الصفحة الرئیسیة / المقالات / امیر کبیر /

فهرس الموضوعات

امیر کبیر


تاریخ آخر التحدیث : 1442/3/4 ۱۴:۱۲:۵۴ تاریخ تألیف المقالة

أَمیرکَبیر،   محمـد تقـي فـراهـانـي (1222ـ 1268ه‍ / 1807ـ 1852م)، السياسي والوزير الأعظم (صدر أعظم) في عهد ناصر الدين شاه القاجاري. ولد في هزاوه من ضواحي فراهان (آدميت، أمير كبير... ، 19؛ إقبال الآشتياني، ميرزا تقي خان... ، 1). وقيل إنه من السادة العلويين ومن ذرية النبي (ص). وذكروا أن أسرته من كرمانشاه (أورسل، 263؛ بروغش، 1 / 267؛ غوبينو، «ميرزا تقي خان أمير»، 30). كان والده الكربلائي محمد قربان من أسرة تشتغل بالتجارة في هزاوه (آدميت، ن.م، 20)،  ثم اتصل بميرزا عيسى قائـم مقام (تـ 1226ه‍ / 1811م)  وعُيّن طباخاً في بلاطـه ولم يلبث حتى أصبح مشرفاً على المطبخ في عهد ابنه أبي القاسم قائم مقام ويرى إقبال الآشتياني أنه وفي أواخر عمره أصبح حاجباً لقائم مقام (ن.ص). وكان على قيد الحياة في السنة (1251ه‍ / 1835م التي قتل فيها قائم مقام(ثقفي، 110). تتضارب الآراء بشأن مولد أمير، غير أن بعض الباحثين يرون أن تاريخ 1222ه‍ لولادته هو الأصح (آدميت، ن.م، 22؛ أمير خيزي، 91).  وعلى هذا الأساس، فإن ميرزا تقي خان لم يعش أكثر من 46 سنة. كانت والدته فاطمة سلطان، الملقبة بمعصومة (آدميت، ن.م، 21؛ قاسمخاني،260) والتي عبر عنها في جمیع وثائق عهد صدارة أمیر «بوالدة أمیر نظام» ویبدو أنها تزوجت في أواخر عمرها من علي محمد خان القاجاري ( أسناد مکمل... ، 157 / 389)، وكانت ماتزال على قيد الحياة في صفر 1276 /  أيلول 1859 (إقبال الآشتياني، ن.م، 376).
أمضى محمد تقي فترة الطفولة بين أحضان أسرة قائم مقام بوصفه خادماً له ثم عهد إلیه رعایة فیلته (ن.م، 4، 6). وفي الحقيقة، فإن الرواية المعروفة المتواترة في إقباله على العلم عندما كان في خدمة أولاد قائم مقام هي حصيلة تلك الأيام التي كان مشغولاً فيها في الخدمة المنزلية (أمير خيزي، ن.ص). وفي هذه الفترة أثار ذكاء محمد تقي وموهبته في الترسل إعجاب قائم مقام (فتحي، 408) بحيث دفعه إلى أن يستخدمه في شؤون الكتابة. وبذلك تعرف محمد تقي شيئاً فشيئاً من رجال السياسة في عصره (تقي زاده، 140). وسرعان ما أثارت مواهبه انتباه الملك («مكاتبات محمد شاه... »، a 67) ولم يلبث حتى تولى منصب الاستيفاء بسبب دقته وإتقانه في الأمور وذلك في سنة ‍1249ه‍ على ما يبدو («مكاتبات أمناء ... »، 48؛ قا: إيرانيكا، I / 959 التي ذكرت 1251ه‍ ( ثم إنه أعفي من خدمة قائم مقام والتحق بمحمد خان زنكنه أمير نظام (تـ 1257ه‍ / 1841م) وأصبح من رجاله في ديوان الاستيفاء وقيل إنه كان في خدمة قهرمان ميرزا، أخي الملك لفترة ما قبل ذلك (اعتماد السلطنة، خلسه، 76). ويبدو أن اعتزاله عن خدمة قائم مقام كان بناء على رغبة الأخير (نادر ميرزا، 50). وعلى أي حال، فإن مصاحبته شخصية بارزة كأمير نظام وبوصفه أحد رجاله في الاستيفاء وفرت له فرصة لإظهار أهليته خاصة وإن عباس ميرزا كان قد أوصى أمير نظام أن ينتفع بخبرات ميرزا تقي وتجاربه بشأن العلاقات التجارية مع بريطانيا (قائم مقام، 89).
وبعد مقتل غريبايدوف، الوزير المفوض الروسي (1244ه‍ /  1828م)، انخرط ميرزا تقي الذي لم يكن يتجاوز الثالثة والعشرين آنذاك في سلك مرافقي أمير نظام، وذلك عندما تقرر أن يتوجه وفد برئاسة خسرو ميرزا إلى روسيا للاعتذار بشأن هذه الحادثة (تقي زاده، ن.ص). ورغم أن ميرزا تقي لم يكن له دور كبير في المفاوضات السياسية، ولكنه وجد فرصة ليزور المؤسسات التعليمية والثقافية والصناعية الروسية (لورنتس، 87). ويشير ميرزا أبو القاسم قائم مقام في كتابه المنشأت (ص 161) إلى أنه تمتع بموقع ممتاز يستحقه من خلال زيارته موسكو وسان بطـرسبـرج. ولـذلك لقـب بـعد الـعـودة بـ «مـيـرزا» و«خـان» (EI1,V / 516).
لقد زار ميرزا محمد تقي خان روسيا في رحلة أخرى برفقة أمير نظام. ومع وفد سياسي يرأسه ناصر الدین میرزا ولي العهد حيث أظهر إمبراطور روسيا اهتماماً خاصاً بميرزا محمد تقي وبعث له هدية (هدايت، ملحقات ... ، 1 / 197؛ اعتماد السلطنة، صدر التواريخ، 202).
ومن رحلاته التي تركت آثاراً بناءة علی شخصيته هي رحلته إلى أرضروم على رأس وفد سياسي وعلى إثر تأزم العلاقات ونشوب الخلافات الحدودية بين إيران والدولة العثمانية (م.ن، تاريخ ... ، 3 / 1267) وكان من المقرر في البدء أن يكلف ميرزا جعفـر خان مشير الدولة (تـ 1279ه‍ / 1862م) بهذه المهمة، ولكنه لـم يستطع مرافقة الوفـد بسبب انحراف صحته، فاختير ميـرزا تقي خـان للقيام بها حسب مرسـوم أصدره محمد شـاه في صفر 1259( أسناد ومكاتبات ... ، 2 / 202). فتوجه إلى أرضروم برتبة لـواء وعلـى رأس 200 مـن الشخصيـات السياسيـة ـ العسكريـة الإيرانية (هدايت، ن.م، 10 / 295؛  سپهر، 3 / 49-50). وتواصلت المفاوضات في مقر ممثلي الدول الأربع وهي إيران، والدولة العثمانية، وروسيا وبريطانيا على التناوب. وبعد أن طالت المفاوضات، أعاد ميرزا تقي خان 170 شخصاً من مرافقيه إلى إيران (ظ: هدايت، ن.ص).
وقد أمر ميرزا تقي خان فيما بعد بتدوين  النص الكامل لهذه المفاوضات والذي بقي في متناول الأيدي حتى يومنا هذا («گزارشهاي ميرزا تقي خان ... »، 211-371). ومما يعتبر من الأحداث الهامة التي حدثت خلال هذه المفاوضات والذي ترك بصمات إيجابیة على أذهان الأجانب بالنسبة إلى الإيرانيين، هو اقتحام أهالي أرضروم مقر الوفد الإيراني. وكما يبدو أن سبب في ذلك هـو أن حاجي ميـرزا آقاسي كـان قـد اقترح على ميـرزا تقي خان أن يطلب من الدولة العثمانية إنشاء مسجد للشيعة في بغداد، ولكن أمير تباطأ في ذلك خوفاً على عواقب الأمر حتى أجبره حاجي على القيام به بأمر أكيد منه، فأثار هذا الطلب غضب أهالي المدينة (جهانگير ميرزا، 289؛ قا: سپهر، 3 / 51؛ كرزن، رابرت، «ميرزا تقي خان... »، 454) وقاموا بأعمال العنف ولم يكفوا عن القتل والجرح والنهب (أمير كبير، 46). وأخيراً خمدت نار الفتنة بعد صراعات وتدخل القوات العسكرية العثمانية (هدايت، ن.م، 10 / 299، 301-302) وعقب ذلك زار ممثلان من جانب روسيا وبريطانيا ميرزا تقي خان للاعتذار (سپهر، 3 / 54-55). لكنه قرر مغادرة أرضروم بسبب هذه الإهانة وأخيراً بعث إليه الباب العالي، عارف باشا من البلاط العثماني للاعتذار منه. وقد أدى ذلك إلى تثبيت موقف إيران وتعزيزه؛ ولكن الوزير المفوض البریطاني والذي كان لايستبعد اختلال التوازن في المفاوضات بسبب هذا الأمر طلب من الحكومة الإيرانية صراحة أن تلزم أمير بالتوقيع على المعاهدة ( أسناد قديمۀ سال 1256-1262ه‍ ؛ أسناد ومكاتبات، 2 / 215-217). وقبل ذلك كان حاجي ميرزا آقاسي، قد عيّر ميرزا تقي خان لغلاظة لهجته في  المفاوضات في حين كان روبرت كرزن (ن.م، 453)، سكرتير الوفد البريطاني، قد اعتبره أبرز شخصية فيها («مكاتبات صدر أعظم ووزیر أمور خارجه ... »،  a134)، وكان ميرزا تقي خان قد صرح في رسالة عتاب وجهها إليه بأنه لم يفعل شيئاً سوى التعبير عن وجهات نظر الحكومة الإيرانية والصدر الأعظم نفسه. وتدل لهجته في هذه الرسالة على تثبيط معنویاته بسبب تحرشات روسيا وبريطانيا («مكاتبات صدر أعظم أز 9 شوال... »،  a19). وفي نهاية المطاف، بلغت المفاوضات مرحلة التوقيع على مذكرة التفاهم ومسودة المعاهدة، فأصدر محمد شاه مرسوماً سمح فيه لميرزا تقي خان أن يناقش القضايا الثماني المتنازع عليها ( أسناد ومكاتبات، 2 / 213-214) وهكذا انعقـدت معاهدة أرضـروم وقد توافـرت للأميـر فرص مـن خلال إقامتـه الطويلـة نسبياً، فـي أرضروم لكـي يتصرف عـن کثـب إلى تطـورات المجتمع العثمانـي بعد الإصلاحات المسماة بـ «التنظيمات» التي كانت قد بدأت من شعبان 1255 / تشرين الأول 1839 (واطسون، 365؛ لورنتس، 88).
وبعد وفاة محمد شاه (6 شوال 1264ه‍ / 5 أيلول 1848م) أمر الملك الجديد ناصر الدين ميرزا من مقره في آذربايجان، ميرزا تقي خان ــ الذي كان يتولى آنذاك منصب وزارة النظام (وزارة الجیش) في تبريز ــ أن يمهد الأمور لانتقاله إلی طهران. فاقترض میرزا تقي خان بإذن من الملك (اعتماد السلطنة، صدر التواريخ، 205-206)، مبلغاً لهذا الغرض من تجار تبريز (آدميت، أمير كبير، 52؛ قا: اعتماد السلطنة، خلسه، 79، الذي سعى لأن يجعل للقنصل الروسي دوراً في أخذ هذا القرض).
تحرك موكب ناصر الدين شاه في 19 شوال 1264 من تبريز (إقبال الآشتياني، ميرزا تقي خان، 99). وفي باسمنج، عين ميرزا تقي خان في منصب «أمير نظام» وبذلك أعرب عن ثقته به صراحة (هدايت، ملحقات،10 / 359). وقد أظهر «أمير نظام» في هذا السفر دراية كبيرة وفي ظل جهوده وصل الموكب الملكي إلى طهران في غاية الانتظام والتنسيق (ظ: معزي، 263-269). ولم يلبث حتى اعتلى ناصرالدين شاه عرش الحكم، ومنح أمير نظام منصب الصدارة ولقبه بالأتابك الأعظم وأمير كبير (اعتماد السلطنة، صدر التواريخ، 207؛ سپهر، 3 / 189-190؛ أيضاً ظ: واطسون، 366). غير أن أمير رفض لقب الصدر الأعظم واكتفى بلقب أمير نظام (كرزن، جورج، 1 / 557، الهامش). وقد بادر كخطوة أولى إلى تطبيق بعض الإصلاحات الأساسية وعزل الكثير من الحكام والولاة، وأحل محلهم مجموعة جديدة من الأمراء (ظ: اعتماد السلطنة، مرآة... ، 2 / 1049-1050). وفي هذه الفترة نفسها استطاع بفضل زواجه من عزت الدولة أخت ناصر الدين شاه أن يفلت من سعاية رجال البلاط به ويحيط علماً بالأحداث وقضايا الحرم أيضاً (صديق الممالك، 100).
وقد كانت المشكلة الأولى التي واجهها أمير في بداية صدارته، تمرد حسن خان سالار بن اللهیار آصف الدولة الذي أعلن عصيانه بمشهد في رمضان 1264، قبل موت محمد شاه ببضعة أيام. وقد أدى هذا التمرد الذي كان يعد استمراراً لتنافس قديم بين فرعي دولو وقوانلو القاجاريين، إلى إثارة الرعب بين القوانلو، خاصة مهد عليا والدة ناصر الدين شاه (أناركولوفا، 27). فبعث أمير على مايبدو أولاً أشخاصاً للتفاوض إلى سالار إلا أنه لم يتمخض عن نتيجة. وأخيراً، أرسل جيشاً إليه وقمع الفتنة (آدميت، ن.م، 235؛ نامه هاي أمير كبير، 160، 197، 198؛ «مكاتبات حاج ميرزا آقاسي... »، 79؛ أيضاً ظ: F.O.60 / 145). وإن الإجراءات الصارمة التي اتخذها أمير حيال تمرد سالار أدت إلى خمود تحرشات غيره من المعارضين. إلا أن بعض الباحثين يرون أن احتلال الدولة العثمانية منطقة قطور ناجم عن ضعف السيادة الوطنية للحكومة الإيرانية على إثر تمرد سالار (واطسون، 378).
ومن الأحداث الهامة الأخرى في هذا العهد، تمرد «فوج قهرمانية» ضد أمير والذي حدث بسبب عوامل عدیدة (اعتماد السلطنة، تاريخ، 3 / 1694؛ بامداد، 1 / 212؛ تقي زاده، 142؛ صديق الممالك، ن.ص؛ جهانگير ميرزا، 333). وكان المتمردون يطالبون  بعزل أمير وقتله، ولكنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم وخمدت نيران الفتنة بفضل مساعي آغاخان النوري وميرزا أبي القاسم إمام الجمعة. ولم يلبث حتى قام أمير بتأديب المتمردين  وعزل الأمراء العسكريين والحكوميين («گزارشها ومكاتبات وبعضي... »، 3؛ واطسون، 377؛ وقايع اتفاقيه، 1 / 113؛ وبشأن مسايرة الوزير المفوض الروسي المتمردين، ظ: إقبال الآشتياني، ن.م، 337- 338؛ هدايت، ن.م، 10 / 402-403). وفي الفترة نفسها بدأ أنصار الباب، مؤسس البابية بنشر آرائه وتحريض الناس، بحيث أعلن زعماء البابية معارضتهم الحكومة جهراً في بعض المدن حتى انبرى أمير لمواجهة الباب واضطره إلى التوقيع على رسالة تكذيب لدعواه؛ وانتهى الأمر إلى إعدامه بفتوى العلماء («مكاتبات وگزارشها... »، a 59؛ كسروي، 51-52؛ وقايع اتفاقيه، 1 / 3؛ أفراسيابي، 90-93؛ يزداني، 13؛ أيضاً ظ: اعتضاد السلطنة، 97؛ واطسون، 386). وفي هذه الفترة، وجد أمير المصلحة في أن يشجع الملك على جولة تفقدية في البلاد لتثبيت اقتداره السياسي، وأن يرافقه هو نفسه. ورغم أن الوزيرين المفوضين لروسيا وبريطانيا أعربا عن مخالفتهما ذلك، إلا أن أمير حقق هدفه ورافق الوزيران المفوضان الملك وأمير في هذا السفر. وخلال هذه الجولة خطا الملك الخطوة الأولى للحد من صلاحيات الصدر الأعظم وأخرج الشوؤن الخارجية لإيران من يده («خلاصۀ نوشتجات... » a55؛ إقبال الآشتياني، ن.م، 241-242).
كانت إجراءات أمير وتدابيره على صعيد السياسة الخارجية  والعلاقات مع ممثليات الدول الأجنبية في إيران، جذرية قائمة على الاحتفاظ بالمصالح الوطنية وصيانتها وينم ذلك عن علمه بالأعراف الدولية واطلاعه عليها. ورغم أن الحكومة الإيرانية كانت قبل أمير تستخدم وزيراً للخارجية، ولكن وزارة الخارجية تم تأسيسها كمؤسسة مستقلة محددة في عهده وقد عين أمير ذاته موظفيها الأوائل وخصص لها مبنى مستقلاً (أناركولوفا، 159؛ «مكاتبات صدر أعظم أمير كبير... »، b 113). وکان یديرها هو نفسه منذ 1265 حتى 1267ه‍ ، حيث عين ميرزا محمد علي خان في منصب «وزارة مهام الدول الخارجية» (ن.م، a 93) وما يج در ذكره من نشاطات أمير السياسية طوال هذه الفترة، هو: منع السفراء الأجانب من التدخل في شؤون إيران الداخلية (زرياب، 172؛ اعتماد السلطنة، صدر التواريخ، 219؛ أيضاً ظ: معزي، 346-355)، رفع علم إيران في البلدان الأخرى بشكل دائم (اعتماد السلطنة، ن.م، 213؛ رشديه، 443)، وإرسال ممثلين سياسيين دائمين لتأسيس السفارات والممثليات في لندن وبطرسبرج وبومباي وإستانبول وتفليس، رغم معارضة روسيا (آدميت، أمير كبير، 510؛ «مكاتبات صدر أعظم أمير كبير... »،  a73، a 81)، تدوين تعليمات للتفاوض مع الوزراء المفوضين للدول الأجنبية («بعضي أز مراسلات... »، 119)، اتخاذ أسلوب للحصول على أخبار السفارات الأجنبية والمعلومات عنها، حيث أثار الرعب في قلوب المتدخلين الأجانب (ظ: معزي، 347- 348؛ «خلاصۀ نوشتجات»، b 46،  a47)، الإشراف على تردد الأجانب وفرض أخذ التذكرة (التأشيرة) عليهم (أناركولوفا، 110). وبجانب هذا كله اهتم بتعليم وتدريب الموظفین الإيرانيين المقيمين في خارج البلد اهتماماً خاصاً كما كان يصر على اختيارهم من بين أبرز الشخصيات وأفضلهم كفاءة («دونامه... »، 53، 58؛ «مكاتبات حاج ميرزا آقاسي»،  b31، b34؛ «مكاتبات ونامه‌ها... »، b 91؛ «مكاتبات صدر أعظم أز 24 شوال... »،  b17، a 25؛ إقبال الآشتياني، «أمير كبير... »، 43). كان أمير يتبع مبادئ خاصة في السياسة الخارجية ويستغل سياسة الموازنة السلبية ويعارض منح أي امتياز للأجانب وكان يؤيد في ذات الوقت سياسة توظيف القوة الثالثة وتوسيع العلاقات المتوازنة مع دول العالم (كاوه جبلي، 108، 111، 132؛ آدميت، ن.م، 467- 468).
كانت قضية الأفغان والبلاد التي سميت فيما بعد أفغانستان، تعتبر قضية داخلية في عهد أمير ومن وجهة نظره القاطعة، رغم مواقف بريطانيا. ومع أن بريطانيا كانت تحذر أمير دائماً من التدخل في شؤون هراة («مكاتبات صدر أعظم أمير كبير»، b 113)، ولكن أمير كان مصراً على أن يفعم قلوب الأفغان بالاطمئنان بشأن دعم الحكومة الإيرانية لهم، وأن يمنعهم من الصراعات القبلیة والتي كانت بريطانيا تسعى إلى استمرارها جرياً على نهجها السياسي المألوف؛ کما دفع أمير، يار محمد خان وثم ابنه صيد محمد خان حاكم هراة إلى الخضوع لحكومة خراسان واتباعها عملیاً، وطلب من كهندل خان وابنه سلطان علي خان في قندهار، ودوست محمدخان حاكم كابُل أن يقطعوا علاقاتهم مع بريطانيا، أو يسايروا البريطانيين حتى تثبيت المركز السياسي والعسكري لإيران (آدميت، أمير كبير، 613، 616- 618، 634-635، 638؛ «نامه‌ها وفرامين... »، a56، a 132). وقد اتخذ السياسة نفسها بشأن سيستان وبلوچستان كي يعمل بهدوء على بسط سلطة الحكومة المركزية بين عشائر تلك المنطقة التي كانت تخضع لنفوذ الإنجليز (آدميت، ن.م، 248-254).
العلاقات مع بريطانيا:  بدأ التحول في العلاقات بين إيران وبريطانيا في عهد أمیر کبیر متزامناً مع عودة النقيب شيل1 إلى إيران بعد سنتين قضاهما في الإجازة. وقد أظهر شيل في بادئ الأمر ارتياحه عن وزارة أمير («خلاصۀ نوشتجات»،  a121). ولكن تدخل السفارة البريطانية سراً وجهراً في شؤون إيران، دفع أمير إلى المواجهة ولذلك، فإنه لم يعر اهتماماً لمطالب السفارة وترك أمورها معطلة (ن.م، b116،  a122). وقد أدى هذا التعامل إلى اعتراضات متوالية من قبل السفارة و ردود فعل من جانب شيل («نامه‌ها وفرامين»، b35،  a37؛ «خلاصۀ نوشتجات»، b .130). وكان الموضوع الأول المتنازع عليه، تحديد حق إيران وحدود سيادتها على الخليج الفارسي. وقد كان أمير يسعى دوماً لأن يعزز سيطرة إيران على المناطق الجنوبية من الخليج الفارسي وقام بتغيير بعض ولاة الحكومة في تلك المناطق تحقيقاً لهذا الهدف (أناركولوفا، 112). وقد واجه في هذه الفترة طرح قضية إلغاء تجارة الرقيق في الخليج الفارسي من قبل الحكومة البريطانية وعلى إثر ذلك أطلع ممثلها في ربيع الثاني 1265 الحكومة الإيرانية على أن الأسطول البريطاني، سيقوم بإيقاف حركة السفن في هذه المياه وتفتيشها.

الصفحة 1 من3

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: