه حسب المناسبات المختلفة (م.ن، 281، 351). وتوفي في 467ه‍. وروي أنه عندما كان في لرستان مع أصحابه، دخل نهراً يدعى گام آسياب (گاماسب) للسباحة، ولكنه لم يخرج منه، فقال أهل الحق إنه ذهب إلى عالم الغيب من هذا النهر (م.ن، 303؛ صفي زاده، ن.م، 24؛ نیک نژاد، ن.ص). 
وبعد الشاه خوشين، تقلد مظهر الذات الإلهية في البشر بابا ناعوث (نا أوس) الذي ولد كشاه خوشین من عذراء (جیحون آبادي، 304). كان اسمه الأصلي إبراهيم، وهو ابن أحمد جاف وقد ولد في 477ه‍ في منطقة أورامان، وسلك التصوف ودعا إلى منهج يارسـان. وكان الناس ينظرون إليه فـي البدء بعين الريبة ــ حيث كـان يعيش كالمجانيـن ــ ولكـن مريديـه كثـروا فيمـا بعـد (صفي زاده، ن.ص، أیضاً الحاشیة، 167؛ أیضاً ظ: نیک نژاد، ن.م، 70). ويعتبر أهل الحق أن ذلك کان بسبب المعجزات التي صدرت منه (جیحون آبادي، 305-310). 
وبعد بابا ناأوس كان السلطان إسحاق الذي مر الحديث عنه مظهر ذات الحق ثم جاء دور الشاه ويس قلي (قرمزي) («تذکرۀ أعلی»، 97 ومابعدها)، الذي ولد في 810ه‍ بکردستان. وقد كانت له أشعار جمعت في دفتر («دورۀ قرمزي») (صفي زاده، مشاهیر ... ، 135؛ بزرگان ... ، 89). وكان الظهور التالي للّه، بعد قرمزي، في محمد بك (اللرستاني) («تذکرۀ أعلی»، 124-125) وتجلى الله من بعده في خان آتش (ن.م، 131-132). وقد أسس خان آتش أو آتش بك الذي كان يعيش في أوائل القرن 11ه‍ ، أسرة باسم آتش بيكي (صفي زاده، مشاهیر، 145، بزرگان، 109). 
وبالطبع فإن مظاهر الألوهية لاتقتصر على أولئك فهناك الكثير من الشخصيات الدينية والصوفیة في هذا المذهب، من جملتهم؛ وعلى سبيل المثال فإن موسى (ع) كان حسب «دورة الأربعين شخصاً» أحد المظاهر الإلهية (440-441)؛ وفي «بارگه بارگه» نجد أن بابا طاهر هو محل التجلي الإلهي (ص 131-132). والحاج بكتاش موضع حلول الذات الإلهية (ن.م، 149). وبالطبع فإن سلسلة المظهرية لاتنتهي عند هذا الحد فقد جاء في شاهنامۀ حقيقت، أن الحسين بن منصور الحلاج من الأشخاص السبعة (جیحـون آبادي، 260) وأنه يمثل داود حسب «بارگه بارگه» (ص 151). واستناداً إلى الأبيات 028,5 إلى 096,5 من شاهنامه حقيقت، فإن شمس تبريزي ماهو إلا التجسد الثاني للحلاج، ولكن من الطريف أنه ظهر إلى الوجود في بطن البنت الآنسة للمولوي ثم عاد إلى مولانا مرة أخرى وأصبح مريداً مطيعاً له (م.ن، 261-265). كما أن المولوي نفسه كان مظهر النبي محمد (ص)، حسب البيت 018,5 من شاهنامه حقيقت (م.ن، 261). 

 

الصفحة 1 من3

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: