الخدمات الثقافیة و الصحیة

أولت أبوظبي اهتماماً خاصاً لرفع مستوی الخدمات الاجتماعیة، حیث خصص في أول خطة اقتصادیة خمسیة مبلغ 34,5 ملیون دینار بحریني لأغراض الصحة و الثقافة و البناء (جناب، 185).ولغرض تنفیذ هذه الخطة، فقد دعي إلی أبوظبي عدد کبیر من المعلمین من مصر و لبنان و غیرها من الدول العربیة لمزاولة التعلیم هناک. ونتیجة لذلک بلغ عدد الطلاب 4,937 طالباً في 1968م. ومع ذلک لم یکن عدد المتعلمین یزید عن 2% سنة 1969م (م.ن، 182-183). و من الخطوات الثقافیة الأخری في تلک السنوات، إرسال 150 طالباً من أبناء أبوظبي خارج البلاد، حیث واصل 50 طالباً منهم الدراسة في جامعات لندن (م.ن، 183).

توجد في أبوظبي (عدا المستشفیات العسکریة) 6 مستشفیات هي: المستشفی المرکزي و مستشفی الجزیرة و مستشفی الکورنیش في مدینة أبوظبي (یبلغ مجموع عدد الأسرّة فیها 1277 سریراً، ویعمل فیها 227 طبیباً و 2 من أطباء الأسنان و 6 صیادلة)، ومستشفیان في العین و مستشفی في الساد یبلغ مجموع أسرّ تها 828 سریراً (الکتاب السنوي، 114).

مدینة أبوظبي

عاصمة إمارة أبوظبي والعاصمة المؤقتة للإمارات العربیة المتحدة، تقع علی الساحل الجنوبي للخلیج الفارسي في جزیرة بنفس الاسم علی 24° و 29´ من خط العرض الشمالي، و 54° و 22´ من خط الطول الشرقي و عدد سکانها حوالي 520,000 نسمة (إحصاء 1982م: إمارات ...، 3؛ EI2, I/166).

طبیعتها

تقع أبوظبي في الضلع المطل علی البحر من جزیرة مثلثة الشکل مستویة فصلت عن الأرض الأصلیة بواسطة مضیق ضیق یدعی المقطع. والجزیرة ذات طبیعة صحراویة تماماً وجاف خال من الزرع. تغمر سواحلها المیاه مرتین کل یوم ولیلة أثناء المد، حیث تغمر المیاه حافات خورین کبیرین هما خور البطین و خورلفان اللذان یقعان إلی الجنوب و الشمال الشرقي منها علی التوالي (جناب، 199؛ دانشنامه).

مظهر المدینة

کانت أبوظبي أوائل القرن الحالي (1906م) قریة تبعد حوالي 2,5 کم عن الساحل الشمالي للجزیرة، وعلی بعد 140 کم جنوب غربي الشارقة. تتألف من أکواخ من الحصر و عدة بنایات من الصخر وبضع نخلات، وتقع في أطرافها سوق التجار الهنود. و کان ماء شربها یؤمن آنذاک من دبي وبطرق بدائیة في أغلب الأحیان (لوریمر، II/410)، کماکان سکانها یؤمنون احتیاجاتهم بواسطة صید اللؤلؤ، ولهم علاقات تجاریة مع الهند بصورة خاصة (م.ن، II/1439).

ولم یطرأ تغیر ملحوظ علی شکل أبوظبي أواسط القرن الحالي. وقد وصفها المؤرخون وأغلب الجغرافیین بنفس الشکل الذي کانت علیه قبل 50 سنة تقریباً و قدر عدد الدکاکین فیها بمائة دکان سنة 1960م. ولم یکن هناک حینها أثر لأسس بناء المدن ولا الخدمات العامة، وکان ماء شربها کما کان علیه الأمر فیما مضی یؤمن من دبي ویباع بأثمان باهظة (جناب، 156-157).

ومنذ أواسط الستینات حیث أخذت عائدات النفط تتدفق علیها بشکل مستمر و متزاید، طرأ علی البلاد تغییر کبیر، وأدی تنفیذ الخطط العمرانیة العدیدة إلی تغییر ملامحها بسرعة فائقة. وقد تم القیام بخطوتین رئیستین بادئ الأمر جعلتا عملیة تطویر المدینة أمراً میسوراً: إحداهما إنشاء جسر المقطع الضخم الذي یربط جزیرة أبوظبي بمرکز البلاد وافتتاحه سنة 1968م (م.ن، 199)؛ والأخری مدّ أنابیب ضخمة ذات شبکات معقدة لنقل المیاه بکمیات کافیة مندبي بمسافة تمتد إی 145 کم (اقتداري، خلیج فارس، 159).

وضع لأبوظبي وبسخاء برنامج واسع للطرق العامة و الشوارع ذات الاتجاهین و الشوارع العریضة و المتنزهات تمّ تنفیذه خلال فترة و جیزة بکلفة بلغت ملیارات الدولارات. ولم یمضِ طویل وقت حتی أنشئت في أبوظبي البنایات الحکومیة الکبیرة والفنادق و المراکز الاجتماعیة والثقافیة و التجاریة إضافة إلی المساجد الجمیلة. وظهرت الأحیاء السکنیة الواحد تلو الآخر حیث وضعت بیوت عدیدة منها بالمجان تحت تصرف البدو الراغبین في الاستقرار ضمن سیاسة ترمي إلی تشجیعهم علی الاستیطان في المدن (مصعودي، 64). وبعد فترة وجیزة تغیر مظهر مدینة أبوظبي بأبنیتها الضخمة المطلة علی البحر وساحاتها العامة ومتنزهاتها و شوارعها الواسعة المشجرة بشکل أمکن معه اعتبارها الیوم أجمل مدن سواحل الخلیج الفارسي. ویوجد في أبوظبي 12 متنزهاً تبلغ مساحتها الخاضعة لإشراف مدیریة البلدیة 320 هکتاراً جيء لها بالتراب اللازم للتشجیر من العین و طریق دبي العام (موستین، 143). وتوجد المساجد الجمیلة والحدیثة الإنشاء بشکل أدی إلی أن تدعی أبوظبي معه بمدینة المساجد. وإلی جانب إجراءات إعمار المدینة وبهدف تسهیل دخول السیاح و توسیع التجار أنشئ علی بعد 50 کم من المدینة و بکلفة 385 ملیون دولار، مطار أبوظبي الضخم الذي لایضاهي أحدث مطارات أوروبا و أمیرکا من الناحیة الفنیة فحسب، بل فاق العدید منها من جهات أخری أیضاً («دلیل الإمارات»، 15, 16). و من جهة أخری أسس میناء کبیر دعي بمیناء زاید یضم 17 رصیفاً (أسعدي، 1/255)، یمکن للسفن و ناقلات النفط الرسوّفیه بسهولة (إمارات، ن.ص).

وازدهر النقل الجوي في أبوظبي إلی الحد الذي تنشط فیها 40 شرکة نقل دولیة و 26 مکتباً للنقلیات (موستین، 145-153).

السکان: قدر عدد سکان أبوظبي في لاسنوات الأولی لنشوب 20,000 نسمة کانوا یعیشون في أکواخ من القصب وسعف النخل أو في منازل من اللبِن المقوّی بعظام السمک ورواسب المرجان (البستاني، 4/413-414). وفي العقد الأول من القرن الحاضر قدر عدد سکان قریة أبوظبي بحوالي 6,000 نسمة، یشکل نصفهم تقریباً أفراد قبیلة بني یاس (وتضم آل بوفلاح 40، والقبیسات 380، والمحاربة 300، وآل بو فَلاسة 200، والقُمْزان 250، وآل بوهَمیر 300، والرُّمَیثات 500، والمزاریع 300، والهَوامل 500 نسمة)، وتشکل القبائل الأخری (وتضم آل بومَهیر 500، والسودان 375، والمَرَر 200، والثَمَیرات 120، وآل بن ناصر 120، وآل بوعمیم 120، والخمارة (یبدو أنهم من ناحیة خمیر في إیران) 375، والحَلالمة 75، والدَحَیلات 200، والبحارنة 120نسمة)، إضافة إلی 500 شخص إیراني و 65 هندیاً (لوریمر، II/410).

ازداد عدد سکان أبوظبي في الستینات ومابعدها بشکل کبیر إلی جانب تنفیذ مشاریع بناء المدن إلی الحد الذي بلغ معه الضعف خلال السنوات السبع بین 1968 و 1975م (أسعدي، 210). واستمرت الزیادة السریعة في السکان خلال السنوات التالیة أیضاً حتی بلغت 520,000 نسمة تقریباً في 1982م (إمارات، ن.ص).

الأوضاع الاقتصادیة والاجتماعیة

أصبحت أبوظبي في 1971م عاصمة مؤقتة للإمارات العربیة المتحدة لمدة 5 سنوات مددت إلی 5 أخری (بریتانیکا). وبالنتیجة لم تعد هذه المدینة المرکز الاقتصادي والإداري والحکومي للإمارة فحسب، بل أخذت علی عاتقها دوراً مهماً بوصفها عاصمة الإمارات العربیة المتحدة أیضاً في هذه المجالات. وهي مقر حکومة الإمارات العربیة المتحدة وجمیع الوزارات («دلیل الإمارات»، 19) والمؤسسات الحکومیة في الإمارات. وبوصفها عاصمة فقد ضمت 45 سفارة وبعثة دبلوماسیة. إضافة إلی ذلک فإن المصارف والنقل الجوي والبحري والممثلیات التجاریة لمئات الشرکات الأجنبیة، جعلت من أبوظبي أحد المراکز الاقتصادیة المهمة في الشرق الأوسط.

وفضلاً عن کونها أکبر مرکز اقتصادي في الإمارات، فإنها تعد أیضاً المرکز الاجتماعي والثقافي فیها، حیث أنشئت فیها مدارس و مؤسسات ثقافیة متنوعة و عدیدة. ویبدو أن الجامعة الوحیدة في إمارة أبوظبي والکائنة الیوم في العین قد أسست أول مرة سنة 1974 م باسم جامعة أبوظبي، ثم تغیر اسمها إلی «جامعة الإمارات العربیة المتحدة» (أسعدي، 264). وفي 1977م أسست و کالة أنباء الإمارات العربیة المتحدة، وأخذت إذاعة أبوظبي ومنذ بدء تأسیسها ثبت برامجها باللغات العربیة والإنجلیزیة والفرنسیة والأردیة (م.ن، 266).

وفي 1975م افتتح تلفزیون أبوظبي وأخذ منذ 1982م یبث برامجه باللغتین العربیة والإنجلیزیة، حیث یغطي بثه جمیع الدول العربیة ودول الخلیج الفارسي («دلیل الإمارات»، 16). أما أول صحیفة عربیة فقد صدرت في 1972م باسم الاتحاد، ثم توالی بعد ذلک صدور صحف أخری کان من بینها ثلاث صحف بالإنجلیزیة هي إمارات نیوز، ورکوردر، ویونایتد عرب إمارات پرس سیرفس دیلي نیوز.

ومن الأماکن السیاحیة في أبوظبي، المساجد العدیدة والجمیلة الحدیثة البناء، وکذلک القلعة والقصر القدیم لشیوخ بني یاس. وقد أعید بناء هذه القلعة المعروفة بالدیوان الأمیري في السنوات الأخیرة بشکل رائع، وهي الیوم مرکز للبحوث العلمیة ومکتبة للوثائق التاریخیة في أبوظبي (ن.ص).

المصادر

أسعدي، مرتضی، جهان إسلام، طهران، 1366ش؛ اقتداري، أحمد، آثار شهرهاي باستاني، طهران، 1348ش؛ م.ن، خلیج فارس، طهران، 1345ش؛ إمارات متحدۀ عربي، وزارة التجارة، طهران، 1364ش؛ البستاني؛ تاریخ اقتصادي إیران، تقـ: چارلز عیسوي، تجـ: یعقوب آژند، طهران، 1362ش؛ جناب، محمدعلي، خلیج فارس، طهران، 1349ش؛ دانشنامه؛ روحاني، فؤاد، تاریخ أوبک، تجـ: منوچهر روحاني، طهران، 1353ش؛ الکتاب السنوي (1979-1981م)، وزارة الإعلام و الثقافة، أبوظبي، 1981م؛ گنجي،محمدحسن، «آب و هوای خلیج فارس». سمینار خلیج فارس، طهران، 1342ش؛ مدني، جلال الدین، تاریخ سیاسي معاصر إیران، قم، 1362ش؛ مستوفي أحمد، «خلیج فارس، ساختمان و پیدایش آن»، سمینار خلیج فارس، طهران، 1342ش؛ مسعودي، عباس، خلیج فارس در دوران سربلندي و شکوه، طهران، 1352ش؛ میریان، عباس، جغرافیاي تاریخي خلیج و دریاي پارس، خرمشهر، 1353ش؛ نقشۀ سیاسي وتاریخي خلیج فارس، گیتاشناسي، طهران، عد 192؛ وأیضاً:

Z. United Arab Emirates, Business Locations Guide, Dubai, 1988; Britannica, 1978; Daniels, John, Abu-Dhabi a Portrait, London, 1974; EI2; Essays, UAE, Ministry of Information and Culture; Der Fischer Welt Almanach, 88, 1988; Hay, R., The Persian Gulg States, Washington D. C., 1959; Lorimer, J. G., Gazetteer of the Persian Gulf, Oman, and Central Arabia, Calcutta, 1908; The Middle East and North Africa, 1984-85; Mostyn, T., A Meed Practical Guide (UAE), London, 1982; OPEC Annual Statistical Bulletin, 1986.

محمدحسن گنجي/ هـ.