الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / أبوعبید القاسم بن سلام الخزاعي /

فهرس الموضوعات

أبوعبید القاسم بن سلام الخزاعي

أبوعبید القاسم بن سلام الخزاعي

تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/4 ۱۳:۲۳:۰۲ تاریخ تألیف المقالة

إن اطلاع أبي عبید الواسع علی اختلاف القراءات و علمه الغزیر في الأدب، جعله ینبري للاختیار من بین قراءات الماضین، وکان قد وضع في اعتباره عند هذا الاختیار – کما یقول هو – موافقته أکثر القراء، وماکان أکثرها انسجاماً مع النحو و اللغة و العربیة و أصحها من حیث التأویل (العقائدي، أو الفقهي) (أبوعبید، ن.م، 87؛ الأندرابي، ن.م، 142، 145). ویبدو أنه کان یؤکد بشکل خاص علی موافقة الأ؛لبیة في هذا المضمار (مثلاً ظ: النحاس، 3/132). وفضلاً عن المبادئ الثلاثة التي ذکرت، فقد رجح في مواضع عدة قراءة ما بسبب انسجامها مع نظائرها في القرآن (م.ن، 3/39، 112، مخـ) أو في الحدیث (م.ن، 3/306- 307)، ووضع في اعتباره انسجامها بصورة أکبر مع رسم خط المصحف (م.ن، 3/10، 4/233).

وقد آثر أحیاناً أسلوب الاحتیاط في اختیاره، والنموذج البارز من ذلک یلاحظ في الألف الأخیرة من: «الظُّنونا»، «الرسولا»، «السبیلا» (الأحزاب/ 33/10، 66، 67). فمن بین الأقوال الثلاثة: «حذف الألف في الوصل وإثباتها في الوقف» و «الإثبات في کلتا الحالتین» و «الحذف في کلتا الحالتین»، عارض القول الأخیر فقط و الذي کان یتعارض مع رسم المصحف، وبإصراره علی الوقف حرر نفسه من استبعاد أي من القولین الأولین (ظ: الأندرابي، الإیضاح، الورقة 186 ب؛ «المباني»، 165). ورغم أن أبا عبید اعتبر من حیث تقسیممدارس القراء،في عداد الکوفیین (ظ: الأندرابي، ن.م، الورقة 94ب)، إلا أنه قرأ بأسلوب الاجتهاد الذي انتهجه في کثیر من الحالات خلافاً لإجماع الکوفیین، بل وحتی لمصحف الکوفة (مثلاً ظ: ن.م، الدوراق 157 ألف، 174 ألف، 194 ألف).

ومن المصادر التي یمکن العثور فیها علی اختیار أبي عبید بشکل واف، یجدر ذکر إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس و الإیضاح للأندرابي، کما تلاحظ مواضع متناثرة منه فيشتی المصادر حتی في سنن الترمذي (5/185-186). واستناداً إلی المقدسي الجغرافي، کان اختیار أبي عبید من القراءات الشائعة في بلاد الجبل (في إیران) خلال النصف الثاني من القرن 4هـ/ 10م (ص 303). کا أخبر مکي بن أبي طالب العالم المغربي عن رواجه في بعض المناطق خلال النصف الأول من القرن 5هـ/ 11م (ص 64-65). وتوجد إشارات أخری أیضاً تدل علی رواج هذه القراءة في الفترات اللاحقة (الأندرابي، قراءات، 142-146؛ الرافعي، 1/132، 2/159؛ ابن خیر، 23).

 

أبوعبید والأدب العربي

انبری أبوعبید خلال دراسته لدی الأساتذة المعروفین في مدرستي الکوفة و لابصرة، لدراسة علوم الأدب من نحو ولغة وغیر ذلک، و عرف بوصفه أدیباً بارزاً ترک تأثیراً لاینکر في المؤلفات الأدبیة التي أعقبته. و یلاحظ من بین أساتذته الکوفیین أسماء أمثال علي بن حمزة الکسائي ویحیی بن زیاد الفراء وأبي عمرو الشیباني وعلي بن مبارک الأحمر و ابن الأعرابي، ومن بین أساتذته البصریین أسماء أبي زید الأنصاري و أبي عبیدة معمر بن المثنی و عبدالملک الأصمعي و یحیی بن مبارک الیزیدي و النضر بن شمیل المازني (ظ: الیغموري، ن.ص؛ الخطیب، 12/404؛ ابن الأنباري، 57).

ولم یبدِ أبوعبید کثیر رغبة في تألیف آثار خاصة بالنحو، وبحوثه النحویة متناثرة في شتی الآثار، و منأهم المصادر المتوفرة لمطالعة نحو أبي عبید، نقول النحاس عن کتابه القراءات المصحوب بعضها بالتفنید والنقد أیضاً (مثلاً ظ: 2/285، 3/436). کان أبوعبید یمیل في النحو إلی مدرسة الکوفیین (ظ: م.ن، 2/193؛ الخطیب، ن.ص)، ولم یطرح اسمه في أي وقت بوصفه نحویاً بارزاً (ظ: أبوالطیب، 93). وفي الحقیقة فإن أباعبید صبّ جل اهتمامه علی معرفة الکلمات و التنقیب في مشکل و غریب القرآن و الأحادیث و الأشعار، و بشکل عام علی غریب کلمات العربیة، وأنتج عدداً من آثاره في هذا المضمار. وأهم آثاره من هذا النوع کتاب الغریب المصنف الذي قیل إنه جمعه في فترة تتراوح بین 30-40 سنة ورتبه في 1,000 باب، وضمنه مایزید علی 1,200 بیت من الشعر شواهد لغویة (ظ: ن.ص؛ ابن الندیم، ن.ص؛ الأزهري، 1/20).

والغریب المصنف من أوائل المجامیع الکبیرة في معرفة الألفاظ العربیة جمعت فیه مختارات من أقوال اللغویین الماضین و بحوث المؤلف الخاصة. وقد أدت هذه الشمولیة إلی أن یعتبر شمر بن حمدویه من تلامذة أبي عبید، هذا الأثر أفضل مصنف من نوعه و یکتب له حواشي کثیرة. و قد أفاد الأزهري من هذا لامتن و الحواشي فیما بعد (ن.ص). و مهما یکن، فإن خصائص هذا الأثر من جهة، وبعض هفوات المؤلف – التي لامفرّ منها في أثر کهذا – من جهة أخری، أدیا إلی ظهور آراء و مواقف مختلفة بشأن هذا الکتاب و مؤلفه بوصفه لغویاً، و کان معاصره الأدیب ذسحاق بن إبراهیم الموصلي یعتقد أنه حدثت في هذا الأثر تصحیفات کثیرة، وقد تعامل أبوعبید بشکل منطقي مع هذا النقد و قبل احتمال الخطد فیه بالحد المعقول (ظ: الزبیدي، 220-221؛ الخطیب، 12/413).

وقد اتسع نطاق النقد الموجه لهذا الأثر لیشمل حتی الفترة التي تلتوفاة أبي عبید أیضاً، وفي النصف الثاني من القرن 3هـ/ 9م، أقدم أبوسعید محمد بن هبیرة الأسدي في الرسالة التي ألفها لعبد الله بن المعتز، علی جمع الحالات التي تنقد أقوال أبي عبید أوتؤیدها (یاقوت، ن.م، 19/105). وفي القرن 4هـ/ 10م أظهر ابن درستویه (ظ: الخطیب، 12/404) وأبو الطیب اللغوي (ن.ص) قیمة الغریب المصنف بوصفه بحثاً علی أنها أقل مما کان یتصور، واعتبره أکثر مایکون فناً له في الاقتباس من آثار الآخرین. وقد انبری علي بن حمزة البصري ناقد الآثار الأدبیة في کتابه «التنبیهات» لنقد بعض أقوال أبي عبید في الکتاب المذکور و اتهمه بفقدان الضبط وانعدام الدقة (ظ: ص 191-192، مخـ)، وفي مقابل ذلک استند أشخاص مثل الأزهري علی الغریب المصنف بوصفه مصدراً رئیساً، بل اعتمدوا علی روایات أبي عبید في نقل أقوال الماضین مثل أبي زید و أبي عبیدة و الأصمعي و الکسائي (ظ:الأزهري، 1/13-40).

وإن کون أبي عبید قد أخذ أغلب معلوماته اللغویة عن أساتذته، یبدو أمراً طبیعیاً للغوي تقلیدي، إلا أن ذلک لایعني أنتکون آثاره و بحوثه اللغویة مقتصرة علی النقل عن اللغویین الماضین. وقد انبری مراراً لنقد آراء شیوخه واعتمد علی سماعه المباشر من فصحاء العرب أیضاًبوصفهم مصدراً رئیساً (مثلاً ظ: النحاس، 2/386؛ السیوطي، 1/109، 132). ومن المعالم البارزة لعلم أبي عبید بالمفردات الذي یلاحظ بشکل خاص في کتبا لغات القبائل، المعلومات التي یقدمها عن الکلمات والألفاظ المختلفة في شتی اللهجات العربیة. فقد أخذ بنظر الاعتبار في دراسته اللهجات التقسیم الجغرافي من الحجاز و نجد و الیمامة و عمان و الیمن و الشام، والتقسیم القبلي من قریش و تمیم و طيء وبقیة القبائل، واهتم بالنماذج المنقولة عن اللهجات التاریخیة للعرب أیضاً مثل سبأ وحمیر وجرهم و العمالقة و مدین و غسان. و إن معلومات کهذه في آثار أبي عبید ذات أهمیة لیس من حیث جمع روایات الماضنی فحسب، بل لکونها أیضاً في بعض الحالات – خاصة فیما یتعلق بلهجات ثغور الشام – من مسموعاته واستنتاجاته الخاصة (ظ: غریب، 3/91، 4/31). وجدیر بالذکر أن معلومات أبي عبید اللغویة ظلت لقرون – وعلی نطاق واسع – موضع استفادة اللغویین العرب.و کان لأبي عبید رأي في تدوین اللغة، حیث کان یعتقد أنه لاینبغي لمصطلحات العلوم أن تخلط بعلم اللغة و توضع إلی جانب المفردات (ظ: العزاوي، 104).

وفضلاً عن المفردات فقد کانت الأمثال أیضاً قد حظیت باهتمام أبي عبید إلی الحد الذي اعتبرها معه مظهر حکمة العرب في العصرین الجاهلي و الإسلامي (ظ: السیوطي، 1/486)، وقد ألف في الأمثال کتاباً یحتل مکانة خاصة في کتب أمثال العرب. ورغم أن أشخاصاً مثل المفضل بن محمد الضبي و مؤرج بن عمرو السدوسي کانوا قد ألفوا قبله آثاراً في هذا لامجال، إلا أن شمولیة کتاب أبي عبید قد غطت علی آثار الماضین واستفاد منه المؤلفون الذین تلوه بأشکال متفاوتة، وقد درس رودلف زلهایم بشکل واف کتاب الأمثال لأبي عبید و مکانته بین الآثار المتعلقة بأمثال العرب (لمعرفة البحوث التقلیدیة والمعاصرة عن هذا الکتاب، ظ: GAS, VIII/ 84-85).

 

أبوعبید و علم اللغة

إن ترعرع أبي عبید في بیئة خراسان الناطقة بالفارسیة واختلاطه بیونانیي آسیا الصغری فیما یحتمل بالأقلیات ذات اللغة الخاصة مثل أقباط مصر، کل ذلک کانت عوامل مساعدة لیمتد بنظرته إلی أفق أبعد من نطاق اللغة العربیة ویقارن بین اللغات. ففي موضع و خلال مقارنة بین الترکیب النحوي للغة العربیة و بقیة اللغات (بمقدار معرفته بالموضوع (عدّ خصائص مثل «أل» التعریف وعراب نهایات الکلمات من خصائص هذه اللغة، وادعی في موضع آخر أن اللغة العربیة ذات قدرة ممتازة علی تقبل الترجمة إلیها من اللغات الأخری، بینما لاتتمتع الترجمة من العربیة إلی بقیة اللغات بالجودة المطلوبة، وقد نقد بهذا الصدد ترجمات القرآن وحتی «البسملة» (ظ: القلقشندي، 1/149؛ السیوطي، 1/329).

والجانب الآخر من التعامل المقارن لأبي عبید هو فیما یتعلق بجذور المفردات الأجنبیة في العربیة، ذلک أنه أبدی اهتماماً کبیراً بالألفاظ المعرّبة، وحظیت آراؤه في هذا المضمار باهتمام اللغویین الذین تلوه. ومعرفة أبي عبید العامة بعدة لغات جعلته أکثر واقعیة في معرفة أصول الکلمات العربیة، وأدات به إلی قبول وجود مفردات أجنبیة حتی في القرآن خلافاً لروّاد مثل أبي عبیدة معمر بن المثنی. وبطبیعة الحال فلیس مستبعداً أن یلجأ أیضاً إلی مسوغات من أجل عدم المساس بعربیة القرآن (ظ: أبوعبید، غریب، 4/242، «رسالة...»، 1/125 ومابعدها؛ السیوطي، 1/268-269).

انبری أبوعبید في مواضع مختلفة من آثاره لإیضاح الجذور الفارسیة والسامیة – الحامیة، وبشکل نادر الیونانیة، لبعض المفردات العربیة، إلا أنمستوی قیمة هذه المعلومات لیس متساویاً في جمیع هذه اللغات. فما اعتبره من أن مفردة «رقیم» باللغة الرومیة (الیونانیة) تعني الکتاب (ن.م، 2/3)، والمفردة المعربة «سرق» (قطعة حریر بیضاء)، مشتقة من المفردة الفارسیة «سره» (= حسنة) (غریب، 4/241- 242)، بدلاً من إعادتها إلی المفردة الیونانیة «سریکس» (لیدل، 1594)، دلیل علی أنه لم یکن قد تعلم اللغة الیونانیة جیداً رغم بقائه الطویل في آسیا الصغری. وفیما یتعلق باللغات السامیة – الحامیة فإن أغلب إحالاته – خاصة في لغات القبائل – إلی اللغات النبطیة و السریانیة و العبریة وأحیاناً الحبشیة و القبطیة و البربریة، مستقاة من أقوال العلماء و اللغویینالماضین، إلا أنه تلاحظ فیها أیضاً موضوعات مبتکرة، و کنموذج فقد تصور أن وحدة القیاس «بُهار» هي من جذر قبطي (غریب، 4/164)، وأورد أن کل «بهار» یعادل في اللغة القبطیة 300 رطل (قا: BHR في القبطي بهاري: کروم، 488). وبطبیعة الحال فإنه یوجد في المصادر التاریخیة مایدعم معادلة وحدة البهار لـ 300 رطل (ظ: المقدسي، 94). والنموذج الآخر مفردة زرمانقة (الجبة الصوف) التي کانت مهجورة حتی علی عهد أبي عبید، وظن هو أن جذرها عبري (قا: «گُرمنفه» في السریانیة: فرنکل، 289)، وتصوره کان قریباً من الدقة أکثر من اللغویین الذین اعتبروها معربة عن «أشتریانه» الفارسیة (ظ: ابن الأثیر، المبارک، 2/301).

وإذا تجاوزنا الیونانیة و اللغات السامیة- الحامیة، فإن بحوث أبي عبید عن اللغة الفارسیة أکثر دقة بکثیر. وقد حظیت بعض آرائه الخاصة مثل إعادة اشتقاق «قیروان» إلی الأصل الفارسي (وأیضاً الپهلوي) «کاروان»، دائماً بالاهتمام (ظ: غریب، 4/422). وفضلاً عن ذلک فقد انبری أبوعبید أحیاناً لاستنباط قواعد في تعریب المفردات الفارسیة مما هو ملفت للنظر بشدة، وکمثال علی ذلک، فقد اعتبر استبدال الشین بالسین في تعریب ألفاظ مثل نیشابور (نیسابور)، و دشت (دست) قاعدة متداولة (ظ: السیوطي، 1/275)، و کذلک استبدال الجزء الأخیر «ـه» (-a) في المفردات الفارسیة بـ «ـَ ق» (-aq)، في الشکل العربي بوصفها قاعدة، وأورد نماذج علی ذلک مثل استبداد إستَبرَه بـ استبرق (الدیباج السمیک) و بَرَه بـ بَرق (الحمل) (غریب، 4/242). ورغم أن المفردات العربیة المذکورة هي معرب المفردات الپهلویة مع الجزء الأخیر «ـَ ک» (-ak)، استبدلت فیها الکاف الأخیرة قافاً (في الپهلویة: varak, stawrak: فره وشي، 409، 451)، إلا أن کلام أبي عبید ناجم عن معرفته بالفارسیة الدریة و عدممعرفته المتوقع باللغة الپهلویة.

کان أبوعبید بألف اللغة الفارسیة إلی الحد الذي کان معه حتی في العقد الأخیر من حیاته ببغداد یذکِّر خلال تفسیره المفردة العربیة «جائز» في غریب الحدیث، أن معادل هذه الکلمة بالفارسیة هو «تیر» (3/119). وفضلاً عما ذکر فإن هذه التراکیب و المفردات الفارسیة أیضاً قد وردت في آثار أبي عبید و النقول الموجودة في المعرَّب للجوالیقي: أندرآیم (غریب، 4/379)، خاک برسر (الأموال، 32)، باذق و بختج (= باده پخته) (غریب، 2/178)، باله (= الجراب) (الجوالیقي، 51)، دو پود (م.ن، 139)، روسپي (غریب، 3/424)، یَلمه (= قباء) (ن.م، 4/242).

 

معلومات التاریخیة و الجغرافیة

تعلم أبوعبید من مجالس مؤبخین کبار مثل هشام الکلبي و محمد بن عمر الوَاقدي والهیثم بن عدي و أبي عبیدة معمر بن المثنی، ونقل عنهم و عن غیرهم في آثاره روایات تاریخیة کثیرة (مثلاً ظ: ن.م، 1/157، 2/300)، وکان في متناول یده أحیاناً النسخ الأصلیة لبعض الوثائق التاریخیة، فقد شاهد مثلاً نصوص أجوبة اللیق بن سعد و سفیان بن عیینة و مالک بن أنس و عدد آخر من الفقهاء علی استفتاء عبدالملک بن صالح حاکم ثغور الشام في دیوانه، ونقل خلاصة تلک الأجوبة (الأموال، 183-187). والنموذج الآخر النسخة الأصلیة من رسالة النبي (ص) إلی أهل دومة الجندل التي کانت قد کتتبت علی رق أبیض، فعثر علیها و نقل نصها الکامل في کتابه الأموال (ص 205-206). ومن بین آثاره الباقیة کتاب الأموال الذي یتمتع بأهمیة تاریخیة فائقة خاصة فیما یتعلق بمراسلات النبي (ص) و فتوح البلدان، و استفاد منه مؤرخون أمثال المسعودي (ظ: المسعودي، التنبیه...، 232).

ومن المحتمل أن یکون أبوعبید قد ألف أیضاً آثاراً خاصة بالأخبار والروایات التاریخیة (مثلاً الأحداث، ظ: قسم آثاره في هذه المقالة)، و حین یضعه المسعودي في عداد مؤرخین أمثال أبي مخنف و ابن إسحاق و الواقدي (مروج...، 1/21)، فإنما أخذ بنظر الاعتبار أمثال آثاره هذه. و علی أیة حال، فإن کثیراً من الروایات التاریخیة قد وردت عن أبي عبید في الآثار التاریخیة لتلمیذه البلاري (أنساب...، 1/165، مخـ، فتوح ...، 23، 31، مخـ)، کما وردت روایاته التاریخیة بشکل متناثر في آثار آخرین.

وفي مجال الجغرافیا، فإن کراتشکوفسکي قد استنتج – آخذاً بنظر الاعتبار کتاب الغریب المصنف و مقارنته بکتاب الصفات للنضر بن شمیل، الذي کان النموذج المحتذی في تألیف الغریب (ظ: ابن الندیم، 57-58) – أن قسماً من أثر أبي عبید هو مثل الصفات، قد خصص للجغرافیا الطبیعیة (ص 120). و مهما یکن فقد أدرجت معلومات متفرقة في مجال الأسماء الجغرافیة و حدودها و ثغورها في الآثار الأخری لأبي عبید، أو نقلاً عنه في الآثار الجغرافیة المتأخرة (ظ: أبوعبید، ن.م، 81-82، 182؛ أبوعبید البکري، معجم ...، 1/6، 2/626، مخـ؛ یاقوت، البلدان، 1/291).

 

آثاره

کان لأبي عبید مؤلفات جمّة في شتی الفنون هي في رأي الجاحظ أصح کتب المتقدمین و أکثرها فائدة (ظ: الزبیدي، 217). وقد انبری ابن درستویه خلال تعداده آثاره للتعریف بأهمها، و ذکّر أن تلک الآثار کانت موضع اهتمام في شتی البقاع. و استناداً إلی قوله فإن آثار أبي عبید التي لقیت رواجاً کانت أکثر من 20 کتاباًف و کانت له أیضاً آثار غیر مشهورة خاصة في الفقه مما لم یروه لتلامذته، إلا أن ابن درستویه کان قد رأی نسخاً منها في بیوت الطاهریین (الخطیب، 12/404-405). وأهم آثاره المعروفة هي:

 

ألف- المطبوعة

1. الأجناس من کلام العرب و ما اشتبه في اللفظ واختلف في المعنی، في اللغة، طبع بتحقیق امتیاز علي عرشي في بومباي (1356هـ/ 1938م)؛ 2. الأمثال، في الدمثال العربیة الذي طبع أولاً بوصفه نصاً ضمن مجموعة التحفة البهیة في 1302هـ بإستانبول، ثم طبع مع ترجمة لاتینیة لقسم منه بتحقیق برتو في 1936م بغوتتغن؛ 3. الأموال، في البحوث الفقهیة ذات العلاقة بالزکاة و الخراج، طبع مراراً و منها بتحقیق محمد حامد الفقي بالقاهرة (1353هـ)، ثم بالقاهرة أیضاً (1389هـ) بتحقیق محمدخلیل الهراس. وقد استفاد من هذا الکتاب حمید بن زنجوبه في کتابه الأموال (1/90، مخـ)، و کذلک قدامة ابن جعفر في الخراج (ص 215، مخـ)؛ 4. الإیمان و معالمه و سننه واستکماله و درجاته، حول نظریة أصحاب الحدیث في مسألة الإیمان (ظ: مصادر هذه المقالة؛ أیضاً GAX, IX/ 71). وقد بحث مادیلونغ في مقالة له بمجلة «دراسات إسلامیة»، انعکاس الاراء العقائدیة للمتقدمین من أهل السنة في أثر أبي عبید هذا؛ 5. رسالة ماور في القرآن الکریم من لغات القبائل، حول مفردات القرآن. طبعت هذه الرسالة بحاشیة التیسیر في علم التفسیر للدیریني بالقاهرة (1310هـ) (أیضاً ظ: مصادر هذه المقالة)؛ 6. غریب الحدیث، في شرح مشکل المفردات الواردة في الأحادیث النبویة و آثار الصحابة (ظ: مصادر هذه المقالة؛ للدراسات التي تمت بشأنه، ظ: GAS, VIII/86-87)؛ 7. فضل (فضائل) القرآن و معالمه و آدابه، طبع فصل منه بتحقیق شپیتالر ببرلین (1952م)، وتوجد مخطوطات منه في مکتبات توبنغن و برلین و القاهرة و دمشق و غیرها (GAS, IX/ 71)؛ 8. الناسخ و المنسوخ، في ناسخ القرآن و منسوخه، انبری فیه أیضاً في عدة مواضع لبحث ناسخ الحدیث و منسوخه (مثلاً ص 48، 57-58). طبع هذا الأثر للمرة الدولی طبعة تصویریة في 1405هـ/1985م باهتمام فؤاد سزگین في شتوتغارت (أیضاً ظ: مصادر هذه المقالة)؛ 9. النعم و البهائم و الوحش و السباع و الطیر والهوام و حشرات الأرض، طبع في 1908م بتحقیق بویج في «نشرة کلیة الاستشراق» التابعة لجامعة القدیس یوسف ببیروت.

جدیر بالذکر أن السمعاني ذکر في التحبیر (1/185) من بین آثار أبي عبید کتاباً بعنوان مقتل الحسین (ع)، یبدو أنه هو نفس النص المدرج في العقد الفرید لابن عبد ربه (4/376 و مابعدها).

الصفحة 1 من3

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: